في كل عام، يترقب المسلمون قدوم شهر رمضان المبارك، الشهر الذي تتجلى فيه أسمى معاني الروحانية والتقوى، إذ تتناغم العبادة مع الصيام، والقلوب تهفو إلى الخشوع. ولكن، هل يمكن أن يكون هذا الشهر العظيم فرصة لزيادة الوعي وتطوير الذات؟ الإجابة تكمن في كيفية استثمارنا لهذا الشهر، سواء على الصعيد الروحي أم الفكري أو الاجتماعي...

في كل عام، يترقب المسلمون قدوم شهر رمضان المبارك، الشهر الذي تتجلى فيه أسمى معاني الروحانية والتقوى، إذ تتناغم العبادة مع الصيام، والقلوب تهفو إلى الخشوع. ولكن، هل يمكن أن يكون هذا الشهر العظيم فرصة لزيادة الوعي وتطوير الذات؟ الإجابة تكمن في كيفية استثمارنا لهذا الشهر، سواء على الصعيد الروحي أم الفكري أو الاجتماعي.

في هذا السياق، أجرت كلية التربية للعلوم الإنسانية استطلاعًا صحفيًا مع مجموعة من الطلبة، الذين أعربوا عن آرائهم حول الأعمال والأنشطة التي يمكن أن تساهم في زيادة الوعي أثناء الشهر الفضيل. إذ يتناول هذا الاستطلاع آراء هؤلاء الطلبة حول كيفية استخدام رمضان كمنصة لتعزيز المعرفة، وتنمية المهارات الحياتية، وتحقيق التوازن بين العبادة والتطوير الشخصي. وكل فكرة من هذه الأفكار تحمل في طياتها رسائل عميقة ودروسًا قيّمة حول كيفية تحويل شهر رمضان إلى محطة لإعادة البناء الذاتي. وقد أطلعت على هذا الاستطلاع شبكة النبأ المعلوماتية، لتسلط الضوء على هذه الآراء التي تعكس هموم وتطلعات الشباب الجامعي في هذا الشهر المبارك.

هل يمكن أن يكون رمضان أكثر من مجرد امتناع عن الطعام؟ هل يمكن أن يكون موسمًا حقيقيًا لتطوير الذات وزيادة الوعي في جميع جوانب الحياة؟ هذا ما سنكتشفه معًا من عن طريق آراء طلبة كلية التربية للعلوم الإنسانية الذين أضاءوا لنا سبلًا جديدة لزيادة الوعي في هذا الشهر الكريم.

رمضان فرصة للمعرفة ورقي الذات

يرى محمد علاء الغانمي أن الوعي مسؤولية فردية، وأن رمضان فرصة ذهبية لتعزيز المعرفة وتطوير الذات. ومن بين الأعمال التي يقترحها:

-   قراءة الكتب والمقالات، لاسيما في مجالات التنمية الذاتية، الفلسفة، والتاريخ الإسلامي.

-   حضور المحاضرات والدروس سواء كانت دينية أم ثقافية.

-   تنظيم الوقت والتخطيط لتحقيق التوازن بين العبادة والدراسة.

-    التأمل وتقييم الذات بهدف تطوير الشخصية.

-    ممارسة العادات الصحية السليمة، ووعي أثر التغذية الجيدة والصيام على الصحة النفسية والجسدية.

الوعي بأبعاده الروحية والاجتماعية والثقافية

يؤكد بدر الهواشم الحسني أن رمضان فرصة لتعزيز الوعي في جوانب الحياة المختلفة، ويقترح:

-    تخصيص وقت يومي للعبادة وقراءة القرآن لتعزيز الوعي الروحي.

-    المشاركة في الأنشطة التطوعية لتعزيز الوعي الاجتماعي.

-    حضور الفعاليات الثقافية والمحاضرات الدينية لتعزيز الوعي الثقافي.

-   تبادل الأفكار والنقاشات مع الزملاء لتوسيع المدارك وتطوير الوعي الجماعي.

رمضان مدرسة للصبر والتهذيب

من وجهة نظر حسن العسكري، رمضان يُعلم الصبر والتهذيب، وأبرز ما يقترحه لزيادة الوعي:

-   حضور المحاضرات الدينية سواءً بشكل مباشر أم عبر الإنترنت.

-   قراءة أحاديث النبي (ص) وأهل البيت (ع) لفهم رحمة الله في هذا الشهر.

-   تعويد النفس على الصبر وضبط اللسان، وهو من أهم ثمار الصيام.

الحكمة في تجارب كبار السن

يرى أحمد حسين أن الجلوس مع كبار السن والاستماع إلى تجاربهم يمنح وعيًا عمليًا عن الحياة، إضافة إلى متابعة البرامج والمحاضرات التوعوية الدينية والاجتماعية للاستفادة من خبرات العلماء والمفكرين.

وعي يبدأ بإفشاء السلام

يؤكد الدكتور غسان غازي الجشعمي أن إفشاء السلام وإقامة محافل القرآن يسهمان في خلق وعي جماعي قائم على المحبة ونشر ثقافة التسامح والتآخي.

القرآن منبع الوعي

يختصر جواد السعيدي رؤيته بأن قراءة القرآن الكريم هي المفتاح الأكبر لزيادة الوعي، إذ يجمع بين المعرفة الروحية والفكرية.

الصدقة وتهذيب النفس

يرى سجاد الطائي أن الصدقة من أبرز ما يعزز الوعي في رمضان، إلى جانب تلاوة القرآن لتصفية القلب والعقل.

التفقه في القرآن هو المفتاح

بكلمات موجزة تحمل عمقًا كبيرًا، يشدد عباس أحمد على أن التفقه في القرآن الكريم هو الطريق الأهم لزيادة الوعي، إذ يحمل بين آياته إرشادات تهذب النفس وتسمو بالإنسان.

رمضان ليس مجرد شهر يمر مرور الكرام، بل هو فرصة ثمينة لإعادة ضبط مسار حياتنا. هو شهر التوبة، التغيير، والتجديد، الذي يجب أن نستثمره على أكمل وجه. آراء طلاب كلية التربية للعلوم الإنسانية كشفت عن عمق تفكيرهم واهتمامهم بتطوير أنفسهم في مختلف المجالات في هذا الشهر الفضيل. من قراءة القرآن والكتب المعرفية، إلى تعزيز الوعي الروحي والاجتماعي، إلى صقل الشخصية من أثناء التأمل والتخطيط، كل فكرة تزداد قوة وإشراقًا عندما نضعها في سياق هذا الشهر المبارك.

اضف تعليق