لاحظنا في السنوات الأخيرة كثرة الحديث عن نوع من العملات المتداولة في هذه الايام، وهي العملات الرقمية التي تكون على شكل افتراضي، أي يتم تداولها إلكترونيا، وخارج إطار الواقع الملموس، ونرى أن هذه العملات قد استحوذت على فكر البعض، واصبحت من الاساسيات التي يعتمدون عليها في حياتهم اليومية، واعمالهم، وأيضا مجموعة كبيرة من الشركات، ولكن نرى طرفا آخر قد اثارت خوفه وألحقت الذعر بالبعض، والمهم هنا أن الجميع، يتفق على أن العملات الرقمية ثورة تكنولوجية، سوف تغير من شكل الأموال في هذا العالم، وسوف تؤثر على أكبر، وأهم المؤسسات المالية في العالم وعلى طريقة عملها.
الفرق بين العملات الرقمية والورقية
هناك نوعان من الفوارق منها، تشابه بين هذه العملات، من حيث كل خصائص المال التقليدي، وأيضا يمكن استعارتها ونقلها بشكل الكتروني، من خلال بطاقة معينة، أو على شكل ارسال مبلغ محدد من قبل الشخص المرسل، ويمكن لهذه العملات أن تأخذ المور التي تقوم بها العملات الورقية، مثل دفع الفواتير، وعقد الصفقات، ومستلزمات أخرى، لكن تقوم بالدفع عن طريق الانترنيت، وبشكل يختلف عن العملات التقليدية، أما في خصوص الاختلافات بين هذا العملات، من حيث سرعة تداولها تكون العملات الرقمية اسرع بالتعامل، ويمكن ارسالها إلى أي مكان، ويتم التحكم بهذه العملات من قبل كمبيوتر مركزي ومجموعة من الأشخاص، تابعين إلى الدولة، وهناك صورة شخصية ومعلومات خاصة للشخص الذي يتعامل بهذه العملات، ولكن أن حدثت اختراقات في هذه العملات سوف تؤدي إلى كارثة حقيقية.
أشهر العملات الرقمية
هناك انواع عديدة من العملات الرقمية، ولكن اشهر هذه العملات وأكثرها تداولا، هي البيتكوين الرقمية، التي تعتبر بديلة للعملات الورقية، وقد تم تصميمها لحل مشكلات صعوبة، نقل الأموال من مكان إلى آخر، أو بسبب الإجراءات المرهقة، وقد بدأ انتشارها بشكل كبير، بعد دعمها من قبل العديد من الشركات التكنولوجية، بل لقد جرى استخدامها في العديد من العمليات الإرهابية والقرصنة، وقد تم تداولها بداية من 2009، إلا أنها اختفت عام 2010، لتعود مرة أخرى الانتشار بشكل كبير، حيث استطاعت مؤخرا كسر كافة التوقعات والوصول إلى قيمة 4 آلاف دولار مقابل عملة بيتكوين واحدة، وهناك توقعات من قبل المختصين، بأن هذه العملات سوف تصل لمرحلة من التعامل، قد تلغي جميع الاموال الورقية، وأيضا لا يوجد لها أي سلطة منظمة لها كالبنوك المركزية، وتستخدم في عمليات شراء السلع والخدمات، والتعامل على بعض، الخدمات المالية الإلكترونية في أسواق السلع الآجلة وغيرها، بالإضافة إلى قابليها للتحويل أمام الدولار واليورو بأسعار تتغير على مدار اليوم في البورصات العالمية.
ولأهمية هذا الموضوع المتداول في جميع الأوساط، وأيضا تطور وتدخل كبير في حياة البشر، قامت (شبكة النبأ المعلوماتية)، بجولة استطلاعية، وطرح التساؤلات على الجهات المختصة وبعض من يهمه الامر، وإلى المسؤولين على هذا المجال الحساس، في جميع القطاعات والاتجاهات، وكان السؤال الاول.
هل تزيح العملات الرقمية نظيرتها الورقية في المستقبل القريب، وما تأثيرها على الاقتصاد العراقي؟
التقينا الدكتور (ايهاب علي النواب)، اكاديمي في كلية الادارة والاقتصاد جامعة كربلاء، أجابنا قائلا:
بصراحه هناك تخوف واضح، من هذا الامر خاصة بعد صعود قيمة عملة البتكوين، الا أن الهبوط الاخير الحاصل في قيمتها، يرجح عدم ازاحتها للعملات التقليدية لان الجميع لا يعرف مدى امكانية، ان تحل العملات الرقمية محل التقليدية، اما فيما يتعلق في العراق فبسبب تخلف الجهاز المصرفي في العراق، فأن انعكاسات ذلك ستكون غير ذات اهمية فضلاً، عن أن العملات الرقمية تحتاج إلى اسواق مالية متطورة، وهذا ما يفتقر له العراق.
الاستاذ (غزوان المؤنس)، إعلامي ، أجابنا بالقول:
اليوم العالم توجه الى التكنولوجيا الرقمية، في كافة مجالات الحياة لا تقتصر على النقود فقط، وانما عمل جاهدا على ان يجعل كل شيء يتعامل معه رقميا، بعدما اصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة على شبكة الانترنيت، امست الحاجة الى مواكبة التطور التكنولوجي، حتى وصلت الى ثقافة انسانية كون الانسان بحد ذاته باحثا عن علامات تطور المجتمعات البشرية منذ القدم، مما اعطى لظاهرة النقود الرقمية مكانة كبيرة، كون سمات تلك النقود الرقمية تتجلى في سرعة نقل الاموال بين انحاء العالم، وهذا ما يواجه صعوبة بالنسبة للنقود الورقية بعد عملية التحويل، السمة الثانية هي صعوبة القرصنة او السرقة وهذا يخدم مستخدميها، وهنا بادر في ذهني سؤال حول مستقبل النقود الورقية، في ظل بزوغ ظاهرة النقود الرقمية هل ستركن في خانة المتحف ام انها سوف تقاوم هذه الظاهرة الجديدة؟
نعم النقود الورقية لها سماتها لكن في نفس الوقت الانسان دائما، يبحث عن مواكبة التطور الحاصل في العالم وهذا سوف ينعكس بالسلب، عن تداول النقود الورقية بين الناس، والجدير بالذكر ان ظاهرة النقود الرقمية لها تأثير اقتصادي على المصارف، من خلال الافتقاد الى التعامل معها اضافة الى السياسات النقدية وتأثيرها عليها، في المستقبل سوف يكون لظاهرة التعامل، بالنقود الرقمية رواجا بين اوساط المجتمع، كون التطور الحياتي بأمس الحاجة لها
وكذلك التقينا الأستاذ (عقيل رزاق)، بكالوريوس ادارة واقتصاد قسم (علوم ماليه)، أجابنا قائلا:
بالنسبة للعملات الرقمية في العراق، تعيش الآن بداية ولادتها ونشأتها بحيث ليس لها التأثير الكبير على الاقتصِاد الوطني العراقي، لكن رغم حداثتها في التداول في لأسواق العراقية، نجد لها صدى واسع الانتشار، وسرعة في التداول لسهولة حملها وأمانها، واتوقع لها دورا فاعلا في الاقتصاد العراقي، من خلال تداولها وتثقيف المجتمع على ذلك، وان تداولها وانتشارها في المستقبل، والآن سيحسن وجهة نظر العالم الاقتصادية للعراق، من خلال مواكبة تطورات العالم الرقمي الذي يشهد العالم، من خلال استخدام المجتمع العراقي لها في اغلب تعاملاته المالية.
أخيرا التقينا الشاب (صالح مهدي علي)، طالب كلية الادارة والاقتصاد جامعة ديالى، أجابنا قائلا:
في الواقع، وخلال ما نلاحظه في هذا الفترة، سوف تزيح هذه العملات الرقمية، ما متداول حاليا في الاسواق، وذلك بسبب تطور الاتجاه الاقتصادي، واما في خصوص تأثيرها على الاقتصاد العراقي فهي تجعله نحو الأفضل، ولكن التخوف من وجو يد من الفساد في هذه المجال والتطور، لذا بات لدينا أن نحو تطور في العملات، وهذا ما تعمل به اغلب الشركات حاليا.
اضف تعليق