كانت مشاريع ابراج الهواتف النقالة والانترنيت جديدة على المواطن العراقي ولم يألفها الا بعد سقوط النظام السابق وتتدفق شركات الهاتف النقال مباشرة للاستثمار وتأسيس شركاتها وشبكاتها حتى انتشرت بشكل ملحوظ، وهي تعد من وسائل الاتصال العالمية الفائقة السرعة التي تلبي الحاجة وفي الوقت نفسه لها مساوئها ولا يختلف اثنان على أهميتها، فقد وفرت للمواطن خدمات كبيرة للتواصل في كل المجالات.
والمتعارف عليه أن جميع الأنظمة العالمية تحرص على توفير الحماية لصحة المواطنين من المخاطر المتعددة مثل التلوث والإشعاعات والأوبئة وغيرها، ومن أهم المخاطر التي تهدد حياة المواطنين أبراج الاتصالات والانترنيت والإشعاعات المنبعثة منها التي لا تزال حديث المجتمع خاصة بعد ازدياد تواجدها في المناطق السكنية، فهل يستشعر المواطن بان هذه الابراج ممكن ان تهدد حياته بالخطر؟، اما السؤال الأهم هو من سيتحمل مسؤولية الأضرار الناتجة عن هذه الأبراج إن وجدت؟!، هيئة الاتصالات أم الشركات المقدمة للخدمة أم البلديات التي تعتبر الجهة المسؤولة عن تراخيص تركيب أبراج الاتصالات، وحتى نجد الإجابة ستبقى قضية وجود أبراج الاتصالات داخل الأحياء السكنية ومدى آثارها السلبية على الصحة العامة يشوبها الكثير من عدم الوضوح والشفافية.
(شبكة النبأ المعلوماتية) سلطت الضوء على هذا الموضوع المهم والحساس في ظل دولة تعيش فوضى في عدة مجالات، وقد استطلعت اراء المعنيين بالقضية من مواطنين والجهات مسؤولة رسمية وغير رسمية بهذا الجانب والبداية كانت مع الموطن عبد الأمير حسين نعيمة موظف في احد الدوائر الحكومية قال: "تعد أبراج الاتصالات كارثة انسانية تهدد حياة الكثير من المواطنين الا ان الناس بصورة عامة تتجاهل هذا الخطر ولا تبالي لعواقبه ونلاحظ في الآونة الاخيرة انتشار الامراض السرطانية وغيرها من الاوبئة وذلك نتيجة الحروب ومخلفاتها وبسبب انتشار هذه الابراج بشكل عشوائي".
وأضاف نعيمة مبينا بانه "لم تحظى تأثيرات ابراج الهاتف النقال بدراسات وابحاث وافية في العراق في ظل الوضع الامني الذي نواكبه منذ سنوات، خصوصا انها بنيت على ارتفاعات واطئة بعكس مما هو معمول به في كل دول العالم وكان هذا الامر بطلب من الامريكان كي لا تؤثر على اتصالات قواتهم داخل المدن العراقية فراح الكثير من المواطنين يفرحون عندما تضع شركات الهاتف النقال الابراج فوق بيوتهم لانهم يعتبرون ذلك مصدر رزق لهم وجائهم على طبق من ذهب، واغفلوا حتى السؤال عن مخاطر هذه الابراج حيث ان معدل الايجار الشهري لها يتراوح من 400 الى 600 دولار اضافة الى منح العائلة جهاز هاتف نقال مع رصيد مفتوح، وبامكان العائلة ان تستفاد من المولود الكهربائي الموجود، كذلك تقوم شركات الهاتف النقال بتشغيل احد افراد العائلة كحارس للمولد الكهربائي وتمنحه راتبا شهريا يقدر بـ 600 دولار والعديد من المغريات الاخرى التي تقدمها الشركات لحماية البرج".
فيما قالت رجاء صاحب مدرسة تربوية: "انا اقطن في بيت والدي فلم يرزق ابي بالصبيان فطلب ان اعيش معه في البيت انا وزوجي واطفالي وقد وافق على تنصيب برج للاتصالات على سطح بيتنا في بداية الامر لم اهتم لموضوع السلبيات التي من الممكن ان يصدرها تشييد هذا البرج الا اني بمرور السنوات اصبحت اعاني يومياً من حالة تعب متواصلة جراء قلة النوم وعدم الإحساس بالراحة وقد أضحت حياتي مخصصة لدراسة تأثيرات مثل هذا الأبراج على صحتي وصحة افراد عائلتي ولربما حتى جيراننا المقربين وبعد رحلة تعب متواصل توالتني حالات اغماء مفاجأة حتى في عملي خضعت بعدها الى فحوصات مطولة كان الشك يسامرني بأني مصابة بالسرطان وراحت المخاوف تتزايد حتى قررت السفر لخارج العراق واكد لي الطبيب اني مصابة بالتهاب في العصب الثامن الذي يفقد التوازن ارتاحت نفسي لتشخيصه الا اني خشيت ان تكون اشعاعات برج الرعب هو خلف اصابتي بهذا المرض فقررت ان انتقل للعيش في بيتي رغم توسلات ابي بالبقاء معه الا اني اقنعت زوجي بان نعيش وحدنا وان الاولاد قد كبروا وبقي سبب مرضي مجهولا حتى الطبيب في بيروت لم يأكد لي السبب الرئيسي خلف اصابتي به فقد قال لربما من الاشعاعات الناجمة كما تتصورين او من التلوث البيئي الذي تتعايشون به في العراق جراء الحروب ومخلفات الاسلحة او لربما ضغط في العمل رغم اني اعيش حياة مترفة وهادئة".
من جهتها قالت زهراء امين بكلوريوس علم النفس: "ان وزارة الاتصالات والبيئة والصحة لم تخضع شركات الهاتف النقال الى الالتزام بالمواصفات القياسية العالمية فيما يتعلق بعوامل الامان الاشعاعي عند بناء وتركيب شبكات الاتصالات لان هذه الابراج نصبت اول مرة بعد سقوط النظام السابق ولم يكن بالامكان التحرك بسهولة في مناطق بغداد الساخنة وهناك اهمالا كبيرا في هذا الجانب من قبل المراكز التي تنظمها الجامعات العراقية التي تهتم لهذه الامور والمخاطر التي تسببها هذه الأبراج، وعلى الرغم مما نسمعه من تأثيرات هذه الابراج على الصحة العامة وباتت مسألة تأثيراتها من اكثر القضايا اثارة للجدل فهناك رعب حقيقي في جميع انحاء العالم من هذه التأثيرات ووجود ارتباط بين المجالات الكهرومغناطيسية وبعض الامراض ولاتزال الدراسات قائمة فيما يخص هذه الابراج على ان اكثر الامراض السرطانيات يعتقد انها من هذه الأبراج".
واضافت امين متمنية من الجهات المعنية او منظمات المجتمع المدني للوقوف على هذه الحالة، لكن انشغال الحكومة ومؤسساتها العملية والسياسية والصراع على السلطة هو الذي شجع هذه الشركات بان تهمل الجانب الانساني والصحي والبيئي لهذه الابراج لذا فان على الحكومة ان تسن القوانين الصارمة لتنظيم هذا العمل بالتعاون مع المؤسسات العلمية والبيئية ومراكز الابحاث حفاظا على سلامة الانسان العراقي.
فيما قالت سارة احمد طالبة جامعية: "لقد عرض علينا منذ سنتين تقريبا تنصيب برج اتصالات على بيتنا لكن اسرتي رفضوا خوفا من التسبب بالأمراض خصوصا بعد ما عرفنا ان العائلة تتعاطى مضادات او حقن ابر سنويا او شهريا هذا وسيقوم فريق عمل طبي بالمتابعة شهريا".
واضاف الى ما قالته سارة المواطن كريم وهو اسم مستعار لأنه رفض ذكره اسمه لأسباب خاصة "لقد قمنا بتنصيب برج في بيتنا منذ عام 2010 بعدما اشرفت لجنة بالكشف اذ كان ارتفاع البيت مناسب ام لا وبعد اجراءات مطولة تم تنصيب البرج وقد زودونا بكهرباء مستمرة اضافةَ الى خط مجاني وراتب شهري ولم نتعاطى اي ادوية او مضادات كما يدعي البعض، هذا وقد زودتنا الشركة بتصريح طبي ينفي اي خطورة على حياتنا، وذلك لان بيتنا فيه كل المؤهلات التي تنطبق عليها تنصيب البرج".
فيما قال عادل مطلل موظف "مما سمعته عن خطورة هذه الابراج اذا كان تنصيبها غير مناسب للمواصفات رحت ابحث عما ممكن تسببه من امراض سرطانية وغيرها بعدما عمد جارنا بتنصيب برج في بيته اندلعت مخاوفي على عائلتي فسعيت جاهدا للتأكد بنفسي، رغم ان جارنا كان هو الاخر حريصا على صحة عائلته حتى بعدما احضرت الشركة لجنة خاصة للكشف الا انا وجاري ذهبنا الى دائرة البيئة حيث اوكلت لجنة خاصة بالكشف والتحري حول فحوا الموضوع.
ليس من المعقول ان تكون اشعاعات تخترق الجدران لتأمن اتصال او حتى محادثه عبر برامج التواصل لا يمكنها ان تخترق جسد انسان الكثير من التساؤلات تدور قد في مفكرتي لهذا سعيت بالبحث عن تفاصيل هذا الموضوع الشائك هذا ما استهلت به نور الحسناوي بكلوريوس علم النفس كلامها وهي احدى المتابعات بهذا الشأن حيث قالت: "لقد ارتأيت بالبحث عن تفاصيل اعمق بهذا الشأن فوجدت تناقضات حول حقيقة الامر واخر ما توصلت له انه قد صنفه ملوثات البيئة حسب مصادرها الى عدد من الأنواع، حيث يعد التلوث هو كل شيء يزيد عن الحدود التي تتعامل معه الأنسجة الحيّة على أن لا تؤثر على حيويتها ونشاطها وبقائها حيّة، بمعنى هناك حدود (سُميّة) تتعامل معها هذه الأنسجة، فاذا ما تجاوز الملوث هذه الحدود يعني أصبح يشكل خطراً حقيقياً ،ربما مباشراً أو تراكمياً"، واضافة الحسناوي من تلك الملوثات، التلوث بالإشعاع، والتلوث بالإشعاع أنواع ،ولما كانت أبراج الهواتف النقالة (أو أبراج الاتصالات) تعمل وفق تصاميم هندسية ـ فيزياوية، فأنها تتعامل وفق مفهوم الإشعاع، ولكن وبنفس الوقت فهناك معايير دولية (علمية ـ صحية) يجب التقيد بها حين التعامل مع مصادر التلوث البيئي، مثال ذلك :عيادة الأشعة السينية، يجب أن يتم بنائها وفق تلك المعايير إضافة الى أجراء الفحص البيئي الروتيني المستمر لحدود (مستوى) التلوث تحسباً من تسرب الإشعاع للأماكن المجاورة لتلك العيادة، وهذا ينطبق على العاملين مع تلك المصادر، لذا فأن نصب أبراج الاتصالات تخضع لنفس المعايير والمقاييس، ولا يعتقد البعض أن عملية نصب هذه المعدات يكون بشكل عشوائي، ألاّ في دولٍ يعث فيها الفساد الاداري والمالي والوظيفي والمهني مع غياب القانون والضمير، واذا توفرت فسيشكل البرج خطر على البيئة والمجتمع".
البيئة وتوضيحها
المهندس حامد الطائي مدير بيئة محافظة كربلاء المقدسة: انتشرت ابراج الاتصالات والانترنيت بعد عام 2003 بشكل واسع سواء في الأحياء السكنية، أو في مناطق غير مسكونة، وقد انطلقت اشاعات في صدد هذا الموضوع ان هذه الابراج تصدر اشعاعات تسبب امراض مسرطنة وغيرها.
ولتسليط الضوء على هذه الاقاويل يجب ان ندرك ان منظمة الصحة العالمية تتابع هكذا امور بدقة تامة، فليس من المعقول ان توافق على انشاء هكذا مشروع يسبب بقتل ملايين البشر.
واكد الطائي: بانه لم تردنا اي شكوى من الجهات المعنية ان كانت هناك اصابة بأي مرض جراء هذه الابراج ونحن كـ جهة مسؤولة نعتمد على تطبيق التعليمات الصادرة من وزارة الاتصالات والبريد ومنها بأن تكون المسافة بين البرجين لا يقل عن خمسين متر، وبان هذه الاشعاعات غير مسبب باي مرض لأنها تكون بترددات واطئة لا تخترق جسم الانسان وليومنا هذا لم اسمع او ارى ان هناك شخص قد تعرض لمرض معين جراء هذه الاشعاعات، ونفى من عدم وجود اي عقاقير او مضادات تتناولها العائلة نهائيا إذا كان البرج قد تم تنصيبه على سطح بيتهم.
ومن جهته قال المهندس علي عبد عون حمودي مدير اتصالات وبريد كربلاء: نحن كـ جهة مسؤولة نقوم بعملنا وفق تعليمات هيئة البريد والاتصالات وما ينص بها من ضوابط والتي تأخذ اجراءات مطولة حول تنصيب اي برج وقبل ذلك تشكل لجنة خاصة لمتابعة الموقع المناسب الذي على اساسه تصدر رخصة تؤهل الشركة بتنصيب البرج وذلك وفق المواصفات والشروط المطلوبة ولم تردنا اي مخالفات حول عدم الالتزام بهذه الشروط، هذا واضاف عبد عون ان الابراج التابعة لدوائر الدولة هي تسعة ابراج لا غير اما الابراج المنتشرة في الاحياء السكنية هي تابعة للشركات المستثمرة.
آراء علمية متضاربة
وبعد لقائنا بمدير شعبة تعزيز الصحة في قسم الصحة العامة انور محمد علي السلامي اختصاص تقنيات طبية قال: إن القلق السائد بشان أبراج وهوائيات الهاتف المحمول وشبكات الاتصالات اللاسلكية المحلية سببه الاعتقاد بان تعرض كامل الجسم للإشارات اللاسلكية التي تنبعث منها يمكن أن يؤدي إلى آثار صحية على المدى البعيد، وهناك اراء علمية متضاربة واقاويل تثير الجدل والشك بما يخص هذا الموضوع وحسب ما اطلعت عليه من ابحاث عالمية اجراها المختصون بأنه حتى الآن الأثر الصحي الوحيد الذي تم التعرف عليه عن طريق الأبحاث العلمية يعود إلى الارتفاع في درجة الحرارة (اكثر من درجة مئوية واحدة) نتيجة التعرض لكثافة إشعاعية عالية والتي تتواجد فقط في بعض المؤسسات الصناعية مثل المسخنات التي تعمل بأشعة التردد اللاسلكي.
واضاف السلامي أن مستويات التعرض لأشعة التردد الراديوية المنبعثة من هوائيات المحطات الخليوية وشبكات الاتصال اللاسلكي هي متدنية جدا لدرجة أنها لا تسبب في أحداث آثار حرارية معتبرة وبالتالي ليست لها آثار صحية على الأنسان وقد جاء الاهتمام بتأثيرات الأبراج بعد أن انتشرت الأبراج وتوسع عمل شركات الاتصالات والتي بدورها أخذت بزيادة عدد الأبراج لزيادة عدد مشتركيها وتوفير شبكة تغطية لمساحات واسعة، وعند إجرائي هذه الدراسة التقيت بالعديد من أصحاب العلاقة سواء كانوا من القطاع الحكومي أو من القطاع الخاص والذين يعملون على هذا الموضوع والذين بدورهم اكدوا إن التعليمات التي تم إصدارها بصدد هذا الموضوع هي تعليمات وقائية فقط "لأنه قد يكون هناك احتمال وجود تأثير".
كما أكد بعض العاملين بمجال الاتصالات ومنهم على تماس مباشر ويومي عدم انزعاجهم أو ظهور أي أعراض صحية غريبة عندهم، كذلك أكد بعض الساكنين بالقرب من أبراج الهاتف في مدينة السليمانية عدم وجود أي تأثير أو إصابة بأمراض نتجت عن قربهم من البرج وكانت نسبتهم كبيرة حيث وصلت إلى 78% من مجموع 100 شخص على مختلف المستويات والخلفيات العلمية من الذين تم استطلاع أرائهم أما الباقين فقد أبدى 13% منهم تخوفهم من احتمالية وجود تأثيرات بسبب ما سمعوه من الصحف والإعلام الذي يطبل لكل شي بدون الرجوع إلى الأسس العلمية أو أصحاب الشأن، وأبدى 6% قناعتهم التامة بوجود تأثيرات مع عدم إصابة أي احد منهم بأي مرض بسبب هذه الأبراج، إما نسبة 3% من الأشخاص اكدوا أنهم لو سنحت لهم فرصة وطلب منهم إنشاء أبراج على أسطح منازلهم لوافقوا بدون تردد، كما أود التأكيد على أن اغلب المشاكل والشكاوى حول الموضوع لم تكن بسب التأثيرات التي قد تنتج عن الأبراج ولكن لأسباب اجتماعية مختلفة.
دراسة مفصلة
واضاف السلامي من هنا سأطرح دراسة مفصلة عن الموضوع حيث تعد الإشعاع الكهرومغناطيسي غير المؤين هو الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي لا يحوز على الطاقة الكافية ليسبب تأين النواة الذرية، وهناك أربعة مصادر للإشعاع غير المؤين: وتوجد الموجات الكهرومغناطيسية في الطبيعة بترددات مختلفة في معظم مجالات الحياة:- الضوء المرئي، الميكروويف في البيت، في منشآت البثّ في الإذاعة والتلفيزيون، في محطات الفضائيات والرادار ومراكز البثّ الخلوي، في شبكة الكهرباء وفي مصادر أخرى. ويقسم الأشعاع الكهرومغناطيسي إلى أشعة مؤينة وأشعة غير مؤينة.
وتعد جميع الإشعاعات الكهرومغناطيسية تتكون من مجالات كهربائية ومغناطيسية متذبذبة، أن تردد هذه الذبذبات ”والذي هو عدد المرات في كل ثانية الذي تتذبذب فيه الموجة “ يحدد خصائص هذه الموجة والتطبيق الذي يمكن أن تستخدم فيه.
ويقاس تردد الموجات بوحدة الهرتز (Hz) حيث إن واحد هرتز يعني تذبذب واحد في الثانية الموجات الكهرومغناطيسية التي لها ترددات في نطاق الراديو والمايكروويف تعتبر موجات غير مؤينة. أما الموجات ذات ترددات أكبر من THz (أي مليون المليون هرتز) فإنها تصنف كموجات مؤينة ولها تأثيرات بالغة على جسم الإنسان، من أمثلة الموجات الكهرومغناطيسية المؤينة الأشعة السينية التي تستخدم في التشخيص وأيضا أشعة كاما والتي لها استخدامات طبية وعسكرية.
واضاف مبينا تتكون محطات الابراج من عدة عناصر اساسية اولها الأبراج الشبكية والأبراج الأحادية والهوائيات ومحطات التقوية وهي أجهزة بث أو استقبال الترددات اللاسلكية، ولها عدة أنواع مختلفة، وتثبت على الأبراج أو أسطح المباني أو المنشآت.
وتعمل الهوائيات لإرسال واستقبال إشارات الراديو. وهذه الهوائيات على نوعين أحدهما على شكل قضيب ويستخدم لاتصال الجوالات بالقاعدة (البرج) ويتراوح طول هذه الهوائيات ما بين (0،5 و 2،5) متر.
أما النوع الثاني فيكون على شكل أطباق ويعمل على اتصال القواعد بعضها البعض، حيث يجب بناء مساند مثل سارية أو بناية عالية تثبت عليه الهوائيات لكي تكون معلقة في الهواء بعيدة عن أي عائق يمكن أن يجعل الموجات تحيد عن سيرها في خط مستقيم.
هذا وتغطي كل قاعدة (برج) منطقة جغرافية محددة تسمى الخلية. يقوم الهاتف الخلوي بالاتصال بالقاعدة (البرج) الذي يقدم له أقوى إشارة (عادة هو البرج الأقرب). عندما يبتعد الإنسان عن القاعدة (البرج) فإن الإشارة تصبح ضعيفة فيقوم الهاتف الخلوي تلقائيا بتعديل قوة استقباله للإشارات (والذي يستهلك طاقة إضافية من بطارية الهاتف) لكي يحافظ على المستوى الأدنى من التواصل مع القاعدة عند خروج المستخدم من نطاق ما فإنه تلقائيا يتصل بقاعدة النطاق الجديد الذي يتواجد به، لذا لتوفير تغطية مستمرة في مناطق متسعة ولتوفير خدمة الاتصال اللاسلكي لعدد أكبر من المستخدمين فإنه يجب توفر عدد أكبر من (الأبراج).
تأثير الإشعاع
واضاف السلامي ان محطات الهاتف النقال محطات ثنائية متعددة القنوات وواطئة القدرة وان الهاتف النقال (الموبايل) هاتف لاسلكي ثنائي وواطئ القدرة وعند استخدام هذا الهاتف فان مكالماتنا ستذهب إلى نظام هاتفي خطي منتظم وينتج عنه طاقة بتردد (راديوي) ما يؤدي إلى تعرض الناس القريبين منه وبسبب إن كل طاقة التردد الصادرة عن هذه المحطات واطئة جدا على عموم الناس فمن المستبعد إحداث مخاطر صحية طالما إن الناس بعيدون عن الاتصال المباشر بالهوائيات ومن المهم أيضا اخذ الحيطة لوجود عدة تصاميم من محطات الهاتف النقال التي تختلف بشكل واسع في قدرتها وخواصها واحتمالية تعرض الناس لطاقة التردد الراديوية وتوجد بعض الأسباب المراد ربطها بتأثير الهواتف النقالة ومحطاتها على صحة الإنسان كونها تبعث طاقة وعلى إي حال تبقى التأثيرات نفسها حال امتصاص الطاقة أي الإشعاع الصادر عنها إذ إن هذا الإشعاع لايكون مؤينا .
تختلف التأثيراته البيولوجية عن تأثيرات الإشعاع المؤين الصادر عن الأشعة السينية حيث ان لها طاقة كافية لكسر الأواصر الكيماوية أي (تأينها) حيث تعمل على تدمير المادة الجينية للخلايا ومن المحتمل أن تحدث تأثيرات سرطانية وأضرارا ولادية ولكن عند الترددات الواطئة كتلك المستخدمة في الهواتف النقالة ومحطاتها الأرضية والتي تقع ضمن المدى (872- 2170MHz ) فان طاقة الإشعاع لاتكون كافية لكسر الأواصر الكيمياوية فعليه لا يوجد تشابه بين التأثيرات البيولوجية مع الإشعاع المؤين ولكن توجد محددات سلامة دولية لتعرض عموم الناس لهذا النوع من الإشعاع الناتج عن هوائيات المحطات الأساسية للهاتف النقال ويمثل الأساس العلمي لوضع محددات السلامة لطاقة الإشعاع غير المؤين الذي اتفق عليه علماء التأثير البيولوجي ويمكن أن يكون التعرض خطيرا أذا كان شديدا بما فيه الكفاية.
تأثيرات الهاتف
و اكمل السلامي موضحا: قد يؤثر حمل جهاز الموبايل بصورة ملاصقة للجسم على القلب أو الدماغ إذ تعد هذه الأعضاء أكثر حساسية لموجات الهاتف النقال ويفضل حمل الجهاز في حقيبة يد صغيرة بعيدا عن جسم الإنسان كما لابد إن تكون المسافة بين هوائي الجهاز والأذن أكثر من (2سم) أثناء فترة الاستعمال.
وممكن ان يؤثر استعمال الهاتف على للنساء الحوامل حيث تحظر المكالمات الطويلة ولا يجوز وضع الجهاز بالقرب من منطقة الرحم نظرا لتأثيرات الموجات الكهرومغناطيسية على خلايا الأجنة لاسيما في الشهور الأولى.
وتعد البطارية المستهلكة ملوثة للبيئة بعنصر الزئبق وهو من العناصر الثقيلة الذي يمكن أن يمتص من خلال الكبد، حيث تؤكد احدث الاحصائيات ان عملية شحن الهاتف المحمول تسهم بزيادة معدل انبعاث الكاربون في الجو حيث ان نسبة انبعاث الكاربون سنويا للفرد الواحد في الولايات المتحدة 18،5Kg و 16،5 Kg في دول الاتحاد الاوربي.
ويفضل تركيب الابراج وأجهزة استقبال وبث الترددات اللاسلكية في المواقع المخصصة لهذا الاستخدام في المخططات المعتمدة مثل الأراضي الفضاء المخصصة للاستثمار أو للاستخدام التجاري أو السكني التجاري، والمناطق المخصصة للاستخدام الصناعي والاستخدام الزراعي، كذلك على جوانب الطرق السريعة والإقليمية التي تربط بين المدن والقرى خارج المخططات الهيكلية مع مراعاة إن تكون خارج حرم الطريق.
اضف تعليق