تطبيق X (المعروف سابقًا باسم تويتر) يُعد أحد أبرز منصات التواصل الاجتماعي تأثيرًا على الشباب والناشطين حول العالم. بعد استحواذ إيلون ماسك عام 2022 وإعادة تسميته إلى X في 2023، شهدت المنصة تحولات جذرية في سياساتها ووظائفها، مما أثر على دورها كساحة رقمية للنقاشات السياسية والاجتماعية ونشر المعلومات...
سارة سلیڤاني
تطبيق X (المعروف سابقًا باسم تويتر) يُعد أحد أبرز منصات التواصل الاجتماعي تأثيرًا على الشباب والناشطين حول العالم. بعد استحواذ إيلون ماسك عام 2022 وإعادة تسميته إلى X في 2023، شهدت المنصة تحولات جذرية في سياساتها ووظائفها، مما أثر على دورها كساحة رقمية للنقاشات السياسية والاجتماعية ونشر المعلومات. يُلاحظ أن التطبيق أصبح أداة رئيسية لحرية التعبير، لكنه أيضًا يحمل تحديات مثل انتشار المعلومات المضللة والاستقطاب.
التأثيرات الإيجابية
1. منصة لحرية التعبير والنشاط المجتمعي:
- يوفر X مساحة مفتوحة للشباب والناشطين لطرح القضايا الحساسة مثل حقوق الإنسان والعدالة المناخية، ودعم الحملات الاجتماعية عبر هاشتاقات (#) واسعة الانتشار.
- يُسهّل التفاعل المباشر مع صنّاع القرار والشخصيات العامة، مما يعزّز المشاركة السياسية وبناء التحالفات.
2. مصدر فوري للأخبار:
- تُنقل الأحداث العاجلة (كالكوارث أو الاحتجاجات) عبر X بشكل أسرع من الوسائل التقليدية، مما يجعله مرجعًا رئيسيًا للصحفيين والناشطين.
- يساعد المستخدمين على متابعة التطورات العالمية بزمن فعلي، خاصة في المناطق التي تتعرض لرقابة إعلامية.
3. بناء الشبكات وتعزيز المبادرات:
- يُستخدم X كأداة فعالة للتسويق المجتمعي، مثل جمع التبرعات للمشاريع الإنسانية أو الترويج للفعاليات الثقافية.
- يُمكّن الناشطين من توسيع نطاق تأثيرهم عبر التواصل مع منظمات دولية وجمهور عالمي.
التأثيرات السلبية
1. انتشار المعلومات المضللة:
- أدى تخفيف سياسات المراقبة بعد استحواذ ماسك إلى زيادة الأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة، مما يشوّش وعي الشباب ويؤثر على قراراتهم.
- تُستغل الخوارزميات أحيانًا في تضخيم المحتوى المُثير للجدل، مما يُعمّق الانقسامات.
2. التنمر الإلكتروني والصحة النفسية:
- يتعرض الناشطون، خاصة النساء وأفراد الأقليات، لموجات تنمر وتهديدات تؤثر على سلامتهم النفسية.
- يُساهم الإفراط في استخدام المنصة في زيادة القلق الاجتماعي جراء المقارنة مع الآخرين أو الخوف من "الفُقاعة الإعلامية".
3. الاستقطاب وإهدار الوقت:
- تتحول النقاشات أحيانًا إلى صراعات عدائية، حيث تُفضّل الخوارزميات المحتوى العاطفي على الموضوعي، مما يُضعف الحوار البنّاء.
- يُعتبر X منصّة مسببة للإدمان الرقمي، مما يؤثر على إنتاجية الشباب وعلاقاتهم الواقعية.
كيفية تعظيم الفوائد وتجنب المخاطر؟
- التحقق من المعلومات: استخدام أدوات مثل Community Notes (ميزة التحقق الجماعي) أو مصادر خارجية موثوقة قبل مشاركة المحتوى.
- إدارة الوقت: تحديد أوقات محددة لاستخدام التطبيق وتجنب التمرّكز حوله كمرجع وحيد للأخبار.
- الاستراتيجية النوعية.
- التركيز على متابعة حسابات تُنتج محتوى هادف (كالمتخصصين في حقوق الإنسان أو العلوم),
- تجنب الدخول في نقاشات سلبية واستبدالها بحوارات تدعم قضايا مُحددة.
- حماية الخصوصية: استخدام إعدادات الخصوصية للإبلاغ عن التحرش وحظر الحسابات المسيئة.
يمثل تطبيق X سلاحًا ذا حدّين: فهو من ناحية يُعزّز التمكين الرقمي للشباب ويسرّع التغيير المجتمعي، ومن ناحية أخرى يُهدد باضطراب المعلومات وتآكل الحوار العقلاني. نجاح المنصة كأداة للتأثير الإيجابي يعتمد على وعي المستخدمين وقدرتهم على توظيفها بذكاء، مع مطالبة الشركة بتحسين سياساتها لحماية المستخدمين وضمان مصداقية المحتوى. في النهاية، يبقى X انعكاسًا لمجتمعه: كلما ارتقى النقاش، ارتقت قيمته.
اضف تعليق