ضرورة توجه الأهل للحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة، لأنها أفضل طريقة لإدارة استخدام ابنك المراهق لوسائل التواصل الاجتماعي. فمشاركة الوالدين مهمة، حيث أعرب الشباب عن أسفهم لأن أهلهم سمحوا لهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في سن مبكرة، متمنين أن يتمكنوا من العودة بالزمن وإخبارهم بعدم الاستسلام لمطالبهم...

مع استمرار أزمة الصحة العقلية لدى الشباب في الولايات المتحدة، يشعر المراهقون أنهم لا يتلقّون الدعم الذي يعتقد الأهل أنّهم يوفرونه لأطفالهم.

وتشير التقديرات في الولايات المتحدة إلى أنّ حوالي 95% من المراهقين، و40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا يستخدمون أحد أشكال وسائل التواصل الاجتماعي.

وتوصلت دراسة وضعت عام 2022، أجراها مركز "بيو" للأبحاث إلى أن نسبة 95% من المراهقين الأمريكيين يمتلكون هواتف ذكية، ونحو نصف المراهقين (46%) يقولون إنهم يستخدمون الإنترنت "بشكل مستمر تقريبًا"، وهذا يؤدي إلى قضاء الكثير من الوقت واستهلاك الكثير من المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي مثل "يوتيوب" و"تيك توك" و"إنستغرام" و"سناب شات".

ويشدد الخبراء على أهمية حماية الصحة العقلية للشباب، من خلال وضع علامة تحذيرية على منصات التواصل الاجتماعي.

فقد سلّط تقرير جديد نشره المركز الوطني للإحصاءات الصحية بأمريكا، الضوء على هذه الفجوة الكبيرة بين المراهقين وما يعتقده الأهل، مشيرًا إلى أنّ نحو ربع المراهقين فقط قالوا إنّهم يحصلون على الدعم الاجتماعي والعاطفي الذي يحتاجون إليه دومًا، فيما اعتقد الأهل أنّهم يقدمونه (الدعم الاجتماعي والعاطفي) بمعدل ثلاثة أضعاف أكثر.

وتستند النتائج إلى استطلاعات تمثيلية على المستوى الوطني، أُجرِيت لحوالي 1200 طفل تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا، وأولياء أمورهم، خلال عامي 2021 و2022. وقد أجاب الأهل على أسئلة الاستطلاع المطروحة من قبل أشخاص مدرّبين على هذا النوع من المقابلات، في حين أجاب الأطفال على الأسئلة عبر الإنترنت، بعد موافقة والديهم. 

ولاحظ مؤلفو الدراسة أنّ وجود الشخص الذي يجري المقابلة قد يكون أثرّ على إجابات الأهل للرّد بشكل إيجابي، غير أنه تمّ العثور على تناقضات كبيرة بين تصورات الأهل والأطفال عبر المجموعات الديموغرافية.

وكتب مؤلفو الدراسة أنّ "النتائج تُشير إلى وجود تحيّز منهجي، إذ يبلّغ الأهل دومًا عن مستويات من الدعم الاجتماعي والعاطفي أعلى، مقارنة بتصوّر أبنائهم المراهقين، ويقلّلون بذلك من تقدير حاجة المراهقين الملحوظة إلى الدعم الاجتماعي والعاطفي".

وقال الدكتور جيفري أرنيت، عالم نفس تنموي وباحث كبير في جامعة كلارك، غير المشارك في الدراسة، إنّ المراهقين غالبًا ما يفكرون بمشاعرهم، بالتوازي مع هويتهم ومكانتهم في العالم، لكنهم قد لا يرغبون بمشاركة ذلك مع والديهم. 

وأوضح أنّ "هذا أمر يناقشونه في بعض الأحيان مع والديهم، لكنه إلى حد كبير مشروع فردي. فهم يريدون البدء بتطوير هوية مستقلة. ويشعرون أحيانًا أنّ عليهم أن يتمتعوا بالاستقلالية، لذلك قد يصعب عليهم التحدّث بصراحة مع أهلهم عن مشاعرهم".

ورأت الدكتورة ليزا دامور، وهي عالمة نفسية غير مشاركة في الدراسة الجديدة، وألّفت كُتبًا تتناول مواضيع ذات صلة، وشاركت في استضافة بودكاست حول الأبوة والأمومة، أنه قد يكون هناك فجوة أيضًا بين الدعم الذي يعتقد الأهل أنهم يقدّمونه، ونوع الدعم الذي يبحث عنه أطفالهم في سن المراهقة، حتى عندما تكون هناك نوايا حسنة من الجانبين. 

وقالت دامور إن غريزة الوالدين الأولى غالبًا ما تميل نحو تقديم المشورة أو التوجيه، في حين يحتاج المراهقون أكثر إلى التعاطف والطمأنينة.

ولفتت دامور إلى أنه "عندما يصرّح المراهقون عن مخاوفهم، أعتقد أنهم يبحثون عن وجود الشخص البالغ على نحو ثابت بالقرب مهم لتناول الموضوع من مختلف جوانبه ما يساعد المراهق على اكتساب نوع من التصوّر لما يمرّ به". وعقّبت: "لذلك عندما يلجأ الأهل إلى تقديم المشورة أو التوجيه أو طرح الأسئلة، يدرك المراهقون أنّهم يختبرون مشكلة سيئة تمامًا ما يشعرهم بالعجز، عوض الحصول على الدعم المرجو والراحة".

لم تحدد الدراسات الاستقصائية الواردة في التقرير الجديد الدعم الاجتماعي أو العاطفي، لذلك كان الأمر متروكًا للمراهقين وأولياء أمورهم لتحديد ما يعنيه ذلك بالنسبة لهم.

وذكر التقرير الجديد، أن 93% من الأهل يعتقدون أن أطفالهم يحصلون دومًا أو عادةً على الدعم الاجتماعي والعاطفي الذي يحتاجونه، لكن حوالي 59% فقط من المراهقين يشعرون بأن هذا صحيح. وعوض ذلك، قال 20% من المراهقين إنهم نادراً ما يحصلون على الدعم الذي يحتاجون إليه أو لم يحصلوا عليه أبداً، مقارنة بحوالي 3% فقط من الأهل الذين اعتقدوا الأمر عينه. 

قال الخبراء إن أنظمة الدعم مهمة للجميع، لكن تحديدًا للمراهقين الذين يمرون بفترة تحول بيولوجي واجتماعي كبير.

وأوضح أرنيت أنه من المهم للأهل أن يوفروا خطوط التواصل المفتوحة مع أبنائهم المراهقين، لأنه رغم جنوحهم نحو الاستقلالية، فإنهم يعتمدون عليهم بطرق عديدة.

وأظهر التقرير الجديد أنّ المراهقين الذين لم يشعروا بأنهم حصلوا دومًا أو عادةً على الدعم الذي يحتاجون إليه كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن عدد من الآثار الصحية السيئة ممّن شعروا بالدعم.

وكانت حالات الاكتئاب والقلق أكثر شيوعًا بثلاث مرات تقريبًا بين المراهقين الذين لم يشعروا بالدعم العاطفي، مقارنةً بمن شعروا بذلك. وأفادت الدراسة الجديدة أنّ نحو ثلث من لم يشعروا بالدعم أبلغوا عن أعراض.

ووجد الخبراء أنه من المهم للبالغين تخصيص بعض الوقت للتواصل مع المراهقين في حياتهم.

وخلص أرنيت إلى أن هذا صحيح تحديدًا في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث قد لا يؤدي الوجود معًا دومًا إلى الترابط العاطفي. 

وشدّد الجراح العام الأمريكي على أهمية حماية الصحة العقلية للشباب، ودعا أخيرًا إلى وضع علامة تحذيرية على منصات التواصل الاجتماعي.

وأكدّت دامور أنه "في كثير من الأحيان، يكون دعم المراهقين أمرًا بسيطًا، مثل الفضول بشأن ماذا يختبرون، والتعاطف معهم، ومساعدة المراهق على الشعور بأنه مسموع ومفهوم".

ما هو أثر وسائل التواصل الاجتماعي؟

ويعرض تقرير تفاصيل الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الشباب، وكيفية إدارتهم لإيجابياتها وسلبياتها، وأفادت آيمي غرين، رئيسة الأبحاث لدى هوبلاب، في بيان صحفي، أنّ "معظم المحادثات والعناوين المحيطة بوسائل التواصل الاجتماعي، والصحة العقلية للشباب، تركّز فقط على الأضرار، وتصوّر الشباب كمستهلكين سلبيين. لكن البحث أظهر أن الأمر أكثر تعقيدًا بكثير". 

وتابعت: "إذا أردنا حقًا تحسين رفاهية الشباب، فنحن بحاجة للاستماع إلى تجاربهم والتأكد من أننا لا نمنع عن غير قصد الوصول إلى الفوائد الإيجابية الحاسمة". 

ولفت المؤلفون إلى أنّ ما يقود البحث هو أزمة الصحة العقلية الوطنية للشباب التي لحظت زيادة في معدلات الاضطرابات العقلية، مثل القلق والاكتئاب، والأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار، والأدوية المضادة للاكتئاب الموصوفة للشباب. في المحادثات حول هذه الظواهر، كانت وسائل التواصل الاجتماعي دومًا محورية، رغم أن قضايا الصحة العقلية يمكن أن يكون لها عوامل مساهمة متعدّدة.

كان المصابون بالاكتئاب أكثر عرضة للمقارنة الاجتماعية، والضغط، لإظهار أفضل ما لديهم على وسائل التواصل الاجتماعي. لكنهم كانوا أيضًا أكثر عرضة للعثور على موارد لدعم رفاهيتهم وتنظيم ملفهم الإخباري لهذا الغرض، وذلك من خلال اختيار زر "غير مهتم" على المحتوى الذي لا يستسيغونه، أو الإبلاغ عن محتوى غير لائق أو مسيء، أو حظر شخص ما لأن المحتوى الذي يقدمه أزعجهم. 

يقوم هؤلاء الشباب أيضًا بتنظيم الملف الإخباري لديهم على نحو إيجابي من خلال الإعراب عن "إعجابهم" وقضاء المزيد من الوقت في المحتوى الذي استمتعوا به، نظرًا لأن العديد من خوارزميات الوسائط الاجتماعية تعمل من خلال منحك المزيد من المحتوى بناءً على مستوى تفاعلك مع موضوعات معينة.

ووجد الباحثون أن نحو ربع المشاركين أفادوا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مستمر تقريبًا طوال اليوم، بزيادة 7٪ عن المعدل الذي وجده المؤلفون في تقريرهم لعام 2018. وأبلغ العديد من الشباب عن عدم قدرتهم على التحكم في استخدامها، وتشتيت وسائل التواصل الاجتماعي عن القيام بأنشطة أخرى، واللجوء بلا وعي إلى وسائل التواصل الاجتماعي عند شعورهم بالملل. ولمواجهة هذه السلوكيات، علاوة على تخصيص ملف الأخبار، أخذ الكثيرون أيضًا فترات راحة من وسائل التواصل الاجتماعي لتجنب الإغراء، أو حذفوا حساباتهم بشكل دائم.

ويرى الخبراء انه "يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تقدم (المزيد) من الفوائد للشباب إذا تم تصميمها للتركيز بشكل أساسي على رفاهية الشباب عوض التركيز على إبقاء الأطفال منخرطين لأطول فترة ممكنة بهدف تحقيق ربح مادي من بياناتهم".

ونصحوا بمحاولة إجراء فحص عاطفي أثناء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو بعدها. "اسأل نفسك: كيف أشعر الآن؟ هل رأيت أي شيء جعلني أشعر بالحزن؟". 

ان أخذ استراحة مؤقتة أو دائمة من المحتوى الذي يسبب أكبر قدر من الضيق قد يكون مفيدًا، خصوصًا إذا كنت تعاني بالفعل من الاكتئاب.

وضرورة توجه الأهل للحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة"، لأنها أفضل طريقة لإدارة استخدام ابنك المراهق لوسائل التواصل الاجتماعي. حيث أن مشاركة الوالدين مهمة، حيث أعرب الشباب عن أسفهم لأن أهلهم سمحوا لهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في سن مبكرة، متمنين أن يتمكنوا من العودة بالزمن وإخبارهم بعدم الاستسلام لمطالبهم.

استراتيجيات عائلية

عندما يتعلق الأمر بسلامة تصفّح الأطفال للإنترنت، يمكن للوالدين وضع خطة إعلامية عائلية لتحديد التوقعات، والحفاظ على نقاشات مفتوحة مع أطفالهم حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واختيار المحتوى المناسب نمو أطفالهم، والاستعانة بأمثلة جيدة، وتخصيص وقت متوازن معهم، مع أو من دون أجهزة،من خلال تحديد أوقات "من دون شاشة".

وتشير التقديرات في الولايات المتحدة إلى أنّ حوالي 95% من المراهقين، و40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا يستخدمون أحد أشكال وسائل التواصل الاجتماعي.

ولفتت ميريام دلفين-ريتمون، الرئيسة المشاركة لفريق العمل، والأمين المساعدة للصحة العقلية وتعاطي المخدرات في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، ورئيس إدارة خدمات تعاطي المخدرات والصحة العقلية، إلى أنّ "الأمر الجيد في خطة وسائل الإعلام العائلية أنها تساعد العائلات على إجراء حوارات (مع أطفالهم) لتحديد توقعاتهم، والخطط المتصلة بوسائل الإعلام داخل الأسرة وحتى خارجها".

وقالت دلفين ريتمون: "غالباً ما يتعلم الأطفال كيفية تنظيم العواطف، لذلك فمن المهم عدم استخدام الوسائط كبديل لمراقبة المشاعر المهمة أو معالجتها". 

وأشار آلان ديفيدسون، مساعد وزير التجارة للاتصالات والمعلومات، ورئيس الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات إلى أنّ "أحد النتائج الرئيسية التي توصلنا إليها تتمثل بأن العديد من المشاكل التي يواجهها الشباب عبر الإنترنت مردّها إلى كيفية تصميم شركات التكنولوجيا لمنتجاتها".

وأوضح ديفيدسون أن بعض خيارات التصميم هذه تتضمّن "تصميم تجارب مناسبة لعمر الشباب، لأن هناك فرق شاسع بين طفل أصغر سنا ومراهق"، لافتًا إلى "أنّنا بحاجة إلى التفكير في التطبيقات نفسها، حيث يوجد فرق كبير بين تطبيق التعليم وتطبيق الألعاب، وكيفية مقاربته مع الممارسة".

ولم يتطرق تقرير فريق العمل لأي تشريعات محددة، لكن بايدن دعا الكونغرس إلى سن تدابير حماية تشريعية عندما يتعلق الأمر بسلامة الأطفال على الإنترنت.

حتى الآن، كشف المشرعون عن مشروعي قانون لمعالجة سلامة الأطفال عبر الإنترنت: قانون سلامة الأطفال عبر الإنترنت الذي يتطلب من منصات وسائل التواصل الاجتماعي تقييد الوصول إلى البيانات الشخصية للقاصرين افتراضيًا، وقانون حماية الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي الذي من شأنه تحديد الحد الأدنى أي سن الـ13 عامًا لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي.

وأوضح ديفيدسون: "خلاصة القول إننا نعتقد أن التشريع مهم، لكن هناك أمور يمكن للصناعة القيام بها اليوم، وعليها القيام بها، لحماية الشباب بشكل أفضل".

وكان الجراح العام الأمريكي الدكتور فيفيك مورثي، وهو عضو في فريق العمل، صريحًا بشأن هذه المخاوف المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد على أن وسائل التواصل الاجتماعي تشكّل تهديدًا كبيرًا للأطفال، لذا يجب أن تكون لها علامة تحذيرية مرفقة بها. وفي يونيو/حزيران، طالب الكونغرس بوضع علامة تحذيرية على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، إسوة بمنتجات التبغ والكحول.

ثلاث خطوات يمكن اتخاذها

وأوضح مورثي أنّ "هذه التكنولوجيا تستخدم بالفعل من قبل 95% من الأطفال".

وقال: "لا أعتقد أنه من الواقعي إعادة الجِنّي إلى الزجاجة، أو القول بطريقة أو بأخرى إنه لا ينبغ لأحد استخدام منصات التواصل الاجتماعي، فهذا ليس الهدف هنا".

ولفت إلى أن الهدف معرفة كيف يمكننا جعل استخدام منصات التواصل الاجتماعي أكثر أمانًا وتمكين المزيد من الأطفال من الحصول على تجربة إيجابية ومفيدة.

ويوصي مورثي بأن يتخذ الآباء والأمهات ثلاث خطوات للبدء بمساعدة أطفالهم على تحقيق أقصى قدر من الفوائد وتقليل المخاطر، خصوصًا إذا كان لديهم تواجد بالفعل على منصات التواصل الاجتماعي.

1. إجراء المحادثة: ابدأ المحادثة مع طفلك حول منصات التواصل الاجتماعي حتى تتمكن من معرفة كيفية استخدامها وكيف يشعرون عند استخدامها. ويمكنك أيضًا مساعدتهم على فهم ما هو التفاعل أو التفاعل الآمن وغير الآمن على منصات التواصل الاجتماعي.

وقال مورثي: "نريد أن يعرف أطفالنا أنه في حال تعرضوا للمضايقة أو التنمر، خصوصًا من قبل الغرباء، عليهم طلب المساعدة".

2. إنشاء مناطق خالية من التكنولوجيا: بالنسبة لأطفالنا، لا سيّما في مرحلة المراهقة، فإن النوم أمر بالغ الأهمية بالنسبة لهم، كما أن النشاط البدني والتفاعل الشخصي أمران غاية في الضرورة. لذا، فإن إنشاء مناطق خالية من التكنولوجيا حول تلك الأنشطة، مثل قضاء ساعة قبل النوم وطوال الليل لا يسمح فيها للأطفال استخدام أجهزتهم الذكية، أو جعل وقت العشاء أو أوقات الوجبات مناطق خالية من التكنولوجيا، قد يساعد في وضع نوع من الحدود.

3. التعاون مع أولياء الأمور الآخرين: يمكن أن يؤدي ذلك في الواقع إلى تسهيل إجراء بعض هذه التغييرات وكذلك تحرّي الخلل وإصلاحه عندما نواجه أوقاتًا عصيبة.

ويمكن أن يساعد ذلك الأطفال أيضًا، ويرى مورثي بأنه "إذا فرضنا قيودًا أو حدودًا معينة وفعلنا ذلك بشكل جماعي مع أولياء الأمور الآخرين، فعندئذ سيعلم أطفالنا أنهم ليسوا الوحيدين الذين يتم تقييد استخدامهم لمنصات التواصل الاجتماعي".

ولدى مورثي نصيحة أخيرة للآباء والأمهات، تتمثّل بالتالي: "أريد فقط أن يعلموا جميعهم أن هذه مشكلة صعبة للغاية ويجب معالجتها".

وتابع: "وإذا كنتم تواجهون صعوبات، إذا كنتم تمرون بأوقات صعبة، إذا شعرتم بأنكم اتخذتم القرار الخاطئ بالنسبة لأطفالكم، فرجاء عدم تعذيب أنفسكم بسبب ذلك، واعلموا أن العديد من الآباء والأمهات يواجهون وضعا مماثلا".

وأضاف: "إنهم يتعاملون مع هذه التكنولوجيا الجديدة والمتطورة التي لا يفهمها الكثيرون بشكل كامل. لذا لا تقسوا على أنفسكم".

وتعد توجيهات مورثي، التي تتجاوز تصريحات منظمات طبية أخرى، بمثابة نداء عاجل، للمجتمع - من باحثين ومشرّعين، وشركات تقنية كبرى، وآباء وأمهات - لكي يتوقفوا عن تجاهل المشكلة جماعياً ويبدأوا بمعالجتها الآن.

ان التربية مهمة. فالأهل الذين تلقّى أطفالهم معرفة حول استخدام الوسائط بأمان في المدرسة، كانوا أكثر ثقة من قدرتهم على التمييز. وعليه من الضروري إدراج مادة محو أمية رقمية في المدرسة، وتضمينها ضمن منهج المواطنة الذي يمكن أخذه الى المنزل، ما قد يفتح الباب أمام إجراء محادثات مهمة بين الأهل والأطفال في هذا الشأن.

* المصدر: سي ان ان

اضف تعليق