منظومة «RAN» هي مكوّن أساسي لنظام الاتصالات اللاسلكية. فهي تربط أجهزة المستخدمين مثل الهاتف المحمول أو الكمبيوتر بأجزاء أخرى من الشبكة بشكل لا سلكي. وينتقل هذا الارتباط إلى الشبكة الأساسية التي تدير معلومات المستخدم والموقع وأمور أخرى. وتشمل مكوّنات «RAN»: وحدة النطاق الأساسي (Baseband Unit)، الهوائيات (Antennas)...
لم يعد محور الصراع في قطاع الاتصالات بين جيل خامس صيني وآخر غربي، بل صار صراعاً على جزء محدّد في هذه التكنولوجيا اسمه منظومة «RAN»، اختصاراً من (radio access network)، أي شبكة الوصول إلى الراديو. تقليدياً، أي شركة اتصالات تريد شراء معدات «RAN»، تأتي بها من بائع واحد كنظام متكامل مغلق. وبالنسبة إلى الـ5G، تملك كل من السويد والصين وكوريا الجنوبية وفنلندا منظومة «RAN» متكاملة، في حين أن أميركا لم تصل إلى ذلك بعد. لكن واشنطن، منذ عام 2016، التفتت إلى ضمور تقنيتها عبر خلق مفهوم جديد لهذه المنظومة يسمّى «Open Ran» الذي يعمل على تجزئة المنظومة بحيث تأتي معداتها من مصادر عدة، ما يتيح لها أن تبيع جزءاً منها، أي تصبح شريكة في الـ5G. إلا أنه ولسخرية القدر، لم يدم هذا الانتصار طويلاً.
منظومة «RAN» هي مكوّن أساسي لنظام الاتصالات اللاسلكية. فهي تربط أجهزة المستخدمين مثل الهاتف المحمول أو الكمبيوتر بأجزاء أخرى من الشبكة بشكل لا سلكي. وينتقل هذا الارتباط إلى الشبكة الأساسية التي تدير معلومات المستخدم والموقع وأمور أخرى. وتشمل مكوّنات «RAN»: وحدة النطاق الأساسي (Baseband Unit)، الهوائيات (Antennas)، أجهزة الراديو، ووحدة تحكم (RAN Controller). كل هذه المعدات كانت تأتي سابقاً على شكل مجموعة متكاملة من شركة واحدة. وبحسب أحدث دراسة قامت بها «Dell’Oro Group»، فإن «هواوي» و«إريكسون» و«نوكيا»، و«سامسونغ»، يقودون السوق العالمية لمنظومات (RAN). وكلها شركات غير أميركية. وعلى جبهة «5G RAN»، فقدت «هواوي» موقع الصدارة في السوق الأوروبية منذ إطلاق التقنية، وهي تستحوذ الآن على 22% من المبيعات، فيما حصّة «إريكسون» 42%، و«نوكيا» 32%.
سبب التراجع المسجّل في الحصص السوقية للشركات، وفقدان هواوي الصدارة، يعود إلى «الاختراع» الأميركي القاضي بتجزئة المنظومة لتصبح «Open Ran». وبحسب تقرير «Dell’Oro Group»، فإن هذا المفهوم ينتشر بشكل مقبول، مستفيداً من القلق الجيوسياسي الذي أرسته واشنطن من خلال حربها على الشركات الصينية. وتشير النتائج الأولية إلى أن إيرادات سوق «Open Ran» وصلت إلى أكثر من الضعف على أساس سنوي. وأن أكبر 4 موردين لتقنية «Open Ran»، بحسب إيرادات هذا العام، هم «فوجيتسو» اليابانية، «NEC» اليابانية، «سامسونغ» الكورية الجنوبية، و«Mavenir» الأميركية.
هذا الانتصار الأميركي، الذي بدأ مع افتتاح وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، في أيلول 2018، منتدى (5G open RAN) محذّراً من مشاركة الصين في الشبكات، ومشيداً بتقنية الـ«Open Ran» الموعودة، لم يدم طويلاً، إذ تشير أبرز التحليلات اليوم إلى أن المفهوم الجديد، تبين بعد التجربة، أنه غير فعّال، بل يتوقع أن تتباطأ معدلات نموه انطلاقاً من العام المقبل.
أسباب فشل «Open Ran» تعود إلى وجود مشكلة جوهرية في هذا النظام متصلة بعدم التوافق بين الأجزاء والبرامج التي تأتي من موردين مختلفين. كان يفترض أن يُصلح مورّدي «Open Ran» هذا الأمر، لكن مضت 4 سنوات على تشكيل تحالف «O-RAN» من دون أن يحصل ذلك. كما أنه لا يوجد حتى الآن شيء مثل «التوصيل والتشغيل» (plug and play). بدلاً من ذلك، يقضي المشغلون والموردون أسابيع أو أشهراً وحتى سنوات في إجراء تجارب وفحوص. وعلى سبيل المثال، بعد أكثر من عامين من قولها إنها ستستبدل 2500 محطة من محطات «هواوي» في المملكة المتحدة بتقنية «Open RAN»، استطاعت «فودافون» تنشيط محطة واحدة فقط. اللافت، أن بعض شركات الاتصالات في أميركا الشمالية، ثبتت منظومة «Open Ran» من مورّد واحد. هذا دليل واضح على وجود مشكلة في الجمع بين معدات من موردين مختلفين. وبالإضافة إلى ذلك كله، إن كلفة حماية الشبكة المفتوحة المصدر من القرصنة السيبرانية أعلى من غيرها. وحتى الآن، لا تستطيع «Open Ran» استيعاب تدفقات البيانات الكبيرة خلال التجمعات البشرية مثل التجمعات في استاد كرة القدم.
اضف تعليق