هناك مخاوف كثيرة من صاحب العهد الجديد الميتافيرس فأذا نظرنا للتأثير الكبير الذي سببته مواقع التواصل الاجتماعي من حالات الادمان وكيف اصبح ملاذا للكثيرين للهروب من الواقع، فمنذ انتشار هذه المواقع وعلى مدى ما يقارب الخمسة عشر عاما تتزايد حالات الاستغراق والافراط الكبيرين للمستخدمين والاستخدامات الخاطئة...
اذاً ستتحول مواقع التواصل الاجتماعي الى تراث، فالفيس بوك والماسنجر والمنصات الاخرى التي اتاحت للناس التواصل مع بعضهم وتكوين علاقات وتبادل الأفكار والمعلومات واصبح جزءا حيويا ومهما في حياتنا الى شواهد، يبدأ فصل جديد متكامل في العالم الافتراضي، قائما على تقنية ثلاثية الأبعاد، يعرف باسم (ميتافيرس)، يدمج العالم الواقعي بالعالم الافتراضي، ويسمح للمستخدم بأنشاء نسخة وهمية منه يتنقل بها لأي مكان يريده متجاوزا حدود المكان والزمان.
ان نجاح أي مشروع لا يعتمد على قوّة الفكرة فقط، او يعتمد على قوّة التنفيذ، فهناك سبب مهم في نجاح المشروع وهو التوقيت الصحيح لطرحه، وفي الوقت الذي اعتاد الناس الجلوس في البيوت لفترات طويلة لفرض حالات الإغلاق وحظر التجوال من أجل كبح تفشي فايروس كورونا، تعلن شركة الفيس بوك في بيان لها بتغيير علامتها التجارية رسميا إلى Meta، ويظهر لنا مارك موضحا،" إن الميزة الرئيسية لـ(ميتافيرس) ستتمثل في الوجود والشعور بالوجود فعلا مع الناس، وسيتمكن الناس من العيش حيث يريدون والعمل من أي مكان يريدون، دون انتقال جسدي، وهي ليست فقط تجربة جديدة رائعة، بل تؤدي كذلك إلى إطلاق موجة اقتصادية يمكن أن تؤمّن فرصا للناس في العالم كله".
اذاً مارك لعبها جيدا وسيجعل البشرية تفعل ما تريد وهي جالسة في بيوتها، وهذه الطفرة الغريبة والكبيرة ستغير وجه العالم وتصرفات البشر. فماذا يعني "ميتافيرس" وماهي مميزات هذا التطبيق؟، في اللغة اليونانية تعني "ما بعد" وبالانكليزية تعني كلمة (ميتافيرس)، "الكون الفوقي" .
وباختصار ان هذا التطبيق وبحسب ما تم الكشف عنه من قبل الشركة ومؤسسها مارك زوكربيرغ، ان العالم المفتوح والتواصل الرقمي الذي نراه، سيكون اكثر انفتاحا واكثر تفاعلا!، خلال ما يقارب الخمس سنوات من الأن فكيف هذا؟.
أي ان الانسان يستطيع الولوج داخل هذا التطبيق بجسد افتراضي، والذي سيشعره بكل الاحاسيس وبدرجة مئة بالمئة لدرجة انه لا يشعر انه جسد وهمي، ويستطيع المستخدم ان يخلق لنفسه مكانا خاصا به وبالطريقة التي يريدها، ويدعوا اصدقائه الذين يريدهم للعيش معه من خلال باسوورد يشبه لحدٍ ما مفتاح منازلنا الذي نعطيه للشخص الذي يسكن معنا.
انه عالمٌ موازٍ سيغير شكل الحياة ويكون المستخدم جزءا من هذا العالم الافتراضي، عن طريق لبس المستخدمين لنظارات او خوذ الواقع المعزز او العالم الافتراضي، ليعمل ويدرس ويتجول ويحضر الحفلات في أي مكان او دولة، ويقوم بشراء أو بيع سلع أو خدمات داخل العالم الافتراضي وهو يجلس وراء المكتب او متمدد على السرير، وليس فقط يرى وانما يتلمس الاشياء ويحسها ويتعامل مع الناس بشكلٍ متفاعل ومتكامل.
والدراسة الاون لاين اليوم والمعترف بها ستكون بجسد وهمي يتلقى المعلومات ويشارك ويتفاعل كطالب مع مجموعة من الطلبة والاستاذ وهم باجساد وهمية ايضا.
هناك مخاوف كثيرة من صاحب العهد الجديد "الميتافيرس" فأذا نظرنا للتأثير الكبير الذي سببته مواقع التواصل الاجتماعي من حالات الادمان وكيف اصبح ملاذا للكثيرين للهروب من الواقع، فمنذ انتشار هذه المواقع وعلى مدى ما يقارب الخمسة عشر عاما تتزايد حالات الاستغراق والافراط الكبيرين للمستخدمين والاستخدامات الخاطئة في اضرار نفسية غيرت نمط حياة المستخدمين سلبا لا سيما بين المراهقين والشباب، ومع ان هناك جانب ايجابي فقد استخدمها الكثير بشكل صحيح وفعال كما لها منافع في مجالات سوق العمل والشركات إلا ان اضرارها على المجتمع كبيرة وعميقة.
ومع ان المنصات شبه مغلقة تتضمن الكتابة والصور والملفات ومقاطع الفيديو والبث المباشر وتحت قيود مادية إلا انها سيطرت على حياة الناس، فكيف اذا تحرر الجميع من القيود المادية وتحول المستخدم جزء من الانترنيت؟. ليعمل في أي مكان في العالم ويبني علاقات ويلبس ويحضر حفلات والعاب ومهرجانات في أي مكان في العالم بما يريده ويرغبه ويحتاجه بدون شرط او قيد مادي؟
اضف تعليق