نحن نخشى أن تكون نهاية العالم بسبب تطور الذكاء الاصطناعي، وربما سيطرته على كوكبنا، لكننا الآن وبالفعل تحت رحمة تلك الخوارزميات، على الأقل من جهة تحكمها وسيطرتها على المحتوى! لا نعرف ما الذي سيحدث في المستقبل، لكن نتمنى ألا تتحول شبكات التواصل الاجتماعي إلى آلة نهاية العالم...
على الرغم من أن شبكة فيسبوك تعد من أشهر منصات التواصل الاجتماعي على الإنترنت حاليا، فإنها تشهد تراجعا ملحوظا في أعداد المستخدمين النشطين أو اجتذاب أعضاء جدد، فقد تعرضت شبكة فيسبوك في السابق للانتقادات بسبب الإعدادات الافتراضية غير الشفافة والتصميم المضلل لواجهة المستخدم، مما جعل البعض يطرح التساؤل التالي: هل سنقول وداعا لفيسبوك قريبا؟
وللإجابة عن هذا السؤال يقول المختصون إن أهمية شبكة فيسبوك حاليا تتمثل في كونها منصة لإدارة جهات الاتصال والاستعلام عن الفعاليات والأحداث المختلفة، حيث أن شبكة فيسبوك تستفيد من قاعدة البيانات الكبيرة الموجودة لديها، والتي تمثل الميزة الكبرى لها مقارنة بمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى؛ حيث تستهدف شبكة فيسبوك جميع الفئات من المستخدمين، ولا يزال بإمكان المستخدم مقابلة أكبر عدد ممكن من الأصدقاء والمعارف على شبكة فيسبوك، وثمة سبب آخر يدعو المستخدم حاليا لمواصلة استعمال شبكة فيسبوك، وهو الوظائف الكثيرة المتوفرة، وأوضح آدامز أن شبكة فيسبوك "توفر أكبر مجموعة من الوظائف مقارنة بشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى؛ حيث يمكن للمستخدم الدردشة مع الأصدقاء أو نشر الموضوعات أو الانضمام إلى المجموعات والتواصل مع الآخرين.
وتعتبر وظيفة الأحداث من ضمن الوظائف التقليدية والأكثر استخداما؛ حيث يمكن للأفراد أو الشركات إنشاء أحداث خاصة بهم، والإشارة إلى الاهتمام بحدث ما أو المشاركة فيه، ويمكن للمستخدم معرفة أصدقائه المهتمين بحدث معين، ومن ثم مشاركة المعلومات معهم حول الحدث.
وتظهر بعض نقاط القوة الأخرى في مجموعات فيسبوك، خاصة القدرة على التحديد بحسب المكان الجغرافي؛ حيث يسهل على المستخدم العثور على المجموعة المناسبة لاهتماماته، والموجودة في النطاق المحيط به أيضا.
تظهر المشكلات وأوجه القصور في النطاقات الأخرى، فهناك بعض الوظائف الأساسية لم تعد تعمل بصورة سليمة مثل وظيفة آخر الأخبار (Newsfeed)، والتي تعتبر الوظيفة الأساسية بشبكة فيسبوك، وغالبا ما تغطي المنشورات الأخرى على الموضوعات والمنشورات الخاصة بالأصدقاء، وبالتالي لم تعد وظيفة آخر الأخبار جذابة للكثير من المستخدمين.
وبشكل عام يرى الخبراء أن شمس شبكة فيسبوك لن تغيب قريبا؛ نظرا لأنها أصبحت متشابكة ومترابطة بالكثير من مهام الحياة اليومية، كما أن مجتمع المستخدمين سيظل مستقرا، حتى إذا تم استبعاد الفئات العمرية الأصغر سنا؛ لأنه لا تزال هناك مجموعات محتملة من المستخدمين الأكبر سنا.
نهاية فيسبوك
وصل أحد الموظفين داخل شركة "فيسبوك" (Facebook) العملاقة -البالغ عددهم 60 ألف موظف- إلى نقطة الانهيار مما دفعه إلى تسريب جبال من الوثائق السرية، وتسليمها إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal)، والأهم من ذلك، إلى الكونغرس الأميركي ولجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، الجهة المنظمة لسوق الأوراق المالية.
ويبدو أن مقدمات الزلزال لمحتوى هذه الوثائق السرية بدأت تتشكل في تحقيق وشيك في الكونغرس، ومطاردة داخل شركة فيسبوك لمحاولة معرفة من المسرب، وسلسلة من أخبار الفضائح التي نشرت بعض ما احتوته هذه الملفات التي بدأت تتوالى. وقد وعدت صحيفة وول ستريت جورنال بالمزيد مما أطلقت عليه اسم "ملفات فيسبوك".
ويقول تقرير لصحيفة "التايمز" (The Times) أن الصورة التي تظهرها هذه التسريبات هي أن فيسبوك شركة "ذات وجهين" تبلغ قيمتها تريليون دولار، وهي تسعى بعمق لفهم أوجه القصور فيها وبالتفصيل الدقيق -بدءا من كيفية تقويض تطبيقاتها للديمقراطية إلى كيفية إلحاق الضرر بالصحة العقلية للمراهقين- ولكنها، في الوقت نفسه، إما غير راغبة أو غير قادرة على معالجتها، فحتى عندما تحاول، تأتي بنتائج عكسية بشكل مذهل.
من بين أهم الملفات التي تم الكشف عنها أنه رغم التعهد العلني للرئيس التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربيرغ، باستخدام قوة المنصة لتشجيع الناس لتلقي اللقاحات الخاصة بكوفيد-19 (Covid-19)، فإن الباحثين في فيسبوك حذروا هذا العام من أن صفحات الموقع تتحول بسرعة إلى "بؤر لمحتوى مضاد للقاحات"، مع نشر 775 مليون تعليق مضاد لتلقي اللقاح كل يوم.
هل أنت في القائمة "إكس"؟ كما كشفت الصحيفة أيضا عن تفاصيل "القائمة البيضاء" على فيسبوك، وهي فئة "غير مرئية" داخل النظام تضم ما يقرب من 6 ملايين شخصية بارزة، من لاعب كرة القدم نيمار، إلى المؤثر في مجال الحيوانات دوغ ذا باغ، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب (قبل تعليق حسابه)، والذين يُسمح لهم كسر قواعد النشر عبر نشر محتوى متطرف أو مؤذ، لا يسمح لغيرهم بنشره وقد يتسبب في تعليق صفحات من يقوم بنشر مثل هذا المحتوى ما عدا من هم في هذه القائمة.
وعادة، يتم حذف المشاركات التي تنتهك القواعد بإيجاز أو إرسالها إلى المشرفين البشريين لاتخاذ قرار سريع. ولكن وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن أكثر من 40 قسمًا داخل فيسبوك لديها القدرة على إضافة أشخاص إلى قائمة "إكس تشك" (Xcheck) الخاصة، وهي قائمة تحتوي على حسابات المستثنين من رقابة فيسبوك على النشر.
مجلس الرقابة مجرد واجهة، في مايو/أيار الماضي، طلب مجلس الرقابة -وهو هيئة مستقلة أنشأتها فيسبوك عام 2019 بوصفها نوعا من المحكمة العليا للتعامل مع أكثر القضايا المربكة- بيانا تفصيليًا عن كيفية عمل نظام الإشراف على قائمة "إكس تشك" للشركة، وعدد المرات التي تم السماح لهم بكسر قواعد النشر.
والغريب في الأمر أن الوثائق ذكرت أنه في الغالب لا يوجد سجلات لمن قام بإضافة هذه الحسابات لهذه القائمة. وقد أصبح الأمر صعب التتبع لدرجة أنه لم تتم مراجعة سوى جزء صغير من المنشورات الواردة في القائمة. ونتيجة لذلك، تم منح المشاهير حقًا مطلقًا لنشر ما يحلو لهم، في حين كان الجميع محكومًا بقواعد صارمة تهدف إلى الحفاظ على نشر محادثات حضارية وآمنة.
أثارت هذه المعلومات -التي نشرتها وول ستريت- المخاوف من أن مجلس الإدارة، الذي يضم 20 عضوا بمن فيهم قادة العالم السابقون وحائزون على جائزة نوبل مثل توكل كرمان، ليس سوى واجهة ودعامة علاقات عامة من دون أي فعالية تذكر.
فمنذ أن بدأ الاستماع إلى القضايا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تلقى المجلس أكثر من نصف مليون استئناف، وعادة تكون حول قرارات فيسبوك إما بحذف منشور أو تركه، لكنها لا تستطيع استدعاء المستندات أو مقاضاة المديرين التنفيذيين أو فرض الغرامات. ويحصل كل عضو على راتب مكون من 6 أرقام في حين يعمل بمعدل 15 ساعة أسبوعيا فقط!
الخوف من منصات التواصل الجديدة، وتكشف الوثائق حقيقة أخرى مقلقة حيث يبدو أن شركة فيسبوك ليس لديها إحساس يذكر بكيفية تعامل خوارزمياتها مع سلوك المستخدمين.
ففي عام 2018، قامت الشركة بتعديل خوارزمية "نيوز فيد" (News Feed)، وهي جوهر تطبيق فيسبوك الرئيسي الذي يغذي المنشورات والصور والمقالات. وكان الهدف ذا شقين: أولا وقف التدهور المستمر في المشاركات، الذي يُقاس بالمشاركة والتعليقات، وثانيا، إعادة النشر وتحسين "التفاعل الاجتماعي الهادف".
ولتحقيق ذلك، قامت فيسبوك بإعطاء وزن أقل للمحتوى المنتج مهنيا، بما في ذلك مقالات من منظمات إخبارية ناشطة مثل "بريت بارت" (Breitbart)، لصالح منشورات من الأصدقاء المقربين والعائلة، معتقدين أن هذا خيار أكثر أمانا.
كان وراء هذه الخطوة الجنون الذي ساد موقع فيسبوك لفترة طويلة. فقد استحوذ على زوكربيرغ هوس الخوف من التطبيقات الجديدة اللامعة مثل "سناب شات" (Snapchat) ومؤخرا "تيك توك" (TikTok) من أنها ستحل محل فيسبوك لتكون ملكة وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب تقرير وول ستريت جورنال.
في الواقع، ينظر الشباب إلى فيسبوك على أنه المكان الذي يوجد فيه آباؤهم وأجدادهم، حيث أصبح إنستغرام حيويًا باعتباره جناح الشباب في إمبراطورية زوكربيرغ.
هذا هو السبب -كما ذكر التقرير- في أن الشركة كانت مترددة للغاية في المضي قدمًا في التغييرات التي قد تفيد الصحة العقلية ولكنها تقيد النمو.
وأدى تعديل "آخر الأخبار" إلى إبطاء التراجع في المشاركة، لكنها جعلت المنصة أيضًا أكثر سمية. حيث قام الناشرون والأفراد بتكثيف المنشورات المتطرفة والإثارة بعد أن اكتشفوا، في ظل النظام الجديد، أن هذه المنشورات أدت إلى مزيد من الردود وانتشرت على نطاق أوسع، وحذر علماء بيانات فيسبوك من أن التغيير له "آثار جانبية غير صحية على شرائح مهمة من المحتوى العام، مثل السياسة والأخبار".
وأخبرت الأحزاب السياسية في إسبانيا والبرتغال فيسبوك أن التغيير دفعهم إلى تغيير رسائلهم للاحتفاظ بنفوذهم. وبحسب ما ورد، قال أحد الأطراف إنه زاد بشكل كبير عدد المنشورات السلبية "بشكل واضح كدلالة للتغيير في الخوارزمية".
وقام "فريق النزاهة" في فيسبوك -إثر هذه المعلومات- بإدخال تغيير خوارزمي طفيف نجح في الحد من المعلومات المضللة المتعلقة بالصحة. ولكن -وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال- عندما اقترح الفريق طرحها على نطاق أوسع، رفض زوكربيرغ الفكرة لأنها قد تقلل من تفاعل المستخدم.
القائمة السرية تهز عرش فيسبوك
كشفت وثائق سرية أن فيسبوك أعدت قائمة سرية تضم مشاهير لا تطبق عليهم القواعد الصارمة التي تفرضها على جميع المستخدمين، وتشير الوثائق السرية إلى أن القائمة الضيقة من المشاهير متحررة بالكامل من أي قواعد أو قيود تفرضها شركة فيسبوك، بينما أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط، يقعون تحت ضوابط مشددة في النشر، بحسب وول ستريت جورنال، واستحدثت شركة فيسبوك "قائمة بيضاء" للنخبة والمشاهير الذين استفادوا من خلالها بمعاملة خاصة، مقابل وجودهم على منصتها والتفاعل العالمي مع ما ينشرونه من محتوى.
وقالت الصحيفة في عرضها المفصل لقائمة كبار الشخصيات التي استحدثتها وفق نظام أطلقته سرا يسمى (التحقق المتقاطع) إنها تتناقض مع التصريحات العلنية للشركة ورئيسها التنفيذي، مارك زوكربيرج.
هل كذب مرك زوكربيرج؟، وخلال وقت سابق من يونيو/حزيران الماضي، قال زوكربيرج، إن فيسبوك تطبق القواعد الخاصة بالمحتوى للمستخدمين العاديين على قد المساواة مع نخب السياسة والثقافة والصحافة والمجتمع المدني.
والقائمة الضيقة تمثل نسبتها 0.19% من إجمالي عدد المستخدمين النشطين في فيسبوك، إذ يبلغ عدد القائمة البيضاء، قرابة 5.8 ملايين اسم حتى نهاية 2020، من إجمالي 3 مليارات مستخدم، وهذه القائمة، معفاة بحسب الصحيفة، من أي قيود على المحتوى سواء كان سياسيا أو تشهيريا أو تحريضيا، أو غير متوافقة مع حقوق النشر على منصة التواصل الاجتماعي الأشهر.
أرقام فيسبوك، ويبلغ إجمالي عدد المستخدمين النشطين في فيسبوك قرابة 3 مليارات مستخدم، فيما أكثر من 88% من المستخدمين النشطين يوميا يستخدمون الهواتف الذكية، وبحسب بيانات تعود لفيسبوك العام الماضي، فإن 95% من اجمالي زيارات الفيس بوك تتم عن طريق الهواتف الذكية. فيما يتم مشاركة أكثر من 300 مليون صورة يوميا على الفيس بوك، بينما كل 60 ثانيه في الفيس بوك، يتم نشر 530,000 تعليق، ويتم تحديث 310,000 حالة، ويتم رفع 136,000 صورة.
فيسبوك تتجسس على ملياري مستخدم.. هل خدعتنا بشأن التشفير؟
في عام 2018، عندما بدأت الولايات المتحدة تحقيقها الأولي ضد شركة فيسبوك، أعلن مؤسسها مارك زوكربيرغ في مجلس الشيوخ أن جميع الرسائل والمحتويات الموجودة على واتساب مشفرة.
بشكل صادم، يبدو أن الشركة تكذب! حيث كشف تقرير مفصل نشرته ProPublica عن تعقيدات إدارة المحتوى على واتساب، مما يشير إلى أن الشركة لديها مشرفون على المحتوى، وأن واتساب قد قدم بيانات وصفية إلى وكالات إنفاذ القانون، كما شاركت فيسبوك بيانات المستخدم بين مجموعة شركاتها.
بشكل أساسي، إذا أبلغت عن رسالة شخص ما، فإن فيسبوك لديها إمكانية لقراءة الرسالة، لكن هذا يتعارض مع مزاعمها بأن كل شيء مشفر من طرف إلى طرف، فلو كان هذا صحيحًا، لما تمكنت الشركة من الوصول إلى أي رسالة.
الطاقة المتجددة تسلا تتوسع في الطاقة المتجدّدة.. خطة لإنشاء قسم خاص لتداول الكهرباء، يقول واتساب، وهو تطبيق المراسلة الأكثر شهرة في العالم مع أكثر من ملياري مستخدم نشط شهريًا، إن شركته الأم "فيسبوك" لا يمكنها الوصول إلى المحادثات بين المستخدمين. لكن، تم الإبلاغ أيضًا عن أن فيسبوك تدفع لأكثر من 1000 موظف في جميع أنحاء العالم لقراءة ومراقبة رسائل واتساب التي يفترض أنها "خاصة"، مما يلقي بظلال من الشك على ممارسات الخصوصية الخاصة بعملاق الوسائط الاجتماعية.
يتمتع تطبيق المراسلة بتشفير شامل منذ عام 2016. مع ذلك، هناك بعض الحالات التي يمكن فيها قراءة الرسائل من قبل هؤلاء المراقبين.
على ما يبدو، توظف شركة Accenture المتعاقدة مع فيسبوك 1000 مشرف يقومون بمراجعة المحتوى الذي أبلغ عنه المستخدم، والذي تم تحديده من خلال خوارزمية التعلم الآلي الخاصة بها. وقد كتبت ProPublica أن فيسبوك تراقب البريد العشوائي والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية والتهديدات الإرهابية المحتملة والاعتداء الجنسي على الأطفال والابتزاز و"الأعمال ذات التوجه الجنسي" من بين أشياء أخرى.
كيف تحدث العملية؟ عندما يبلغ شخص ما عن رسالة، حتى لو كانت في محادثة خاصة، فإن خوارزمية التعلم الآلي سوف تفحص السلوك المشبوه، وتعيد توجيهها، إلى جانب أربع رسائل سابقة بالإضافة إلى أي صور أو مقاطع فيديو، إلى إنسان حقيقي لتقييمها. وقد أخبر مشرفو واتساب ProPublica أن الذكاء الاصطناعي للتطبيق يرسل لهم قدرًا كبيرًا من المنشورات، ويتعامل كل مراجع مع ما يصل إلى 600 شكوى يوميًا، بمتوسط أقل من دقيقة لكل حالة.
وفقًا للتقييم، يمكن إما حظر المستخدم أو رفضه أو إضافته إلى قائمة المراقبة، ويمكن عرض الرسائل غير المشفرة من المستخدمين في القائمة "الاستباقية" جنبًا إلى جنب مع بيانات المستخدم الأخرى مثل مجموعات المستخدمين ورقم الهاتف ومعرف الهاتف الفريد ورسالة الحالة ومستوى البطارية وقوة الإشارة.
من المعروف أيضًا أن الشركة تشارك بعض البيانات الخاصة مع وكالات إنفاذ القانون. علاوة على ذلك، زعمت ProPublica أن بيانات مستخدم واتساب ساعدت المدعين العامين في بناء قضية رفيعة المستوى ضد موظف في وزارة الخزانة قام بتسريب سجلات سرية إلى BuzzFeed News مما كشف كيف تتدفق الأموال المزعومة عبر البنوك الأميركية.
على سبيل المثال، ذكر رئيس واتساب Will Cathcart في مقال رأي على موقع Wired في وقت سابق من هذا العام، أن الشركة قدمت "400000 تقرير إلى سلطات سلامة الأطفال العام الماضي وتمت مقاضاة الأشخاص نتيجة لذلك".
تم ذكر كل هذه الممارسات في نص سياسة خصوصية المستخدمين، وفقًا لـ ProPublica، لكن عليك أن تبحث جاهداً للعثور عليها! رداً على التقرير، قالت متحدثة باسم واتساب لصحيفة The Post إن "واتساب يوفر وسيلة للأشخاص للإبلاغ عن الرسائل غير المرغوب فيها أو إساءة الاستخدام، والتي تشمل مشاركة أحدث الرسائل في الدردشة. وهذه الميزة مهمة لمنع أسوأ إساءة على الإنترنت.. نحن نعارض بشدة الفكرة القائلة بأن قبول التقارير التي يختار المستخدم إرسالها إلينا لا يتوافق مع التشفير التام بين الأطراف".
فيسبوك.. نهج جديدة لمحاربة الحسابات الحقيقية الضارة رقميا
كشفت شركة فيسبوك العملاقة للتواصل الاجتماعي أنها ستتبنى استراتيجية جديدة للحد من الحسابات الحقيقية التي تنسق لنشر محتويات تسبب أضراراً رقمية، متوقعة أن تواجه صداما مع المجموعات المحافظة.
يمكن من خلال هذه الإجراءات تقليل وصول المحتوى من الحسابات إلى المستخدمين الآخرين أو إلغاء الحسابات الحقيقية أو الصفحات أو المجموعات.
كشفت شبكة التواصل الاجتماعي العملاقة "فيسبوك" عن تبني نهج جديد أكثر تشدداً للتعامل مع مجموعات الحسابات الشخصية الحقيقية التي تنسق معاً لنشر محتويات ضارة. وفي هذا السياق أشار موقع "سي نت دوت كوم" المتخصص في موضوعات التكنولوجيا إلى أن شبكة التواصل الاجتماعي لديها بالفعل قواعد ضد بث محتوى ضار ونشره مثل التحريض على الكراهية والتحرش والمعلومات المضللة الضارة بشأن وباء فيروس كورونا المستجد.
لكن أحياناً يتم نشر مثل هذه المعلومات أو البيانات الضارة من خلال مجموعة منظمة تماماً من الحسابات الشخصية وليس من خلال فرد. ورغم أن قواعد فيسبوك تحظر المجموعات الخطيرة مثل المنظمات الإرهابية، فإن هذه القواعد لا تشمل كل المجموعات التي تسبب أضراراً.
ويقوم فريق أمن البيانات في شبكة فيسبوك باتخاذ إجراءات دورية ضد الحسابات المزيفة التي تضلل الآخرين بشأن أغراضها أو هويتها.
والآن التفتت الشركة العملاقة إلى اتخاذ إجراءات ضد المجموعات التي تحاول استخدام حسابات حقيقية، لتجنب تطبيق القواعد عليها ونشر محتوى ضار. ويمكن من خلال هذه الإجراءات تقليل وصول المحتوى من هذه الحسابات إلى المستخدمين الآخرين أو إلغاء هذه الحسابات الحقيقية أو الصفحات أو المجموعات.
وتواجه فيسبوك غالباً اتهامات بأنها لا تبذل جهداً كافياً للتصدي للمعلومات المغلوطة أو التحريض على الكراهية. في الوقت نفسه يمكن أن تجد فيسبوك في الجهد الجديد وسيلة لتسهيل حذف المحتوى الضار وبطريقة أكثر حزماً.
لكن شركة فيسبوك يمكن أن تواجه صداماً أكبر مع المجموعات المحافظة وغيرها من المجموعات التي تتهمها بفرض رقابة متعمدة على المحتوى السياسي وهي الاتهامات التي تنفيها فيسبوك تماماً.
من ناحيته قال ديف أغرانوفيتش المسؤول في فيسبوك: "ندرك أن هذا التحدي معقد. نحن نحتاج إلى الحرص والوعي عندما نتعامل مع الجهود المنسقة لمستخدمين حقيقيين من أجل التمييز بين هؤلاء الذين يتجمعون عضوياً من أجل إحداث تغيير اجتماعي مشروع وبين هؤلاء الذين يشكلون شبكات عدوانية يمكن أن تسبب ضرراً رقمياً" للآخرين.
وثائق من الداخل.. كيف واجه فيسبوك استخدامه بطرق "إجرامية" في الدول النامية؟
أظهرت وثائق داخلية، حصلت عليها صحيفة "وول ستريت جورنل" أن موظفين في فيسبوك دقوا جرس الإنذار، بشأن الاستخدامات الخاطئة للمنصة في الدول النامية، لكن استجابة الشركة لم تكن كافية وأحيانا لم تحدث من الأساس.
جاء ذلك ضمن سلسلة حلقات تنشرها الصحيفة الأميركية، تغطي اجتماعات ومناقشات دارت داخل أروقة عملاق التواصل الاجتماعي، وركزت الحلقة الأخيرة على انتهاكات المنصة في دول متعددة.
وحسب الوثائق، فقد اكتشف الموظفون أن تجارا للبشر في الشرق الأوسط، استخدموا الموقع لإغراء نساء للعمل في ظروف وظيفية مسيئة، حيث يعاملن مثل "العبيد"، أو يُجبرن على ممارسة الجنس، وعلى سبيل المثال، حذر الموظفون من أن الجماعات المسلحة في إثيوبيا استخدمت الموقع للتحريض على العنف ضد الأقليات العرقية، ووفقا للوثائق، فقد أرسلوا تنبيهات إلى رؤسائهم بشأن ممارسات تشمل بيع الأعضاء البشرية والمواد الإباحية، وإجراءات حكومية ضد المعارضة السياسية في البلاد.
كما لفتت الوثائق إلى أن الشركة لم تحظر، بشكل كامل، نشاط تحالف إجرامي مكسيكي ينشط في تجارة الممنوعات، بما في ذلك المخدرات والسلاح. رغم أن الوثائق تقول إن الشركة أزالت محتوى مرتبطا به.
ولم يخف التحالف، الذي يقول مسؤولو إنفاذ القانون، إنه أكبر تهديد إجرامي للمخدرات للولايات المتحدة، نشاطه، بل تظهر الوثائق أن لديه صفحات متعددة على فيسبوك، تظهر صورا لجرائم دامية وحتى بنادق مطلية بالذهب.
واكتشف نشاط التحالف الإجرامي ضابط سابق، يعمل لدى فيسبوك منذ عام 2018، إذ حدد أفراده الرئيسيين، وتتبع المدفوعات التي دفعت مثلا للاعتداء على أشخاص، واكتشف مع فريقه كيف كان يتم تجنيد المراهقين الفقراء للانخراط بمعسكرات تدريب على القتل.
وطلب الضابط السابق، الموظف الحالي في فيسبوك، من فريق آخر بالشركة مكلف بالتنسيق بين الأقسام المختلفة، البحث في طرق للتأكد من إمكانية فرض حظر على التحالف المكسيكي. لكن ذلك لم يتم بشكل فعال أيضا، وفقا للوثائق، وذلك لأن الفريق المكلف بالمهمة "لم يتابع تنفيذها".
وأوصى الشرطي السابق الشركة بتطوير متابعتها، لضمان فرض الحظر، والسعي إلى فهم نشاط التحالف بشكل أفضل، وكان فيسبوك أعلن خطة إصلاحات خلال الأعوام السابقة تهدف إلى ضمان أن تكون المنصة مكانا "صحيا"بشكل أفضل، وتشجيع المناقشات وتبادل الأفكار في العديد من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لكن الخوارزميات التي جرى اعتمادها أدت إلى نتائج عكسية، طبقا لـ"وول ستريت جورنل".
وقال بريان بولاند، الذي شغل منصب نائب رئيس فيسبوك، وأشرف على الشراكات مع مزودي الإنترنت في أفريقيا وآسيا، قبل استقالته نهاية العام الماضي، إن الشركة تتعامل مع الضرر الحاصل في البلدان النامية على أنه "مجرد تكلفة ممارسة الأعمال التجارية" في تلك الأماكن.
وقال إن فيسبوك ركز جهوده في مجال السلامة على الأسواق الأكثر ثراءً، وذلك مع الحكومات والمؤسسات الإعلامية القوية، مع تحوله إلى البلدان الفقيرة من أجل زيادة عدد المستخدمين، مشيرا إلى أنه "نادرا ما يكون هناك جهد كبير ومتضافر للاستثمار في إصلاح تلك المناطق"، ويضم العالم النامي بالفعل مئات الملايين من مستخدمي فيسبوك، وأكثر من 90 بالمئة من المستخدمين شهريا هم الآن خارج الولايات المتحدة وكندا.
ومع توقف نمو أعداد المستخدمين إلى حد كبير في أميركا وكندا وأوروبا، يأتي جميع مستخدمي فيسبوك الجدد تقريبا من البلدان النامية، حيث تعد المنصة قناة الاتصال الرئيسية ومصدر الأخبار عبر الإنترنت.
من شبكة اجتماعية إلى "آلة نهاية العالم"!
آلة نهاية العالم.. لم يكن من المفترض أن توجد مثل تلك الآلة.. من المفترض أن تكون مجرد تجربة فكرية.. تخيل جهازًا صُمم لغرض واحد فحسب، وهو تدمير كل أشكال الحياة على كوكب الأرض.. لنفترض الآن أن تلك الآلة مدفونة داخل أعماق الأرض، ولكنها تتصل بجهاز كمبيوتر يتصل بدوره بأجهزة استشعار تنتشر في المدن والبلدان بجميع أنحاء العالم.
صُممت تلك المستشعرات لاكتشاف علامات نهاية العالم، لكن ليس لمنع تلك النهاية الوشيكة، بل للتأكد من اكتمالها!
فمثلًا، إن كانت مستويات الإشعاع تشير إلى حدوث انفجارات نووية في ثلاث مدن كبرى في وقت واحد، فإن المستشعرات تُرسل إنذارًا إلى "آلة نهاية العالم"، لتقوم بتفجير عدة رؤوس حربية نووية ردًا على ذلك..
في تلك المرحلة، لا مجال للعودة.. يبدأ تفاعل الانشطار النووي المتسلسل الذي ينتج عنه انفجار نووي هائل يكفي لإنهاء كل أشكال الحياة على الكوكب الأزرق.. وميض ضوء رهيب.. ضوضاء مدوية عظيمة.. ثم طنين مستمر.. هل هناك كلمة تصف حجم الدمار الذي ستطلقه آلة نهاية العالم؟
ربما.. "الموت الهائل" “Megadeath”! ليس كل هذا الموت وحده ما يجعل آلة "نهاية العالم" مرعبة.. الرعب الحقيقي يكمن في استقلاليتها، فكرة أنها تمت برمجتها لاكتشاف سلسلة من المدخلات البيئية، ثم تعمل وتقرر إنهاء الأمر دون تدخل بشري..
في كتابه "حول الحرب النووية الحرارية"، عام 1960، وضع الخبير العسكري هيرمان خان النظرية الافتراضية لآلة "نهاية العالم"، وكان المفهوم حينها هو إظهار أن الحرب النووية لن ينتصر بها أي شخص، وبالتالي لا يمكن تصور حدوثها!
لقد صنع السوفييت بالفعل نسخة من آلة "نهاية العالم" خلال الحرب الباردة، أطلقوا عليها اسم "اليد الميتة".. لكن حتى الآن، وبأعجوبة، اكتشفنا كيفية التعايش مع القنبلة، كما أشار ستانلي كوبريك في فيلمه "Dr. Strangelove".. والآن، يبدو أننا بحاجة إلى تعلم كيفية البقاء على قيد الحياة على شبكات التواصل الاجتماعية.
يميل معظمنا إلى الشكوى من فيسبوك كما لو أن شيئًا ما قد تخثّر مؤخرًا وظهرت رائحته الكريهة.. هناك فكرةً مفادها أن الشبكات الاجتماعية كانت مفيدة في يوم من الأيام، أو على الأقل كانت من الممكن أن تصبح أفضل، ربما بقليل من التنظيم والقوانين ومكافحة الاحتكار، لكن تلك نظرة متفائلة للغاية، لأن تصميم تلك الشبكات الاجتماعية اليوم، وعلى رأسها فيسبوك، يشجع الأشياء التي تجعلها ضارة للغاية.. هذا الأمر محفور بعيدًا جدًا داخل هيكلها الأساسي..
في السنوات الأخيرة، مع تفاقم أخطاء فيسبوك وتراجع سمعته، أصبح من الواضح أن الإهمال ليس سوى جزء من المشكلة.. لا يوجد شخص، ولا حتى مارك زوكربيرج نفسه، يمكنه التحكم في المنتج الذي صنعه.. ويبدو أننا سندرك شيئًا فشيئًا أن فيسبوك لم تعد مجرد شبكة اجتماعية.. إنها "آلة نهاية العالم".
الشبكات الاجتماعية تنفذ ما صُنعت من أجله بالضبط.. لا تحاول خوارزميات فيسبوك البحث عن الحقيقة وإظهارها، أو محاسبة المخطئ، أو تمثيل مصالح مستخدميها.. كانت المهمة الأولى للشركة هي "منح الأشخاص القدرة على المشاركة وجعل العالم أكثر انفتاحًا وتواصلًا"، لكنها بدلًا من ذلك أخذت مفهوم "المجتمع" واستنزفته من كل المعاني الأخلاقية!
في مرحلة ما، قررت فيسبوك أنها لا تحتاج إلى قاعدة مستخدمين كبيرة جدًا، بل إلى قاعدة هائلة بحجم غير مسبوق على مستوى العالم.. هذا القرار وضع فيسبوك على طريق الإفلات من سرعة الجاذبية، إلى درجة أنها يمكن أن تسبب الضرر للمجتمع بمجرد وجودها فحسب!
هل ترى أن المقارنة بـ "آلة نهاية العالم" غير عادلة؟ ربما هذا صحيح؛ لا يمكن لـ فيسبوك مثلًا أن تحول مدينة إلى أنقاض كما تفعل القنبلة النووية.. لكن هذا الحجم الهائل يمثل تقريبًا التهديد الوجودي الذي يمثله "الموت الهائل".. لا ينبغي أن تملك أي آلة القدرة على التحكم بمصير سكان الكوكب بهذا الشكل.. وهذا ما صُممت من أجله "آلة نهاية العالم" وفيسبوك!
الانتشار والمشاركة بأكبر قدر ممكن يمثلان قيمة مهمة للغاية بالنسبة لشبكات التواصل لأنهما يمثلان قيمة للمعلنين.. وتؤدي هذه الحوافز إلى تنفيذ خيارات التصميم التي تجذب المستخدم أكثر، مثل أزرار التفاعل التي تشجع المستخدمين على المشاركة بسهولة وكثيرًا، والتي بدورها تشجعهم على مشاركة أفكار مثيرة أكثر للجدل وتحفز استجابة قوية للآخرين.
في كل مرة تضغط فيها على زر تفاعل داخل فيسبوك، أو يوتيوب أو باقي الشبكات، تسجله خوارزمية، وتشحذ صورتها عنك.. الاستهداف المفرط للمستخدمين، الذي أصبح ممكنًا بفضل أطنان من بياناتهم الشخصية، يخلق بيئة مثالية للتلاعب، من قبل المعلنين والحملات السياسية ومن يقدم المعلومات الكاذبة والمضللة، وبالطبع من فيسبوك نفسها التي تتحكم فيما تراه وما لا تراه على الموقع بنهاية المطاف.
نحن نخشى أن تكون نهاية العالم بسبب تطور الذكاء الاصطناعي، وربما سيطرته على كوكبنا، لكننا الآن وبالفعل تحت رحمة تلك الخوارزميات، على الأقل من جهة تحكمها وسيطرتها على المحتوى! لا نعرف ما الذي سيحدث في المستقبل.. لكن نتمنى ألا تتحول شبكات التواصل الاجتماعي إلى "آلة نهاية العالم".
اضف تعليق