التعليقات الجارحة وغير المقبولة التي تصل في بعض الأحيان إلى مستويات متدنية وغير لائقة، أصبحت اليوم ظاهرة متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يسعى البعض وعند نشر خبر او صورة معينة الى كتابة تعليقات خارجة عن الذوق بقصد الاستهزاء او الانتقاص او بقصد( التحشيش) كما يطلق عليها باللهجة الدارجة، هذه الظاهرة تفاقمت بشكل كبير في المجتمعات العربية ومنها العراق، حيث اصبحت هذه المواقع في الفترة الاخيرة مسرحاً للانتقادات والسخرية من الاخرين، وهو ما عده بعض الخبراء مؤشر اخلاقي خطير قد يؤثر سلباً كيان مجتمعاتنا المحافظة.
هذه الحالة اثارت ايضاً غضب واستياء بعض المستخدمين ممن شاركوا في آرائهم في صفحة الحرة عراق بعد ان قدمت تقرير خاص واستفسرت عن كيفية تقيم ظاهرة استخدام التعليقات الجارحة في مواقع التواصل الاجتماعي وما هي الحلول للحد منها. فتحت هذا المنشور علق (ابو دانية) قائلاً: ان التعليقات الجارحة ظاهرة سلبية وان اكثر الاشخاص الذين يستخدمون هذه التعليقات هم من الفئة غير مثقفه في المجتمع ولا يعرفون التعبير عن رايهم الا بهذه الطريقة وحل هذه المشكلة تكمن باجراء حملات لتوعيه مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من سلبيات هذه الظاهرة.
(يعقوب الكرعاوي) قال: التعليق الجارح يدل على مستوى من قام بكتابته. اكثر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي هم ناس من مستويات علميه وفكريه ضعيفة جدا.. فهم لا يجيدون لغة الحوار البناء ويستعملون لغة الشارع.. اعتقد ان حل المشكلة هو الارتقاء بالمستوى الثقافي والعلمي للفرد العراقي. اما(Hamid Mageed) فقال: لا زال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مقتصر على فئة صغيرة في مجتمعنا ونسبة كبيرة من هذه الفئة لا زالت خبراتهم بسيطة في معترك الحياة بالإضافة الى عوامل التربية والكبت والتضييق لذا أساءت جزء من هذه الفئة هنا لابد من الفحص والتمحيص والتدقيق وفرز هذه الفئة لمعالجتها اما بالقوانين الوضعية او بالأعراف الاجتماعية او بالقيم الانسانية او بالضابط العشائرية لكي يتم القضاء حتميا على هذه الظاهرة الاجتماعية الرديئة.
(عبد النبي العبادي) من جانبه قال: رواج ثقافة العنف والقسوة والتجريح في أي مجتمع تدل على صفة العدوانية والنيل من الآخر بأي وسيله. وهي نتيجة حتميه للسياسات الفاسدة والحروب والقتل والتهجير وضنك العيش التي مر بها البلد مما يؤثر على بعض البشر فيجعله منحطا في اخلاقه بكل شيء.
(Zaid Mageed) قالت: أعتقد أنه للعرف الاجتماعي والأخلاقي دور في صياغة شخصية المستخدم للتواصل الاجتماعي فهو يعكس بيئته وتربيته في تعامله مع الآخرين فمواقع التواصل منبر حر متاح للجميع لذا على الجميع التأني في انتقاء ما يكتب فهو ليس منبرا لتسقيط الآخر أو جرح مشاعر الناس والعاقل من يتعلم مهما بلغ من كبر.... (محمد هلال الجبوري) قال تحت هذا المنشور: يفترض مراقبة صفحات التواصل الاجتماعي التي تثير مواضيع من شأنها اثارة النعرات الطائفية والمذهبية لكن هناك ملاحظة مهمة جدا فعندما اقرأ مثل هذه التعليقات التي لا تليق بمجتمعنا من مفردات سوقية جدا اقر أن صفحات التواصل الاجتماعي صارت مرتعا للجهلة واصحاب الأمراض المزمنة مع احترامي لكل مثقف يحترم نفسه ويحترم الرأي.
اما (محسن ناهي الشويلي) فقال: حينما نقرأ التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي فإننا نقرأ ثقافة الشخص المدون للعبارات المكتوبة وأسلوب التعبير فإنه يدل على مستوى الإدراك والوعي. أضف معه إن أغلب المعلقين تراهم تربوا على ثقافة العنف بسبب الواقع الملموس. (سالم الساعدي) من جانبه قال: البعض يستخدم هذه الألفاظ لأنه يعرف تماما بأنه غير محاسب عليها ويعتقد انه بإمكانه قول ما يريد من مبدأ الحرية. وللحد منها أعتقد بأن على الحكومة تفعيل الدور الرقابي على شبكات التواصل الاجتماعي وتوعية الناس على مبدأ حرية الرأي والتعبير بعيدا عن التجريح والتقسيط واللامبالاة.
(جواد ابوعلاء ال غليم) يرى انها ظاهره سلبيه ولا ترتقي الى ما وصل اليه الانسان من العلم والاستفادة من هذه الوسائل في امور تعم فيها الفائدة جميع الناس وعادة الشخص صاحب التعليق الجارح يكون محبط ومنعزل ويشعر بخيبة امل وللحد من هذه الظاهرة على الحكومة ان تسن قانون تلاحق بموجبه الذين يستخدمون الرسائل الإلكترونية المسيئة والجارحة.( Majed Mehdi) قال: ان التعليق الجارح يُبين عدم مقدرة صاحب التعليق على الرد على الأفكار فليجأ الى تجريح اصحاب هذه الافكار. اما الحلول فهو تثقيف الناس بأن نقد الأفكار هو عملية صحية اما الانتقاص من أصحاب الافكار هو دليل افلاس فكري وقلة وعي. (Khalid Mahmoud) قال تحت هذا المنشور: تنتهي معظم منشورات الصفحات العراقية بالسب والشتم والتخوين وتبادل التهم ولا يهم أبداً إن كانت الصفحة سياسية أو دينية أو اجتماعية وحتى الرياضية في العادة تبدو مختلفة لكنها تنتهي إلى نفس النقطة ..
(مصطفى شاكر نعمة) علق قائلاً: الكل متفق على سلبية هذه الظاهرة ومدى تأثيرها لكن في نفس الوقت نجد ان الكثير يستخدم هذه التعليقات لفرض آرائه وهنا يكمن الحل بيد المجتمع في نبذ وإقصاء هذه النماذج وزيادة الوعي والثقافة . (معمر الزاخولي) يرى ان : التعليقات الجارحة هي نتاج لانعكاس البيئة التي خرج منها الانسان وهي تعبير واضح عن افلاس الثقافي الذي يعاني منه الأغلب وفكرة تقبل لغة الحوار والاختلاف اصبحت معدومة في مجتمعنا للأسف.
اما (ام ازاد العبيدي) فقالت: يعني ها لظاهره صايرة كلش مزعجه وكم التعليقات الجارحة والكلمات القبيحة صارت لا تعقل يعني ياريت لو اكو فد اجراء او خاصيه بالفيس تمنع هالشي .. يعني حتى حريه التعبير صار ماعدنا لان كبل يدخلون لتعليقك وينزلون غلط وسب وهو اصلا ما مفتهم الموضوع شنو.. يعني ما اعرف شد يثبتون لنفسهم من يسوون هيج .. للأسف الفيس موقع عام والعالم كلها دتشوف العراقيين وين وصلوا بدرجه الانحطاط من وره مجموعه فاشله ما عدها غير بس تنتقد وتغلط وتتجاوز وهيج شوهوا سمعه الناس الطيبة العراقيين اهل الغيرة والنخوة .. ياريت يقدرون اكو امهات وخوات وزوجات ديتابعون وياهم ويحدون من ظاهره الغلط والكفر والتجاوز..
اضف تعليق