ركز أغلب المؤرخين الذين تغاضوا عن كل الإنجازات العظيمة التي حققتها الدولة البويهية على جمل تناقلوها ونسبوها إلى معز الدولة وأبيه بويه، مضمونها أنهم كانوا يعيشون كعامة الناس وكانوا يتقوّتون على أعمال ومهن بسيطة كصيد السمك وبيع الحطب وغيرها، وليس ذلك مما يشينهم أو يحط من كرامتهم ولكن كان من وراء هذه الكلمات مغزىً آخر وصل إلى حد رميهم بـ (الضعة)!! وإن حكومتهم قد صنعتها الصدفة وليس بكفاءتهم وأهليتهم للحكم! وكأن باقي ملوك الدول الأخرى قد اصْطفُوا ملوكاً واختيروا من الله لشغل مناصب القيادة و(الخلافة)!!
لقد أغمض أولئك المؤرخون أعينهم وصموا آذانهم عن كل قول يعارض هذه الروايات وتمسكوا بها لغايات معينة في حين نجد أن القول المخالف لهذه الروايات هو القريب إلى الصحة والمطابق للواقع التأريخي
يقول المستشرق الإنكليزي رينولد ألين نيكلسون (1285-1364ه/1868-1945م) المتخصص في الأدب الفارسي وهو يصف بويه وأولاده الثلاثة مؤسسي الدولة البويهية في كتابه (تاريخ الأدب العباسي) (ص26): (إن بويه كان أحد الجنود المحظوظين الذين كثيراً ما نجابههم في تأريخ هذه الفترة، وقد ركب أبناؤه الثلاثة علي وأحمد والحسن متن نفس السيرة المغامرة).
وهذا القول الذي عدّه البعض من الشواذ وقال: إنه يتعارض مع أقوال المؤرخين القدماء، فإنه في الحقيقة لا يدل على أيِّ تعارض أو تناقض كما دلت على ذلك سيرة بني بويه في المغامرة وركوب الأخطار والشجاعة، فليس هناك ما يمنع الشجاع والكفوء في القيادة من طلب الرزق لعياله، ثم إن بني بويه كانوا قد فقدوا جميع امتيازاتهم وأموالهم وحكمهم وتركوا ما يمتلكونه عرضة للنهب والسلب من قبل الغزو اللا إسلامي ودخلوا الديلم وقد فقدوا كل شيء فأصبحوا فعلا من عامة الناس ولكن ما تحقق على أيديهم من حضارة ورُقي سادت العالم لم يتمكن من تحقيقها من توارث الخلافة أبا عن جد وأورثها أولاده وأحفاده دون جدارة وكفاءة.
بنو بويه في أقوال المؤرخين
يروي ابن الاثير في تأريخه سياسة الإصلاح والعدالة الانتقالية التي مارسها البويهيون بعد أن عاث الأتراك فساداً ببغداد فيقول: (حينما استولى معز الدولة على مقاليد الحكم في العراق نادى في الناس الأمان ونشر العدل وبدأ في إصلاحات كثيرة، فقد أنشا أول مستشفى في بغداد وأرصد لها أوقافا جزيلة وتصدق بمعظم أمواله الخاصة وأعتق عبيده ورد كثيراً من الأموال التي صودرت من أصحابها في العهد السابق، وقد كان كريماً وعادلاً).
ويصف أخاه ركن الدولة بما نصه: (أما الاخ الثاني ركن الدولة فقد كان واسع الصدر حسن التدبير منزّها من الظلم يجري الأرزاق على الفقراء والمساكين وابن السبيل، كان يحب الصالحين من الناس ويقرّبهم الى جواره ولذا مال اليه الشعب وعظموه).
ولنستمع إلى ما قاله المستشرق آدم متز (في كتاب الحضارة الاسلامية في القرن الرابع) تعريب محمد عبد الهادي أبي ريده حيث يقول: (كان عضد الدولة يمثل الحاكم تمثيلاً حقيقياً فقد عُني بمعرفة الاخبار وسرعة وصولها شأن كل من يريد أن يحكم دولة كبيرة حكماً صحيحاً ، وكانت الأخبار تنتقل بين شيراز وبغداد في سبعة ايام، أي أنها كانت تقطع في كل يوم ما يزيد على مائة وخمسين كيلو مترا.
وقد طهر السبل والطرقات من السرّاق واللصوص ومحا أثر قطاع الطرق وأعاد النظام ووطد الامن في صحراء الجزيرة العربية وصحراء كرمان وكانت مخيفة وكان سكانها يضعون الضرائب على قوافل الحج فارتفعت وتحقق الأمن وأقام للحجاج السواقي في الطرق واحتفر لهم الآبار وفجر الينابيع وأدار السور حول مدينة الرسول وأمر بعمارة منازل بغداد وأسواقها وابتدأ بالمساجد الجامعة وكانت في نهاية الخراب وهدم ما كان متهدّماً بنيانها وأعادها جديدة قوية وألزم أرباب العقارات بالعمارة فمن قصرت يده أقرضه من بيت المال وفي عهده امتلأت الخرابات بالزهر والخضر والعمارة بعد أن كانت مأوى الكلاب ومطارح الجيف والأقذار وجلبت إليها الغروس من فارس وسائر البلاد.
وأصبحت لقوافل الحجاج سواقي مياه بعدما حفروا الآبار وفجروا الينابيع وأقاموا السدود، كما أمر عضد الدولة ببناء سوق البزازين في بغداد وألزم أبناء الشعب ببناء دور سكنية لهم ومن قصرت يداه اقرضته الدولة من بيت المال. ومن أعماله الاصلاحية إزالة مطارح الأوساخ والقاذورات من مختلف مناطق بغداد وتحويلها إلى مناطق خضراء رحبة جلب إليها من بلاد فارس مختلف أنواع المغروسات. كما أمر ببناء الجسور والقناطر وإقامة نظام السقاية فكان باعثاً قوياً لجذب جماعات غفيرة من عرب البادية الرُّحل إلى الأراضي المستصلحة وتشجيعهم على حياة الاستقرار وممارسة الزراعة، وكان ضمن أعماله العمرانية اهتمامه ببناء الجوامع وإقامة دور ضيافة لاستقبال القادميين من الزوار إلى العتبات المقدسة في العراق، فضلاً عن إنشائه معابد لليهود وكنائس للنصارى ومساعدته إياهم في شتى المجالات... وكان يوزع المال سنوياً على الأرامل واليتامى... ويتبرع للحجاج الحفاة سنوياً ثلاثة آلاف دينار لشراء الأحذية وعشرة آلاف درهم لتكفين الموتى من الفقراء ولم يمر بماء جارٍ إلا وبنى بجانبه قرية وكان يمدّ المال إلى أصحاب الدور الكائنة على طريق الحج ليقدموا العلف الحيواني لدواب المسافرين إلى بيت الله الحرام).
نجد في هذه الأقوال بعضاً من ملامح العظمة والحضارة والرُّقي والهيبة التي وصلتها الدولة البويهية في الوقت الذي كانت الخلافة العباسية تمارس سياسة القهر والاستبداد والفساد والظلم فلا يمكن حتى التفكير في المقارنة بين الدولتين، ولكن عندما يحاول البعض غض الطرف عن كل الممارسات البشعة التي مارسها الخلفاء العباسيون بحق المسلمين كونهم (خلفاء) ولهم حصانتهم الدبلوماسية ووصف البويهيين بالنعوت الدونية رغم ما قدموه من أعمال جليلة للإسلام فإن ذلك يستدعينا الحديث في هذا الجانب
التواريخ (القيادية) الأخرى
لا نريد أن نسترجع التواريخ (القيادية) للخلفاء الذين استولوا على الخلافة بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) ظلماً وعدواناً، ولكن أقوال المؤرخين جرّتنا إليها جرّاً، ولنا أن نسألهم:
هل كان (حامل قصاع الودك بن جدعان) مؤهلاً ذاتياً ونسباً لقيادة الأمة بعد الرسول وهو القائل: (أقيلوني فلستُ بخيركم وعلي فيكم) ؟
أم القائل مراراً وتكراراً (لولا علي لهلك عمر) ؟
أم من قام (نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه) ؟
أم من لو لم تكن له سيئة سوى أخذ البيعة لابنه يزيد على الأمة لكفاه خزياً وعاراً في الدنيا وخلوداً في النار، يضاف إلى سوأته هذه أعماله الإجرامية التي سوّدت وجه التأريخ بقتله خيار الصحابة كحجر بن عدي الكندي وعمرو بن الحمق الخزاعي وأشباههما من خيار الناس ؟
أم أصحاب البوائق والجرائم من الخلفاء الأمويين وولاتهم وخاصة الحجاج (فرعون الأمة) الذي يثير مجرد اسمه التقزّز لكثرة ما أراق من الدماء البريئة، واستحلّ من الحرمات، وانتهك من المقدسات ؟
أم أصحاب الأيادي الملوّثة بدم الأبرياء، و(أبطال) الليالي الحمراء من الخلفاء العباسيين أم.... أم وتطول القائمة...؟
الأهواء تقود إلى التناقض
ربما كان بعض المؤرخين يميل إلى نزعته القومية ويفضل هؤلاء على غيرهم من الأقوام الأخرى، رغم الشك الكبير أو اليقين بشبهة نسب بعضهم، وخاصة في دولة الأدعياء الدولة الأموية التي اعتلى منابر المسلمين فيها من لم يعرف أبوه، ونُسب إلى أحد من اشترك بولادته كعمرو بن العاص وزياد بن أبيه وحتى معاوية نفسه !! وحتى الدولة العباسية لم تسلم من هذه الوصمة فقد كان إبراهيم بن المهدي يرمي ابن أخيه المأمون بن هارون بتهمة النسب !!
ولكننا نرى هذه النظرة تنتفي عند هؤلاء عندما يتعرّضون لأعداء الشيعة من غير العرب كالسلاجقة والغزنويين والأيوبيين والزنكيين، وخاصة طغرل بك السلجوقي، وصلاح الدين الأيوبي، ونور الدين الزنكي، فتراهم يتخلون عن عروبتهم وقوميتهم ليكيلوا لهؤلاء المجرمين المدح، ويهبوا لهم الألقاب القيادية على المسلمين رغم كونهم ليسوا عرباً !!
ونحن لا ننكر هذا الشيء من جانب العصبية كما هو واضح، فالعصبية تنتفي عندما يمدح الإنسان من هو أهل للمدح سواء كان الممدوح من قوم المادح أو من غيره، كما نرى المتنبي وهو العربي القح والمعتز بعروبته وانتمائه يمدح آل بويه الفرس بقوله مخاطبا عضد الدولة
وقد رأيتُ الملوكَ قاطبةً * وسرتُ حتى رأيتُ مولاها
ولكن ما ننكره هنا هو أن يمدح المؤرخون طغرل بك وصلاح الدين ومحمود زنكي وغيرهم من مجرمي التأريخ ويكيلون لهم الألقاب لمجرد عدائهم للشيعة فقط لا غير!!
كما ونود أن ننوّه إلى أنه ليس من المعيب أن يحب الإنسان قومه ويبرهم ويحسن إليهم، ولكن المعيب هو أن يتغاضى عن سيئاتهم ويفضل شرارهم على خيار غيرهم كما ورد في الكثير من الروايات عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) في هذا المضمون
نختار منها رواية الإمام زين العابدين (عليه السلام) عندما سُئل عن العصبية فقال: (العصبية التي يؤثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين ، وليس من العصبية أن يحبّ الرجل قومه ، ولكن من العصبية أن يُعين قومه على الظلم).
تباً للعصبية المذهبية التي تعمي القلوب كما تعمي الأبصار والتي لا تزال تكبد الأمة آلاف الضحايا من المسلمين الشيعة الأبرياء.
إن هذه النظرة المنحرفة إلى الأحداث والشخصيات هي التي كلفت الأمة المصائب والأهوال وأرجعتها القهقرى إلى الجاهلية الجهلاء.
دوافع وغايات
رغم يقيننا أنه لو كان البويهيون من عامة الناس فإن ذلك لا يقلل من مكانتهم ومن انجازاتهم العظيمة في الإسلام، إلا أننا نجد فيما حِيك لهم من هذه الأقوال قد كشف عن زيف ما ألصق بهم من أكاذيب وتُرهات، ومن هذه الأكاذيب خرافة المنجّم أو أسطورة التنبأ التي صيغت بيد لا يعرف بالضبط الغاية من صياغتها، وإن كان يبدو للوهلة الأولى لمن يقرأها أن واضعها يريد أن يقول: إن إقامة بني بويه دولتهم كان من المصادفات ولعبة من لعب الأقدار وليس بما جبلوا عليه من حنكة وسياسة وشجاعة وصفات نبيلة أهلتهم لاعتلاء منصة الحكم.
ربما كان صحيحاً ما رواه الفخري الطقطقي في الآداب السلطانية والدول الإسلامية (ص244)، وابن كثير في البداية والنهاية (ج11ص173)، وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب (ج3ص18): (إن أبو شجاع بويه كان صياداً للسمك وكان أولاده ــ في طفولتهم ــ يعينونه على العمل والكسب)، وإن معز الدولة بن بويه (كان يحتطب الحطب على رأسه)، كما اتفقت عليه هذه المصادر، وانضم إليها ابن خلكان في وفيات الأعيان (ج1ص158)، وليس في ذلك ما ينقصهم ولا ينقص أي إنسان، ولكن لا يمكن أن نتخذ هذه الأقوال هي كل ما لدى آل بويه قبل إقامتهم دولتهم، ونترك ما تميّزوا به من إمكانيات عظيمة ومؤهلات تميّزوا بها جعلتهم يتبوؤون مناصب عليا في الإسلام. كما ذكرنا ذلك في كلام المستشرق الإنكليزي نكلسون من (إن بويه كان أحد الجنود المحظوظين الذين كثيراً ما نجابههم في تأريخ هذه الفترة، وقد ركب أبناؤه الثلاثة علي وأحمد والحسن متن نفس السيرة المغامرة).
وقبل أن نستعرض أقوال المؤرخين والمستشرقين حول الصفات الكريمة والخصال النبيلة التي تمتع بها آل بويه لنستمع إلى أسطورة المنجم..
أسطورة المنجم
طبعاً هذه الرواية ذكرها كل من تعرّض للحديث عن الدولة البويهية من المؤرخين مع اختلاف بسيط في الألفاظ بين مؤرخ وآخر ولكنها كلها تعطي نفس المضمون، أما راويها الوحيد فهو شهريار بن رستم الديلمي، وكما هو واضح من اسمه فهو فارسي محض، وهذا ما يثير التساؤل حول اعتماد روايته من قبل مؤرخين لديهم حساسية من هذا العنصر إلا فيما يخدم توجهاتهم، ولا نقصد هنا أنهم كلهم قد نقلوها لنفس الغاية، فبعضهم قد نقلها بحسن نية وانسياقاً مع من سبقه تقول الرواية:
(كان أبو شجاع بويه في مبدأ أمره صديقاً لي، ــ أي لشهريار ــ فدخلت عليه يوماً وقد ماتت زوجته أم أولاده الثلاثة الذين تملكوا البلاد وهم: عماد الدولة أبو الحسن علي، وركن الدولة أبو علي الحسن، ومعز الدولة أبو الحسين أحمد، وقد اشتد حزن أبي شجاع بويه على زوجته، فعزيته وسكنت قلقه ونقلته إلى منزلي وأحضرت له طعاماً وجمعت إليه أولاده الثلاثة، فبينا هم عندي إذ مر بالباب شخص يقول: المنجم المعزم مفسر المنامات كاتب الرقي والطلسمات، فاستدعاه أبو شجاع بويه وقال له: قد رأيت البارحة رؤيا ففسرها لي، ثم قصّ عليه الرؤيا.., فقال المنجم: هذا منام عظيم ولا أفسره إلا بخلعة وفرس، فقال له بويه: والله ما أملك إلا الثياب التي على جسدي وإن أعطيتك إياها بقيت عرياناً، فقال المنجم: فعشرة دنانير، فقال له بويه: والله ما أملك دينارين فكيف عشرة ؟ ثم إنه أعطاه يسيراً، فقال المنجم: اعلم إنه يكون لك ثلاثة أولاد يملكون الأرض ومن عليها ويعلو ذكرهم في الآفاق ويولد لهم جماعة ملوك، فقال له بويه: أما تستحي تسخر بنا ؟ أنا رجل فقير مضطر وأولادي هؤلاء فقراء مساكين فمن أين هم والملك ؟ فقال له المنجم: فأخبرني عن وقت ولادة كل واحد من أولادك، فأخبره بويه بذلك فجعل ينظر إلى اسطرلابه وتقاويمه ثم نهض المنجم وقبّل يد عماد الدولة أبي الحسن علي وقال: هذا والله الذي يملك البلاد، ثم يملك هذا من بعده وقبض على يد أخيه أبي علي الحسن، فاغتاظ منه أبو شجاع بويه وقال لأولاده: اصفعوه فقد أفرط في السخرية بنا فصفعوه ونحن نضحك منه. فقال المنجم: لا بأس بهذا إذا ذكرتم لي هذا الحال عند ولايتكم فأعطاه أبو شجاع عشرة دراهم وانصرف) !!!
مجمل القول إن هذه (الرؤيا) الأسطورة مكررة كثيراً في كتب المؤرخين حتى عند غير آل بويه حيث ينسجها القصاصون للإثارة والتشويق ويستطيع القارئ أن يطالعها في الأساطير أيضا ومجملها أن بويه رأى في منامه أنه يبول فخرجت من ذكره نار عظيمة فاستضاءت الدنيا بها فاستطالت وارتفعت إلى السماء، ثم افترقت ثلاث شعب ومن كل شعب عدة شعب فاستضاءت الدنيا بها والناس خاضعون لتلك النيران..!!!
ولا أظن أن هذه القصة التي تشبه قصص ألف ليلة وليلة تحتاج إلى من يفندها أو يوضح الغاية الظاهرة منها، فهي برمتها عبارة عن عنقاء أطلقها خيال السياسة المعادية للبويهيين للحط من قدرهم وزرع تصور في أذهان الناس يصوّرهم كحمقى اعتلوا الحكم بمحض الصدفة وخاصة بويه الذي يظهر في هذه الصورة كشخصية سكير ومقامر فقد كل شيء ولجأ إلى المنجم ثم يتصرف معه تصرفاً أحمقاً فيأمر أولاده بصفعه عندما يتنبأ له بمستقبل الحكم !!
ومن يطلع على سيرة البويهيين ــ قبل وبعد حكمهم ــ سيجد أنهم أبعد ما يكون عن هذه التصرفات الساذجة وسيجد كذلك أن هذه الرواية الحمقاء الكاذبة والمزيفة قد وضعتها يد خفية لأغراض سياسية كما تناقض هذه الرواية تماماً الرأيين المختلفين حول نسب وحال البويهيين قبل الحكم فهي لا تناسبهم في الرأي الأول كونهم قد تحلوا بأخلاق عالية وصفات ملكية نبيلة، ولا تناسبهم أيضا في الرأي الثاني كونهم كانوا يكدون في العمل بصيد الصيد والاحتطاب ولم يتسلل اليأس إلى قلوبهم ليستعينوا بمنجم أخرق.
اضف تعليق