لم يدر في خلد الأحوص وأخوه عبد الله ابنا سعد بن مالك الأشعري أنهما سيؤسسان قاعدة من أهم قواعد التشيّع في هذه الأرض التي نزلاها مع قومهما، فقد كان كل همهما حقن دمائهما ودماء قومهما من السلطة الأموية والنجاة من الحجاج الذي قتل زعيم الأشعريين محمد بن السائب الأشعري وكثيراً من قومه لتشيّعهم، فالحجاج لم يكن ليكتفي بقتل رؤوس الأشعريين حتى يبيدهم عن بكرة أبيهم، فأخذ يتربّص بهم ويباغتهم ويقتل كل من وجده منهم ويشنّ عليهم الغارات ويوقع بهم النكبات، وسجن الأحوص وأخاه عبد الله ثم اضطر لإطلاق سراحهما لظروف سياسية أجبرته على ذلك ولكنه شرط عليهما البقاء في الكوفة.
ولكن الأحوص وأخاه يعلمان ــ كما يعلم سائر الناس ــ أن الأمويين وولاتهم لا عهد لهم ولا ذمة فكانا يعدَّان أنفسهما من الأموات إن بقيا في الكوفة، ففي أية لحظة من المتوقع جداً إن يرسل الحجاج إليهما من يباغتهما ويقتلهما ويحمل رأسيهما إليه، فقررا الهرب من الكوفة وتعاهدا على ذلك، وما إن حل الظلام حتى كانا يطويان القفار والسهول والجبال متنكرين بزي الأعراب متجهين إلى أصفهان..، ورافقهما أخوتهما عبد الرحمن، وإسحاق، ونعيم ومن بقي من قومهما وهم يسابقون الريح إلى مأمن في الأرض حتى اجتازوا حدود أصفهان فنزلوا ضفاف نهر قرية في الطريق... إلى حيث لا يعلمون ....
الخوف يسود القرية
بات الأشعريون ليلتهم الأولى على ضفاف هذا النهر وهم لا يفكرون بسوى أرض لا يكون للحجاج عليها سلطة، أرض تؤمنهم لكي يعيشوا فيها بسلام، فأخذوا يتطلعون إلى هذه الأرض التي نزلوها لعلهم يجدون فيها ما يبتغوه...، لاحظ بعض رجال الأشعريين أن سكان هذه المنطقة يتحركون حركات مريبة وهم في خوف وقلق وعلى عجلة من أمرهم، ولاحظوا أنهم يدخلون مواشيهم في قلاع عالية الجدران ويغلقون عليها الأبواب والمنافذ، فارتاب الأشعريون من هذا التصرف!!
أيمكن أن هؤلاء السكان قد خافوا منهم ؟ أيمكن أن يكونوا هم مصدر هذا القلق والخوف والاضطراب لسكان هذه المدينة ؟ لا بد من معرفة هذا الأمر وكشف خباياه ؟ تقدم إلى السكان بعض الأشعريين وسألوهم عن سبب ما يفعلوه...!! فأجابهم السكان بأنهم يخافون من غزو قبائل الديلم التي تغزوهم في كل سنة في مثل هذا الموسم فتقتل وتنهب وتحمل معها ما خف وزنه وغلا ثمنه وتترك بعدها المدينة في خراب، وقد وصلتهم الأخبار بأن هذه القبائل في طريقها إلى غزو القرية وهي على بعد بضعة أميال عنها !!!
الدفاع عن القرية
سمع الأحوص بهذا الأمر فقرّر إغاثة القرية والدفاع عنها مهما كلف الأمر.., فجمع رجال قبيلته وحدثهم بما نوى عليه من رد غزو قبائل الديلم والدفاع عن أهل هذه القرية المستضعفين وكذلك الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وأطفالهم وأموالهم ومواشيهم فهم في هذه الأرض يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، فلا قلعة تحصنهم ولا أسوار تمنعهم من هجمات الديلم فمن المؤكد أن الديلم سيباغتونهم حالما ينتهون من غزو القرية.. فهم في العراء، فلبى نداء الأحوص كل رجال القبيلة وصاروا كلهم على رأي واحد وهو القتال حتى الموت.
استعد الأشعريون لمواجهة قبائل الديلم وهم في أعلى درجات الحماس مصممين على الاستماتة في القتال، ومن (أحد سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطل) كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام)، فما إن اقتربت قبائل الديلم من القرية، حتى بادرها الأحوص وعشيرته بهجوم مباغت كالصاعقة فأصاب الديلم رعب شديد من هذا الهجوم الذي قتل فيه الكثير منهم، فما أحسوا إلا والسيوف تأخذهم من كل جانب والموت محيط بهم، فهرب من استطاع الهرب وتركوا قتلاهم وجرحاهم على مكانهم، فكان هذا الهجوم الذي نزل عليهم كالصاعقة درساً أبدياً لهم فلم يعاودوا تكراره ثانياً.
الإقامة والتأسيس
استطاع الأشعريون رد غزو الديلم عنهم وعن سكان القرية ولما رأى السكان ما فعل الأشعريون بالديلم وعرفوا منهم نجدتهم ونخوتهم وسجيتهم الكريمة في الدفاع عن المظلوم ومواجهة الظالم أحبوا أن يقيموا معهم، فاجتمع رؤساء القرية وجاءوا إلى الأحوص وشكروه على صنيعه وقدموا له الهدايا وطلبوا منه أن لا يفارق هو وعشيرته أرضهم والاقامة فيها والعمل معهم كمزارعين ومستثمرين لهذه الأرض والاستفادة من خيراتها فقبل الأحوص وقبيلته هذا الطلب واستوطن الأشعريون هذه القرية التي عرفت فيما بعد باسم مدينة (قم).
انتشار التشيع
بعد استقرار الأشعريين في هذه الأرض عام (73هـ) لحق بهم بقية رجال هذه القبيلة من البلاد وراحوا ينشرون التشيع فيها، وما إن مضت عشر سنوات أي في عام (83هـ) حتى ساد التشيع ربوع هذه البلاد، فكان لطلحة بن الأحوص دور عظيم في تمصير قم وتعمير دورها، ثم بدأ العمران يتوسّع شيئاً فشيئاً وبُنيت المساجد والمدارس الدينية على أرضها، وأصبحت قم تدريجياً من حواضر الشيعة ومن المدن الشيعية المقدسة خاصة بعد أن احتضنت الجسد الطاهر للسيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، كما كان لها الفضل في تشيّع بلقية القرى والمناطق المجاورة لها بفضل الأشعريين الذين تفرقوا في الناطق القريبة لها ككاشان وآوه وساوة والقرى الممتدة بين قم وأصفهان وراحوا ينشرون التشيع فيها.
الأشعريون في التأريخ
لعل إخفاء مآثر الأشعريين في الجاهلية من الجنايات السياسية الكبيرة التي لا تحصى ولا تعد فمن أشد الجنايات التي ابتلي بها تأريخنا هو تلاعب الأهواء والتوجهات المنحرفة بحقائقه فوضع من كان رفيعاً ورفع من كان وضيعاً وهذا الموضوع يجده الدارس والمتتبع لتأريخنا واضحاً في أي دراسة تأريخية عن الذين وقفوا ضد السلطتين الدكتاتوريتين الأموية والعباسية، وقد نال الأشعريون نصيبهم (الأوفى) من هذه الجناية فموقفهم من هاتين السلطتين كان موقف المعارض لتشيعهم وولائهم لأهل البيت لذا جهد المؤرخون ــ وهذا دأبهم ــ على اتخاذ موقف السلطة منهم وتبنيه في مؤرخاتهم والغض عن مآثرهم وأمجادهم.
ونجد في الكتاب المفقود الذي ألف عن عنهم خير دليل على ذلك فرغم أهميته وكونه يتحدث عن مراحل مهمة من التأريخ لأناس كان لهم حضور مميز ودور كبير في الأحداث السياسية إلا إنه فقد بينما نرى أن أصابع السياسة قد اشارت إلى حفظ ما دون هذا الكتاب أهمية.
كتاب (تأريخ قم) حوى تلك المآثر والأمجاد التي امتاز بها الأشعريون عن غيرهم في الجاهلية والإسلام وهو من تأليف (أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن بن السائب بن مالك الأشعري القمي) وقد ألفه سنة (378هـ)، وأهداه للوزير البويهي كافي الكفاة الصاحب بن عباد ويعد هذا الكتاب من أهم المصادر وأوفاها عن الأشعريين وأخبارهم ومآثرهم ومفاخرهم وكل ما يتعلق بهم في الجاهلية والإسلام.
يقول السيد حسن الأمين في موسوعته (دائرة المعارف الإسلامية الشيعية) (ج5ص5 الهامش) عن هذا الكتاب: (تأريخ قم ألف في 20 باباً بالعربية، نقله حسن بن علي بن حسن بن عبد الملك القمي في سنة (805 ــ 806) إلى الفارسية، ولكن لم يصل إلينا من هذا الكتاب إلا خمسة أبواب من الترجمة الفارسية . والأصل العربي وباقي الأبواب من الترجمة غير موجودة، والظاهر إنه قد ضاع)
الأشعريون في الجاهلية
يرجع نسب الأشعريين كما روى القلقشندي في كتابه: (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب) (ص159): (إلى الأشعر وهي قبيلة مشهورة في اليمن وهم بطن من قبيلة كهلان القحطانية) وكانوا من أشراف الجاهلية وبلغ من شرفهم وفضلهم أنهم ملجأ الناس في الملمات ويدلنا قول شيخ الأباطح أبي طالب بن عبد المطلب (عليه السلام) على ذلك حيث ذكرهم في لاميته العصماء التي يمدح بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث يقول فيها:
وحيثُ ينيخُ الأشعرونَ ركابَهم *** بمفضى السيولِ من أسافٍ ونائلِ
كما أشار إلى ذلك عامر بن لؤي في قصيدته البائية حيث يقول:
إلى حيثُ يلقي الأشعرونَ ركابهم *** بجنبِ ثبيرٍ ذي الذرا والمناكبِ
ومن مفاخرهم في الجاهلية إنهم نالوا شرف بناء الركن اليماني ببيت الله الحرام عند تجديد بناء البيت قبل بعثة النبي (صلى الله عليه وآله).
الأشعريون في الإسلام
يكفي الأشعريين فخراً أنهم جاءوا من اليمن إلى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأسلموا طوعاً ولم يشهروا سيفاً ضد الإسلام ولم يشهر الإسلام ضدهم سيفاً، فقد جاءوا مؤمنين موقنين برسالة السماء فكانت هذه الميزة نادرة بين قبائل العرب الذين كفروا بما جاء به النبي من الحق أو آمنوا بعد شك وعداء وحروب، وأول من آمن منهم مالك بن عامر الأشعري فدعا له النبي بكثرة الأولاد وكان لمالك وقومه مواقف مشرفة في نصرة الإسلام في صدر الدعوة.
الأشعريون والتشيع
نبع التشيع في قلوب الأشعريين فكانوا من أقطابه وحامليه وناشريه وكان عدد كبير منهم يسكن الكوفة وانضموا إلى معسكر أمير المؤمنين (عليه السلام) في حروبه الثلاث، ومن أعلام الشيعة الأشعريين السائب بن مالك الأشعري الذي كان أحد أعمدة ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي المطالبين بثأر الحسين (عليه السلام)، وقد عرف بولائه لأهل البيت وصلابته في دينه وعقيدته ومن مواقفه في الدعوة إلى مذهب الحق وثباته على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وقوفه بوجه والي الكوفة عبد الله بن مطيع من قبل عبد الله بن الزبير الذي دعا الناس إلى بيعته بعد مقتل الحسين (عليه السلام) حيث صعد ابن مطيع منبر الكوفة خطيبا فكان مما قاله:
(أما بعد فإن عبد الله بن الزبير ــ ولقبه بإمرة المؤمنين ــ بعثني على مصركم وثغوركم وأمرني بجباية فيئكم ــ أي الأموال من الصدقات وغيرها ــ وأن لا أحمل فضل فيئكم عنكم إلا برضى منكم ووصية عمر بن الخطاب التي أوصى بها عند وفاته، وبسيرة عثمان بن عفان التي سار بها في المسلمين فاتقوا الله واستقيموا ولا تختلفوا وخذوا على أيدي سفهائكم وألا تفعلوا فلوموا أنفسكم ولا تلوموني.....).
فقام إليه السائب بن مالك الأشعري وقال: (أما أمر ابن الزبير إياك أن لا تحمل فضل فيئنا عنا إلا برضانا فإنا نشهدك بإنا لا نرضى أن تحمل فضل فيئنا عنا، وأن لا يقسم إلا فينا، وأن لا يسار فينا إلا بسيرة علي بن أبي طالب التي سار بها في بلادنا هذه.....).
وسار الأشعريون على منهج السائب في ملازمتهم وتمسكهم بأهل البيت (عليهم السلام) حتى عرفوا بالتشيع لدى الناس والسلطة ومنهم من نالوا درجات عالية ومنزلة سامية عند الأئمة المعصومين كما ورد في رجال الكشي (ص642) قول الإمام الصادق (عليه السلام) يصف عمران بن عبد الله بن سعد الأشعري بقوله: (هذا نجيب من قوم نجباء، ما نصب لهم جبار إلا قصمه الله)
وقال الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) لزكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري: (أهل بيتك ــ أي الأشعريين ــ يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن ــ يعني نفسه ــ) وقال (عليه السلام) أيضا في حقه: (مأمون على الدين والدنيا).
وكان أبرز أعلام الأشعريين من أولاد سعد بن عبد الله بن مالك بن عامر الأشعري اثني عشر رجلاً من رواة الحديث عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وكذلك من أولاد وأحفاد السائب والأحوص وقد حفلت كتب رجال الحديث بالأشعريين من أصحاب الأئمة المعصومين وقد فاق عددهم على المائة رجل.
وقد اشتهر الأشعريون بالجهر بمذهب التشيّع حتى في أشد الظروف وأقسى الفترات التي مرت على الشيعة في عهد الأمويين والعباسيين، وكانوا على اتصال مباشر معهم ويخرجون إليهم خمس أموالهم في الوقت الذي تحاشى الكثير من الموالين الجهر بتشيعه ويتقون في مذهبهم خوفاً من الحكام.
معقل للتشيع
ظل الأشعريون بعد استقرارهم في قم ونشر التشيع فيها على ثباتهم على تشيعهم وموالاتهم لأهل البيت (عليهم السلام)، ولم تستطع الحكومة الأموية والعباسية أن تنتزع منهم قم، فطالما قاوموا هاتين الحكومتين الظالمتين، وكثيرا ما كانوا هم من يتحكمون في الولاة ولا يدخلون من لا يرضونه منهم أرضهم، وبعد أن أصبحت قم في ذلك الوقت معقلاً من معاقل التشيع توجه إليها الكثير من العلويين الهاربين من ظلم الأمويين وجور العباسيين فكانوا يجدون مأمنهم في هذه المدينة كما يجدون الضيافة والكرم والتبجيل والتعظيم من قبل الأشعريين فيقيمون فيها، ولا تزال قبور أولاد الأئمة الكثيرة في هذه المدينة محل تبجيل وتقديس، وقد أحصيت القبور لأولاد الأئمة وأصحابهم من عظماء المسلمين في قم وضواحيها فبلغت (444) قبراً عليها القباب والأضرحة.
كم أو قم؟
قيل إن قم كانت تعرف قبل الفتح الإسلامي للبلاد الفارسية بـ (كم) بفتح الكاف وكانت قرية صغيرة تقع في محل قم الحالية ومعنى (كم) باللغة الفارسية (القليل) ولما فتحت أطلق عليها العرب اسم (قم)، وقيل: إنه كانت بمحل مدينة قم الآن سبع قرى متجاورة تسمى أحدها (كمندان) بضم الكاف وحينما استولى حل بها العرب واستوطنوها وعمرت اتصلت هذه القرى ببعضها وزالت الحدود فيما بينها وغلب عليها اسم (كم) ثم عربت إلى (قم).
فاطمة المعصومة
اكتسبت هذه المدينة قدسيتها بعد أن ضمّت بضعة من قلب الرسول (صلى الله عليه وآله)، وغصناً من أغصان البتول (صلوات الله عليها) وهي السيدة الطاهرة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام).
بعد أن استقدم المأمون العباسي الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) من المدينة إلى مرو لعقد ولاية العهد له سنة (200هـ)، خرجت بعده أخته فاطمة من المدينة للحاق به في سنة (201هـ)، فلما وصلت إلى (ساوة) التي تبعد عن قم حوالي (70) كيلو متر مرضت فسألت عن المسافة بينها وبين قم فأخبروها فأمرت بالمسير إليها فلما وصلتها نزلت في دار موسى بن الخزرج بن سعد الأشعري الذي استقبلها بالحفاوة والتكريم مع وفد من العلماء والأشراف وأعيان المدينة ورؤساء القبائل، فكان له شرف ضيافتها في داره فأخذ بزمام ناقتها وسار بها مع حاشيتها إلى منزله.
بقيت السيدة فاطمة المعصومة في دار موسى الأشعري في قم (17) يوما كان فيها المرض يزداد عليها ويتفاقم حتى فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها فأمر موسى بتغسيلها وتكفينها وصلى عليها ودفنها في أرض كانت له هي الآن روضتها الطاهرة المباركة.
المرقد الطاهر
أصبحت قم بعد أن تشرفت بعطر النبوة ونفحة الإمامة وقداسة الوحي من أهم الحواضر الشيعية في العالم، ولم يخل هذا المرقد الطاهر من الزائرين من أن حلت فيه (عليها السلام)، فبعد دفنها أمر موسى بن الخزرج الأشعري ببناء سقيفة من البواري على القبر الشريف، ثم أمرت السيدة زينب بنت الإمام محمد الجواد (عليه السلام) ببناء قبة من الآجر على القبر، وتتابعت الأبنية وها هو الضريح تحيط به هالات القداسة وتشمخ فيه المنائر والقبب.
كما أصبحت قم بفضل هذا المرقد الشريف من أهم مراكز العلم وأصبحت في فترة من الفترات مرجعاً عاماً للمذهب الشيعي ومقراً لكبار علمائهم عندما سكنها الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي مؤسس حوزتها العلمية المتوفى سنة (1355هـ) والمدفون فيها، والسيد حسين الطباطبائي البروجردي المتوفى سنة (1380هـ).
اضف تعليق