اشغل نفسك بعمل ممتع، سواء كان ذلك التحقق من قائمة المهام أم البدء في حرفة مثل صناعة سجل القصاصات أم الذهاب في نزهة لطيفة على الأقدام، فإن أفضل ما يمكنك فعله لمكافحة الجوع الناتج عن الملل أن تعالج الملل، اشغل وقتك حتى لو بشكل مؤقت، فسيساعد ذلك في إلهاء عقلك عن التفكير في الطعام...
يتمثل الجوع النفسي في رغبة الشخص في تناول الطعام دون وجود حاجة جسدية لتناول الطعام، فهو في أغلب الأوقات يكون مرتبطًا بالعاطفة، والأحداث اليومية، كما أنه في الكثير من الأحيان يتبع تناول الطعام في الوجبات الرئيسة، علاقة الإنسان النفسية بالطعام علاقة معقدة للغاية، ومن الممكن تجاهل الرغبة في تناول الطعام دون الحاجة إليه لاختفاء الأثر، ويُمكن التغلب على ظاهرة الجوع العاطفي من خلال تغيير بعض العادات الغذائية اليومية، كما يُمكنك أيضًا تحسين حالاتك النفسية، وتقوية صحتك النفسية من خلال الانشغال بالكثير من العادات السليمة، والحياة الاجتماعية السوية.
اما أنواع الجوع النفسي فهي الرغبة الشديدة، اذ يشعر الفرد بالرغبة الشديدة في تناول الطعام بالرغم من كونه ليس جائعًا، ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو رؤية برامج الطبخ في التلفاز، الأمر الذي يُذكرك بالطعام الذي تشتهيه، وتحبه.
من الأمثلة الأخرى أيضًا هي تناول وجبة الإفطار، مع وجود مساحة صغيرة من الفراغ، ومن ثم البحث عن نوع محدد من الطعام، وفي هذه الحالة يعرف الفرد ماذا يُريد أن يتناول بشكل تفصيلي، ويُريد أن يستمتع بنكهة مُعينة من الطعام يجب تلبيتها، لأن تناول أي نكهة أخرى غير مرضية تؤدي إلى تناول الطعام بكميات مفرطة.
اما الجوع الاجتماعي هو نوع آخر من الجوع النفسي، وهو من أبرز أنواعه فدائمًا ما يظهر هذا النوع من الجوع في التجمعات، والحفلات التي تجمع الفرد مع العائلة مثل حفلات التخرج، ومع الأصدقاء، فهذه الجلسات تُعطي شعورًا كبيرة بالرغبة في مشاركة الطعام، والشراب في هذه التجمعات، يرتبط الطعام دائمًا بالتجمعات حتى في حالة عدم الشعور بالجوع، فهي عادة أصيلة للبشر، هي التجمع حول الطعام.
في هذه الحالة يجب أن يكون لدى الإنسان وعيًا إلى نسبة كبيرة حول حاجة جسمه الطبيعية في تناول الطعام، والتحكم في مقدار الطعام، هذا بالإضافة إلى أنه ليس من الضرورة في حالة الجوع الاجتماعي أن يلجأ الفرد لحساب السعرات الحرارية، ولكن يُمكن تجربة النكهات الجديدة، وأيضًا لا يجب الإفراط في تناول الطعام في هذه الحالة.
الجوع العاطفي، هذه الحالة من الجوع النفسي هي حالة معقدة جدًا، حيث يقع الفرد في هذه الحالة في بعض الأوقات التي يمر بها بحالة من الحزن، أو الفراغ، أو يوم متعب في العمل، أو المرور بحالة من الشجار مع أحد الأشخاص الأعزاء، وما إلى ذلك.
الأمر الذي يدفع الشخص إلى تناول أنواع الطعام اللذيذة المفضلة لديه، بهدف التخلص من هذا الشعور الداخلي الذي يشعر به، تكمن المشكلة الأكبر أن الدماغ يطلب تعويضًا كبيرًا في هذه الحالة من الأطعمة التي تحتوي على السكريات، الدهون، وعلى هذا يُفكر الفرد في جميع الأطعمة الغنية بالشكولاتة والزبدة، أو الكعك، وما إلى ذلك من هذه الوجبات.
فالجوع العاطفي يمكن أن يحدث للفرد علاقة خاطئة مع الطعام، وعاداته، والأفضل أن يُحاول الفرد في التحكم في هذه الحالات التي يُمكن أن تُسبب له ضررًا كبيرًا، فلن تنهي المشاعر السلبية والمشاكل بتناول الطعام.
ويُمكن اتباع بعض النصائح الآتية للتغلب مع مشكلة الجوع النفسي، أو أي من أنواعه، الابتعاد عن النظام الغذائي الشخصي، المقصود من الابتعاد عن النظام الغذائي الشخصي هي البعد عن النظام الغذائي الذي يُعده الشخص لنفسه، فهذه النظم تعمل على تنشيط بعض الهرمونات المعقد، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على بعض الوظائف، ولهذا السبب يجب اللجوء إلى خبراء الأنظمة الغذائية لتفادي هذا الخلل الحادث نتيجة للأنظمة الغذائية الشخصية، والتي تؤدي بدورها إلى ظهور حالة من الجوع النفسي لدى هذا الشخص.
عدم التعرض للإجهاد، يجب دعم الصحة النفسية، وخاصةً في حالة اتباع نظام غذائي مُعين، والابتعاد عن مثيرات المشاعر السلبية بجميع أنواعها، سواء كانت من الخطط المزدحمة المرهقة، أو الصراعات، والمشاحنات، أو بعض الأشخاص.
تقليل الوجبات الخفيفة في العمل، الشعور بالضغط من أهم مسببات الجوع النفسي، ومن أكثر الأماكن التي تحتوي على ضغط نفسي عالٍ هي أماكن العمل، وخلال عمل الفرد لساعات كبيرة على الحاسب الآلي ليُحقق الأهداف في الموعد النهائي ينشط التفكير في تناول الوجبات الخفيفة أثناء العمل، ودائمًا ما يلجأ الدماغ إلى الوجبات المفضلة لتخفيف الضغط، وهذه الحالة أيضًا يُمكن أن تظهر أثناء مشاهدة الشخص للتلفاز، فعندها يكون الشخص مشتت، ولا يكون مدركًا لما يفعل بدرجة كاملة.
جائع أم تشعر بالملل؟
يُعرِّف العلماء الجوع بأنه رغبة مُلحة في الطعام، يحفزها هرمون الغريلين الذي يفرزه المخ بتوجيه من الجهاز الهضمي. وهذا هو "الجوع الجسدي" أو الجوع الفطري الحقيقي، الذي يدفع الجسم لتناول الطعام لإنتاج الطاقة من أجل البقاء.
ويحدث عندما تشعر أن معدتك فارغة، وتداهمك آلام الجوع، وقد تعاني من انخفاض السكر في الدم وتشعر بالضعف أو عدم التركيز أو التعب، ولا يمكنك التخلص من كل هذا إلا عن طريق الأكل، لكن بعض الناس يتناولون الطعام دون أن يكونوا جائعين. وهذا هو "الجوع النفسي" الذي يرتبط بالرغبة الشديدة أو الشعور بالملل، تقول عالمة النفس سوزان ألبرز إن "الملل يسبب نوعا عاطفيا من الجوع، حيث نكون ممتلئين ونبحث عن شيء يسلينا، ربما بسبب طاقة منخفضة أو ذهن متشتت".
ووفقا للدراسات فإن ذلك يعد نوعا خطرا من اضطرابات الأكل، يُسمى "الأكل العاطفي"، حيث تُصبح الضغوط النفسية والمشاعر السلبية الأخرى دافعا للإفراط في تناول الطعام، مما يتسبب في السمنة والأمراض المرتبطة بها.
ومن أكثر العوامل المُسببة للجوع النفسي، بحسب موقع "هيلث لاين" (Healthline.com):
الملل، أكثر العوامل التي تسبب الجوع النفسي، وفقا للدراسات، فالأشخاص الذين يعانون من التوتر واضطراب النوم وسهولة شراء الأطعمة السريعة، هم أكثر عرضة للإفراط في الأكل العاطفي بدافع الملل.
الضغط العصبي، يؤدي الإجهاد النفسي المزمن إلى تغيير هرمونات الجوع بفعل هرمون الكورتيزول، وتعزيز الرغبة في تناول الطعام، وفق ما أظهرته دراسة أجريت في عام 2019. وبحسب دراسة أخرى فقد تدفع هذه التغيرات الهرمونية الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن إلى الإفراط في تناول الطعام تحت الضغط، مما يسبب السمنة.
قلة النوم، للنوم تأثير قوي على عاداتك الغذائية، فبعض الدراسات تشير إلى أن من لا يحصلون على قسط كاف من النوم يتناولون وجبات خفيفة وسعرات حرارية أكثر، ويزيدون من احتمالية اكتسابهم للوزن.
الأطعمة السريعة اللذيذة، تُصمم الأطعمة عالية المعالجة، مثل رقائق البطاطس والحلوى والوجبات السريعة شديدة النضج، بحيث تكون لذيذة وتكافئ عقلك على الفور، بصرف النظر عن شعورك بجوع حقيقي.
الانتظار الطويل بين الوجبات، فعندما يحاول بعض الأشخاص إنقاص الوزن بتخطي بعض الوجبات، فإن ذلك غالبا ما يأتي بنتائج عكسية، حيث قد يؤدي الانتظار طويلا بين الوجبات إلى الإفراط في تناول الطعام.
الظروف الاجتماعية، الجوع النفسي يمكن أن يكون عادة منذ الطفولة لدى للأطفال الذين يكافئهم أهلهم بالطعام اللذيذ. كذلك في المناسبات الاجتماعية، عندما نرى الناس يأكلون أو يشربون، فمن المرجح أن نجاريهم، ولو لم نكن جوعى.
التأثير الإعلاني، تشير الأبحاث إلى أن الإعلانات التي تبث لأناس سعداء يتناولون الطعام بتلذذ، قد تشكل حافزا للجوع النفسي، الإعلانات التي تبث لأناس سعداء يتناولون الطعام بتلذذ، قد تشكل حافزا للجوع النفسي.
نصائح لتجنب الجوع النفسي، أن نأكل أحيانا عندما لا نكون جائعين، فهذا أمر طبيعي ولا يدعو للقلق، ما دام يحدث بشكل غير منتظم. لكن تكراره بشكل روتيني يحوّله إلى جوع نفسي قد يؤدي إلى زيادة الوزن ومشكلات صحية أخرى، لذا ينصح الخبراء على الموقع المذكور بالآتي:
قلل المحفزات، في حين أنه لا حرج في طلب نفسك أحيانا الأطعمة السكرية أو عالية المعالجة أو السعرات الحرارية، إلا أن إبعادها عن مطبخك وثلاجتك يساعد في التغلب على الجوع النفسي عندما تشعر بالملل.
تجنب الأكل أمام الشاشة، إذا كنت تتناول الطعام أمام التلفاز أو الحاسوب أو الهاتف الذكي، فمن المحتمل أنك تولي اهتماما أكبر لما يحدث على الشاشة بدلا من الطعام الذي تضعه في فمك، فلا تشعر بأن معدتك ممتلئة.
مارس الأكل اليقظ، عن طريق تناول الطعام ببطء وتذوقه بوعي، لتمنح عقلك الوقت الكافي للشعور بالشبع، حدد يومك، حاول التخطيط لأنشطة يومك وحدد وقتا لوجباتك، فمن الممكن أن يسهم هذا في حمايتك من الملل.
ضع خطة، احتفظ بقائمة بالأعمال المنزلية التي تحتاج لإنجازها، أو القراءة، أوالتريض عندما تشعر بالملل.
انتظر 30 دقيقة، إذا كنت ترغب في تناول الطعام دون شعور بالجوع، فحاول أن تشغل نفسك 30 دقيقة للتخلص من هذه الرغبة، لأن أحاسيس الجوع الجسدي تبدأ بعد هذه المدة، اعرف متى تطلب المساعدة، من المهم ملاحظة أن بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى العمل مع معالج أو اختصاصي تغذية للتحكم في الأكل العاطفي، الذي قد يشير انتظامه إلى مشكلة كبرى، إذا كنت ترغب في تناول الطعام دون شعور بالجوع، فحاول أن تشغل نفسك 30 دقيقة (شترستوك).
السيناريو المعاكس بمعنى الشعور بالجوع الجسدي مع عدم التمكن من تناول الطعام. كمن يستبد به جوع حقيقي وهو في اجتماع عمل طويل التهم وقت استراحة الغداء مثلا، فيفرط في تناول الطعام عندما تتاح له فرصة لتناوله، مما يسبب له زيادة الوزن، خاصة إذا حدث ذلك بانتظام، لذا يُنصح بالاستعداد المُسبق بتحضير وجبة كافية لمثل هذه الظروف، ولكن بمجرد أن تتمكن من تناول الطعام، فافعل ذلك ببطء، وتوقف عندما تشعر بالشبع لتجنب الإفراط في الأكل، واهتم بشرب المياه، فالجفاف والعطش يبعثان رسائل خاطئة بالشعور بالجوع، كما يمكن أن تجرب مضغ العلكة كحل مؤقت للتخفيف من الجوع.
ما الفرق بين الشهية وجوع القلق؟
تشعرين بالشهية للطعام عندما يحتاج الجسم إلى طاقة أكثر. هي ظاهرة طبيعية تحدث على مدار اليوم عندما يحرق جسمكِ احتياطاته من السعرات الحرارية اللازمة لاداء انشطته المعتادة فتحدث الشهية بالتدريج، وتشعرين بإحساس طفيف من التعب والخمول يزداد بعد ذلك، إلى ان يؤثر على نشاطكِ الذهني والبدني. لتجنب هذا النوع من الجوع، يوصيكِ دائماً خبراء التغذية بتناول وجبات خفيفة مقسمة إلى 5 أو 6 وجبات صغيرة وقليلة السعرات الحرارية لا تتعدى الـ200 سعره بهذه الطريقة تتحكمين في شهيتكِ وتستعيدين طاقة جسمكِ تدريجياً من دون اكتساب الوزن.
جوع القلق النفسي تشعرين به فجأة، قد تشعرين بجوع الاضطراب أو القلق النفسي في حالة شعوركِ بالضغوطات وتحاولين الفرار منها بالأكل، على الرغم من عدم احساسكِ الفعلي بالجوع، وقد تشعرين بالجوع الناجم عن القلق بشكل متكرر في المساء والميل إلى تناول الكربوهيدرات والأطعمة المصنعة الغنية بالدهون والسكريات مثل رقائق البطاطس والشوكولا، أخيراً، إذا لاحظتِ انكِ تأكلين دائماً بشهية كبيرة وأنتِ متوترة، فاستشيري اختصاصية نفسية يمكنها أن تساعدكِ في التخلص من القلق المرتبط بإضطرابات في الأكل.
عندما تأكل مشاعرك
إذا كنت تلجأ إلى تناول الطعام عندما تحزن أو تتوتر فأنت لست الوحيد، العديد من الأشخاص يتناولن الطعام لتفريغ مشاعرهم وليس لدواعي ومتطلبات جسمانية، وعلى اختلاف المشاعر التي يمر بها الإنسان سواء كان غضب أو فرح..حزن أو عصبية..خوف أو ارتباك فإن سلوك استخدام الطعام لهذا الغرض و العمل على أخذه كقاعدة في الحياة غير مقبول لما يترتب عليه من آثار سلبية على صحة الشخص.
ما هو الأكل العاطفي؟، هو استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع ما نشعر به وليس لإشباع الرغبة الرئيسية بتناول الطعام بسبب الجوع الفيزيلوجي كتناول الحلويات بكميات كبيرة في أوقات الإمتحانات أو تناول البسكويت المملح في أوقات الفراغ أو الممل مما يؤثر على وزن الشخص ويعرضه للسمنة والأمراض المزمنة كالسكري و ارتفاع ضغط الدم.
هل هناك حل لهذه المشكلة؟، الحرص على المحافظة على الوجبات الرئيسية الثلاثة و التأكد من احتوائها لجميع العناصر الغذائية من (نشويات-بروتينات-خضروات-فواكه-منتجات الألبان-الدهون الصحية)
شرب كميات كافية من الماء وخاصة عند الشعور بالجوع والإنتظار 10 دقائق فإذا استمر الجوع فإنه جوع حقيقي، أخذ ساعات كافية من النوم لتأثير قلة النوم على هرمونات الجسم والحالة المزاجية للشخص، تقبل العواطف والمشاعر السلبية بطريقة عقلانية ومنطقية وعدم الإعتماد على الطعام للتغلب عليها.
التعرف على المحفزات والإحتفاظ بمفكرة لتدوين الحالة التي تدفعه للجوء للأكل العاطفي وعدد المرات التي تحصل فيها في مدة معينة (أسبوع-شهر) لتعديل السلوك، عدم توفير أو شراء الأطعمة المرغوبة في وقت الأكل العاطفي وتعويضها بتوفير البدائل الصحية.
ممارسة الرياضة لأنها تزيد افراز هرمونات السعادة وتخفف التوتر، تقليل الكافيين فالكميات الكبيرة منه تزيد التوتر والقلق، التعلم على التفريق ما بين الجوع الحقيقي والجوع العاطفي بالخطوات التالية:
الجوع الحقيقي يأتي بشكل تدريجي ولا تكون الرغبة بالأكل ملحة جداً إلا في حالة الإمتناع عن الأكل لوقت طويل عكس الجوع العاطفي فإنه يأتي بشكل مفاجئ و تكون الرغبة بالأكل ملحة جدا، في حالة الجوع الحقيقي فإن أي شئ قد يفي بالغرض لإسكات الجوع بما في ذلك الخضروات، و في حالة الجوع العاطفي فإن التركيز و الرغبة بتناول أطعمة معينة كالسكريات والدهون.
وفي الجوع الحقيقي يكون الشعور بالشبع واضح والمقدرة على التوقف عن الأكل أكثر تحكما منها في حالة الجوع العاطفي حيث أن الإنسان لا يكترث بالشبع أو الإستمتاع بالطعام و يتبعها شعور بالندم و التخمة، في بعض الحالات قد تكون الحالة في مراحل متقدمة من الإضطراب الذي لا يمكن السيطرة عليه بالطرق المذكورة سلفا، فيجب استشارة اختصاصي نفسي و الذي يستطيع معرفة الأسباب وتقديم الحلول لهذا النوع من السلوك.
لماذا نأكل عندما نشعر بالملل؟
جميعنا يعلم كيف يبدو الشعور بالجوع الشديد، لكن هل فكرت مرة أن تتوقف لتفكر ما نوع الجوع الذي تشعر به حقًا وما الذي يعنيه ذلك؟ يزداد الجوع الحقيقي تدريجيًا وأي نوع من الطعام سيكون كافيًا لإشباع شهيتك، وبمجرد أن تأكل ما يكفيك ستتوقف عن تناول الطعام، وعادة لا تشعر بالذنب لأنك تزود جسمك بالطاقة التي يحتاجها حتى لو لم تكن الوجبة صحية.
من ناحية أخرى، فالجوع العاطفي استجابة غير صحية للتوتر والضغط الذي يجعلك تميل لأنواع مختلفة من الطعام، هذا النوع من الجوع ليس من السهل إيقافه ويؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام مما يجعلك تشعر بالذنب.
يحدث جوع الملل عندما تتناول الوجبات الخفيفة بدافع الملل رغم أنك لست جائعًا (يفعل معظمنا ذلك في أثناء مشاهدة نتفليكس)، هذا الجوع يقع في معظم الأحيان تحت فئة الطعام العاطفي، وحتى لو تكن ممتلئًا بالمشاعر في هذا الوقت، فإن الضغط والملل يشكلان مزيجًا جيدًا عندما تحاول أن تتجنب مهمة صعبة أو مشكلة لا ترغب في علاجها.
كيف فسر العلماء تناول الطعام بدافع الملل؟، هناك عدة أسباب تفسر السبب الذي يجعل ضوء الثلاجة وجهتنا عندما نشعر ببعض القلق، تقول دراسة أجريت عام 2015 إننا نأكل هربًا من وعينا الذاتي، فوفقًا لباحثي الدراسة: "الشعور بالممل يشير غالبًا إلى فقدان المعنى في الموقف الحاضر وفي الحياة، ويتسبب الملل في زيادة تناول الطعام في محاولة لتشتيت الانتباه عن هذه التجربة خاصة بين أشخاص يتمتعون بوعي ذاتي مرتفع".
يدفعنا الهروب من الوعي بالذات إلى تناول الطعام دون الشعور بالجوع، في هذا الصدد أجُريت 3 دراسات لاكتشاف كيف تتأثر عادات الطعام بالملل، في الدراسة الأولى تسبب الملل في زيادة تناول المشاركين للدهون والكربوهيدرات والبروتين، في الدراسة الثانية تسببت مهمة مملة للغاية (مقارنة بالأقل مللًا) في زيادة الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة مقارنة بتناول طعام صحي.
في الدراسة الثالثة تناول الأشخاص ذوو الوعي المرتفع (مقارنة بالأقل وعيًا) معظم طعامهم في ذروة الملل، لاحظنا في الدراسة الأخيرة أن الأشخاص ذوي الوعي الذاتي المتزايد أحبوا تناول الطعام الصحي المثير تمامًا مثل الطعام غير الصحي، هذا يعني أن عملية اختيار أو طهي الطعام الصحي تلعب دورًا في الحد من الملل.
فيما يتعلق بتناول الطعام تقول كارنيل إنه عند شعورنا بالملل أو الحزن فقد تكون خلايا الدوبامين العصبية غير نشطة، عندما نتناول الطعام بدافع الملل، قد يكون ذلك وسيلة لإيقاظ خلايا الدوبامين حتى نستطيع الشعور بالإثارة مرة أخرى.
اشغل نفسك بعمل ممتع، سواء كان ذلك التحقق من قائمة المهام أم البدء في حرفة مثل صناعة سجل القصاصات أم الذهاب في نزهة لطيفة على الأقدام، فإن أفضل ما يمكنك فعله لمكافحة الجوع الناتج عن الملل أن تعالج الملل، اشغل وقتك حتى لو بشكل مؤقت، فسيساعد ذلك في إلهاء عقلك عن التفكير في الطعام والتركيز على أمر آخر حتى ينتهي شعور الجوع.
اشغل فمك، في بعض الأحيان يصبح التظاهر بتناول الطعام كافيًا لسد الحاجة خاصة عندما تكون غير جائع، لذا قد يكون مضغ علكة بديلًا ممتازًا لتناول طعام لست بحاجة لتناوله من الأساس، يمكنك أيضًا أن تشغل فمك بالحديث مع صديق لم تحادثه منذ فترة أو القيام بحديث ممتع مع شريكك أو أطفالك، فالتحدث وسيلة رائعة لتشتيت عقلك عن الطعام عندما لا تكون جائعًا حقًا.
قم بعمل جسدي، إذا كانت كارنيل على حق فما نحتاجه هو تدفق الدوبامين، لذا لماذا لا نفعل ذلك جسديًا؟ تعمل ممارسة الرياضة على إرسال الدوبامين إلى جميع أنحاء جسدك، وهذا الحل يعد صحيًا، ارتد ملابس الرياضة وانطلق للركض أو مارس بعض التمارين الرياضية داخل المنزل في أثناء مشاهدة نتفليكس، فأحدهما سيحقق الهدف.
كيف تتجنب الإفراط في تناول الطعام الناتج عن الضغط النفسي؟
وفي هذا السياق، ذكرت مجلة «فوربس» الأميركية، عدة طرق تمكن الأشخاص من تجنب الإفراط في تناول الطعام الناتج عن الضغط النفسي، وهي:
- فرِّق بين الجوع والتوتر:
ينصح الخبراء بضرورة أن ينتبه الشخص لما يخبره به جسمه، وأن يحدد ما إذا كان يتطلع إلى تناول الطعام كوسيلة لتخفيف التوتر، أو لأنه جائع بالفعل.
وتقول الدكتورة آن وولف، اختصاصية التغذية والباحثة في كلية الطب بجامعة فيرجينيا: «إذا كنت تعاني من التوتر والضغط النفسي، وشعرت بأنك جائع، فاجلس وقم بممارسة تمارين التنفس العميق، ثم انظر فقط ماذا سيحدث. ستكتشف حينها أنك لست جائعاً بالفعل».
وأشارت وولف إلى أن هناك طرقاً أخرى أيضاً للتعامل مع الرغبة في تناول الطعام الناتجة عن الضغط النفسي، من بينها التجول في المنزل لبعض الوقت، والاتصال بشخص عزيز عليك، ومشاهدة برنامج تعليمي في أي مجال كان على موقع «يوتيوب»، وكذلك القيام بالأعمال المنزلية.
- ضع خطة لوجبات الأسبوع:
يؤكد الخبراء أن التحضير للوجبات قبل بداية كل أسبوع يمكن أن يعزز عادات الأكل الصحية، ولفت الخبراء إلى أن إعداد ثلاث وجبات صحية لكل يوم من أيام الأسبوع، قد يجنب الشخص تناول الوجبات السريعة، أو الوجبات غير الصحية.
وقد أكد الدكتور أوما نايدو، مدير الطب النفسي في مستشفى ماساتشوستس العام، أن تناول الوجبات المغذية يساعد الشخص في الحفاظ على نشاطه، ويعزز شعوره بالشبع، كما يقلل من الضغط والتوتر، وأوضح قائلاً: «قد تفاجأ عندما تعلم أنه ثبت علمياً أن بعض العناصر الغذائية الموجودة في الأطعمة تقلل القلق، أو تحفز إطلاق الناقلات العصبية التي تُساعد على تنظيم عديد من وظائف الجسم، كالنوم، والذاكرة، والتمثيل الغذائي».
- مارس التمارين الرياضية بشكل يومي:
يمكن أن تساعد التمارين جسمك على مقاومة الضغط النفسي؛ حيث إنها تعمل على تعزيز المزاج، ولها تأثير طويل الأمد على صحتك.
ويقول الخبراء إن ممارسة الرياضة تحفز هرمون الدوبامين الذي يثير مشاعر الدافع والمكافأة، والذي تولده الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
- احصل على قسط كافٍ من النوم:
يمكن أن يؤدي عدم الحصول على القدر الكافي من النوم إلى الضغط على جسمك والتأثير على مزاجك، ووفقاً لموقع مؤسسة النوم الوطنية على شبكة الإنترنت، فإن «المواد الكيميائية في الدماغ المرتبطة بالنوم العميق هي نفسها التي تخبر الجسم بوقف إنتاج هرمونات التوتر»، وقد يؤدي الحرمان من النوم إلى اختلالات هرمونية مسببة للجوع، وهو ما قد يدفعك إلى تناول أطعمة قليلة التغذية وعالية الدهون.
اضف تعليق