تؤدي ضغوط الحياة التي تدفعنا إلى العمل لفترات أكثر، والنوم لفترات أقل، إلى وباء عالمي له تبعات تبعث على القلق، فكل مرض رئيسي يقتلنا في هذا العالم المتقدم، مثل: الزهايمر، والسرطان، والبدانة، والسكري، والقلق، والاكتئاب، والرغبة في الانتحار، كلها جميعا لها علاقة مباشرة وعلاقة سببية قوية بقلة النوم...
رغم وجود مخاوف من أن التكنولوجيا أصبحت تقتطع جزءا من زمن نومنا، إلا أننا ربما ننام لوقت أطول من السابق، وربما أسأنا فهم الأسباب الحقيقية للنوم، يقال إن الفيل لا ينسى أبدا، كما يقال أحيانا إن إحدى وظائف النوم هي تعزيز الذاكرة. فإن صح هذان الأمران، ربما تتوقع إذا أن الفيلة تنام كثيرا، لكن الحقيقة هي أن الفيلة ذات الأدمغة الكبيرة من بين الثدييات البرية تنام لساعتين فقط كل ليلة.
ورغم أننا ننام كل ليلة تقريبا في حياتنا، فإن هذا الجانب من السلوك البشري هو أحد أكثر الجوانب التي يُساء فهمها عادة، إذ تبين أن الكثير من الأفكار الشائعة حول النوم، كما في المثال السابق، هي ببساطة غير صحيحة.
هل سمعتم، على سبيل المثال، أنه بسبب الإضاءة الكهربائية التي زادت في العصر الحديث، والوهج الخافت لشاشات الهواتف الذكية التي نحدق فيها قبل الذهاب إلى الفراش، نحصل على ساعات نوم أقل من أسلافنا الذين كانوا يعيشون على الصيد؟
تؤدي ضغوط الحياة التي تدفعنا إلى العمل لفترات أكثر، والنوم لفترات أقل، إلى وباء عالمي له تبعات تبعث على القلق، فكل مرض رئيسي يقتلنا في هذا العالم المتقدم، مثل: الزهايمر، والسرطان، والبدانة، والسكري، والقلق، والاكتئاب، والرغبة في الانتحار، كلها جميعا لها علاقة مباشرة وعلاقة سببية قوية بقلة النوم.
على صعيد ذي صلة، وجد باحثون أنه إذا لم يستخدم المصابون بمتلازمة (انقطاع النفس الانسدادي النومي) أجهزة تحافظ على استمرار فتح مسار الهواء أثناء النوم فإن قياسات صحة القلب وسكر الدم تتدهور.
في حين يمكن أن يؤدي الإفراط في النوم أو التقليل منه إلى احتمالات الإصابة بالبدانة، بحسب دراسة علمية، وتوصلت الدارسة إلى أن اضطراب أنماط النوم يزيد من مخاطر التعرض لزيادة الوزن لدى من لديهم استعداد وراثي للإصابة بالبدانة، ورُصد هذا التأثير بصرف النظر عن النظام الغذائي لدى الشخص أو حالته الصحية أو محيطه الاجتماعي والديموغرافي.
في السياق ذاته، أظهرت دراسة حديثة أن أبناء الأسر التي لا تتبع قواعد ونظاما محددا يكونون أكثر عرضة للحرمان من النوم الجيد ليلا بسبب الضوضاء التي يسببها باقي أفراد الأسرة، وأضافت أن فرض قواعد محددة لنوم الأطفال ليس كافيا وحده لحمايتهم من السهر بينما يظل الآخرون يمارسون أنشطة مثل مشاهدة التلفزيون أو استضافة الأصدقاء.
من جهتهم نصح خبراء وعلماء بريطانيون الأشخاص بعدم شرب القهوة بعد وجبة الغداء بالنسبة للبالغين فوق سن الخمسين عاما، سيساعدهم في قضاء نوم مريح ومستقر في الليل، كما أسدوا نصائح لهذه الفئة بشأن كيفية التمتع بنوم هادئ وصحي.
على صعيد اخر، تظهر دراسة حديثة أن نوم النساء الكبيرات في السن جيدا أثناء الليل ربما يجعلهن ينعمن بحياة جنسية أكثر إشباعا، ووجد الباحثون أن النساء بعد سن انقطاع الطمث يشكون من نقص النشاط الجنسي ودرجة الإشباع إذا كن يعانين من اضطرابات في النوم أثناء الليل.
الى ذلك خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن النوم لساعات قليلة قد يجعل الشخص أقل جاذبية عند الآخرين، ويقول الباحثون في دراسة نشرت في دورية "الجمعية الملكية المفتوحة للعلوم" البريطانية إن اضطراب النوم لبضع ليالٍ كافٍ لأن يبدو الشخص قبيحا بدرجة كبيرة، وأشار العلماء إلى أن الهالات السوداء حول العين والجفون المنتفخة تعيق تواصلك مع الآخرين.
وطلب الباحثون من بعض الأشخاص إبداء رأيهم في شكل الذين شاركوا في التجارب وظهرت على وجوههم ملامح الإرهاق، وأجاب المراقبون بأن هؤلاء يبدون أقل صحة وأكثر نفورا لدى الآخرين.
بينما كشفت دراسةٌ حديثة أنَّ دماغ الإنسان يبدأ في التآكل ذاتياً إذا لم يحصل على النوم الكافي، ودرس الباحثون فئران مختبرات، ووجدوا أنَّ الخلايا المعنية بتنظيف الدماغ تكون أكثر نشاطاً عندما تُحرَم الفئران من النوم، وذلك وفقاً لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، وتعمل الخلايا، التي تُعرَف باسم "الخلايا النجمية"، كمكنسة شفط كهربائية صغيرة في الدماغ، تُزيل الخلايا التي تصبح صلاتها بالمخ ضعيفة ومفككة.
أما الذين يصرون على الاستيقاظ لساعات طويلة قد تمتد إلى 24 ساعة متواصلة، فيحذرهم خبراء في مجال الصحة، من أن النوم لمدة 6 ساعات أو أقل يعادل عدم النوم على الإطلاق. ومن ثم، من الضروري للغاية الحصول على قسط كافٍ من النوم، وقد يترتب على النوم أقل من 6 ساعات في بعض الأحيان، عواقب وخيمة، خاصة أن قلة النوم قد تجعل الإنسان أكثر عرضة للموت المبكر، وينطبق الأمر ذاته على النوم ساعات طويلة، أي أكثر من 9 أو 10 ساعات.
سفاح الصحة
من المعروف أن قلة النوم تضر بالصحة، بيد أن دراسة حديثة كشفت أن التأخر عن موعد النوم المعتاد ولو بنصف ساعة قد يرفع من ضغط دمك ويتسبب لك في أمراض لا تخطر على بالك مطلقا، يعاني الألمان من قلة النوم، وهي حقيقة توصل إليها استطلاع للرأي أجرته مؤخراً شركة YouGov. وحسب وكالة الأنباء الألمانية فقد وصف حوالي 40 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع نومهم بـ "السيء"، وعشرة بالمائة منهم بـ "السيء للغاية". لا تقتصر أضرار قلة النوم على الشعور بالتعب في اليوم التالي، بل يؤثر أيضاً على الصحة الجسدية للإنسان ويمكن أن تتسبب له في أمراض.
نشرت مجلة جمعية القلب الأمريكية (AHA) الآن دراسة حديثة عن عواقب قلة النوم وأن تقليل النوم ولو بنصف ساعة، مضر بالصحة. من خلال الدراسة تم تقييم بيانات عادات النوم لأكثر من 12 ألف شخص على مدى تسعة أشهر.
خلال هذه الفترة، تم قياس ضغط الدم لدى المشاركين في الدراسة خمس مرات. ووجد فريق الباحثين أن عدم انتظام مدة النوم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بنسبة تصل إلى 17 في المائة ، بغض النظر عن مدة النوم. ويرتفع ضغط الدم بشكل أكبر عندما تقل مدة النوم. كما لاحظ الباحثون أن عدم انتظام النوم بنصف ساعة عن المعتاد، يكفي لزيادة ضغط الدم بنسبة تزيد عن 30 في المائة.
ضغط الدم الطبيعي مهم للغاية للحفاظ على صحة جيدة، فهو المسؤول عن ضخ الدم عبر الأوردة وبهذه الطريقة فقط يمكن تزويد جميع أعضاء الجسم بالدم. في المقابل يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إجهاد الأوعية الدموية. وهذا يعني أن أعضاء مهمة بالجسم مثل الدماغ والقلب والكلى والعينين تتضرر بشدة أيضاً، وفق تقرير مؤسسة القلب الألمانية.
بالإضافة إلى ذلك، يعد ارتفاع ضغط الدم أحد عوامل الخطر الرئيسية للسكتات الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية، وهو السبب الأكثر شيوعاً للوفاة في ألمانيا. حتى أن إحدى الدراسات الأخيرة تدعي أن النوم الجيد يزيد من متوسط العمر المتوقع.
كثيرون على دراية بالأسباب التي تأخرهم عن الذهاب إلى الفراش في وقت منتظم. وعلى رأس هذه الأسباب قد يكون الانشغال على الهاتف الذكي لفترة طويلة وعدم القدرة بعد ذلك على النوم في المساء.ولهذا يوصي الباحث الهولندي في دراسة السلوك، فلور. م كروزه في تخصيص روتين مسائي والتخطيط لأوقات نوم ثابتة، وفق تقرير نشر في المجلة العلمية Spektrum.
ويوصي الباحث بتجنب بعض الأخطاء التي قد تسبب للمرء الأرق، مثل الأنشطة المحفزة للعقل قبل النوم. ويؤكد على ضرورة تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ لأنها تساعد بشكل كبير أيضاً الأشخاص الذين يعانون من اضظرابات النوم.
دراسة حديثة تربط بين النوم السيء والربو
في نتيجة يتوقع أن تساعد كثيرا في الوقاية من أحد الأمراض المزمنة، توصلت دراسة حديثة إلى وجود صلة بين قلة النوم والربو. الدراسة أظهرت أيضا فوائد النوم في الوقاية من الربو، والذي يعاني منه 300 مليون شخص حول العالم.
يعاني نحو 300 مليون شخص حول العالم من الربو. ويؤثر هذا المرض المزمن على حياة الشخص المصاب به، إذ قد يجد صعوبة في ممارسة الرياضة، ويعاني من ضيق التنفس والسعال وضيق الصدر وغيرها من الأعراض، التي ربما تزداد حدتها ليلا.
ومنذ سنوات طويلة، يحاول خبراء الصحة معرفة الكثير عن هذا المرض من أجل التعامل معه بشكل جيد للغاية، وإيجاد علاج فعال له. ويبدو أن هناك بعض التفاصيل الجديدة عن الربو، الذي يصيب الأطفال والبالغين على حد سواء.
فقد توصلت دراسة حديثة إلى أن أنماط النوم السيئة قد تزيد من خطر الإصابة بالربو. فيما يقلل الاستمتاع بنوم جيد وبشكل منتظم من الإصابة بالربو، وفق ما أشار إليه موقع صحيفة "الغارديان" البريطانية، نقلا عن المجلة العلمية "BMJ Open Respiratory Research".
واعتمدت النتائج على دراسة بيانات مجموعة تضم أكثر من 450 ألف شخص مسجلة في البنك الحيوي للمملكة المتحدة "Biobank"، ولأشخاص تتراوح أعمارهم بين 38 و 73 عاما، وذلك على مدى سنواتوفي بداية الدراسة، سئل الأشخاص عن أنماط نومهم والمدة التي ينامونها، فضلا عما إذا كانوا يعانون من الشخير أو الأرق أو النعاس المفرط أثناء النهار.
وعلى مدار عقد من المتابعة، تم تشخيص 17836 حالة، إذ أظهر تحليل البيانات أن الأشخاص الذين لديهم عادات نوم سيئة والاستعداد الوراثي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو مرتين أكثر مقارنة مع أولئك الذين لديهم نمط نوم صحي، حسب "الغارديان".
وأوضحت الدراسة أن النوم الصحي قلل من خطر الإصابة بالربو بنسبة 44 بالمائة لدى الأشخاص المعرضين لمخاطر وراثية منخفضة. وبنسبة 41 بالمائة للمعرضين لمخاطر وراثية متوسطة. وبنسبة 37 بالمائة للمعرضين لمخاطر وراثية مرتفعة، وأفادت الدراسة أن النوم الصحي قد يكون مفيدا جدا في الوقاية من الإصابة بالربو، وذلك بغض النظر عن الحالات الوراثية.
وقالت الدكتورة إريكا كينيغتون رئيسة الأبحاث والابتكار في الجمعية الخيرية للربو والرئة في المملكة المتحدة "تشير هذه الدراسة إلى وجود صلة بين الربو وعدم الحصول على قسط كاف من النوم"، وأضافت: "لكن من السابق لأوانه القول إن علاج قلة النوم يمكن أن يقلل من خطر إصابة شخص ما بالربو".
في المقابل، يمكن اتباع مجموعة من الخطوات البسيطة والفعالة للحصول على قسط وافر من النوم، حسب مجلة "فيت فور فان" الألمانية المتخصصة. أما عن بعض هذه الخطوات فهي:
ممارسة اليوغا أو التأمل قبل النوم
تجنب القهوة والمشروبات الغازية في المساء
تجنب القيلولة الطويلة بعد فترة الظهيرة
الحفاظ على مواعيد ثابتة للذهاب للفراش
والابتعاد ما أمكن عن الأجهزة الإلكترونية ليلا لما لها من تأثير سيء على النوم، وفق نفس المصدر.
هل يمكن تعويض ساعات النوم الفائتة؟ هذا ما يقوله العلم!
يعتقد كثيرون أنهم يستطيعون تعويض ما فاتهم من نوم، في عطلة نهاية الأسبوع مثلًا! لكن خبراء يحذرون من المبالغة في الاعتقاد بأنه يمكن "تعويض" ساعات النوم الفائتة بسهولة! فماذا يقول العلم عن "تعويض النوم"؟ يؤكد الخبراء على ضرورة عدم المبالغة في الاعتقاد بالقدرة على تعويض كل ساعات النوم الفائتة!
ينام نحو ربع الألمان أقل من ست ساعات يوميًا، كما ينام الناس في الدول الغربية ساعة أقل يوميًا في المتوسط مقارنة بما كان عليه الحال قبل 20 عامًا، وفقًا لموقع "بيزنس إنسايدر". إحصائيات قد تكشف عن جانب بسيط من مشكلة يعاني منها كثيرون في عصرنا الحالي وهي: قلة النوم!
كثير من أولئك الذين يعانون من نقص النوم، يقولون إنهم "يعوضون" ذلك في عطلة نهاية الأسبوع. لكن هل "تعويض النوم الفائت" ممكن بالفعل من الناحية العلمية؟ أجريت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع، بحسب الموقع، وتوصل علماء إلى أنه يمكن من حيث المبدأ تعويض ساعات النوم، لكن الأمر بالفعل أكثر تعقيدًا مما يتصوره كثيرون!
يقول الطبيب النفسي والمختص في طب النوم أليكس ديميتريو إنه لا ينبغي لأحد أن يبالغ في إمكانية تعويض ساعات النوم بسهولة، ويضيف مؤسس "شركة مينلو بارك" للطب النفسي والعلاج بالنوم: "كلما زاد الحرمان من النوم، زاد وقت التعافي (التعويض). في مرحلة ما، لن يعود التعافي الكامل ممكنًا. لهذا السبب من المهم عدم تراكم الكثير من ساعات النوم الفائتة".
من جهته يقول جيمس رولي، الرئيس السابق للأكاديمية الأمريكية لطب النوم، إنه من المهم مراقبة قلة النوم، لأنه وبخلاف ذلك، يزداد خطر التعرض لمشاكل صحية طويلة المدى مثل السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بالسرطان والاضطرابات المناعية، كما نقل عنه "بيزنس إنسايدر".
ولكن ما مقدار النوم اللازم لتعويض نقص النوم لمدة ساعة؟ إحدى الدراسات أذهلت الناس بتوصلها إلى نتيجة مفادها أن تعويض ساعة واحدة من قلة من النوم يتطلب نوم أربع ليالٍ، من سبع إلى تسع ساعات في كل ليلة منها!
ووفقًا للدراسة، لا يكفي الانتظار حتى عطلة نهاية الأسبوع لتعويض نقص النوم في أسبوع العمل. ويوضح رولي: "بينما يمكنك تعويض النوم لمدة ساعة أو ساعتين خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإن ذلك لا يمكن أن يعوض قلة النوم طوال الأسبوع".
ولكن إذا كانت عطلة نهاية الأسبوع هي الفرصة الوحيدة التي يمكنك فيها تعويض النوم، فمن الأفضل استغلالها بدلاً من عدم القيام بذلك على الإطلاق، وفقًا لما ذكرته ليندسي دودجسون، أستاذة علم النفس البيولوجي في جامعة ستوكهولم.
وتوضح الخبيرة أن "ديون النوم" تشبه إلى حد ما ديون بطاقة الائتمان. من الأفضل ألا يكون لديك أي منها! وإذا كانت عليك بعض الديون، فحاول أن تجعلها صغيرة قدر الإمكان! كما ينصح بـ"رد الديون" في أقرب وقت! فإذا فاتتك ساعة أو ساعتين من النوم، فحاول تعويض ذلك فورًا في اليوم التالي، إما بقيلولة في الظهر أو بالذهاب إلى الفراش مبكرًا في المساء.
لكن الشيء الأكثر أهمية هو أن تضع جدولًا للنوم وتلتزم به. يقول ديميتريو: "أفضل طريقة للنوم هي الانتظام ". وتذكر دائمًا أن النوم ليس رفاهية، بل ضرورة!
تحتاج لحد أدنى من ساعات النوم حتى لا تصاب بالزهايمر
قلة النوم تسبب الكثير من المشاكل الصحية. وجديد الدراسات الطبية يظهر علاقة بين اضطرابات النوم ومرض الزهايمر، ما يجعل الأشخاص الذين لا ينامون جيدا عرضة للإصابة بهذا المرض أكثر من غيرهم.
كشفت دراسة حديثة وجود علاقة بين مرض الزهايمر والنوم أقل من سبع ساعات يوميا. وأجريت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "براين كوميونيكشن" بواسطة فريق بحثي من مؤسسة باسكال ماراغال ومركز أبحاث المخ في إسبانيا بالاشتراك مع جامعة بريستول وصندوق نورث بريستول إن إتش إس للرعاية الصحية.
واتضح من خلال الدراسة أن قلة ساعات النوم تزيد من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر، وتنطوي هذه النتائج على أهمية بالغة في التوصل إلى علاجات مستقبلية للمرض، لاسيما في مراحل ما قبل ظهور الأعراض.
ونقل الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث العلمية عن الباحثة لورا ستانكيفيكيوت، وهي أحد المشرفين الرئيسيين عن البحث قولها إن "البيانات المتاحة لدينا حتى الآن تشير إلى أن اضطرابات النوم تسهم في زيادة مخاطر الإصابة بالزهايمر"، مضيفة أن "التجارب السابقة كانت قاصرة بسبب نقص الدلالات الحيوية الخاصة بمرض الزهايمر، نظرا لأنها لم تكن دراسات مستعرضة أو بسبب نقص عينات المشاركين في هذه التجارب".
وشملت الدراسة بيانات تخص 1168 شخصا تزيد أعمارهم عن خمسين عاما، وتضمنت معلومات عن الدلالات الحيوية لمرض الزهايمر في سوائل المخ والعمود الفقري لدى المتطوعين، فضلا عن بيانات تتعلق بعدد ساعات النوم وجودته، ومستوى الأداء الذهني الخاص بهم. وتقول الباحثة ليز كورلتارد المتخصصة في مجال طب الاعصاب والخرف بجامعة بريستول إن "النوم يعتبر فرصة غير مستغلة للوقاية من الزهايمر والحفاظ على صحة المخ"، مضيفة أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة تتيح فهما أفضل للعلاقة بين النوم ومرض الزهايمر".
لهذا عليك تجنب شرب الماء قبل النوم مباشرة!
كثيرون يشربون كوبًا من الماء قبل الذهاب إلى النوم. ورغم حاجة الجسم إلى شرب الماء، لكن من الآن فصاعدًا عليك تجنب ذلك قبل النوم إن كنت تريد أن تتمتع بنوم عميق وأن تحافظ على صحتك، فما السبب؟
ما لا يختلف عليه اثنان هو أن شرب الماء صحي، فهو ضروري للحياة وينظم جميع العمليات الحيوية في أجسامنا. لكن قبل الذهاب إلى الفراش مباشرة، يفضل ألا تشرب الماء، فقد يكون ذلك ضارًا بصحتك، بحسب مجلة "فرويندن" الألمانية.
وأضافت المجلة أن الخبراء ينصحون بعدم شرب أو تناول أي شيء قبل الخلود إلى النوم بساعتين على الأقل، مبررة بأن ذلك قد يعطل دورة النوم ويؤثر سلبًا على جودته.
المشكلة الأساسية التي قد تنتج عن شرب الماء قبل النوم بقليل هي إمكانية الاستيقاظ في منتصف الليل للذهاب إلى الحمام. ورغم أن ذلك لا يبدو مشكلة بالنسبة للبعض، بحسب المجلة، إلا أن كثيرين لا يستطيعون إكمال نومهم بعد ذلك. كما أن شرب الماء قبل النوم مباشرة قد يحرم الجسم من دخول مرحلة النوم العميق، وهذا ما قد يضر بالصحة.
فاضطرابات النوم لها تأثير كبير على الصحة ونمط الحياة. وأظهرت دراسة نشرت في المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية في أمريكا أن الاستيقاظ في منتصف الليل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل النعاس أثناء النهار وضعف التركيز والتنسيق وقلة الإبداع وتقلبات المزاج.
لكن إذا كنت لا تستطيع الاستغناء عن شرب كوب من الماء في الليل، فعليك على الأقل أن تبدأ في التشكيك في عادات الشرب الخاصة بك، وتسأل نفسك: ما هي كمية الماء التي تتناولها في اليوم؟ هل تشرب أيضًا طوال اليوم؟ أم أنك تتذكر ذلك في الليل فقط؟ من الأفضل أن تستمتع بشرب الماء بانتظام طوال النهار، وأن تمتنع عن ذلك قبل النوم مباشرة، حتى تستمتع بالنوم أيضًا!
هل تكفي 8 ساعات للحصول على أفضل قدر من النوم؟ خبراء يجيبون!
لطالما كانت فترة النوم الممتدة إلى 8 ساعات محل اتفاق بين كثيرين على أنها الفترة الكافية للحصول على قسط جيد من الراحة. لكن علماء من الصين والمملكة المتحدة يقولون الآن كلاماً مختلفاً، وخاصة فيما يتعلق بكبار السن.
منذ فترة طويلة، يتعامل أغلبنا مع قاعدة "النوم لثمان ساعات" في المساء على أنها قاعدة ذهبية وخاصة للبالغين. لكن قد لا يكون ذلك صحيحًا عند وصول الأشخاص إلى سن معينة.
فقد وجد فريق من الباحثين من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة وجامعة فودان في الصين أن سبع ساعات من النوم قد تكون مقدارًا مثاليًا من النوم لمن هم في منتصف العمر وكبار السن.
في دراسة نشرت في مجلة "نيتشر ايجنغ" (Nature Aging)، قال الباحثون إنهم وجدوا أن سبع ساعات من النوم كانت الأفضل للأداء المعرفي والصحة العقلية الجيدة.
فحص الباحثون بيانات ما يقرب من 500 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 38 و 73 عاماً ووجدوا أن النوم غير الكافي - ولكن أيضاً المفرط - مرتبط بضعف الأداء المعرفي وتراجع الصحة العقلية.
وأبلغ المشاركون في الدراسة عن أنماط نومهم وأجابوا أيضاً على أسئلة حول شعورهم بالهدوء والراحة وحول صحتهم العقلية. وفي الدراسة، أكمل هؤلاء عدداً من المهام المعرفية التي اختبرت سرعة معالجة المعلومات والانتباه البصري والذاكرة ومهارات حل المشكلات. ووفق النتائج فإن أولئك الذين حصلوا على سبع ساعات من النوم دون انقطاع، كان أداؤهم أفضل في جميع المجالات.
ومع ذلك، هناك تحذير واحد: 94٪ من المشاركين كانوا من ذوي البشرة البيضاء، لذلك من غير الواضح ما إذا كانت النتائج صحيحة بالنسبة للأشخاص الملونين وذوي الخلفيات العرقية أو الثقافية الأخرى أم لا.
عامل مهم آخر هو الاستمرارية، إذ لوحظ أن أفضل النتائج المتحصل عليها من الدراسة كانت لدى الأشخاص الذين أظهروا تقلباً طفيفاً في أنماط نومهم على مدى فترات زمنية طويلة والذين استمروا على معدل نوم لسبع ساعات.
وقالت باربرا ساهاكيان، الأستاذة في جامعة كامبريدج والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "إن الحصول على قسط جيد من النوم ليلاً أمر مهم في جميع مراحل الحياة، ولكن تزداد أهميته بشكل خاص مع تقدمنا في العمر".
يقول الباحثون إن قلة النوم من المرجح أن تعرقل عملية تخليص الدماغ من السموم. ويقولون أيضاً إن اضطراب النوم العميق قد يكون مسؤولاً عن عملية "التدهور المعرفي". فعندما يكون النوم العميق مضطرباً، فإن ذلك يؤثر على تماسك الذاكرة كما يمكن أن يؤدي إلى تراكم الأميلويد، وهو بروتين يمكن أن يتسبب - إذا فشل في القيام بعمله كما ينبغي - في حدوث "تشابكات" في الدماغ قد تكون علامة مميزة لبعض أشكال الخلل العقلي.
وبحسب الباحثين، فربما يكون النوم غير الكافي أو المفرط أحد عوامل الخطر للتدهور المعرفي في الشيخوخة. وقال جيان فنغ فينج، عالم المخ والأستاذ في جامعة فودان: "بينما لا يمكننا القول بشكل قاطع إن قلة أو كثرة النوم قد تسبب مشاكل معرفية، إلا أنه يبدو أن تحليلنا يدعم هذه الفكرة".. "لكن الأسباب التي تجعل كبار السن يعانون من قلة النوم تبدو معقدة، وتتأثر بمزيج من التركيب الجيني وبنية أدمغتنا."
نظر الباحثون أيضاً في صور للمخ وبيانات جينية تم جمعها، لكن هذه البيانات كانت متاحة فقط لأقل من 40 ألف من المشاركين.
وأظهرت تلك البيانات أن مقدار النوم يمكن ربطه بالاختلافات في بنية مناطق الدماغ مثل منطقة الحُصين، التي تعتبر مركز الذاكرة والتعلم في الدماغ، والقشرة قبل المركزية المسؤولة عن تنفيذ الحركات الإرادية.
ونظراً لأن خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف - أمراض الشيخوخة المصاحبة لضعف الإدراك - قد ارتبطت بمدة النوم، يرى الباحثون أن المزيد من العمل والدراسة في مجال علم النوم هو أمر ضروري للغاية.
وقالت البروفيسورة ساهاكيان: "إن إيجاد طرق لتحسين النوم لدى كبار السن يمكن أن يكون أمراً حاسماً في مساعدتهم على الحفاظ على صحة نفسية وعافية جيدة، و الأهم تجنب التدهور المعرفي، خاصة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية ومن الخرف".
اضف تعليق