لم يتوصل العلم حتى يومنا هذا إلى سبب محدد لظهور الأمراض المناعية، وعلى رأسها التهاب المفاصل الروماتويدي المعروف بـ"الروماتويد"، ووفق منظمة الصحة العالمية، يعاني قرابة 1% من السكان البالغين، في جميع أنحاء العالم، من التهاب المفاصل الروماتويدي، أكثر أمراض المناعة الذاتية شيوعًا...
بقلم: عبدالله طه
دراسة حديثة تنجح في اكتشاف أحد أنواع الخلايا المناعية المتسببة في مرض التهاب المفاصل الروماتويدي.. نتائج الدراسة التي جاءت بمشاركة باحث مصري تَعِد بمستهدف تشخيصي وعلاجي جديد.
لم يتوصل العلم حتى يومنا هذا إلى سبب محدد لظهور الأمراض المناعية، وعلى رأسها التهاب المفاصل الروماتويدي المعروف بـ"الروماتويد"، ووفق منظمة الصحة العالمية، يعاني قرابة 1% من السكان البالغين، في جميع أنحاء العالم، من التهاب المفاصل الروماتويدي، أكثر أمراض المناعة الذاتية شيوعًا، وتختلف شدة المرض بين المصابين، وتتباين عبر مراحل حياتهم المختلفة، وقد يؤدي مزيج من العوامل مثل الوراثة ونمط الحياة والعوامل البيئية دورًا في الإصابة بالمرض، مما يزيده تعقيدًا، وتبقى آلية الإصابة بالمرض واحدة من الأحاجي البيولوجية رغم انتشاره، دراسة جديدة نُشرت نتائجها في دورية "نيتشر كوميونيكيشن" Nature Communications أجراها فريق بحثي من جامعة ستانفورد الأمريكية، غاصت عميقًا خلف اكتشاف نوع جديد من الخلايا المناعية البشرية قد يفسر حدوث المرض لدى غالبية المرضى.
لغز الروماتويد المحيّر
هناك عدة فرضيات طُرحت كمحاولات لتفسير حدوث الأمراض المناعية، أبرزها الفرضية البيئية، إذ اقترح باحثون أن التدخين والنظام الغذائي والتعرُّض للملوثات قد تُسهم في تطور المرض، وبالفعل توصلت دراسات إلى وجود علاقة بين التدخين والتهاب المفاصل الروماتويدي، وكذلك بينه وبين بعض العوامل الغذائية، لكن ذلك المسعى لم يكلَّل بآليات محددة قادرة على إيصالنا إلى حلول، كما تبلورت الفرضية المناعية، التي تفترض حدوث تنشيط للخلايا المناعية التائية والبائية والخلايا المناعية الأخرى، مما يؤدي إلى التهاب وتلف في المفاصل، وهو مسعى لم يكتمل أيضًا، إذ لم يعرف الباحثون -حتى الآن- كيفية حدوثه، ثم ظهرت بعدها الفرضية الجينية التي تحاول تفسير الفرضية المناعية من منظور جيني، مشيرةً إلى أن العوامل الوراثية قد تُسهم في تطور المرض، إذ لاحظ باحثون أن بعض الطفرات الوراثية تزيد من خطر الإصابة به، ونجحت دراسات أخرى فيما بعد في تحديد العديد من المتغيرات الجينية المرتبطة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
كما ظهرت فرضية العدوى الخارجية لتعيد العوامل البيئية مرةً أخرى إلى الواجهة، إذ تشير إلى أن بعض أنواع العدوى -كالبكتيريا أو الفيروسات- قد تؤدي إلى استجابة مناعية تؤدي إلى الإصابة بالمرض، وبالفعل وجدت بعض الدراسات أدلةً على وجود إصابات بكتيرية وفيروسية لدى بعض المرضى.
تقول رضوى عويشة -مدرس الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية، والحاصلة على الدكتوراة من جامعة ولاية أريزونا الأمريكية، وغير المشاركة في الدراسة- عن مرض الروماتويد: "نتحدث عن مرض مناعي ليس له علاج حتى الآن، ويصنف كمرض مُعقد، قد ترجع أسبابه إلى مزيج بين العوامل الجينية والبيئية"، كل ذلك يصف ويسوِّغ ما يواجه العلماء من صعوبة في فهم ما يحدث في جسد المريض وتفسيره.
رحلة إلى المجهول
يحتوي الجهاز المناعي البشري على أنواع مختلفة من الخلايا، أبرزها الخلايا البائية والتائية، وهناك الكثير من الدراسات التي درست الخلايا البائية باعتبارها منتجةً للأجسام المضادة في الأعوام السابقة، ورغم أهمية الخلايا التائية، فإنه لم يهتم بها إلا قلة من الدراسات، يقول شادي يونس، الباحث والمحاضر في قسم المناعة بجامعة ستانفورد الأمريكية والباحث الرئيسي بالدراسة: "خطر إلى أذهاننا البحث وراء الخلايا التائية لمعرفة دورها في التهاب المفاصل الروماتويدي، وبعد الاطلاع على أحدث الأبحاث التي تشير إلى وجود تنشيط أو فقدان وظائف لبعض أنواعها، واخترنا دراسة خلايا CD8 التائية تحديدًا لأنها تمتلك قدرة تدميرية، ما يتوافق مع ما نشهده في مرضى التهاب المفاصل من تآكُل للأنسجة والغضاريف".
يشرح ياسر جابر، أستاذ مساعد في الميكروبيولوجي والمناعة بكلية الصيدلة بجامعة بني سويف، غير المشارك في الدراسة: "الخلايا التائية هي نوع من خلايا كرات الدم البيضاء المنوط بها النشاط المناعي الرئيسي في الجسم، وتتمايز إلى عدة أنواع، يحمل كلٌّ منها مركبًا يميزها يوجد على سطحها، من هذه المركبات ما يُعرف بمجموعة CD4 وCD8، ولكل مجموعة صفات تميزها وقدرة على استحداث مسارات مختلفة"، وكأننا نتحدث عن لاعبي كرة قدم، يرتدي كلٌّ منهم رقمًا يميزه، ويدل على وظيفته في مراقبة أعضاء الفريق المنافس ومهاجمتهم.
انطلق شادي يونس بروح الباحث نحو المجهول، حاملًا فرضيته التي تشكّلت، يسعى إلى معرفة دور الخلايا التائية من نوع CD8 في المرض، أخذ الفريق البحثي عينات دم من ثلاث فئات من المرضى، أولًا مرضى الروماتويد الذين تفرز أجسادهم أجسامًا مضادة للبروتينات السيترولينية، وثانيًا مرضى لا تفرز أجسادهم تلك الأجسام المضادة، وثالثًا مجموعة من الأصحاء غير المصابين بالمرض، وفحصوا خلايا CD8 التائية في كل مجموعة منهم.
وتوضح "عويشة": "خلايا CD8 التائية هي خلايا مناعية يدربها الجسم على التعرُّف على مختلِف أنواع المخاطر الخارجية التي قد تهاجمه، مثل بكتيريا بعينها، أو فيروس معين، فحاول الباحثون معرفة ما إذا كانت أجساد مرضى الروماتويد الذين تفرز أجسادهم مستضدات سيترولينية تمتلك خلايا تائية قادرة على مهاجمة البروتينات السيترولينية أم لا؛ إذ لا تتوقف خلايا CD8 المناعية عند التعرُّف على عدوها المزعوم وهو البروتينات السيترولينية، بل تفرز إنزيمات بهدف تدمير تلك الخلايا والأنسجة".
استخدم الباحثون تقنياتٍ حديثةً ترصد التغيرات التعبيرية لكل خلية تائية مفردة ومستقبِلاتها، وهو ما يختلف عن الطرق التي شاع استخدامها سابقًا برصد التغيرات الكلية عبر مجموع الخلايا، يقول "يونس": "مكنتنا تلك الدقة في الرصد من دراسة دقيقة لمتغيرات كل خلية، فاكتشفنا أن الخلايا التائية من نوع CD8 لا تتصرف كلها بالطريقة نفسها، بل بثلاث طرق مختلفة؛ فمنها مجموعة بِكر لم تنشط ولم يسبق لها التعرف على أيٍّ من المستضدات في الجسم، ومنها مجموعةٌ تمتلك ذاكرة لأنواع محددة من البروتينات التي نشطتها سابقًا، وبالتالي هي قادرة على اكتشافها وإفراز إنزيماتها المدمرة عندها، والنوع الثالث هو خلايا محاربة، نشطة وتفرز إنزيماتٍ مدمرةً بالفعل".
ضوء في نهاية النفق
قارن الباحثون أعداد النوع المحارب من خلايا CD8 التائية لدى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي بأعدادها لدى الأصحاء، فوجدوها كبيرةً بالفعل لدى المصابين، مما يدل على دورها في تدهور حالة المريض، ما كان لذلك أن يحدث في الأصحاء، إذ يُفترض بالخلايا التائية بشكل عام أن تدور في الدم دون توقف عند نسيج محدد، يقول شادي: "اكتشفنا تراكُمًا للنوع المحارب من خلايا CD8 التائية في بعض أنسجة المرضى ومفاصلهم، وتحديدًا أنواع قادرة على كشف مستضدات بعض أنواع البروتينات السيترولينية بعينها بانتقائيةٍ شديدة".
البروتينات السيترولينية هي بروتينات طبيعية تتكون من سلسلة من الأحماض الأمينية التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي، ولكنها تتميز بتعديل طفيف في أحد الأحماض الأمينية، يحل النيتروجين محل الأكسجين في أحد الأحماض الأمينية بالتحديد ويدعى "الأرجينين"، فيتحول إلى حمض "السيترولين" الأميني، ويدعى عندها البروتين بالبروتين السيتروليني.
تتكون مجموعة من الأجسام المضادة لمحاربة أنواع معينة من البروتينات السيترولينية بشكل طبيعي عندما يكون سبب إفرازها عدوًّا خارجيًّا، كأحد أنواع البكتيريا المعروفة باسم "بورفيروموناس اللثة" P. Gingivalis وفقًا لفرضية العدوى التي رصدتها إحدى الدراسات السابقة، فتتوجه الأجسام المضادة لمحاربة البروتينات التي تفرزها تلك البكتيريا عند الأسطح المخاطية مثل اللثة، لكنها أيضًا لا تتمكن من التمييز بينها وبين البروتينات السيترولينية البشرية الطبيعية بسبب شدة تقاربهما، فيختلط عليها الأمر وتهاجم البروتينات البشرية.
تقول "عويشة": "تعمل البروتينات السيترولينية هنا كمحفزات لخلايا CD8 التائية، وتدفعها لمهاجمة بروتينات بشرية طبيعية موجودة دائمًا في أجسادنا، والمشترك بين تلك البروتينات التي تتعرض للهجوم هو وجود حمض السيترولين فيها"، موضحةً أنه في الحالة الطبيعية، لا تهاجم خلايانا المناعية بروتيناتنا السيترولينية، لكن ما يحدث داخل جسد مريض التهاب المفاصل الروماتويدي مختلف، فوفقًا للدراسة، هناك عدد من المرضى تهاجم خلاياهم المناعية المحاربة بروتيناتهم السيترولينية.
ربط الباحثون هجوم الخلايا المحاربة على البروتينات بما يعانيه هؤلاء المرضى من تلف وتآكُل في المفاصل باعتبارها المواضع التي يتراكم فيها النوع المحارب من الخلايا المناعية بالفعل، يقول "جابر": "قدمت الدراسة دليلًا على تورُّط نوع محدد من خلايا CD8 التائية في ذلك المسار المرضي".
طرق وعرة
منذ 18 عامًا تقريبًا، تخرج شادي يونس في قسم التقنية الحيوية في كلية الزراعة بجامعة عين شمس، وأصبح معيدًا بالكلية، نال درجة الماجستير الأولى في جامعة فيينا في النمسا، ثم درجة الماجستير الثانية في علوم الجينوم الجزيئية في جامعة أوبسالا بالسويد، ثم الدكتوراة في العلوم الطبية من كلية الطب البشري بالجامعة نفسها، وذلك قبل أن يحصل على منحة زمالة بكلية الطب بجامعة ستانفورد الأمريكية، ليترقى فيها إلى محاضر.
يقول "يونس": بدأت الدراسة الأخيرة في مارس 2020 مع بداية انتشار كوفيد-19، مضيفًا: "واجهتنا صعوبات في سحب عينات الدم المناسبة من المرضى بسبب الإغلاقات والحظر حينها، مما عطّل الدراسة لمدة عام، فحاولنا التواصل مع زملاء من جامعة كولورادو الأمريكية للحصول على عينات جاهزة من أحد البنوك الحيوية، وهو ما حدث بالفعل وتعاونَّا معهم".
ويضيف: "كانت فكرة العمل على وضع نظرية جديدة في مرض كالروماتويد أمرًا صعبًا، كما كان استخدام تقنية تُعَدُّ الأحدث والأدق لا يقل صعوبة، لكن لم تنتهِ التحديات أيضًا بتلك النتائج، فنحن نستهدف الوصول إلى علاج لتحسين جودة حياة المرضى؛ إذ تمكنَّا في تلك الدراسة بالفعل من اكتشاف نوع جديد من الخلايا المسببة للمرض لم يكن مكتشَفًا فيما سبق، ونعمل حاليًّا على استهدافها بشكل انتقائي من أجل تقليل معدل تآكُل الأنسجة".
منى بيبرس امرأة مصرية، في السادسة والثلاثين من عمرها، من محافظة الشرقية، تشاركت منى الطرق الوعرة مع باحثي الدراسة ولكن على طريقتها الخاصة، فتقول: "اكتشفت إصابتي بالمرض في عمر 16 سنة، واعتقد أهلي في البداية أن شكواي من آلام اليد والمفاصل دافعها تهرُّبي من المذاكرة، وظل الألم يزداد حتى قررنا الذهاب إلى الطبيب، كتب الطبيب بعض المسكنات دون أي تشخيص واضح، وظل الألم والمعاناة يتفاقمان حتى عاقا أداء أكثر المهمات اليومية بساطة، حتى ارتداء الملابس".
أعباء كالجبال
تأخر التعامل المناسب مع حالة منى، برأيها بسبب سوء معاملة بعض الأطباء وعدم توصل البعض الآخر إلى تشخيص دقيق، وصفت منى ما شعرت به من ألم نفسي كفتاة صغيرة بقولها: "عندما كنت أقارن نفسي بأقراني، شعرت بأني امرأة عجوز، كل مهماتي اليومية تؤلمني حتى تناول الطعام".
بعد زواجها، اضطرت منى إلى إيقاف الدواء بسبب تأثيراته المشوهة للأجنة وبدلته بآخر، ثم أتى الحمل واضطرت إلى إيقاف كل العلاجات، تقول: "بعد الولادة، انتكست حالتي بشدة واضطررت إلى العودة إلى الأدوية رغم تضارُب آراء الأطباء"، فأوقفت الرضاعة وعادت إلى تناول مثبطات المناعة.
عندما ظهر العلاج البيولوجي كان سعره 10 آلاف جنيه وفق منى، فلم تتمكن من الحصول عليه، لكن منذ عامين، أضيف إلى التأمين الحكومي واستطاعت الحصول عليه بعد إنهاء الكثير من المعاملات الورقية المرهقة، تقول منى: "تجديد تلك المعاملات يحدث كل 3 شهور، وهو أمرٌ شديد الإرهاق للمرضى، وأعاني حاليًّا من تيبس في المفاصل يصنف وفق الأطباء كإعاقة حركية، وأرى العشرات مثلي ممن أصابهم المرض بتشوهات واضطر بعضهم إلى تغيير مفصل أو حمل العكاز ويضطرون إلى إنهاء المعاملات الورقية نفسها، كله في سبيل العلاج البيولوجي المجاني من التأمين الصحي الذي لن نقدر على ثمنه خارج التأمين".
تُبرز لنا قصة منى مجموعة من المشكلات يواجهها غالبية مَن يعانون من أمراض المناعة الذاتية في مصر، مثل التأخر في تشخيص الحالة بسبب قلة الوعي المجتمعي وضعف خبرة بعض الأطباء، بالإضافة إلى مشكلات توفير الدواء وأعباء اقتصادية جمة، وربما الاضطرار إلى تغيير العلاج دون بروتوكول طبي واضح نتيجة بعض الظروف الصحية، بالإضافة إلى معاناة المرضى مع الإجراءات الحكومية لتوفير العلاج، ويشخّص المرض بنجاح حاليًّا باستخدام الفحص السريري، وتحديد مستوى التهاب المفاصل، وفحص الأجسام المضادة للبروتين المضاد للسيترولين.
سم النحل في قبضة بائعي الوهم
يستغل بعض الأشخاص آلام المرضى، فينشرون عن علاجات وهمية باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب المرضى مستخدمين عناوين مثل مجموعة "محاربي الروماتويد والأمراض الروماتيزمية"، التي تحتوي على قرابة 20 ألف عضو، وقد تعرضت منى للكثير من الضغوط والوعود بأمل زائف في العلاج بسم النحل والمكملات الغذائية المختلفة، فتقول: "حتى الأطباء، عدد منهم يبيعون هذه العلاجات في عياداتهم في عبوات".
يحذر "يونس" من تلك الظاهرة قائلًا: "يحتوي سم النحل على إحدى المواد ذات التأثير السام على الجسم، لذلك يجب خضوع تلك العلاجات للرقابة من أجل حماية المرضى، وما يحويه سم النحل ليس أكثر من مسكن مؤقت وليس علاجًا للحالة، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة".
وتعلق "عويشة": "يعتقد البعض أن الأصول الطبيعية لتلك المنتجات تجعلها آمنةً بالضرورة، بل قد يسبب بعضها حساسيةً مهددةً للحياة مثل سم النحل مثلًا"؛ إذ لا تخضع تلك الممارسات لاختبارات قياسية وليس لها أي منتجات مرخصة لعلاج الروماتويد من وزارة الصحة المصرية ولا تخضع للمواصفات الصحية اللازمة التي تخضع لها بقية الأدوية.
كما أن المكملات وسم النحل والإبر الصينية وغيرها من ممارسات الطب البديل التي تدَّعي علاج بقية أمراض المناعة الذاتية لم تخضع لدراسات كافية من أجل التأكد من مدى أمانها وفاعليتها، ولا تصلح للحصول عليها بجانب العلاج الطبي كإضافة، ظنًّا من البعض أنها إن لم تفد فلن تضر، فتضيف رضوى: "قد يتعارض بعضها مع العلاجات التي يحصل عليها المريض بالفعل".
الأمل في العلم
ورغم ممارسات بائعي الوهم، يبقى أمل مرضى المناعة الذاتية منصبًّا على العلم وحده؛ إذ يعمل شادي حاليًّا مع فريقه على دراسة إمكانية تعميم نتائج تلك الدراسة على بقية أمراض المناعة الذاتية، ويقول: "ندرس في الوقت الحالي أمراض الذئبة الحمراء، والتصلب المتعدد وغيرها من أمراض المناعة الذاتية".
يقول "طه": "تكمن أهمية هذه الدراسة في إيجادها مساراتٍ جديدةً محتملةً لعلاج المرض، فتحديد فئة معينة من الخلايا التائية المسؤولة عن تطور الأعراض من شأنه تحديد هدف جديد لمصممي الأدوية يمكن استهدافه بالتثبيط الانتقائي على أمل التخفيف من الأعراض والمسارات التدميرية التي تحدث، وبصورة أكثر فاعليةً من الأدوية المستخدمة حاليًّا"، وتؤكد "عويشة" أن نتائج تلك الدراسة "قد تساعد في اكتشاف علاجات مبتكرة تساعد المرضى الذين تهاجم خلاياهم المناعية التائية بروتيناتهم السيترولينية".
اضف تعليق