هل حدث واستيقظ طفلكم في الصباح بمزاج سيء؟ نعم هذا يحدث ولكن يحدث تغير في مزاجه خلال النهار بشكل مفاجئ من دون أي سبب واضح، وهل يجد طفلكم صعوبة في التركيز لفترات زمنية أثناء مهمة معينة يقوم بها، في حين تكون هذه المهمة مناسبة لعمره وتطوره؟...
هل حدث واستيقظ طفلكم في الصباح بمزاج سيء؟ نعم هذا يحدث ولكن يحدث تغير في مزاجه خلال النهار بشكل مفاجئ من دون أي سبب واضح، وهل يجد طفلكم صعوبة في التركيز لفترات زمنية أثناء مهمة معينة يقوم بها، في حين تكون هذه المهمة مناسبة لعمره وتطوره؟
لهذه الاسئلة وأسئلة أخرى إجابتها تكمن بمشاكل وإشكاليات النوم. فلِنوم الطفل الأهمية البالغة والتأثير الكبير على نفسيته، مزاجه وتطوره، فكلما حصل الطفل على عدد ساعات كافية من النوم خلال الليل والنهار، يكون التأثير إيجابيا على حياته، والعكس صحيح.
فالنوم يساعد الأطفال بشكل كبير على: تجديد الطاقة والحيوية في الجسم، المساهمة في بناء الذاكرة وتخزين المعلومات، تقوية جهاز المناعة، التركيز والصحوة المثالية ونعني بذلك: زيادة الفترة الزمنية التي يكون فيها الطفل في الحد الأقصى من التركيز، لتتم حالة تعلُم مثالية، يساعد الطفل في اتخاذ القرارات وعدم البلبلة، يساعد في عملية التمثيل الغذائي في الجسم، ففي ساعات النوم العميق يتم إفراز هورمون النمو والذي يكون في أعلى درجاته، وذلك يساهم إيجابيا في جميع مجالات التطور عند الأطفال.
هذا بالإضافة للانعكاس الإيجابي على جو المنزل والأسرة، فعندما يحصل الأهل والأطفال على عدد ساعات كافية من النوم تكون الأجواء مريحة ولطيفة في المنزل، والعكس صحيح فعند وجود مشكلة نوم عند أحد الأطفال يكون التأثير سلبيا على الجو العام في المنزل.
ماذا نقصد بمشكلة النوم؟ في مرات عديدة عندما نسأل أهل أو أطباء عن مفهوم "مشكلة نوم"، يكون الرد متعلقا بعدد المرات التي يستيقظ فيها الطفل خلال الليل، ولكن الصحيح أن مشكلة النوم عند الأطفال متعلقة بقدرة الطفل على النوم بشكل مستقل في الليل (طفل بلغ الخمسة أشهر).
في كثير من الأحيان يكون الطفل في حالة من الاستقرار من ناحية النوم وينام بشكل جيد طيلة ساعات الليل ولفترات طويلة، وفجأة عند حدوث تغيير ما يبدأ بالاستيقاظ لمرات عديدة خلال الليل ويلزمه وقت أطول لينام أو ليعود للنوم. لهذه الحالة تفسير منطقي، فهذه التغييرات تحدث عادة وتتوقف إن كان الطفل مستقلا بنومه أو مرتبطا بغيره في طريقة نومه.
عندما نتحدث عن تغيرات في محيط الطفل يكون القصد الاتي: ظهور أسنان الطفل (تسنين) في الأشهر الأولى من عمره، تطعيمات مختلفة، مرض عابر، خروجه عن النظام اليومي والدخول إلى إطار تربوي جديد (حضانة أو روضة)، فمثل هذه التغييرات تنعكس على برنامج نوم الأطفال بالليل.
إذا كنتم تمرون في فترة صعبة وتعانون من مشاكل نوم عند أطفالكم عليكم أن تسألوا أنفسكم ما يلي:
هل طفلي يملك مهارة النوم المستقل وينام لوحده من دون مساعدة في بداية الليل وخلال الليل؟
إذا كانت الإجابة بنعم... فستكون هذه الفترة عابرة، إذا كانت الإجابة بلا... فغالبا لن تمر هذه الفترة بسهولة، ومشاكل النوم عند الأطفال لا تختفي عادة مع مرور الوقت، إنما تتغير وتتبدل حسب عمر الطفل (مثال: طفل بعمر 8 أشهر ينام بمساعدة الأهل وينام على اليدين، فقط في عمر السنتين عندما يكبر الطفل وينضج جسمانيا من الممكن أن يبدل اليدين بالنوم بجانب الأهل)، ولذلك من المفضل العمل مع الطفل وتدريبه من أجل إكسابه مهارة النوم المستقل في أشهره الأولى.
ماذا نعني بالنوم المستقل؟ أن يضع فيها الأهل الطفل في سريره بعد الطقس الليلي ويتمنون له ليلة سعيدة وأحلاما هنيئة ويقبلونه ومن ثم يدخل الطفل إلى السرير، صاحيا تماما ومن دون أي عامل خارجي مساعد من الأهل (الحليب مثلا) للنوم، وحتى المصاصة لا تُعَد عاملَ تعلقٍ أو عاملا مساعدا، إذا أصبح الطفل قادرا أن يعيدها إلى فمه لوحده، وحتى الغرض الانتقالي الذي يرافق الطفل، إذا كان الطفل متعلقا بواحد منها (ثوب معين أو شرشف أو منشفه وغيرها) لا يعد عامل تعلق ومساعداً خارجيأ لأنه لم يعد بحاجة إلى مساعدة خارجية من الأهل في حالة النوم المستقل.
نصائح تساعد الأهل في إكساب مهارة النوم المستقل للأطفال: نظام يومي ثابت، يساعد الطفل بالشعور بالأمان والاطمئنان ويساعده في ترتيب وتدريج الأشياء في دماغه، الاستجابة السريعة لدى الأهل لعلامات التعب عند الطفل، مثل فرك العيون والإذنين، تثاؤب، بكاء، عصبية زائدة وعدم اتزان في حركة الجسم.
طقس ليلي، من المهم أن نحدد للطفل وقت للطقس الليلي قبل النوم وذلك يساهم في عملية تصفية وتقليص المغريات والمحفزات في محيطه بطريقة تدريجية، يحتوي الطقس الليلي على حمام هادئ ووجبة عشاء وقصة من ثم إطفاء النور، عدم ربط أي عامل خارجي بعملية النوم (قنينة الحليب).
طقس صباحي، الصباح متعلق بشروق الشمس وعندما يستيقظ الطفل في الصباح علينا الخروج من غرفة النوم إلى غرفة الجلوس، فتح الشباك ليرى النور، إضاءة الغرفة فهذه العملية تعزز عند الطفل مفهوم الليل والنهار.
وجبة الفطور من المفضل أن لا تكون بعد الاستيقاظ مباشرة لكي لا يربط الطفل بين الاستيقاظ والأكل، ومن هنا هذه لمحة بسيطة وواحدة من سلسلة مضامين ممكن للأهل اتباعها، لكي نربي أطفالنا ونهيؤهم لسلوك نوم صحيح ومريح لأنه كما تشير الأبحاث اليوم فإن النوم السليم والكافي هو سر من أسرار النجاح في المستقبل.
ثماني نصائح لنوم هادئ لطفلك
استيقاظ الأطفال بشكل متكرر ليلاً يدفع بعض الأمهات للقلق، فالكثير منهن يعتقدن أن قلة نوم الأطفال تؤثر على نموهم. فكيف يمكن التغلب على هذه المشكلة ومساعدة الأطفال على النوم بشكل هادئ وهانئ؟
ينتظم نوم الأطفال حديثي الولادة بعد شهرين، حيث يزداد معدل نومهم ليلاً، ما يساعد الأهل على استعادة قدرتهم على النوم بهدوء، لتعود دوامة الاستيقاظ المتكرر لدى بعض الأطفال ليلاً في الشهر السادس وتستمر حتى يبلغ الطفل عامه الثاني. هذه الظاهرة تقلق بعض الأمهات، إلا أن طبيبة الأطفال الألمانية أندريا شميلتز ترى في ذلك أمراً طبيعياً، فالطفل في هذا العمر تزداد قدرته على الحركة ويتعلم الكثير، إذ يكتشف يومياً أشياء جديدة وتتم معالجتها في الدماغ ليلاً، الأمر الذي يدفع الطفل للاستيقاظ بشكل متكرر.
موقع "فيسن إيلترن" الألماني الإلكتروني المعني بشؤون الأسرة استعرض مجموعة من النصائح التي من الممكن أن تساعد الأطفال على النوم بهدوء.
1. ابتعد عن وضع الطفل في السرير للنوم قبل الساعة السابعة مساءاً، فعدد ساعات نوم الأطفال لا تتجاوز 11 ساعة متواصلة.
2. حاول تأخير موعد تناول الحليب حتى ساعات الصباح الباكر، فبعض الأطفال تعودوا على تناول وجبة الفطور باكراً، ما يجعلهم يشعرون بالجوع ويدفعهم للاستيقاظ.
3. ابتعد عن القيلولة. فإذا كان طفلك يأخذ قيلولته الأولى بشكل مبكر، يمكنك مساعدته على النوم بشكل أطول في الصباح بدلاً من الاستيقاظ لعدة ساعات بين استيقاظه مبكراً وموعد القيلولة.
4. التزم الهدوء في الصباح وخاصة عند الحاجة للخروج مبكراً، ففي ساعات الصباح الأولى يكون النوم غير عميق وأقل ضوضاء تدفع الطفل للاستيقاظ.
5. عندما يحتاج الطفل لوقت طويل حتى يتمكن من النوم ليلاً، فعليك ألا توقظه باكراً، وحاول تأخير جميع مواعيد النوم في النهار، ما يجعله متعباً ويدفعه للنوم ليلاً.
6. حاول أن تكون القليلولة الأخيرة لطفلك مبكرة وأن تسبق موعد النوم بأربع ساعات على الأقل.
7. لدى بقاء الطفل مستيقظاً لفترات طويلة في السرير ليلاً، حاول وضعه في السرير قبل أن ينام بوقت قصير وإيقاظه في الوقت المعتاد، حتى لا يعوض نقص النوم في ساعات النهار.
8. إذا كان طفلك لا ينام بشكل متواصل ويستيقظ كل ساعة تقريباً، عليك تخفيض الوقت الذي يقضيه طفلك في السرير ليلاً، وجعله مقتصراً على ساعات النوم الحقيقية.
متى يجب أن ينام طفلك؟ وما عدد ساعات النوم المناسبة له تبعاً لعمره؟
تشكل مواعيد نوم الأطفال هاجساً لدى الأمهات والآباء، خصوصاً في الأشهر الأولى بعد الولادة، إذ يختلف نمط النوم من طفل لآخر، وتختلف الساعات التي يجب أن ينامها الطفل تبعاً لعمره.
إليكم كل ما تريدون معرفته عن مواعيد نوم الأطفال، بحسب ما ورد في موقع Verywell Family الأمريكي.
مواعيد نوم الأطفال
يعتمد جدول نوم الطفل على عمره، لذا من الطبيعي أن يستمر طفل بعمر شهر أو شهرين في الاستيقاظ خلال الليل لتناول الطعام، فيما يمكن لطفل بعمر خمسة أو ستة أشهر أن يظل نائماً طوال الليل.
متى ينتظم نوم الرضيع؟
من المفترض أن ينتظم نوم الرضيع بعد عمر 6 شهور، ولا يُعتبر الاستيقاظ في الليل مشكلةً إلا إن كان رضيعكِ أكبر من ذلك ولا يزال يستيقظ عدة مرات في الليلة الواحدة.
لذا من المهم أن يفهم الآباء طريقة تغيّر نوم الطفل مع تقدمه في العمر، كي يتمكنوا من التعامل مع طفلهم بالشكل الصحيح، ويعرفون متى من الممكن أن يكون نمط نوم طفلهم مؤشراً على مشكلة ما.
عدد ساعات نوم الأطفال حسب العمر
يُعتبر السؤال حول موعد عدد ساعات نوم الطفل أثناء الليل مصدر قلق لجميع الأمهات والآباء، وهو أمر يتعلق أيضاً بعمر الطفل.
نوم الأطفال حديثي الولادة
يمكن لرضيع حديث الولادة أن ينام حتى 19 ساعة في اليوم، على الرغم من أن المؤسسة الوطنية للنوم ترجح أن فترة نوم حديث الولادة تتراوح بين 14 و17 ساعة، وتنقسم هذه المدة غالباً إلى فترات من ساعتين إلى ثلاث ساعات، يتخللها الاستيقاظ قليلاً لتناول الطعام ثم العودة إلى النوم مرة أخرى.
عدد ساعات نوم الطفل في الشهور الأولى
مع إتمام طفلك لشهره الأول، يبدأ في النوم لمدة 14 ساعة في اليوم، وسينام لفترة واحدة طويلة خلال الجزء الأول من الليل، تمتد لأربع أو خمس ساعات، يتلوها الاستيقاظ وتناول الطعام كل ساعتين أو ثلاث ساعات.
أما النوم خلال ما تبقى من عامه الأول فقد يبدو كالتالي:
13 ساعة مع إتمام ثلاثة أشهر، من بينها ثماني ساعات تقريباً من النوم خلال الليل.
يبدأ بعض الرُّضَّع في هذا العمر في النوم خلال الليل، وأخذ ثلاث أو أربع قيلولات خلال النهار.
12.5 ساعة مع إتمام ستة أشهر، من بينها تسع ساعات تقريباً خلال الليل.
ينبغي أن يكون الرُّضَّع في هذا العمر قادرين على النوم خلال الليل وأخذ قيلولتين أو ثلاثة خلال النهار.
12 ساعة مع إتمام تسعة أشهر، من بينها تسع ساعات تقريباً خلال الليل، وقيلولتان خلال النهار.
12 ساعة مع إتمام 12 شهراً، من بينها تسع إلى عشر ساعات خلال الليل، وقيلولة أو قيلولتان خلال النهار.
ضع في اعتباركِ أننا حين نقول ثماني أو تسع ساعات خلال الليل، فهذا يعني عادة ثماني أو تسع ساعات متصلة دون الاستيقاظ.
ومع أن بعض الأطفال لا ينامون طويلاً، فمع الوقت الذي يبلغون فيه ثلاثة أو أربعة أشهر، يمكنك عادةً توقع أن ينام طفلك لمدة طويلة لا تقل عن خمس إلى ست ساعات على الأقل، أو أطول في الحالات المثالية، وإذا كان طفلك لا ينام بهذا القدر، تحدث مع طبيب أطفالك.
مشكلات نوم الأطفال
في حين أن الأطفال الأكبر وأولئك في مرحلة الحضانة قد يقاومون الخلود إلى النوم وقد يستيقظون خلال الليل، فمشكلات نوم الرُّضَّع تتضمن عادة الاستيقاظ عدة مرات خلال الليل.
ومثلما هو الحال مع وقت الجلوس والتقلب، يُعتبَّر النوم أثناء الليل مرحلة في النمو يتعين على طفلكِ بلوغها؛ لذا فقد تكون حقيقية أن طفلك في شهره الرابع يستيقظ مرة لتناول الطعام أمراً طبيعياً.
لكن من ناحية أخرى، إذا كان طفلك لا يزال يستيقظ مرتين أو ثلاث مرات خلال الليل مع إتمامه الشهر السادس، فقد تكون ثمة مشكلة في النوم يمكن العمل على تحسينها، عادةً ما تكون أفضل طريقة لإصلاح مشكلات نوم رضيعك هي العمل على إرساء روتين لوقت النوم وتعليم طفلك أن يغفو بمفرده، ويعني هذا عادة أن يغفو الرضيع دون هزّ، أو رضاعة، أو استخدام زجاجة الرضاعة، ويمكنكِ مع ذلك فعل كل هذه الأشياء، وكل ما عليك فعله هو جعلها في وقت أبكر قليلاً من روتين النوم، ووضع طفلكِ في سريره فيما يكون نعسان ولا يزال مستيقظاً، بعد ذلك، حافظ على الاستمرارية وحاول فعل كل الأشياء نفسها، بالطريقة نفسها، وفي الموعد نفسه، كل ليلة.
في 4 أيام فقط
لا شيء يُضاهي فرحة الأم بولادة طفل سليم معافى، لكن المعاناة الأكبر تحدث في عدم نوم الرضع لساعات طويلة، فتبدأ شكوى الأمهات بأنهن غير قادرات على مواصلة حياتهن، خاصة أن الأطفال ينامون فترات مُتقطعة، مما يعني تكرار مرات الاستيقاظ ليلا، بالنسبة للأم، وعدم قدرتها على مواصلة مسؤولياتها الأسرية صباحا.
لكن ما لا تعلمه الأمهات أنه يمكنهن تنظيم نوم الأطفال، ووضع خطة لروتين يومي، يساعد على النوم، كما أثبتت دراسة أجريت بجامعة جون مورس بليفربول أن هناك علاقة بين تعرض الطفل للضوء في فترات الظهيرة، ونومه ساعات أطول ليلا، بحسب صحيفة تليغراف البريطانية، ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين ينامون جيدًا في الليل تعرضوا لضعف الضوء بين ساعات الظهيرة وحتى الساعة الرابعة مساءً، مقارنةً بهؤلاء الذين لا ينامون ليلا، وعزت ذلك إلى قدرة الضوء على تحفيز التطور المبكر للساعة البيولوجية، التي تُنظم عددًا من الوظائف الجسدية، بما في ذلك إفراز الميلاتونين، وهو عامل مهم في أنماط النوم المتوازنة.
ربما نرتكب أخطاء في حق أطفالنا بعزلهم تماما في فترات ميلادهم الأولى عن أي مصدر خارجي، خاصة الضوء، فهل هناك أخطاء أخرى؟
أخطاء النوم للرضع
– عدم التمسك بروتين يومي ليتعود الطفل على النوم خلاله، وفوضى في ساعات النوم.
– السماح ببقاء الطفل مستيقظا وعدم تهيئة الجو المناسب له كتخفيف الإضاءة مثلا.
– وضع الدمى بجانب الطفل، مما يُسهم في تشتيت انتباهه، وهو ما يعني عدم النوم.
– عدم إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية وإبعادها عنك وعن طفلك وقت النوم، وبحسب موقع "سيركل أوف مام" (Circle of Mom)، فإن الموجات التي تنتجها هذه الأجهزة تعطل دورة النوم الطبيعية.
– تأجيل تنظيم نوم الأطفال بسبب التسنين -مثلا- ربما يجعل الأمر أكثر صعوبة بعد تخطي تلك المرحلة.
– حجم التوقعات المرتفعة للغاية، ربما سمعت عن أطفال ينامون طوال الليل في عمر ثمانية أسابيع أو يأخذون قيلولة لمدة ساعتين، مرتين في اليوم، وتتمنى أن يكون طفلك كذلك، لكن من المهم أن تعرفي أن الأطفال مختلفون، فالطفل يستيقظ للرضاعة في سن بين ثلاثة وأربعة شهور على الأقل.
كيف تساعدينه على النوم إذن؟
– القماط (قطعة قماش يتم لفها حول جسم الطفل) يجعله أكثر هدوءاً وينام بشكل أفضل وأطول.
– الحد من طول القيلولة خلال النهار، لكي لا يتأثر نومه ليلا.
– استخدمي الضوضاء البيضاء، مثلا يمكن وضع مروحة في منتصف الغرفة، في غير توجيه مباشر على الطفل، حتى يتعود على وجود قدر من الضوضاء إن خرجتم لحفل أو زيارة عائلية.
– المواظبة على دورة الاستيقاظ، والأكل، واللعب، والنوم؛ فهي تشجع الرضاعة الكاملة، وتجعل الطفل يحتاج إلى الرضاعة بانتظام كل ساعتين مثلا، وليس وقتما يريد، وتمنعه من ربط الرضاعة بالنوم، وهو ما يوفر العناء على الأم حال استيقاظه ليلا.
– اختاري روتينا يوميا مناسبا لمساعدته على النوم، مثل غناء أغنية مثلا، ونقل الطفل إلى غرفته، أو إغلاق الستائر، أو الحمام الدافئ.
– لا تتحدثي كثيرا إذا استيقظ طفلك ليلا، وإن بكى، أمهليه بعض الوقت لإعادة توطين نفسه على النوم مرة أخرى.
– ضعيه في سريره إن كان في حالة نُعاس، وهذا يُساعدك في تعويده على النوم المُستقل مُستقبلا.
– تغيير الحفاض قبل النوم وعدم تركه لحين استيقاظه ليلا، حتى لا تكون هناك صعوبة في نومه مرة أخرى.
– افهمي كيف ينام طفلك، فلا تعتقدي أنك كلما تركته مستيقظا لفترات أطول فإن ذلك سيساعد في زيادة مدة نومه ليلا، بل على العكس؛ الطفل المُتعب ينام فترات أقصر.
لكن يمكن مساعدتهم في الحصول على نوم هادئ، وكلمة السر الرئيسية لتحقيق ذلك، هي "الروتين"، ومع تطبيقك للنصائح السابقة يمكنك النوم ليلا، بعد وضع إستراتيجية كالتالي:
– في اليوم الأول ابدأي الروتين واجعليه يستيقظ مبكرا، وافتحي الستائر، لكي يستطيع التمييز بين الليل والنهار، والربط بين الليل والنوم، والنهار والاستيقاظ، وفي الليل امنحيه حماما دافئا، مع إضاءة خافتة، تساعده على الاسترخاء، ويجب أن يتم كل ذلك في وقت مُحدد وثابت.
– في اليوم الثاني ضعيه في سريره في وقت النوم الذي حددته، حتى وإن بكى، سيعيد توطين نفسه على النوم، فلا تقلقي من بكائه، هذا الموقف لن يقلل إحساسه بالأمان، وفي الغالب لن يستمر ذلك كثيرا.
– في اليوم الثالث لا تستسلمي لبكائه، استجيبي له كل عشر دقائق، ثم زيديها إلى 15 دقيقة، وتواصلي معه بصريا، والمسيه بيدك لتهدئته، لكن لا تسمحي بالخروج من السرير.
– في اليوم الرابع افعلي جميع خطوات الروتين السابقة، واحرصي على نظافة الطفل ليلا، والأنوار مغلقة، ولا تسمحي بكسر الروتين في الأيام المُقبلة مهما كانت الأسباب.
هل تختلف ساعات نوم الطفل وقت الدراسة؟
النوم حالةٌ فسيولوجية ضرورية من أجل النموِ والعيش بشكلٍ جيدٍ؛ عندما يرتاحُ الجسم، فإن العضلات تستريح ويتم إعادة تنظيمِ الوصلات العصبية، وتقوية الذاكرةِ، وإزالة وطرح السموم، وعلى العكسِ فإن قلةَ النوم تؤدي إلى اختلال فسيولوجي للجسم يؤثر سلباً على كثيرٍ من وظائفه الحيوية، لذلك هناك أهميةٌ صحيةٌ وعقليةٌ شديدة لنومِ الطفل لساعاتٍ كافيةٍ خلال وقت الدراسة. اللقاء والدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال للشرحِ والتفصيل.
عدد ساعات النوم التي يحتاجها الطفل
يحتاج طفل المدرسة إلى8-10 ساعات نوم، لكي ينمو الطفلُ ويحصل على التركيزِ الكاملِ والجيد، يجب أن يأخذ قسطاً كافياً من النومِ وذلك حسب الأعمار، الطفلُ في مرحلة ما قبل المدرسة أي من 3 إلى 5 سنوات في حاجةٍ إلى ما بين 11 و12 ساعة، والأطفال في عمر 6 إلى 12 سنة من العمر، وهو سن بداية دخول المدرسة، في حاجةٍ إلى ما بين 8 إلى 10 ساعات، تهيئة الأطفال للحصول على النوم الكاف.
لابد من مواعيد منتظمة للنوم
من المهم جداً تبني مواعيد منتظمة في النوم من أجل الحصولِ على نظامٍ جيدٍ أثناء أيامِ الدراسة، الاعتياد على الاستيقاظِ باكراً كل يوم، بما في ذلك عطلة نهاية الأسبوع، حتى يواصل الجسم عاداته.
هناك أطفالٌ لديهم صعوبة في النوم باكراً، ولكن يمكنهم ممارسة بعض التمارين الرياضية -ليس قبل النومِ مباشرة- خلال اليوم، ما يسمح لهم بالنوم بسهولةٍ كبيرة، في حالة التعب الشديد، يُنصح بأخذ قيلولة بعد العودةِ من المدرسة، فهي وسيلة جيدة لاستعادةِ الطفل لنشاطهِ وحيويته، تناول ما يكفي- فقط- لوجبة العشاء؛ حيث أن صعوبةَ الهضم تؤثر سلباً على جودة النوم، وليس قليلاً جداً أيضاً؛ لأن الجوع يحدث الخلل في عمق النوم.
تجنُب الأجهزة الإلكترونية؛ ألعاب الفيديو، التلفاز، أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية، اللوحات الإلكترونية، والتي تُساهم في رفعِ مستوى الإثارة قبل النوم، عدم تناول جميع المشروبات أو المأكولات التي تحتوي على موادٍ منبهةٍ، مثل القهوة أو الشاي أو المشروبات المنشطة أو السكرية، وخاصة في فترةِ بعد الظهيرة، يُستحسن أخذ حمام دافئ قبل موعد النوم، فهو يُساعد الطفل على الاسترخاءِ ويزيد من عمقِ النوم.
أهمية النوم المبكر للطلاب
يساعد الجسم علي النموِ السليم؛ حيث ان هناك هرمونات للنموِ تفرز أثناء النوم مسؤولة عن الحفاظِ علي صحةِ الطفل من التشوهات، و قصر القامة و ضعف بناءِ الجسم والكثير من الأمراض الأخرى.
النوم يساعد علي زيادةِ القدرات العقلية للطفل، ويساعد علي قوةِ التركيز والاستيعاب والفهم والحفظ والتعلم أيضاً، أخذ الطفل الساعات الكافية من النوم يساعد علي تحسين الحالة النفسية والمزاجية، ويمنع ظهور التوتر و العصبية تجاهِ بعض الأفعال.
يعمل النوم علي تنشيط الجسم، ويساعد الطفلَ علي أداء الأنشطة اليومية بمدرستهِ بكل نشاطٍ وتركيزٍ، من دون الإصابةِ بالتعب والإرهاق من أقل الأشياء، يعمل علي تنشيط خلايا المخ و الجهاز العصبي لدي الأطفال، ويساعد علي تقويةِ البصر، ويزيد من سرعة البديهة والإدراك لدي الطفلِ بالمدرسة، من فوائد النوم أيضاً تقوية القلب والتقليل من الإصابةِ بتلفٍ في الأوعيةِ الدموية، كما أنه يقي من الإصابةِ بالكثيرِ من الأمراضِ الخطيرة الأخرى.
نصائح لنومٍ سليمٍ وقت الدراسة
يجب الالتزامِ بالساعة البيولوجية للجسم بالنوم مساءاً، والاستيقاظ صباحاً حتى لا يحدث اضطراب يؤدي إلى الأرق، يجب عدم تناول الأطفال للكثير من المشروبات قبل النوم لان ذلك يؤدي إلي قيامه للحمام أكثر من مره في الليل.
منع الطفل من اللعب قبل النوم مباشره لان ذلك ينشط الدورة الدموية ويدعوه إلي الاستيقاظ، تقديم كوب من اللبن للطفل قبل النوم لأن ذلك يساعد علي استرخائه، ومساعدته علي قراءة القصص قبل النوم؛ لمساعدته علي النوم في راحة.
حصول الطفل علي قسطٍ كافٍ من النوم هو شيء صحي ومفيد، أما زيادة ساعات نوم الطفل عن المعتاد تؤثر عليه بطريقة سلبية وتعلمه الكسل، الساعات الكافية للحصول على نوم عميق وهادئ؛ لتحمل عبء اليوم الدراسي والتركيز، يُنصح بأن ينام الصغار في عمر المدرسةِ الأولى منذ الثامنة وحتى الساعة السادسة أو السابعة صباحاً حسب موعد المدرسة، أظهرت دراسة بحثية أجرتها جامعة هارفارد أن النومَ الكافي مهم جدًا، قد يساعد في تحسين الذاكرة، والقدرة على التعلم، وتطوير وظائف التعلمِ والذاكرةِ والتركيز.
أضرار قلة نوم الطفل
سهر الطالب يضعف جهاز المناع، يمكن أن يؤثر الحرمان من النومِ على الهرموناتِ في الجسم، الطفل الذي لا يحصل على راحةٍ مناسبةٍ، لمدة 9 ساعات على الأقل، يصبح سريع الانفعال، متقلب المزاج أو غريب الأطوار، لديه فترة انتباه أقصر.
يواجه صعوبات في التركيزِ والتذكرِ وحل المشكلات، وقد يكون لدى الطفل نقص في المغنيسيوم، وهو من أقوى معادن الاسترخاء المستخدمة لتحسين النوم، يُنصح بأن ينام الصغار في عمر المدرسة الأول منذ الثامنة، وحتى الصباح أي الساعة السادسة أو السابعة حسب موعد المدرسة، وألا يسهر الطالب لما بعد الحادية عشرة؛ ليستطيع أن يصحو في السادسةِ أو السابعةِ حاضر الذهن.
السهر يُضعف الذاكرة، ويجد الطالب صعوبة في حل المشكلات، ويواجه مشكلةً في التركيز، يشعر بكآبة، ضعف في جهاز المناعة، زيادة الألم، من المهم توفير الجو المناسب للنومِ من حيث الهدوءِ ونظافة المكانِ وتهويته وتناول أطعمةٍ خفيفةٍ قبل النوم بفترة.
هل ينام طفلك في غرفة مضيئة أم مظلمة؟
كثيراً ما ينصح الأطباء الآباء والأمهات بضرورة الحرص على نوم الاطفال مبكراً، بل اتسعت النصيحة لتشمل أيضاً الحرص على إطفاء الأنوار في الغرفة وذلك لنوم أفضل، فلماذا يُفضل نوم الاطفال في الظلام؟
ينصح الأطباء وخبراء الصحة بضرورة نوم الاطفال قبل الساعة التاسعة مساءً، وذلك لأهمية هذا الأمر في نموهم بشكل صحي وسليم، حيث يزداد نشاط هرمون النمو أثناء ساعات الليل، لماذا يُفضل نوم الاطفال في غرفة مظلمة؟ إن هرمون الميلاتونين هو الهرمون الذي يقوم بتنظيم دورة النوم والاستيقاظ، وهذا الهرمون يتم إفرازه أثناء الليل وفي الظلام، كما أن إفرازه يؤدي إلى الشعور بالنعاس والرغبة في النوم، وفي حالة وجود الأضواء في غرفة الطفل فإن هذا الأمر يؤدي إلى تعطيل إفراز هذا الهرمون، وبذلك يظل الطفل مستيقظاً لمدة أطول ولا يستطيع النوم سريعاً.
وفي النهاية يجب الابتعاد عن العادات الخاطئة قبل النوم وهي إضاءة الغرفة، وتشغيل التلفاز أو الكمبيوتر، كما يجب أيضاً الاهتمام باتباع العادات الصحيحة قبل النوم وهي غلق النور والستائر، وأخذ حمام دافئ قبل النوم، أو شرب كوب من الحليب الدافئ قبل النوم.
أضرار النوم المتأخر
هناك العديد من الأضرار الصحية التي تعود على الطفل في حالة نومه بوقت متأخر، وهي:
تأثيرات على النمو
يساعد النوم جيدا في نمو الطفل وتطور الدماغ لديه بصورة أفضل، وخاصة نوم الليل، وبالتالي فإن الحرمان من النوم جيدا يعوق تطور الصحة العقلية والبدنية لديه.
الشعور بالتعب والإرهاق
عندما ينام الطفل في وقت متأخر، فغالبا لا يحصل على قسط كاف من النوم، ليستيقظ في الصباح ويشعر بالتعب، مما يؤثر على حالته المزاجية وقدراته لأداء مختلف الأنشطة اليومية والتفاعل مع الأخرين.
كثرة النوم
أيضا يمكن أن يعتاد الطفل على السهر والنوم لفترة طويلة نهارا، مما يضيع جزءا كبيرا من اليوم، الذي يمكن أن يستفيد به الطفل، كما أن النوم لوقت طويل له تأثيرات سلبية عديدة على الجسم، ويمكن أن يؤدي إلى آلام الرأس والشعور بالتوتر.
الإصابة بالأرق
نتيجة الاعتياد على السهر، يصعب على الطفل النوم بشكل طبيعي في الليل، ويمكن أن يعاني من صعوبة النوم ويبقى مستيقظا لوقت طويل، حتى يتمكن من الاستغراق في النوم.
اختلال النظام الغذائي
يحتاج الطفل إلى الحصول على التغذية الصحية والمتكاملة، وفي حالة النوم متأخرا، فإن النظام الغذائي لديه يتغير، حيث إنه لا يحصل على وجبة الإفطار في موعدها، ويمكن أن يستيقظ في موعد الغداء، وبالتالي يفتقد القيمة الغذائية للإفطار، كما أن السهر يزيد من فرصة الإكثار من تناول الطعام ليلا، وخاصة الأطعمة غير الصحية التي يفضلها الأطفال، مما يسبب زيادة الوزن والإصابة بالسمنة.
عدم الاستفادة من اليوم
إن الاستيقاظ المبكر يتيح للطفل القيام بالعديد من الأنشطة النهارية المفيدة له، سواء ممارسة الرياضة أو تعزيز مواهبه ومهاراته، ولكن النوم المتأخر والاستيقاظ المتأخر سوف يؤثر على نظام اليوم ويصعب القيام بأي أنشطة.
خلل الجهاز المناعي
نتيجة عدم النوم جيدا، تحدث اضطرابات في وظائف الجهاز المناعي، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المختلفة.
طرق للمساعدة للنوم مبكرا
الاستيقاظ مبكرا: عندما يعتاد الطفل على الاستيقاظ مبكرا في الصباح، فإنه لن يستطع مقاومة النوم في وقت مبكر ليلا.
ينصح بتوفير الإضاءة الطبيعية داخل غرفة الطفل في الصباح، فهذا سيساعده في الاستيقاظ سريعا والشعور بالنشاط.
مشاركة الطفل لوقت نومه: لا يمكن إقناع الطفل بالنوم مبكرا وهو يجد كل أفراد الأسرة مستيقظين من حوله، ولذلك يجب أن يقوم الوالدان بمشاركة الطفل في وقت نومه، فهو شيء صحي لجميع أفراد الأسرة.
تهيئة أجواء النوم: وذلك من خلال إطفاء الأنوار أو جعلها خافتة، مع إيقاف أي أصوات أو مصادر إزعاج للطفل، تحديد موعد يومي للنوم: ليعتاد الطفل على النوم في هذا الوقت، وتتأقلم الساعة الداخلية على الشعور بالنعاس في هذا الموعد يوميا.
تطبيق روتين النوم يومياً: فمع الانتظام على روتين النوم اليومي ستكون مهمة النوم سهلة ويتمثل روتين النوم في أخذ حمام دافئ وغسل الأسنان وتناول كوب الحليب الدافئ وقصة ما قبل النوم.
قيام الطفل بأنشطة مختلفة: ويكون هذا في النصف الأول من النوم، حيث يساعد هذا في إخراج الطفل الطاقة الموجودة بداخله نهارا، ويميل إلى الراحة والهدوء ليلا، تجنب تحفيز الأنشطة قبل النوم: لأنها يمكن أن تزيد من نشاط الطفل، مثل الألعاب الحركية أو مشاهدة التلفاز والجلوس أمام الأجهزة اللوحية.
تجنب بعض الأطعمة والمشروبات قبل النوم: فهناك أطعمة دسمة تسبب الشعور بتقلصات المعدة وآلام البطن والغازات، مما يعوق نوم الطفل بطريقة طبيعية، كما لا ينصح بتناول الطفل المشروبات التي تحتوي على منبهات لأنها ضارة بصحة الطفل وتسبب الأرق واضطرابات النوم.
اضف تعليق