يتمتع الزعفران الذي يعد من أغلى التوابل في العالم، بفوائد طبية كبيرة، تتراوح بين تحسين المزاج وصولا إلى مكافحة السرطان، وإلى جانب استخداماته في الطبخ لإضفاء نكهة مميزة على اللحوم والأرز والحلويات، فإن للزعفران فوائد صحية عديدة أثبتتها أبحاث ودراسات طبية...
يتمتع الزعفران الذي يعد من أغلى التوابل في العالم، بفوائد طبية كبيرة، تتراوح بين تحسين المزاج وصولا إلى مكافحة السرطان، وإلى جانب استخداماته في الطبخ لإضفاء نكهة مميزة على اللحوم والأرز والحلويات، فإن للزعفران فوائد صحية عديدة أثبتتها أبحاث ودراسات طبية.
تتوفر في الزعفران مركبات تعمل مضادات للأكسدة، مثل كيمبفيرول وكروسين وسافرانال، والتي لها تأثير إيجابي في تخفيف الاكتئاب وتحسين الحالة المزاجية، فضلا عن أهميتها في تقوية الذاكرةـ كذلك تعد مضادات الأكسدة بالغة الأهمية في القضاء على الالتهابات والخلايا السرطانية.
وأثبتت دراسة علمية أن الزعفران يقتل الخلايا السرطانية التي تصيب القولون وتكبح نموها وانتشارها، كما ذكر بحث طبي أن الكروسين يجعل الخلايا السرطانية أكثر تجاوبا للعلاج الكيميائيـ وطبقا لدراسات فإن للزعفران تأثيرا إيجابيا على الرغبة الجنسية، حيث يساعد تناول هذا النوع من التوابل على زيادتها عند الرجال والنساء.
ويعد الزعفران مفيدا بالنسبة لمن يسعى لتخفيف وزنه، إذ إنه يكبح الشهية ويبعث لدى الشخص الشعور بالامتلاء والشبع، فضلا عن تسريع عملية حرق الدهون، ونظرا لمساعدته في رفع الحالة المزاجية، فإن الزعفران يجعل الشخص لا يفكر في تناول الأطعمة بشكل مبالغ فيه، وهو أمر شائع لدى من يعاني من الاكتئاب.
ومن الفوائد الطبية الأخرى التي يعتقد العلماء بأن الزعفران يوفرها، أنه يخفض احتمالات الإصابة بأمراض القلب، من خلال تقليل نسبة الكوليسترول في الدم، ومنع انسداد الشرايين، ويخفض الزعفران أيضا من مستويات السكر في الدم، ويزيد من حساسية الجسم للأنسولين، كما يحسّن من قدرة الإبصار عند البالغين، هذا إلى جانب تقوية ذاكرة المصابين بألزهايمر.
ويعتبر الزعفران من التوابل المفيدة لصحة الجسم، وكذلك للناحية الجمالية، فهو يحتوي على العديد من العناصر الغذائية الضررية، وأيضا الفيتامينات والمعادن والمواد التي لها دور كبير في الوقاية من الأمراض، وتحقيق مستوى جيد من المناعة التي تحمي الجسم من المشاكل.
يفيد الزعفران القلب من خلال العمل على تقليل الكوليسترول الضار في الجسم، وأيضا يعالج مشكلة ضغط الدم المرتفع، وله تأثير إيجابي في التخلص من اضطراب النوم ومشكلة الأرق، ويعطي الجسم حيوية ونشاطا تخرجه من حالة الاكتئاب والكسل والوخم.
يعتبر الزعفران من التوابل مرتفعة السعر، ويتميز بالمذاق اللذيذ الذي يضيفه إلى الأطعمة، ويتميز أيضا بالنكهة المعروفة واللون المتفرد، والزعفران الأحمر صاحب الملمس اللين من أحسن الأنواع على مستوى العالم، كما يصنع من الزعفران أفضل باقات الورود، ويتم استخراج توابل الزعفران من الزهرة نفسها.
يستعمل مسحوق الزعفران في علاج الكثير من الأمراض بما فيها النفسية، فهو مصدر جيد للكثير من المواد والمركبات المضادة للأكسدة، التي تحارب الجذور الحرة وتأثيراتها السلبية على كل أعضاء الجسم، وتضيف الحيوية والنشاط للخلايا والجسم.
نتناول في هذا الموضوع فوائد الزعفران في الجوانب الصحية والغذائية والجمالية، إضافة إلى بيان نتائج بعض الدراسات الحديثة التي كشفت بعض مميزات هذه العشبة، وطرق استخدامها والأمراض التي تسهم في علاجها.
القلب والجهاز التنفسي
يعتبر الزعفران من أفضل الأعشاب والتوابل للجسم والصحة العامة، ولذلك يرتفع ثمنه عن بقية التوابل بشكل ملحوظ، وهو مصدر الكثير من المواد والمركبات الطبيعية من الكاروتينويدات، والتي تعطي الزعفران لونه المعروف.
ويتميز الزعفران أيضا باحتوائه على كمية كبيرة من المركبات القابلة للذوبان ومنها بيتا كاروتين والزياكسانثين أو لليكوبين ألفا كاروتين، إضافة إلى أنه مصدر جيد لحمض الفوليك والكالسيوم والبوتاسيوم والنحاس وفيتامينات كثيرة.
يسهم الزعفران في تقوية وتعزيز أداء وصحة القلب، من خلال التحكم في معدل الكوليسترول في الجسم وضبط ضغط الدم المرتفع، نتيجة وجود كمية كبيرة من المواد المضادة للأكسدة والالتهابات، وهي مميزات تساعد على منع ترسب وتراكم البلاك على الأوعية الدموية والشرايين، وهو ما يعطي الدورة الدموية القوة والتدفق الجيد، وتقوية المناعة والتغذية السليمة ووصول الأكسجين إلى كل أعضاء الجسم.
ثبت أن الزعفران له دور كبير في علاج مرض الربو وتخفيف التهاب الرئة، لأنه يعمل على زيادة مرور الهواء إلى الرئتين بشكل جيد، وهو ما يقلل من الإصابة بنوبات الربو والأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي، والوقاية من أمراض البرد والسعال.
الاكتئاب والجهاز الهضمي
أثبتت دراسة أمريكية حديثة، قدرة الزعفران على علاج الاكتئاب، حيث اتضح من خلال البحث توافر العديد من الفوائد للأشخاص الذين يعانون حالات الاكتئاب المزمن، نتيجة وجود خصائص إيجابية في الزعفران، تعمل على تحسين المزاج العام.
ويحتوي الزعفران على الكاروتينات وفيتامين «ب» وبالتالي تعمل على ارتفاع معدل هرمون السيروتونين الذي يعد مضادا لمشكلة الاكتئاب، ويمكن تناول ما يقرب من 20 مليجرام سواء في الأطعمة المختلفة أو إضافتها إلى العصير والحليب، فهذه الكمية كفيلة بتحسين المزاج العام والتخلص من الاكتئاب والكسل والوخم.
يخفف تناول الزعفران من مشكلة الحموضة بشكل كبير، لذلك فهو مفيد للغاية للجهاز الهضمي، فهو يقوم بتخليص الجسم من الغازات والانتفاخات، ويعالج اضطرابات الجهاز الهضمي ويمنع تقلصات المعدة، وذلك من خلال تناول كوب واحد من شاي الزعفران وتحليته بملعقة من العسل.
يسهم الزعفران في علاج مشكلة الأرق واضطرابات النوم، لأنه يحتوي على خواص المهدئات ويعمل على توفير حالة من الاسترخاء والراحة، ويفضل تناول شاي الزعفران باللبن قبل الخلود إلى النوم، حتى يحصل الشخص على حالة النوم العميق المريح لكل أعضاء الجسم .
يصف بعض الأطباء الزعفران للنساء اللاتي يعانيم آلام الدورة الشهرية، لأنه يستعمل كعلاج آمن للتقليل من أعراض مشكلة متلازمة ما قبل الحيض، والتي تتمثل في التقلصات المؤلمة في البطن ووجع شديد في أسفل الظهر وانتفاخات مستمرة وتقلبات في المزاج، إضافة إلى النزيف الذي يصاحب الدورة الشهرية، وتهيج في البشرة وظهور حب الشباب.
وتناول 20 مليجرام من خلاصة الزعفران كفيل بالتخلص من هذه الأعراض السابقة ومعالجة مشاكل الدورة الشهرية، ويمكن تناول كوب من اللبن المضاف إليها هذه الكمية من الزعفران لتحقيق هذه النتائج الجيدة.
الحمل والسرطان
يعتبر الزعفران من الأعشاب المفيدة للسيدات الحوامل، والسبب أنه يساعد على تدفق الدم بصورة كبيرة، نتيجة ارتفاع كمية هرمون السيروتونين في الجسم أثناء فترات الحمل، ولذلك ينصح الخبراء بتناول فنجان من شاي الزعفران مرة واحدة على مدار اليوم، للتخلص أيضا من حالة الغثيان التي تصيب الحوامل، وتوفير تغذية سليمة للجنين.
يتميز الزعفران باحتوائه على خصائص مضادة للالتهابات، فهو فعال للتخلص من أنواع كثيرة من الالتهابات التي تصيب الجسم باستمرار، وخاصة التي تصيب العضلات والمفاصل، حيث يعمل على تخليص الجسم من ترسبات حمض اللبنيك.
يعمل الزعفران على تخليص اللثة والفم من المشاكل والالتهابات، وتعزيز صحة الفم عموما، فهو مقوي عام للثة ويقضي على الشعور بالألم والتقرحات في اللسان والفم.
يقلص الزعفران من فرص الإصابة بأمراض السرطان، نتيجة وجود بعض المركبات المهمة مثل الكورسين والكاروتينات بجانب خواصه المضادة للسرطان، ويمنع الإصابة بسرطان المبايض والكبد والقولون، ويقاوم نمو الخلايا السرطانية ويحد من انتشارها.
يقي الزعفران من حدوث مرض فقر الدم، لأنه مصدر غني بالحديد، الذي يعمل على زيادة إنتاج الهيموجلوبين في الدم، كما يعمل على تقوية جهاز المناعة بصورة جيدة، بسبب وجود معادن المنجنيز والبوتاسيوم والسيلينيوم والكالسيوم والنحاس والحديد والمغنسيوم والزنك، إضافة إلى فيتامين «سي» المفيد للمناعة، ولذلك فهو يحمي الجسم من أمراض كثيرة.
البشرة والشعر
يعتبر الزعفران من الأعشاب التي تسهم في تجميل البشرة والشعر والحصول على مميزات كبيرة من أجل خلق حالة من الجاذبية والتألق، فيعتبر الزعفران مصدر جيد لبعض الفيتامينات الضرورية للبشرة والشعر، ومنها فيتامين «أ» وأيضا «ب» و«سي»،إضافة إلى قدرته الكبيرة على تفتيح البشرة. ويتحقق ذلك من خلال إضافة اللبن إلى الزعفران مع ملعقة من الليمون، ويتم وضع هذا المزيج على المكان المراد تفتيحه من الجسم، ويترك مدة تصل إلى 25 دقيقة ثم يغسل للحصول على نتيجة جيدة، ويمكن تكرار هذه الطريقة 4 مرات في الأسبوع للحصول على نتيجة أفضل ولمدة 3 أشهر.
يستخدم الزعفران للحصول على بشرة جذابة ومتوهجة، من خلال عمل قناع من 3 ملاعق من اللبن مضاف إليه القليل من الزعفران مع ملعقة من خشب الصندل، ويوضع هذا القناع على الوجه فترة تصل إلى 30 دقيقة، وبعدها يتم شطفه بالماء الفاتر، ويفضل تكرار هذه الطريقة 3 مرات على مدار الأسبوع ولمدة 3 أسابيع، للحصول على بشرة متوهجة وجذابة وخالية من العيوب.
يعمل الزعفران على التخلص من مشكلة فقدان الشعر وتساقطه، وينصح البعض باستخدامه كعلاج لحالات الصلع، لأنه مفيد للشعر باحتوائه على الكثير من المواد والفيتامينات المهمة لتغذية الشعر وتخليصه من المشكلات الكثيرة، مثل قشرة الشعر.
يتم ذلك من خلال مزج ملعقة من الزعفران مع نصف كوب من اللبن ونبات عرق السوس، ثم وضع هذا الخليط مباشرة على أماكن فقدان وتساقط الشعر أو مكان الصلع، كما يمكن دهان فروة الرأس كلها للتخلص من مشكلة تساقط الشعر وتقصفه وضعفه والحصول على شعر قوي ينمو بصورة جيدة.
العين والإدراك
تشير دراسة أسترالية حديثة إلى أن الزعفران يساهم في تحسين صحة العيون، واكتشف الباحثون أن هذا العشب له قدرة كبيرة على تقوية النظر وتعزيز وظائف العين، كما يعمل على تقليل حالات فقدان البصر المتعلق بمشكلة الضمور البقي وكذلك التقدم في السن.
وكشفت الدراسة أن الزعفران يحتوي على خصائص تحدث تغيراً في الجينات المسؤولة عن التحكم في الأحماض الدهنية، ما ينعكس على وظائف ومرونة نسيج العيون، كما يحمي خلايا الشبكية والعين عموماً من التلف.
وثبت أن الزعفران يقي العين من الإصابة بمرض التنكس والتهاب الشبكية، وتنصح الدراسة بتناول مشروب شاي الزعفران لحماية وتقوية أداء العين بصورة جيدة، ويمكن أيضاً تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على هذا العشب، ولكن بعد مناقشة طبيب العيون حول هذا الأمر.
وتوصلت دراسة أمريكية جديدة إلى أن الزعفران يساعد على تقوية القدرات الإدراكية وقدرة التعلم والمعرفة والتركيز، ويرفع من معدل الذكاء ويقوي الذاكرة، وكل هذه المميزات تؤدي إلى الحماية من الإصابة بأمراض الزهايمر والخرف، والتي تهاجم الكثير من الأشخاص في الآونة الأخيرة.
تبين من خلال نتائج الدراسة أن تناول فنجان واحد من شاي الزعفران يومياً، يعمل على تقوية الذاكرة وزيادة القدرات المعرفية والإدراكية عموماً، وأثبتت الدارسة أن هذا العشب يعمل على منع ترسب البروتين المضر وهو أميلويد على خلايا المخ، وهو البروتين الذي يتوفر لدى مرضى الزهايمر والخرف.
معالجة كوفيد ـ 19
في عام 1873 كان العالم الشهير بالآثار المصرية الألماني غيورغ إيبرز، يجوب منطقة الصعيد عندما وقع على كنز ثمين في متجر للتحف كان يتردّد عليه خلال زياراته وتفقدّه الحفريات التي كان يشرف عليها في تلك المنطقة. والكنز كان كناية عن برديّة ملفوفة عمرها 3500 سنة وطولها 19 متراً مخطوطةٌ عليها كل المعارف الطبية والعلاجات التي كانت متداولة على عهد الفرعون أمينوفيس من السلالة التاسعة عشرة.
اشترى إيبرز البرديّة وأرسلها فوراً إلى جامعة «لايبزيغ» التي كان يدرّس فيها وحيث لا تزال المخطوطة محفوظة إلى اليوم وعلى متنها شروحات مفصّلة لأكثر من 80 مرضاً مع علاجاتها التي من بينها الزعفران الذي كان يُستخدم لمداواة الالتهابات الحادة ويعلّق عليه باحثون اليوم آمالاً كبيرة في علاج المصابين بـ«كوفيد – 19».
وقد بيّنت نتائج عدة دراسات أُجريت في الولايات المتحدة وكندا وإسبانيا واليونان وجنوب أفريقيا على 4 آلاف مصاب بفيروس «كورونا» المستجدّ أن تناول هذه المادة في المراحل الأولى من الإصابة بالوباء يخفّض بنسبة 25% من حاجتهم للعلاج في المستشفيات. كما بيّنت هذه الدراسات أن مادة «كولشيسينين» تحدّ من الحاجة لأجهزة التنفسّ الصناعي بنسبة 50% وتخفّض معدّل الوفيّات الناجمة عن «كوفيد - 19» بنسبة 44%. ولا تزال هذه الاستنتاجات في انتظار مراجعة مستقلّة قبل نشرها في الدوريّات العلميّة.
ويقول الإخصائي في أمراض القلب والجهاز التنفسّي بمستشفى مدريد الجامعي خوسيه لويس لوبيز، وهو الذي أشرف على البحوث في الفرع الإسباني لهذه الدراسة: «النتائج كانت مذهلة وآمالنا كبيرة في أن تساعد هذه الخطوة على الاقتراب من علاج نهائي لـ(كوفيد – 19)، يضاف إلى ذلك أن تكلفة هذا العلاج زهيدة لا تتجاوز 3 يوروات لفترة شهر كامل».
منذ 3500 عام كان أطباء الفراعنة يداوون الالتهابات بالزعفران البرّي، وفي القرن السادس قبل الميلاد كان الطبيب البيزنطي الشهير إسكندر التريسي يداوي به داء النقرس، وإلى اليوم ما زالت مادة «كولشيسينين» هي العلاج الأساس لهذا النوع من التهابات المفاصل. وجاء في فصل «خصائص العقاقير» من موسوعة «فردوس الحكمة» التي وضعها الطبري في القرن التاسع أن «الزعفران هو أنجع عقار لمداواة الالتهابات الحادة». وثمّة إجماع اليوم في أوساط الباحثين على أن هذه المادة المعروفة بفاعليتها ضد الالتهابات، تساعد على احتواء العاصفة البروتينية التي تظهر عند بعض المصابين بـ«كوفيد» وغالباً ما تؤدي إلى الوفاة.
وتستند هذه الدراسة إلى تجارب سريرية أُجريت على أربعة آلاف مصاب بفيروس «كورونا» المستجدّ تجاوزوا الأربعين من العمر ومصابين بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكّري وأمراض القلب. وكانوا جميعاً يتناولون حبّة واحدة من «كولشيسينين» كل يوم طوال شهر في منازلهم.
ويقول اختصاصي الأمراض القلبية في جامعة مونتريال والمشرف على هذه الدراسة العالمية جان كلود تارديف: «إن (كولشيسينين) هو أول علاج في العالم عن طريق الفم يمكن أن يمنع حدوث المضاعفات الخطيرة التي تنشأ عن الإصابة بـ(كوفيد – 19)».
والمعروف أن الأوساط العلمية عموماً تقارب هذه الدراسات بكثير من الحذر قبل مراجعتها ونشرها في الدوريات الرصينة، خصوصاً بعد الفشل الذريع الذي رافق النظريات التي شاعت مؤخراً حول «ريمديسيفير» و«الهايدروكسي كلوروكين». لكن الخبير الفيروسي الإيطالي ألبرتو تشيكو، الذي لم يشارك في هذه الدراسة، يعرب عن تفاؤله بنتائجها ويقول: «منذ قرون يلجأ الطب إلى هذه المادة التي تحمل دائماً مفاجآت سارة. ولا ننسى أن نفس الفريق كان قد نشر دراسة مراجعة في عام 2019 تبيّن أنها تساعد على التعافي من النوبة القلبية بفضل قدرتها على احتواء الالتهابات».
ويضيف تشيكو الذي دعا إلى الإسراع في مراجعة هذه الدراسة ونشرها: «نعرف أن الأدوية الكورتيزونية هي الأكثر فاعلية حتى الآن في علاج المرضى بكوفيد، ومن الطبيعي أن ينجح في علاجهم أيضاً دواء آخر مضاد للالتهابات يعمل بطريقة أخرى. (كولشيسينين) هو أشبه بإطفائي يحارب ألسنة النار التي ترافق عادةً فيروس (كورونا)، والتي تكون أحياناً أشد خطورة من الإصابة ذاتها».
ويقول الإخصائي في العلوم الوبائية تشارلز ريتشارد من جامعة دبلن: «رائعة هي النتائج التي تقدّمها لنا دراسة فريق الدكتور تارديف الذي يتمتّع بصدقية عالية، ولا شك عندي في أن البيانات التي اطّلعنا عليها اليوم سوف تؤكدها مراجعة النظراء قريباً ونراها منشورة في الدوريات العلمية». لكن ريتشارد يحذّر من مغبّة تناول هذا الدواء من غير إشراف الأطباء بسبب تضاربه مع علاجات أخرى.
مرضى السكري
الزعفران أحد أغلى أنواع الأعشاب في العالم، ويعرف أنه غني أيضاً بالعناصر الغذائية والمضادات المختلفة التي ترفع من قيمته كذلك، وكثير من البحوث الطبية أكدت فوائده الجمة للحصة العامة، وفيما يتعلق بالأمراض المزمنة التي تزداد نسب الإصابة بها سنوياً في العالم ومنها مرض السكري، وجدت الدراسة التالية أن للزعفران تأثير في مرض السكري، إليكم التفاصيل.
يمتلك الزعفران محتوى عالي من المضادات الحيوية المتنوعة ومنها مضادات الالتهاب والتي أفادت دراسة طبية حديثة، بأن خصائص الزعفران المضادة للالتهابات قد تساعد في تحسين الحالة المرضية لمرضى السكري، حيث إنه من المعروف أن مستخلص الزهرة يخفض نسبة السكر في الدم وضغط الدم.
وأوضحت الدراسة الحديثة، التي أجريت في كلية الطب جامعة "واشنطن"، أن هذه التأثيرات يمكن أن تؤدى إلى تعزيز خصائص سكر الدم، وعلاجات وأدوية ضغط الدم، لذلك يجب استشارة الطبيب المعالج للتأكد من أنها آمنة للاستهلاك.
يرى الباحثون، أن هناك العديد من المكونات النشطة الموجودة في الزعفران والتي ترتبط بتقليل تأثير مرض السكر وتأتى في مقدمة هذه المكونات، مركبات "السفرانال"، "الفلافونويد "، والكروستين"، و"كروسين" التي تتمتع بخواص مضادة للأكسدة تعمل على تقليل الالتهابات.
ويشير الباحثون إلى أن مركب "الكروسيتين" قادر على زيادة حساسية الأنسولين، مما يمكن الجسم من التحكم بشكل أفضل في مستويات الجلوكوز في الدم، ويمكن أن يكون ذلك يفيد للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، حيث يصبح الجسم مقاومًا للأنسولين، وهو الهرمون الذي يتحكم في تخزين الجلوكوز، ينجم مرض السكري عن مجموعة من الحالات الطبية التي يكون فيها الجسم غير قادر على التحكم في مستويات السكر في الدم ، كما يمكن أن يتسبب ذلك في تلف بعض الأعضاء، مثل العينين، كذلك، تم ربطه بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي الأخرى مثل أمراض القلب.
4 علامات لاكتشاف الزعفران المغشوش
إضافة قليل من شعيرات الزعفران المذاب في الماء، يمكن أن تضفي على الوصفات التقليدية مذاقا شرقيا مميزا، ولم لا؟ فالزعفران أغلى أنواع التوابل في العالم حيث تبلغ تكلفة رطل واحد (450 جرامًا) ما بين 500 إلى 5000 دولار أميركي.
تزرع أزهار الزعفران في الصيف، وتصبح جاهزة للحصاد من منتصف إلى أواخر الخريف. يجب قطف الأزهار باليد قبل شروق الشمس أو بعدها مباشرة حتى لا تتضرر من الحرارة المباشرة من الشمس، الزهور حساسة للغاية، ويعتقد العديد من المزارعين أن الجني الميكانيكي يضر بها ويفسدها.
كل زهرة تنتج 3 شعيرات (خيوط) فقط من الزعفران. بمجرد حصاد الأزهار، يجب قطف الشعيرات وتجفيفها لمدة 12 ساعة تقريبًا. ويستهلك إنتاج كيلوغرام واحد من توابل الزعفران ما بين 15 ألفا إلى 16 ألف زهرة. ويحتاج إلى 5 من العمال، إذ يستغرق إنتاج هذه الكمية بين 370 و470 ساعة عمل.
والسبب في ارتفاع سعره هو طريقة الحصاد كثيفة العمالة، مما يجعل الإنتاج مكلفًا للغاية، حيث يتم حصاد الزعفران يدويًا من زهرة الزعفران السوسني Crocus sativus.
وتعود نشأة الزعفران في اليونان، حيث كان يحظى بالاحترام لخصائصه الطبية، إذ يأكل الناس الزعفران لتعزيز الرغبة الجنسية، وتحسين الحالة المزاجية، وتقوية الذاكرة، ولكن للزعفران فوائد صحية أخرى تستحق أن نلقي الضوء عليها.
اختبار الزعفران المغشوش
بمجرد أن يعرف الكثيرون عن فوائد الزعفران، يسارعون إلى شراء الزعفران من مصادر غير موثوقة من الإنترنت وبعض الباعة المجهولين، لذا يجب التحقق أولا من الزعفران وشرائه من جهة موثوقة، فيما يلي مجموعة من الطرق لاختبار جودة الزعفران:
اختبار الماء البارد
خذ بعض شعيرات الزعفران وضعها فوق كوب شفاف مملوء بالماء البارد. سيطلق كل من الزعفران النقي والمتغير بعض ألوانه في الماء، لكن الاختلاف هو أن الزعفران النقي لن يطلق الكثير من الألوان على الفور. مع الزعفران النقي، ستلاحظ أن الخيوط تطلق ببطء صبغة ذهبية. قد يستغرق الأمر حوالي 10-15 دقيقة حتى يتحول لون كوب الماء إلى اللون الأصفر تمامًا.
من ناحية أخرى، فإن اللون الأحمر الغامق في الماء ليس علامة جيدة، فأنت تريد لونًا أصفر ساطعًا. إذا رأيت لونًا أحمر عميقًا في الماء، فمن المحتمل أن يكون الزعفران مغشوشا. من الأفضل عدم استخدام هذا المنتج لأنه يحتوي على الأرجح على مواد كيميائية ملوّنة ضارة.
شيء آخر يجب ملاحظته هو أن شعيرات الزعفران يجب ألا تفقد ألوانها الحمراء، بينما تتحول خيوط الزعفران المغشوشة إلى اللون الأبيض بعد فترة قصيرة من الزمن.
افرك خيوط الزعفران بأصابعك
بعد نقع خيوط الزعفران في الماء البارد لبضع دقائق، افرك الخيوط بإصبعين للخلف وللأمام عدة مرات. لن تتفكك خيوط الزعفران النقي، في حين أن الزعفران المغشوش سوف يتفتت أو يتحول إلى تراب أو سائل.
تذوقه
هناك طريقة أخرى للتحقق من جودة الزعفران وهي وضع خيوط من الزعفران في الفم. إذا كنت تشعر بطعم حلو، فهو زعفران مزيف منخفض الجودة، تذكر أن رائحة الزعفران عالي الجودة قوية، ولكن لا طعم لها أبدًا.
استخدم صودا الخبز
يمكنك مزج الزعفران وصودا الخبز في كوب صغير مملوء بالماء. إذا كان الخليط في النهاية أصفر، فهو زعفران نقي.
اضف تعليق