q
قد يكون هناك فرق بين العمر الزمني العمر التقويمي الخاص بنا المحسوب من يوم ولادتنا والعمر البيولوجي الذي يتزامن فيه جسمنا وظيفيًا، أولئك الذين يعتنون بأجسادهم ويتبنون نظامًا غذائيًا صحيًا قد يكون لديهم عمر بيولوجي أصغر بكثير من عمرهم الحقيقي، في حين أن أولئك الذين يقودون نمط حياة عكسي يبدون أكبر سناً منهم...

لا يكشف العمر الحقيقي للشخص إلا عن القليل بشأن الحالة الصحية والأداء الجسدي العام. لكن يوجد هناك تقييم آخر يمكن من خلاله التعرف على العمر البيولوجي؟ فهل تعرف ما هو عمرك البيولوجي؟

في الكائنات الحية المعقدة مثل الإنسان، من الطبيعي أن تحدث عيوب أو تلف في الخلايا أو الأنسجة. في المراحل المبكرة من الحياة، يكون الجسم عادة قادرًا على تعويض هذه العيوب أو حتى إصلاحها. ولكن مع تقدم العمر، يصبح هذا الأمر أكثر صعوبة. والنتيجة: تدهور تدريجي في الخلايا والأنسجة، ما يؤدي إلى فقدان الوظائف الجسدية والعقلية بمرور الوقت، وتختلف السرعة التي تحدث بها عملية الشيخوخة من شخص لآخر. لذلك يمكن أن يكون للأشخاص في نفس العمر أعمار بيولوجية مختلفة للغاية.

هذا وتعتبر الشيخوخة مسألة وراثية محددة سلفاً. لكن العديد من التأثيرات الأخرى تلعب دورًا رئيسياً - مثل العوامل البيئية ونمط الحياة الفردي وظروف المعيشة. وبشكل أو بآخر يمكن مواجهة الشيخوخة. كما يمكنك معرفة ما إذا كنت قد نجحت حتى الآن في هذا الأمر أم لا، وكيف نجحت في ذلك، من خلال حساب عمرك البيولوجي بشكل تقريبي.

يمكن أن يختلف العمر البيولوجي بشكل كبير حتى بين الشباب. فقد كشفت إحدى الدراسات أن تأثيرات هذه الاختلافات كانت واضحة بالفعل لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 26 عامًا، إذ كانوا أقل قدرة جسدية وكفاءة عقلية من أقرانهم من ذوي العمر البيولوجي الأدنى من. كما أظهرت الفحوص أيضًا وجود تغيرات في الدماغ تشير إلى الشيخوخة، وكانوا في حالة صحية أسوأ، بالإضافة إلى كون مظهرهم الخارجي أكبر سناً من أقرانهم.

لذلك، من المهم معرفة العمر البيولوجي للفرد، الذي يسمح بالخروج باستنتاجات حول حالتنا الحالة الصحية واللياقة البدنية والعقلية. وإذا لزم الأمر، يمكّن ذلك من اتخاذ التدابير الوقائية في الوقت المناسب حتى يكون التقدم في السن مصحوباً بأكبر قدر ممكن من الصحة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض التي تحدث بشكل متكرر في سن الشيخوخة، مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية ومرض الزهايمر ومرض باركنسون، أو العديد من أنواع السرطان.

التركيز على الخيارات الصحية كأسلوب حياة من شأنه تعزيز الصحة البدنية والعقلية بل وطول العمر. ينصح الخبراء باتباع عدة خطوات بسيطة لتفادى أمراض الشيخوخة والتمتع بصحة جيدة. إذ أنهم يحذرون من الإكثار من تناول الحلوى، مشيرين إلى أن السكر يزيد أيضا من عمر البشرة ويؤدي لفقدان مرونتها وحيويتها.

لم يتم التوصل بشكل قاطع إلى أفضل طريقة لحساب العمر البيولوجي، إذ عادةً ما يتم استخدام العديد من المؤشرات الحيوية - مثل وظائف الرئتين والكلى والقلب، والقيم الناتجة عن تحاليل الدم المختلفة وضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم ونسبة الخصر إلى الورك وصحة اللثة وكثافة الأجسام المضادة ضد فيروسات معينة وحالة الحمض الوراثي (DNA).

من خلال نتائج هذه الاختبارات، يمكن تحديد العمر البيولوجي تقريبًا. كما تفيد هذه النتائج في معرفة ما إذا هنالك حاجة للقيام بشيء ما لتحسين الحالة الصحية والنفسية، وكيفية القيام به. إضافة إلى ذلك، فإن معرفة العمر البيولوجي تساهم في تحسين جودة الحياة وزيادة فرص العيش لفترة أطول بصحة جيدة.

ما هي العوامل التي تحدد العمر البيولوجي للانسان؟

قد يكون هناك فرق بين العمر الزمني (العمر التقويمي الخاص بنا المحسوب من يوم ولادتنا) والعمر (البيولوجي) الذي يتزامن فيه جسمنا وظيفيًا، أولئك الذين يعتنون بأجسادهم ويتبنون نظامًا غذائيًا صحيًا قد يكون لديهم عمر بيولوجي أصغر بكثير من عمرهم الحقيقي، في حين أن أولئك الذين يقودون نمط حياة عكسي يبدون أكبر سناً منهم.

عندما نفحص الأفراد في نفس الفئة العمرية، على سبيل المثال الذين تتراوح أعمارهم بين 60-65، نرى أن بعضهم يعاني من أمراض مزمنة أو إعاقات يتم ملاحظتها بشكل متكرر في هذه الفئة العمرية.

بعضهم لديه خصائص الأفراد في الفئة العمرية الأصغر بترتيب زمني، يمكننا أيضًا التعبير عن الاختلاف بين العمر الزمني والعمر البيولوجي بمصطلح آخر وهو "هامش الاستهلاك الفسيولوجي".

أهم العوامل التي تحدد العمر البيولوجي والتي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتالي هي: منطقة الإقامة.

عادات الأكل، نمط النوم، عادات التمرين، مقدار التدخين، الحالة العاطفية ومستوى التوتر،

لكي تبقي عمرك البيولوجي صغيرًا يمكنك أن تتبع النصائح التالية: امتنع عن تناول المقليات:

تخلق النظم الغذائية طويلة المدى من جانب واحد بيئة من الدمار نسميها "التقويضية"، بهذه الطريقة، بدلاً من تقليل الهدف الرئيسي للأنسجة الدهنية، يمكننا أن نتسبب في فقدان العضلات وارتشاف العظام.

في النظام الغذائي الصحي، يجب أن نستهلك "الكربوهيدرات عالية الجودة" التي لا تزيد نسبة السكر في الدم والأنسولين بسرعة (أي انخفاض مؤشر نسبة السكر في الدم) بمعدل 50-60٪ يوميًا.

الأطعمة الغنية بالبروتينات بنسبة 30٪ والأطعمة الغنية بالدهون غير المشبعة بنسبة 10-20٪، واستهلاك الخضار والفواكه الطازجة، وهي مصادر الألياف والفيتامينات والمعادن.

يوصى باستهلاك 2-2.5 لتر من الماء يوميًا، بينما يجب تجنب الأطعمة المعالجة والسكرية والمشروبات الغازية والمنتجات المقلية، مثل هذا النظام الغذائي سيبقي الشخص شابًا بيولوجيًا.

المشي لنصف ساعة: عاداتنا تحدد أسلوب حياتنا، من ناحية أخرى تبدأ العادات في التكون في سنوات الطفولة المبكرة، داخل الأسرة والمجتمع الذي ينمو فيه الفرد.

القواعد الذهبية للحياة الصحية بسيطة في الواقع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة والنوم المنتظم. تصحيح عاداتنا التي تمنع تنفيذها، والتحكم في العوامل التي في أيدينا، تضمن سنًا صحيًا لأنفسنا وللأفراد الذين نربيهم.

أولئك الذين يمارسونها، يرون أن المشي لمدة نصف ساعة في الهواء الطلق، خمسة أيام في الأسبوع، لا يحرق الدهون 'فحسب، بل يوفر أيضًا تحسينات في العديد من المجالات من ضغط الدم إلى مقاومة الأنسولين والقلق والاكتئاب.

تصحيح العادات اليومية: من أفضل الطرق المعروفة تقليل ساعات الجلوس أمام الشاشة، والحد من استهلاك الكحول ومنتجات التبغ، والمشاركة في الأنشطة العقلية والاجتماعية مثل قراءة كتاب أو لعب الشطرنج.

لا يمكن لكل فرد اتباع برنامج معياري، ولكن "الحياة الصحية" لا تعني فقط القيام بالتطبيقات بين ساعات معينة، بتردد معين، وبطريقة واحدة.

يوجد برنامج صحي مناسب لكل شخص، طول كل شخص، وزنه، أمراضه أو إعاقته، العمل، أوقات النوم، الأذواق وبالطبع الميزانية، من الضروري عمل برنامج مناسب لأسلوب حياة كل فرد.

ما هو سر اختلاف العمر البيولوجي عن العمر الحقيقي؟

في بحث تم إجراؤه في جامعة جنوب كاليفورنيا تب الكشف عن نتائج دراسة توضح السبب الذي يؤدي إلى اختلاف العمر البيولوجي عن العمر الفعلي للإنسان، وتتمثل في: أجريت الجامعة الدراسة على أكثر من 4 آلاف شخصًا يتجاوز عمره 75 عامًا، ونظرت في معدل التغيرات في الحمض النووي.

وفقًا لخبراء من الجامعة، فإن بعض الأشخاص يتقدمون في العمر بعنف لدرجة أن أجسادهم أكبر بـ 40 عامًا من أعمارهم الفعلية، في حين أن هناك أشخاصًا في الستينيات من العمر تقل أعمارهم عن عقود.

يعتقد الخبراء أن "التجارب الاجتماعية السلبية" يمكن أن تغير ملفك الجيني بطرق يمكن أن تؤثر سلبًا على صحتك لاحقًا.

في هذه الدراسة، نظر الباحثون في التغيرات اللاجينية، أو ما يعرف ب "علم التخلق"، وهو العلم المعني بدراسة التغيرات في الأنماط الظاهرية الجينية التي لا تحدث بسبب التغيرات في تسلسل "الحمض النووي" أو الوراثة اللاجينية.

أظهرت الدراسة أن: التغيرات اللاجينية يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كانت الجينات تعمل أم لا، ويمكن أن تؤثر على إنتاج البروتين في خلايا معينة بحيث يتم إنتاج البروتينات الأساسية فقط.

كشف الباحثون عن اعتقاد مفاده أن عملية الشيخوخة الأساسية هي اعتقاد أساسي يكمن وراء جميع النتائج الصحية المختلفة المرتبطة بالعمر، مثل التدهور المعرفي والمرض والعجز والضعف والموت.

استخدم الباحثون عينات دم الأشخاص واختبروها لقياس تغيرات الحمض النووي وذلك مقابل الساعات الجينية، ووجدوا أن هناك عوامل كثيرة قد تؤثر على العمر الجيني للشخص، ومنها التدخين، الإجهاد، والتلوث، والسمنة.

وخلص الخبراء إلى أن الجنس البشري، سواء أكان ذكرًا أم أنثى، يبطئ ساعة الشيخوخة بالنسبة للمرأة لمدة تصل إلى عامين، بينما تؤدي السمنة إلى تسريع العملية بما يصل إلى 18 شهرًا.

نظام ذكي لتحديد العمر البيولوجي للإنسان

يعكف باحثون على تطوير نظام، يعتمد النظام الصناعي، وتكون مهمته تحديد «العمر البيولوجي» للإنسان. ومعروف أن لدى الإنسان نوعين من الأعمار؛ الزمني الذي يتحدد بسنوات العمر، والبيولوجي الذي يتحدد بمدى حيوية الجسم، أو شيخوخته المبكرة.

ويقول العلماء إن العمر البيولوجي أهم من العمر الزمني لأنه يرتبط بشكل أقوى بطول العمر أو الهرم المبكر، ولهذا فإنهم يسعون إلى العثور على مؤشرات حيوية موثوقة للتنبؤ به، ويعكف باحثون في مؤسسة «إن سيليكوميديسن» للأبحاث الطبية (مقرها الولايات المتحدة)، على تطوير نظام لرصد هذه المؤشرات. وفي دراسة نشرتها مجلة «الخلية: توجهات في العلوم الصيدلانية»، قال الباحثون إنهم درسوا أنواع الساعات البيولوجية المرتبطة بالهرم العميق وإمكانات استخداماتها في العلوم الصيدلانية.

وقال الدكتور أليكس جافرونكوف مدير المؤسسة المشرف على الدراسة، إن «الإنسان قادر على الحدس بشكل جيد بالعمر البيولوجي لإنسان آخر عند رؤيته للصور أو مقاطع الفيديو أو استماعه إلى الصوت بل وحتى شمه الرائحة. ولذلك فإن نظم الذكاء الصناعي ذات التعلّم العميق بإمكانها أيضاً تحديد العوامل المهمة لتحديد العمر».

وأضاف أن الناس يبدون أكبر عمراً عند تعرضهم للمرض، وأن الطبيب المتمرس بمقدوره التعرف على الوضع الصحي لأي مراجع بالنظر إليه، ولذا فإن تطوير نظم ترصد العلامات الخاصة بالشيخوخة ستكون مفيدة للخبراء في مجال الرعاية الصحية والباحثين في الدراسات الصيدلة وشركات التأمين.

طريقة جديدة لتحديد العمر البيولوجي بدقة

تمكن علماء الأحياء الألمان لأول مرة من ابتكار طريقة لتحديد العمر البيولوجي بدقة بواسطة التعبير الجيني. أطلقوا عليها اسم BiT (ساعة الشيخوخة النسخية المزدوجة)، وتشير مجلة Aging Cell، إلى أن الشيخوخة البيولوجية، هي العامل الرئيسي لمعظم الأمراض، وانخفاض وظائف أعضاء الجسم، وفقدان تدريجي لفسيولوجية أنظمة الجسم.

وبالطبع، جميع البشر يتقدمون بالعمر بطرق مختلفة، ولكن العمر البيولوجي يمكن أن يختلف أحيانا وبشكل كبير عن العمر الزمني. لذلك يبحث العلماء دائما عن المؤشرات البيولوجية للشيخوخة، التي يمكن بمساعدتها تقدير العمر البيولوجي للجسم. لأن هذا مهم لتحديد العوامل الجينية والخارجية المؤثرة في عملية الشيخوخة، وعلى أساسها ابتكار طرق للتجديد وعلاج أمراض الشيخوخة.

ويذكر أن الطرق الحالية لتحديد العمر البيولوجي تعتمد بصورة أساسية على تحليل الحمض النووي، حيث مع التقدم بالعمر تتغير درجة المثيلة (ارتباط مجموعة الميثيل بجينات معينة). كما يتتبع العلماء ما يسمى بالتغيرات اللاجينية في الجينوم، أو مؤشرات الحمض النووي اللاجيني، وعلى ضوء النتائج يقدرون مستوى شيخوخة الجسم.

وقد استخدم الباحث في المعلومات الحيوية ديفيد ماير وعالم الوراثة بيورن شوماخر، من جامعة كولونيا، مجموعة الجينات التي تقرأ من الحمض النووي لصنع البروتينات. قبل هذا، لم يتمكن العلماء من ابتكار ساعة شيخوخة دقيقة على أساس النشاط الجيني، بسبب صعوبة الطريقة وغموض النتائج.

والآن استخدم الباحثان في تجاربهم ديدان Caenorhabditis elegans وهي نوع من الديدان الأسطوانية معروف عمر جيناتها بدقة. ومن خلال التلاعب بالعوامل الخارجية مثل الأشعة فوق البنفسجية، أو التغذية، راقب الباحثان كيفية تغير تعبير حوالي 1000 جين وإجمالي طول عمر الجسم، ويقول الباحث شوماخر، "لقد سمحت هذه العملية البسيطة، بتقدير العمر البيولوجي بدقة عالية قريبة من حدوده النظرية. ومن المهم جدا، أن ساعة الشيخوخة هذه تعمل حتى في فترة الشيخوخة، في حين كان من الصعب قياسها في السابق، بسبب زيادة تقلبات نشاط الجينات خاصة في الشيخوخة".

ويضيف، "بما أن طريقة BiT، تعتمد فقط على النشاط الجيني، لذلك يمكن استخدامها لتحديد العمر البيولوجي لأي جسم حي. لأن تحديد العمر البيولوجي مهم جدا لمعرفة تأثير البيئة والنظام الغذائي وعلاج الأمراض خلال مرحلة الشيخوخة. أي يمكن استخدام هذه الطريقة على نطاق واسع في دراسات علم الشيخوخة".

الكل يعرف عمره الزمني.. فماذا عن العمر البيولوجي؟

يتمتع بعض المسنين بصحة جيدة ومظهر شاب في حين يبدو بعض الشباب أكبر من عمرهم الحقيقي بعشرة أعوام، وهو أمر يحدده العمر البيولوجي للإنسان، فهل من طريقة للتأثير على هذا الأمر والحد من سرعة العجز؟

ظهور الشعر الأبيض والتجاعيد كلها من علامات التقدم في العمر الزمني، أما العمر البيولوجي للإنسان فيتأثر بعوامل أخرى ولا يرتبط بالضرورة بالعمر الزمني، وهو ما يظهر عند رؤية شخص في السبعينات من عمره يتمتع بصحة جيدة وقدرة على ممارسة الرياضة بشكل أكبر من شخص ثلاثيني أو أربعيني.

وبينما تهتم الدراسات غالبا ببحث أعراض وتأثيرات التقدم في العمر عند المسنين، ركز باحثون أمريكيون على دراسة العمر البيولوجي لمجموعة كبيرة من الأشخاص في الفئات العمرية المختلفة. واعتمدت الدراسة التي نشرتها دورية "بروسيدينجز" العلمية، على فحص الحالة الصحية والنفسية بشكل منتظم لـ 1937 شخصا في إحدى مدن نيوزيلندا منذ ولادتهم وحتى بلوغهم 38 عاما.

وطور الباحثون آلية لقياس سرعة العجز في أعضاء الجسم المختلفة من الكلى والرئة والكبد وجهاز المناعة كما ركزوا على التغيرات في معدل الكوليسترول وصحة الأسنان ووضع شرايين الدم خلف العين والتي تعد مؤشرا على حالة الشرايين الدموية في المخ. وبناء على هذه المعايير قام الباحثون بتحديد العمر البيولوجي للخاضعين للتجربة والذي تراوح بين 28 و 61 عاما. وقال المشرف على الدراسة، دان بيلسكي من جامعة ديوك الأمريكية: "علينا البدء في دراسة التقدم في العمر عند الشباب، إذا كانت لدينا رغبة في الحد من الأمراض المرتبطة بالعمر".

وخلصت النتيجة إلى أن معظم المشاركين في الدراسة تقدم عمرهم البيولوجي مرة كل سنة، في حين أن البعض كان يكبر بمعدل 3 سنوات بيولوجية في كل عام زمني. ولاحظ الباحثون أن سرعة التقدم في العمر البيولوجي تزيد لدى الأشخاص الذين تتجاوز سنهم الـ 38 عاما. وأظهرت اختبارات قياس نسبة الذكاء تراجعا لدى هذه الفئة وهو ما يشير إلى مخاطر الإصابة بالألزهايمر والسكتات الدماغية. واعتمد الباحثون في تحديد العمر البيولوجي أيضا على أقوال الخاضعين للدراسة أنفسهم حول معاناتهم من صعود الدرج مثلا أو شعورهم بتغير في صحتهم العامة. وأوضح مشرف الدراسة بيلكسي، أن آثار التقدم في العمر بدأت في الظهور من سن الـ 26.

ويأمل الباحثون أن تؤدي هذه الدراسة إلى إدراك أبعاد عملية التقدم في العمر بشكل مجمل، كبديل لعلاج كل مرض مرتبط بالتقدم في السن بشكل منفصل. وفي هذا الصدد قال بيلسكي: "تزيد مخاطر تعرضنا لأمراض مختلفة كلما تقدم بنا العمر..يجب أن يكون التقدم في العمر نفسه هو هدف بحثنا، حتى نتمكن من الحيلولة دون وقوع العديد من الأمراض في نفس الوقت".

وتتزامن هذه الدراسة مع نتائج بحث علمي رجح أن العوامل الجينية تلعب نحو 20 بالمائة فقط من تقدم الإنسان في العمر، في حين تحظى العوامل البيئية الأخرى المحيطة بالإنسان، بنسبة التأثير الأكبر، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن تكون نسبة الأشخاص الذين يتعدى عمرهم الـ 60 عاما، أعلى للمرة الأولى من نسبة الأقل من خمسة أعوام وذلك بحلول عام 2020.

كيف تشعر بالشباب الدائم؟

هل يمكن للأشخاص ممن يشعرون أنهم متعبون ومجهدون وأنهم أكبر سنا مقارنة بعمرهم الحقيقي تحسين شعورهم ذلك، لينعكس على صحة دماغهم في المستقبل.

بالنسبة لنتائج الدراسات، فإن الشعور بالكبر في السن ينتج عادة عن الإجهاد المتراكم مدى الحياة والأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر، ومن ثم فإن التحكم في المسببات قد يؤدي إلى نتائج أفضل.

ويقدم الأطباء المتخصصون نصائح مهمة تساعد في تقليل الشعور بأنك أكبر سنا من عمرك الحقيقي، وذلك في مقال لها على موقع "سيكولوجي توداي" (Psychologytoday) وهي:

لست وحدك: فلو سألت أصدقاءك الذين بعمرك عما يشعرون تجاه أعمارهم، هل يشعرون أنهم أكبر أم أصغر سنا، فستعرف أنك لست وحدك، ومعرفة ذلك قد تؤدي إلى الشعور بالراحة ومن ثم تجاوز هذه المرحلة وتقليل عمرك الذاتي وتحسين ذاكرتك على المدى القصير.

الانطلاق والحركة: وفقا للدراسة فإن الأشخاص ممن قاموا بنشاط بدني أكبر خلال أوقات فراغهم، صنفوا على أنهم ممن يشعرون بأن عمرهم الشخصي أصغر كما أن ذاكرتهم أقوى، وقد تتعلق هذه النتائج بتأثير ممارسة التمارين في الدماغ.

ممارسة التمارين لا ترتبط بنمو الحُصين فقط، وهي منطقة دماغية أساسية تشارك في معالجة الذاكرة، ولكن ثبت أيضا أنها تحسن مهارات الذاكرة وتقلل من شيخوخة الخلايا.

تمارين اليقظة، أي ممارسة التأمل بشكل دوري ومنتظم مهمة، فقد توصلت دراسة إلى أن المتأملين على المدى الطويل أظهروا معدلا أبطأ تدريجيا للشيخوخة مقارنة بأولئك الذين لم يمارسوا التأمل بانتظام، وثبت كذلك أن تمارين اليقظة تعمل على تعزيز مهارات الذاكرة.

البدء بشىء جديد: في دراسة أخرى عن مجموعة من الأشخاص الذين أطلق عليهم "Superagers"، أي البالغون الذين تظل أذهانهم وأجسامهم قوية حتى سن الشيخوخة، اتضح أن كل هؤلاء الأشخاص يشتركون في سمة واحدة، وهي أنهم يواصلون فعل أشياء صعبة يتحدّون بها قدراتهم، ويستمرون في وضع أنفسهم في مواقف يكونون فيها مبتدئين لا يعرفون كيف يتصرفون.

وجد الباحثون أن هؤلاء الأشخاص يتحدّون أنفسهم لتعلم مهارات جديدة، وإنشاء علاقات جديدة، والقيام بمهام جديدة، يتعلمون اللغات ويبدؤون وظائف جديدة، ويجربون ألعابا ورياضات مختلفة.

إذا كنت تريد حقا الاحتفاظ بشعور الشباب لأطول مدة ممكنة يجب أن تطوّر القدرة والرغبة لوضع نفسك عن طيب خاطر في الحالة "غير المريحة" لكونك مبتدئا لا تعرف شيئا عن موضوع أو مهارة جديدة تتعلمها، وذلك مرارا وتكرارا.

أهم النصائح لإنقاص العمر البيولوجي

لا يمكن إيقاف عملية الشيخوخة. ومع ذلك، يمكن مواجهة علاماتها المعروفة بحيث يكون العمر البيولوجي أقل بشكل ملحوظ من العمر الحقيقي. للقيام بذلك، من المهم بشكل خاص:

- ممارسة الرياضة بانتظام

- عمل برنامج رياضي بأهداف محددة

- اتباع ناول نظام غذائي صحي ومتوازن

يساعد أسلوب الحياة هذا في الحفاظ على العديد من المحددات العمرية أو حتى تحسينها في نطاق صحي وصولاً إلى مرحلة الشيخوخة - مثل الكتلة العضلية والقدرة على امتصاص الأكسجين ونسبة الدهون في الجسم وكثافة العظام. هذا الأمر أيضًا له تأثير إيجابي على الخصائص الجسدية الأخرى، كالوزن وضغط الدم.

أن تكون متزنًا عقليًا ولديك شبكة اجتماعية تعمل بشكل جيد هو أمر حاسم أيضًا للصحة والرفاهية والأداء، وهو ما يساعد على أن تكون قادرًا على التعامل مع التوتر بشكل صحيح، إلى جانب الاعتماد على عائلتك أو الشركاء أو الأصدقاء، ما يؤثر إيجاباً على عمرك البيولوجي.

من ناحية أخرى، يجب تجنب العوامل التي يمكن أن تؤثر سلبًا على العمر البيولوجي، مثل السمنة والتدخين والإفراط في استهلاك الكحول والتعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية والضغط النفسي، هذا ويؤكد الخبراء أن المعلومات السابقة ليست بأي حال من الأحوال بديلاً عن المشورة الطبية المهنية أو العلاج من قبل أطباء مدربين ومعترف بهم.

يمكن أن يتمتع المسنين بصحة جيدة، في حين أن الشباب قد يعانون من الإرهاق والتعب كأنهم أكبر من عمرهم، هذا هو بالضبط ما يعني العمر البيولوجي للانسان وهو العمر الذي يتحدد وفقًا لأعضائك الحيوية وصحتك.

العمر البيولوجي يعني العمر الصحي للإنسان، وهو الذي تحدده كفاءة خلايا وأعضاء الجسم وصحتها، وهناك الكثير من العوامل التي تحدد هذا العمر، وعوامل تؤدي إلى زيادته يمكنك أن تتعرف عليها معنا.

اضف تعليق