فيما يترقّب لبنان وصول 92 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا، تتوالى مخاوف في عدة دول أوروبية من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، إذ علّقت كل من النرويج والدنمارك، اليوم، استخدام اللقاح البريطاني، كإجراء احترازي، بعد قلق من وجود صلة بتشكّل جلطات الدم بسبب التلقيح به...
فيما يترقّب لبنان وصول 92 ألف جرعة من لقاح «أسترازينيكا»، يوم الاثنين المقبل، تتوالى مخاوف في عدة دول أوروبية من اللقاح المضاد لفيروس «كورونا». إذ علّقت كل من النرويج والدنمارك، اليوم، استخدام اللقاح البريطاني، كإجراء احترازي، بعد قلق من وجود صلة بتشكّل جلطات الدم بسبب التلقيح به. كما علّقت السلطات النمساوية، الأحد الماضي، عمليات التلقيح باللقاح عينه كإجراء احترازي أثناء التحقيق في وفاة شخص نتيجة اضطرابات تخثّر شديدة في الدم، ومرض آخر بعد أخذهما اللقاح.
ويوضح رئيس اللجنة الوطنية لإدارة ملف اللقاحات في لبنان الدكتور عبد الرحمن البزري، أن «اللجنة تتابع التقارير الصادرة عن تلك البلدان، وتنتظر صدور تقارير عالمية موثوقة مثل وكالة الأدوية الأوروبية كي يتم تقييم اللقاح قبل البدء باستخدامه». ويذكّر البزري بحصول أمر مشابه مع لقاح «فايزر» في بداية حملات التلقيح في فنلندا، لتعود وتنفي الأخيرة أي ارتباط بين حالات الوفاة واللقاح. وأفاد البزري بأن «92 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا ستصل لبنان يوم الاثنين القادم»، مطمئناً بأن الأيام القليلة المقبلة كفيلة بأن توضح حقيقة ما حصل مع اللقاح البريطاني في الدول الأوروبية.
بالعودة إلى أوروبا، قالت السلطات الصحية الدنماركية في بيان: «حالياً لا يمكن استنتاج ما إذا كانت هناك صلة بين اللقاح والجلطات الدموية». ولم تحدد عدد التقارير التي تتحدث عن حدوث جلطات دموية أو مصدرها. من جانبه، قال سورين بروستروم، مدير المجلس الوطني للصحة في الدنمارك، إن التعليق لمدة 14 يوماً هو إجراء احترازي أثناء إجراء التحقيقات. وأضاف: «من المهم التأكيد على أننا لم نوقف العمل بلقاح أسترازينيكا، لكننا نعلّقه. وهناك أدلة جيدة على أن اللقاح آمن وفعّال. ولكن يتعيّن علينا نحن ووكالة الأدوية الدنماركية الاستجابة لتقارير الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة، سواء من الدنمارك أو من دول أوروبية أخرى».
من جانبها، أعلنت الهيئة الناظمة للأدوية في أوروبا، اليوم، أن مخاطر تجلّط الدم على ما يبدو ليست أعلى لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح ضد فيروس «كورونا»، وذلك بعدما علّقت كل من الدنمارك والنرويج وآيسلندا استخدام لقاح «أسترازينيكا». وقالت وكالة الأدوية الأوروبية، التي أطلقت تحقيقاً حول «أسترازينيكا»، إن «المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن عدد حوادث الانسداد التجلطي لدى الذين تلقوا اللقاح ليست أعلى مما يسجل لدى عامة الناس». وجاءت التصريحات في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى وكالة «فرانس برس» رداً على استفسار بشأن تعليق استخدام اللقاح.
وقال متحدث باسم «أسترازينيكا» إن الشركة كانت على علم بالبيان الصادر عن هيئة الصحة الدنماركية بأنها تحقق حالياً في الآثار الضارة المحتملة المتعلقة باللقاح. وأضاف أن «سلامة المرضى هي الأولوية القصوى لشركة أسترازينيكا. ولدى المنظّمين معايير واضحة وصارمة للفعالية والسلامة للموافقة على أي دواء جدي، بما في ذلك لقاح أسترازينيكا».
تجدر الإشارة إلى أن لقاح «أسترازينيكا» يتم الاعتماد عليه بشكل كبير في عمليات التلقيح في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقامت بريطانيا حتى الآن بتلقيح أكثر من 22 مليون شخص بالجرعة الأولى من اللقاح، وتستخدم حالياً لقاحَي «أسترازينيكا» و«فايزر» فقط.
اضف تعليق