نحن نتنفس ونخرج الأنفاس حوالي 25 ألف مرة يوميًا ومع ذلك لا يهتم أغلبنا بهذه العملية ولا يفكر فيها على الإطلاق. على ما يبدو أن دخول الهواء رئتيك وخروجه منها هو أكثر الأنشطة التي تقوم بها يوميًا، دماغنا يعتني بالأمر دون أن يكبدنا أي عناء...
نحن نتنفس ونخرج الأنفاس حوالي 25 ألف مرة يوميًا ومع ذلك لا يهتم أغلبنا بهذه العملية ولا يفكر فيها على الإطلاق. على ما يبدو أن دخول الهواء رئتيك وخروجه منها هو أكثر الأنشطة التي تقوم بها يوميًا، دماغنا يعتني بالأمر دون أن يكبدنا أي عناء.
ولكن الباحث والصحفي جيمس نيستور له رأي آخر في مسألة التنفس، فقال في كتابه الجديد Breath: The New Science of a Lost Art إن هذه العملية يجب منحها اهتمامًا كبيرًا نظرًا إلى مدى تأثيرها على حياتنا.
استعرض نيستور في كتابه الكثير من التفاصيل عن ممارسات التنفس بدءً من تلك الموجودة في العادات الصينية القديمة وصولاً إلى الدراسات العلمية الحديثة المعنية بالأمر، وكذلك كيفية تعلم الغواصين القدرة على حبس أنفاسهم لمدة خمس دقائق أو أكثر في كل مرة.
اكتشف نيستور أن التنفس بطريقة صحيحة ليس بالبساطة التي يعتقدها كثيرون، واتضح له أن نصف البشر تقريبًا يتنفسون عبر الفم، وهو الأمر الذي يترتب عليه إصابة الأشخاص بالكثير من الأمراض مثل التهابات الجهاز التنفسي وقلة النوم والشخير.
ووجد نيستور أيضًا أن التنفس عبر الفم ينشط استجابة الجسم للضغط ويؤثر سلبًا على صحتنا العقلية والجسدية، ويؤكد "تدريب نفسك على التنفس العميق قد يغير حياتك للأفضل".
تغيير حياتك للأفضل
التنفس بطريقة صحيحة قد يغير حياتك للأفضل. قد يبدو هذا أمرًا غريبًا، فكيف يمكن أن تغير طريقتك في التنفس حياتك للأفضل، وكيف يكون لها كل هذا التأثير الكبير. يقدم نيستور في كتابه قصة مُلهمة عن شخص تحسنت حالته الصحية والنفسية كثيرًا بعد تغيير طريقة تنفسه.
وأجرى مقابلات مع أشخاص أكدوا فيها قدرة التنفس بطريقة جيدة على تحسين حالتنا الصحية من الناحية الفسيولوجية والنفسية، ويؤكدون أن الأمر يساعد على تخفيف الشعور بالتوتر والارهاق، كما أنه يصفي الذهن ويحسن الحالة المزاجية.
كيف تتنفس بطريقة مثالية؟
بمجرد أن تركز في عملية التنفس فإنك ستعلم ما هي الأمور التي تحتاج إليها كي تتنفس بالطريقة الصحيحة. لا تشعر بالقلق ولا تتوتر فرغم أن الأمر ليس بسيطًا لكنه ليس صعبًا أو مستحيلاً كذلك. لا يزال بإمكانك التنفس من فمك إذا أردت ذلك، وإذا كنت مُضطرًا إلى ذلك نظرًا إلى أسباب صحية. ولكن من الأفضل أن تتدرب على التنفس من أنفك، وأن تأخذ نفسك بعمق مع إغلاق فكيك.
حسب الأبحاث فإن التنفس من الأنف يمكنك من الحصول على 20% من الأكسجين أكثر من الذي تحصل عليه عن طريق الفم.
وإذا كنت تشك في أنك تتنفس كثيرًا، أكثر من اللازم، فهناك العديد من التمارين التي تستطيع اللجوء إليها والتي قد تساعدك على السيطرة على الأمر، ولكن تبقى الخطوة الأولى التي يُنصح بالقيام بها هي أن تكون على وعي وإدراك بعملية التنفس، وألا تترك دماغك يتحكم فيها بمفرده.
يقول نيستور إن أفضل طريقة للتنفس هي استنشاق الهواء لمدة 5.5 ثانية تقريبًا، ثم الزفير لمدة 5.5 ثانية، ويقترح ممارسة بعض الأنشطة المفيدة مثل اليوجا وكذلك تمارين التأمل.
تدريب نفسك على التقاط أنفاسك بالطريقة الصحيحة ليس أمرًا مُعقدًا، كما أنك إذا استطعت فعل ذلك بالطريقة الصحيحة فإنك ستتغلب على التوتر، وستحظى بقسط مريح للغاية من النوم، وستتوقف عن الشخير، وستتحسن صحتك البدنية، وتتجنب الإصابة بالربو والحساسية، وتزداد قدرتك على التركيز. فقط تذكر أن التغيير الصغير الذي تقوم به له الكثير من الفوائد الكبرى.
اضف تعليق