q
فيروس كورونا لم ينته بعد حيث لا تزال بعض البلدان تتعامل مع التفشي الكبير للوباء، ولكن حتى أولئك الذين يسيطرون حاليا على الفيروس يخشون الموجة الثانية، لقد كانت المرحلة الثانية من الإنفلونزا الإسبانية قبل قرن أكثر فتكا من المرحلة الأولى، لذلك، هل الموجة الثانية حتمية؟ وإلى أي مدى قد تكون سيئة؟...

فيروس كورونا لم ينته بعد حيث لا تزال بعض البلدان تتعامل مع التفشي الكبير للوباء، ولكن حتى أولئك الذين يسيطرون حاليا على الفيروس يخشون "الموجة الثانية"، لقد كانت المرحلة الثانية من الإنفلونزا الإسبانية قبل قرن أكثر فتكا من المرحلة الأولى، لذلك، هل الموجة الثانية حتمية؟ وإلى أي مدى قد تكون سيئة؟

حيث تعيش بلدان العالم بين مطرقة الحاجة لتحريك عجلة اقتصاداتها وإعادة فتح حدودها وأعمالها، وسندان الخوف من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد، لا يُعرف على وجه الدقة مدى قوتها أو تأثيرها.

وتسعى الدول جاهدة لتخطي آثار جائحة كورونا التي تسببت بخسائر اقتصادية كبيرة عبر إعادة فتح الأعمال والمنافذ لتحريك عجلة الاقتصاد المتوقفة، مدفوعة بتقارير تسلط الضوء على التداعيات السلبية للفيروس من الناحية الاقتصادية.

ومع دخول قرار رفع الحظر، كلياً أو جزئياً، حيّز التنفيذ عالمياً، وتخفيف تدابير الإغلاق وإجراءات العزل، واستئناف النشاطات الاقتصادية، بالتوازي مع استمرار تسجيل أعداد مرتفعة من الإصابات بفيروس "كوفيد 19"، وإعلان بعض الدول طفرات جديدة في انتشار العدوى، تتعزّز المخاوف من حدوث موجة جديدة من فيروس كورونا المستجد، وتتجدد معها المخاوف من تضاعف الإصابات والوفيات.

في ظل ما شهدته عدد ليس بقليل من دول العالم، خلال الأيام الماضية، من عودة الارتفاع في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بعد أن بدأت في التراجع لفترة، نشرت مصادر متخصصة، تقريرًا تضمن آراء الخبراء حول احتمالية أو حتمية حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا.

ففي وقت سابق من العام الجاري، وبالتحديد خلال ذروة تفشي جائحة فيروس كورونا، أعرب عدد كبير من الخبراء عن قلقهم بشأن احتمالية عودة معدلات الإصابة للزيادة مرة أخرى، في شكل موجة ثانية من الفيروس.

فخلال الأسابيع القليلة الماضية، بدأت العديد من الولايات الأمريكية، عملية إعادة الفتح، وتخفيف القيود المفروضة على الأعمال والسفر والحياة اليومية بشكل عام، وصاحب ذلك زيادة أعداد الإصابات في هذه الولايات.

وعلى الرغم من تزامن الزيادة في أعداد الإصابات، مع إجراءات إعادة الفتح، إلا أن بعض الخبراء أرجعوا ذلك إلى عوامل أخرى مثل زيادة أعداد الاختبارات التي تُجرى، وإهمال الكثيرين لإجراءات وتعليمات الوقاية.

كيف سيكون الوضع خلال الأشهر القليلة المقبلة؟، يرى الخبراء أنه من الصعب جدًا التنبؤ بالوضع خلال الأشهر المقبلة؛ نظرًا لكون الفيروس جديد ومعقد، ولا يوجد له أنماط أو نماذج تاريخية يمكن التنبؤ على أساسها.

الموجة الثانية لفيروس كورونا ليست حتمية، في تصريح لـ«CNN»، الأسبوع الماضي، قال مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، إنه «ليس أمرًا حتميًا أن يكون لدينا ما يُسمى بالموجة الثانية من فيروس كورونا في الخريف، أو حتى زيادة هائلة في الأعداد».

الموجة الأولى لن تنتهي قريبًا، بالعكس من الآراء المتداولة حول احتمالية حدوث موجة ثانية، يرى عدد ليس بقليل من الخبراء، أن الموجة الأولى من الفيروس لم تنته بعد، ولن تنتهي حتى في وقت قريب، لكي يكون هناك موجة ثانية في الخريف.

وإلى أن تنتهي الموجة الأولى، يأمل هؤلاء الخبراء أن يكون قد تم التوصل إلى حلول أكثر جدوى لمواجهة هذا الوباء، من خلال التوصل إلى لقاح، وإقامة بنية تحتية أفضل لممارسة التباعد الاجتماعي، وتوسيع دائرة الاختبارات.

ونوهت المصادر إلى أنه جاري الحديث الآن عن استكشاف أكثر من 100 لقاح محتمل على مستوى العالم، إلا أن عملية الوصول إلى القاح النهائي لازالت تواجه عوائق كثيرة، أبرزها التمويل والشفافية، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية التي ستسمح بإنتاج مليارات الجرعات.

ما الذي يجب اتباعه خلال المرحلة المقبلة؟، يرى الخبراء أنه لا يوجد شيء مؤكد الآن سوى أنه يجب على المجتمعات والأفراد الاستمرار في اتباع الإرشادات الصارمة، التي وضعها المسؤولين وخبراء الصحة العامة؛ لاحتواء أعداد الإصابات والوفيات بهذا الفيروس المدمر.

أزمة كورونا قد تتفاقم أكثر فأكثر

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن جائحة فيروس كورونا يمكن أن تزداد سوءا إذا لم تلتزم كل الدول بتدابير الرعاية الصحية الصارمة، وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس خلال إفادة افتراضية من مقر المنظمة في جنيف ”اسمحوا لي أن أكون فجا في صراحتي.. عدد أكثر مما ينبغي من الدول يسير على الطريق الخاطئ والفيروس لا يزال العدو العام رقم واحد“، وأضاف ”إذا لم يتم اتباع التدابير الأساسية، فإن السبيل لوحيد لهذا الوباء هو التحول للأسوأ والأسوأ. لكن لا ينبغي أن يكون هذا هو الحال“.

وقال جيبريسوس، الذي قوبلت قيادته للمنظمة بانتقادات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن من بين 230 ألف حالة جديدة رصدت يوم الأحد، كانت 80 في المئة منها من عشر دول، و50 في المئة من دولتين فقط.

والولايات المتحدة والبرازيل هما البلدان الأكثر تضررا من الفيروس، وأضاف في بعض من أقوى تصريحاته في الأسابيع الأخيرة ”لن تكون هناك عودة إلى الوضع الطبيعي القديم في المستقبل المنظور... هناك الكثير مما يدعو للقلق“.

وذكر أن منظمة الصحة العالمية لم تتلق حتى الآن إخطارا رسميا بالانسحاب الأمريكي الذي أعلنه ترامب. ويقول الرئيس الأمريكي إن منظمة الصحة العالمية انحازت للصين، التي رصد فيها المرض أول مرة، في بداية الأزمة، واتهم المعارضون السياسيون ترامب، الذي ارتدى كمامة لأول مرة علانية في عطلة نهاية الأسبوع، بعدم التعامل مع فيروس كورونا بجدية، وهو أمر ينفيه.

تجدد انتشار كورونا وتقدم نحو اللقاح

يواصل فيروس كورونا المستجد الانتشار في العالم ويرغم عدة دول مثل الهند على إعادة فرض حجر على عشرات ملايين الاشخاص لكن الأمل بالتوصل الى لقاح تعزز في الولايات المتحدة مع استعداد شركة أدوية لإطلاق المرحلة النهائية من التجارب السريرية.

ويأتي هذا الإعلان فيما تتواصل الانباء السيئة بشأن انتشار الفيروس من كل انحاء العالم، فالهند تستعد لاعادة فرض الحجر على حوالى 140 مليون نسمة من اصل عدد سكانها الإجمالي البالغ 1,3 مليار في منطقة بنغالور وولاية بيهار الفقيرة.

وسجلت البرازيل، احدى الدول الأكثر تضررا في العالم بالوباء، 1300 وفاة إضافية في الساعات ال24 الماضية لتصل الحصيلة الاجمالية الى أكثر من 74 ألف وفاة مع مليوني إصابة. وتهدد معاهد السامبا الكبرى من جانب آخر بعدم المشاركة في كرنفال ريو دي جانيرو المرتقب في شباط/فبراير 2021.

في الولايات المتحدة، تواصل ارتفاع الحالات في جنوب وغرب البلاد حيث ظهرت 63 ألفا و262 إصابة جديدة منذ الاثنين ليصل إجمالي الإصابات الى أكثر من 3,42 مليون شخص. كما تسبب الوباء ب850 وفاة جديدة لتصل الحصيلة الاجمالية الى 136 ألفا و432 وفاة، وحتى الآن أصاب المرض أكثر من 13 مليون شخص في العالم وتسبب بوفاة أكثر من 570 ألفا، وتلقي أزمة وباء كوفيد-19 بثقلها أيضا على الاقتصادات العالمية ودفعت بفرنسا الى تنظيم احتفالات مختصرة الثلاثاء بالعيد الوطني.

أمريكا تقترب من "أكثر الأوقات غير المستقرة في تاريخها"

مع ارتفاع حالات الإصابة بمرض "كوفيد-19" والعلاج في المستشفيات، والذي أدى إلى تراجع العديد من الولايات إلى الوراء في خطط إعادة فتحها، حذرّ أحد خبراء الصحة من أنه إذا استمرت الولايات المتحدة في مسارها الحالي، فستصل إلى "واحدة من أكثر الأوقات غير المستقرة في تاريخها".

وقال عميد الطب الإستوائي في كلية بايلور للطب لـ CNN ليل الجمعة: "سيكون لدينا مستشفيات منهكة، ليس فقط من حيث أسرة العناية المركزة بالمستشفيات، وهو أمر سيئ، ولكن موظفي المستشفى المنهكين الذين يتعرضون للمرض أنفسهم"، وأضاف أنه لن يكون هناك ما يكفي من القوة البشرية لإدارة الأمر.

وشهدت 5 ولايات فقط انخفاضاً بنسبة 10% على الأقل في متوسط الحالات اليومية الجديدة خلال الأسبوع الماضي، وسجلت الولايات المتحدة رقماً قياسياً لأعلى يوم من الحالات الجديدة للمرة الثانية هذا الأسبوع، بتسجيل 66 ألف و627 حالة يوم الجمعة، وفقا لبيانات من جامعة جونز هوبكنز.

وأعلنت جامعة جونز هوبكنز أن هناك أكثر من 3 ملايين و225 ألف و721 حالة إصابة مؤكدة بفيروس تكورونا في الولايات المتحدة، ويتجاوز هذا العدد، عدد سكان 21 ولاية، مع واشنطن، والعاصمة، وبورتوريكو، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الأمريكي، وتوفي 134 ألف و580 شخصاً على الأقل بسبب مضاعفات الفيروس.

وأدى ظهور هذا الارتفاع في معدل الحالات إلى إعادة فرض بعض القادة المحليين الإجراءات المتخذة خلال شهري مارس/ آذار وأبريل/ نيسان لإبطاء انتشار الفيروس، وأوفقت 26 ولاية على الأقل خططها لإعادة الفتح.

وحصل خلاف بين عمدة أتلانتا وحاكم جورجيا بشأن قرار الأولى يوم الجمعة بإعادة مدينتها إلى المرحلة الأولى من خطتها لإعادة الافتتاح. وقالت العمدة، كيشا لانس بوتومز، مستشهدة بزيادة "مثيرة للقلق" في الحالات، إن السكان في هذه المرحلة يجب أن يغادروا المنزل فقط للقيام برحلات أساسية، ويجب على المطاعم وتجار التجزئة تقديم خدمة تناول الطعام خارج المطعم، وفي تكساس، جدد حاكم الولاية، جريج أبوت، إعلان الحالة الطارئة والذي صدر لأول مرة في 13 مارس / آذار للتخفيف من انتشار المرض في ولايته، بينما طلب حاكم ولاية ميشيغان جريتشين ويتمان بتمديد استخدام الحرس الوطني حتى ديسمبر/ كانون الأول للبعثات الإنسانية، مثل تشغيل الفحوصات المتنقلة، وتوزيع المواد الغذائية واللوازم الطبية، وتطهير الأماكن العامة، وقال الدكتور ويليام هاسيلتين، الأستاذ السابق في كلية الطب بجامعة هارفارد، لـ CNN يوم الجمعة: "يعتقد جميع الأشخاص الذين يدرسون هذه الفيروسات أن الصيف هو الوقت الهادئ"، مضيفاً: "إذا كان هذا هو الوقت الهادئ، فإنني أكره التفكير في الوضع الذي سيكون عليه شتاء هذا العام".

السيناريو الأسوأ.. بريطانيا قد تشهد موجة ثانية من كوفيد-19

قال خبراء في مجال الصحة إن بريطانيا قد تواجه في الشتاء القادم موجة ثانية من مرض كوفيد-19 ستكون أشد فتكا وقد تحصد أرواح ما يصل إلى 120 ألف شخص على مدى تسعة أشهر في أسوأ التصورات.

جاء ذلك في تقرير لأكاديمية العلوم الطبية البريطانية نشر يوم الثلاثاء. وقال ستيفن هولجيت وهو أستاذ جامعي شارك في إعداد التقرير إنه مع احتمال انتشار كوفيد-19 في الشتاء حيث يقضي الناس وقتا أطول معا في أماكن مغلقة فإن موجة ثانية من الجائحة ”قد تكون أشد خطورة من الموجة التي نشهدها حاليا“.

وأضاف في مؤتمر صحفي عبر الانترنت ”هذا ليس تنبؤا ولكنه احتمال.. الوفيات قد تكون أعلى مع ظهور موجة جديدة من كوفيد-19 هذا الشتاء ولكن يمكن الحد من خطر حدوث ذلك إذا اتخذنا إجراء على الفور“.

وبلغ العدد الحالي للوفيات بمرض كوفيد-19 في المملكة المتحدة نحو 45 ألفا وهو الأعلى في أوروبا. وأفاد إحصاء لرويترز بناء على مصادر رسمية للبيانات أن أكثر من 55 ألف شخص في المجمل توفوا ويشمل ذلك الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض.

وقالت أكاديمية العلوم الطبية إن هناك ”درجة كبيرة من عدم اليقين“ حول الكيفية التي سيتطور بها وباء كوفيد-19 لكنها حددت ”التصور الأسوأ العقلاني“ حيث سيرتفع عدد تكاثر الإصابات أو إعادة انتاج الفيروس والذي يرمز له بالحرف الإنجليزي (آر) إلى 1.7 من سبتمبر أيلول 2020 فصاعدا.

ويشير الحرف (آر) إلى متوسط عدد الأشخاص الذين ستنتقل لهم العدوى من شخص واحد مصاب بالفيروس ويتراوح حاليا بين 0.7 و 0.9 في المملكة المتحدة وتتناقص الأعداد اليومية للإصابات والوفيات.

والحرف آر هو مصطلح يستخدم في علم الأوبئة في إشارة إلى تكاثر الفيروس وانتقاله إلى أشخاص جدد ويمثل طريقة لتقييم قدرة المرض على الانتشار، وأفادت الأكاديمية في تقريرها أن ”التقديرات المستمدة من النماذج تشير إلى أن 119900 شخص سيموتون في المستشفيات بين سبتمبر 2020 ويونيو 2021“ وهو أكثر من ضعف العدد الذي توفي خلال الموجة الأولى للفيروس.

وقالت آن جونسون نائبة رئيس الأكاديمية إن موسما سيئا لإنفلونزا الشتاء إلى جانب تراكم عدد كبير من المرضى الذين يعانون من أمراض أخرى وحالات مزمنة سيزيد من الضغط الكبير على الخدمات الصحية مما يؤكد الحاجة إلى الاستعداد الآن، وأضافت أن ”كوفيد-19 لم يذهب.. نحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لنظل أصحاء هذا الشتاء“.

ألمانيا تخشى ارتفاعا جديدا للإصابات

حذر وزير الصحة الألماني ينس شبان من أن "التهديد" بظهور موجة ثانية من حالات كوفيد-19 (فيروس كورونا المستجد) "حقيقي" داعيا مواطنيه الذين يمضون عطلة في جزر الباليار إلى احترام تدابير الوقاية، وعبر ينس شبان عن قلقه خصوصا من الوضع في جزيرة مايوركا كبرى جزر الباليار التي يزورها السياح الألمان.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي نظمه مع معهد روبرت كوخ المكلف في ألمانيا عملية الرصد الوبائي "المشاهد التي وردتنا في نهاية الأسبوع من مايوركا الجزيرة المفضلة للألمان تثير قلقنا"، وحذر الوزير قائلا "علينا أن نكون متيقظين لكي لا تتحول الباليار إلى ايشجل جديدة"، في إشارة إلى منتجع التزلج في النمسا حيث تكثر الحانات وتحول هذا الشتاء بؤرة أوروبية كبرى لتفشي كوفيد-19، ويشكل الألمان 27% من زوار الباليار التي تمثل السياحة 35% من إجمالي الناتج الداخلي فيها.

وكشفت مشاهد فيديو عشرات السياح الألمان أو البريطانيين الثملين يحتفلون بصخب في شوارع مايوركا من دون وضع كمامات ولا احترام التباعد الاجتماعي، وقال الوزير "لست هنا لإفساد الفرحة... لكن الوقت ليس مناسبا للاحتفال". وتابع بأن "مخاطر تسجيل موجة ثانية من الإصابات حقيقية".

إسبانيا على موعد مع موجة جديدة لكورونا

عاد نحو 160 ألف شخص في إقليم قطالونيا الإسبانية إلى العزل الصحي يوم الأربعاء مع سعي السلطات للسيطرة على موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا في المنطقة، بعد أسابيع فقط من رفع الحظر في البلاد.

وليل الثلاثاء وافق قاض على أوامر حكومة المنطقة لسكان مدينة ييدا وست بلدات مجاورة بالبقاء في المنزل بعد عدة أيام من الخلافات القانونية والتوترات السياسية، وبموجب القواعد الجديدة، يمكن للسكان مغادرة منازلهم فقط للضرورة مثل الذهاب للعمل أو شراء احتياجاتهم بينما ستغلق الفنادق والمطاعم والحانات باستثناء خدمات استلام وتوصيل الطعام.

كما شجعت السلطات الإقليمية سكان ثلاثة أحياء في لوسبيتاليت، وهي ضاحية في برشلونة يقطنها نحو 260 ألفا، على البقاء في منازلهم لكن دون أن تلزمهم بذلك، وبعد وفاة أكثر من 28 ألف شخص بسبب الوباء، أنهت الحكومة الإسبانية إجراءات العزل العام على مستوى البلاد في 21 يونيو حزيران مع اقتراب حالات العدوى الجديدة من الصفر تقريبا، لكن منذ ذلك الحين ظهرت أكثر من 170 بؤرة في إسبانيا مما دفع السلطات الإقليمية إلى فرض قيود محلية.

آسيا تزيد من قيود كورونا مع ظهور حالات إصابة جديدة بالفيروس

شددت الولايات الأسترالية الرقابة على الحدود وقيدت ارتياد الحانات فيما استعدت ديزني لإغلاق متنزه ألعابها في هونج كونج وكثفت اليابان من عمليات التتبع لمواجهة قفزة في حالات الإصابة بفيروس كورونا بأنحاء قارة آسيا، مما أجج مخاوف من موجة تفش ثانية، وفي آسيا، حيث ظهر الفيروس بوسط الصين لأول مرة نهاية العام الماضي، تجد أجزاء كثيرة من القارة مبررات لوقف معاودة فتح اقتصاداتها بعد أن نال بعضها إشادة لتعامله مع التفشي لدى ظهوره.

وتجنبت أستراليا إلى حد بعيد أعداد الإصابات والوفيات الكبيرة التي حدثت في دول أخرى باتباعها إجراءات سريعة وحازمة لكن ارتفاعا في انتقال العدوى محليا بولاية فكتوريا وزيادة في الحالات الجديدة بولاية نيو ساوث ويلز أقلقت السلطات.

وألغت ولاية جنوب أستراليا خططا لمعاودة فتح حدودها مع نيو ساوث ويلز في 20 يوليو تموز في حين فرضت ولاية كوينزلاند حجرا صحيا إلزاميا لمدة أسبوعين على الأشخاص الذين زاروا منطقتين في الضواحي الغربية لمدينة سيدني.

وفي نيو ساوث ويلز، التي شهدت عشرات الحالات المرتبطة بالتفشي في ولاية فكتوريا، قررت السلطات أن تكون الطاقة القصوى للحانات 300 شخص كإجراء احترازي بعد تفش تركز في فندق كبير بجنوب غرب سيدني.

وقالت رئيسة وزراء الولاية جلاديس بيريجكليان للصحفيين ”الأنشطة داخل الأماكن المغلقة التي لا يجلس فيها الأشخاص على مقاعد تشكل خطرا كبيرا على الصحة. هذا يزيد فرصة انتقال العدوى“، وتعيش ملبورن ثاني كبرى مدن أستراليا ثاني أسبوع من إغلاق مدته ستة أسابيع.

حوالى 3,5 ملايين نسمة في كولومبيا يخضعون مجدّداً لتدابير حجر صارمة

أعادت السلطات في كولومبيا فرض تدابير حجر صارمة على حوالى 3,5 ملايين نسمة للحدّ من التزايد "المُقلق" في أعداد المصابين بكوفيد-19، الوباء الذي يتوقّع أن يبلغ ذروة تفشّيه في هذا البلد في غضون أسابيع، ويشمل هذا الحجر الصارم 2,5 مليون نسمة من أصل سكّان العاصمة بوغوتا البالغ عددهم ثمانية ملايين.

ومنذ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجدّ في البلاد في 6 آذار/مارس، وصل عدد المصابين بكوفيد-19 إلى 154 ألف شخص، ثلثهم تقريباً في العاصمة، في حين تخطّى عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس الفتّاك 5400 وفاة بينها 1123 حالة وفاة في بوغوتا، وقالت رئيسة بلدية العاصمة كلاووديا لوبيز للصحافيين الإثنين إنّ "المرض يتفشّى كلّ يوم. منذ أكثر من ثلاثة أيام نسجّل أكثر من ألفي إصابة يومياً".

وأضافت أنّ "سرعة تفشّي الفيروس في بوغوتا مُقلقة"، وأوضحت لوبيز أنّه لهذا السبب فقد تقرّر تقسيم العاصمة إلى وحدات سكّانية، يبلغ عدد سكان كلّ منها 2,5 مليون نسمة، ستخضع كلّ منها مداورة ولمدة 14 يوماً لإجراءات حظر صارمة.

وبلغت نسبة الإشغال في أقسام العناية الفائقة في بوغوتا 90% من قدرتها الاستيعابية وقد أعلنت السلطات درجة التأهب القصوى في العاصمة، وفي ميديلين، ثاني كبرى مدن البلاد، باشرت السلطات المحليّة فرض تدابير مماثلة، مما يعني أنّ مليوناً من سكّانها البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة سيخضعون لغاية 28 تموز/يوليو الجاري لقيود على تنقّلاتهم.

وكولومبيا هي خامس أكثر دولة في أميركا اللاتينية تضرّراً من الوباء سواء على صعيد أعداد الإصابات أو الوفيات. والدول الأربع الأكثر تضرّراً منها في القارة هي البرازيل والمكسيك والبيرو وتشيلي.

كوريا الجنوبية تقول إنها تكافح "موجة ثانية" من فيروس كورونا

قالت السلطات الصحية في كوريا الجنوبية للمرة الأولى يوم الاثنين إنها تواجه ”موجة ثانية“ من انتشار فيروس كورونا المستجد تتركز حول العاصمة كثيفة السكان، وإن بداية هذه الموجة كانت عطلة في مايو ايار.

وفي السابق قالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الموجة الأولى من الفيروس في كوريا الجنوبية لم تنته قط في حقيقة الأمر.

لكن جيونج إيون كيونج مديرة المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها قالت يوم الاثنين إنه بات واضحا أن عطلة أسبوعية في أوائل مايو أيار كانت بداية موجة ثانية من الإصابات تركزت بشكل كبير في منطقة سول الكبرى التي شهدت القليل من الإصابات في السابق، وقالت في إيجاز صحفي دوري ”في منطقة العاصمة، نعتقد أن الموجة الأولى كانت من مارس إلى أبريل وكذلك من فبراير إلى مارس“. وأضافت ”بعد ذلك نحن نرى أن الموجة الثانية التي تسببت فيها عطلة مايو مستمرة“.

اضف تعليق