ليس لدينا أي فكرة عن مدى الدور الكبير الذي تلعبه هذه الحاسة في حياتنا اليومية، ويمكن للإنسان تحديد الروائح المختلفة عن طريق خلايا استقبال الشم التي تقع في الأنف وتنقل هذه الروائح إلى الدماغ. ومع أن عدد الروائح التي يمكن لأنف الإنسان تمييزها كبيرة جدا...
قد لا يهتم بعض الناس بحاسة الشم، إلا أن الباحثين في هذه الحاسة يؤكدون على أهميتها، ويُقلل الكثير من أهمية حاسة الشم والدور الكبير الذي يلعبه الأنف في حياة الإنسان، فبالإضافة إلى الإمكانية التي يتيحها الأنف للتنفس بشكل مناسب، ومن دون هذه الآلية تكون الحياة مستحيلة، فهو له وظيفة هامة جدا في حاسة الشم التي تعد ضرورية في الحياة.
ويقول العلماء ليس لدينا أي فكرة عن مدى الدور الكبير الذي تلعبه هذه الحاسة في حياتنا اليومية، ويمكن للإنسان تحديد الروائح المختلفة عن طريق خلايا استقبال الشم التي تقع في الأنف وتنقل هذه الروائح إلى الدماغ. ومع أن عدد الروائح التي يمكن لأنف الإنسان تمييزها كبيرة جدا، إلا أنها تقل عددا مقارنة مع قدرات حاسة الشم لدى الكلاب، الأمر الذي يمكن الاستفادة منه في اقتفاء أثر المجرمين أو الكشف عن مواد غير قانونية أو استخدام هذه الكلاب في عمليات الإغاثة والبحث عن المفقودين. بالإضافة لذلك فبإمكان الحيوان والإنسان كذلك من استشعار الخطر بالاستعانة بحاسة الشم.
فقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن الصور، وخلق له خمس حواسّ يستطيع من خلالها أن يعيش الحياة، ويستمتع بألوانها وأشكالها وأصواتها وملمسها، فتكون بمثابة وسيلةٍ يتعرف من خلالها على البيئة التي يعيش فيها، وتتنوع الحواس، فهناك الذوق واللمس والبصر والسمع والشم، وتعد حاسة الشم إحدى الحواس المهمة التي من خلالها يستطيع الإنسان إدراك الروائح من حوله سواء كانت جميلةً أو بشعة، وقد أثبت العلم أن الإنسان يستطيع تمييز ما يقارب العشر آلاف رائحة.
أسباب فقدان حاسة الشم ويصاب بعض الأشخاص عبر العالم بخللٍ في حاسة الشم، الأمر الذي يعيقهم من إدراك الروائح وتجنب أخطار الغاز المتسرب أو الحرائق أو الطعام التالف والشراب الفاسد، وتكون حالة فقدان الشم هذه إما جزئيةً ومؤقتة، أو كاملةً وبشكلٍ دائم، ولهذه الحالة العديد من المسببات والتي نذكر منها ما يلي : اضطرابات الهرمونات. بعض الأدوية والعقاقير وخاصةً الأدوية المضادة للالتهابات المختلفة. الكبر في السن.
العمليات الجراحية في منطقة الأنف والتي تؤذي أعصاب الشم. التعرض لإصابةٍ قويةٍ ومؤذيةٍ على الرأس. مرض الزهايمر. المبالغة في استنشاق الغازات الكيماوية القوية والسامة. أورام الجيوب الأنفية والتي تغلق مجرى الأنف. اعتياد استنشاق الهواء الملوث والدخان لفتراتٍ زمنيةٍ طويلةٍ جداً. الرشح والإنفلونزا ونزلات البرد، وتكون هذه الحالة مؤقتة. الحساسية.
علاج فقدان الشم ويمكن اتباع العديد من الطرق لعلاج مشكلة فقدان حاسة الشم، ونذكر منها مثلاً لا حصراً ما يلي: تناول الأطعمة والغذاء الذي يحتوي على فيتامينات دال وجيم لعلاج مشاكل الأنف المختلفة خاصةً الجيوب، وهو الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تقوية جهاز المناعة.
استخدام قطرات الشاي الأسود لترطيب داخل الأنف، الأمر الذي يؤدي إلى فتح مسامات الأنف المغلقة، وبالتالي إزالة ما يمنع فقدان الشم، غلس الماء ووضعها في وعاءٍ مناسبٍ ثم تغطية الرأس والرقبة، ليتم استنشاق البخار، الأمر الذي يؤدي إلى فتح مسامات الأنف المغلقة، وينصح بعد إطالة الاستنشاق لأن بخار الماء الساخن جداً مؤذٍ.
هل ينذر فقدان حاسة الشم بموت قريب للإنسان؟
تشير دراسة إلى أن عدم القدرة على شم الروائح القوية مثل الليمون والبصل قد ترتبط بالإصابة بأمراض خطيرة كما قد تكون مؤشراً على احتمال حدوث وفاة للجسم. فما هو الرابط بين تراجع القدرة على الشم وبين احتمالية حدوث وفاة؟
كجميع الحواس التي نمتلكها تلعب حاسة الشم دوراً هاماً في صحتنا، غير أنها قد لا تحظى بالاهتمام اللازم ويتم تجاهل الاضطرابات التي قد تطرأ عليها كتراجع القدرة على تمييز الروائح أو حتى فقدان حاسة الشم كلياً، غير مدركين أن هذه المشاكل قد تكون بمثابة إشارات أو علامات قد تشير إلى مشاكل صحية خطيرة.
وأشارت نتائج دراسة حديثة أجريت في جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة الأميركية ونشرت في مجلة " journal Annals of Internal Medicine" على أن تراجع القدرة على الشم أو فقدانها قد يكون علامة تنذر بحدوث موت قريب.
وكشفت الدراسة التي شملت 2300 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 71-82 عاماً من خلال تتبعهم على مدى 13 عاماً، أن عدم القدرة على شم وتمييز روائح نفاذة كالبصل والليمون والقرفة كانت من العلامات التي تنذر بالموت. بحسب ما نشره موقع " يوريكاليرت" الأميركي الطبي، وأظهرت نتائج الدراسة أن مخاطر الوفاة ترتفع بنسبة 46 في المئة في غضون 10 سنوات و30 في المئة خلال 13 عاماً بعد فقدان القدرة على الشم. كما ارتبطت هذه الحالة بالإصابة بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون التي يرافقها فقدان الوزن.
والجدير بالذكر أن كبار السن الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 70 عاماً بشكل خاص يعانون من أعراض صحية أكثر من غيرهم. لهذا السبب ينصح هونغلي تشين الأستاذ في جامعة ميشيغان الذي شارك في الدراسة بإجراء فحوص روتينية لحاسة الشم عند كبار السن لارتباطها الوثيق بالأمراض وإنذارها بالموت. بحسب ما ذكره موقع "دويتشلاندفونك " الألماني.
التعرف على الشلل الرعّاش
يظهر مرض "الباركنسون" بصورة تدريجية ويصعب على أخصائيي الجهاز العصبي التعرف عليه وتشخيصه في وقت مبكر. امرأة اسكتلندية تعرفت على الشلل الرعّاش قبل 10 سنوات من تشخيص الأطباء لهذا المرض عند زوجها، كيف؟
يأمل أطباء أخصائيون في الجهاز العصبي مستقبلا بأن تساعد قدرة امرأة اسكتلندية تمكنت من تشخيص مرض الشلل الارتعاشي "الباركنسون" عند زوجها عن طريق الشم. فوفقا لموقع "بي بي سي" تم تشخيص مرض الباركنسون عند زوج "دجوي ميلن" في سن الـ45، لكنها تعرفت قبل حوالي عشر سنوات من إصابته على رائحة غير عادية يبعثها جسده. وصرحت الزوجة "دجوي ميلن" لـ"بي بي سي": "عندما كان عمره حوالي 34 أو35 عاما، عشنا وقتا مضطربا جدا، حيث كنت أقول له مرارا وتكرارا إنه لم يستحم أو لم يغسل أسنانه بشكل صحيح". رائحة لم تعرفها "دجوي ميلن" من قبل عن زوجها.
في جامعة أدنبره الاسكتلندية ثم إجراء بعض الاختبارات مع "دجوي ميلن" وتأكدت قدرتها على تشخيص مرض "الباركنسون"، حيث تلقت "دجوي" اثني عشر "تي شيرت" لستة أشخاص مصابين بمرض الباركنسون ولستة متطوعين آخرين لا يشكون من هذا المرض. وبحسب تقرير الموقع الألماني الصحي "هايل براكسيس نيت" تمكنت "دجوي" من التعرف على أقمصة الأشخاص المصابين وقميص لأحد الأشخاص الستة غير المصابين بالمرض. بعد ثلاثة أشهر أخبرتها الجامعة بأن تنبؤها كان صحيحا وأن هذا الشخص أصيب بالباركنسون.
ووفقا لخبراء للصحة وباحثين علميين في تشخيص الشلل الارتعاشي "الباركنسون" فإنه صعب جدا تشخيص هذا المرض في مراحله المبكرة، لاسيما وأن مرض "الباركنسون" يبدأ بأعراض غير محددة مثل تدهور حاسة الشم والاكتئاب أو عسر الهضم. "فقط عندما تبدأ اضطرابات في الحركة ويبدأ الرعاش وتصبح الحركات قاسية وبطيئة، عندها يمكن للطبيب أن يخلص إلى أن مريضه مصاب بمرض الباركنسون. بيد أن موت الخلايا العصبية يكون بالفعل قد بدأ منذ مدة طويلة"، بحسب ما ذكرته مجموعة من أطباء الجهاز العصبي في الموقع الألماني الصحي "هايل براكسيس نيت".
وقد سبق لباحثين ألمان في تحقيق سبق علمي بأخذ عينة صغيرة من الجلد مكنتهم من التعرف على الإصابة بمرض الباركنسون في مراحله المتقدمة. وقال البروفيسور الألماني غونتر دويشل، المتخصص في طب الجهاز العصبي بالمستشفى الجامعي شليسفيغ-هولشتاين بمدينة كيل إن "هذه خطوة مهمة لهدف كبير متمثل في الكشف عن مرض الباركنسون في مرحلة مبكرة"، وفقا لتقرير نشرته المؤسسة الألمانية لطب الجهاز العصبي بموقعها الإلكتروني "dgn".
وينتج مرض الشلل الارتعاشي "الباركنسون" عن موت خلايا عصبية في منطقة الدماغ الأوسط المسؤولة عن إنتاج مادة الدوبامين، وهي الخلايا التي يطلق عليها اسم خلايا الدوبامين العصبية. وليس هناك دواء لهذا المرض، الباركنسون، حتى الآن ولكن هناك أدوية وأساليب علاجية مثل التحفيز العميق للدماغ يمكن أن تحسن أعراض المرض بشكل واضح على مدى أعوام كثيرة.
قلبك أيضاً قادرٌ على شم الروائح
اكتشف الأطباء منذ فترة أن حاسة الشم لا تقتصر على الأنف، بل إن القلب قادر أيضا على شم الروائح. لكن كيف يتم ذلك. باحثون ألمان أنجزوا دراسة، هنا عرض لأبرز ما جاء فيها، أنجز باحثون ألمان من ميونيخ وبون وتوبنغن وكولونيا دراسة حول القلب وقدرته على شم الروائح، لمعرفة الوظائف التي تؤديها تلك القدرة على الشم، والاستفادة منها في علاج الكثير من الأمراض.
وحسب الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "البحوث الأساسية في القلب"، أن القلب يستطيع شم رائحة "الأحماض الدهنية" الموجودة لدى المصابين بأمراض مثل السكري في الدم. وبسبب هذه الوظيفة يقلل القلب من الضربات عندما تكون رائحة الأحماض الدهنية مركزة، واستناداً إلى النتائج التي تم التوصل إليها سيطور الأطباء أدوية فعالة خاصة للمصابين بمرض السكر. فدقات القلب لدى المصابين بمرض السكري تتراجع بعدما يشم القلب الدهون التي تشكل خطراً على الجسم. لكن تقليل القلب لدقاته يمكن أن يتسبب في مخاطر لصحة المريض.
ووفقا للأرقام الرسمية يعاني حوالي ثمانية ملايين شخص في ألمانيا من مرض السكري. ومن شأن اكتشاف الأطباء لسبب استعمال القلب لوظيفة شم الروائح أن يساعدهم في التقليل من المخاطر الناجمة عن مرض السكري، حسبما تقول مجلة "البحوث الأساسية في القلب".
حاسة لها تأثير على عواطفنا!
وترتبط عاطفة الإنسان وسلوكياته بحاسة الشم، وبما أن مركز الشم جزء من نظام في الدماغ البشري فهو يتحكم في الذاكرة والعواطف والمزاج إضافة إلى استشعار الخطر بالاستعانة بحاسة الشم. ويقول الباحث في حاسة الشم هانس هات أن هناك تفاعل قوي بين حاسة الشم والعاطفة: "عندما تؤدي روائح مميزة إلى تفعيل ذكريات عاطفية معينة فهنا يكون الحديث عن ما يسمى بتأثير بروست". ويرى هات أن استرجاع ذكريات أو لحظات معينة في الحياة عن طريق حاسة الشم أمر وارد في حياة الإنسان مهما ابتعد زمنيا عن هذا الحدث. فمن اللحظة الأولى التي يولد فيها الإنسان تقريبا، تكون حاسة الشم ملازمة له، ويكون قادرا على التعرف على رائحة حليب أمه ابتداء من اليوم الأول ويظهر الاشمئزاز على وجهه إذا استنشق رائحة كريهة.
تلعب حاسة الشم دورا مهما في القدرة على التذوق ويستعين الإنسان بحاسة الشم في تلذذ الطعام قبل تناوله لأن قوة حاسة الشم تتفوق في حساسيتها على حاسة التذوق. "حاسة الشم حاسمة أثناء تناول الطعام"، كما يقول الباحث توماس هومل من مستشفى جامعة دريسدن الألمانية. ويضيف: "عندما نتناول وجبة المكرونة أو طبق الراتاتوي أو وجبة الغراتان بالبطاطس فإن 80 في المائة من عملية التذوق نحصل عليها عن طريق حاسة الشم". فاللسان يميز بين الحلو والحامض والمالح والمر لا أكثر وعندما نأكل شيئا يجب علينا أن نقول: "رائحة الطعام طيبة عوض القول أن الطعام لذيذ" حسب رأي الباحث توماس هومل.
ويستعين الإنسان بحاسة الشم، بشكل غير مباشر، في الاقتراب من شريك حياته، إذ أن حاسة الشم تلعب دورا كبيرا في الانجذاب بين المحبين. فكل شخص له رائحة خاصة به يفرزها جلده، والرائحة التي يفرزها الجلد من أهم أسباب الانجذاب أو النفور بين الأشخاص. فهناك روائح تسمى الفيرومونات، وهي مواد كيميائية يفرزها البشر والحيوان خلال لحظات التوتر والخوف والشهوة، لها رائحة خاصة يحملها الهواء وتصدر عن أجسامنا بشكل طبيعي. فتقبل رائحة معينة والانجذاب لها يلعب دورا هاما في التوافق بين شريكي الحياة ويساعد في العثور على شريك الحياة المناسب، حسب ما أوضح موقع "دي فيلت".
علاقة حاسة الشم بالوزن
هل هناك علاقة بين دقة وقوة حاسة الشم والوزن؟ من يتمتع بحاسة شم أفضل في تمييز رائحة الشوكوته ومذاقها البدين أم النحيف؟ على ذلك تجيب دراسة بريطانية جديدة. كما يقول الباحثون إن هناك علاقة بين حاسة الشم وسلوك تناول الطعام.
ذكرت دراسة بريطانية نشرت مؤخرا، أن البدناء هم الأكثر قدرة على شم رائحة الشوكولاتة والاستمتاع بها عن غير البدناء. وكتب الباحثون في مطبوعة كيميكال سينسز أن الدراسات التي أجريت في الآونة الأخيرة تشير إلى أن الرائحة تلعب دورا كبيرا في تناول الناس للطعام، إذ أن حاسة الشم ترتبط بمركز الجوع في المخ.
وقال كاتب الدراسة لورنزو ستافورد، المحاضر بمركز علم النفس المقارن والتطوري بجامعة بورتسموث في إنكلترا، "في مرحلة تزيد فيها البدانة على مستوى العالم ما زلنا بحاجة إلى فهم أكبر لدور الشم في سلوك تناول الطعام." وأضاف أن الدراسات السابقة توصلت لنتائج متضاربة بشأن ما إذا كان البدناء يتمتعون بحاسة شم أقوى أو أضعف، ولكن القليل جدا من الدراسات بحثت في حاسة الشم ذاتها.
واختار فريق الدراسة 40 طالبا جامعيا وصنفهم على أنهم بدناء أو غير بدناء. وكل من شاركوا في الدراسة كانوا من غير المدخنين ويتمتعون بصحة جيدة ولم يكن أي منهم يخضع لحمية أو يتناول مثبطات للشهية. وجرى استبعاد النحفاء ومن يعانون من ضعف في حاسة الشم أو التذوق.
أولا طلب الباحثون من الطلبة شم شوكولاتة داكنة صناعية وتحديد مدى كثافتها وما إذا كانت سائغة. ثم جرى تخفيف النكهة بدرجات مختلفة وطلب من المشاركين تحديد أقل تركيز يمكنهم شمه. واختبر الباحثون بعد ذلك حاسة التذوق لدى المشاركين وجرى تقسيم الاختبار باستخدام المذاقات الأربعة الرئيسية وهي الحامض والمالح والمر والحلو.
وبعد ذلك حلل الباحثون البيانات لتحديد العلاقة بين حاستي الشم والتذوق والوزن. وتوصلوا إلى أن البدناء الأفضل في شم رائحة الشوكولاتة عن غير البدناء كما أنهم من قالوا إن الرائحة سائغة. كما كان البدناء الأكثر تحديدا للمذاق المالح والحامض ولكن لم يكن هناك اختلاف بين البدناء وغير البدناء في تحديد المذاقين المر والحلو.
الجلد يتمتع بحاسة الشم أيضا
لا تقتصر حاسة الشم على الأنف، وإن كان الأنف هو عضو الشم الأهم والرئيسي في جسم الإنسان، إلا أن باحثين ألمان رصدوا القدرة على الشم في الطبقة الخارجية للجلد والتي تغيرت طريقة عملها عند التعرض لأحد المواد العطرية.
الأنف هو عضو الشم الأهم والرئيسي للإنسان إذ يحتوي على نحو 350 نوعا مختلفا مما يعرف بالمستقبلات الحسية، لكن أتضح أن الأنف ليس العضو الوحيد الذي يحتوي على مثل هذه الخلايا التي تصدر رد فعل على إشارات كيميائية معينة. فقد اكتشف باحثون ألمان من جامعة بوخوم الألمانية وجود هذه المستقبلات الحسية في الطبقة الخارجية للجلد والتي رصد العلماء تفاعلها مع بعض العيدان العطرية.
المثير للاهتمام أن رد فعل الطبقة الخارجية للجلد على الروائح العطرية يحفز خلايا الجلد على يؤدي إلى شفاء الجروح الجلدية بطريقة أسرع، وفقا لنتائج البحث العلمي المنشور على موقع "scienxx" المعني بالأخبار العلمية.
يأمل العلماء أن يساعد هذا الكشف في تطوير أدوية جديدة لعلاج جروح الجلد إلا أن المشرف على الدراسة هانز هات قال في تصريحات نقلها موقع scienxx، إن من المهم في هذه المرحلة الحذر في التعامل مع المواد العطرية المركزة لأن وظائف المستقبلات الحسية المختلفة لم يتم التعرف عليها بشكل دقيق ورصد رد فعلها على المواد العطرية المتنوعة.
باحثون يكتشفون حاسة الشم في أمعاء الإنسان
كشفت أبحاث طبية أجريت في ألمانيا احتواء أغشية أمعاء الإنسان على أربع حواس مختلفة لشم المواد العطرية مثل الزعتر والقرنفل وجوز الطيب
أظهرت دراسة علمية أجراها باحثون ألمان من جامعتي لودفيج ماكسميليان وميونخ التقنية أن الخلايا الخاصة بحاسة الشم لا توجد في أنف الإنسان فقط، وإنما في أغشية المعدة والأمعاء أيضاً. وذكر الباحثون لمجلة جاسترو انتيرولوجي المتخصصة في طب الجهاز الهضمي أنهم أجروا أبحاثاً على أغشية الأمعاء الخاصة بكل من الفئران والإنسان واكتشفوا وجود أربع حواس مختلفة للشم فيها.
وأوضح الباحثون أن المواد العطرية تحث خلايا أغشية المعدة والأمعاء على إفراز مادة السيروتونين التي تؤثر على القدرة على الهضم كما تؤدي إلى حركة الأمعاء وإفراز عصارتها. وقياساً على ذلك فإن المواد العطرية قد تتسبب في الإصابة بالإمساك أو الإسهال أو النزلات المعوية.
وأشار الباحثون إلى أن وجود العطريات في كل مادة تحمّل جسم الإنسان أكثر من طاقته حيث أن مواد مثل زيت يوجينول الطيار وعبير القرنفل والمواد العطرية الأخرى لا توجد فقط في التوابل الطبيعية وإنما أيضا في معظم مواد التجميل والعطور والسجائر ومواد التنظيف. وأضاف الباحثون أن العالم الآن مشبع تقريبا بمثل هذه المواد مما يسبب الإصابة بالحساسية علاوة على أنها لها تأثير ضار على وظائف الحيوانات المنوية.
كيف تعيد الإحساس بالشم بعد فقدانه؟
تمكن العلماء من تطوير طريقة جديدة تعتمد وضع الأقطاب الكهربائية داخل فتحات الأنف، يمكن أن تعيد الإحساس المفقود بالروائح، وستكون القدرة على استعادة حاسة الشم بمثابة اختراق علمي بالنسبة للملايين، حيث تقدر الأرقام أن 5% من الناس غير قادرين على معالجة الروائح، واختبر العلماء في مستشفى "ماساتشوستس" للعين والأذن، وهو مستشفى تعليمي في جامعة هارفارد، الطريقة الجديدة على 5 مرضى، تمكنوا بالفعل من الشم، وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها تحفيز هذا الشعور لديهم، ويعتقد العلماء أن النتائج التي توصلوا إليها، تفتح الباب أمام زرع قوقعة للأنف.
وركز العلماء على البصلة الشمية، حيث تتم معالجة الروائح في الدماغ، ومن خلال وضع الأقطاب الكهربائية في الأنف، تم تحفيز الأعصاب في البصلة الشمية، ثم إرسال المعلومات إلى المناطق العميقة في الدماغ، المسؤولة عن الشم.
ويمكن علاج بعض حالات فقدان الشم عن طريق معالجة السبب، مثل معالجة الجيوب الأنفية أو منعها من التورم، حيث يتم إعاقة الممر الأنفي ولا تصل الرائحة إلى الدماغ، وفي الحالات الأكثر تعقيدا، قد يتضرر الأنف الحسي بسبب إصابة في الرأس أو بفيروس أو الشيخوخة، ما قد يؤدي إلى حدوث فقدان كامل للرائحة، ولا توجد حاليا أي علاجات مؤكدة، ولكن الدراسة الجديدة تثبت وجود خيارات في الأفق، قد تنجح في السنوات المقبلة.
وقال الدكتور إريك هولبروك، رئيس قسم الأنف في المستشفى: "يظهر عملنا أن التقنية الجديدة فكرة تستحق الدراسة أكثر من ذلك"، وأضاف هولبروك قائلا: "يوجد حاليا القليل الذي يمكننا القيام به لهؤلاء المرضى، ونأمل في النهاية أن نتمكن من إعادة حاسة الشم لأولئك الذين فقدوها"، وتابع حديثه مضيفا: "نعلم الآن أن النبضات الكهربائية في البصلة الشمية يمكن أن توفر حاسة الشم، وهذا أمر مشجع"، ونشرت نتائج الدراسة في مجلة المنتدى الدولي للحساسية وعلم الأنف، وقد أثبتت التجارب أن تقنية التحفيز الكهربائي قد نجحت في الأنظمة الحسية الأخرى، ولا سيما السمع.
اضف تعليق