القلق جزء من الحياة، فقد تشعر بذلك عندما تكون عالقا في زحمة المرور أو تتعجل في إنجاز شيء ما خلال العمل، وقد ينتابك القلق بشأن تدبير شؤون عائلتك أو أموالك، ويجسد القلق شعورا بالتوتر يرافقه بعض الأعراض الجسدية، وبشكل عام تختلف أعراض القلق الجسدية من شخص لآخر...
القلق جزء من الحياة، فقد تشعر بذلك عندما تكون عالقا في زحمة المرور أو تتعجل في إنجاز شيء ما خلال العمل، وقد ينتابك القلق بشأن تدبير شؤون عائلتك أو أموالك، ويجسد القلق شعورا بالتوتر يرافقه بعض الأعراض الجسدية، وبشكل عام تختلف أعراض القلق الجسدية من شخص لآخر، وتشمل ضربات القلب السريعة والتعب المزمن والأرق.
والقلق اضطراب عقلي يحدث نتيجة التعرض لبعض الضغوط. ويعد القلق مزيجا من التفاعلات الجسدية والعقلية التي تظهر إثر الشعور بالخطر أو نتيجة لتغيرات هرمونية في الجسم.
وغالبا ما يتجاهل الكثير من الأشخاص أعراض القلق، ولا يتخذون التدابير اللازمة التي تساعد على تجاوز هذه الحالة والحد من تأثيراتها على الصحة النفسية والجسدية.
وتميل اضطرابات القلق دائمًا إلى توقع حدوث كارثة ولا يمكنها التوقف عن القلق بشأن الصحة أو المال أو الأسرة أو العمل أو المدرسة. في الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، القلق غالبًا ما يكون غير واقعي أو لا يتناسب مع الموقف فتصبح الحياة اليومية حالة دائمة من القلق والخوف والرهبة، وفي النهاية يسيطر القلق على تفكير الشخص الذي يتداخل مع الأداء اليومي، لذلك يجب علاج اضطراب القلق سواء بالأدوية أو العلاج النفسي مبكرا حتى لا يتفاقم الأمر، كما يجب تغيير نمط الحياة للتخلص من القلق المستمر.
في حين يعتقد البعض أن القلق والتوتر يؤثر فقط على الصحة النفسية للإنسان ولكنه يؤثر أيضاً على صحة الجسم أيضاً، وهناك آثار قصيرة وطويلة الأجل قد تحدث للجسم بسبب القلق والتوتر، فهو قد يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي ويقلل المناعة،
فقد ازداد عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق في العالم بنسبة 15 % منذ عام 2005. فما هي أعراض هذا المرض وكيف ينتشر وما الذي يمكن عمله حيال هذا الامر من أجل التمتع بصحة أفضل؟
وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) لعام 2015هناك حوالي 264 مليون شخص في العالم يعانون من اضطرابات القلق. عادة ما يكون الخوف هو أمر طبيعي وفي كثير من الحالات له ما يبرره، فهو يحمينا من الأخطار، بيد أن الذين يعانون من هذا المرض يشعرون بالخوف دون سبب واضح. وبالرغم من عدم وجود أي خطر حقيقي ألا أن المريض يشعر بأنه حقيقي للغاية، ويبقى السؤال الأهم ما الذي يمكن فعله ضد اضطرابات القلق، نتعرف على الإجابة من خلال المعلومات الواردة في التقرير ادناه.
القلق وارتفاع ضغط الدم.. العلاقة "الحقيقية" تتكشف
ليس هناك شك في أن الشعور بالقلق، يمكن أن يرفع ضغط الدم، على الأقل في المدى القصير، وفق أحدث دراسة نشرت نتائجها صحيفة "التايم" البريطانية، وقال الدكتور كريستوفر سيلانو، المدير المساعد لبرنامج أبحاث الطب النفسي في القلب بمستشفى ماساتشوستس العام: "إن عقولنا وأفكارنا ترتبط بالتأكيد بقلوبنا".
وأضاف: "عندما يكون هناك شيء ما يجعلك قلقا، سواء كان طارئا يهدد حياتك أو مصدر قلق مستمر، يبدأ الجهاز العصبي بالاستجابة، مما يرفع معدل ضربات القلب وضغط الدم لديك"، وأوضح سيلانو إن الشعور بالقلق قد يكون جيدا، وربما مفيدا، إن كان في حدود معقولة، وقال: "القليل من القلق يمكن أن يكون محفزا، ويمكن أن يساعد على بدء ممارسة روتينية جديدة أو اتخاذ خيارات غذائية صحية"، وحذر من أن الناس القلقين بشكل مزمن، من الممكن أن يتعرضوا لتغيرات في جهاز المناعة والأوعية الدموية والصفائح الدموية، مما قد تسهم في الإصابة بأمراض القلب.
الكشف عن ارتباط بين القلق والوزن الزائد
توصلت دراسة سويدية الى وجود صلة بين السمنة والشعور بالقلق لدى الشباب، إذ تعتبر السمنة عاملا رئيساً يؤدي الى الشعور بالقلق والاكتئاب بين الأطفال والمراهقين.
وعرض معهد كارولينسكا في ستوكهولم بالسويد، النتائج التي توصلت اليها الدراسة وبينت أن الإناث المصابات بالسمنة هن أكثر عرضة بنسبة 43 في المئة للإصابة بالقلق والاكتئاب بالمقارنة مع غيرهن، في حين أن الذكور الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة بنسبة 33 في المئة لخطر الإصابة بهاتين المشكلتين المتعلقتين بالصحة النفسية.
عقاقير القلق قد تسبب الخرف
توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن الاعتماد طويل الأمد على حبوب علاج القلق والأرق قد يكون له علاقة بمرض الزهايمر.
وذكرت الدراسة، التي أجريت على عدد من كبار السن في كندا، إلى أن استخدام أدوية «البنزوديازيبين» المعروفة بتأثيراتها المهدئة لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر يزيد احتمال الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 51 %.
وتوصي هيئة التأمين الصحي في بريطانيا باستخدام تلك العقاقير لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 أسبوعاً على الأكثر، حسب (بي بي سي). وعلى الرغم من أن الفريق الفرنسي - الكندي الذي أعد الدراسة لم يربط بشكل قاطع بين تلك العقاقير والإصابة بالزهايمر إلا أنه نبه إلى خطورة استخدام تلك العقاقير لمدة تزيد على ثلاثة أشهر.
وقالت صوفي دي غيغ، أستاذة بجامعة بوردو والمشرفة الرئيسية على الدراسة، بالمجلة الطبية البريطانية إن «ثمة علاقة بين استخدام «البنزوديازيبين» وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر»، وأضافت: «ينبغي أن نتعامل مع الاستخدام غير المبرر لتلك الأدوية لفترات طويلة على أنه يمثل مصدر قلق على الصحة العامة».
وشملت الدراسة نحو ألفي شخص مصاب بمرض الزهايمر ممن تزيد أعمارهم على 66 عاماً في مقاطعة كيبيك الكندية، وجميعهم سبق وأن تناولوا أدوية «البنزوديازيبين»، وأجرت الدراسة مقارنة بين هؤلاء المرضى وبين نحو 7 آلاف من الأشخاص الأصحاء من نفس الفئة العمرية الذين يعيشون في نفس المقاطعة. وخلصت الدراسة إلى تزايد خطر الإصابة بالزهايمر بين من تناولوا أدوية «البنزوديازيبين»، لكنها أشارت إلى أن طبيعة العلاقة بين تلك الأدوية والزهايمر لا تزال غير واضحة.
أعراض القلق
فيما يلي جملة من الأعراض الجسدية المقترنة بالشعور بالقلق:
ألم الصدر
تعتبر آلام الصدر من الأعراض الشائعة بين الأشخاص الذين يعانون من نوبات القلق. وفي معظم الحالات، يكون ألم الصدر ناتجا عن التوتر العضلي. وعلى الرغم من أن هذا الألم يكون أقرب إلى ألم النوبة القلبية في بعض الأحيان، فإنه مؤقت وسرعان ما يزول، ومن غير المرجح أن تنجر عنه عواقب وخيمة مثل النوبة القلبية، إذا شعرت بألم في الصدر اتصل مباشرة بالطوارئ ولا تنتظر حتى تتأكد أنه من القلق، إذ قد يكون عرضا للإصابة بنوبة قلبية.
التعرق المفرط
يعتبر التعرق رد فعل طبيعيا للجسم وعملية ضرورية للحفاظ على درجة حرارته المثالية وتخليصه من السموم والإفرازات. ومع ذلك، يزيد نشاط الغدد العرقية في حالات القلق، مما يؤدي إلى إفراز الجسم كميات كبيرة من العرق، الأمر الذي لا يعد طبيعيا، ويتطلب اتخاذ تدابير وقائية.
ألم الكتف والرقبة
عادة ما ينتاب المرء ألم في الرقبة والكتفين أثناء الشعور بالقلق. وفي بعض الأحيان، يرافق آلام الرقبة والكتفين شعور بالتنميل في الوجه أو في جزء منه، إذا شعرت بألم أو تنميل في الرقبة والكتفين فاتصل مباشرة بالطوارئ ولا تنتظر حتى تتأكد أنه من القلق، إذ قد يكون عرضا للإصابة بنوبة قلبية.
اضطراب في الجهاز الهضمي
تؤثر الحالة النفسية على صحة الجهاز الهضمي. ومن هذا المنطلق، تسبب نوبات القلق اضطرابات في الجهاز الهضمي. ويعتبر عسر الهضم والإمساك من المشاكل الأكثر شيوعا التي يواجهها الأشخاص الذين تداهمهم نوبات القلق.
الأمراض الجلدية
يؤثر ارتفاع مستوى القلق على المظهر الخارجي للمرء، ويؤدي إلى تطويره لأمراض جلدية. ويعتبر الطفح الجلدي الذي يصيب الوجه أو البقع الصبغية أو الجفاف المفرط للجلد من أكثر الأعراض شيوعا.
وخز في العضلات
يشير الشعور بالتعب ووخز في الجسم إلى معاناة المرء من التوتر والقلق.
الأرق
يعتبر الأرق وغيره من اضطرابات النوم من بين الأعراض الأكثر شيوعا التي تظهر على الأشخاص المصابين بالقلق. والجدير بالذكر أن تواصل الأرق لفترات طويلة يؤدي إلى اضطرابات جسدية وعقلية أخرى تؤثر على حياة المرء.
الصداع النصفي
يرتبط الصداع الشديد -بما في ذلك الصداع النصفي- مباشرة بزيادة مستوى التوتر والقلق. وغالبا ما يؤثر الإجهاد سلبا على الصحة النفسية والجسدية.
أمور يمكن فعلها ضد القلق
ازداد عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق في العالم بنسبة 15% منذ عام 2005، فما أعراض هذا المرض وما الذي يمكن عمله حيال هذا الأمر من أجل التمتع بصحة أفضل؟
وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2015، هناك حوالي 264 مليون شخص في العالم يعانون من اضطرابات القلق. عادة ما يكون الخوف أمرا طبيعيا وفي كثير من الحالات له ما يبرره، فهو يحمينا من الأخطار، بيد أن الذين يعانون من هذا المرض يشعرون بالخوف دون سبب واضح. وبالرغم من عدم وجود أي خطر حقيقي فإن المريض يشعر بأنه حقيقي للغاية.
هناك أشكال مختلفة من اضطراب القلق، وتشمل هذه -على سبيل المثال- الرهاب المقيد بشكل خاص والذي عادة ما يكون مرتبطا بأمر معين -على سبيل المثال: رهاب العنكبوت أو الخوف من الطيران- بينما يكون اضطراب القلق العام دائما ولا يرتبط بمواقف أو أشياء ملموسة.
ومن أعراضه: الإجهاد أو التوتر أو التعرق أو حتى الشعور بالذعر في أي وقت، بيد أن من يعانون من هذا المرض تمرنوا منذ الصغر على إخفاء مشاعرهم أمام الناس، لذلك فإن ملاحظته أو كشفه ليس بالأمر السهل.
تأثر النساء أكثر من الرجال
من المرجح أن تتأثر النساء به أكثر من الرجال بمعدل الضعف، وذلك بحسب طبيعة هذا القلق وكونه خاصا أو عاما. وقد يرجع ذلك لأسباب مختلفة مثل الوراثة أو البيئة المحيطة بالمرأة أو حتى التجارب الشخصية المؤلمة؛ كل هذه الأمور من الممكن أن تلعب دورا في الإصابة وفي تطور أعراض المرض.
وتشمل الأعراض عادة الشعور بالتعب وضعف النوم ومشاكل في الجهاز الهضمي. فإذا شعرت لمدة تزيد على ستة أشهر بأنك لا تستطيع الخروج من حالة من القلق والمخاوف، فيجب عليك استشارة الطبيب.
وهناك عدة أمور تساعد على التغلب على التوتر ولها تأثير إيجابي على من يعاني من هذا المرض، وتشمل:
1- الرياضة
لكل من يعاني من التوتر ومشاعر القلق والخوف قد تكون الرياضة هي الحل الأمثل من أجل تهدئة مشاعره. من المهم الالتزام برياضة معينة ككرة القدم أو الجري أو حتى السباحة وذلك مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع لمدة ثلاثين دقيقة على الأقل.
وتساعد الرياضة على تقليل الأدرينالين الذي يتأتى من المواقف العصيبة. بالإضافة إلى ذلك، يتفاعل الجسم مع ممارسة الرياضة وتزيد نبضات القلب ويبدأ بالتعرق، وهي ردود يلجأ لها الجسد من أجل التغلب على مشاكله.
2- الأكل الصحي
الطعام الصحي ليس غذاء للجسد فقط بل هو أيضا غذاء صحي للنفس، وينصح هنا باتباع نظام غذائي صحي مع الكثير من الحبوب الكاملة والخضروات وأحماض أوميغا 3 الدهنية.
3- اليوغا والاسترخاء
بالإضافة إلى الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، تفيد تقنيات الاسترخاء المختلفة مثل اليوغا أو التأمل على الحد من التوتر، وهذا يرجع جزئيا إلى إيقاع التنفس، فالتنفس العميق والبطيء ينشط ما يسمى "برد الفعل"، حيث يتخلص الجسم بهذه الطريقة من هرمونات التوتر، على كل حال من المهم أيضا استشارة الطبيب في هذا الأمر، وعدم الانتظار لفترات طويلة من أجل أخذ الاستشارة الطبية، وذلك لمنع تطور المرض أو أعراضه.
اضف تعليق