q
الكثير منا لا يمارس الرياضة بسبب الكسل او قلة الوعي بفوائدها، رغم ان ممارستها شيء إيجابي وصحي، ولكن ما هي الفترة الأنسب لممارسة هذه التمارين؟ وهل ممارسة الرياضة مساء تؤثر بشكل سلبي على نوم الإنسان ونظامه الغذائي؟ دراسات متخصصة تجيب على هذه الأسئلة، في التقرير ادناه...

ممارسة التمارين الرياضية شيء إيجابي وصحي، ولكن ما هي الفترة الأنسب لممارسة هذه التمارين؟ وهل ممارسة الرياضة مساء تؤثر بشكل سلبي على نوم الإنسان ونظامه الغذائي؟ دراسات متخصصة تجيب على هذه الأسئلة، في التقرير ادناه.

منا لا يمارس الرياضة بسبب الكسل او قلة الوعي بفوائدها. تعتبر ممارسة الرياضة مؤشر يدل على وعي الافراد والشعوب، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية ان الخمول يحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة الاسباب المؤدية للوفيات على الصعيد العالمي 6%), كذلك سبب رئيسي في الاصابة بسرطان القولون والثدي (21- 25%) ، و27% من حالات السكري، وقرابة 30% من مرض القلب الإقفاري.

النشاط البدني هو اي حركة تؤديها العضلات الصغيرة والكبيرة وتستهلك سعرات حرارية(طاقة) أكثر من السعرات المصروفة خلال فترة الراحة. ويحصل الجسم على منافع صحية اكثر عند تحريك العضلات الكبيرة اوضحت الدراسات أن المشاركة في النشاط البدني بانتظام ويوفر العديد من الفوائد الصحية.

إذ تلعب الرياضة دوراً أساسياً في حياتنا اليومية فهي وبحسب بعض الخبراء لها الكثير من الفوائد الصحية والنفسية لذا فقد اصبحت محط اهتمام بالغ من قبل بعض الجهات والمؤسسات الرياضية التي سعت بشكل جاد الى نشر وتطوير بعض الرياضات بصورة أكبر في العديد من دول العالم وذلك من خلال اقامة المسابقات والدورات المستمرة للعديد من هذه الالعاب وخصوصا الالعاب المميزة هذا بالإضافة الى إحياء بعض الألعاب الشعبية القديمة والعمل على الترويج لها باعتبارها جزء مهم من ثقافة تلك الشعوب والبحث عن أخرى جديدة.

لذا تعد الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها، من الأمور المهمة والأساسية في حياة الإنسان، فهي وبحسب بعض الخبراء سلوك صحي هام لتحسين الصحة العامة، فالرياضة تساعد بشكل كبير في تخليص الجسم من الكثير من المشكلات والأمراض المتنوعة كالسمنة وهشاشة العظام وأمراض القلب والشرايين و الشيخوخة المبكرة والوهن الجسدي والإعياء والأرق والضعف الجنسي وغيرها من الأمور الأخرى.

فقد يكون من الصعب أن تستجمع طاقتك في نهاية اليوم للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، خاصةً وأن الاسترخاء على الأريكة في هذا الوقت يبدو أكثر جاذبية بكثير.

لكنَّك لا تحتاج إلى التدرُّب لساعاتٍ في صالة الألعاب الرياضية؛ إذ اتَّضح أنَّ ممارسة الرياضة 30 دقيقة فقط يومياً لمدة خمسة أيام في الأسبوع يمكن أن تكون مفيدة جداً لصحتنا.

وفي حين يبدو صعباً، فليس ضرورياً قضاء تلك الـدقائق الـ30 في التعرُّق بصالة الألعاب الرياضية، بل يمكنك التمشية أو القيام ببعض أعمال البستنة.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تشمل الأنشطة البدنية لدى البالغين من سن 18 وحتى 64 عاماً ذلك النشاط البدني الذي تجري ممارسته في أوقات الفراغ، والتنقُّل (مثل المشي أو ركوب الدراجات)، والأنشطة المهنية (أي العمل)، والأعمال المنزلية، واللعب، وممارسة الألعاب، أو الرياضات، أو التمارين المُخطَّط لها في سياق الأنشطة اليومية، وكذلك الأنشطة الأسرية، والمجتمعية.

وللحصول على فوائد التمارين الرياضية ينصح بممارستها في مكان مفتوح للإستفادة من الأكسجين وإذا اضطر الشخص لممارسة الرياضة داخل غرفة فعليه فتح النوافذ، ومن هذا كله نصل إلى نتيجة مفادها أن على القائمين على المدارس تعليم الطفل أهمية الرياضة وإعطاء حصص أسبوعية لممارسة الرياضة والاهتمام بها أكثر لما لها من آثار ايجابية على صحة الإنسان، ولا تنس عزيزي القارئ أنه بعد ممارسة الرياضة يجب أخذ استراحة ومن ثم شرب الماء أو العصير لتعويض ما تم فقده من سوائل الجسم بسبب التعرق.

إدراك فوائد التمرينات الرياضية

تشير دراسة أسترالية إلى أنه كلما تفهم الناس فوائد ممارسة التمرينات الرياضية كانوا أكثر نشاطا من الناحية الجسمانية، وأجرى باحثون بجامعة سنترال كوينزلاند مسحا على 615 شخصا لمعرفة قدر معرفتهم بمنافع النشاط الجسماني ومخاطر الكسل. وتضمن المسح أيضا أسئلة لقياس الوقت الذي يمضونه في السير أو القيام بنشاط خفيف مثل السباحة أو نشاط أكبر مثل ركوب الدراجات، وكتبت كبيرة الباحثين في الدراسة ستيفاني سكويب وزملاؤها في دورية (بلوس وان) إن النشاط الجسماني المنتظم ”يحد من خطر الوفاة لأي سبب من الأسباب بنسبة 30 بالمئة ومن خطر الإصابة بأمراض مزمنة خطيرة مثل أمراض القلب بنسبة 35 بالمئة ومرض السكري من النوع الثاني بنسبة 42 بالمئة وسرطان القولون بنسبة 30 بالمئة“.

وكتبوا أيضا ”النشاط الجسماني المنتظم يزيد أيضا من متوسط العمر ويحسن من الحالة البدنية والصحية بشكل عام“، واتفق كل من خضعوا للدراسة تقريبا على أن النشاط الجسماني مفيد للصحة، لكن المشاركين تمكنوا من الربط بين 14 مرضا وتراجع النشاط الجسماني من بين 22 مرضا يمكن أن يصاب الإنسان بأي منها عندما لا يمارس الرياضة كثيرا.

ولم يستطع أغلب من شاركوا في الدراسة تقدير المخاطر المتزايدة للإصابة بأمراض نتيجة عدم ممارسة الرياضة على وجه الدقة، ولم يتمكن أكثر من نصف المشاركين من معرفة أي قدر من الرياضة يعود على الجسم بالنفع.

إلا أن الباحثين توصلوا إلى أنه كلما تمكن المشاركون من الربط بشكل صحيح بين بعض الأمراض وتراجع النشاط الجسماني كانوا أكثر نشاطا وممارسة للتمرينات، وقال الباحثون في دراستهم إن مبادرات تحسين الصحة ينبغي أن تهدف إلى زيادة الوعي بأنواع الأمراض المرتبطة بعدم ممارسة تمرينات رياضية، إلا أنه من نقاط القصور في الدراسة أن نحو ثلاثة أرباع المشاركين كانوا من النساء ومن ثم لم يتضح ما إذا كانت النتائج تنطبق أيضا على الرجال، وكتبت سكويب في رسالة بالبريد الالكتروني لرويترز هيلث ”جزء كبير من البالغين الأستراليين لا يمارسون نشاطا بشكل كاف... لهؤلاء نقول إن أي نشاط جسماني أفضل من لا شيء وزيادة النشاط الجسماني مفيدة للصحة“.

التمرينات المتقطعة تحرق سعرات أكثر من الركض

تشير مراجعة بحثية إلى أن ممارسة مجموعة متنوعة من التمرينات الرياضية المكثفة مع الحرص على فترات راحة وجيزة تتخللها ربما تساعد على خسارة الوزن أكثر من الركض بوتيرة ثابتة على جهاز المشي أو ركوب الدراجة الثابتة في صالات الألعاب.

وغالبا ما ينصح الأطباء من يحاولون خسارة الوزن بالتركيز على خفض السعرات الحرارية وزيادة نشاطهم البدني. لكن باحثين كتبوا في الدورية البريطانية للطب الرياضي يشيرون إلى أن النموذج الأمثل للتمرينات والقدر الكافي منها للوصول إلى الوزن المثالي ليس واضحا، وفي إطار بحثهم الحالي، فحص الباحثون بيانات 41 دراسة أصغر قارنت نتائج خسارة الوزن بعد ما لا يقل عن أربعة أسابيع إما من التمرينات الرياضية المتقطعة أو البرامج التدريبية المستمرة متوسطة الشدة، مثل الركض أو ركوب الدراجات أو السير بخطى ثابتة.

وانخفضت أوزان الرجال والنساء المشاركين في الدراسات كما تراجعت الدهون في أجسامهم بفضل هذين النوعين من النشاط البدني بغض النظر عن وزنهم عند بدء ممارسة التدريبات،

وقال باولو جنيتل كبير الباحثين في المراجعة وهو من الجامعة الاتحادية في جوياس بالبرازيل ”لا تتعلق خسارة الوزن بعدد السعرات الحرارية التي تحرقها خلال التمرينات فحسب ولكن أيضا برد فعل جسمك خلال الساعات والأيام التي تلي التمرينات“.

وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني ”وجدنا أن التمرينات المتقطعة تزيد من خسارة الدهون وأن تمرينات السرعة المتقطعة ربما تكون فعالة للغاية في هذا الصدد“، واستمرت جلسات التمرينات المتقطعة 28 دقيقة في المتوسط مقارنة مع 18 دقيقة فقط لجلسات تمرينات السرعة المتقطعة و38 دقيقة من التمرينات المستمرة المتوسطة، وتتنوع برامج التمرينات الرياضية، لكن أكثرها شيوعا هي التمرينات المكثفة المتقطعة التي يستغرق كل منها أربع دقائق وتتخللها فترات راحة لمدة ثلاث دقائق.

ربع البالغين يعرضون صحتهم للخطر بسبب قلة النشاط

أظهرت دراسة أشرفت عليها منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ربع البالغين في العالم- أو 1.4 مليار شخص- لا يمارسون الكثير من التمارين الرياضية مما يزيد احتمال تعرضهم لأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني والخرف والسرطان.

وفي عام 2016، كانت واحدة تقريبا من كل ثلاث سيدات ورجل من بين كل أربعة رجال في أنحاء العالم لا يلتزمون بالمستويات الموصى بها من النشاط البدني للبقاء أصحاء وهي ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المتوسط أو 75 دقيقة من التمارين القوية كل أسبوع، وأفادت الدراسة التي أجراها باحثون من منظمة الصحة العالمية ونشرت يوم الثلاثاء في دورية (ذا لانسيت جلوبال هيلث) بأن هذه المستويات العالمية للنشاط البدني لم تشهد تحسنا منذ عام 2001، وكانت أعلى مستويات لضعف ممارسة التمارين في عام 2016 بين البالغين في الكويت وساموا الأمريكية والسعودية والعراق، حيث كان أكثر من نصف البالغين لا يؤدون ما يكفي من النشاط لحماية صحتهم، وبالمقارنة، فإن حوالي 40 بالمئة من البالغين في الولايات المتحدة و36 بالمئة في بريطانيا و14 بالمئة في الصين لا يقومون بتمارين كافية للبقاء بصحة جيدة، وقالت ريجينا جاتهولد وهي باحثة في منظمة الصحة العالمية وشاركت في الإشراف على الدراسة ”خلافا للمخاطر الصحية العالمية الكبيرة الأخرى، فإن مستويات ضعف النشاط البدني لا تتراجع على المستوى العالمي، وأكثر من ربع البالغين لا يحققون المستويات الموصى بها من النشاط البدني من أجل التمتع بصحة جيدة“.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن النشاط البدني غير الكافي أحد العوامل الرئيسية للوفاة المبكرة في أنحاء العالم، كما أنه يزيد خطر الإصابة بأمراض غير معدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري.

ووجدت الدراسة أن مستويات النشاط البدني المنخفضة كانت أكبر بأكثر من المثلين في البلدان ذات الدخل المرتفع مقارنة بالدول الأكثر فقرا، وأنها زادت بنسبة خمسة بالمئة في البلدان الأغنى بين عامي 2001 و2016، وحث الباحثون الحكومات على الانتباه لتلك التغييرات وتوفير البنية التحتية التي تشجع على المشي وركوب الدراجات للتنقل وممارسة الرياضة.

تحسين الحالة النفسية والمزاجية

خلصت دراسة أمريكية إلى أن ممارسة الرياضة تحد من ظهور أعراض الأمراض النفسية وتحسن الحالة المزاجية، وقال الباحثون إن هذه النتيجة ربما تنطبق حتى على القيام بالأعباء المنزلية، وبحث فريق الدراسة بيانات أكثر من 1.2 مليون بالغ في الولايات المتحدة. وأجاب المشاركون على سؤال حول وتيرة ممارستهم للرياضة خلال الشهر المنصرم بعيدا عن أي نشاط جسدي في نطاق العمل. كما أجابوا على سؤال يتعلق بكم مرة شعروا فيها أن صحتهم النفسية ”ليست على ما يرام“ بسبب التوتر والاكتئاب والمشاكل العاطفية.

وأشارت نتائج الدراسة المنشورة في دورية (لانسيت سايكياتري) إلى أن أيام الشعور بالحالة المزاجية السيئة شهريا بلغت 3.4 يوم في المتوسط وكانت أقل لدى من يمارسون بعض النشاط الجسدي خارج نطاق العمل بمقدار 1.5 يوم، وبدا أن للرياضة تأثيرا أكبر على من لديهم تاريخ مع مرض الاكتئاب. فضمن هذه الفئة تراجع شعور من يمارسون الرياضة بحالة نفسية سيئة بمقدار 3.8 يوم شهريا في المتوسط مقارنة بمن لم يفعلوا قط.

وقال آدم تشيكرود وهو باحث في الطب النفسي بجامعة ييل بولاية كونيتيكت الأمريكية ”من يمارسون الرياضة يتحلون بصحة نفسية أفضل ممن لا يفعلون خاصة من يتمرنون بين ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيا لمدة 45 دقيقة“.

وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني ”تؤكد هذه الدراسة على المنافع الصحية المتعددة لممارسة الرياضة بغض النظر عن السن أو العرق أو النوع أو الدخل أو الحالة الجسمانية. أي قدر بسيط يفيد، بمعدل 30 دقيقة كحد أدنى، وكل تمرين بما في ذلك المشي يرتبط بتخفيف مشكلات الصحة النفسية“، وأثبتت الدراسة أن كل أشكال الرياضة تؤثر على حديث المرء عن شعوره بحالة نفسية سيئة، وكانت الصلة أقوى في حالات من بينها الرياضات الجماعية وركوب الدراجات إذ ارتبطت بتقليل أيام الشعور بحالة نفسية سيئة 22 في المئة مقارنة بعدم ممارسة الرياضة لتليها تمرينات اللياقة البدنية التي ارتبطت بتراجع الحالة المزاجية السيئة بنسبة 21 في المئة، وتوصلت الدراسة إلى أن التمرينات الذهنية كاليوجا والتاي تشي تؤدي إلى الحد من أيام الشعور بالمزاج السيء بنسبة 23 في المئة مقارنة بعدم ممارسة الرياضة، وحتى الأعباء المنزلية، أثبتت النتائج أنها تؤدي إلى تقليص أيام الشعور بحالة نفسية سيئة بنسبة 9.7 في المئة على الأقل مقارنة بمن لا يمارسون الرياضة على الإطلاق.

كما وجدت دراسة أمريكية أن من يمارسون التدريبات الرياضية عدة مرات في الأسبوع يقولون إنهم يتمتعون بحالة نفسية أفضل ممن لا يمارسون الرياضة على الإطلاق ويتمتع من يشاركون في الرياضات الجماعية بأكبر التأثيرات الإيجابية.

كما وجد البحث أن الإكثار من التمارين لا يعود بالنفع دائما على الحالة النفسية إذ أبلغ أشخاص يمارسون الرياضة يوميا عن مستويات منخفضة من الصحة النفسية، ووفقا للنتائج التي نشرت في دورية (لانسيت للطب النفسي) فإن ممارسة التدريبات 45 دقيقة تقريبا من ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيا ترتبط بأكبر الفوائد.

وشملت الدراسة كل أنواع النشاط البدني من رعاية الأطفال وأعمال المنزل إلى جز العشب والصيد وركوب الدراجات والذهاب لصالة الألعاب الرياضية، ومن المعروف أن التمارين الرياضية تحقق فوائد صحية من خلال تقليل مخاطر الإصابة بأمراض مثل القلب والسكتة والسكري لكن تأثيرها على الصحة النفسية أقل وضوحا.

وتشير بعض الأدلة إلى أن التدريبات قد تحسن الحالة النفسية لكن خبراء يشيرون إلى أن الصلة قد تسير في الاتجاهين إذ قد يكون الخمول عرضا أو سببا يساهم في سوء الصحة النفسية، وبينما كانت الصلة في هذه الدراسة بين ممارسة التدريبات بانتظام وتحسن الحالة النفسية واضحة قال الباحثون إنهم لم يتمكنوا من توضيح السبب والتأثير.

ووجد الباحثون أن أكثر التدريبات ارتباطا بتحسن الصحة النفسية هي الرياضات الجماعية وركوب الدراجات والتدريبات الهوائية والتدريبات في الصالات الرياضية.

مفيدة مع التقدم في العمر

يتجاهل كثيرون ممارسة التمرينات الرياضية من أجل التمتع بعضلات وعظام قوية، بحسب هيئة الصحة العامة في إنجلترا، وأصدرت الهيئة تقريرا جديدا يوصي الناس بأهمية أداء التمرينات الرياضية الصحيحة كي يتمتعوا بصحة جيدة أثناء التقدم في العمر.

وقال التقرير إنه على الرغم من إدراك الناس الرسالة المتعلقة بأداء تمرينات الأيروبيك التي تمنح القلب والرئتين صحة جيدة، فإنهم أقل دراية بشأن الحاجة إلى ضرورة الاهتمام بالقوة البدنية بصفة عامة، وينبغي لنا جميعا المواظبة على أداء تمرينات تقوية العضلات مرتين في الأسبوع على الأقل.

ويعد حمل الأثقال أحد الخيارات المطروحة، كما أن لعب التنس أو الرقص يفيد أيضا، وفقا لهيئة الصحة العامة لإنجلترا ومركز "التقدم في العمر بطريقة أفضل".

ويطرح التقرير عددا من الأنشطة المفيدة من بينها: ألعاب الكرة ورياضة كرة المضرب والرقص والمشي باستخدام عصي السير (بما يسمح بأداء تمرينات بدنية للجزء العلوي للجسم والساقين) وتدريبات المقاومة (باستخدم أثقال أو وزن الجسم في تدريبات الدفع أو الجذب)، كما يوصي التقرير برياضة اليوغا و"تاي تشي" وركوب الدراجات، وجميعها يفيد العظام والعضلات والتوازن.

ويمكن لتقوية العضلات والعظام فضلا عن نشاط التوازن تحسين اللياقة البدنية والصحة في أي مرحلة عمرية وتقليل مخاطر الوفاة المبكرة، كما تساعد التمرينات الرياضية في تحسين الصحة خلال فترات الشدائد وتقلبات الحياة مثل فترة الحمل، وانقطاع الطمث، وبداية أو تشخيص المرض، والتقاعد، والتعافي بعد المستشفى.

تحسن ضغط الدم وتمنع تكرار الجلطات

أظهرت مراجعة جديدة لدراسات سابقة أن الأشخاص الذين أصيبوا بجلطة يمكنهم تحسين ضغط الدم وتقليل خطر تكرار الإصابة بالجلطات إذا مارسوا التمارين الرياضية، وقالت آدا تانج من جامعة ماكماستر في هاميلتون بولاية أونتاريو في كندا ”أحد التحديات مع الجلطة والتمارين هي أن الناس يعتقدون أنهم لا يستطيعون القيام بها لأن حركتهم محدودة“.

وأضافت تانج التي لم تشارك في الدراسة الجديدة لرويترز هيلث عبر الهاتف ”الدراسات تظهر أن هذا ممكن وآمن ومفيد حتى وأن لم تكن قادرا على التمرين بنفس القوة كما في السابق“، وقال الدكتور علي علي من جامعة شيفلد البريطانية في مقابلة بالتليفون وهو أحد المعدين الرئيسيين للدراسة ”من المثير للاهتمام أن انخفاض ضغط الدم (عند ممارسة التمارين) يضاهي الانخفاض المتوقع عند البدء في تناول أدوية خفض الضغط“، وجمع فريق الدراسة بيانات من 20 دراسة سابقة تناولت تقييم برامج التمارين الرياضية بعد الإصابة بجلطات أو بجلطات خفيفة. وشملت جميع الدراسات 1031 مريضا من عشر دول.

وركزت بعض الدراسات على التمرينات الهوائية (الايروبيكس) مثل المشي والجري وركوب الدراجات. وقيمت دراسات أخرى تمارين المقاومة التي تهدف إلى تحسين قوة العضلات أو القدرة على التحمل، ووجد الباحثون أن المصابين بالجلطات الذين شاركوا في برامج التمارين الرياضية، وخاصة الهوائية، شهدوا تراجعا في قياس ضغط الدم العلوي والسفلي عدة نقاط مقارنة مع أولئك الذين لم يمارسوا التمارين الرياضية.

وأدت التمارين إلى تحسين مستويات الكوليسترول، ولكن لم يكن لها تأثير على مستويات الجلوكوز في الدم أو على مؤشر كتلة الجسم، وكان انخفاض ضغط الدم أكبر قدرا بالنسبة لأولئك الذين بدأوا ممارسة الرياضة في غضون ستة أشهر من إصابتهم بالجلطة. وكان الانخفاض أيضا أكبر قدرا لأولئك الذين تلقوا إرشادات بخصوص النظام الغذائي والصحة.

هل يمكن للعيش قريبا من صالة رياضية أن يجعلك نحيفا؟

أفادت دراسة بريطانية أن من يعيشون قرب صالات رياضية ومسابح وملاعب يتمتعون بوزن أقل وخصر أنحف مقارنة بمن يعيشون على مسافات أبعد من المنشآت المخصصة لممارسة التمرينات الرياضية.

كما قال الباحثون في الدراسة التي نشرت في دورية لانسيت للصحة العامة إنه يبدو أن العيش بعيدا عن مطاعم الوجبات السريعة يساعد أيضا على الاحتفاظ بأوزان أقل، رغم أنهم لم يتأكدوا من هذه الصلة بقدر تأكدهم من فائدة السكنى قرب الصالات الرياضية.

وقال كبير الباحثين في الدراسة ستيفن كامنز من كلية لندن للصحة العامة وطب المناطق المدارية ”من المرجح أن سكان المجتمعات التي تفتقر إلى منشآت قريبة تشجع على إتباع نمط حياة صحي يكونون أكثر عرضة للبدانة“.

وأضاف كامنز في رسالة بالبريد الإلكتروني ”يمكن إصلاح ذلك بفرض قيود على عدد مطاعم الوجبات السريعة الجديدة في كل حي ومدى قربها من المنازل وتحفيز منشآت الأنشطة البدنية على فتح فروع لها في مناطق سكنية تقل فيها مثل هذه الأماكن، أو تمويل السلطات المحلية لتوفر هي هذه المنشآت“.

وتفيد تقديرات منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 1.9 مليار بالغ يعانون الوزن الزائد أو السمنة. وتسهم هذه المشكلة في الإصابة بمشاكل صحية شائعة تشمل أمراض القلب وداء السكري وأنواعا من السرطان.

وفي هذه الدراسة فحص الباحثون بيانات خاصة بالوزن وقياس الخصر ونسبة الدهون لأكثر من 400 ألف رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عاما.

واستخدم الباحثون بيانات جمعت بين عامي 2006 و2010 مثل دخل الأسرة وأنواع الطعام والخيارات المتاحة لممارسة الرياضة في أماكن قريبة من المنازل مثل الصالات الرياضية والمسابح والملاعب. ولم ينظر الباحثون إلى التريض في الحدائق العامة أو مسارات المشي أو قيادة الدراجات.

ووجدت الدراسة أنه في المتوسط أتيحت للمشاركين منشأة واحدة لممارسة التمارين تقع على مسافة لا تزيد عن كيلومتر واحد من المنزل، وأن نحو ثلث المشاركين لا يجدون مكانا لممارسة الرياضة بهذا القرب من منازلهم.

كما وجد الباحثون أن المشاركين في المجمل عليهم قطع مسافة 1.1 كيلومتر فقط لبلوغ مطعم للوجبات السريعة، وأن هناك مطعما لتقديم هذه الوجبات لا يبعد أكثر من نصف كيلومتر عن منازل نحو خمس المشاركين.

وتوصلت الدراسة إلى أن سهولة الوصول لأماكن ممارسة التمرينات تعني التمتع بوزن صحي أكثر، فقد كانت أوزان المشاركين الذين أتيحت لهم ستة أماكن على الأقل لممارسة التمرينات الرياضية أقل ممن لا توجد أماكن كهذه قرب بيوتهم. كما كانت خصورهم أنحف بمقدار 1.22 سنتيمتر ونسبة دهون الجسم لديهم أقل بمقدار 0.81 في المئة في المتوسط، في الوقت نفسه كانت خصور من يعيشون على بعد كيلومترين على الأقل من مطعم للوجبات السريعة أنحف بمقدار 0.26 سنتيمتر مقارنة بمن يعيشون على بعد أقل من نصف كيلومتر من مطعم لهذه الوجبات.

اضف تعليق