تعد صناعة الأدوية من أهم الصناعات في العالم فهي من ناحية ترتبط بحياة الإنسان وصحته ومن ناحية أخرى لها تأثير في اقتصاديات الدول، إذ يبلغ حجم مبيعات سوق الدواء في العالم قرابة الترليون دولار تستحوذ الشركات الأمريكية على 30% منها والشركات الأوروبية على 30% واليابانية على 21% والباقي موزع على بقية دول العالم، أذ تتسابق شركات صناعات الأدوية كل يوم ومع ظهور التقنيات الحديثة لصناعات الأدوية باتت كل شركة تنافس في سوق شرسة لإثبات تفوقها ولإثبات أنها الأفضل.
لكن الامر الذي لم يعد خافيا على أحد أن صناعة الدواء لا تقل في خطورتها عن صناعة السلاح نظرا للأرباح الطائلة التي تدرها على أصحابها، والتلاعب الكبير الذي يحدث في أبحاثها، وتقاريرها وجماعات الضغط العالمية التي تحتكرها لنفسها كميدان تجاري لا يباري فضلا عن الصفقات والعقود، وروائح الفساد التي تزكم الأنوف في كل أنحاء المعمورة.
أما الخطر الأكبر فيأتي من أن مافيا صناعة الدواء باتت تتعامل مع الآخرين بوصفها شركات منتجة للسلاح الثقيل وليس للدواء، ولذلك لم يبالغ كتاب صناعة الدواء عندما وضع على غلافه الخارجي صورة دبابة تطلق صنوفا عديدة من أقراص الدواء في اشارة إلى أن هذه الأقراص أشبه بالرصاص الذي يفتك ويقتل ويسيل الدماء!.
والمحقق أن الشكوي من صناعة الدواء ليست من نصيب شعوب دول العالم الثالث فحسب، وانما تشاركها في هذا الألم شعوب الدول المتقدمة التي قد يكون مصابها أكبر باعتبار التواطؤ القوي بين رجال السياسة، ورجال صناعة الدواء الي حد أن الشركات متعددة الجنسية التي تسيطر علي تجارة الدواء) تسهم علي سبيل المثال في الحملات الانتخابية للمرشحين (البرلمانيين والرئاسيين) في الحزبين الديمقراطي والجمهوري في امريكا.. كما يشارك نفر من قادة هذه الدول بأسهم في رأس مال هذه الصناعة الذي بلغ عام1990 نحو200 مليار دولار، وتضاعف اليوم ليصبح نحو400 مليار دولار!.
وأصبح ارتفاع أسعار الأدوية قضية وطنية على مدى العامين الأخيرين مع صعود تكلفة الرعاية الصحية في أمريكا، وتأرجحت أسهم شركات الأدوية منذ انتخاب ترامب حيث صعدت بفعل آمال عدم إحداث تغييرات وتراجعت في الفترة الأخيرة بفعل تعليقات عن إجراءات ربما يتخذها لخفض الأسعار.
على صعيد مقارب، قال روبرتو أزيفيدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية إنه بدأ سريان اتفاقية المنظمة التي تسمح للدول الفقيرة باستيراد الأدوية المكافئة، الى ذلك وبعد بعد مرور عقدين ركزت خلالهما على معالجة نقص المناعة المكتسب (ايدز) في أفريقيا قالت شركات أدوية عالمية إنها ستستثمر 50 مليون دولار على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة لمواجهة الأورام وغيرها من الأمراض غير المعدية في الدول الفقيرة.
من جهتها قالت كوريا الجنوبية إنها غرمت شركة نوفارتس السويسرية لصناعة الأدوية 200 مليون وون(174937 دولارا) وحظرت بشكل مؤقت بيع بعض من أدويتها لدفعها عمولات لأطباء مقابل التوصية باستخدام أدوية الشركة.
في حين أوصت هيئة تنظيم قطاع الدواء الأوروبية بتعليق الموافقة على أكثر من 300 دواء جنيس (متاح للإنتاج بعد أن انتهت فترة براءة اختراعه) بسبب اختبارات "لا يعتد بها" أجرتها شركة معامل أبحاث مايكرو ثيرابيوتك الهندية، بينما تعتزم الصين إضافة أكثر من 300 دواء جديد وتقليدي إلى قائمة الأدوية التي ستساعد الدولة المرضى في دفع ثمنها في أول تغيير منذ أكثر من سبع سنوات والذي من شأنه دعم أدوية السرطان وأمراض الكلى والالتهاب الكبدي الفيروسي وسيولة الدم.
للافت للانتباه أن المرضي في جميع أنحاء العالم هم ضحايا هذه الصناعة لأنهم ـ والحالة هذه ـ أصبحوا يحملون صفة زبائن شأنهم في ذلك شأن من يتردد علي سوبر ماركت كبير ليشتري منه حوائجه.. بمعني أن الطبيب لم يعد يهمه علاج المريض بقدر ما يهمه أن يسطو علي مدخراته، ويسلبه كل ممتلكاته.. فكانت النتيجة الطبيعية لذلك أن أصبح المريض مجرد رقم في سوق الطلب في مواجهة الدواء الذي أصبح يتربع علي عرش سوق العرض.. والحصاد النهائي هو مزيد من الأرباح التي تتكدس بها خزائن ارباب صناعة الدواء وصبيانهم من منتجي ما يسمي بالخدمات الطبية.
ترامب يضغط على شركات الأدوية لخفض الأسعار وزيادة إنتاجها بأمريكا
اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع كبار المسؤولين التنفيذيين لبعض شركات الأدوية الرئيسية وحثهم على زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة وخفض الأسعار بينما تعهد بتسريع الموافقات على الأدوية الجديدة.
وأكد ترامب أن الحكومة تنفق أكثر من اللازم على الأدوية في برامجها الصحية لكبار السن والمعاقين والفقراء وقال إنه سيعين عما قريب رئيسا جديدا لإدارة الأغذية والأدوية الأمريكية، ويشير لقاء ترامب مع المسؤولين التنفيذيين في القطاع إلى نزع فتيل التوترات بين الطرفين الذي كبح أسهم شركات الأدوية منذ الانتخابات الرئاسية. وارتفعت أسهم معظم شركات الأدوية في أعقاب الاجتماع رغم هبوط السوق عموما.
وقالت كوينسي كروسبي خبيرة الأسواق لدى برودنشل فايننشال في نيوآرك بنيوجيرزي "ترامب يحب مخاطبة مشاعر الجماهير في المقام الأول وفي ظل الارتفاع الصاروخي لأسعار (الأدوية) قال ترامب إنه لن يسمح بحدوث ذلك تحت إدارته"، وأضافت أن ترامب يلعب على التوازن بين السيطرة على الأسعار وتخفيف القواعد التنظيمية. وتابعت "لا أعتقد أن غالبية الأمريكيين يريدون إلغاء جميع القواعد التنظيمية التي تحكم صناعة الدواء".
بدء سريان اتفاق لمنظمة التجارة العالمية بشأن الأدوية المكافئة
قال روبرتو أزيفيدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية إنه بدأ سريان اتفاقية المنظمة التي تسمح للدول الفقيرة باستيراد الأدوية المكافئة.
والأدوية المكافئة هي أدوية تكافئ منتجا دوائيا ذا علامة تجارية من حيث الشكل الدوائي وشدته ونوعيته وخصائص الأداء له واستخدامه وغالبا ما يتم تسويقه باسمه الكيميائي أو بتركيبته الكيمائية بدلا من الاسم التجاري المعلن والذي يباع الدواء على أساسه.
وسمحت القواعد الأصلية لمنظمة التجارة العالمية في عام 1995 للحكومات بإنتاج الأدوية المكافئة لأسواقها المحلية دون موافقة الشركات صاحبة براءة الاختراع. ولكن هذا أدى إلى عدم تمكن الدول الأكثر فقرا والتي لا تملك قدرات تصنيع من الحصول على هذه الأدوية، وفي 2003 وافق أعضاء منظمة التجارة العالمية على إعطاء مثل هذه الدول إذنا مؤقتا أصبح بشكل فعلي جزءا دائما من قواعد منظمة التجارة العالمية.
شركات أدوية تعلن في دافوس تحول تركيزها إلى الأمراض المزمنة للفقراء
بعد مرور عقدين ركزت خلالهما على معالجة نقص المناعة المكتسب (ايدز) في أفريقيا قالت شركات أدوية عالمية إنها ستستثمر 50 مليون دولار على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة لمواجهة الأورام وغيرها من الأمراض غير المعدية في الدول الفقيرة.
وستساهم 22 شركة من بينها فايزر وميرك ونوفارتس وروشيه وسانوفي وجلاكسو سميث كلاين بالمال والخبراء في المشروع الذي يدعمه البنك الدولي، وأعلن عن المبادرة خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس وتهدف لتحسن مستويات العلاج والوقاية، وقديما ركزت جهود الرعاية الصحية في الأجزاء الأفقر من العالم على مكافحة الأمراض المعدية سواء من خلال التطعيمات أو برامج العلاج الدوائي أو بدء تنفيذ برامج لمكافحة الملاريا.
لكن عبء الرعاية الصحية تحول اليوم مع تراجع معدلات الوفيات بسبب تلك الظروف وانتشار الوفيات بين سكان المدن بسبب أمراض مثل الأورام والسكري إضافة إلى أمراض القلب والرئة التي صاحبت جميعها أنماط المعيشة الغربية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن تلك الأمراض غير المعدية مسؤولة عما يقرب من 70 في المئة من الوفيات حول العالم وأن ثلاثة أرباع تلك الوفيات يقع في دول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطةن وقال سيفيرين شوان الرئيس التنفيذي لشركة روشيه أكبر شركة مصنعة لأدوية الأورام في العالم إن شركته وغيرها من الشركات بدأت تطبيق أسعار تفضيلية في الدول النامية لكنه أشار إلى أن التكلفة ليست العائق الوحيد، وتحتاج دول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية إلى تحسين أنظمة الرعاية الصحية لديها حتى يستفيد المرضى من أحدث التطورات في عالم الدواء، وقال شوان لرويترز "إن الأمر يتعلق بدرجة كبيرة بالبنية التحتية للمستشفيات. لا يمكن إعطاء أدوية حديثة للعلاج من الأورام إذا لم تكن لديك مختبرات متطورة." وأردف بالقول "سنعمل على أن يكون تعاوننا مؤسسيا في هذه المنطقة".
كوريا الجنوبية تفرض غرامة على نوفارتس بسبب دفعها عمولات
قالت كوريا الجنوبية إنها غرمت شركة نوفارتس السويسرية لصناعة الأدوية 200 مليون وون(174937 دولارا) وحظرت بشكل مؤقت بيع بعض من أدويتها لدفعها عمولات لأطباء مقابل التوصية باستخدام أدوية الشركة.
وقالت متحدثة باسم وزارة سلامة الأغذية والأدوية إن الوزارة فرضت غرامة على 30 نوعا من الأدوية وحظرت مبيعات 12 صنفا مختلفا من ثلاثة أنواع من الأدوية من بينها عقار إيكسيلون لعلاج الزهايمر لمدة ثلاثة أشهر.
وقالت الوزارة على موقعها على الانترنت إن حظر المبيعات سيسري من 12 مارس آذار حتى 16 يونيو حزيران، وقالت نوفارتس كوريا في بيان أُرسل إلى رويترز إنها "تعترف وتقبل" بقرار الحكومة، وأضاف"إننا لا نتغاضى عن سوء السلوك ونواصل بذل جهود كبيرة كي نرسخ بشكل كامل ثقافة الالتزام عبر فرعنا في كوريا".
الاتحاد الأوروبي يوصي بتعليق مئات الأدوية التي اختبرتها شركة هندية
أوصت هيئة تنظيم قطاع الدواء الأوروبية بتعليق الموافقة على أكثر من 300 دواء جنيس (متاح للإنتاج بعد أن انتهت فترة براءة اختراعه) بسبب اختبارات "لا يعتد بها" أجرتها شركة معامل أبحاث مايكرو ثيرابيوتك الهندية.
ويمثل القرار الذي نشرته وكالة الدواء الأوروبية على موقعها الالكتروني أحدث صفعة لقطاع اختبار الأدوية الهندي الذي واجه عدة مشكلات مع الجهات التنظيمية الدولية في السنوات القليلة الماضية، ولم يتسن الاتصال بأحد من الشركة ومقرها تشيناي للتعليق.
وكانت وكالة الدواء الأوروبية ومسؤولون أوروبيون يحققون في مدى التزام مايكرو ثيرابيوتك بالممارسات المعملية السليمة بعد أن أثارت السلطات النمساوية والهولندية مخاوف بشأنها في فبراير شباط عام 2016.
وقالت الوكالة "التحقيقات حددت عدة مخاوف في مقار الشركة تتعلق بسوء عرض بيانات الدراسة ونقص التوثيق وسوء إدارة البيانات"، لكن ليس هناك دليل على أن الأدوية مضرة أو غير فعالة ومنها أدوية مصنعة محليا جنيسة لأدوية شائعة الاستخدام مثل أدوية علاج ضغط الدم وتسكين الآلام، وكانت اختبارات الأدوية في مؤسسات بحثية هندية خطوة رئيسية للحصول على موافقات على بيع مجموعة كبيرة من الأدوية الجنيسة في مختلف أنحاء العالم، وفي عام 2015 حظرت أوروبا نحو 700 دواء تمت الموافقة عليها بناء على اختبارات أعدتها جي.في.كيه بيوساينسز أكبر شركة هندية كانت تجري هذه الاختبارات في ذلك الوقت. واتضح كذلك أن شركات هندية أصغر تفتقر أيضا لمعايير الاختبار المطلوبة.
جونسون آند جونسون تشتري أكتيليون مقابل 30 مليار دولار
أعلنت شركة جونسون آند جونسون الأمريكية العملاقة لمنتجات الرعاية الصحية وأكتيليون السويسرية يوم الخميس أن جونسون آند جونسون ستستحوذ على الشركة السويسرية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية مقابل 30 مليار دولار تسدد نقدا وتشمل بيع وحدة الأبحاث والتطوير التابعة لأكتيليون.
وتمنح صفقة الاستحواذ جونسون آند جونسون حق التحكم في خطوط إنتاج أدوية باهظة الثمن لعلاج أمراض نادرة في المجموعة السويسرية مما يسهم في تنويع قطاعها من الأدوية في وقت يواجه فيه أكبر منتجاتها وهو عقار ريميكاد لعلاج التهاب المفاصل منافسة من أنواع أرخص ثمنا، وجاء العرض بدفع 280 دولارا لكل سهم بعد أسابيع من المحادثات الحصرية ووافق عليه مجلسا الإدارة بالشركتين.
وظلت أكتيليون مثار تكهنات بشأن عملية استحواذ على مدار أسابيع بعدما بدأت جونسون آند جونسون محادثات معها ثم أوقفتها. وقالت مصادر إن شركة سانوفي الفرنسية للأدوية كانت مهتمة أيضا بالأمر لكنها تراجعت بعد أن استأنفت جونسون آند جونسون المفاوضات الحصرية مع أكتيليون في ديسمبر كانون الأول.
وتتوقع جونسون آند جونسون أن تؤثر الصفقة على الفور على أرباحها المعدلة وتسرع معدل نمو إيراداتها وأرباحها، وأعلنت المجموعة الأمريكية نتائج فصلية مخيبة للتوقعات في الأسبوع الحالي. وقالت إنها ستمول الصفقة من السيولة المتاحة لديها خارج الولايات المتحدة، وستتخلى أكتيليون عن وحدة الأبحاث والتطوير التابعة لها والتي ستتحول إلى شركة مستقلة تتخذ من سويسرا مقرا لها وسيتم إدراجها في البورصة السويسرية وستحمل اسم آر آند دي نيو كو برئاسة مؤسس أكتيليون ورئيسها التنفيذي جان - بول كلوزل، ومن المتوقع استكمال الصفقة بحلول نهاية الربع الثاني من العام حيث ستشرع جونسون آند جونسون في تنفيذ العرض الذي طرحته بحلول منتصف فبراير شباط.
توقع ارتفاع مبيعات أدوية السرطان والالتهاب الكبدي في الصين
تعتزم الصين إضافة أكثر من 300 دواء جديد وتقليدي إلى قائمة الأدوية التي ستساعد الدولة المرضى في دفع ثمنها في أول تغيير منذ أكثر من سبع سنوات والذي من شأنه دعم أدوية السرطان وأمراض الكلى والالتهاب الكبدي الفيروسي وسيولة الدم.
وقال مسؤولون من قطاع الدواء إن أدوية واسعة الانتشار مثل فيريد لعلاج الالتهاب الكبدي الذي تنتجه شركة جلاكسو سميث كلاين وبريلينتا لعلاج أمراض القلب من إنتاج استرازنيكا وعقار رينفيلا لعلاج أمراض الكلى المزمنة من إنتاج سانوفي ستدرج على القائمة خلال الأسابيع المقبلة مما يضمن فعليا زيادة مبيعاتها.
ويقول محللون وأشخاص من داخل القطاع إن أدوية الأورام من المرجح كذلك أن تضاف إلى قوائم وطنية وإقليمية. وصعوبة الحصول على أدوية السرطان قضية ساخنة في الصين حيث يلجأ المرضى إلى تحمل عبء ديون ثقيلة أو إلى سوق غير رسمية للحصول على الأدوية التي يحتاجون إليها.
والتغيير في قائمة الأدوية المدعومة من الدولة سيكون بمثابة دفعة قوية تلقى ترحيب شركات الدواء العالمية التي شهدت انكماشا أو تراجعا في نمو مبيعاتها العام الماضي في الصين ثاني أكبر سوق للأدوية في العالم.
وقال مسؤول تنفيذي من شركة دواء بريطانية كبيرة في شنغهاي "إنها بدرجة كبيرة أهم قائمة دواء تطرح. وإضافتها تعني ارتفاعا كبيرا في مبيعات الأدوية"، وإدراج دواء على هذه القائمة يعني إتاحته من خلال برامج التأمين الصحي الحكومية مما يجعل سعره في متناول أعداد كبيرة من المستهلكين.
اضف تعليق