قضايا الفضائح الجنسية وجرائم الاغتصاب التي ارتكبها مشاهير السياسة والاعلام، لاتزال تشغل الرأي العام البريطاني الذي يعيش اليوم وبحسب بعض المراقبين، صدمة كبيرة خصوصا بعد ان كشفت التقارير والتحقيقات المستمرة تورط عدد من المشاهير في اعتداءات جنسية مختلفة شملت اعتداءات وجرائم استغلال جنسية ضد الأطفال. حيث انتشرت ادعاءات كثيرة بوقوع مثل هكذا جرائم في المملكة المتحدة منذ عدة أعوام، تتعلق بوجود مستغلين للأطفال في مراكز ومؤسسات ذات نفوذ في البلاد.
وقد قالت هيئة للرقابة على الشرطة في بريطانيا إنها ستحقق في أكثر من عشرة ادعاءات جديدة بأن ضباطا تستروا أو أنهوا تحقيقات أو ملاحقات قضائية تتعلق بالاعتداء الجنسي على أطفال بين 1970 و2000 بسبب تورط شخصيات عامة أو مشرعين في الأمر. ومنذ الكشف في 2012 عن أن مذيع تلفزيون (بي.بي.سي) الراحل جيمي سافيل دأب على الاعتداء الجنسي انهالت التكهنات والاتهامات بأن شخصيات مرموقة بينها ساسة بارزون متورطون في عصابات استغلال جنسي للأطفال وكان يحميهم ضباط شرطة كبار.
وفي وقت سابق قال ضابط يقود تحقيق على مستوى البلاد في الاستغلال الجنسي للأطفال تاريخيا إن هناك أكثر من 1400 شخصية مشتبه بها من بينها 261 "شخصية عامة كبيرة". وقالت اللجنة المستقلة لشكاوى الشرطة إنها ستدرس 13 ادعاء ساق معظمها ضباط سابقون في شرطة العاصمة لندن بأن أدلة حجبت وتحقيقات اعيقت أو جمدت أو ان جرائم تم التستر عليها لأن أعضاء بالبرلمان أو ضباط شرطة تورطوا بالأمر
ومن بين هذه الادعاءات ان محققين تولوا قضية استغلال جنسي للأطفال ضبطوا أحد المشرعين في ثمانينات القرن الماضي لكن اطلق سراحه دون توجيه أي اتهام له بناء على أوامر ضابط كبير. وجاء في ادعاء اخر ان أوراقا وأدلة تتعلق بجرائم جنسية بحق أطفال تورط بها أحد المشرعين اختفت مما أدى إلى إطلاق سراحه. وأمرت الحكومة باجراء تحقيق شامل وواف بشأن الاعتداء على الأطفال واذا ما كانت شخصيات مرموقة تسترت على الأمر ومن المتوقع ان يستغرق الانتهاء من الأمر خمس سنوات.
قضية سافيل
في هذا الشأن خلص تقرير نشرته بي بي سي معني بالتحقيق في ارتكاب مذيعها السابق جيمي سافيل انتهاكات جنسية بحق عدد من الضحايا إلى أنها أخفقت مرارا في وقف تلك الانتهاكات "البشعة" التي ارتكبها هو والمذيع ستيورات هول بسبب "ثقافة الخوف". وحدد التقرير الذي أشرفت عليه جانيت سميث، القاضية السابقة في المحكمة العليا، 72 ضحية لسافيل، من بينهم ثماني حالات اغتصاب، و21 ضحية لهول. وقالت إن ثقافة بي بي سي "كانت بالغة الاحترام" إذ رفض الموظفون الشكوى إلى مديريهم.
وقال المدير العام لورد هول للضحايا "خذلتكم بي بي سي في الوقت الذي كان يجب عليها أن تحميكم". وخلص التقرير إلى أنه في الوقت الذي لم يتقدم فيه أحد بشكوى إلى المديرين بشأن سافيل بسبب ثقافة الخوف التي مازالت موجودة، كان مديرو بي بي سي في مانشستر على دراية بسلوك هول. وحكم على هول بالسجن عام 2013 بعد اعترافه بالاعتداء السافر على 13 فتاة.
وقالت جانيت إن سافيل، الذي توفي عام 2011، وهول كانا "وحشين جنسيين" وفشلت بي بي سي خمس مرات في وقف سلوكهما المشين. وتحدث التحقيق مع 117 شاهدا من بي بي سي قالوا إنهم كانوا قد سمعوا شائعات بشأن سافيل. وبلغت تكلفة التقرير 6.5 مليون جنيه استرليني وهو مكون من ألف صفحة في ثلاثة أجزاء. وقالت ليز دوكس، المحامية المتخصصة في الانتهاكات الجنسية بمؤسسة سلاتر وغوردون التي تمثل 168 ضحية من ضحايا سافيل :"الكثير من الضحايا سيشعرون أن الأمر لا يتعدى كونه تبرئة باهظة التكلفة".
واعتذر لورد هول إلى الضحايا وقال :"اختبأ مغتصب ومنتهك جنسيا على مرأى من الجميع في بي بي سي لعقود". وأضاف :"الذي نتعلمه من هذه الحلقة المفزعة هو أن الشهرة بمثابة سلطة، شكل بالغ القوة من السلطة، ومثل أي سلطة لابد وأن يكون لها تعليل، وهو ما لم يحدث". وقالت رونا فيرهيد، رئيسة مجلس أمناء بي بي سي إن الهيئة (بي بي سي) "غضت الطرف في الوقت الذي كان ينبغي أن تسلط فيه الضوء على الأمر". وقال كريس غرايلينغ، زعيم مجلس العموم البريطاني، إنه شئ "غير مفسر" أن يتقاعس فريق عمل بي بي سي عن وقف هذه الانتهاكات. وكانت بي بي سي قد أطلقت تحقيقات حيادية بإشراف جانيت عام 2012 لدراسة ثقافة وممارسات الهيئة (بي بي سي) خلال سنوات تعيين سافيل، المعتقد أنها كانت بين عامي 1964 إلى 2007.
وقالت جانيت، مشيرة إلى سافيل وهول :"كلاهما استغل شهرته ومركزه كشخصية مشهورة في بي بي سي لانتهاك الضعفاء". وأضافت :"لابد من إدانتهما على سلوكهما المشين". وخلص التقرير إلى النتائج الرئيسية التالية: ضحايا سافيل كانوا على علاقة بعمله في بي بي سي من بينهم ثمانية أشخاص تعرضوا للاغتصاب وحالة واحدة هي محاولة اغتصاب. أما الحالات الأخرى كانت اعتداءات جنسية.
معظم الحالات حدثت في سبعينيات القرن الماضي،عدد كبير من الضحايا كان على علاقة بعمل سافيل في برنامج "توب أوف ذا بوبس"، أصغر ضحية للاعتداء الجنسي من جانب سافيل تبلغ من العمر ثمانية أعوام، سجلت ثمانية حالات شكوى غير رسمية، وجهت انتقادات لاثنين من المديرين كانا على "دراية" أو "ربما على دراية" بالاعتداءات الجنسية لستيورات هول في مقر بي بي سي. وقالت جانيت إن هناك "ثقافة فصل ومنافسة تبلغ حتى العداء بين الأطراف المختلفة في بي بي سي، لذا ما يثار من مخاوف في قسم لا يناقش مع الآخرين".
وأضافت :"رفض الموظفون الحديث علنا مع مديريهم لأنهم شعروا أن مكانتهم لا تسمح بذلك". وقالت إن المشاهير "يعاملون بحرص شديد ولا يمسون". واستمعت التحقيقات التي أجريت مع عشرات حالات الاعتداء الجنسي من جانب سافيل إلى أدلة من أكثر من 700 شخص. وتضمن ذلك اثنين من مديري بي بي سي واجها سافيل بشأن مزاعم تتعلق بأنه كان يصطحب معه مراهقين إلى المنزل من برنامج "توب أوف ذا بوبس". وقال ديفيد سيليتو، مراسل بي بي سي للشؤون الإعلامية، إن جوهر التحقيقات ركز على تحديد ما إذا كان المديرون على دراية بمخالفاته وإلى أي حد تصدق مثل هذه الشائعات.
وكان سافيل، مذيع بي بي سي السابق، قد استغل شهرته لارتكاب انتهاكات جنسية بحق المئات من البالغين والأطفال في شتى أرجاء البلاد، منها اعتداءات جنسية واغتصاب لهم في غرف ارتداء الملابس في التلفزيون وفي مستشفيات ومدارس ودور أطفال وعربته الكارافان (المتنقلة). ويعتقد أن الانتهاكات بدأت في منتصف أربعينيات القرن الماضي عندما كان في أواخر سن المراهقة وبداية العشرينيات من عمره واستمرت حتى عام 2009.
اتهام جديد
على صعيد متصل تهدد المزاعم التي تتهم رئيس الوزراء البريطاني الاسبق ادوارد هيث المتوفى في 2005 بالاعتداء الجنسي على اطفال بتلطيخ صورة الطبقة السياسية مع تراكم الاتهامات المماثلة عبر فترات متلاحقة، وتولى هيث رئاسة الحكومة بين 1970 و1974 وادخل بريطانيا الى المجموعة الاوروبية في 1973 واشتهر بالرجل العازب الذي يحب الابحار والموسيقى الكلاسيكية وتوفي عن 89 عاما.
ولكنه اصبح الان اكبر مسؤول ينضم الى صفوف السياسيين المتهمين بالاعتداء جنسيا على اطفال، ومعظمهم متوفى. برزت هذه القصة مع دخول بريطانيا مرحلة حرجة في التحقيق في مزاعم بان شخصيات من النخبة مارسوا او تستروا على ممارسة الجنس مع اطفال في النصف الثاني من القرن العشرين. وقال سايمون دانكزوك النائب في حزب العمال المعارض والناشط في هذه القضية لمحطة تلفزيون سكاي نيوز "لا اشك على الاطلاق بوجود عدد كبير من السياسيين وغيرهم من رجال النخبة السياسية الذين كانوا يستغلون الاطفال جنسيا ولا يزالون على الارجح".
ولكن ان يكون هيث من بينهم موضوع يثير الكثير من الجدل. وظهر اسم هيث بعد ان اعلنت لجنة التظلمات الشرطية المستقلة التي تراقب عمل الشرطة انها تريد التحقيق في مزاعم شرطي متقاعد بشأن اسقاط التهمة عن شخص في تسعينات القرن الماضي عندما هدد بفضح رئيس الوزراء الأسبق.
ونشرت صحيفة ديلي ميرور مزاعم رجل قال ان هيث اغتصبه عندما كان عمره 12 عاما سنة 1961. وذكرت هيئة بي بي سي ان شرطة اسكتلنديارد تحقق الان مباشرة في قضية هيث بشأن مزاعم الاساءة للاطفال. وهيث الذي تزعم حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون الان، ليس اول سياسي يتهم بالاساءة للاطفال. فهناك كذلك ليون بريتان وزير الداخلية في حكومة مارغريت ثاتشر، وسيريل سميث المفوض الاوروبي والنائب عن الحزب الليبرالي الذي توفي في 2010، وغريفيل جانر، النائب السابق عن حزب العمال وعضو مجلس اللوردات.
وتبين ان جهاز الاستخبارات (ام آي 5) طلب في 1986 "التستر على مزاعم بحق نائب لم يتم التعريف عن اسمه كانت لديه ميول نحو الصبية". وهناك تلميحات الى ان الاعتداء على الاطفال كان يتم في مجمع شقق دولفن سكوير القريب من البرلمان حيث يسكن عدد كبير من النواب. وتحقق الشرطة كذلك في مزاعم بان الفاعلين ومن بينهم سياسيون كانوا يترددون على دار ألم للضيافة في جنوب غرب لندن في سبعينات وثمانينات القرن الماضي. وليس السياسيون سوى احد عناصر القضية.
وفتح قاض تحقيقا بالاساءة جنسيا للاطفال في مجموعة من المؤسسات البريطانية من البرلمان الى مقر بي بي سي ومساكن الاطفال الداخلية والكنائس. واشار القاضي الى تقديرات تفيد بان طفلا من كل عشرين تعرض للاساءة الجنسية. وبرزت الاتهامات بالاساءة للاطفال منذ ان فضحت ميول كبير مقدمي البرامج في بي بي سي جيمي سافيل بعد وفاته في 2011.
ولكن اصدقاء هيث هبوا للدفاع عنه. وقال براين بنلي النائب المحافظ السابق لاذاعة بي بي سي انه "يصعب تصديق هذه المزاعم" ووصف هيث بانه كان "متكتما بشأن حياته الشخصية" و"منضبطا". واضاف "الناس يقولون لا دخان من دون نار، حسنا، هناك احيانا دخان من دون نار، كما نعلم جميعا". وقال روبرت فودري السكرتير الخاص السابق لهيث لصحيفة تايمز انه عندما عمل معه من 1988 الى 1992 وكان معه باستمرار مرافق من الشرطة مثل كل رؤساء الوزراء السابقين. بحسب فرانس برس.
واضاف "يبدو الامر ضربة رخيصة والواقع انه غير قادر على الدفاع عن نفسه لانه توفي". ونادرا ما تحدث هيث عن حياته الشخصية رغم تلميحات وسائل الاعلام على مدى سنوات الى كونه مثلي الجنس عندما كان الاعلان عن الميول المثلية من شانه ان يقوض طموحاته السياسية. وقال سايمون دانكزوك النائب في حزب العمال ان "من المهم التحقيق في مزاعم الاساءة للاطفال مهما كان المنصب الذي شغله اي كان في المجتمع، حتى وان كان رئيس وزراء". واضاف "اذا كانت هناك مزاعم، مزاعم جدية بارتكاب اساءة شنيعة، فلا بد من التحقيق فيها".
امام القضاء
في السياق ذاته ادانت محكمة في لندن ستة رجال بتهمة الاغتصاب المتكرر لمراهقتين اثنين ارغمت احداهما وهي في الثانية عشرة على اقامة علاقات جنسية مع اكثر من ستين رجلا. وهذه القضية هي الاخيرة في سلسلة من القضايا التي شملت متهمين اصلهم من شبه القارة الهندية في اطار اعتداءات جنسية على اطفال او مراهقين. وفي المجموع كان 11 رجلا ملاحقا بتهمة الاغتصاب المتكرر لقاصر دون الثالثة عشرة والدعارة وارغام فتاة على تناول عقاقير لتخديرها بغية اقامة علاقات جنسية معها. ووقعت هذه الحوادث في ايلزبوري في شمال غرب انكلترا.
وبرأت المحكمة اربعة رجال ولم تتمكن هيئة المحلفين من البت في حالة رجل خامس ستعاد محاكمته. وقالت احدى الضحيتين البالغة 12 عاما التي لم يكشف عن اسمها لاسباب قانونية، للشرطة انها كانت "تمرر" من رجل الى اخر وانها كانت توافق لانهم كانوا "يجعلون حياتي اكثر اثارة". وحصلت الفتاتان وهما من اوساط فقيرة، من هؤلاء الرجال على الكحول والطعام والمخدرات في مقابل الاغتصاب. وقال المدعي العام اوليفر ساكسبي امام محكمة اولد بايلي في لندن "نطاق هذه الافعال فظيع. اعتبرت أ (للدلالة الى احدى الضحيتين) انها اقامت علاقات جنسية مع نحو ستين رجلا غالبيتهم العظمى من شبه القارة الهندية". واضاف "مع انهما طفلتان كانتا تتحدثان عن هؤلاء الرجال كما لو انهم كانوا عشاقهما.وكانتا تمرران من رجل الى اخر بشكل يومي تقريبا". وفي السنوات الاخيرة سجلت قضايا عدة مماثلة لا سيما في روذيرام واكسفورد ورتشدايل.
على صعيد متصل توفي عن 87 عاما البرلماني البريطاني غرينفيل جانر المتهم بالاعتداء جنسيا على اطفال، وذلك قبيل بدء محاكمته في هذه القضية التي تعود وقائعها الى اكثر من ثلاثة عقود من الزمن. وكان قاض اصدر قرارا اعتبر بموجبه ان جانر، العضو في مجلس اللوردات (الغرفة العليا في البرلمان البريطاني)، ليس اهلا للمحاكمة بسبب اصابته ب"خرف شديد" ولكن يمكن محاكمته بموجب اجراء قضائي خاص. وقرر القاضي يومها قبول الاتهامات الموجهة الى اللورد الطاعن في السن وبدء محاكمته غيابيا في نيسان/ابريل 2016 وذلك في اجراء قضائي خاص يرمي الى اثبات براءة المتهم او ادانته، ولكن من دون اصدار حكم بحقه.
ولكن الدعوى انقضت بوفاة المتهم، الامر الذي اثار غضب المدعين. وقالت المحامية ليز دوكس التي تمثل ستة مدعين يؤكدون انهم كانوا من ضحايا اللورد جانر حين كانوا قاصرين، ان وفاة المتهم "حدث مأسوي بالنسبة الى موكلي لان عدم التمكن من احقاق الحق في اللحظة الاخيرة امر محبط للغاية". واضافت ان موكليها "جل ما كانوا يريدونه هو ان يتمكنوا من ان يدلوا بشهاداتهم امام محكمة، ان يتم النظر في هذه التهم الخطيرة وان يتم تصديقهم". بحسب فرانس برس.
واللورد جانر عسكري سابق وأحد ابرز الشخصيات اليهودية البريطانية، وهو متهم بانه قام بين ستينيات وثمانينيات القرن الماضي بالاعتداء جنسيا على تسعة صبيان كانوا في دار لرعاية القاصرين ولم يكن اي منهم قد تجاوز ال16 من العمر. واللورد جانر هو واحد من عدة شخصيات بريطانية عامة متهمة بارتكاب اعتداءات جنسية بحق اطفال، في فضيحة تتكشف فصولها يوما بعد يوم.
من جهة اخرى قال بيان رسمي ان الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا جردت الفنان الاسترالي صاحب الشعبية الكبيرة رولف هاريس من التكريم الذي منحته إياه في 2006 وذلك بعد ادانته في جرائم تحرش جنسي بأطفال. وحكم على هاريس بالسجن ست سنوات تقريبا في يوليو تموز العام الماضي لتحرشه بفتيات صغيرات على مدى عقود عندما كان مضيفا محبوبا جدا لبرامج تلفزيونية للأطفال. وقال إعلان رسمي في لندن جازيت الصحيفة الرسمية البريطانية إن الملكة اليزابيت أمرت بالغاء الوسام الملكي الذي منح لهاريس في يونيو حزيران 2006 . وكان هاريس قد رسم لوحة بورتريه للملكة في 2005 . وقالت الشرطة والإدعاء إن هاريس -وهو ممثل وموسيقي بدأ نجمه يلمع في الخمسينيات حيث كانت أغنيته "تاي مي كانجارو داون سبورت" من بين أعلى عشر أغنيات حديثة- استغل شهرته للتحرش بفتيات لسنوات.
اضف تعليق