فسادنا توسع لدرجة لم أننا لم نعد قادرون على تحديد مديات إنتشاره، وننتظر الايام القادمة الحبلى بالمفاجئات الكبيرة لأشكال وقوالب متعددة من مستويات الفساد بعدما غطت عليها، لسنوات عدة، المحاصصة والطائفية والمحسوبية والخلل في القدرة على كشف التلاعب والتهاون مع المفسدين لإبتزازهم بالرشى، فبذلك يتطور الفساد ويأخذ اشكال تتطور بإستمرار فالافكار الشيطانية قادرة على إستنباط وسائل عدة للسرقة والتلاعب بالأموال.
وما أطلعنا عليهم النائب هيثم الجبوري على إحدى القنوات الفضائية بأن أحد المشرفين على المقابر قد باع سجل الموتى في المقبرة لأحد المصارف الاهلية مقابل 300 دولار لغرض إستغلال أسمائهم في فواتير الشراء حيث بين الجبوري ان بعض الاسماء والفواتير تعود الى موتى توفوا قبل 25 عاماً شركات وهمية ولا وجود لها في دائرة تسجيل الشركات حولت لها المبلغ من قبل بعض المصارف !
الفساد يستغل كل شيء وحتى الموتى لم يسلموا من إدخال أسمائهم عنوة في فواتير الفساد من قبل الايدي الملوثة بكل ما يسيء الى سمعة العراق وشعبه، ترى ماذا يقوم العالم حينما تنشر الفضائيات العراقية العديدة أخباراً وقصصاً مؤلمة عن الفساد والمفسدين وعن كيفية استشراء الفساد في البلد؟ ومن يتقبلنا بعد ذلك؟ وكيف سنعيد الصورة الحقيقية للعراق والعراقيين كي يواجهوا العالم بوجه جديد هل ستكفي الاصلاحات التي اطلقها رئيس مجلس الوزراء في إعادة بعض التوازن لحق العراقيين في دولة أمينة نظيفة من الفساد يؤمل منها مستقبل جديد أم أننا نمنح شبابنا دائماً حلماً بالفرار من الوطن لينجو بأنفسهم فالفساد له اليد الطولى اليوم على مستقبلهم ولا مغيث لهم إلا الله والايدي الخيرة أن تنتشلهم من واقعهم المزري.. بلا وظائف ولا ضمانات بالمستقبل ولا حقوق كاملة بالصحة والتعليم والخطط التي تضمن مستقبلهم.
إن من أهم أدوات مكافحة الفساد في بلدنا أن يمتلك المكافح القدرة الكاملة على تحليل المعطيات والاسباب لأي خلل كذلك القدرة على تشخيص مكامن الخلل الانظمة المحاسبية وثغراتها التي من الممكن إختراقها فبعض الأنظمة والتعليمات فضفاضة من الممكن أن يتم التحايل عليها كما حدث مع الموتى، نحن لا نعتقد أن النظام العامل الآن يحتوي على ثغرات كبيرة جداً ولكن قد تكون هناك أخطاء محددة من الممكن بسهولة إيجاد بدائل لها ومشكلتنا تكمن بحق في القائمين على أمر بيت المال ومدى عفتهم ونزاهتهم في التعامل مع تلك الانظمة والقوانين.
كان من الممكن أن يتم التحقق من أسماء أصحاب تلك فواتير الفساد تلك عن طريق التدقيق الكامل بالأوراق الثبوتية الكاملة كذلك المراجعة الشاملة المستمرة لتلك القوانين والانظمة التي تنظم حركة مال العراقيين كي لاتذهب الى جيوب المفسدين.
مصيبتنا مع الفساد لاحدود لها وستنشر الفضائيات غسيلنا الوسخ أمام العالم أجمعه وسنواجه تحديات كبيرة لقبولنا كأفراد صالحين في مجموعة الانسانية بعدما حط من قدرنا بين الأمم ولوث الفساد سمعتنا وكرامتنا..على أحد أن يعيدها.. ولكن كيف.. الله أعلم. حفظ الله العراق.
اضف تعليق