صدر العدد (220) من (أجوبة المسائل الشرعية) لشهر ربيع الأول من العام الجاري 1437هـ، وتصدر عن قسم الاستفتاء في مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، ويوزع هذا المطبوع في عدد من البلاد العربية والإسلامية، وكذلك أميركا وأوروبا واستراليا وأفريقيا.
كلمة العدد (مولد كريم .. وإعادة تقييم)، وتتطرق الى أن ذكرى ولادة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلّم) دعوة متجددة إلى العدل والخير والبر والسلام ومكارم الأخلاق، وتفعم بقيم المحبة والتعايش والتسامح والتحاور. وهي أفضل مناسبة لتوطيد (الأخوّة الإسلامية) كحقيقة إيمانية وأخلاقية وإنسانية، وتجسيدها واقعاً يعيشه المسلمون جميعاً، ويلامسون آثاره: حرية في العبادة، وسلاماً على الأرض.
(الاستفتاءات) على الصفحات (2-5)، وتشمل مسائل عقدية وفقهية وتاريخية واجتماعية واقتصادية وحقوقية وغيرها، يتفضل المؤمنون الأكارم والمؤمنات الفاضلات بطرحها (عبر وسائل الاتصال المتنوعة)، والإجابات الشرعية عنها بما يتطابق مع فتاوى سماحة المرجع الشيرازي دام ظله.
(وأَطيعوا الرّسول)، عمود في جانب من الصفحة (5) يشير الى أن المولد النبوي الشريف حدث عظيم وله خصوصية، وإن الاحتفال بذكراه لا يعني توزيع الحلوى والمرطبات، ونصب أدوات الزينة في البيوت والشوارع في أيام الاحتفال فحسب، بل يجب أن يتعداه إلى تكثيف الأعمال الخيرية للجميع، وإقامة المؤتمرات والمهرجانات، وافتتاح المستشفيات ومراكز الأمومة والطفولة، وملاجئ الأيتام، ودور رعاية المسنين، وغير ذلك، وهو ما ينبغي أن يعمل المسلمون على تحقيقه.
الصفحتان (6-7) تحمل إضاءات من محاضرة لسماحة المرجع الشيرازي، بعنوان (ليتعلّم الحكّام)، ويتطرق فيها (دام ظله) الى أن الرأفة والرحمة كان لهما ظهوراً عظيماً في النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم)، قبل البعثة وبعدها، وقبل الهجرة وبعدها، وهذه الرأفة والرحمة هي التي جذبت الكفّار والمشركين والنصارى واليهود إلى الإسلام، وهذا التعامل الراقي لو يتمّ العمل به اليوم، فسيغيّر الدنيا كلّها، ويجعلها تنعم بالسعادة.
مقال الصفحة (8) بعنوان (الإمام الصادق .. دوحة الفكر الإسلامي وعلومه)، وهي الحلقة السادسة من سلسلة مقالات تتناول حياة الإمام جعفر الصادق صلوات الله عليه، ويشير الى أنه كان للإمام الصادق فضل السبق، وله على معاصريه من مؤسسي المذاهب، أستاذية وفضل كبير، وهو (عليه السلام) فوق هذا، كان كآبائه الصادقين، سيّد أهل المدينة في عصره، فضلاً وشرفاً وديناً وعلماً. فالإمام ممن جعل الله له الجاه والشرف الذاتي، والشرف الإضافي بكريم النسب الهاشمي، والعترة المحمدية، فكان صوب نظره مسؤولياته في الإمامة الشرعية، لتقديم النموذج الإسلامي الحق، للحاضر والمستقبل، وليس المواقع الدنيوية أو السلطة الزائلة، التي كان زاهداً فيها.
مقال الصفحة (9) بعنوان (وَلا تفَرَّقوا) وفيه إضاءة على أن الاختلافات بين الفرقاء تبقى أمراً طبيعياً، متى ما دارت في إطار الحوار المسؤول الذي يطمح بالوصول الى الرأي الأفضل الذي يحقق المصلحة العامة. وأن الأخوّة الإيمانية لا تقتصر على المجاملات الشكلية والأخلاقيات العامة، بل هي علاقة إنسانية نبيلة، فليست الأخوة باللسان فحسب، لأنها بذاك أضعف المراتب، والإسلام لا يرضى بها، وإنما يريد الأخوّة العميقة، فالأخوان كأعضاء الجسد الواحد، يرتبط أحدها بالآخر بعروق وأعصاب ولحم ودم.
الصفحتان (10-11) تتضمن (الجزء الثاني) من مقال بعنوان (خطاب مأزوم وإعلام مهزوم) للرد على حملة إعلامية تشنها مواقع وفضائيات تكفيرية تهدف الى تشويه الحقائق، من خلال التعتيم على الأسباب الحقيقية للثورة الحسينية وأهدافها، ثم اتهام الشيعة بقتل الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، وبالتالي تبرئة الأمويين من جريمة قتل آخر ابن بنت نبي على وجه الأرض.
الصفحتان (12-13) تتضمن (الحلقة الثالثة) من مقالات بعنوان (ذبيح الله عند شاطئ الفرات)، من خلال تناول نبوءات العهدين (القديم والجديد)، فإن ثورة الإمام الحسين عليه السلام وشهادته قد تجلَّت في سِفْرَيْن من أسفار ما يُعرف بـ(الكتاب المقدس) عند اليهود والنصارى، وهما سِفْر نبيِّ الله إرميا في العهد القديم، وسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي في العهد الجديد. ولعظمة واستثنائية الإمام الحسين ومقامه الرفيع عند الله ورسوله، ولعظمة واستثنائية ملحمة كربلاء والتضحيات الجسام، التي قدَّمها سيد الشهداء في سبيل الحفاظ على المبادئ الإلهية ورسالات الأنبياء، فقد رثاه نبي الله إرميا وبكى لمصابه الجلل، وقد سمّاه قبل ما ينوف على اثني عشر قرناً من استشهاده بـ(ذبيحة الله عند نهر الفرات).
وفي العدد أيضاً، فقرات منوعة تتوزع على الصفحات (5، 7، 11، 13، 14، 15، 16).
وآخر العدد عمود يتضمن رؤى وأفكار الإمام المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي، بعنوان (بنعمته إخواناً) وفيها يشير أعلى الله مقامه الى أنه من أعظم ما مني به المسلمون، انشقاقهم إلى فرق مختلفة متباغضة ومتناحرة، وشيوع روح اللاتفاهم بينهم، وقد آن للمسلمين أن يتقارب بعضهم من بعض، وأن يضعوا عنهم إصرهم والأغلال الثقيلة والعصبيات، التي طوقت رقابهم منذ زمن التفرقة والانحطاط، فالمسلمون بنعمة الله إخوة، والقرآن الكريم دعاهم إلى الألفة والوحدة.
اضف تعليق