من مخاطر الإدمان على وسائل التواصل الإلكتروني التقصير في أداء الواجبات والمسؤوليات الدينية، وغياب الاستقرار العائلي أو الوظيفي، وانخفاض المستوى العلمي عند الطلاب، وضعف التركيز والحفظ والانتباه، وتبلد المشاعر والأحاسيس الإنسانية، وضعف القدرة على التواصل المباشر مع الناس، وعدم الاهتمام بصلة الأرحام والأقارب وغيرها من...
من مخاطر الإدمان على وسائل التواصل الإلكتروني التقصير في أداء الواجبات والمسؤوليات الدينية، وغياب الاستقرار العائلي أو الوظيفي، وانخفاض المستوى العلمي عند الطلاب، وضعف التركيز والحفظ والانتباه، وتبلد المشاعر والأحاسيس الإنسانية، وضعف القدرة على التواصل المباشر مع الناس، وعدم الاهتمام بصلة الأرحام والأقارب وغيرها من مخاطر ومساوئ الإدمان الإلكتروني.
إن التواصل مع الناس أمر مطلوب ومرغوب فيه، وراجح في نفسه عقلاً وشرعاً، فالإنسان اجتماعي بطبعه، ويميل إلى بني جنسه، ويأنس بالتواصل والاجتماع معهم؛ إلا أن إدمان بعض الشباب (ذكوراً أو إناثا) على وسائل التواصل الاجتماعي، ومكثهم لساعات طويلة على هذه الوسائل من الأمور المقلقة للغاية، والمضرة نفسياً وعقلياً وعلمياً.
ففي الإدمان الإلكتروني تبديداً للوقت واهداراً للعمر، وهو من أسوا أنواع الهدر، لأن هدر العمر فيما لا ينفع في دنيا أو آخرة لا يمكن أن يعوض بينما المال يمكن تعويضه ولو بعد حين.
وقد حذرت النصوص الدينية من إهدار الوقت فيما لا ينفع، وأن الإنسان محاسب عن أوقاته يوم القيامة، فقد روي عن الإمام عليّ (عليه السلام) أنه قال: «احذَروا ضَياعَ الأعمارِ فيما لا يَبقى لَكُم، فَفائتُها لا يَعودُ »، وعنه (عليه السلام) قال: «إنَّ أوقاتَكَ أجزاءُ عُمرِكَ، فَلا تُنفِدْ لَكَ وَقتاً إلّافيما يُنجيكَ ».
واعتبر أن من أجلى مصاديق ضياع الأعمار في هذا الزمان هو الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، وتضييع العمر فيما لا ينفع ولا يفيد في الدنيا أو الآخرة.
ومن مخاطر الإدمان الإلكتروني ما يؤدي اليه من التقصير في أداء الواجبات وتحمل المسؤوليات تجاه زوجه وأولاده ووظيفته ومجتمعه، وهو أمر ينهى عند الشرع والعقل. فالإدمان على وسائل التواصل الإلكتروني يؤدي أيضاً إلى التقصير تجاه المسائل العبادية كالصلاة وتلاوة القرآن والدعاء والذكر، ويحذر الإمام علي (عليه السلام) من تضييع العمر في غير العبادة والأعمال الصالحة بقوله: «احفَظْ عُمرَكَ مِنَ التَّضييعِ لَهُ في غَيرِ العِبادَةِ والطّاعاتِ».
وأدّى الإدمان على وسائل الاتصال الاجتماعي إلى الخلل في الحياة العامة للإنسان، واضطراب نظام حياته حتى في الأكل والشرب والنوم والوقت، كما قد يؤدي الى غياب الاستقرار العائلي أو الوظيفي.
كما ان هناك استخدام لغة هابطة في وسائل الاتصال الإلكتروني، حيث تستخدم عند قسم من الجيل الجديد لغة خادشة للحياء باستخدام ألفاظ وكلمات بذيئة وقبيحة، ولا تتناسب مع الذوق العام للمجتمع.
وعلى الشباب والفتيات أن يعودوا أنفسهم على استخدام الألفاظ الجميلة، إذ تتميز لغتنا العربية بكلمات الأدب والذوق والجمال.
فمن أسوا ما يمكن تصوره من مخاطر الإدمان على وسائل الاتصال الاجتماعي هو أن يقود الإنسان سيارته وهو يشاهد وسائل الاتصال الاجتماعي أو يقرأ أو يكتب فيها غير مبالٍ بمخاطر ذلك على نفسه والآخرين.
فكم من حادث وقع بسبب ذلك؟ وكم من شخص فارق الحياة بسبب الإدمان على تلك المواقع؟ وكم من شخص تسبب في موت آخرين وسلبهم الحياة بسبب لحظة غفلة ناتجة عن الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي؟!
فينبغي على الإنسان أن يجتنب كل ما يمكن أن يؤدي إلى انهاء حياته أو حياة الاخرين، فلا يصح للإنسان أن يلقي بنفسه في التهلكة بسبب أمر تافه، يقول تعالى: ﴿ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.
والانشغال بالهاتف المحمول (الجوال) أثناء قيادة السيارة بدل الانتباه للطريق من مصاديق إلقاء النفس في التهلكة.
وعلى الشباب أن يتعاملوا مع وسائل التواصل الاجتماعي بشيء من التنظيم والعقلانية، فيمكن الاستفادة من هذه الوسائل في أوقات الفراغ، أو تحديد أوقات معينة للاستفادة منها، كما يمكن تعزيز التواصل مع الآخرين، واكتساب الأصدقاء من خلالها.
وضرورة تحويل هذه الوسائل الحديثة إلى وسائل لنشر قيم الإسلام وأخلاقه إلى شعوب العالم، وتعريف الأمم الأخرى بالإسلام وحضارته وقيمه وآدابه، فالشباب بما يملكون من طاقات ومواهب وإمكانيات بإمكانهم فعل الكثير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يمكن تطويعها في خدمة الدين والمجتمع، ونشر القيم والفضيلة والعلم والأخلاق.
اضف تعليق