في قلب الغابات تعيش معظم الحيوانات على كوكبنا الاخضر ضمن بيئة معينة، تحمي التنوع الاحيائي الذي يؤدي دور الحفاظ على استمرار حياة الكائنات كافة، لكن بسبب تدهور البيئة نتيجة الحروب، والكوارث الطبيعة، ناهيك عن التلوث بسبب المصانع، الى جانب الصيد غير القانوني، فقد كشف تقرير للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة الاحد ان اعداد الفيلة في افريقيا بلغت ادنى مستوى لها منذ 25 عاما، في ما يفسر بشكل اساسي بالصيد غير الشرعي، ويعيش في افريقيا حاليا 415 الف فيل، اي 111 الفا اقل مما كان الحال عليه في العقد الماضي، بحسب التقرير، و تعمد حكومات عدة في العالم الى اتلاف ما تضبطه من عاج، وفي السنوات الاخيرة اتلفت 21 دولة كميات من العاج سواء بالحرق او بالطحن، منها كينيا مثلا التي احرقت في الآونة الاخيرة 105 اطنان.
في الصين، التي تشكل اكبر سوق للعاج في العالم، يباع الكيلوغرام الواحد بأكثر من ألفي دولار في السوق السوداء، لكن بكين تعهدت اتخاذ ما يلزم من اجراءات لمكافحة تهريب العاج، وقد اعلنت الصين والاتحاد الاوروبي اخيرا النية في تطبيق حظر شامل على الاتجار بالعاج، ويقضي اتفاق دولي بحظر الاتجار بالعاج المنتزع من فيلة قتلت بعد العام 1989، وتفرض دول كثيرة حظرا اشد، وصولا الى منع الاتجار بالعاج في اسواقها الداخلية، مثل كندا، وكذلك فعلت الولايات المتحدة مع الابقاء على بعض الاستثناءات، فقد اظهرت دراسة حديثة ان وتيرة صيد الفيلة للحصول على عاجها ارتفعت في السنوات الاخيرة، وان 90 % من العاج الذي تضبطه الدول يعود الى فيلة قتلت في السنوات الثلاث الماضية.
فيما يواجه اكثر من مئتي فصيلة طيور تتخذ مسكنا لها في ستة بلدان نامية خطر الانقراض سريعا غير انها غير مدرجة على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، على ما اظهرت دراسة حديثة.
في حين يمثل الطاووس رمزا وطنيا في بورما خصوصا بالنسبة للحزب الحاكم حاليا بزعامة اونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام، غير أنه بات يواجه خطر الاندثار، كان هذا الطير المعروف بريشه الاخضر اللافت منتشرا بكثرة في هذا البلد الواقع في جنوب شرق اسيا وكذلك في الهند واندونيسيا.
غير ان عمليات القطع غير المدروسة للأشجار وممارسات الصيد غير القانوني اتت بدرجة كبيرة على التنوع الحيوي في بورما خصوصا خلال عقود حكم المجلس العسكري السابق التي اتسمت بالفساد والانتهاكات على الصعد كافة، ولم تسلم الطواويس من هذا الوضع على رغم المكانة التي تتمتع بها في المخيلة الجماعية للبورميين.
وعلى مدى اكثر من قرن، شكل الطاووس رمزا لسلالة كونباونغ التي كانت تستخدمه شعارا لها. وكان هذا الحيوان الضخم يهيمن ايضا على العروش، شأنه في ذلك شأن الأسد والنسر في مناطق اخرى، الى ان اطاحت الامبراطورية البريطانية بالنظام الملكي البورمي واستعمرت البلاد اعتبارا من نهاية القرن التاسع عشر.
وليس من قبيل الصدفة اختيار بطل الاستقلال البورمي سنة 1948 الجنرال اونغ سان والد اونغ سان سو تشي، هذا الحيوان رمزا لنضاله ضد البريطانيين واطلاقه اسم "الطاووس المقاتل" على مجلته، وبعد مرور عقود عدة، في ثمانينات القرن الماضي، اعتمدت اونغ سان سو تشي وحزبها الناشئ حديثا حينها الطاووس المقاتل شعارا، وقد وضع الاتحاد الطواويس على قائمته الحمراء للاجناس المهددة. وتصنف اللائحة الطاووس البورمي على انه "في خطر" وهو التصنيف ما قبل الاخير قبل اندثار هذه الحيوانات من البراري.
وقد اندثرت الطواويس البرية في بنغلادش المجاورة لكن ايضا في تايلاند والهند باستثناء بعض مجموعات الطواويس المسجلة في ولاية مانيبور على الحدود مع بورما، وتؤكد وزارة حماية البيئة في بورما أن هذه الطيور محمية بموجب القوانين المحلية التي تحظر القبض عليها، لكن على ارض الواقع، يتم اصطياد هذه الطيور طمعا بلحمها.
من جانب أخر، تجتاح طيور "الببغاء الارجنتيني" الصغيرة الاتية من اميركا اللاتينية، مدريد ومدنا اخرى في اسبانيا واوروبا، ما يشكل ازعاجا لانواع اخرى من الطيور ويهدد بحسب البعض النظام البيئي، ولمواجهة هذا الغزو، قطعت بلديات المناطق المعنية في اسبانيا الاغصان ودمرت الاعشاش "غير ان ذلك لم يؤد الا الى نقل الطيور مواطنها الى مواقع اخرى" بحسب مولينا، ويشير الباحث خوسيه لويس بوستيغو الى ان مكافحة غزو هذه الطيور ليس بهذه السهولة لأنها من فصيلة شديدة "الذكاء".
وفي مدريد حيث تم احصاء حوالى خمسة الاف ببغاء، تحضر البلدية خطة هجومية لتحديد مستوطنات هذه الطيور "والتحرك بالطريقة الأسلم" وفق بلاس مولينا الذي يتجنب الخوض في موضوع القضاء على هذه الطيور الذي ينظر اليه على انه من المحرمات، فمع أن القانون يسمح بالقضاء على الاجناس الغازية، ترفض منظمة "اس اي او/بيردلايف" اصدار توصية في هذه الاتجاه على الملأ، والسبب بلا شك يعود الى خشيتها من رد فعل الناشطين البيئيين او المدافعين عن قضايا الحيوانات.
من جهة أخرى، قال تقرير إن المئات من نمور الثلوج تتعرض للقتل غير المشروع سنويا في الجبال النائية الممتدة من الصين إلى طاجيكستان الأمر الذي يعرض الحيوان لخطر الانقراض إذ تراجعت إعداده التي تعيش في الحياة البرية إلى بضعة آلاف.
الى ذلك تمثل حماية النوع الاكبر من قردة الغوريلا في العالم تحديا يوميا لحراس محمية فيرونغا في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية اذ يتعين عليهم مواجهة عناصر ميليشيات مدججين بالسلاح وصيادين غير شرعيين يتعرضون لصغار هذه القردة لبيعها كحيوانات منزلية، وتعيش حيوانات الغوريلا الجبلية هذه المصنفة كفصيلة "معرضة للخطر للغاية"، على تخوم الكونغو ورواندا واوغندا.
اكبر محمية حيوانية في موزمبيق مهددة بفعل عودة المعارك
بدأ منتزه غورونغوسا الوطني، اكبر محمية للحيوانات في موزمبيق، يستعيد عافيته تدريجا خلال السنوات الاخيرة بعد عقدين على انتهاء الحرب الاهلية، غير ان تجدد المعارك في وسط البلاد وموجة الجفاف الخطيرة في المنطقة تنذر بخطر متجدد على هذا الموقع.
فبعد الاضرار الكبيرة التي لحقت بثروته الحيوانية جراء الحرب الاهلية الطويلة التي دمرت البلاد بين سنتي 1976 و1992، خضع منتزه غورونغوسا قبل سنوات الى عملية تجديد واسعة النطاق، وفي قلب السهول المركزية في غورونغوسا، تعطي أطلال منازل صيادين مشيدة في اربعينات القرن الماضي انطباعا للزائرين بأنهم في موقع مهجور، ولا تزال الفيلة والجواميس نادرة في هذه المحمية الممتدة على مساحة اربعة الاف كيلومتر مربع غير ان المتنزه يعود الى الحياة ببطء بعد طي صفحة الحرب الاهلية التي قضت على السواد الاعظم من الحيوانات الموجودة فيه، وبفضل مساهمة المحسن الاميركي غريغ كار، انطلق مشروع كبير لاعادة تأهيل المحمية سنة 2004، ويقول مدير منتزه غورونغوسا بيدرو مواغورا لوكالة فرانس برس "قبل اطلاق المشروع، كان المنتزه على شفير الزوال. حاليا، ثمة اشارات ايجابية للغاية على صعيد تكاثر هذه الحيوانات التي تسجل اعدادها ازديادا".
فمع عشرين فصيلة (بينها الفيلة والحمير والجواميس والفهود) وأكثر من 72 الف حيوان، باتت المحمية من جديد موقعا زاخرا بالثروة الحيوانية، لكن منذ سنة 2013، شهدت المناطق الواقعة في شمال المتنزه معارك متقطعة بين الجيش ومتمردين من "رينامو" اكبر احزاب المعارضة والذي ينكفئ زعيمه افونسو دلاكاما في الجبال المتاخمة للمتنزه. بحسب رويترز.
كذلك فإن المتنزه غير مقفل بالعوائق وبالتالي يمكن للاهالي الهاربين من خطر تجدد الحرب الاهلية اللجوء الى المكان بسهولة، وبلباس خاص بحراس الغابات، يستعد بيدرو مواغارا لتمشيط المتنزه طوال الليل بصحبة اعضاء فريقه لتعقب الضالعين في انشطة الصيد غير القانوني، وتعرف موزمبيق بالتراخي في هذا المجال، غير ان متنزه غورونغوسا زاد عدد حراسه المدربين بواقع اربعة اضعاف ليصل الى 150 راهنا.
ويشير بيدرو مواغورا الى ان "المتنزه بات يمثل هدفا في ظل المعارك الدائرة لأن السكان لم يعودوا قادرين على زرع محاصيل كافية لسد حاجتهم ما يضطرهم الى صيد الحيوانات لاستهلاكها"، من ناحيته يقول مينيزيس سوزا وهو حارس في المتنزه وعميد موظفيه اذ يعمل فيه منذ سنة 1974 "دمروا كل شيء خلال الحرب الأهلية، ونحن بنينا من جديد. لكن التاريخ يعيد نفسه حاليا ولا اعلم ما الذي سيحصل".
وتيرة صيد الفيلة للحصول على العاج ترتفع
اظهرت دراسة حديثة ان وتيرة صيد الفيلة للحصول على عاجها ارتفعت في السنوات الاخيرة، وان 90 % من العاج الذي تضبطه الدول يعود الى فيلة قتلت في السنوات الثلاث الماضية، واستندت هذه الدراسة الى تحديد عمر الانياب، واظهرت ان العاج "يتحرك بسرعة"، اذ ان بعض الانياب التي وضعت في حاويات الشحن كانت انتزعت للتو من فيلة قضى عليها الصيادون، بحسب كيفن اونو عالم الجيوكيمياء والاستاذ في جامعة كولومبيا الاميركية واحد معدي الدراسة، واضاف "هذا الامر له انعكاسات كبيرة جدا على تقديراتنا لعدد الفيلة التي يقتلها الصيادون"، وتناقض خلاصات هذه الدراسة الرأي السائد بأن قسما كبيرا من العاج المتداول في الاسواق مصدره مخازن تابعة لحكومات دول يشوبها الفساد. بحسب فرانس برس.
وقالت اليزابيث بينيت المسؤولة في منظمة "وايلد لايف كونسرفايشن سوسايتي" (الحفاظ على الحياة البرية) غير الحكومية "كنا نظن لوقت طويل ان جزءا كبيرا من العاج في الاسواق مصدره مخازن حكومية"، واضافت "انه امر مشجع ان نكتشف ان ذلك خطأ".
وترى بينيت ان هذه الخلاصة الجديدة تظهر انه من الممكن "وقف صيد الفيلة وانهاء تجارة العاج الآتي من افريقيا"، ونشرت هذه الدراسة في مجلة الاكاديمية الاميركية للعلوم، وهي تتوافق مع ما جاء في احصاء اجري أخيرا، اظهر ان الصيادين قتلوا 30 % من فيلة افريقيا بين العامين 2007 و2014، اي نحو 144 الف فيل، وتشير التقديرات الى ان عدد الفيلة المتبقية في افريقيا لا يزيد عن 350 الفا تتوزع على 18 بلدا في افريقيا جنوب الصحراء، وتوصل الباحثون في الدراسة الجديدة الى ان المدة الزمنية بين صيد الفيلة وضبط عاجها على يد السلطات تزداد منذ العام 2011، مع انها ما زالت مدة قصيرة، قبل ذلك، كانت المدة الفاصلة بين قتل الفيل وضبط السلطات للعاج المنتزع منه تراوح بين ثمانية اشهر الى عشرة، وبحسب كيفن اونو، فإن ذلك قد يكون مؤشرا على ان المهربين باتوا يحتاجون الى مزيد من الوقت للحصول على العاج، في ما قد يدل على انحسار اعداد الفيلة في الطبيعة، وتظهر الدراسة ايضا ان انياب العاج المضبوطة حديثا اصغر من تلك المضبوطة من قبل، اذ ان معظم الفيلة الكبيرة قتلت.
اكثر من مئتي فصيلة طيور تواجه خطر الانقراض غير مدرجة على قوائم الاجناس المهددة
يواجه اكثر من مئتي فصيلة طيور تتخذ مسكنا لها في ستة بلدان نامية خطر الانقراض سريعا غير انها غير مدرجة على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، على ما اظهرت دراسة حديثة، وقدمت هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "ساينس ادفانسز" الاميركية خريطة عن التغييرات في استخدام الاراضي التي ادت الى تقليص حجم المواطن الطبيعية لأكثر من 600 فصيلة طيور في غابات البرازيل وكولومبيا واميركا الوسطى وسومطرة ومدغشقر وجنوب شرق آسيا، وحدها 108 من هذه الفصائل مدرجة حاليا على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في حين تغفل هذه اللائحة ذكر مئتي وعشر فصائل اخرى تواجه تهديدا متسارعا بالانقراض، وذلك على رغم مدى تفشي زوال المواطن الطبيعية لهذه الاجناس والوتيرة المتسارعة لذلك وفق ما بينت صور حديثة بالاقمار الاصطناعية. بحسب فرانس برس.
وقال استاذ العلوم البيئية في جامعة ديوك (كارولاينا الشمالية) ستيوارت بيم وهو المشرف على هذه الدراسة إن "القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وهي اداة ناجعة للغاية تم اطلاقها قبل 25 عاما، لا تستند الى اخر مواضع التقدم في التكنولوجيا الجغرافية المكانية"، وأوضح ان الخرائط الرقمية المطورة والتقييم الدوري على مستوى العالم لاستخدام الاراضي بالاستعانة بالاقمار الاصطناعية تسمح بتحديد المناطق المحمية بالمنتزهات الوطنية، وبفعل عدم الاستعانة بهذه الادوات، تقدم "القائمة الحمراء" تقديرات مخففة عن عدد الاجناس المهددة وتمنع العلماء وصانعي القرار من تحديد المناطق التي يرتدي الحفاظ عليها اولوية.
الطاووس رمز المعارضة البورمية مهدد بالانقراض
يمثل الطاووس رمزا وطنيا في بورما خصوصا بالنسبة للحزب الحاكم حاليا بزعامة اونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام، غير أنه بات يواجه خطر الاندثار، ويبدي ثيت زاو نينغ وهو أمين جمعية الحفاظ على الحياة البرية في بورما، قلقا حيال وضع هذه الطيور، ويوضح لوكالة فرانس برس أنه "من السهل التقاطها في المناطق التي تعيش فيها لأنها تتواجد دائما على البر، الا خلال الليل عندما تنام على الاشجار".
ويقول هذا الاختصاصي في علم الطيور "قبل النوم، تطلق هذه الطيور صرخات متكررة ما يجعل رصدها امرا سهلا جدا"، وقبل عقود قليلة، ويروي نيان وين المتحدث باسم حزب اونغ سان سو تشي (الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية) "يرمز الطاووس في بلدنا الى النبل. وقد استخدمه منذ زمن الملوك البورميون. وفي تلك المرحلة، كانت عملتنا أيضا تحمل رسم الطاووس".
خطر على النظام البيئي في مدريد بسبب "اجتياح" ببغاوات مزعجة
تجتاح طيور "الببغاء الارجنتيني" الصغيرة الاتية من اميركا اللاتينية، مدريد ومدنا اخرى في اسبانيا واوروبا، ما يشكل ازعاجا لانواع اخرى من الطيور ويهدد بحسب البعض النظام البيئي، وفي البداية، كانت هذه الطيور موضوعة في اقفاص داخل المنازل بعد استيرادها من اميركا الجنوبية. لكنها أفلتت من الأسر ربما بفعل الهرب او بعدما تركها اصحابها الطائشون، هذه الطيور المسماة "ببغاء الراهب" والمعروفة بريشها الاخضر وحلقها الرمادي، ذاقت طعم الحرية واختارت العيش في ربوع العاصمة الاسبانية المعروفة بوفرة اشجارها، وقد كانت هذه الحال قبل سنوات في حي كارمينيس الشعبي في جنوب مدريد، وفق ماريا مورينو المقيمة في المنطقة، وتقول مورينو إن "زوجين" من هذه الطيور اختارا العيش في الحي "قبل ثلاث او اربع سنوات" وباتت المنطقة تضم العشرات من هذه الطيور التي تتنافس في ما بينها كما تتنازع مع طيور اخرى من الحمام وعصافير الدوري. بحسب فرانس برس.
وتشكو هذه المرأة من الاصوات "المريعة" الصادرة عن هذه الطيور، وفي بعض حدائق مدريد، وايضا في برشلونة (شمال شرق اسبانيا) وملقة (جنوب)، نشأت مستوطنات حقيقية لهذه الطيور الغريبة، وبنت الببغاوات لها اعشاشا يصل وزنها الى خمسين كيلوغراما بما في ذلك على الامدادات الكهربائية بالاستعانة بآلاف الاغصان التي تنتزعها من الاشجار تاركة اياها جرداء في بعض الاحيان، وبحسب احصاء اجرته اخيرا الشركة الاسبانية لعلم الطيور (اس اي او/بيردلايف)، ثمة حوالى 20 الفا من هذه الببغاوات في اسبانيا.
ويوضح خوسيه لويس بوستيغو الباحث في جامعة ملقة والاختصاصي في هذه الفصيلة التي يحضر اطروحة دكتوراه عنها، أن ببغاوات كثيرة من هذا النوع نقلت بفعل عمليات التبادل التجاري العابرة للقارات "الى مناطق اخرى من العالم لاعادة بيعها كحيوانات منزلية" قبل منع الاتجار بها سنة 2011.
كذلك تطرح المشكلة عينها في اوروبا مع ببغاوات فصيلة البراكيت الاخضر الاتية من اسيا وافريقيا والتي اختارت الاقامة خصوصا في المنطقة الباريسية وفي روما ولندن. وتعرف هذه الطيور بعدائيتها تجاه الانواع الاخرى، ويشير خوسيه لويس بوستيغو الى ان "ببغاء الراهب" يملك قدرة اكبر على التكيف اذ انه قادر على العيش في البلدان الحارة مثل اسبانيا وايضا في مدن كبروكسل او شيكاغو في شمال الولايات المتحدة.
ولهذه الطيور نظام غذائي منوع اذ انها تقتات على النباتات الصغيرة والاعشاب والفاكهة الجافة والتمور والازهار والفواكه كما انها تكيف اعشاشها مع الاوضاع المناخية السيئة وتبني حواجز اكثر سماكة اذا ما كان المناخ باردا، ولسوء حظها، ليست هذه الببغاوات موضع ترحيب في كل الاحيان، فقد اثبتت دراسات انها قد تلحق اضرارا كبيرة بالمزروعات وتعطل الانظمة البيئية في المواقع التي تختار الاستقرار فيها، هذا الامر حصل في ملقة حيث يؤكد المسؤول عن شبكة مراقبة نوعية البيئة سلفادور فلوريدو أن التنوع في اجناس الطيور التي ترتاد هذه المدينة الساحلية يتقلص بسبب "المنافسة على الغذاء" مع الببغاء، كذلك يؤدي هذا الوضع الى "المساس بصحة الاشجار التي يصاب بعضها بالجفاف" وفق بلاس مولينا من منظمة "اس اي او/بيردلايف".
المئات من نمور الثلوج النادرة تتعرض للقتل سنويا
قال تقرير إن المئات من نمور الثلوج تتعرض للقتل غير المشروع سنويا في الجبال النائية الممتدة من الصين إلى طاجيكستان الأمر الذي يعرض الحيوان لخطر الانقراض إذ تراجعت إعداده التي تعيش في الحياة البرية إلى بضعة آلاف، وبحسب التقرير الذي أعدته شبكة (ترافيك) الدولية التي تراقب تجارة الحياة البرية يصل سعر الجيفة الواحدة من نمر الثلوج إلى عشرة آلاف دولار نظرا للقيمة العالية للغاية لفرائه الكثيف، وقال التقرير إن ما بين 221 إلى 450 من نمور الثلوج تعرضت للقتل سنويا منذ عام 2008 على الرغم من الحظر المفروض على صيده في 12 دولة آسيوية يعيش فيها. بحسب رويترز.
وأضاف التقرير إن نصف النمور تقريبا قتلها مزارعون لحماية ماشيتهم وأن الكثير من جيف هذه الحيوانات بيعت لاحقا. ووقعت نمور أخرى فريسة في يد صيادين أو سقطت في شراك نصبت لاصطياد حيوانات أخرى كالدببة، لكن التقرير قال إن بعض التقدم تحقق في سبيل حماية نمور الثلوج مشيرا إلى أن فرو حيوان واحد فقط عثر عليه معروضا للبيع في مدينة لينشيا بوسط الصين بحسب مسح أجري عام 2011 مقابل 60 عام 2007.
تحديات جمة لحماية حيوانات الغوريلا الجبلية في الكونغو الديموقراطية
تمثل حماية النوع الاكبر من قردة الغوريلا في العالم تحديا يوميا لحراس محمية فيرونغا في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية اذ يتعين عليهم مواجهة عناصر ميليشيات مدججين بالسلاح وصيادين غير شرعيين يتعرضون لصغار هذه القردة لبيعها كحيوانات منزلية، وتعيش حيوانات الغوريلا الجبلية هذه المصنفة كفصيلة "معرضة للخطر للغاية"، على تخوم الكونغو ورواندا واوغندا، وتنعم هذه الحيوانات في الجانب الرواندي او الاوغندي بأمان نسبي غير ان نظراءها في منتزه فيرونغا الوطني، اقدم محمية طبيعية في افريقيا، على المقلب الاخر من الحدود معرضة للمخاطر عينها التي تواجه البشر في المنطقة وهي العنف المسلح الذي يمزق منذ اكثر من عقدين مقاطعة شمال كيفو في شرق الكونغو.
ولحمايتها، يسير حراس غابات مسلحون ببنادق كلاشنيكوف ومدافع رشاشة ثقيلة دوريات في منتزه فيرونغا. ويقول اينوسان مبورانوموي المسؤول الرئيسي عن الحفظ في القطاع الجنوبي للمنتزه ومدير احدى الدوريات "صباح كل يوم، نذهب الى الغابة مع خليط من الجزع والشجاعة والحماسة لحماية حيوانات الغوريلا"، وقد عادت السياحة الى المنتزه منذ هزيمة مجموعة متمردة في نهاية 2013 غير ان مجموعات مسلحة لا تزال تنشط وتتمدد خصوصا بفضل تجارة الفحم عبر احراق غابات استوائية بأكملها في الموطن الطبيعي للغوريلا الجبلية.
كذلك فإن القردة الكبيرة تقع ضحية شبكات صيد غير قانوني تسعى الى الاستحواذ على صغار قردة الغوريلا لبيعها كحيوانات منزلية في اسيا مع قتل الحراس المسؤولين عن حمايتها، وقد دفع حراس فيرونغا فاتورة باهظة في سبيل حماية الطبيعة منذ اندلاع اولى الحربين اللتين عصفتا بالبلاد بين 1996 و2003، ويذكر مبورانوموي بأن "نحو 130" حارسا قضوا خلال ادائهم مهامهم، غير ان تضحيات هؤلاء مرفقة بجهود السلطات لم تضع سدى، اذ ان اعداد الغوريلا الجبلية سجلت ازديادا بواقع اكثر من اربعة اضعاف خلال عشر سنوات لترتفع من 200 الى 880 وفق اخر احصاء في تموز/يوليو بحسب مبورانوموي.
اضف تعليق