ان الانسان قد يتحكم بنوع غذائه او المياه التي يشربها، لكنه من الصعب ان يتحكم بنوع الهواء الذي يتنفسه، لذا فان اخطر انواع التلوث البيئي هو تلوث الهواء، الذي تصل عدد الوفيات التي تعزى إلى سوء نوعية الهواء في الأماكن المفتوحة أو المغلقة إلى 6.5 مليون حالة سنويا في العالم ما يجعله رابع أكبر تهديد لصحة البشر بعد ضغط الدم المرتفع والمخاطر الغذائية والتدخين.
لذا يعد تلوث الهواء من أسوأ الملوثات بالجو، وكلما ازداد عدد السكان في المنطقة الملوثة، فعلى مدار التاريخ وتعاقب العصور لم يسلم الهواء من التلوث بدخول مواد غريبة عليه كالغازات والابخرة التي كانت تتصاعد من فوهات البراكين، أو تنتج من احتراق الغابات، وكالاتربة والكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض، الا أن ذلك لم يكن بالكم الذي لا تحمد عقباه ، بل كان في وسع الانسان أن يتفاداه أو حتى يتحمله.
لكن المشكلة قد برزت مع التصنيع وانتشار الثورة الصناعية في العالم، ثم مع هذه الزيادة الرهيبة في عدد السكان، وازدياد عدد وسائل المواصلات وتطورها، واعتمادها على المركبات الناتجة من تقطير البترول كوقود، ولعل السيارات هي أسوأ أسباب تلوث الهواء بالرغم من كونها ضرورة من ضروريات الحياة الحديثة، فهي تنفث كميات كبيرة من الغازات التي تلوث الجو، كغاز أول أكسيد الكربون السام، وثاني أكسيد الكبريت والأوزون.
وبحسب خبراء البيئة الملوثات الضارة مثل الجسيمات - والتي يمكن أن تحتوي على أحماض ومعادن وذرات غبار - وأكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين مسؤولة عن معظم الآثار الناتجة عن تلوث الهواء، ويمكن أن تؤدي الجسيمات الدقيقة إلى الإصابة بسرطان الرئة والجلطات وأمراض القلب على المدى الطويل بالإضافة إلى الأزمات القلبية التي تسبب الوفاة بشكل أسرع، ويؤدي التعرض لتلوث الجو الناجم خصوصا عن الجزئيات الدقيقة إلى الإصابة بأمراض قلبية-وعائية وأمراض في الجهاز التنفسي وفي الأعصاب وبالسرطان. وأوضحت ميدينا أن التلوث يؤدي أيضا إلى "مشاكل في الإنجاب وفي نمو الأطفال".
في آخر تطور بهذا الشأن، اظهر تقرير حديث صادر عن منظمات غير حكومية عدة أن المحطات العاملة على الفحم تكبد الاتحاد الاوروبي خسائر فادحة تتمثل خصوصا بما يقرب من 23 الف وفاة مبكرة وفاتورة استشفائية بمليارات اليوروهات، فيما كشفت دراسة نشرت أن 48 ألف شخص يتوفون سنويا في فرنسا نتيجة التلوث، وهو ما يجلعه في المرتبة الثالثة بعد التدخين وتناول الكحول. وينتشر التلوث خاصة في المدن الكبرى مثل باريس وشرق فرنسا ومحور ليون مرسيليا، اما في بلد الزهور تقدم ناشطون هولنديون بشكوى قضائية في لاهاي ضد حكومتهم بداعي أن نوعية الهواء في هولندا سيئة وحملوا حكومتهم مسؤولية ذلك لتقاعسها عن بذل جهود لمعالجة تلوث الهواء، وبالتالي تنتهك الحقوق الأساسية للمواطنين.
ال ذلك دخلت العاصمة التشيلية في "حالة طوارئ بيئية" للمرة الأولى هذه السنة بعد أن بلغ فيها التلوث مستوى قياسيا، ما من شأنه أن يشل حركة 40 % من أسطول المركبات فيها، بحسب ما أعلنت السلطات، على صعيد مختلف، قتل 185 ناشطا بيئيا على الاقل من 16 بلدا في العام 2015، وهم يدافعون عن الارض والبيئة، في ارتفاع بنسبة 60 % عما كان عليه العام الماضي.
في حين يستمر ثقب طبقة الاوزون فوق القطب الجنوبي العائد بجزء كبير منه الى النشاطات البشرية، في التقلص على ما افاد علماء معتبرين ان الاجراءات المتخذة في اطار بروتوكول مونتريال العام 1987 تؤتي ثمارها.
وعلى ارتفاع عال تمتص هذه الطبقة التي تقع على علو يراوح بين عشرين واربعين كيلومترا، الجزء الاكبر من الاشعاعات الشمسية فوق البنفسجية التي تشكل خطرا على الكائنات الحية، كثيرةٌ هي الجهود التي تحاول أن تنقذ الكون قبل أن يزداد التلوث المدمر، فطبقة الأوزون في اتساع ودرجة الحرارة في ارتفاع، فهل ستستطيع البيئة أن تعطي المزيد لتنقذ نفسها ومن عليها؟!.
تلوث الهواء سيقتل الملايين
قالت وكالة الطاقة الدولية إن حالات الوفاة المبكرة الناتجة عن تلوث الهواء ستستمر في الارتفاع حتى عام 2040 ما لم تتغير طريقة إنتاج واستهلاك الطاقة في العالم، وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير خاص عن الطاقة وتلوث الهواء إن إطلاق هذه الملوثات يرجع في الأساس إلى الإنتاج والاستهلاك غير المنظم وغير الفعال للطاقة، وبدون اتخاذ إجراءات سيرتفع عدد الوفيات الناتجة عن تلوث الهواء الطلق إلى 4.5 مليون في 2040 من نحو ثلاثة ملايين حاليا، وفي المقابل من المتوقع أن ينخفض عدد الوفيات الناتجة عن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة إلى 2.9 مليون من 3.5 مليون.
وقال التقرير إنه على الرغم من التوقعات بانخفاض الانبعاثات العالمية بحلول عام 2040 إلا أن سياسات الطاقة الحالية والمزمعة لن تكون كافية لتحسين جودة الهواء، ومن المفترض أن يستمر انخفاض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الدول الصناعية والصين لكن من المتوقع أن تزيد الانبعاثات في الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا في الوقت الذي يعرقل فيه الطلب المتزايد على الطاقة محاولات تحسين جودة الهواء.
وذكرت وكالة الطاقة أن زيادة إجمالي الاستثمارات في الطاقة بنسبة سبعة بالمئة أو ما يساوي 4.7 تريليون دولار بحلول عام 2040 من الممكن أن يساعد على انخفاض حالات الوفاة المبكرة الناتجة عن تلوث الهواء الطلق إلى 2.8 مليون والناتجة عن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة إلى 1.3 مليون، وحثت الوكالة على اتخاذ حزمة من الإجراءات مثل استخدام مصادر الطاقة البديلة وزيادة كفاءة استخدام الطاقة ومراقبة الانبعاثات.
الفحم يؤدي الى 23 الف وفاة مبكرة سنويا
اظهر تقرير حديث صادر عن منظمات غير حكومية عدة أن المحطات العاملة على الفحم تكبد الاتحاد الاوروبي خسائر فادحة تتمثل خصوصا بما يقرب من 23 الف وفاة مبكرة وفاتورة استشفائية بمليارات اليوروهات، ما من شأنه الدفع في اتجاه اقفالها بأسرع وقت ممكن، وتضمن التقرير الذي يحمل عنوان "السحابة السوداء في اوروبا: كيف تصيب البلدان التي تستخدم الفحم جيرانها بالأمراض" تحليلا للآثار الصحية في 2013 بفعل المحطات الاوروبية التي تتوافر بيانات كافية في شأنها، اي 257 من اصل 280.
وشكل الفحم ما نسبته 18 % من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة في الاتحاد الاوروبي سنة 2014، وتسببت الانبعاثات الصادرة عن محطات الفحم سنة 2013 ما مجموعه 22 الفا و900 وفاة مبكرة، اضافة الى عشرات الاف الاصابات بامراض القلب والتهاب الشعب الهوائية والسرطانات، وفق هذا التقرير الصادر عن اربع منظمات غير حكومية.
وأوضح التقرير أن "اكثر من نصف الوفيات المبكرة في الاتحاد الاوروبي الناجمة عن الفحم يمكن تحميل المسؤولية عنها لثلاثين محطة"، وقد كبدت الاثار الصحية للفحم سنة 2013 "تكلفة اجمالية تراوح بين 32,4 و62,3 مليار يورو". بحسب فرانس برس.
والبلدان الخمسة الاكثر تضررا جراء التلوث بالفحم الآتي من البلدان المجاورة مضافا اليه ذلك الناجم عن محطاتها الخاصة، هي المانيا (3630 وفاة مبكرة في المحصلة) وايطاليا (1610) وفرنسا (1380) واليونان (1050) والمجر (700)، وأشار التقرير ايضا الى ان البلدان التي تسببت محطات الفحم فيها بأكبر عدد من الوفيات خارج حدودها هي بولندا (4690 وفاة مبكرة في الخارج) والمانيا (2490) ورومانيا (1660) وبلغاريا (1390) وبريطانيا (1350).
185 مدافعا عن البيئة قتلوا في العام 2015
قتل 185 ناشطا بيئيا على الاقل من 16 بلدا في العام 2015، وهم يدافعون عن الارض والبيئة، في ارتفاع بنسبة 60 % عما كان عليه العام الماضي، على ما اعلنت منظمة "غلوبال ويتنس" البريطانية، وتشكل هذه الحصيلة رقما قياسيا منذ العام 2002، وهو التاريخ الذي بدأت المنظمة تنشر فيه تقاريرها السنوية.
وكان اخطر بلدين على نشطاء البيئة في العام 2015 البرازيل والفيليبين حيث قتل خمسون ناشطا في الاولى و33 في الثانية، وفي كولومبيا قتل 26 ناشطا، و12 في البيرو، و12 في نيكاراغوا، و11 في الكونغو، وقال المسؤول في "غلوبال ويتنس" بيل كيت "في الوقت الذي يستمر فيه الطلب على المعادن والخشب وزيت النخيل، تواصل الحكومات والمؤسسات والعصابات المسلحة الاستيلاء على الاراضي متحدية من يعيشون فيها"، ورأى ان هذه التقديرات هي اقل من الواقع مضيفا "في مقابل كل جريمة مبلغ عنها، ثمة جرائم اخرى لا يحكى عنها"، وربع الجرائم متصل بمشاريع منجمية، وفي عشرين حالة اخرى كان الضحايا يتصدون لمشاريع زراعية. وقد قتل 15 ممن كانوا يواجهون مشاريع لاستثمار الغابات، و15 آخرون كانوا يناضلون ضد مشاريع انشاء سدود لتوليد الطاقة. بحسب فرانس برس.
واشار التقرير الى ان الاكثر عرضة لهذه المخاطر هم السكان الاصليون، اذ ان 40 % من الضحايا هم من ابناء هذه الجماعات، ودعت "غلوبال ويتنس" الحكومات المعنية الى "التحرك بشكل عاجل لوقف دوامة العنف هذه" ولحماية الارض والمدافعين عنها، و"الاقرار بحقوق السكان (الاصليين)، والتصدي للفساد والانتهاكات التي تشوب قطاع استثمار الموارد الطبيعية".
تلوث الهواء يقتل 48 ألف شخص سنويا
أظهرت دراسة جديدة نشرت أن التلوث الناجم عن الجزئيات الدقيقة مسؤول عن وفاة 48 ألف شخص سنويا في فرنسا، ما يجعله ثالث سبب للوفيات التي يمكن تداركها بعد التدخين وتناول الكحول، والوفيات الناجمة عن هذا التلوث المرتبط بالنشاط البشري من نقل وصناعة وتدفئة بواسطة موارد الطاقة الأحفورية والزراعة، تشكل 9 % من الوفيات في فرنسا التي يبلغ عدد سكانها 62 مليون نسمة، حسب ما أظهرت دراسة لهيئة الصحة العامة في فرنسا، وقال فيليب بورديون المدير العام لهذه الهيئة العامة إن "تلوث الجو يحتل المرتبة الثالثة كمسبب للوفيات بعد التبغ (78 ألفا سنويا) والكحول (49 ألفا)"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق "بنوع خفي من الوفيات"، وشددت الدراسة على أن هذا التلوث قد يقصر "أمد الحياة لشخص في الثلاثين، أكثر من سنتين"، والتراجع في أمد الحياة هو أشد بمعدل وسطي في المدن الكبرى (15 شهرا وأكثر) إلا أنه يطال المناطق الريفية أيضا (تسعة اشهر).
وتظهر خارطة تركز الجزئيات الدقيقة أن المدن الكبرى مثل باريس وشمال شرق فرنسا ومحور ليون-مرسيليا (جنوب شرق) هي الأكثر عرضة لهذه الظاهرة، وقالت سيلفيا ميدينا منسقة برنامج "إير سانتيه" إن أرقام الوفيات الواردة في هذه الدراسة الجديدة لا تزيد عن نتائج سابقة، وتؤكد الدراسة الفرنسية الجديدة خصوصا نتائج دراسة أوروبية قدرت عدد الوفيات الناجمة عن التلوث في فرنسا بأكثر من 40 ألفا، وأشارت الدراسة إلى أن التعرض على المدى الطويل للتلوث له تأثير أكبر على الصحة من المراحل المؤقتة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في التلوث. بحسب فرانس برس.
سوء نوعية الهواء
تقدم ناشطون هولنديون بشكوى قضائية في لاهاي ضد حكومتهم بداعي أن نوعية الهواء في هولندا سيئة وحملوا حكومتهم مسؤولية ذلك لتقاعسها عن بذل جهود لمعالجة تلوث الهواء، وبالتالي تنتهك الحقوق الأساسية للمواطنين.
يلاحق ناشطون بيئيون الحكومة الهولندية أمام القضاء بسبب سوء نوعية الهواء، بحجة انتهاك الحقوق "الأساسية" للشعب في التمتع بصحة جيدة. ويشدد الناشطون البيئيون على أنه ينبغي للدولة، بموجب الدستور "حماية المواطنين من الهواء غير النقي". وأطلق الناشطون الحملة التي حصلت على توقيع 57 مواطنا بفضل عملية تمويل تشاركي سمحت بجمع 30 ألف يورو لتغطية نفقات المسار القضائي. بحسب فرانس برس.
وفي إطار شكوى قضائية رفعت، أكدت مجموعة الدفاع عن البيئة "ميليوديفانسي غروب" أن "هولندا تخطت الحدود القصوى المسموح بها في مجال نوعية الهواء وهي تنتهك الحقوق الأساسية من خلال التقاعس عن بذل الجهود لمعالجة تلوث الهواء".
وقالت مديرة الحملة آن كنول في بيان إن "هذا التلوث يتسبب بآلاف الوفيات كل سنة وبعشرات الآلاف من حالات المرض. وهذا أمر غير مقبول"، وهذه الشكوى التي قدمت في لاهاي هي الخطوة الأولى من مسار طويل قد يؤدي إلى محاكمة من المتوقع تحديد أولى جلساتها في 17 آب/أغسطس، وكانت مجموعة أخرى تعنى بالدفاع عن البيئة قد أحدث سابقة قضائية في هذا المجال مع صدور حكم يأمر الحكومة بالتخفيض إلى الربع انبعاثات غازات الدفيئة بحلول العام 2020، وقد وصف علماء مناخ الحكم الصادر في حزيران/يونيو 2015 "بالحدث المهم" في سياق مبادرة شارك فيها 900 مواطن هولندي حرصا منهم على مكافحة التغير المناخي. واستأنفت الحكومة من جهتها هذا الحكم.
أخطار الأكياس البلاستيكية وبدائلها
استُخدمت الأكياس البلاستيكية لأول مرة في تغليف الساندويتشات بالولايات المتحدة الأميركية عام 1957، ثم انتشرت في سلال السوبر ماركت أواخر 1970، ليصل استهلاكها عام 2009 إلى 102 مليار كيس، طبقاً لأرقام لجنة التجارة الدولية الأميركية.
وسرعان ما انتشر هذا النوع من الأكياس في العالم، حتى باتت جزءاً مهماً في حياتنا اليومية، فيعود المتسوق إلى بيته بباقة منها مليئة بالمشتريات المتنوعة، دون أن يدرك أن بين يديه سلاحاً فتاكاً قادراً على تدمير الكائنات الحية من حوله.
تُصنف الأكياس البلاستيكية المُستعملة في التسوُّق أو حفظ المواد الغذائية وفي كل الاحتياجات المنزلية ضمن 20 مُنتجاً من أخطر المواد. فهي مُصنّعة من مشتقات بترولية إضافة لمواد كيميائية، وثمة تحذير من إعادة استخدامها أو تعبئة الأطعمة الساخنة بها لأكثر من 30 دقيقة، فهذه المدة كافية لانتقال المركبات الكيميائية العضوية المعروفة بتأثيراتها السامة من جدران الأكياس إلى الطعام المُعبأ داخلها، وهو ما يهدد بالإصابة بالأورام السرطانية، خاصةً سرطان الثدي، ناهيك عن أن العديد من الحيوانات التي نتناول لحومها، تأكل بعضاً من هذه الأكياس، وهو ما يؤدي إلى دخول مكوناتها الكيميائية في نظامنا الغذائي أيضاً.
حتى الآن لا توجد وسيلة للحد من الآثار المُدمرة، التي يسببها تريليون كيس يستهلكها العالم سنوياً، يقدر متوسط استهلاك الفرد منها بحوالي 24 كيلوغراماً سنوياً، حسب منظمة الصحة العالمية، وتستهلك دول الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 100 مليار كيس في العام، تتحول 8 مليارات منها إلى نفايات في بحار القارة، وتحوي بطون 94% من الطيور في بحر الشمال بقايا منها، وفقاً لبيانات المفوضية الأوروبية. بحسب هافينغتون بوست عربي.
ويتسبب التخلص من الأكياس حرقاً بانبعاثات لغازات سامة تضر الغلاف الجوي، وتزيد من نسب المُركّبات العُضوية في الهواء، وهي عوامل قد تُربك عمل الغدد الصماء التي تؤثر في كل عضو وخلية من أجسام البشر والحيوانات.
ولأنها ليست قابلة للتحلل قبل مئات السنين، تتكدّس الأكياس في مقالب القمامة لأجل غير مسمى، حتى تتطاير في الهواء وتركب الأمواج، لتستقر في مياه البحار كل عام، فتُضر بالتوازن البيئي وتشكل خطراً كارثياً بما تحمله من موت بطيء ومؤلم لأعداد هائلة من الكائنات والثدييات البحرية، لاسيما الحيتان والفقمات والسلاحف البحرية.
ويستقبل المحيط الأطلسي وحده ما يقرب من 300 مليون كيس، كما أصبحت مساحة تزيد على 15 مليون كيلومتر مربع من مياه المحيط الهادئ، كأنها من "حساء البلاستيك"، على حد وصف "يانيز بوتوتشنيك" مفوض البيئة الأوروبية.
ويتطاير ما يقرب من 3 ملايين كيس بلاستيكي في غابات العالم، قد يقتل الكيس الواحد منها حيواناً عن غير قصد كل 3 أشهر بسبب ابتلاعه أو الاختناق به.
اعلان "حالة طوارئ بيئية"
دخلت العاصمة التشيلية في "حالة طوارئ بيئية" للمرة الأولى هذه السنة بعد أن بلغ فيها التلوث مستوى قياسيا، ما من شأنه أن يشل حركة 40 % من أسطول المركبات فيها، بحسب ما أعلنت السلطات، واتخذ هذا القرار "بسبب الوضع السيء للتهوئة وبهدف حماية صحة السكان"، على ما أوضحت سلطات سانتياغو في بيان.
ويؤدي هذا التدبير إلى شل حركة 40 % من المركبات في سانتياغو التي تضم 1,9 مليون مركبة، يوم الاثنين وهو عطلة رسمية في البلاد، وهذه هي المرة الأولى التي تدخل العاصمة التشيلية في "حالة طوارئ بيئية" منذ حزيران/يونيو 2015، و"حالة الطوارئ البيئية" هي أعلى درجات الإنذار المنصوص عليها في التشريعات التشيلية التي يتم الإعلان عنها عندما يتخطى مستوى التلوث الخمسمئة جزيئة دقيقة قطرها دون 2,5 ميكرومتر، ولا يتجدد الهواء بسرعة في العاصمة التشيلية المحاطة بجبال الأنديس حيث يعيش نحو 7 ملايين نسمة.
قدور مراعية للبيئة للاقتصاد في استهلاك الغاز والفحم
تقترح جمعية محلية تعنى بالمحرومين في الكاميرون على ربات المنازل في دوالا عاصمة البلاد الاقتصادية كيسا مصنوعا من القماش توضع فيه قدور الطبخ يقوم على مبدأ حفظ الحرارة من دون الحاجة الى نار، من اجل مكافحة التغير المناخي.
وتقول كاترين لوغه رئيسة جمعية الارامل والايتام المحرومين في مقاطعة وري في جنوب غرب البلاد التي تقف وراء هذا الاختراع "اننا نتج هذه القدور ونبيعها"، ويراوح سعر هذه القدور المصنوعة من القماش ومادة البوليستيرين بين عشرة الاف و22 الف فرنك افريقي (بين 15 و33 يورو) بحسب الحجم وهي قابلة لاعادة الاستخدام على الدوام.
والهدف منها هو "الاقتصاد في استهلاك الغاز والخشب والفحم والوقود" في المدينة البالغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة التي تتسبب وسائل الطهو التقليدية المنتشرة جدا فيها، بالتلوث.
وتؤكد لوغه "نساهم على طريقتنا في حماية البيئة لان وسيلتنا هذه لا يصدر عنها اي دخان خلال عملية الطهو"، وتسمح هذه القدر بالاقتصاد بشكل لا يستهان به، فمصادر الطاقة مثل الفحم او الخشب تحتاج الى ميزانية شهرية تراوح بين عشرة وعشرين الف فرنك افريقي (بين 15 و30 يورو) في الاستخدام اليومي اي جزء كبير من من عائدات الاسرة، ويعيش نحو 40 % من سكان الكاميرون تحت عتبة الفقر مع اقل من 740 فرنك افريقي (1,1 يورو) في اليوم على ما تظهر ارقام المعهد الوطني للاحصاءات العائدة للعام 2010.
ثقب الاوزون يتقلص
يستمر ثقب طبقة الاوزون فوق القطب الجنوبي العائد بجزء كبير منه الى النشاطات البشرية، في التقلص على ما افاد علماء معتبرين ان الاجراءات المتخذة في اطار بروتوكول مونتريال العام 1987 تؤتي ثمارها.
وعلى ارتفاع عال تمتص هذه الطبقة التي تقع على علو يراوح بين عشرين واربعين كيلومترا، الجزء الاكبر من الاشعاعات الشمسية فوق البنفسجية التي تشكل خطرا على الكائنات الحية، ونشرت اعمال هؤلاء الباحثين في مجلة "ساينس" الاميركية.
وهم اعتبروا استنادا الى حسابات ان الثقب في طبقة الاوزون تراجع باكثر من اربعة ملايين كيلومتر مربع اي نصف مساحة الولايات المتحدة تقريبا منذ العام الفين عندما كان تراجع طبقة الاوزون هو الاكبر خلال الربيع في نصف الكرة الارضية الجنوبي اي في ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر.
وكشفت الدراسة التي تستند الى قياسات اجريت في ايلول/سبتمبر على مدى 15 عاما، للمرة الاولى ايضا توقفا مرحليا في تشرين الاول/اكتوبر بسبب ثوران بركان كالبوكو في جنوب تشيلي قبل ستة اشهر، واستنتج العلماء انه "بشكل عام يبدو ان ثقب الاوزون في طريقه الى الالتئام" في وقت تستمر انبعاثات غازات الكلور (سي اف سي) بالتراجع، وتوقعت عملية محاكاة معلوماتية ان تتعافى طبقة الاوزون كليا قبل العام 2050.
وتؤدي هذه المواد الكيميائية الى اندثار طبقة الاوزون الا ان تركزها في الجو تراجع بنسبة تراوح بين 10 و 15 % منذ بلوغه الذروة نهاية التسعينات على ما اظهر التقرير الاخير للمنظمة العالمية للارصاد الجوية وبرنامج الامم المتحدة البيئي في العام 2015، وينص بروتوكول مونتريال وهو معاهدة دولية ابرمت العام 1987 على منع غازات الكلور هذه تدريجا. وهذه الغازات كانت تستخدم في انظمة تكييف الهواء ورذاذات الشعر وبعض العمليات الصناعية.
اضف تعليق