إن صحة البيئة ونظافتها أحد العوامل الرئيسية للمحافظة على صحة المجتمع بشكل عام، وذلك عن طريق اعتماد البيئة الخضراء التي تشكل بمثابة بلسم للطبيعة وتسهم في إدامة الحياة على الارض، لذا ازداد الاهتمام العالمي بقضايا البيئة وتنامي المطالب بضرورة التصدي بفعالية لهذه المشكلات التي تهدد الحياة، نظرا لتصاعد الاخطار والمشكلات البيئية المختلفة وعلى رأسها مشكلة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري المرتبطة بقضايا التلوث المتفاقمة، ناهيك عن تدمير الغابات على غرار غابات الامازون البرازيلية -اكبر الغابات المطيرة في العالم- بنسبة 16 بالمئة في 2015، التي زاد تدميرها عما كان قبل عام، فيما تسعى الحكومة جاهدة لتنفيذ تشريعات ووقف الانشطة غير القانونية لقطع الاشجار.
ويرى الخبراء في مجال البيئة ان زيادة قوية في ولاية ماتو جروسو -أكبر منتج للحبوب والماشية في البرازيل- كانت العامل الرئيسي وراء أحدث قفزة لقطع الاشجار في غابات الامازون. وأزال اصحاب الاراضي في الولاية حوالي 1500 كيلومتر مربع من الغابات مقارنة مع حوالي ألف كيلومتر في 2014، على صعيد ذي صلة ابتكرت بورصة الأرصدة البيئية في البرازيل تطبيقات تزود التجار الأجانب والمشترين لأخشاب الغابات البرازيلية بمعلومات للتيقن من أن المنتج لم يتم قطعه بالمخالفة للقانون، ويرى هؤلاء الخبراء ان قطع الأخشاب من الصناعات الرئيسية في البرازيل إذ تغطي الأشجار نحو نصف مساحة البلاد فيما ترى الحكومة ان قطع الأخشاب بصورة غير مشروعة هو العامل الرئيسي وراء إزالة الغابات في منطقة الأمازون.
من جهة أخرى قال العلماء إن أنشطة إزالة الغابات في ماليزيا وما ينجم عنها من تغير في ظروف البيئة مسؤولة بدرجة كبيرة على الأرجح عن الأعداد المتزايدة من حالات اصابة الانسان بأحد أنواع ملاريا القردة.
فيما أفادت دراسة نشرت نتائجها بأن توسع أوروبا في زراعة غابات داكنة الخضرة أدى إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وهو ما يتناقض مع الرأي الشائع بأن زراعة مزيد من الأشجار تساعد جهود الإنسان في مكافحة الاحترار.
الى ذلك اظهرت دراسة جديدة ان 58 مليون شجرة كبيرة في غابات كاليفورنيا مهددة بالجفاف غير المسبوق الذي يضرب هذه الولاية الاميركية منذ العام 2011، وقد تشهد الغابات الجبلية في كاليفورنيا تغيرات لا رجوع عنها حتى لو ادى التيار الاستوائي الحار في المحيط الهادئ "ايل نينيو" الذي عاد للظهور هذه السنة، الى ارتفاع في المتساقطات العام 2016، فيما يلي ادناه احدث الاخبار والدراسات حول البيئة الخضراء في العالم.
تدمير غابات الامازون
أظهرت بيانات للاقمار الصناعية تغطي الاثنى عشر شهرا حتى نهاية يوليو تموز أن 5831 كيلومترا مربعا من الاشجار في غابات الامازون بالبرازيل ازيلت وهي منطقة تعادل نصف مساحة بويرتوريكو، وتؤكد البيانات التي نشرتها وزارة البيئة معلومات اولية اصدرتها مؤسسات معنية بالبيئة في الاونة الاخيرة تظهر زيادة في إزالة الغابات بعد انخفاض في 2014، وتجي هذه الانباء في وقت حساس للحكومة البرازيلية اذ تجتمع بلدان العالم في باريس في نهاية الشهر الحالي لمناقشة اتفاق عالمي جديد للحد من الانبعاثات المسببة للاحترار العالمي. وتشكل إزالة الغابات ما يصل إلى حوالي 15 بالمئة من الغازات المسببة للاحترار العالمي وهو ما يزيد على قطاع النقل باكمله. بحسب رويترز.
وقالت وزيرة البيئة البرازيلية ايزابيلا تيكسيرا للصحفيين في برازيليا "إنها مفاجأة وخصوصا الزيادة في ولاية ماتو جروسو"، وأضافت قائلة "الدافع وراء الزيادة في قطع الاشجار يقوى مجددا ومصدره انشطة الزراعة وتربية الماشية"، وبالاضافة الى كونها حوض عملاق لامتصاص ثاني اكسيد الكربون تتميز غابات الامازون بالتنوع البيولوجي إذ تضم عددا هائلا من انواع الكائنات الحية التي لم تتم دراستها حتى الان ولذا فإن اي زيادة في تدمير الغابات تثير في العادة انتقادات من المهتمين بحماية البيئة.
وكثيرا ما تشن الحكومة عمليات للشرطة لمكافحة قطع الاشجار، غير ان الجماعات المدافعة عن البيئة تقول إن هناك حاجة إلى المزيد من الاجراءات، وقالت تيكسترا إنها دعت حكام الولايات التي شهدت الزيادة الاكبر في قطع الاشجار إلى مناقشة المشكلة. وسيطلب منهم تقديم تقييمات توضح السبب وراء الزيادة، وعلى الرغم من القفزة المسجلة هذا العام إلا ان المنطقة التي تقتطع من غابات الامازون مازالت أصغر بكثير مما كانت في الماضي مع تمكن البلاد من خفض تدمير الغابات بشكل حاد منذ ان بدأت رصد إزالة الغابات في عام 2004 عندما فقدت 30 ألف كيلومتر مربع تقريبا من الغابات.
التجارة غير المشروعة في الأخشاب
ابتكرت بورصة الأرصدة البيئية في البرازيل تطبيقات تزود التجار الأجانب والمشترين لأخشاب الغابات البرازيلية بمعلومات للتيقن من أن المنتج لم يتم قطعه بالمخالفة للقانون، وتقول البورصة المخصصة كسوق لتجارة أرصدة بيئية مثل حصص الكربون وأخشاب الغابات الشجرية إن المشترين الذين سيستخدمون هذه التطبيقات يمكنهم حل شفرة معينة مرفقة بكل شحنة من الأخشاب الخارجة من البلاد على أن يتلقوا بعدها ردا من الجهات المختصة.
ويقول معهد تشاتام هاوس المستقل للسياسات ومقره بريطانيا إن أكثر من خمسين في المئة من أخشاب البرازيل يجري قطعها بالمخالفة للوائح، وقالت البورصة في بيان "تفيد هذه التطبيقات بصفة خاصة المشترين العاملين في أوروبا والولايات المتحدة الذين يعنيهم الالتزام باللوائح الأوروبية الخاصة بالأخشاب"، وأضافت أنه في ضوء مخاطر قطع الأخشاب بصورة غير مشروعة بالبرازيل فإن "استخدام هذه التطبيقات يساعد المشترين في تقدير حجم المخاطر وتجنب الوقوع تحت طائلة القانون بشأن الاتجار غير المشروع في الأخشاب".
وتوجد نسخ مجانية من هذه التطبيقات لتحميلها على مختلف الأجهزة والشبكات والمواقع الالكترونية. وتتضمن التطبيقات معلومات مستقاة من عدة مؤسسات بالبرازيل مع أنظمة للتحقق متصلة بالأقمار الصناعية، وقد زادت معدلات تدمير غابات الأمازون البرازيلية -أكبر الغابات المطيرة في العالم- بنسبة 16 بالمئة في 2015 عما كان قبل عام فيما تسعى الحكومة جاهدة لتنفيذ تشريعات ووقف الأنشطة غير القانونية لقطع الأشجار.
وأظهرت بيانات للأقمار الصناعية تغطي الاثنى عشر شهرا حتى نهاية يوليو تموز الماضي أن 5831 كيلومترا مربعا من الأشجار في غابات الامازون بالبرازيل ازيلت وهي منطقة تعادل نصف مساحة بويرتوريكو، وكثيرا ما تشن الحكومة عمليات للشرطة لمكافحة قطع الأشجار، غير أن الجماعات المدافعة عن البيئة تقول إن هناك حاجة إلى المزيد من الاجراءات.
ارتباط إزالة الغابات في ماليزيا بإصابة البشر بملاريا القردة
قال العلماء إن أنشطة إزالة الغابات في ماليزيا وما ينجم عنها من تغير في ظروف البيئة مسؤولة بدرجة كبيرة على الأرجح عن الأعداد المتزايدة من حالات اصابة الانسان بأحد أنواع ملاريا القردة، وقال الباحثون في دراسة عن هذا الموضوع إن مرض الملاريا الذي تنقله بعوضة (بلازموديوم كنوليزي) يشيع في القردة التي تعيش في الأدغال ولم يكتشف لدى الانسان إلا في الآونة الأخيرة، لكنهم أضافوا أنه مع تزايد أنشطة قطع الغابات الى جانب التوسع السريع في إنتاج زيت النخيل والمشروعات الزراعية الأخرى بات هذا المرض أكثر شيوعا عن الملاريا العادية التي تصيب الانسان وذلك في عدة مناطق في ماليزيا فيما انتشر المرض الى مناطق اخرى بجنوب شرق آسيا. بحسب رويترز.
وفي بحث نشرته دورية الأمراض المعدية المستحدثة قال علماء تحت اشراف كيمبرلي فورنيس من كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة إن التحاليل التي أجروها أوضحت ان تغيير طريقة استغلال الأرض من العوامل الرئيسية في اصابة البشر بملاريا (بلازموديوم كنوليزي)، وقالت فورنيس "تشيع الزيادة الحادة في عدد حالات ملاريا (بلازموديوم كنوليزي) لدى البشر في ماليزيا خلال السنوات العشر الاخيرة في مناطق ازالة الغابات وأيضا في مناطق قريبة من قطاعات من الغابات يختلط فيها البشر والقردة في الاصابة بالبعوض مع قرب المخالطة بين البشر والقردة"، وأضافت "هذه المعرفة ستساعد في تركيز الجهود على هذه المناطق وأيضا توقع الاصابات في المستقبل وكيفية مكافحتها. نرى ان قطع الغابات ينطوي على عواقب خطيرة على صحة الانسان وهو أمر يتعين علاجه بأسرع وقت".
وركزت الدراسة على منطقتين في ماليزيا مساحتهما الاجمالية تتجاوز ثلاثة آلاف كيلومتر ويعيش بهما نحو 120 ألف نسمة، واستعان الفريق البحثي بسجلات مستشفيات خلال الفترة ما بين عامي 2008 و2012 لجمع حالات الاصابة بهذه الملاريا من قرى بالمنطقتين، واستعان الباحثون بخرائط التقطتها الاقمار الصناعية للغابات المحلية بها نحو 450 قرية ووجدوا علاقة فعلية بين ازالة الغابات والاصابة بملاريا (بلازموديوم كنوليزي).
وقالوا إن من عوامل نقل الاصابة الى البشر العمل في قطع الغابات والأنشطة الزراعية بها ومخالطة القردة علاوة على وجود البعوض، وتحدث معظم حالات الاصابة بالملاريا بطفيل (بلازموديوم فالسيبارم) الذي ينتقل من لعاب أنثى البعوض ليدخل مجرى الدم للانسان عندما تلسعه ويمر الطفيل عبر الكبد ويصيب كرات الدم الحمراء حيث يتكاثر فيها بأعداد هائلة ما يؤدي إلى انفجارها وانتاج المزيد من الطفيل داخل جسم المصاب، وتنتشر الملاريا أيضا في آسيا وامريكا الجنوبية حيث تكون أقل خطورة وتنقلها بعوضة اخرى هي (بلازموديوم فيفاكس) الأكثر شيوعا.
الغابات الصنوبرية في أوروبا تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري
أفادت دراسة نشرت نتائجها بأن توسع أوروبا في زراعة غابات داكنة الخضرة أدى إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وهو ما يتناقض مع الرأي الشائع بأن زراعة مزيد من الأشجار تساعد جهود الإنسان في مكافحة الاحترار.
وقال العلماء إن الاتجاه إلى زراعة مثل هذه الغابات أدى إلى زيادة درجة الحرارة في أوروبا صيفا بواقع 0.12 درجة مئوية منذ عام 1750 ويرجع ذلك بدرجة كبيرة لأن عدة دول تقوم بزراعة المخروطيات مثل الصنوبريات وأشجار التنوب التي تسهم ألوانها الخضراء الداكنة في احتجاز وتخزين حرارة الشمس.
وتسهم الأوراق الخضراء الفاتحة والعريضة -مثل أشجار البلوط والبتولا- في عكس المزيد من ضوء الشمس وارتداده لكن الأشجار ذات اللون الأخضر الفاتح تراجعت أمام زحف الغابات المخروطية التي تستخدم أخشابها في مستلزمات البناء وصناعة لب الورق.
وإجمالا زادت مساحات الغابات في أوروبا بنسبة عشرة في المئة منذ عام 1750، وكتب فريق بحثي تحت إشراف المختبرات الفرنسية للعلوم والمناخ والبيئة في دورية (ساينس) يقول "لم تسهم إدارة الغابات في أوروبا على مدى قرنين ونصف القرن في خفض حرارة المناخ"، وقال البحث إن تغيير تركيبة الغابات الأوروبية أدى إلى تراجع دور الغابات في الحد من الاحتباس الحراري إذ تقوم الأشجار بامتصاص ثاني أكسيد الكربون -وهو الغاز الرئيسي الناتج عن إحراق الوقود الحفري المتسبب في تغير المناخ- من الجو اثناء نموها.
ووقع مفاوضون من أكثر من 190 دولة في الآونة الأخيرة اتفاقا تاريخيا في باريس بغية الإبقاء على الارتفاع في درجات الحرارة على الكوكب دون درجتين مئويتين فوق مستوى ما قبل حقبة الثورة الصناعية، وينصح العلماء بعدم تجاوز حد درجتين مئويتين لتجنب التداعيات الخطيرة لتغير المناخ ومنها الفيضانات وموجات الحر والجفاف وارتفاع مناسيب مياه البحار.
استخدام جينات شجرة نادرة بفلوريدا لزراعة غابات عتيقة
تسلق باحثون في مجال الحفاظ على البيئة شجرة سَروْ (شَرْبين) بوسط فلوريدا عمرها ألفا عام تماثل في ارتفاعها بناية من تسعة طوابق في تجربة تهدف إلى اعادة زرع غابات تضم أقدم الأشجار في العالم، وبعد أن نزع الباحثون أجزاء من أعلى قمة بالشجرة المسماة (ليدي ليبرتي) وضعوها في كيس من الثلج ثم شحنوها إلى مشتل في شمال ولاية ميشيجان يتبع مؤسسة (اركانجيل اينشنت تري أركايف) غير الهادفة للربح.
ويهدف منظمو التجربة إلى استنبات هذه القلامات لزراعة أشجار متماثلة وراثيا يعاد زرعها في مواقع أخرى بفلوريدا في محاولة لاستنباط غابة جديدة من أشجار السرو العتيقة، ويقوم المنظمون بمشروعات مماثلة في منطقة شمال غرب المحيط الهادي وايرلندا وانجلترا للحفاظ على أنسال أفضل عينات الأشجار العتيقة التي صمدت في التجربة وأمكن استنباتها.
وقال ديفيد ميلارك المؤسس المشارك للمجموعة التي تهدف إلى استنبات غابات جديدة من 200 فسيلة من الأشجار الصغيرة لتشجيع عمليات التلقيح والاخصاب ومكافحة الاحتباس الحراري "لو سألت أحدا منا لماذا نقوم بذلك لقال لك إنها لأحفادنا"، وقال إن 98 في المئة من الغابات الطبيعية العتيقة بالولايات المتحدة -التي ظلت قائمة 120 عاما على الأقل- قد دمرت، وسيكون هذا تقريبا مصير شجرة (ليدي ليبرتي) وشجرة شقيقة لها تسمى (سناتور) ترجع كل منها الى 3500 عام ويبلغ ارتفاع الشجرة 118 قدما قبل احتراقها بفعل فاعل عام 2012، وكان الباحثون بمؤسسة (اركانجيل اينشنت تري أركايف) قد حصلوا على قلامات من شجرة (سناتور) بغرض اعادة استنباتها. بحسب رويترز.
وستزرع فسائل وشتلات من أشجار السرو بفلوريدا إلى الشمال من شجرة (ليدي ليبرتي) قرب اورلاندو على مقربة من الحدود بين ولايتي فلوريدا وجورجيا للمساهمة في جهود الحد من تغير المناخ، وقال اندرو كيتسلي عالم النبات ومدير الغابات في مدينة أورلاندو الذي كان ضمن من تسلقوا الشجرة "انها محاولة مجدية تقوم على اساس علمي وتقنيات احترافية ولدينا آمال كبار"، ويقوم الباحثون بالمؤسسة منذ عام 2012 باستخدام فسائل لزراعة انواع نادرة من أشجار السيكويا العملاقة وأشجار الخشب الأحمر في منطقة بورت اورفورد باوريجون التي تم انتقاؤها من أفضل العينات في أوريجون وكاليفورنيا، وارسلت المؤسسة فسائل من غابات الخشب الأحمر الى انجلترا وأشجار البلوط النادرة الى ايرلندا.
حملة في ايرلندا لمكافحة سرقة اشجار الميلاد
يعول المزارعون وعناصر الشرطة الذين سئموا من عصابات لصوص اشجار التنوب، على التكنولوجيا والدوريات بالمروحيات لضمان توفير اشجار لعيد الميلاد، في منطقة ويكلو الجبلية الواقعة جنوب دبلن عرف المزارعون ازمة خطرة قبل اربع سنوات اذ ان عدد الاشجار المسروقة كان يصل الى الفين سنويا ما يمثل ربحا فائتا قدره مئة الف يورو تقريبا، ويروي كريستي كافاناه الذي يزرع اشجار التنوب في مدينة نيوتاونماونتكينيدي الصغيرة "اوثق أحد المزارعين المحليين وتمت سرقته تحت تهديد سلاح ناري. لذا رص المزارعون الصفوف لطلب مساعدة الشرطة"، واطلقت عندها عملية "اوبيريشن هيردل" وهي حملة سنوية للشرطة الايرلندية لمواجهة سارقي اشجار التنوب. بحسب فرانس برس.
وقد شجع المزارعون على تعزيز اجراءات الحراسة حول مزارعهم فيما كثفت الشرطة دورياتها وحواجزها مع الاستعانة بمروحية مجهزة بتقنية الاشعة ما دون الحمراء، ويوضح المفوض بول هوغان من ويكلو "انها تجارة يتم فيها الدفع نقدا وعندما تختفي الاشجار فمن الصعب جدا تفي اثرها"، ويضيف "الهدف الاساس من العملية هو استباقي اي تجنب وقوع عمليات السرقة".
عشرات ملايين الاشجار الكبيرة مهددة بسبب الجفاف في كاليفورنيا
اظهرت دراسة جديدة ان 58 مليون شجرة كبيرة في غابات كاليفورنيا مهددة بالجفاف غير المسبوق الذي يضرب هذه الولاية الاميركية منذ العام 2011، وقد تشهد الغابات الجبلية في كاليفورنيا تغيرات لا رجوع عنها حتى لو ادى التيار الاستوائي الحار في المحيط الهادئ "ايل نينيو" الذي عاد للظهور هذه السنة، الى ارتفاع في المتساقطات العام 2016.
فالى جانب النقص في المياه، يؤدي الارتفاع في درجات الحرارة وانتشار الخنافس النشارة التي تلتهم الاشجار، الى زيادة خطر القضاء على الاشجار على ما اوضح معدو الدراسة التي نشرت في حوليات الاكاديمية الاميركية للعلوم (بناس).
وقال غريغ اسنير المتخصص بالبيئة العالمية في مؤسسة كارنيغي "يعرض الجفاف الغابات لخطر كبير جدا وقد يؤدي هذا الوضع الى تغيرات طويلة الامد في الانظمة البيئية الامر الذي سيؤثر على مواطن الحيوانات الطبيعية والتنوع الحيوي"، واخضعت غابات كاليفورنيا لمراقبة دقيقة بواسطة اجهزة تصوير تعتمد على الليزر، وقال الباحثون ان حوالى 10,6 ملايين هكتار من الغابات تضم 888 مليون شجرة تقريبا من بينها اشجار سيكويا عملاقة عانت من نقص كبير في المياه بين عامي 2011 و2015. بحسب فرانس برس.
وضمن هذه المجموعة، عانت 58 مليون شجرة من نقص في المياه يعتبر مضرا بصحة الغابات على المدى الطويل، ونظرا الى خطورة الوضع، لن تحدث الزيادة المتوقعة في المتساقطات بسبب تيار "ايل نينيو" فرقا كبيرا، في حال عاد الجفاف لينتشر بعد ذلك على ما اعتبر العلماء مشددين على ان هذه الغابات باتت تعاني من ضعف كبير.
واوضح غريغ اسنير ان "كاليفورنيا تعتمد على هذه الغابات من اجل الحصول على المياه وتخزين ثاني اكسيد الكربون وانتاج الخشب وفي السياحة والنشاطات في الهواء الطلق مما يجعلها مهمة جدا بيئيا واقتصاديا".
الاستزراع المائي يشكل خطرا على أشجار المنغروف الاستوائية
أظهرت الدراسة المنشورة في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" أن مزارع الأرز والزيت مسؤولة عن 38 في المئة من إزالة الغابات في الفترة من 2000 إلى 2012، وبجانب أهميتها كخزانات كربونية وثرائها من حيث التنوع البيولوجي، توفر أشجار المنغروف الاستوائية الوقود والطعام للسكان في المناطق الساحلية، وأوضح أحد المشاركين في إعداد الدراسة، وهو دانيال ريتشارد، من الجامعة الوطنية في سنغافورة "الاستزراع المائي مسؤول بقدر كبير عن ظاهرة إزالة أشجار المنغروف، لا سيما في دول مثل تايلاند والفلبين"، وقال لبي بي سي إن دراسة شملت ثماني دول حول العالم للفترة من السبعينيات حتى بداية العقد الأول من الألفية الثالثة توصلت إلى أن 54 في المئة من أشجار المنغروف التي تعرضت للإزالة حلت محلها مزارع سمكية وأخرى لإنتاج الجمبري. بحسب البي بي سي.
وأضاف: "خلصت دراستنا إلى أن الاستزراع المائي ما زال مهما، لكننا دهشنا من أن 30 في المئة فقط من أشجار المنغروف الاستوائية بجنوب شرق آسيا في الفترة من 2000 إلى 2012 استبدلت بمزارع مائية"، وتابع: "آثار العوامل الأخرى، مثل الأرز وزراعة نخيل الزيت، كانت أكبر مما توقعنا"، وأوضح ريتشارد أن "ما يقرب من 25 ألف هيكتار من أشجار المنغروف بميانمار تحولت إلى مزارع أرز في الفترة من 2000 إلى 2012"، وأضاف أنه على الرغم من وجود قليل من الدراسات السابقة التي كانت قد سلطت الضوء على دور إنتاج زيت النخيل باعتباره عاملا في فقدان أشجار المنغروف، فليس لديهم أي فكرة عن حجم إزالة الغابات، وقال إن "16 في المئة من أشجار المنغروف التي تعرضت للإزالة في جنوب شرق آسيا استبدلت بمزارع لإنتاج زيت النخيل خلال فترة إجراء دراستنا".
اضف تعليق