سجلت دول العالم خلال الأيام الماضية درجات حرارة قياسية، في حين اعتبر حزيران الماضي الشهر الأكثر دفئا على الأرض، وبرزت دول الخليج العربي كأكثر الدول التي عانت من ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من معدلاتها السنوية، فيما تسود موجة حر خانقة في المنطقة المغاربية حيث شارفت في بعض المناطق على 50 درجة...
سجلت دول العالم خلال الأيام الماضية درجات حرارة قياسية، في حين اعتبر حزيران الماضي الشهر "الأكثر دفئا" على الأرض، وبرزت دول الخليج العربي كأكثر الدول التي عانت من ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من معدلاتها السنوية. وتؤثر الحرارة الشديدة والرطوبة بشكل كبير على الحياة اليومية لكثر في الخليج، من بينهم آلاف سائقي الدراجات النارية من جنوب آسيا، الذين يجوبون مدنها لتوصيل طلبيات الطعام وطرود أخرى.
بينما يسجل العالم درجات حرارة قياسية، يقول المواطن المصري عصام جنيدي الذي يكسب قوته من غسيل السيارات في الخليج، وهو من أكثر مناطق الكوكب حرا، إن الصيف في الإمارات العربية المتحدة يبدو أكثر شدة هذا العام. بحسب فرانس برس.
وقال جنيدي الذي يغسل السيارات مقابل 25 درهما (6,80 دولارات) في ظل درجات حرارة تتجاوز 40 مئوية كل يوم: "هذا الصيف أصعب قليلا من السنوات الأخرى"، وأضاف: "بين 12 ظهرا والثالثة بعد الظهر أو الثالثة والنصف لا يمكننا العمل".
والإمارات الغنية بالنفط، التي تستضيف قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) هذا العام حيث سيحاول العالم تعزيز استجابته لاحترار المناخ، معتادة على فصول الصيف التي لا تحتمل، خلال هذه الفترة، تكون الشوارع مقفرة، ولا يجوبها سوى العمال المهاجرين، وهم يد عاملة رخيصة. ويحظى العديد من العمال بفترة راحة إجبارية في أكثر ساعات النهار حرا، وهذا الأمر مماثل في كل أنحاء الخليج. في البحرين، قد يحطم متوسط درجات الحرارة في تموز/يوليو الرقم القياسي البالغ 42,1 درجة مئوية المسجل في العام 2017، وقبل أسبوعين، أقام أكثر من 1,8 مليون مسلم مراسم الحج في السعودية في ظل درجات حرارة وصلت إلى 48 درجة مئوية، فيما عولج الآلاف من الإجهاد الحراري، وفي الكويت التي دائما ما تسجل أعلى درجات الحرارة في العالم، يحذر خبراء من أن الحرارة قد تتجاوز 50 درجة مئوية في الأسابيع المقبلة.
درجة الحرارة المحسوسة 60 مئوية
بالإضافة إلى تصنيف الأسبوع الماضي الأكثر حرا على الإطلاق في كل أنحاء العالم، تخنق موجة رطوبة منطقة الخليج، وقال أحمد حبيب المتخصص في الأرصاد الجوية في المركز الوطني للأرصاد في الإمارات لوكالة الأنباء الفرنسية: "خلال الأسبوع الماضي، كانت الحرارة مرتفعة إلى حد ما، وتراوحت في المناطق الداخلية بين 45 و49 درجة مئوية، لكن الشعور بدرجات الحرارة جعل الناس تتساءل ما إذا كانت درجات الحرارة أعلى (من المعدل)"، وأضاف: "أسباب الشعور بأن درجات الحرارة عالية هي الارتفاع في الرطوبة النسبية، أي كميات بخار الماء. فارتفاع الرطوبة النسبية إلى جانب درجات حرارة عالية أصلا يعطي شعورا بأن الحرارة أكثر ارتفاعا مما هي فعليا".
وأوضح: "الكتلة الهوائية القادمة من بحر عمان أو من الخليج العربي كانت محملة ببخار الماء نتيجة مرورها فوق مسطحات مالية، وهذا الأمر يزيد نسبة الرطوبة على الدولة بشكل عام. وصلت الحرارة المحسوسة إلى أكثر من 55 أو حتى بين 55 و60 درجة مئوية في بعض المناطق".
وتعد الحرارة الشديدة في الخليج والرطوبة العالية مزيجا خطيرا، ففي مثل هذه الظروف يكافح جسم الإنسان لتبريد نفسه عن طريق تبخير العرق على الجلد، وقال حبيب: "ننصح المواطنين بتعويض السوائل، وألا يتعرضوا لأشعة الشمس بشكل مباشر".
تعد منطقة الخليج واحدة من الأماكن القليلة التي سجلت مرارا درجات حرارة فوق 35 درجة مئوية بمقياس ترمومتر البصيلة المخضلة، وهي عتبة بقاء الإنسان التي يمكن بعدها أن يكون الإجهاد الحراري قاتلا في غضون ساعات، بغض النظر عن العمر والصحة واللياقة البدنية، ولهذا السبب، يحذر الخبراء من أن التغير المناخي المتسارع سيجعل أجزاء من منطقة الخليج غير صالحة للعيش بحلول نهاية هذا القرن.
وفي الكويت، قال خبير الأرصاد الجوية عيسى رمضان، إن "ارتفاع درجات الحرارة خلال العام الماضي كان ملحوظا"، وأوضح لوكالة الأنباء الفرنسية: "يتوقع أنه اعتبارا من منتصف الشهر حتى 20 آب/أغسطس، سيكون هناك ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، التي قد تتعدى 50 درجة مئوية في الظل".
من جهة أخرى، قد تصل الرطوبة إلى 90 % في البحرين بحلول نهاية الأسبوع، مع درجات حرارة قصوى تتراوح بين 42 و44 درجة مئوية، وفقا للتوقعات الجوية الرسمية.
مهمتنا صعبة
يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في الخليج إلى مستويات مدمرة إذا ترك احترار المناخ بدون رادع، بحسب باراك الأحمد من كلية تي إتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد ودومينيك روي من مؤسسة كلايمت ريسيرتش.
في العاصمة الإماراتية أبوظبي، سيرتفع عدد الأيام التي تزيد فيها درجات الحرارة عن 40 درجة مئوية بنسبة 98 % بحلول العام 2100 إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية 3 درجات مئوية، وفقا للنتائج التي نشرها في حزيران/يونيو "فايتل ساينز"، وهو تحالف يضم مجموعات حقوقية تعمل على وفيات العمال المهاجرين في الخليج.
وأظهرت النتائج أيضا أن ارتفاع درجات الحرارة 3 درجات مئوية ستجعل الكويت والبحرين والسعودية تشهد 180 يوما في السنة درجات حرارتها تزيد على 40 مئوية بحلول نهاية القرن، وقال الأحمد لـ"فايتل ساينز"، "قد تؤثر هذه الظروف على المجتمعات البشرية بشكل خطير، وبطرق بدأنا للتو نفهمها".
وتؤثر الحرارة الشديدة والرطوبة بشكل كبير على الحياة اليومية لكثر في الخليج، من بينهم آلاف سائقي الدراجات النارية من جنوب آسيا، الذين يجوبون مدنها لتوصيل طلبيات الطعام وطرود أخرى، وقال المواطن المصري محمد رجب، وهو أحد هؤلاء، لوكالة الأنباء الفرنسية في أحد شوارع دبي: "مهنتنا صعبة"، وأضاف: "نحاول دائما تجنب وهج الشمس المباشر".
العراق.. درجات حرارة خمسينية في هذه المناطق
أعلنت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، اليوم الجمعة، تسجيل درجات حرارة خمسينية في محافظتي البصرة وميسان.
وقال الهيئة في بيان، أنه "سجلت درجات الحرارة العظمى لهذا اليوم الجمعة، في العاصمة بغداد 47 درجة مئوية، فيما سجلت محافظتي البصرة وميسان 50 درجة مئوية"، وأشارت إلى أن "معدل درجات الحرارة المسجلة لهذا اليوم في البلاد من 45 – 50 درجة مئوية".
المنطقة المغاربية تسجيل أرقام قياسية تلامس الخمسين درجة
تجتاح المنطقة المغاربية موجة حر خانقة هذه الأيام، حيث بلغت درجات الحرارة بدولها مستويات قياسية، اقتربت في البعض منها إلى الخمسين درجة. ومن المرتقب أن تمتد هذه الموجة حتى الجمعة.
تسود موجة حر خانقة في المنطقة المغاربية حيث شارفت في بعض المناطق على 50 درجة، وهو ما دعا السلطات في دولها إلى توجيه تحذيرات لتوخي الحذر خاصة لكبار السن والمرضى.
الجزائر:
حذرت مصالح الأرصاد الجوية الجزائرية الإثنين من استمرار موجة حر شديدة تصل إلى 49 درجة. ومست هذه الموجة الإثنين ثم الثلاثاء ولايات بسكرة، المغير، الوادي، أولاد جلال، تقرت وورقلة، حسب ما جاء في نشرية خاصة للديوان الوطني للأرصاد الجوية نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية.
"وستصل هذه الحرارة الشديدة الثلاثاء إلى ما بين 43 و45 كأقصى درجة وما بين 28 و32 كأدنى في ولايات تلمسان، وسعيدة، ومستغانم، وتيارت، وتيسمسيلت، والمدية، والجلفة، والمسيلة، والبويرة، وتيزي وزو، وباتنة، وميلة، وقسنطينة وقالمة، وخنشلة وتبسة. بالإضافة إلى ولايات برج بوعريريج، وسطيف، وأم البواقي وسوق أهراس."
حسب النشرية التي صنفت في درجة يقظة ''برتقالي'', من المتوقع أن تصل درجات الحرارة القصوى بهذه الولايات إلى 49 درجة مئوية فيما تتراوح الدرجات الدنيا بين 36 و39 درجة.
تونس:
وفي تونس سجلت درجات الحرارة رقما قياسيا السبت، حيث بلغت 48.4 درجة بمدينة القيروان وسط البلاد، حسب ما نقلته وسائل إعلام عن المعهد الوطني للرصد الجوي.
وأكد المعهد التونسي أن درجات الحرارة تجاوزت، السبت، المعدلات العادية بأكثر من 10 درجات.
وذكرت مسؤولة في المعهد المذكور أن مدينة القيروان سجلت رقما قياسيا ببلوغها 48.4 درجة، مشيرة إلى أن القيروان كانت سابع أسخن منطقة في العالم ليلة السبت. ومن المرتقب أن تظل درجة الحرارة في هذا البلد متجاوزة للأربعين خلال هذا الأسبوع.
المغرب:
تمس هذه الموجة المغرب أيضا، إذ أفادت وسائل إعلام محلية أن المديرية العامة للأرصاد الجوية توقعت تسجيل موجة حر، تتراوح خلالها درجة الحرارة ما بين 37و 48 درجة من الإثنين إلى الجمعة بعدد من أقاليم المملكة.
وأوضحت المديرية أنه يرتقب تسجيل درجات حرارة تتراوح ما بين 44 و48 درجة، الإثنين والثلاثاء، بكل من "أقاليم وعمالات وزان وكرسيف وتاوريرت ووجدة أنجاد وتاونات ومولاي يعقوب وصفرو وفاس ومكناس وتازة والخميسات وسيدي قاسم وسيدي سليمان وبني ملال والفقيه بن صالح وخريبكة وسطات ومراكش وقلعة السراغنة والرحامنة وزاكورة وطاطا وتارودانت وآسا الزاك".
وينتظر أيضا "تسجيل درجات حرارة تتراوح ما بين 43 و46، من الأربعاء إلى الجمعة المقبلين، بكل من بني ملال والفقيه بنصالح ومراكش والرحامنة وقلعة السراغنة وشيشاوة واليوسفية وزاكورة وطاطا وتارودانت وآسا الزاك والسمارة وبوجدور ووادي الذهب".
موريتانيا
وفي موريتانيا، حذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية المحلية سكان مناطق تيرس زمور من ارتفاع شديد في درجات الحرارة خلال الأسبوع، موضحة في بيان، نشرته الوكالة الموريتانية للأنباء، أن ولاية تيرس زمور ستشهد خلال الفترة من 10 إلى 16 يوليو الجاري موجة حر شديدة، تصل درجات الحرارة القصوى فيها ما بين 47 و49 درجة مئوية، وخاصة في مدينتي بير أم اكرين والزويرات. ودعت “الأرصاد الجوية” السكان والمسافرين "إلى مزيد من اليقظة والحذر طيلة المدة المذكورة".
اضف تعليق