ارتفاع معدلات الانقراض للعديد من الحيوانات والنباتات، التي ازدادت كثيرا عن المعدلات الطبيعية نتيجة ظهور بعض المخاطر والعوامل التي أثّرت سلبًا على الحياة بشكل عام، هي اليوم محط اهتمام متزايد لدى العديد من الحكومات والدول، خصوصا وان الكثير من التقارير والبحوث العلمية قد اثبتت ان معدل الانقراض العالمي الحالي هو أكبر من معدل الانقراض الطبيعي، يقدر العلماء أن العالم يفقد ما بين خمسين ألف ومئة ألف نوع من المخلوقات كل عام، ولأسباب مختلفة منها عمليات الصيد الجائر، التي لا تزال تمارس من اجل تحقيق بعض المكاسب المادية يضاف الى ذلك اتساع مخاطر التغيرات المناخية.
وكشفت دراسة علمية جديدة وكما نقلت بعض المصادر، أن العالم يدخل مرحلة انقراض جماعي لأنواع تهدد بقاء الجنس البشري. وأوضحت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن الدراسة أجراها علماء جامعة ستانفورد، تدعو اتخاذ إجراءات عاجلة؛ للمحافظة على الأنواع المُهدَّدة بخطر الانقراض وحماية الحيوانات البرية. وقال "بول إرليخ"، زميل بارز بمعهد وودز ستانفورد للبيئة بولاية كاليفورنيا الأمريكية: "إنه كانت توجد نافذة أمل أو فرصة تُمكِّن البشر من حماية الأنواع المُهدَّدة، ولكنها للأسف أُغلِقَت بسرعة شديدة". وأظهرت الدراسة، أن "شبح الانقراض" يخيِّم الآن على 41% من أنواع البرمائيات، و26% من الثدييات، فيما يتفق العلماء على أن معدلات الانقراض بتلك المستويات لم نشهدها منذ موت الديناصورات قبل 66 مليون سنة. ورأى الباحث "جيراردو سيبالوس"، من جماعة "أوتونوما دى مكسيكو" أنه لو استمر العالم بهذا الشكل، ستستغرق الحياة ملايين السنين لتتعافى، وحتى الجنس البشري من المرجح أن يختفي مبكرًا. وأكد الباحثون، أن حساباتهم من المُرجَّح أن تقلل من شدة أزمة الانقراض؛ لأن هدفهم هو رصد تأثير البشر على التنوع البيولوجي.
الصيد الجائر
وفي هذا الشأن فقد وصف وزير بالحكومة التنزانية أنشطة الصيد الجائر للفيلة بانها كارثة قومية وحث الصين على ان تحد من الطلب على العاج. واشار تعداد نشرت نتائجه هذا الشهر الى ان عدد الفيلة بتنزانيا انكمش من نحو 110 آلاف عام 2009 الى دون 43 ألفا عام 2014 بما يمثل تراجعا نسبته 60 في المئة فيما يلقي نشطاء الحفاظ على البيئة بالمسؤولية عن ذلك على أنشطة الصيد الجائر.
وقال لازارو نيالاندو وزير السياحة والموارد الطبيعية في تنزانيا للصحفيين في مستهل حملة توعية لمكافحة الصيد الجائر "ندعو المجتمع الدولي وفي مقدمته الصين ان يوقف اقباله على العاج". وادت زيادة الطلب على العاج من جانب اقتصادات اسيوية سريعة النمو مثل الصين وفيتنام حيث يجري تحويله الى حلي وجواهر الى قفزة في أنشطة الصيد الجائر في القارة الافريقية.
وأعلنت الصين أكبر مستهلك في العالم لأنياب الفيلة العاجية في فبراير شباط الماضي حظرا لمدة عام على استيراد مشغولات مصنعة من العاج الافريقي لكن انصار الحفاظ على البيئة يقولون إن الفساد يسهم في تكريس أنشطة الصيد الجائر في تنزانيا. وقالت احدى جماعات الحفاظ على البيئة إن السلطات السنغالية فككت عصابة للاتجار في العاديات والحلي المصنعة من خصلات شعر توجد في نهاية ذيل الفيلة. ويعتقد ان شعر الفيلة جلبه تجار سنغاليون بصورة غير مشروعة من دول بوسط افريقيا ثم باعوا العاديات المصنعة إما محليا وإما لعملاء اوروبيين.
الى جانب ذلك تمخضت الفحوص التي أجريت على الحمض النووي (دي ان ايه) المأخوذ من أطنان من العاج التي ضبطت مع تجار عن رصد بؤرتين للصيد الجائر للفيلة في القارة الافريقية في تطور يأمل العلماء بان يسفر عن شن حملة شاملة على الاتجار غير المشروع في أضخم حيوان بري على وجه البسيطة يعاني من تناقص اعداده.
وقال العلماء إن الفحوص الوراثية على 28 ضبطية ضخمة من العاج -تزن الضبطبة الواحدة أكثر من نصف طن- حددت على وجه الدقة المنشأ الجغرافي لأنياب الفيلة وانها تنتمي لنوعين من الفيلة الافريقية هما فيل السافانا وفيل الغابة الأصغر حجما نوعا ما. وقال صمويل فاسر استاذ الأحياء بجامعة واشنطن الذي وردت نتائج دراسته في دورية (ساينس) "انتابتنا دهشة بالغة للغاية بعد ان وجدنا انه طيلة العقد الماضي جاءت جميع الضبطيات تقريبا من موقعين في افريقيا".
وبالاستعانة بعينات من روث الفيلة ووبرها وأنسجتها من حيوانات من شتى أرجاء القارة الافريقية رسم العلماء خريطة توضح مختلف العشائر استنادا الى سمات الحمض النووي. واستخلص الباحثون الحمض النووي من كميات العاج المضبوطة وحددوا المواقع التي تعيش بها الفيلة التي تضاهي هذا الحمض. وجاءت معظم أنياب العاج المضبوطة من فيلة السافانا من منطقة تمتد من أجزاء من جنوب شرق تنزانيا وشمال موزامبيق فيما جاءت معظم أنياب العاج من فيل الغابة من منطقة تشمل أجزاء من شمال شرق الجابون وشمال غرب جمهورية الكونجو وجنوب غرب جمهورية افريقيا الوسطى.
وقال فاسر "إن استهداف سلطات انفاذ القانون لهذه المناطق قد يوقف أكبر كم من نفوق الفيلة المتعلق بأنشطة الصيد الجائر في افريقيا كما يجفف المنابع الرئيسية للعاج الذي تتاجر فيه شبكات اجرامية تسمح بارتكاب هذه الجريمة المنظمة الخاصة بنقل العاج". وأضاف ان العشائر الكبرى "ستخضع للصيد الجائر حتى انقراضها" لو لم تتخذ الاجراءات الحاسمة. ومضى يقول "نخسر في الوقت الراهن ما يقدر بنحو 50 ألف فيل افريقي سنويا بسبب الصيد الجائر ولم يتبق سوى نحو 470 ألف فيل". ومضى يقول "يتعين احتواء معدلات الخسائر. وقف الطلب على العاج. بحسب رويترز.
ووفق على حظر الاتجار في العاج عالميا في عام 1989 بعد ان تراجعت اعداد الفيلة الافريقية من 1.2 مليون فيل الى 600 ألف في ذاك العقد إلا ان الاتجار غير المشروع استمر مع تزايد الطلب على العاج من الصين ومن دول آسيوية أخرى ومن مناطق أخرى منها الولايات المتحدة. وقال بيل كلارك من برنامج الجرائم البيئية التابع للشرطة الدولية (الانتربول) الذي شارك في البحث إن الاستعانة بتقنية الحمض النووي ساعدت الانتربول بشأن المناطق التي يتعين تركيز الجهود فيها لمكافحة الاتجار في العاج. وقال كلارك "هناك الكثير من المؤشرات التي تؤكد استغلال العاج في تمويل جماعات متشددة عديدة علاوة على الجريمة المنظمة".
حموضة المياه
في السياق ذاته أوضحت نتائج دراسة أن أسماك السلمون القرنفلي في المحيط الهادي تواجه خطرين يتمثلان في زيادة درجة حموضة المياه -المرتبطة بالانبعاثات الغازية الخاصة بالاحتباس الحراري التي تؤثر سلبا على نموها في الأنهار- علاوة على تغيير التركيب الكيميائي لمياه البحار. وركزت الدراسات السابقة على آثار التغير في التركيب الكيميائي لمياه البحار المالحة وليس في المياه العذبة إلا ان هذه الدراسة التي جرت في كندا توصلت إلى أن زيادة حموضة مياه الأنهار قد تجعل صغار أسماك السلمون القرنفلي -التي تزخر بها مياه المحيط الهادي- أصغر حجما وأكثر عرضة للوقوع ضحية للكائنات المفترسة وذلك من خلال شل قدرتها على استشعار الخطر بالاستعانة بحاسة الشم.
وقال كولين براونر المشارك في الدراسة من جامعة كولومبيا البريطانية إن الضرر الناجم عن زيادة الحموضة "في المياه العذبة بالنسبة إلى السلمون القرنفلي قد يحدث أيضا في جميع الأنواع الأخرى الشبيهة بالسلمون". وقد وردت نتائج هذه الدراسة في دورية (نيتشر آند كلايمت تشينج) الخاصة بموضوعات الطبيعة وتغير المناخ.
ويتفاعل غاز ثاني أكسيد الكربون -وهو الغاز الرئيسي المنبعث ضمن عملية الاحتباس الحراري الناتج عن إحراق الوقود الحفري- مع الماء لانتاج حمض الكربونيك الضعيف -الذي يتحلل بسهولة الى عنصريه الأساسيين الماء وثاني أكسيد الكربون- والذي يلحق الضرر أساسا بكائنات تتراوح بين المحار (الجندوفلي) وسرطان البحر (الاستاكوزا) التي تجد ان من الصعب عليها في هذه الظروف تكوين الأصداف الخارجية الواقية.
وقالت دراسة دولية جرت عام 2013 إن زيادة حموضة مياه المحيطات تحدث بمعدلات متسارعة منذ 55 مليون عام بسبب الانبعاثات الغازية الناتجة عن الاحتباس الحراري. وخلال التجارب التي جرت في كندا نمت أسماك السلمون القرنفلي بمتوسط يصل الى نحو 32 ملليمترا فقط بعد عشرة أسابيع عند تربيتها في مياه تحتوي على نحو مثلي تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون وهو ما يقل عن مستوى 34 ملليمترا في مياه تحتوى على التركيز العادي من الغاز. بحسب رويترز.
وكان وزن الأسماك الصغيرة أقل وبدا ان قدرتها على استشعار الخطر من خلال حاسة الشم أقل وقال براونر إن من السابق لأوانه القول بان هذا الخلل سيستمر حتى تصبح الأسماك يافعة ما يعني قلة الكميات التجارية التي يجري صيدها. ويقول العلماء إنه لم يتضح بعد مدى قدرة أجيال السلمون والكائنات البحرية الأخرى على التكيف مع تزايد تركيز ثاني أكسيد الكربون في المياه مستقبلا.
الأسد الأمريكي
من جانب اخر قال مديرو الحياة البرية في الولايات المتحدة إن الأسد الأمريكي الشرقي الذي كان يجوب قارة أمريكا الشمالية من كندا وحتى ولاية ساوث كارولاينا إنقرض ولم يعد في حاجة للحماية بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض. وقالت الهيئة الأمريكية للأسماك والحياة البرية إن اقتراح حذف الأسد الأمريكي الشرقي من قائمة الأنواع المهددة بالانقراض والمعرضة للخطر يجئ بعد 80 سنة من أسر وقتل ما يعتقد انه آخر حيوان من هذه الأسود الجبلية في ولاية نيو انجلاند.
وقال علماء الأحياء البرية الاتحاديون في بيان إن الأسد الأمريكي -الذي يعرف أيضا باسم الفهد أو نمر الكوجر- كان من أشيع الثدييات البرية انتشارا في نصف الكرة الأرضية الغربي لكن حملات القضاء عليه شهدت بداية اندثاره من ثلثي مناطق معيشته. وكانت الهيئة الأمريكية للأسماك والحياة البرية قد بدأت عام 2011 مراجعة شاملة لوضع الأسد الأمريكي وهو من أبناء عمومة الأسد الجبلي الذي لا يزال يجوب الولايات الامريكية الغربية.
وقالت الهيئة إن هذه الدراسة -التي استغرقت أربع سنوات والتي تضمنت معلومات من 21 ولاية واقليما بشرق كندا ومئات من تقارير المشاهدات الفعلية التي ترجع الى عام 1900- أوضحت ان الاسد لم يشاهد الا في النادر بشرق الولايات المتحدة. وأعلن ان الأسد الامريكي بات مهددا بالخطر عام 1973 على الرغم من ان أحدث التقارير وقتئذ قالت إن أسدا قتل على أيدي الصيادين بولاية مين عام 1938 وقتل آخر في نيو برونسفيك بكندا عام 1932 . بحسب رويترز.
ويعتقد المسؤولون عن الحياة البرية إن معظم اعداد الأسد الامريكي -الذي يترواح طوله بين 1.8 الى 2.4 متر ووزنه بين 48 الى 63 كيلوجراما- اندثرت في القرن التاسع عشر مع وصول المهاجرين الاوروبيين الذي قتلوه لحماية انفسهم وماشيتهم. وقالت الهيئة إن انقراضه ارتبط ايضا بتدمير الغابات للحصول على الأخشاب الامر الذي قضى أيضا على الفرائس المفضلة للاسد وهي الغزال الابيض الذيل.
الغوريلا الجبلية
في السياق ذاته توصل أشمل تحليل وراثي للغوريلا الجبلية حتى الآن إلى ان هذه الحيوانات المعرضة للخطر مثقلة بأعباء التزاوج الداخلي وتجابه مخاطر الانقراض إلا ان الباحثين لا يزالون يرون أسبابا تبعث على التفاؤل بشأن استمرار بقائها. وكشف 23 عالما من ست دول النقاب عن أول خريطة جينية متكاملة للغوريلا الجبلية وهي من أبناء عمومة الانسان القريبة له من الوجهة الوراثية والتي تعيش في منطقتين منعزلتين في وسط افريقيا.
وقال عالم الوراثة كريس تايلر-سميث من معهد (ولكام تراست سانجر) البريطاني "وجدنا مستويات عالية للغاية من التزاوج الداخلي". وتوصلت نتائج الدراسة التي وردت في دورية (ساينس) العلمية إلى فقدان قدر كبير من التنوع الوراثي نتيجة للتزاوج فيما بينها من الأقارب بسبب محدودية عدد هذه الحيوانات فيما تتوارث الغوريلا الجبلية قطاعات متماثلة من الأبوين في نحو ثلث الطاقم الوراثي (الجينوم).
ويؤدي تزاوج الأقارب إلى زيادة مخاطر توارث الأمراض علاوة على ضعف الاستجابة للتغيرات البيئية من خلال تراجع القدرة الوراثية على التأقلم ما يتسبب في استحداث متاعب خاصة بالطفرات الضارة. وقال ايلوين سكالي من جامعة كمبردج "تتعرض الغوريلا الجبلية لمخاطر بالغة وتواجه خطر الانقراض وتكشف دراستنا النقاب عن انه علاوة على المعاناة الناتجة من الانهيار المفاجئ في اعدادها خلال القرن الماضي الا انها مرت بالفعل بفترة تدهور طويلة ترجع الى بضعة آلاف من السنين".
وأصيب الباحثون بدهشة بالغة عندما وجدوا ان الكثير من الطفرات الضارة -التي تمنع عمل الجينات وتتسبب في ظروف مرضية خطيرة- كانت أقل شيوعا اذا ما قورنت بالأنواع الاخرى من الغوريلا. وقال سكالي "أوضحنا انه على الرغم من تراجع تنوعها الوراثي إلا انها لم تتجاوز بعد العتبة الوراثية الخاصة باللاعودة. بوسعها استمرار البقاء وستعود الى سابق عهدها من حيث الاعداد اذا مددنا لها يد العون".
وتصل أعداد الغوريلا الجبلية الى 880 حيوانا فقط وتعيش في غابات يغطيها الضباب في سلاسل فيرونجا الجبلية البركانية على حدود رواندا وأوغندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية وفي متنزه بويندي الوطني في أوغندا. واستندت الدراسة إلى تحليل عينات دم من سبعة من هذه الحيوانات بمنطقة فيرونجا. وهناك نوعان من هذه الغوريلا الشرقي والغربي. والغوريلا الجبلية -ذات الفراء الكثيف والأطول بالنسبة الى الأنواع الاخرى- واحدة من تحت نوعين للغوريلا الشرقية. بحسب رويترز.
وقالت كريستينا هفيلسوم خبيرة الوراثة من حدائق حيوان كوبنهاجن "في حين ان مستوىات مشابهة من زواج الاقارب أسهمت في انقراض أقاربنا النياندرتال الا ان الغوريلا الجبلية ربما كانت أكثر مرونة". وقال الباحثون إن الخطر الرئيسي الذي يواجه الغوريلا الجبلية يجئ من البشر الذين يسهمون في فقدانها لأماكن معيشتها ويقومون بصيدها فضلا عن الامراض التي ينقلها الانسان اليها. وقال تايلر-سميث "علينا ان نواصل الحفاظ عليها لان مستقبلها بين ايدينا".
طائر الطيهوج
على صعيد متصل أفادت خطة اتحادية بأن ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تعتزم حماية طائر الطيهوج الأكبر في القطاع الغربي من البلاد من خلال الحد من استخراج النفط والغاز ومشروعات الطاقة المتجددة في اماكن معيشة الطائر. وأشاد أنصار الحفاظ على البيئة بالخطة التي اعلنها مكتب ادارة الاراضي وهيئة الغابات وذلك على الرغم من ان جماعة تمثل صناعة الطاقة انتقدت الاقتراح.
وتخشى شركات التعدين والطاقة والزراعة من ان تؤدي هذه اللوائح الى الحد من انشطتها في اماكن معيشة الطائر. تجئ هذه الخطة فيما ستقرر الوكالة الأمريكية للأسماك والحياة البرية بحلول سبتمبر أيلول القادم إن كانت ستضم الطيهوج الأكبر الى قائمة الأنواع المهددة بالانقراض. ويعتقد ان الملايين من طائر الطيهوج الأكبر كانت تعيش في وقت ما على مساحة واسعة من غرب الولايات المتحدة وكندا فيما أشارت تقديرات الوكالة الأمريكية للأسماك والحياة البرية عام 2010 الى ان الأعداد المتبقية تتراوح بين 200 ألف و500 ألف طائر في عشر ولايات. بحسب رويترز.
وتدعو الخطة الى حماية اماكن معيشة الطائر من خلال تأجيل تنفيذ امتيازات استخراج النفط والغاز ونقلها مؤقتا الى خارج المناطق المحمية والمخصصة لطائر الطيهوج الأكبر. وتتيح الخطة اجراءات اخرى منها الحد من خطوط الضغط العالي والتعدين السطحي مع مكافحة زراعة انواع نبانية معينة تتسبب في حرائق الغابات ما يلحق الضرر بالطائر. وقال مسؤولون إن أعداد طائر الطيهوج الأكبر الشبيه بالدجاج تضاءلت في الغرب الأمريكي وفقد أكثر من نصف مساحة أماكن معيشته بسبب الحرائق والأنواع الاخرى من الكائنات التي قامت بغزو المنطقة الى جانب أنشطة التطوير. وكانت وزيرة الداخلية الأمريكية سالي جويل اعلنت في السابق إن الأنواع الفرعية لهذا الطائر الموجودة في كاليفورنيا ونيفادا ليست في حاجة للحماية وفقا للقانون الأمريكي لكن أنصار الحفاظ على البيئة انتقدوا هذا القرار.
البومة الرقطاء
من جانب اخر أعلنت الحكومة الأمريكية انها شرعت في مراجعة بشأن ما اذا كان يتعين ادراج بومة الشمال الرقطاء على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض بعد صراع طويل بين أنصار حماية البيئة والعاملين في قطع أخشاب الغابات. وقالت الهيئة الأمريكية للأسماك والحياة البرية إن النتائج العلمية الحديثة التي توصلت اليها إحدى جماعات الحفاظ على البيئة التي تدافع عن هذه البومة المتوسطة الحجم استدعت اجراء مراجعة لوضعها الحالي كأحد الانواع المهددة بالخطر وذلك وفقا للقانون الامريكي للأنواع المهددة بالانقراض.
كانت بومة الشمال الرقطاء قد أدرجت على قائمة الأنواع المهددة بالخطر عام 1990 وسط معارك حامية الوطيس بين صناعة قطع أخشاب الغابات -التي تصارع للاحتفاظ بحقها الذي مضى عليه قرون ويقضي بقطع الأشجار الدائمة الخضرة- وبين أنصار الحفاظ على البيئة ممن يقولون إن كلا من الطائر والمنظومة البيئية التي يعتمد عليها في حياته على شفا الانهيار. واستمر تراجع أعداد هذه البومة -ذات اللون البني الغامق والبقع البيضاء على الرأس والصدر والعيون البنية- بنسبة نحو 2.9 في المئة سنويا الى ما يقدر بنحو عشرة آلاف بومة تقريبا وفقا لتقديرات الهيئة الأمريكية للأسماك والحياة البرية.
ويقول دعاة الحفاظ على البيئة إن اعداد بومة الشمال الرقطاء لا تتجاوز أربعة آلاف. يجئ تراجع أعداد هذه البومة على الرغم من القيود المفروضة على أنشطة قطع الغابات وخطة اطلقها مسؤولو الحياة البرية عام 2011 لخفض اعداد البومة المخططة وهو نوع منافس لبومة الشمال الرقطاء يجئ من أقصى الشمال قام بالتعدي على أماكن معيشة أبناء عمومته في غابات عتيقة في منطقة شمال غرب المحيط الهادي. بحسب رويترز.
وقال مسؤولو الأسماك والحياة البرية إن اختفاء الغابات العتيقة يمثل أكبر خطر يتهدد البوم منذ تسعينات القرن الماضي لكن تزايد اعداد البومة المخططة الأكبر حجما والأكثر عدوانية يعد الآن من أعظم المخاطر إذ تهاجم أعشاش البومة الرقطاء وتنافسها على الغذاء. واستمر تراجع أعداد بومة الشمال الرقطاء على الرغم من توفير سبل الحماية فيما ستعكف المراجعة الاتحادية على تحليل هذه المشاكل. وقالت الهيئة الأمريكية للأسماك والحياة البرية إن وضع البومة الرقطاء على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض لا يمثل سوى تعديل رمزي فيما يتعلق بحماية هذا الطائر.
النسر الاصلع وطائر بشروش
على صعيد متصل قال خبراء في الحياة البرية انه تم رصد زوجين من النسر الاصلع في عش بمدينة نيويورك للمرة الاولى منذ أكثر من 210 أعوام في حدث يسلط الضوء على عودة الطيور الجارحة المهيبة بعد حظر استخدام المبيدات والصيد. وقال تود ونستون المتحدث باسم جماعة نيويورك للمحافظة على الحياة البرية ان العش الذي عثر عليه أعلى شجرة على الشاطيء الجنوبي من جزيرة ستاتن هو الاول منذ نحو عام 1800 .
وقال ونستون "هذا العام رصدنا نسور في خمس مقاطعات من مدينة نيويورك." وأضاف "هذا هو أول زوج يتأكد بالفعل انه يفرخ بيضا في عش هنا في مدينة نيويورك." ويبدو ان الابوين اللذين اطلقت جمعية الطيور عليهما فيتو وليندا يفرخان بيضا حيث تقضي الانثى معظم وقتها في العش الضخم بينما يصطاد الذكر الطعام قبل ان يتبادلا الواجبات. وقال ونستون "انهما يتبادلا الوقت في العش." وأضاف "فيتو طائر عصري."
ويستغرق البيض الذي يقدر بأن عمره اسبوعان 35 يوما للتفريخ والنسر الاصلع هو الطائر الوطني للولايات المتحدة وأعلن انه من الانواع المعرضة للانقراض في عام 1978. وتزايدت أعداده لاسباب أهمها وسائل الحماية البيئية وخاصة الحظر الاتحادي الذي فرض على استخدام مبيد (دي.دي.تي). وقال ونستون ان ولاية نيويورك التي لا يوجد بها نسر اصلع لتربيته منذ الستينات أصبح لديها 254 زوجا في العام الماضي.
من جانب اخر شوهد طائر البشروش المائي الأسود النادر على جزيرة قبرص بالبحر المتوسط ما أثار الدهشة البالغة بين عشاق الطبيعة الذين قالوا إنه ربما يكون الطائر الوحيد من نوعه الذي يرصد. ويعتقد ان طائر البشروش الذي شوهد على ضفاف بحيرة مالحة ربما تكون لديه حالة وراثية تتميز بافراز كميات زائدة من صبغة الميلانين مما يجعله أسود اللون بدلا من اللون الوردي المعروف.
وقال بانتليس تشاريلاو رئيس إدارة البيئة بالقواعد السيادية البريطانية -وهي المناطق التي شوهد بها الطائر والتي تخضع لسيطرة بريطانيا المستعمر السابق لقبرص- "نستنتج مما شاهدناه على الانترنت اننا شاهدنا طائرا آخر وحيدا... في اسرائيل. لذا فربما يكون هذا هو الثاني". وكان طائر البشروش -ذو اللون الأسود الفاحم باستثناء ذؤابة من الريش الأبيض على الرأس- يتغذى مع طيور أخرى على ضفاف البحيرة. وقال خبراء إنه ربما يكون نفس الطائر الذي شوهد في اسرائيل عام 2014. بحسب رويترز.
وشوهد الطائر في قبرص أثناء عملية عد واحصاء البشروش حول بحيرة مالحة مترامية الأطراف بمركز أكروتيري البيئي على الساحل الجنوبي لقبرص. وقال تشاريلاو "وجود طائر أسود نادر الوجود للغاية... ربما يكون أساسا عكس الأمهق (الألبينو) عندما يفرز الفرد مزيدا من الميلانين أكثر من المعتاد". ويحط نحو 20 ألف طائر بشروش كبير الحجم على ضفاف بحيرة أكروتيري المالحة كل عام.
ذئب نادر
من جانب اخر قال مسؤولون بولاية أوريجون لدى هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية إنه تم رصد ذئب رمادي نادر وهو يحوم بمحمية وذلك بعد أيام من اصدار المسؤولين أمرا باجراء مراجعة من شأنها أن تقلل من مستوى حماية الولاية لهذا الكائن الذي أوشكت أعداده على الاندثار. وقالت ميشيل دينيهي المتحدثة باسم ادارة الحياة البرية بالولاية إن الذئب ولد قبل نحو عامين في إحدى محميات الولاية وظل يعيش في ولاية واشنطن حتى فترة قريبة.
وتم رصد هذا الذئب من خلال موجات اللاسلكي عبر القمر الصناعي المتصل بطوق حول رقبته وهو ثالث ذئب من نوعه يرصد بوسط اوريجون منذ عام 2013 ويقول مسؤولو الحياة البرية إن ثمانية أزواج على الأقل قادرة على التناسل من الذئب الرمادي قد أنجبت صغارا بالولاية في السنوات الأخيرة.
وكانت الذئاب الرمادية -التي تستوطن في ولاية اوريجون أصلا لكن أعدادها تراجعت نتيجة حملة لابادتها في مطلع القرن العشرين- قد عادت لأول مرة إلى المنطقة عام 2008 وانتشرت لتشمل عدة مناطق في الولاية الواقعة في شمال غرب الولايات المتحدة وتطل على المحيط الهادي. وقال روس مورجان منسق أعداد الذئاب الرمادية بالولاية في بيان "إنها قصة نجاح. منذ فترة ليست بالبعيدة لم نكن نعرف بوجود ذئاب في اوريجون والآن لدينا الكثير منها. والآن فان اعدادها آخذة في الزيادة على الوجه الأكمل".
ودفع التزايد السريع في اعداد الذئب الرمادي لجنة الاسماك والحياة البرية بالولاية الى إجراء اقتراع لوضع خيارين لتخفيف الحماية التي تفرضها الولاية وفقا لقانون الأنواع المهددة بالانقراض هما: إما تقييد وجودها في منطقة وسط الولاية وشرقها -وهي المناطق التي توجد بها هذه الذئاب بكثرة- وإما على مستوى الولاية بالكامل. وقالت دينيهي إنه وفقا لكل من الخيارين فإن القانون الاتحادي سيواصل تقييد صيد الذئب الرمادي في غرب ولاية اوريجون. بحسب رويترز.
لكن زيادة أعداد الذئب الرمادي تستلزم مراجعة القيود المفروضة على هذه الحيوانات بالولاية والمتعلقة بالمضايقة المستمرة لهذه الحيوانات أو قتلها بسبب الخطر الذي تمثله على الثروة الحيوانية. وتسعى جمعية مربي الماشية في اوريجون حثيثا لادخال تعديلات على قوانين الولاية تتيح لاعضائها اطلاق الرصاص على الذئاب التي تهدد الثروة الحيوانية بالخطر وربما تتضمن التعديلات المقترحة حذف البنود الخاصة بحماية انواع الذئب الرمادي من الانقراض. وتقول جماعات يمثلها المركز الغربي لقانون البيئة إن وكالة هيئات الحياة البرية الأمريكية تقوم بصورة عشوائية بقتل وحبس وتسميم الحيوانات من أجل خدمة الصناعات الزراعية كما انها لم تقم بصورة متعمقة باجراء تحليل لانشطتها وفقا لمقتضى القانون الأمريكي.
الفهود والنمور في زامبيا
على صعيد متصل قالت جين كاباتا وزيرة السياحة في زامبيا إن بلادها رفعت حظرا مفروضا على صيد الفهود والنمور وستسمح في العام القادم بصيد الأسود بعد ان تأكد لها ان اعداد هذه الحيوانات أعلى بكثير عما كان يعتقد من قبل. وكانت زامبيا قد فرضت في عام 2014 حظرا على صيد الأسود وأنواع أخرى يتهددها خطر الإنقراض منها الفهود قائلة بان أعدادها منخفضة للغاية في البلاد على نحو يتعذر معه استمرار أنشطة الصيد التجاري.
وقالت كاباتا إن أنشطة الصيد بغرض التباهي والتذكار لن تتم بصورة عشوائية مع ادراك الحكومة لحقيقة ان الكثير من السائحين يزورون زامبيا لمشاهدة هذه الحيوانات. وقالت كاباتا "رفعنا الحظر المفروض على صيد الفهود والنمور بدءا من موسم 2015/2016 الذي يبدأ في يوليو وسنسمح بصيد الأسود بدءا من العام المقبل". وقالت "قمنا بعملية مسح جوي وتأكدنا ان لدينا أكثر من أربعة آلاف من الأسود أما النمور فيتجاوز عددها ثمانية آلاف".
ومضت تقول إنه لن يسمح للصيادين سوى باستهداف الذكور الكبيرة السن من الفهود والنمور التي نبذتها عائلاتها. وقالت في اشارة الى 23 منطقة مخصصة للصيد "كنا نصيد الأسود والنمور دوما لكن ما نفعله الآن هو الصيد بطريقة مقننة. خفضنا من عدد النمور التي يجري صيدها في منطقة بعينها". والأسود والنمور ضمن قائمة يطلق عليها اسم "الخمسة الكبار" من الحيوانات البرية بالقارة الافريقية التي يعشقها من يقومون بالصيد بغرض التذكار والتباهي وتضم هذه القائمة ايضا الفيلة ووحيد القرن والجاموس البري. بحسب رويترز.
وثمة مخاوف على هذه الحيوانات البرية بالقارة الافريقية في مواجهة تزايد أنشطة الصيد الجائر حيث تقوم عصابات اجرامية مدججة بالاسلحة بقتل الفيلة للحصول على أنيابها العاجية ووحيد القرن لقرونه التي غالبا ما يجري شحنها الى آسيا لاستخدامها في أغراض الزينة والطب الشعبي التقليدي.
اضف تعليق