البحار والمحيطات تغطي الجزء الأكبر من كوكبنا وتلعب دورا مهما في تنظيم مناخنا وتحتضن أنواعا لا تحصى من الكائنات الحية، رغم محدودية معلوماتنا عن الحياة في بطن المحيطات، إلا أن المؤكد أنها بدأت تتضرر من تغيرات المناخ، التغير المناخي يؤثر علينا جميعا في هذا العالم...
البحار والمحيطات تغطي الجزء الأكبر من كوكبنا وتلعب دورا مهما في تنظيم مناخنا وتحتضن أنواعا لا تحصى من الكائنات الحية. رغم محدودية معلوماتنا عن الحياة في بطن المحيطات، إلا أن المؤكد أنها بدأت تتضرر من تغيرات المناخ.
التغير المناخي يؤثر علينا جميعا في هذا العالم، لكن يمكنك أن ترى التداعيات على وجه الخصوص في البحار والمحيطات وخاصة المناطق الشمالية، حيث الغطاء الجليدي حول القطب الشمالي يذوب بمعدلات قياسية ودرجة حرارة المحيطات هناك ترتفع، وإذا استمر التغير المناخي بنفس الوتيرة الحالية، فربما نتوقع ارتفاعًا كبيرًا في منسوب مياه البحر في القرن الحالي، وسيزداد الأمر سوءًا في القرون القليلة المقبلة.
فكما يبدو أن البحار والانهار تتغير بسرعة خلال السنوت القليلة الماضية ولكن ليس إلى الأفضل، إذ تشير أدلة علمية راسخة إلى أن المحيطات أصبحت أقل عمرانا بالكائنات الحية، وأكثر دفئا وحمضية، ويفرض هذا ضغوطا شديدة على الحياة البحرية. ولكن هناك نبأ سار: إذ تشير الأدلة أيضا إلى أن المحيطات قادرة على تجديد شبابها، وقد اتفق العالَم بالفعل على تمكين هذه النتيجة، اما الخبر غير السار فان استخدام البلاستيك بمستويات كبيرة، والمرشحة للتفاقم وتصل إلى مستوى كارثة بيئية كونية، تهدد كل أشكال الحياة على الكوكب، ولا سيما على البحار والمحيطات.
وتشكل البحار والانهار فعلياً موارد رئيسة في القرن الواحد والعشرين سواء من حيث انتاج الطاقة او من حيث الاستثمار في الزراعة، ناهيك عن كونها عامل بيئي مهم، ولهذا فإن السيطرة على مناطق المياه في العالم تعتبر بالنسبة للقوى القديمة والحديثة أساس الصراع الدولي في تجلياته الإقليمية والدولية، كما هو الحال مع روسيا وامريكا واوروبا والصين واليابان وبعض دول الشرق الأوسط.
وتكمن أهمية البيئة البحرية أيضاً من حيث كونها طريقاً للمواصلات، ويقوم البحر أيضاً بدور الوسيط في تبادل السلع حيث يعتبر النقل البحري أفضل وسائل النقل في تبادل كميات كبيرة من السلع عبر المسافات الطويلة.
ويرى بعض المتخصصين بهذا الشأن انه مع انحسار الجليد في السنوات الماضية، بات عبور السفن التجارية الممر الشمالي الغربي الواصل بين آسيا واوروبا أمرا ممكنا، بعدما كان من المستحيلات في السابق، وشغل البحار والمحيطات مساحة من سطح الأرض أكبر مما تشغله اليابسة وهو موطن للملايين من الكائنات الحية حيث تعيش فيه حيوانات ونباتات من مختلف الاشكال والالوان والاحجام، وحيوانات البحر ونباتاته هامة جدا بالنسبة للإنسان كمصدر للطعام وذلك مثل من حيوانات البحر مثل السرطان والجراد والاسماك والعديد من أنواع الكائنات البحرية المختلفة.
لكن من المؤثرات والسلبيات على البحار والمحيطات التجارة البحرية التي هي مسؤولة عن الاف الوفيات المبكرة في آسيا، حيث اظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة "نيتشر كلايمت تشاينج" أن زيادة مستويات التلوث المتصل بالتجارة البحرية في شرق آسيا تؤثر على المناخ كما على صحة السكان ما يؤدي الى الاف الوفيات المبكرة سنويا، وبعد أن كثر الحديث مؤخرا عن مسألة الاحتباس الحراري وخطورتها على كوكب الأرض، وخصوصا على المخزون الجليدي في القطبين الجنوبي والشمالي، بدأت الكثير من المنظمات البيئية العالمية بمتابعة الظواهر البيئية ودرجات الحرارة التي سجلت هناك في السنوات الأخيرة.
ووفقا للخبراء تم التركيز على منطقة القطب الجنوبي تحديدا كونها تعد خزان المياه العذبة على كوكب الأرض، فهي تحتوي على 90% من المياه العذبة الموجودة على هيئة طبقات جليدية سميكة جدا".
وعليه فان أن قيمة المحيطات تذهب إلى ما هو أبعد من الاقتصاد. فالمحيطات تزودنا بنصف الهواء الذي نتنفسه، وتحكم أحوال الطقس، وتساعد على دعم السلام والرخاء ومستقبل المحيطات هو مستقبل العالم، فيما يلي مجموعة من الاخبار والتقارير رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول البيئة المائية للبحار والانهار حول العالم.
ارتفاع كارثي لمنسوب مياه البحار
وجه علماء أعدوا دراسة كبيرة عن الصلة بين المحيطات والكتل الجليدية والغطاءات الثلجية من ناحية والمناخ من ناحية أخرى تحذيرا شديدا للعالم يوم الأربعاء مفاده: اخفضوا الانبعاثات أو شاهدوا مدنا تتلاشى تحت مياه البحار وأنهارا تجف وأشكالا من الحياة البحرية تختفي، وبعد أيام من مطالبة ملايين الشبان بنهاية لعصر الوقود الأحفوري خلال احتجاجات خرجت في أنحاء شتى من العالم، خلص تقرير جديد للجنة خبراء مدعومة من الأمم المتحدة إلى أن القيام بتحرك جذري قد يؤدي لتفادي بعض من أسوأ التبعات المحتملة للاحتباس الحراري.
لكن الدراسة أوضحت أن السماح باستمرار الاتجاه الصعودي لانبعاثات الكربون سيربك توازن النظم الجيوفيزيائية، التي تحكم المحيطات والمناطق المتجمدة على الأرض، بشدة لدرجة أن أحدا لن يفر دون أن يمسه الأمر.
وقال مايكل ميريديث، عالم المحيطات في هيئة المسح البريطاني للقطب الجنوبي وأحد معدي التقرير، لرويترز ”سيتأثر كل فرد في العالم بالتغيرات التي نراها“، وأضاف ”الأمر الأساسي في التقرير هو أن لدينا خيارا. المستقبل ليس منقوشا على الحجر“.
وانتهى العمل على التقرير أمس الثلاثاء في جلسة أخيرة استمرت 27 ساعة من المحادثات في موناكو بين معدي التقرير وممثلين عن الحكومات. وهو نتيجة عامين من العمل الذي عكفت عليه الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ المدعومة من الأمم المتحدة.
وتوثق الدراسة، التي شارك فيها أكثر من 100 عالم درسوا سبعة آلاف ورقة بحثية، تبعات ارتفاع درجة حرارة المحيطات والذوبان السريع للصفائح الجليدية في جرينلاند وأنتاركتيكا وانكماش الكتل الجليدية على أكثر من 1.3 مليار شخص يعيشون في مناطق منخفضة أو مناطق جبلية مرتفعة.
ويتوقع التقرير احتمال ارتفاع منسوب مياه البحار مترا واحدا بحلول عام 2100، أي عشرة أمثال معدل ارتفاعه في القرن العشرين، إذا استمرت زيادة الانبعاثات. وبالنظر لما هو أبعد، قد يتخطى ارتفاع المنسوب خمسة أمتار بحلول عام 2300.
ويقول معدو التقرير إن التلكؤ لوقت طويل عن العمل المتعلق بالمحيطات يعني أن بعض التغيرات ستزداد حتما على مر القرون، حتى إذا أوقف العالم غدا جميع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
لكن في حالة السماح باستمرار زيادة الانبعاثات، ستبدأ التبعات على الأرجح في التسارع بشدة حتى تفوق قدرة المجتمعات على مواكبتها وستكون المجتمعات والدول الأفقر والأكثر عرضة لها هي الأكثر تضررا.
مع نهاية القرن سيهجر 187 مليون شخص حول العالم
وضع 22 خبيرا في دراسة جديدة تقديرات لارتفاع مستوى المحيطات بسبب ظاهرة الاحترار المناخي بحلول نهاية القرن الحالي، وقد تجاوزت أسوأ هذه التوقعات ما هو متفق عليه علميا الآن، وكان التقدير المرجعي الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في 2014 توقع في أسوأ سيناريو أن يتجاوز ارتفاع مستوى مياه المحيطات المتر بقليل في نهاية القرن الحادي والعشرين مقارنة بفترة 1986-2005.
ونشرت الدراسة الجديدة في حوليات الأكاديمية الأمريكية للعلوم وهي لا تتعارض وهذا السيناريو المحتمل بل تحذر من احتمال لا يستهان به أن يكون الارتفاع بعد أكبر. وقدر الخبراء أن يكون متوسط الارتفاع 69 سنتمترا في السيناريو المتفائل مع إمكانية أن يصل إلى 111 سنتمترا مقارنة بالعام 2000، ويعتمد السيناريو المتفائل على ارتفاع الحرارة بدرجتين مئويتين مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية (نهاية القرن التاسع عشر) وهو هدف محدد في اتفاق باريس للمناخ الذي حدث في 2015. وقد ارتفعت حرارة الأرض بدرجة مئوية واحدة منذ تلك الحقبة. أما السيناريو غير المتفائل فيعتمد على احترار بخمس درجات، الأمر الذي يتطابق مع الميل الحالي لانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري.
لكن حجم ارتفاع مستوى المحيطات قد يكون كبيرا حسب ما يفيد الخبراء المشاركون في الدراسة. فحتى لو تمكن الإنسان من حصر ارتفاع الحرارة العالمية بدرجتين مئويتين قد يراوح الارتفاع بين 36 و126 سنتمترا. وفي حال ارتفعت الحرارة خمس درجات فثمة احتمال أن يتجاوز الارتفاع 238 سنتمترا، وتجمع الدراسة تقديرات 22 خبيرا في الغطاء الجليدي في غرينلاند وأنتركتيكا. ويعتبر ذوبان هذا الغطاء من العوامل الرئيسية لارتفاع مستوى مياه المحيطات إلى جانب الأنهر الجليدية والتمدد الحراري للمحيطات (ارتفاع كمية المياه الحارة) إلا أنه الأقل قابلية للتقدير لكن نماذج الخبراء تحسنت في السنوات الأخيرة.
وكتب الخبراء في الدراسة يقولون "خلصنا إلى أنه من المحتمل أن يتجاوز ارتفاع مستوى مياه البحار المترين بحلول العام 2100 في إطار ارتفاع كبير في الحرارة". وسيؤدي ذلك إلى خسارة 1,79 مليون كيلومتر مربع من الأراضي وانتقال 187 مليون نسمة للعيش في مكان آخر بحسب الخبراء، وحذر المعد الرئيسي للدراسة جوناثان بامبر الأستاذ في جامعة بريستول من أن "ارتفاع مستوى البحار بهذا الحجم سيكون له عواقب كبيرة على البشرية".
الجليد الصناعي هل هو الحل؟
كشفت دراسة أن بإمكان الحكومات وقف الانزلاق المستمر للغطاء الجليدي لغرب القارة القطبية الجنوبية في المحيط، وما قد يتبعه من غمر لمدن ساحلية، عن طريق تدشين مشروع هندسي يهدف لكساء سطحه بالجليد الصناعي.
ويعتقد علماء بأن ظاهرة الاحتباس الحراري سببت بالفعل قدرا كبيرا من ذوبان الجليد عند القطب الجنوبي لدرجة أن الغطاء الجليدي العملاق في سبيله للتفكك، وهو ما سيسفر في نهاية المطاف عن ارتفاع مستوى سطح البحر عالميا بنحو ثلاثة أمتار على الأقل على مدى قرون، ويتصور المشاركون في الدراسة الجديدة استخدام 12 ألفا من توربينات الرياح لرفع مياه البحر بنحو 1500 متر إلى السطح، حيث ستتجمد متحولة إلى جليد في محاولة للضغط على المنطقة تحته ومنع استمرار انهيارها.
وقال أندرس ليفرمان الأستاذ في معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثير المناخ، الذي شارك في الدراسة المنشورة بدورية (ساينس أدفانسيز)، لرويترز ”لقد أيقظنا بالفعل المارد عند القطب الجنوبي“، وأضاف ”نحن بالفعل عند نقطة اللاعودة إذا لم نفعل شيئا... يمكننا إعادته إلى نقطة الاستقرار بتدخل بسيط الآن، أو بتدخل أكبر وأكبر لاحقا“.
ومع تزايد موجات الجفاف والسيول والعواصف وحرائق الغابات المرتبطة بتغير المناخ في أنحاء العالم، بدأ بعض العلماء التفكير بجدية في سبل للتدخل كان سيُنظر إليها قبل سنوات قليلة فقط على أنها غير عملية.
ومثل كثيرين غيره من علماء المناخ، قال ليفرمان إن الأولوية العاجلة حاليا هي لتنفيذ التخفيضات السريعة في انبعاثات الكربون اللازمة للوصول إلى درجات الحرارة المستهدفة بموجب اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015، ورغم أن ليفرمان قال إن الارتفاع الكامل المتوقع في مستوى البحر بسبب انهيار الغطاء الجليدي لغرب القارة القطبية الجنوبية قد لا يظهر قبل مئات السنين، فقد ذكر أنه ينشر ورقته البحثية بدافع القلق على مصير السكان الذين يقيمون على أراض على مستوى منخفض، وأضاف ليفرمان ”ارتفاع مستوى البحر بسبب (ذوبان) غرب القارة القطبية الجنوبية سيؤدي في نهاية المطاف إلى غمر هامبورج وشنغهاي ونيويورك وهونج كونج“.
ذوبان الجليد يُفقد أعلى قمة في السويد مركزها الأول بعد أن احتلته لمدة 139 عاما
تراجعت القمة الجنوبية لجبل كيبنيكايسه، التي ظلت الأعلى في السويد لمدة تفوق بكثير القرن من الزمان، عن ذلك المركز لتصبح الثانية بسبب عقود من ارتفاع درجات الحرارة التي أدت لذوبان أكثر من ثلث الطبقة الجليدية التي تغطي قمة الجبل.
ومنذ عام 1880، مع بدء قياس ارتفاع القمم الجبلية، دأب أطفال المدارس في السويد على تعلم أن القمة الجنوبية لكيبنيكايسه هي الأعلى في بلادهم لكن هذا العام وصل معدل الذوبان لمرحلة أصبحت فيها القمة الشمالية التي لا يكسوها الجليد هي الأعلى للمرة الأولى على الإطلاق، وقالت ننيس راوسكفيست وهي أستاذة جغرافيا في جامعة ستوكهولم ”إنه رمز قوي للتغيير، تلك القمة الصغيرة تعتبر أيقونة في السويد... لكن الأمر ليس مفاجأة. عندما ترتفع درجة الحرارة يذوب الجليد.. لكن هذا أمر يلخص بيت القصيد بالنسبة للكثير من الناس“.
وعلى مدى الخمسين عاما المنصرمة فقدت القمة الجنوبية 24 مترا مما يقدر بنحو 60 مترا من غطائها الجليدي. وأصبح ارتفاعها الآن 2095.6 متر أما ارتفاع القمة الشمالية فهو 2096.8 متر، وشهدت السويد في الأعوام العشرة الماضية صيفا أكثر حرارة من المعتاد وسجلت درجات الحرارة في 2018 الرقم القياسي في الارتفاع، وفي الشهر الماضي كشفت أيسلندا النقاب عن لوحة تذكارية مخصصة لنهر أوكيوكول الذي أصبح أول نهر جليدي يذوب من بين مئات الأنهار الجليدية في البلاد بسبب تغير المناخ.
الأنهار الجليدية بجبال الهيمالايا تذوب أسرع هذا القرن
أظهرت دراسة أن الأنهار الجليدية بجبال الهيمالايا تذوب منذ بداية القرن الحالي بوتيرة أسرع مرتين مما كانت عليه، مما يبرز التهديد الذي تمثله أزمة المناخ على إمدادات المياه لمئات الملايين من سكان قارة آسيا.
ويحاول العلماء منذ زمن طويل تحديد مدى سرعة انحسار المساحات الجليدية بالمنطقة، والتي يشار إليها أحيانا باسم القطب الجليدي الثالث للأرض، بفعل ارتفاع درجات الحرارة في العالم بسبب حرق الفحم والنفط والغاز.
وأوضح تحليل جديد على مدى 40 عاما شمل عمليات الرصد بالأقمار الصناعية عبر الهند والصين ونيبال وبوتان أن الأنهار الجليدية تفقد ما يعادل أكثر من قدم ونصف القدم عموديا من الجليد سنويا منذ عام 2000. ويمثل ذلك ضعف المعدل المسجل بين عامي 1975 و2000، وقال جوشوا مورير قائد الدراسة والمرشح لنيل درجة الدكتوراه بمرصد لامونت دوهرتي للأرض بجامعة كولومبيا في بيان ”هذه أوضح صورة حتى الآن لمدى سرعة وسبب ذوبان الأنهار الجليدية بجبال الهيمالايا خلال هذه الفترة الزمنية“.
ورغم أن ذوبان القمم الجليدية بالقطبين الشمالي والجنوبي يزعزع بالفعل استقرار النظام المناخي، فإن لتراجع الجليد بجبال الهيمالايا تداعيات مباشرة بدرجة أكبر على 800 مليون شخص يعتمدون على المياه الذائبة في استمرار جريان أنهارهم.
وتزداد على ما يبدو التدفقات الموسمية لجريان المياه في الوقت الحاضر مع انحسار الأنهار الجليدية. ولكن يخشى العلماء مما سيحدث على الأرجح بمرور الوقت وهو تناقص تدريجي لإمدادات المياه لمناطق السهول الكثيفة السكان في الهند وباكستان والصين، مما قد يشعل توترات محلية ودولية.
ونشرت النتائج الجديدة المستقاة من صور التقطتها أقمار تجسس صناعية أمريكية ورفعت عنها السرية، في وقت اجتمعت فيه حكومات في بون بألمانيا لإجراء محادثات تهدف إلى دفع جهود الحد من انبعاثات الكربون بموجب اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، ورغم أن الدراسة، التي نشرت نتائجها في دورية ساينس أدفانسيس، لم تحاول أن تحدد على وجه الدقة كمية الجليد الذائب، قال مورير إن الأنهار الجليدية ربما فقدت ما يصل إلى ربع حجمها خلال الأربعين عاما الماضية.
اليابان قد تتخلص من مياه مشعة في المحيط الهادي
قال وزير البيئة الياباني إن شركة كهرباء طوكيو (تيبكو) ستضطر للتخلص من المياه المشعة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية، التي دمرها زلزال قوي في 2011، في المحيط الهادي نظرا لعدم وجود متسع لتخزينها.
وجمعت الشركة أكثر من مليون طن من الماء الملوث من أنابيب التبريد التي كانت تستخدم في منع انصهار قلب المفاعل النووي بعد انهيار المحطة بسبب الزلزال وأمواج المد (تسونامي) التي أعقبته، وقال الوزير يوشياكي هارادا في إفادة صحفية في طوكيو ”الخيار الوحيد سيكون التخلص منه في البحر“، وأضاف ”ستناقش الحكومة هذا الأمر لكنني أطرح رأيي البسيط فحسب“، وتنتظر الحكومة تقريرا من لجنة خبراء قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن كيفية التخلص من الماء المشع، وفي إفادة صحفية منفصلة وصف يوشيهيدي سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء تصريحات الوزير بأنها ”رأيه الشخصي“، وقال متحدث باسم شركة كهرباء طوكيو إن الشركة لا تملك سلطة اتخاذ قرار لكنها ستطبق السياسة التي تحددها الحكومة.
وأعلنت الشركة أنه لن يظل لديها متسعا لتخزين المياه بحلول 2022. ولم يذكر هارادا كمية الماء التي يتعين التخلص منها في المحيط، وإذا منحت الحكومة أي موافقة على التخلص من الماء الملوث بهذه الطريقة فسوف يثير ذلك حفيظة دول مجاورة مثل كوريا الجنوبية التي استدعت مسؤولا كبيرا في السفارة اليابانية الشهر الماضي للاستفسار عن كيف سيتم التعامل مع الماء المشع في محطة فوكوشيما.
السلطة الدولية لقاع البحار ترفض انتقادات منظمة السلام الأخضر
رفضت السلطة الدولية لقاع البحار انتقادات من منظمة السلام الأخضر (جرينبيس) بشأن تعاملها مع التعدين في المحيطات مما يعمق خلافا قد يلقي بظلاله على محادثات تجريها السلطة التابعة للأمم المتحدة هذا الشهر بشأن وضع قواعد للتعدين في أعماق البحار.
وأصبح التعدين في المياه الدولية محل اهتمام في ظل تنقيب الشركات والدول عن المعادن المتركزة في قاع المحيط والممكن استخدامها في صناعة بطاريات الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية.
وتريد منظمة السلام الأخضر تجميد المحادثات على الأقل لحين فهم طبيعة أعماق المحيط على نحو أفضل وأصدرت تقريرا هذا الأسبوع تحذر فيه من أن التعدين في قاع البحر قد يسبب ضررا دائما وقالت إن الدول الأعضاء في السلطة الدولية والبالغ عددها 168 دولة ينبغي ألا تحدد القواعد.
ويتزامن التوتر بين منظمة السلام الأخضر والسلطة الدولية لقاع البحار مع المحادثات التي تجرى على مدى شهر يوليو تموز في جامايكا، مقر السلطة الدولية، قبيل عام 2020 حيث حددت الدول الأعضاء هذا العام لصياغة القواعد المتفق عليها بشأن التعدين في قاع البحر. ويسمح بالاستكشاف فقط في الوقت الراهن.
وقال الأمين العام للسلطة الدولية لقاع البحار مايكل لودج إن تقرير السلام الأخضر غير صحيح ”لا سيما فيما يتصل بالنظام القانوني القائم المحدد بموجب القانون الدولي“، وأضاف أن مطلب السلام الأخضر بوضع ”اتفاقية دولية للمحيطات“ بدلا من تولي السلطة الدولية لقاع البحار مهمة إدارة التعدين في المحيطات غير منطقي، ودافعت منظمة السلام الأخضر عن تقريرها، وقالت في رسالة لرويترز عبر البريد الإلكتروني ”نرى أن مثل هذه الاتفاقية ينبغي أن تؤسس كيانا يشرف على الأنشطة التي تؤثر على التنوع البيولوجي ويكون له سلطة حمايته من أجل الأجيال القادمة نظرا لأنه لا يوجد أي كيان تأسس بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار يملك هذه الصلاحية أو قدرات المراقبة“.
حالة الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا "سيئة جدا"
قالت هيئة رسمية إن تغير المناخ والصيد الجائر وقطع الأشجار أوصل حاجز الشعاب المرجانية العظيم بأستراليا إلى حالة سيئة جدا وذلك في وقت خفضت فيه الهيئة وضع الحاجز إلى أدنى مستوى وهو ما يمكن أن يهدد إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي.
وقالت هيئة المتنزهات البحرية للحاجز إن حالة أكبر نظام في العالم للشعاب المرجانية والموجود قبالة الساحل الشمالي الشرقي لولاية كوينزلاند الأسترالية تدهورت منذ آخر مراجعة قامت بها في 2014 لكن المشاكل التي تواجهها الشعاب ليست مما يستحيل التغلب عليه.
وقال ديفيد واكينفلد كبير العلماء في هيئة المتنزهات البحرية للصحفيين في سيدني ”هذا التقرير يلفت الانتباه إلى حقيقة أن مستقبل الحاجز المرجاني العظيم، في الأمد البعيد، سيء بشدة - وسبب ذلك أساسا تغير المناخ“.
وأضاف ”على الرغم من ذلك فإنه بالمزيج السليم من الإجراءات المحلية لتحسين حالة الشعاب والإجراءات العالمية للتصدي لتغير المناخ بأقوى وأسرع طريقة ممكنة يمكن أن نغير هذا الوضع“.
غزو سمكة الأسد يعطل حركة الصيد في البحر
كان الصياد اللبناني حسن يونس يغطس في المياه نفسها قبالة بلدته الساحلية على مدى 30 عاما لكنه لم ير شيئا مثل ما حدث هذا العام عندما اختفت السلالات المحلية وحلت محلها أسماك الأسد الغازية.
انتهت الأيام التي كان يخرج فيها بصيد كبير من السلطعون الأحمر وقنافد البحر وسمك السلطان إبراهيم. فقد أصبح الآن يعتبر نفسه محظوظا لو اصطاد القاروص (اللقز)، لكن المتوفر على أي حال هو سمكة الأسد وهي سمكة عدوانية سامة موطنها الأصلي في البحر الأحمر ومنطقة المحيط الهادي الهندية وتأكل الأسماك الأصغر حجما كما تأكل بعضها البعض.
ويقول خبراء البيئة والأحياء المائية إن توسعة وتعميق قناة السويس التي تربط البحر الأبيض بالبحر الأحمر في عام 2015 وارتفاع حرارة مياه البحر بسبب التغير المناخي دفع سمكة الأسد لاتخاذ موطن جديد لها في البحر المتوسط.
وظهرت سرعة انتشار سمكة الأسد على نطاق واسع مما يهدد الشعاب المرجانية ومصائد الأسماك، وقالت الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية إن أعداد سمكة الأسد زادت بدرجة كبيرة للغاية على مدى 15 عاما فيما يرجع جزئيا إلى إطلاق الناس لأسماك غير مرغوب فيها من أحواض السمك المنزلية وإن هذه الأسماك تضر بالشعاب المرجانية في المحيط الأطلسي وفي خليج المكسيك والبحر الكاريبي.
وقال يونس في طلعة بزورق في الصباح الباكر ”يعني البحر مش البحر اللي كنا نعرفه، السمك كله تغيّر، في أنواع سمك كتير بيّنت جديدة يعني متل الأسد، متل النفّاخة، وفي نوع سلطان ابراهيم ما كنّا نشوفوه“، وأضاف ”يعني منضهر عالبحر، أوقات كتيرة منضهر وبحرية مش بس أنا، بيضهروا مش جايبين شي، حق المازوت مش مطلعين. لان السمك قليل“.
وقال عالم الأحياء المائية جيسون هول-سبنسر إن الأسماك ذات الزعانف السامة رصدت لأول مرة في البحر المتوسط في عام 1991 ولم ترصد بعد ذلك حتى 2012 قبالة ساحل جنوب لبنان. ومنذ عام 2015 انتشرت باطراد في المنطقة.
وقال الصياد عطا الله سبليني المتخصص في الصيد بالرمح إنه بدأ في رؤية السمكة قبل ثلاثة أعوام لكنها كانت نادرة، وأضاف أنه أصبح يوجد منها الآن من 30 إلى 50 سمكة في مكان واحد. وقال ”هيدي سمكة مثل ما بيقولوا إبادة. يعني بتجي تستوطن بدها كل شي إلها ممنوع ولا سمكة تقعد حد منها وإجمالا هي مطرحها الأساسي محل اللقز عشان هيك خفت عنا سمكة اللقز لدرجة كتيرة. هي سمكة بتاكل كل شي“.
ويقول الناشطون في مجال البيئة في لبنان إن أرزاق الصيادين والحفاظ على مجال البيئة البحرية ربما يعتمدان على تناول الناس لسمكة الأسد، ويمثل انتشار هذا النوع من السمك مشكلة على وجه الخصوص للبيئة البحرية للبنان التي أنهكتها عقود من الصيد الجائر والتلوث .
وقالت الناشطة في مجال البيئة البحرية جينا تلج عن تلك السمكة ”بتاكل كتير وبتتكاثر على مدار السنة فكتير سهل عليها أنو تسيطر على النظام الايكولوجي تبعنا وتخل بنظامنا الايكولوجي“.
وأضافت تلج التي تدير حملة لتشجيع الناس على تناول سمكة الأسد ”حظنا حلو انو ها السمكة طيبة كتير بتتاكل ومن أطيب السمك بالبحر اليوم هي سمكة الأسد فنحن عم نشجع الصيادين انه يتصيدوها“.
ولم يستجب حتى الآن لدعوتها سوى الصيادين لكن تلج تأمل في نجاح حملتها، وترأس تلج منظمة غير حكومية تعرف باسم جمعية يوميات المحيط ورغم أنها تحظى باعتراف الدولة لكنها لا تتلقى أي تمويل وتعتمد على المتطوعين.
وقالت تلج ”أكبر مشكلة هو الجهل. ما منعرف شي عن بحرنا. يعني كيف بدنا نحافظ على الثروة السمكية اللي عنا والتنوع البيولوجي“، وتضع الأسماك الغازية البيض كل أربعة أيام ويمكنها أن تضع كل عام ما يصل إلى مليوني بيضة قادرة على تحمل تيارات المحيطات.
100 مليار دولار سنغافوري تنقذ سنغافورة من الغرق
قال لي هسين لونج رئيس وزراء سنغافورة يوم الأحد إن حماية سنغافورة من ارتفاع منسوب مياه البحر ربما يكلف البلاد 100 مليار دولار سنغافوري (72 مليار دولار) أو يزيد على مدى 100 عام، وتساءل رئيس الوزراء ”ما تكلفة حماية أنفسنا من ارتفاع مستويات مياه البحر؟ تخميني هو 100 مليار دولار سنغافوري على الأرجح على مدى 100 عام أو ربما أكثر من ذلك بكثير“، وأضاف أن الخيارات في المستقبل تتضمن بناء أراض مستصلحة من البحر أو استصلاح مجموعة جزر قبالة البحر وربطها بسدود.
واتخذت سنغافورة بالفعل بعض الإجراءات، بما في ذلك اقتراح ضريبة على الكربون وضرورة إنشاء أي مشروعات بنية تحتية مهمة في المستقبل، مثل المطار والميناء الجديدين، على أرض مرتفعة، وقالت الحكومة هذا العام إنها ستنفق 400 مليون دولار سنغافوري على مدى العامين المقبلين لتحديث وصيانة مصارف المياه وتعزيز قدرتها على مواجهة الفيضانات، وأدلى رئيس الوزراء بهذا التصريح في كلمة سنوية للأمة بمناسبة اليوم الوطني والذي أعلن فيه سياسات وأولويات للحكومة.
كان الفرنسية تحظر السفن السياحية المسببة للتلوث
قررت مدينة كان الفرنسية المطلة على البحر المتوسط حظر معظم السفن السياحية المسببة للتلوث اعتبارا من العام القادم وذلك في محاولة لتحسين جودة الهواء بالمدينة التي يوجد بها رابع أكبر ميناء في فرنسا للسفن السياحية.
ويستهدف الحظر السفن التي لا تفي بالقيود المحددة على نسبة الكبريت في الوقود وهي 0.1 % وقد تمنع المدينة بعض الركاب من النزول في المدينة التي تشتهر بمهرجانها السينمائي الدولي، وقال ديفيد لينارد رئيس بلدية كان لتلفزيون رويترز ”الأمر ليس موجها ضد السفن السياحية بل يتعلق بمكافحة التلوث“.
وبموجب سياسة الهواء النظيف التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي فإن القيود مطبقة بالفعل في البلطيق وبحر الشمال وموانئ القنال الانجليزي وقد يتم تمديدها إلى البحر المتوسط، وتعمل السفن السياحية بزيت وقود يحتوي على ثاني أكسيد كبريت أكثر 2000 مرة من زيت الوقود العادي وفقا لما ذكره المحلل الألماني المتخصص في المسائل المتعلقة بالتلوث أكسيل فريدريخ، وقال رئيس بلدية كان ”لن نستقبل بعد الآن الركاب القادمين من سفن سياحية مسببة للتلوث“، وكثيرا ما ينتقد سكان البلدات السياحية التزايد السريع في صناعة السفن السياحية بيد أن هذه الصناعة تعتبر أيضا وعلى نحو متزايد تهديدا للبيئة.
وقبل ثلاثة أشهر قالت أكبر جماعة للحفاظ على البيئة إنه يجب وضع مدينة البندقية على قائمة الأمم المتحدة للمدن المعرضة للخطر. وأشارت إلى ضرورة حظر السفن السياحية من الاقتراب من بحيرتها ذات الطبيعة الهشة للحيلولة دون وقوع كارثة بيئية.
إذا استمر تزايد الانبعاثات .. ماذا سيحدث للمحيطات والأنهار الجليدية؟
نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، المدعومة من الأمم المتحدة، تقريرا يوم الأربعاء يدرس ما يُرجح حدوثه للمحيطات والأنهار الجليدية والكتل الثلجية إذا أخفق العالم في الحد من انبعاثات الكربون المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وها هي بعض النتائج الرئيسية من أحدث دراسة علمية:
يعتمد 670 مليون شخص يعيشون في مناطق جبلية مرتفعة على الأنهار الجليدية في توفير احتياجاتهم من إمدادات المياه. لكن تغير المناخ يتسبب في انكماش تلك الأنهار بشكل سريع، وبدأ ذوبان تلك الأنهار يؤدي بالفعل لطفرة أولية في المياه الجارية، مما سيؤدي لزيادة مؤقتة في إمدادات المياه، وهي ظاهرة رُصدت في آسيا وجبال الألب الأوروبية وألاسكا. لكن مع انكماش مخزون المياه الجليدية سيتراجع ذلك التأثير عن ذروته عاكسا اتجاهه، وقد تجف الأنهار في النهاية.
ومن المتوقع أن تفقد أنهار جليدية أصغر في أماكن مثل شرق أفريقيا وجبال الأنديز الاستوائية وإندونيسيا أكثر من 80 في المئة من كتلتها الجليدية الحالية بحلول عام 2100 إذا استمرت الانبعاثات بالوتيرة ذاتها.
بينما يتسبب تغير المناخ، الناجم عن حرق الوقود الأحفوري، في ارتفاع درجات حرارة الأرض فإنه يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المحيطات وبالتالي إلى توسعها. وبدوره يتسبب هذا التوسع في زيادة منسوب مياه البحار.
وخلص العلماء إلى أن الماء الناجم عن ذوبان الأنهار الجليدية وصفائح الجليد في المناطق القطبية والجبلية يسهم كذلك حاليا في ارتفاع منسوب مياه البحار، وفي حين ارتفع منسوب مياه البحار في العالم نحو 15 سنتيمترا خلال القرن العشرين، أفاد التقرير أن منسوب مياه البحار يرتفع الآن بمعدل المثلين وبوتيرة متسارعة.
وترتفع درجة حرارة الأرض بشكل كبير حاليا نتيجة للسياسة العالمية المتعلقة بالمناخ والتي سيستمر معها منسوب مياه البحار في الارتفاع لقرون، ومع افتراض أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ستنخفض بشكل حاد، وأن متوسط ارتفاع درجة حرارة الأرض سيبلغ أقل من درجتين مئويتين كما تقضي اتفاقية باريس الموقعة عام 2015، فعندئذ يمكن أن يقتصر ارتفاع منسوب مياه البحار على ما بين نحو 30 و60 سنتيمترا بنهاية القرن.
لكن إذا استمرت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الزيادة بقوة فإن الارتفاع في منسوب مياه البحار قد يصل إلى ما بين 60 و120 سنتيمترا بحلول عام 2100.
في حالة استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري فستحدث مزيد من العواصف العاتية التي كانت تحدث مرة كل مئة عام فيما مضى، وستهب سنويا بحلول منتصف القرن في مناطق كثيرة، الأمر الذي سيزيد المخاطر بالنسبة للعديد من المدن الساحلية المنخفضة والجزر الصغيرة، وسيتسع نطاق المخاطر نتيجة لزيادة شدة وحجم العواصف وتنامي معدلات هطول الأمطار وهبوب الأعاصير المدارية، لا سيما إذا ظلت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري مرتفعة.
تمتص المحيطات، حتى الآن، أكثر من 90 في المئة من الحرارة الزائدة في نظام المناخ. وبحلول عام 2100 ستمتص المحيطات حرارة تزيد بما يصل إلى مثلي وحتى أربعة أمثال ما كانت تمتصه بين عام 1970 وحاليا إذا اقتصر الارتفاع في درجة حرارة الأرض على درجتين مئويتين، وبما يصل إلى خمسة وحتى سبعة أمثال في حالة وجود انبعاثات أعلى.
ويؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات وتحمضها وفقدان الأكسجين والتغيرات التي تطرأ في إمدادات المغذيات سلبيا وبشدة على أنظمة البيئة البحرية، وتضاعفت وتيرة موجات الحر البحرية منذ عام 1982 ويتوقع أن تزداد سوءا. ومن المتوقع أن تحدث أكثر 20 مرة مع ارتفاع درجة الحرارة بمعدل درجتين مئويتين مقارنة بمعدلات ما قبل عصر الصناعة. وإذا واصلت الانبعاثات في الزيادة بقوة فستحدث موجات الحر البحرية 50 مرة أكثر من المعتاد.
ينخفض الجليد البحري في القطب الشمالي في كل شهر على مدار العام ويقل سمكه. وإذا استقر الارتفاع في درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، فسيكون المحيط المتجمد الشمالي خاليا من الجليد في شهر سبتمبر أيلول، وهو الشهر الذي يشهد أقل كمية جليد، مرة واحدة كل مئة عام. وإذا بلغ ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين فستحدث هذه الظاهرة ما يصل إلى مرة في السنة كل ثلاث سنوات.
يذوب الجليد الدائم الذي تجمد على مدى سنوات عديدة. وحتى إذا اقتصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على أقل من درجتين مئويتين، فإن نحو 25 في المئة من الطبقة العليا من الجليد الدائم في العالم ستذوب بحلول عام 2100.
وإذا استمرت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الزيادة بقوة فمن الممكن أن تختفي نحو 70 في المئة من هذه الطبقة الجليدية العليا السرمدية، ويحتوي الجليد الدائم في القطب الشمالي على كميات هائلة من الكربون القديم التي يمكن أن تزيد بدرجة كبيرة من تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي في حالة ذوبان الجليد.
ومن غير الواضح ما إذا كان ذوبان الجليد الدائم في المنطقة القطبية الشمالية قد بدأ بالفعل في إنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون أو غاز الميثان، وهو عامل قوي يساهم في رفع درجة حرارة الأرض على المدى القصير.
اضف تعليق