q

يبدو ان معضلة التغير المناخي تتفاقم يوما بعد يوم مع ارتفاع درجة حرارة الأرض الذي وصل هذا العام إلى مستوى يجعل من الصعب الحفاظ على المعدل المستهدف للتغير المناخي المتفق عليه بين زعماء العالم في قمة المناخ بباريس قبل بضعة أشهر.

ففي ديسمبر كانون الأول العام الماضي كانت 200 دولة تقريبا اتفقت على إحداث تحول جذري بعيدا عن الوقود الحفري ورصدت هدفا بوضع حد لارتفاع متوسط درجات الحرارة لا يتجاوز درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية مع مواصلة الجهود لخفض الحد الأقصى إلى 1.5 درجة.

فقد أصبحت قضية التغير المناخي مهمة لا تقل أهمية عن السياسات الاقتصادية والسياسية، فحسب تقديرات علمية إذا لم يحدث تقليل للانبعاثات فستواجه الأرض خطر ارتفاع درجة حرارتها إلى ما قد يزيد على 11 درجة فهرنهايت بحلول عام 2100 مقارنة بما كان قبل عصر الثورة الصناعية، وهو ما يؤدي إلى جفاف وحرائق الغابات، وارتفاع منسوب المحيطات والبحار، وذوبان الجليد، وغرق مناطق مختلفة من المدن الساحلية وتغيرات كبيرة في الزراعة، بما يترتب على ذلك من آثار اجتماعية واقتصادية وسياسية قد تشمل حروباً واضطرابات.

لا شك ان نشاطات الانسان الصناعية والبيئة اسهمت بشكل رئيسي في التغير المناخي، مما ادى الى تطرف الجو وارتفاع شديد في دراجات حرارة الارض قد تفكك بعض الرفوف الجليدية وهي مساحات شاسعة من الجليد تطفو على سطح البحر إلى جانب تضاؤل مساحة مستعمرات البطريق، إذ يتوقع العلماء ان يذوب الجليد الذي يغطي جبال الالب عند مستوى ثلاثة الاف و500 متر وما دون في آخر القرن الحالي، مثلما ذاب الجليد عن مرتفعات شاكالتايا على ارتفاع خمسة الاف و300 في بوليفيا عام 2009، فيما يعد وياكوبشافن واحد من أكبر الأنهار الجليدية في العالم وأكثرها نشاطا في القطب الشمالي حيث تذوب طبقات الجليد بمعدل أسرع من أي وقت مضى.

فيما أثار انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ انتقادات دولية.، مما اذكاى تساؤلات مهمة على الصعيد تمثلت بلماذا انسحب الرئيس الأمريكي من اتفاق عاصمة فرنسا للمناخ، وما هي سيناريوهات خروج واشنطن من الاتفاق؟ وأي تداعيات لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق؟.

العالم منشغل الآن بقضية التغير المناخى بشكل كبير، خاصة بعد اعلن الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" الانسحاب من اتفاقية المناخ التى تم توقيعها فى باريس، وهو الأمر الذى يمكن أن يسبب الكثير من الأزمات خاصة وأن الولايات المتحدة تعد من أهم المساهمين فى الحد من تلك الأزمة.

بحسب المحللين ان أميركا أولا، شعار يعني كما تظهر التطورات الاخيرة أن لا وزن لأي معاهدة او اتفاق ايا كانت صيغته القانونية ومساره التفاوضي والسياسي والدولي، فيما يرى محللون آخرون إن بيان ترامب رفض واضح جدا لاتفاقية باريس وللجهود الدولية لتمويل تخفيف آثار التغير المناخي والتأقلم معها في الدول الفقيرة.

وهو أسوأ بكثير من عدة نواحي مما توقعه الكثيرون، فهو يرى الاتفاقية بوصفها قاتلة للأعمال وخطوة مخادعة خانقة للاقتصاد الأمريكي وغير عادلة تماما، من دول تحاول الاستفادة منها على حساب الولايات المتحدة.

أمريكا تظهر معزولة في قمة مجموعة العشرين بسبب موقفها من المناخ

اختلف قادة أكبر اقتصادات في العالم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سياسة المناخ خلال قمة مجموعة العشرين يوم السبت في إقرار علني نادر بالخلاف وبما يمثل ضربة لجهود التعاون متعددة الأطراف.

وحققت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الحريصة على إظهار مهاراتها كوسيط قبل شهرين من انتخابات عامة في البلاد، هدفها الرئيسي في الاجتماعات التي عقدت في مدينة هامبورج بإقناع القادة بمساندة بيان موحد يحتوي على تعهدات بشأن التجارة والتمويل والطاقة وأفريقيا، لكن الخلاف بين ترامب، الذي فاز بعد حملة انتخابية تعهد خلالها بأن يضع "أمريكا أولا"، وبين باقي دول المجموعة التي تشمل دولا مختلفة مثل اليابان والسعودية والأرجنتين بشأن المناخ كان صارخا، وأعلن ترامب الشهر الماضي انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس الدولية للمناخ التي أبرمت قبل عامين.

وقالت ميركل للصحفيين في ختام القمة "في النهاية عكست المفاوضات بشأن المناخ انشقاقا. الجميع ضد الولايات المتحدة الأمريكية"، وتابعت قائلة "وحقيقة أن المفاوضات بشأن التجارة كانت صعبة بشكل استثنائي كانت بسبب مواقف بعينها اتخذتها الولايات المتحدة"، وضمت القمة خليطا متوترا من القادة في وقت يتعرض فيه المشهد الجيوسياسي للعالم لتغيرات كبرى. كما خيم على القمة اندلاع مظاهرات عنيفة خلفت سيارات محترقة وواجهات محال محطمة في شوارع المدينة، وترك تحول ترامب لسياسة دبلوماسية أكثر أحادية وفردية فراغا في القيادة العالمية وأقلق حلفاء تقليديين في أوروبا وفتح الباب لقوى صاعدة مثل الصين لاقتناص دور أكبر، وخيمت التوترات بين واشنطن وبكين على الفترة السابقة للقمة مع تصعيد إدارة ترامب من الضغط على الرئيس الصيني لكبح جماح كوريا الشمالية والتهديد بإجراءات تجارية عقابية على الصلب.

رؤساء بلديات كبرى المدن العالمية يوجهون نداء إلى زعماء العالم "لإنقاذ الكوكب"

أطلق رؤساء بلديات عشرات المدن في العالم نداء وجهوه إلى زعماء مجموعة العشرين حيث ستعقد قمتهم مطلع الشهر القادم في هامبورغ. وطالب النداء من الزعماء "الوفاء بالتزاماتهم" بهدف مكافحة تغير المناخ. ووقع النداء رؤساء عدة بلديات من بينها كبريات المدن في العالم: باريس، واشنطن، مدريد، سيدني، طوكيو.

أطلق رؤساء بلديات عشرات المدن حول العالم، نداء إلى زعماء مجموعة العشرين لحضّهم على "الوفاء بالتزاماتهم" بهدف مكافحة تغير المناخ، وذلك في بيان نشرته الاثنين صحيفة "ليزيكو" الفرنسية ومطبوعات أخرى في كلّ أنحاء العالم.

واعتبر رؤساء البلديات "باسم مئات ملايين السكان"، أنّه بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ "فإنّ عزم الزعماء الـ19 الآخرين على الحفاظ على مستقبل كوكبنا لم يكن يوماً حاسماً إلى هذا الحدّ".

وحمل النداء توقيع رؤساء بلديات بينها باريس، واشنطن، مدريد، سيدني، كراتشي، مونتريال، ريو دي جانيرو، ملبورن، شيكاغو، وارسو، طوكيو، بوينوس آيرس، سان فرانسيسكو، فانكوفر وسيول. وتُعقد في هامبورغ الألمانية قمة لمجموعة العشرين يومي السابع والثامن من تموز/يوليو. بحسب فرانس برس.

وأضاف رؤساء البلديات "لقد ألهمتنا شجاعة أكثر من ثلاثمئة رئيس بلدية في مدن عدّة في الولايات المتحدة انخرطوا خلال الأسابيع الأخيرة في ترسيخ اتفاق باريس" المناخي. وشددوا على أنّ "بلوغ أهداف اتفاق باريس يتطلب تحرّكاً غير مسبوق"، مطالبين بإصلاحات "عاجلة" واستثمارات في الطاقة والنقل والغذاء والنفايات، وكتب رؤساء البلديات "علينا جميعاً العمل معاً بهدف إنقاذ كوكبنا"، مقترحين "إقامة تحالف واقعي وإيجابي يكون في خدمة مواطنينا".

ست دول في مجموعة السبع تقرر المضي قدما في دفاعها عن المناخ بدون ترامب

اتفقت الدول الشريكة للولايات المتحدة داخل مجموعة السبع الاحد على مواصلة جهودها من أجل حماية المناخ، وذلك خلال اجتماعها الذي يستمر يومين في بولونيا (وسط شمال ايطاليا) حيث اكتفى وزير البيئة الاميركي بمرور خاطف.

بعد عشرة أيام على إعلان إنسحاب الولايات المتحدة من إتفاق باريس حول المناخ ، الخطوة التي أثارت استنكارا عالميا، لم يكن وزير البيئة الاميركي سكوت بريويت الذي يشغل أيضا منصب مدير وكالة حماية البيئة وحده الذي كانت مشاركته محدودة.

فقد غادرت نظيرته الالمانية باربرا هندريكس بولونيا ليلا بينما سيشارك الفرنسي نيكولا اولو في الاعمال فقط، وأكد وزير البيئة الايطالي جان لوكا غاليتي في ختام اليوم الاول من المحادثات ان "ايطاليا والغالبية الساحقة من الدول ترى انه من غير الممكن إعادة التفاوض (حول إتفاق باريس) أو الرجوع عنه".

وقال إريك سولهايم مدير برنامج البيئة التابع للامم المتحدة ان محادثات الاحد شددت على "العزم المطلق" للدول الست الاخرى الاعضاء في مجموعة السبع من أجل المضي قدما "مهما حصل في البيت الابيض"، وتابع سولهايم "القطاع الخاص وكبرى الشركات بما فيها في الولايات المتحدة، تقول انها تدعم العمل. هناك عدد ملحوظ من الوظائف الجديدة في الاقتصاد الاخضر والمتجدد والعديد من الارباح التي يمكن أن نجنيها أكثر بكثير من الوقود الاحفوري"، الا ان غاليتي أقر بانه ورغم كل شيء "فالمواقف المعلنة في البدء ستظل على حالها لا شك في ذلك، لكنني أعتقد اننا حققتنا خطوة الى الامام نحو الحوار".

واثارت مسألة المناخ في أواخر أيار/مايو الماضي، انقساما للمرة الاولى في وحدة صفوف دول مجموعة السبع عندما قرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال قمة المجموعة في تاورمينا (ايطاليا) اتخاذ موقف مغاير.

يمثل الولايات المتحدة في بولونيا سكوت برويت الذي امتنع عن الادلاء بأي تصريح علني. وكان برويت المعارض الشديد على الصعيد المحلي للعديد من المبادرات من أجل حماية البيئة، من أبرز مؤيدي خروج الولايات المتحدة من إتفاق باريس حول المناخ.

استمرار الخلافات بين الولايات المتحدة ومجموعة السبع في اجتماع بشأن البيئة

قال وزراء البيئة في مجموعة السبع إن هوة الخلافات بين الولايات المتحدة والدول البارزة الأخرى بشأن تغير المناخ مازالت واسعة ومن غير المحتمل تضييقها، ويلتقي وزراء ومسؤولو البيئة في مجموعة السبع في مدينة بولونيا الإيطالية لبحث قضايا تتراوح بين تغير المناخ إلى التنمية المستدامة والتخلص من النفايات في البحر.

ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في وقت سابق من الشهر الجاري إن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاقية باريس للمناخ في خطوة أدانها زعماء العالم الآخرون، وقال جيان لوكا جاليتي وزير البيئة الإيطالي على هامش الاجتماع إن "المواقف بشأن اتفاقية باريس متباعدة .. وستظل على هذا الحال".

وترأس إيطاليا مجموعة السبع لعام 2017، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني إنه لا يمكن إعادة التفاوض على اتفاقية باريس وحثوا حلفاءهم على التعجيل بالجهود الرامية إلى مكافحة الاحتباس الحراري، وقالت وزيرة البيئة الألمانية باربرا هندريكس إن كل الدول السبع اتفقت على ضرورة القيام بعمل ولكنها أبدت خيبة أملها إزاء القرار الأمريكي بالانسحاب من اتفاقية باريس، وقال ترامب إن اتفاقية باريس ستقوض الاقتصاد الأمريكي وتكلف الولايات المتحدة وظائف وستؤدي إلى الإضرار بالبلاد في مواجهة منافسيها.وحضر سكوت برويت رئيس وكالة حماية البيئة الأمريكية الاجتماع الذي عقد في بولونيا في الصباح ولكنه عاد إلى الولايات المتحدة مساء الأحد لحضور أول اجتماع كامل لحكومة ترامب.

وقالت وكالة حماية البيئة في بيان إن برويت شدد على أن هذا هو الوقت المناسب للتحرك إلى الأمام وإيجاد سبل للمشاركة مع الدول الأخرى لحماية واستغلال الموارد الطبيعية الأمريكية، وذكرت باتريشيا إسبينوسا السكرتيرة التنفيذية لاتفاقية الإطار بشأن تغير المناخ التابعة للأمم المتحدة أن برويت أبلغ المندوبين في الجلسة الافتتاحية أن الولايات المتحدة تريد مواصلة بذل الجهود لمكافحة تغير المناخ.

مسيرات لمنتقدي وأنصار ترامب في العالم حول المناخ وروسيا

خرج متظاهرون الى الشوارع في مختلف مدن العالم السبت للتعبير عن آرائهم بشأن انسحاب الرئيس دونالد ترامب من اتفاق باريس للمناخ، وبشأن علاقة روسيا بحملة الانتخابات الرئاسية الاميركية، واذا كان القسم الاكبر من المتظاهرين قد اعرب عن ادانته لسياساته، فان البعض الاخر لم يخف تأييده له.

وشهدت مدينة نيويورك أكبر التجمعات التي جرت في العديد من المدن الاميركية في إطار "المسيرة من أجل الحقيقة"، حيث شارك نحو ثلاثة الاف من معارضي ترامب في مسيرة توجهت الى ساحة فولي سكوير في مانهاتن هتف البعض خلالها ب"كاذب" أو "اسجنوه" و "استعيدوا اميركا".

وتجمع نحو الفي شخص حول نصب واشنطن في العاصمة الاميركية للمطالبة بإجراء تحقيق مستقل وشفاف في الادعاءات بأن ترامب ومساعديه ربما تورطوا مع روسيا قبل انتخابات الرئاسة الاميركية العام الماضي. بحسب فرانس برس.

ونظمت مسيرات في مدن من سياتل على الساحل الأميركي الغربي إلى ميونيخ في ألمانيا وليما في البيرو. ودعا المشاركون فيها ترامب الى الكشف عن عائداته الضريبية، وكانت معظم التظاهرات الاميركية سلمية، وأصغر كثيرا من بعض التظاهرات المناهضة لترامب، وجرت التظاهرات قبل أيام من جلسة الاستماع لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) السابق جيمس كومي الذي كان يقود التحقيق في علاقة روسيا بالحملة الانتخابية قبل أن يقيله ترامب مطلع أيار/مايو. وستعقد الجلسة في مجلس الشيوخ في الثامن من حزيران/يونيو، ونفى ترامب الضغط على كومي او مكتب الاف بي اي كما نفى أي علاقة لحملته بروسيا، وفي نفس الوقت الذي جرت فيه التجمعات السبت، تجمع مئات من أنصار ترامب في الشارع المقابل للبيت الابيض للاشادة بانسحاب ترامب من اتفاق باريس للمناخ -- الخطوة التي لقيت انتقادات واسعة في العالم -- وللتعبير عن دعمهم للرئيس الجمهوري.

واطلق على التجمع اسم "بتسيبرغ وليس باريس" في اشارة الى تصريح ترامب الخميس اثناء اعلانه خطة انسحاب بلاده من الاتفاق حين قال "لقد تم انتخابي لتمثيل مواطني بتسبرغ وليس باريس"، ومن بين انصار ترامب فينس هاريسون (56 عاما) رجل الاطفاء المتقاعد من واشنطن الذي قال أنه أول تجمع يشارك فيه في حياته، وقال "أنا أؤيد توفر الهواء النقي، وأعتقد أن الاميركيين لا زالوا في القيادة في هذا المجال" إلا أنه اضاف ان اتفاق باريس "يكلفنا المليارات فيما لا تُلزم دول اخرى بفعل أي شيء".

واشار مؤيدو الاتفاق الى انه غير ملزم بحيث أنه لا يلزم أي بلد بفعل أي شيء، ولكن وجود الولايات المتحدة فيه مهم نظراً لأنها ثاني أكبر دولة ملوثة للمناخ بعد الصين. وقال عدد من المشاركين في التجمع أن قضايا أخرى اهم من اتفاق باريس بالنسبة اليهم، مثل بناء جدار على الحدود مع المكسيك.

كاليفورنيا تستعد لسد الفراغ الذي خلفه ترامب في ملف المناخ

تبدو كاليفورنيا مرشحة لملء الفراغ على مستوى القيادة الاميركية في المعركة ضد التغير المناخي، بحسب محللين، مع توجه حاكم هذه الولاية جيري براون الى الصين الجمعة في زيارة مترقبة تتمحور حول ملفات بيئية.

ما أن أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب سحب بلاده من اتفاق باريس التاريخي للمناخ حتى انتقده براون بتصريح ندد بالقرار وتعهد مواصلة التقدم على طريق سياسات مناخية طموحة، وقال براون قبل المغادرة الى الصين في زيارة تستغرق اسبوعا ان دونالد ترامب "اختار المسار الخطأ بالمطلق. انه مخطئ على مستوى الوقائع...ومخطئ على مستوى الدراسات العلمية"، أضاف السياسي البالغ 79 عاما الذي لطالما حمل راية القضايا البيئية ان "كاليفورنيا ستقاوم هذا المسار الضال والمجنون". وأضاف ان "ترامب غائب، لكن كاليفورنيا في الميدان، حاضرة للمعركة"، ويشير خبراء الى أن كاليفورنيا، "الولاية الذهبية"، ذات الاقتصاد السادس في العالم، قادرة على تسلم مشعل القيادة على المستوى الدولي نظرا الى سياساتها المناخية القوية، قالت المديرة التنفيذية في معهد ايميت لتغير المناخ والبيئة في جامعة كاليفورنيا "يو سي أل إيه" كارا هورويتز ان "كاليفورنيا لديها تاريخ معروف في الريادة على مستوى تغير المناخ، وخصوصا قوانين ضبطه، كما انها صاحبة الهدف المناخي الشامل اقتصاديا الاكثر طموحا في الولايات المتحدة"، وبالتالي فانها "لعبت دور منارة للولايات المتحدة وحول العالم في السياسات السليمة للمناخ"، بحسبها.

ففي العقد الأخير قلصت الولاية، التي تعاني من أسوأ نسب تلوث الهواء في البلد، انبعاثاتها المسببة لاحترار الكوكب بشكل جذري، كما تعهدت تخفيض انبعاثاتها من غازات الدفيئة الى مستويات العام 1990 مع العام 2020 وإلى 40% دون مستويات 1990 مع العام 2030، كذلك تعتمد الولاية الغربية معايير خاصة بانبعاثات المركبات أكثر تشددا من المعايير الفدرالية، واعتمدتها أكثر من 10 ولايات أخرى.

وتصدرت كاليفورنيا حملة الترويج للطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية وهي تشمل أكبر عدد من المركبات التي لا تصدر غازات ملوثة في البلد، ويقول الخبراء ان هذا العمل الديناميكي الذي بات نموذجا أساسيا يحتذى لسائر أنحاء البلد ودول أخرى، بما فيها الصين، يضع هذه الولاية في موقع مؤات لمواصلة قيادة الحملة ضد تغير المناخ.

وأوضح نائب مدير منظمة "سييرا كلاب" البيئية العريقة إفان غيليسبي الذي يشرف على برنامج كاليفورنيا للطاقة النظيفة "بشكل ما، لطالما كانت كاليفورنيا في الطليعة... و سيواصل الحاكم، مدفوعا بالشغف وقوة الارادة الصرفة، تسريع هذا العمل"، أضاف "اعتقد ان الادارة في (واشنطن) العاصمة لم تفعل الا زيادة عزم الجمهور والسياسيين المنتخبين في الولاية على تسريع التقدم والتطوير".

وتابع أن معاناة كاليفورنيا المطولة بسبب نوعية الهواء وسمعتها كولاية سباقة في المجال البيئي يعنيان الا عودة الى الوراء، وأوضح "هناك زخم كبير مدرج ضمن اقتصادنا، ويدفعنا بالتالي نحو مستقبل أكثر نظافة. أعتقد ان كلفة (الرجوع الى الوراء) باهظة، لا من منظار مناخي فحسب بل اقتصادي كذلك".

كما اعتبر الخبراء انه رغم المشهد المسرحي الذي أحاط بقرار ترامب الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ وجهود إدارته لنسف سياسات الطاقة النظيفة، ما زالت الولايات والمدن تتخذ قراراتها بنفسها في ملفات كثيرة بينها المناخ، وتشكل كاليفورنيا مثالا بارزا على ذلك، أضاف هورويتز ان "العالم سيوجه اليوم أنظاره الى كاليفورنيا والصين والاتحاد الاوروبي وغيرها من الدول المستعدة لتسلم سدة القيادة"، واكد ختاما ان "كاليفورنيا حتما في مقدمة السياسة المناخية الأميركية ولديها إرادة سياسية هائلة لمواصلة لعب هذا الدور".

ترامب يؤمن بتغير المناخ

قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي يوم السبت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يؤمن بتغير المناخ" بعدما أثار قرار ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ فزعا في أنحاء العالم.

وقالت هيلي في مقتبسات من مقابلة بثتها شبكة تلفزيون (سي.إن.إن) يوم السبت "الرئيس ترامب يؤمن بأن المناخ يتغير وبأن (مصادر) التلوث جزء من المعادلة". ومن المقرر إذاعة المقابلة في برنامج (ستيت أوف ذا يونيون) على (سي.ان.ان).

وأضافت هيلي قائلة أن ترامب "يعلم أن (المناخ) يتغير وأن الولايات المتحدة عليها أن تضطلع بمسؤوليتها في هذا الأمر وهو ما نسعى للقيام به"، وأعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاقية باريس الخاصة بتغير المناخ تنفيذا لوعد قطعه أثناء حملته الانتخابية تحت شعار (أمريكا أولا). وقال ترامب إن الانضمام للاتفاقية من شأنه تقويض الاقتصاد الأمريكي وإلغاء وظائف وإضعاف السيادة الوطنية والإضرار بمصالح الولايات المتحدة، وأضافت "كون الولايات المتحدة خرجت من (الاتفاقية) لا يعني أننا لن نكون معنيين بالبيئة".

وبعد صدور تلك المقتبسات قال نائب الرئيس مايك بنس إن الاستمرار في الاتفاقية كان سيكبد الولايات المتحدة تكلفة باهظة فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي كما كان سيضر بالطبقة العاملة من الأمريكيين الذين يمثلون أساس القاعدة السياسية لترامب، وقال بنس أمام تجمع سياسي في ولاية أيوا "بالانسحاب من اتفاقية التغير المناخي اختار الرئيس دونالد ترامب أن يضع الرجال والنساء المنسيين في أمريكا في صدارة (أولوياته). وهو ما سيفعله دائما".

ولم يتسن الوصول إلى أي شخص في البيت الأبيض يوم الجمعة للرد على تساؤل بشأن ما إذا كان ترامب يعتقد بتغير المناخ. وعلى مدى الأعوام الماضية شكك ترامب في حقيقة أن المناخ يتغير بل إنه وصف تغير المناخ في بعض الأحيان بأنه خدعة. لكن منذ أن صار رئيسا امتنع ترامب عن ذكر رأيه في هذا الأمر.

فرنسا والهند تتعاونان في مكافحة التغير المناخي

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يوم السبت إن بلديهما سيتعاونان في مكافحة التغير المناخي وذلك بعد أيام من انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.

وذكر رئيس وزراء الهند، ثالث أكبر مصدر لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، في روسيا يوم الجمعة إنه سيواصل دعم الاتفاق وقال ماكرون إن اتفاقية باريس لعام 2015 لا رجعة فيها على الرغم من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب، وقال مودي في مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون في باريس "حماية البيئة والكوكب الأم اعتقاد راسخ"، ولم يعلن الزعيمان، اللذان التقيا للمرة الأولى، عن عقود أو مبادرات جديدة.

وقال ماكرون "كلانا مقتنع بأن بلدينا عليهما فعل المزيد من أجل الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة.. ومكافحة الاحتباس الحراري" مضيفا أن فرنسا ستتجاوز التزاماتها في اتفاقية باريس للمناخ، وأضاف أنه يعتزم زيارة الهند قبل نهاية العام لحضور أول قمة للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، وهو مبادرة أطلقتها نيودلهي وباريس خلال محادثات باريس للمناخ، ويسعى التحالف لجمع أكثر من تريليون دولار بحلول 2030 وإشراك أكثر من 100 دولة غنية بالطاقة الشمسية لتقديم ذلك النوع من الطاقة النظيفة لبعض الدول الأشد فقرا.

اضف تعليق