أثار انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ انتقادات دولية.، مما اذكاى تساؤلات مهمة على الصعيد تمثلت بلماذا انسحب الرئيس الأمريكي من اتفاق عاصمة فرنسا للمناخ، وما هي سيناريوهات خروج واشنطن من الاتفاق؟ وأي تداعيات لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق؟.
العالم منشغل الآن بقضية التغير المناخى بشكل كبير، خاصة بعد اعلن الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" الانسحاب من اتفاقية المناخ التى تم توقيعها فى باريس، وهو الأمر الذى يمكن أن يسبب الكثير من الأزمات خاصة وأن الولايات المتحدة تعد من أهم المساهمين فى الحد من تلك الأزمة.
بحسب المحللين ان أميركا أولا، شعار يعني كما تظهر التطورات الاخيرة أن لا وزن لأي معاهدة او اتفاق ايا كانت صيغته القانونية ومساره التفاوضي والسياسي والدولي.
فيما يرى محللون آخرون إن بيان ترامب رفض واضح جدا لاتفاقية باريس وللجهود الدولية لتمويل تخفيف آثار التغير المناخي والتأقلم معها في الدول الفقيرة.
وهو أسوأ بكثير من عدة نواحي مما توقعه الكثيرون، فهو يرى الاتفاقية بوصفها قاتلة للأعمال وخطوة مخادعة خانقة للاقتصاد الأمريكي وغير عادلة تماما، من دول تحاول الاستفادة منها على حساب الولايات المتحدة.
لقد تحدث ترامب عن أنه منفتح لإعادة التفاوض بشأن الاتفاقية أو بناء اتفاقية جديدة، بيد أن فكرة "إعادة التفاوض" سيناريو غير مرجح.
بدا مستوى معارضة ترامب للاتفاقية التي ترى أنها "إعادة توزيع كبيرة للثروة الأمريكية لدول أخرى" مؤشرا واضحا على تبنيه الكامل لنزعة اقتصادية قومية ولمنظور منكري آثار التغير المناخي.
وستظل قضية "عدم الانصاف" تبرز إلى الواجهة مرة بعد أخرى، فضلا عن كيف أن الاتفاق لا يفرض "إلزامات مهمة" على أكبر مسببي التلوث في العالم: الصين والهند، ويلعب محتوى خطاب ترامب ولهجته العامة على هذه النزعة الشعبوية الى أقصاها، ولكنه كان تنصلا واضحا عن نزعة التعددية لاسيما في مجال التغير المناخي، وسيدفع بالتأكيد دولا أخرى إلى أن تتعاون بشكل أكثر قربا في هذه القضية.
في المقابل تعهدت الصين وأوروبا بتوحيد جهودهما لإنقاذ كوكب الأرض الذي وصفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنه "الكوكب الأم" في موقف حاسم مضاد لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
يذكر ان مسؤول من منظمة الأرصاد العالمية التابعة للأمم المتحدة قدر أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ قد يزيد درجات الحرارة العالمية بواقع 0.3 درجة بحلول نهاية القرن في أسوأ سيناريو محتمل.
وبقرار ترامب تخرج الولايات المتحدة من اتفاقية تضم كل دول العالم تقريبا وتتصدى لواحدة من أهم قضايا القرن الحادي والعشرين. وسوريا ونيكاراجوا هما الدولتان الوحيدتان غير المشاركتين في الاتفاقية.
كانت الولايات المتحدة واحدة من 195 دولة وافقت على الاتفاقية في باريس في ديسمبر كانون الأول 2015. ووفقا للاتفاقية، التي استغرق إعدادها سنوات، تلتزم الدول سواء كانت فقيرة أم غنية بتقليل انبعاثات ما يطلق عليها الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري الذي ينحي عليه العلماء باللائمة في ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
العالم يتعهد بإنقاذ كوكب الأرض
تعهدت الصين وأوروبا بتوحيد جهودهما لإنقاذ كوكب الأرض الذي وصفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنه "الكوكب الأم" في موقف حاسم مضاد لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
وأشار زعماء آخرون إلى التزامهم بالاتفاق من بينهم زعماء في الهند فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لن يحكم على ترامب بسبب قراره على الرغم من أنه يرى أن الولايات المتحدة كان عليها البقاء في الاتفاقية لكنه حذر من تأثير الاتفاق على الوظائف والفقر، وأعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاقية باريس منفذا بذلك وعدا رئيسيا قطعه خلال حملته الانتخابية.
وقال ترامب، مستخدما رسالة "أمريكا أولا" التي رددها عندما فاز بالرئاسة العام الماضي، إن اتفاقية باريس ستقوض الاقتصاد الأمريكي وستكلف الولايات المتحدة وظائف وستضعف السيادة الوطنية الأمريكية وستضع البلاد في موقف سيئ دائم مقارنة بباقي دول العالم، لكن القرار قوبل بإدانات من حلفاء لواشنطن وقادة أعمال حول العالم.
وقالت فرنسا إنها ستعمل مع مدن وولايات داخل الولايات المتحدة، التي اعترض بعضها على قرار ترامب وأبرزها كاليفورنيا، لمواصلة الجهود الخاصة بمكافحة التغير المناخين وانتقد عدد من الشركات ورواد الأعمال والقطاعات الصناعية قرار ترامب فيما ركز آخرون على ما قد يعنيه قراره بالنسبة لتجارتهم. بحسب رويترز.
وقال قطاع صناعة السيارات الألماني الضخم إن أوروبا تحتاج لإعادة تقييم معاييرها البيئية للبقاء في موقف منافس بعد القرار الأمريكي "المؤسف"، وقدر مسؤول من منظمة الأرصاد العالمية التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ قد يزيد درجات الحرارة العالمية بواقع 0.3 درجة بحلول نهاية القرن في أسوأ سيناريو محتمل، وقالت ميركل، وهي ابنة قس تلتزم عادة بالخصوصية فيما يخص معتقداتها الدينية، إن الاتفاقية مطلوبة "للحفاظ على وجودنا".
ومضت قائلة وسط تصفيق النواب "إلى كل من يهمه مستقبل كوكبنا أقول: لنواصل السير في هذا الطريق حتى ننجح من أجل الكوكب الأم"، وفي باريس استخدم الرئيس إيمانويل ماكرون شعار ترامب خلال حملته الانتخابية الذي يقول "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" وقال إن الوقت قد حان "لنجعل الكوكب عظيما مجددا" في بيان نادر باللغة الانجليزية.
الصين وأوروبا معا
هيمن قرار ترامب على اجتماع كان محددا سلفا بين رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ ومسؤولين بارزين في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وسيختتم الاجتماع ببيان مشترك يتعهد بالتنفيذ الكامل لاتفاقية باريس ويلزم الصين والاتحاد الأوروبي بخفض استخدام الوقود الإحفوري وتطوير المزيد من التكنولوجيا الصديقة للبيئة والمساعدة في جمع 100 مليار دولار سنويا حتى عام 2020 لمساعدة الدول الأفقر على خفض انبعاثاتها الضارة.
وأصبحت الصين، المسؤولة عن أكثر انبعاثات ملوثة في العالم، شريكا غير متوقع لأوروبا في هذا الملف وملفات أخرى بما يوضح عزلة ترامب في العديد من القضايا، وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر "لا تراجع عن التحول في مجال الطاقة. ولا تراجع عن اتفاقية باريس"، وقالت الصين إنها دولة مسؤولة تعمل بجهد كبير لمواجهة التغير المناخي، تظن الأغلبية العظمى من العلماء أن ظاهرة الاحتباس الحراري التي تتسبب في تغييرات حادة في المناخ هي نتيجة للأنشطة البشرية بشكل أساسي التي تشمل توليد الطاقة والنقل والزراعة والصناعة، فيما تظن مجموعة صغيرة من المتشككين بعضهم في البيت الأبيض مع ترامب أن الأمر خدعة وسيضر بالأعمال.
وعبرت شخصيات في قطاع الصناعة الأمريكي عن استيائها من خطوة ترامب، وانتقدت أيضا روابط صناعية ألمانية قرار ترامب وحذرت من أنه سيضر بالاقتصاد العالمي ويتسبب في اضطرابات في الأسواق.
وحذرت الغرف التجارية الألمانية (دي.آي.إتش.كيه) ومجموعة (في.دي.إم.إيه) للهندسة من أن الشركات الأمريكية قد تكتسب مميزات قصيرة الأمد بسبب قرار ترامب، وقال إريك شفيتزر رئيس دي.آي.إتش.كيه "الطريقة الوحيدة التي يمكن بها تحقيق حماية المناخ بطريقة فعالة ولا تضر بالمنافسة هي بمشاركة كل الدول".
غضب وصدمة بعد اعلان ترامب سحب بلاده من اتفاقية باريس
سارع الاتحاد الاوروبي والصين الجمعة الى التأكيد انهما سيواصلان العمل لمكافحة الاحترار المناخي بعدما أصبحت الولايات المتحدة معزولة على الساحة الدولية اثر انسحابها من اتفاق باريس حول المناخ.
وراوحت ردود الفعل الدولية بين الصدمة والغضب وايضا التصميم على مواصلة الجهد المشترك الذي اعلن في باريس، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض "ادانة" نظيره الاميركي داعيا الى "عمل مشترك" مع الولايات المتحدة.
ومع افتتاح قمة بين الاتحاد الاوروبي والصين في بروكسل، رسم رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ملامح تحرك جديد ل"دبلوماسية المناخ"، وقال يونكر ان "شراكتنا اليوم اكثر اهمية من اي وقت سابق" مضيفا ان مكافحة التبدل المناخي "اكثر اهمية اليوم من الامس"، وفي ختام القمة السنوية، قال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك "اليوم نعمل على تكثيف تعاوننا حول التغير المناخي مع الصين".
وتابع توسك "لقد اكدت اوروبا والصين اليوم تضامنهما مع الاجيال القادمة ومسؤوليتهما ازاء الكوكب ككل"، وكان التزام الولايات المتحدة برئاسة باراك اوباما الى جانب الصين ساهم الى حد كبير في نجاح اتفاق باريس الذي وقع في كانون الاول/ديسمبر 2015 من جانب اكثر من 190 دولة بهدف الحد من ارتفاع متوسط حرارة العالم بحيث تبقى دون درجتين مئويتين مقارنة مع الفترة التي سبقت الحقبة الصناعية.
واعتبرت الامم المتحدة الجمعة ان الانسحاب الاميركي من الاتفاق يمكن "في اسوأ السيناريوات" ان يترجم ارتفاعا اضافيا ب0,3 درجة لحرارة الكوكب خلال القرن الحادي والعشرين.
وتجد الولايات المتحدة، وهي ثاني مصدر لانبعاث غازات الدفيئة بعد الصين، نفسها معزولة في الملف المناخي، فوحدهما سوريا ونيكاراغوا لم تنضما الى التحالف العالمي.
وابدى الاتحاد الاوروبي استعداده لقيادة التصدي للاحتباس الحراري كما اعلن المفوض الاوروبي للتحرك حول المناخ ميغيل ارياس كانيتي، واعتبر كانيتي ان معاهدة دولية "تلزم بلدا وليس حزبا" سياسيا لافتا الى ان الولايات المتحدة لم تاخذ العبر من اتفاق كيوتو السابق حول المناخ والذي لم تشارك فيه، وقالت الصين انها مستعدة "للتمسك بالنتيجة" التي تحققت في باريس واتخاذ اجراءات ملموسة للسماح بتطبيق الاتفاق.
واورد مشروع بيان مشترك تم اعداده قبل اعلان الانسحاب الاميركي واطلعت عليه فرانس برس ان الجانبين "يؤكدان التزامهما" المعلن في باريس ومستعدان "لتسريع تعاونهما لتحسين تطبيق" الاتفاق، بدورها، دعت الهند القوة الاسيوية الثانية الى احترام اتفاق باريس، واعتبرت جنفياف بونز من منظمة "دبليو دبليو اف" غير الحكومية للدفاع عن البيئة ان القرار الاميركي "يشكل دعوة لدول اخرى من اجل تكثيف تعاونها للتصدي للتبدل المناخي".
انسحاب ترامب يلقي بالعالم في منطقة رمادية قانونية لأربع سنوات
قال خبراء قانونيون إن الولايات المتحدة قد تعطل أو تؤثر سلبا على مساعي الدول الأخري لمكافحة التغير المناخي حتى أواخر عام 2020 حتى إذا قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاقية عالمية للمناخ.
وقال مصدر مطلع يوم الأربعاء إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم الوفاء بتعهده الانتخابي بالانسحاب من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخي، وقال ترامب في تغريدة على تويتر "أنا بصدد إعلان قراري بشأن اتفاقية باريس في الأيام القليلة المقبلة".
وتنص قواعد الأمم المتحدة للاتفاقية المبرمة عام 2015، والتي تسعى لتحويل الاقتصاد العالمي عن الوقود الأحفوري خلال هذا القرن، على ضرورة انتظار واشنطن رسميا حتى نوفمبر تشرين الثاني 2020 قبل الانسحاب من الاتفاقية، ويمكن لترامب أن يضغط فترة الإجراءات الشكلية إلى عام إذا انسحب من المعاهدة الأم المبرمة عام 1992 والتي أسست لاتفاقية باريس، وفي حال أقدم ترامب على الانسحاب من اتفاقية باريس فهذا سيدخله في مرحلة رمادية قانونية حتى الانتخابات الأمريكية المقبلة في 2020.
وقال دانييل بودانسكي استاذ القانون في جامعة ولاية أريزونا إنه في أسوأ الأحوال "ستصعب الولايات المتحدة تبني قواعد اتفاقية باريس"، وأضاف أن الانسحاب من الاتفاقية "سيضر بعلاقاتنا مع حلفائنا (لكن) البقاء وإعاقة الأمور سيكون أكثر ضررا"، ووعد ترامب بتشجيع قطاع الفحم على حساب أنواع الوقود المتجدد الأخرى.
وقالت ميجان بومان وهي محاضرة في القانون في كنجز كولدج في لندن إن فترة الانتظار لأربع سنوات كانت تستهدف بشكل جزئي حماية الاتفاقية من تداعيات انتقال محتمل للرئاسة إلى الجمهوريين بعد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما. بحسب رويترز.
ولا تنص اتفاقية باريس على الكثير من الالتزامات القانونية قبل عام 2020 ولا تفرض عقوبات على عدم الالتزام، وفي برلين قال رئيس المفوضية الأوروبية جان جلود يونكر يوم الأربعاء إنه ينبغي لأوروبا أن توضح للولايات المتحدة أن الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ليس عملية بسيطة وإن ترك الاتفاقية كليا سيستغرق سنوات.
اتفاقية باريس للمناخ ضرورية من أجل كوكب الأرض
تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن تواصل برلين التزامها باتفاقية باريس للمناخ في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة وقالت إن الاتفاقية "حجر زاوية" لمحاولات التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي كلمة قصيرة أمام البرلمان الألماني قالت ميركل، وهي واحدة من أقوى المدافعين عن الاتفاقية الدولية للحد من انبعاثات الغازات التي تسرع وتيرة تغير المناخ، إنه لا عودة عن مسار بدأ ببروتوكول كيوتو للمناخ عام 1997 واستمر مع اتفاقية باريس "التاريخية" الموقعة عام 2015، وأضافت "قرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ يدعو لشديد الأسف وأنا أعبر عن نفسي بطريقة متحفظة جدا وأنا أقول ذلك". وتابعت أن الاتفاقية ضرورية لحماية البيئة، وتابعت "نحتاج لاتفاقية باريس للمناخ لنحافظ" على كوكبنا، وأضافت قائلة "لا شيء يمكن أن يمنعنا عن تحقيق ذلك".
وذكرت أن قرار ترامب لن يثني من يشعرون بالتزام بحماية الكوكب. وقالت "على العكس ففي ألمانيا وأوروبا والعالم سنوحد الصف للتصدي للتحديات الكبيرة التي تواجه البشرية بنجاح"، وقالت إن الاتفاقية، التي رفضها ترامب باعتبارها ستفرض تكاليف "جائرة" على قطاع الصناعة في الولايات المتحدة، ستجلب في نهاية المطاف مزيدا من الرخاء وفرصا أكبر للعالم، ومضت قائلة وسط تصفيق النواب "إلى كل من يهمه مستقبل كوكبنا أقول: لنواصل السير في هذا الطريق كي يكلل النجاح مسيرتنا على كوكب الأرض".
وانتقدت روابط الصناعات الألمانية قرار ترامب الانسحاب من اتفاقية المناخ وحذرت من أن هذا التحرك قد يضر بالاقتصاد العالمي، ومن ناحية أخرى قال متحدث إن الحكومة الألمانية لا تدرس فرض عقوبات على واشنطن بسبب قرار الانسحاب الذي سبب غضبا في مختلف أنحاء العالم، وقال المتحدث شتيفن زايبرت عندما سئل إن كانت الحكومة تفكر في فرض عقوبات اقتصادية "أعتقد أننا نستطيع القول إن هذا ليس ضمن سياسة الحكومة الألمانية".
فرنسا وإيطاليا وألمانيا تدافع عن اتفاقية باريس للمناخ
قالت إيطاليا وفرنسا وألمانيا إنها تأسف لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ورفضت اقتراحه بشأن إمكانية مراجعة الاتفاقية العالمية، وقال زعماء الدول الثلاث في بيان مشترك نادر "نرى أن الزخم الذي تولد في باريس في ديسمبر 2015 لا رجعة فيه ونعتقد بشكل قاطع أن اتفاقية باريس لا يمكن التفاوض بشأنها مجددا لكونها وثيقة حيوية لصالح كوكبنا ومجتمعاتنا واقتصاداتنا".
وناشد رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حلفاءهم تسريع جهود مكافحة تغير المناخ وقالوا إنهم سيبذلون المزيد من الجهود لمساعدة الدول النامية على التكيف.
وحاول الزعماء الثلاثة إقناع ترامب الأسبوع الماضي خلال قمة لمجموعة السبع بالبقاء في الاتفاقية والوفاء بالتعهدات الأمريكية التي قطعتها الإدارة السابقة، وقال ترامب في كلمة بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستتطلع إلى إعادة التفاوض بشأن الاتفاقية وأدان ما وصفها بأعباء مالية واقتصادية "جائرة" يفرضها الاتفاق.
وسلط البيان الفرنسي الإيطالي الألماني غير المعتاد، والذي صدر بعد ساعة من إعلان ترامب قراره، الضوء على إحباط أكبر ثلاثة اقتصادات في منطقة اليورو وعزمها على الاستمرار دون دعم واشنطن، وقال الزعماء الثلاثة "نحن مقتنعون بأن تنفيذ اتفاقية باريس يتيح فرصا اقتصادية جوهرية للرخاء والنمو في بلادنا وعلى مستوى العالم.
"ومن ثم فإننا نؤكد مجددا التزامنا لأقصى حد بتنفيذ اتفاقية باريس على وجه السرعة بما في ذلك أهدافها فيما يتعلق بالتمويل المناخي ونشجع جميع شركائنا على تسريع نشاطهم لمكافحة تغير المناخ".
لا تراجع عن اتفاقية باريس للمناخ
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه لا يمكن التراجع عن اتفاقية باريس للمناخ على الرغم من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منها، وقال ماكرون عقب اجتماع مع رئيسة بلدية باريس آن هيدالجو ورئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرج في العاصمة الفرنسية "اتفاقية باريس لا يمكن التراجع عنها وستُنفذ لأنها مسؤوليتنا"، وأضاف ماكرون أن الصين وروسيا والهند أكدت التزامها بالاتفاقية.
وقال بلومبرج "الأمريكيون لا يحتاجون (للإدارة) في واشنطن للوفاء بالتزاماتهم تجاه اتفاقية باريس والأمريكيون لن يدعوا واشنطن تقف في طريق الوفاء بها"، وتابع قائلا "أريد أن يعرف العالم أن الولايات المتحدة ستفي بالتزاماتها الواردة في الاتفاقية وأننا سنسعى لأن نظل جزءا من اتفاقية باريس من خلال الشراكة بين مدن وولايات وشركات".
اضف تعليق