يعاني المجتمع العربي عموماً والعراقي على وجه الخوص من عدة مشكلات تربوية ذات اثار اجتماعية مدمرة، ومن هذه المشكلات مشكلة التسرب الدراسي التي باتت تهدد الطبقات الهشة من المجتمع وتعرضه للضياع، اذ ان الانسان حين يفوته الفرص يفوته التقدم في مجالات الحياة كافة...
يعاني المجتمع العربي عموماً والعراقي على وجه الخوص من عدة مشكلات تربوية ذات اثار اجتماعية مدمرة، ومن هذه المشكلات مشكلة التسرب الدراسي التي باتت تهدد الطبقات الهشة من المجتمع وتعرضه للضياع، اذ ان الانسان حين يفوته الفرص يفوته التقدم في مجالات الحياة كافة، لذا رأيت من الاهمية بمكان ان اتناول هذه المشكلة باحثاً في اسبابها وانعكاساتها ومن ثم الاتيان بمعالجات ناجعة لها.
يعرف التسرب الدراسي بأنه مغادرة الطالب للمؤسسة التعليمية قبل نهاية المرحلة التي كان يدرسها بمعنى آخر توقفه عن الذهاب إلى المدرسة على الرغم من أنه لم يكمل تعليمه بعد ومن دون الذهاب مناهل علمية تعوضه عائدات تعليمه مما يتسبب في خسائر مادية واخرى معنوية كبيرة له.
تعد ظاهرة التسرب من المدرسة مشكلة تفتك بابناء المجتمع وتحط من مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية، فالفرد الذي لم يتلقى تعليماً كافياً لايكتسب المهارات الكافية لدخول سوق العمل بنجاح وبالتالي يعني من مشكلة الفقر التي تعد من المشكلات الاقتصادية ذات الاثار الوخيمة على الانسان حيث انها تحط من مستوى صحته النفسية له وبالتالي هو معرض للسقوط تحت طائلة الامراض النفسية التي تفتك بالانسان والتي تتزايد معدلاتها يوماً بعد آخر.
في هذا السياق ينص اتفاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل على أن لكل طفل الحق في التعليم الذي ينمي شخصيته ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها، إذ يعتبر الأداة الرئيسية التي يتم من خلالها زيادة التطور الإقتصادي والإجتماعي والفكري لجميع أفراد المجتمع، وبتركه لمقاعد الدراسة فأنه يهدر فرص التقدم الاجتماعي والاقتصادي وبالتالي البقاء في مستويات متدنية من المعيشة.
عدة اسباب تدفع الطلبة للترسب من المدرسة ومن ابرزها:
ان طلبة المدارس يفضلون الانخراط في العمل مما يجعلهم لا يستطيعون التوفيق بين الدراسة والعمل، والاغلب مجبرين على العمل لتوفير مستلزمات اهلهم سيما وان الحروب تركت ارثاً ثقيلاً من ارامل وايتام فرض عبئاً ثقيلاً على الاخ الاكبر في العائلة لا حل سوى ترك الدراسة لصالح العمل.
ثاني الاسباب التي تدفع الكثير من الطلبة الى التسرب الدراسي هو عدم شعورهم بالمسؤولية وهذه السلوكية تنتشر بين ابناء الطبقات عالية الدخل لكونهم يوفرون لهم كل ما يطلبون والانسان حين يستحصل على اشياءه بسهولة لا يعرف الثمن وبالتالي يتعتمد على اهله كمصدر للعيش مما يجعله انسان اعتمادي وهذه بداية الفشل.
ويلعب مستوى الطالب العلمي دوراً هاماً في البقاء في الدراسة او العكس، اذ يعتبر تدني مستوى الطالب أحد أهم الاسباب التي تودي به إلى خطر التسرب لكونه يصاب بالاحباط والقلق وبالتالي يترك المدرسة للتخصص من هذه الضغوطات، اما الذين يتفقون دراسياً رغم كل الاغراءات التي تعترض سبيلهم الى انهم يصرون على الاستمرار بدافع الحب للانجاز العال الذي يمنحهم تميزاً في الحياة.
كيف نمنع الطلاب من التسرب؟
بعد التعرف الاسباب التي تسبب ظاهرة التسرب المدرسي، سنشير على بعض الخطوات الملموسة التي يمكن للآباء والمدارس وحتى الطلاب اتخاذها لمواصلة التعليم، ومنها تقديم الدعم المادي الذي يضمن بقاء الطالب في دراسته وهو لا يشكو من نقص في حاجة معينه وليس مطلوب منه توفير شيئ ما لنفسه ولعائلته.
ويحتاج الطالب الدعم المعنوي ايضاً عبر المتابعة من الاهل والمدرسين لكي يشعر بأن هناك من ينتظر نجاحه والحصول على مراتب علمية تجعله يفخر بنفسه ويعمل على اسعادها واسعاد من هم تحت رعايته، وهذه المتابعة الممزوجة بالتشجيع والتعزيز النفسي كفيلة بأن تدفع الفرد للمواصلة.
ومن الاهمية بمكان ان يوازن الاهل فيما يخص توفير المستلزمات الهامة لابناءهم الطلبة فلا حرمان يدفعهم الى ترك الدراسة رغبة في الحصول ما حرموا منه ولا تدليل يبيقهم تافهين لا يعرفون قيمة الحياة وقيمة الاموال والاشياء الاخرى التي تمنح لهم من دون ان يجتهدوا فيه.
وعلى المعلمين والمدرسين ان يتعاملون بعلمية وتفهم لاختلاف امزجة الطلبة عبر مراعاة الفروق الفردية بينهم وان ينوعون في طرق تعليمهم وتعاملهم بين الين والشدة لغرض تحبيبهم بالمدرسة وبالتالي لا يفكرون بمغادرة هذه الاجواء الطيبة.
اضف تعليق