يعرف التعليم الذاتي على انه اكتساب الفرد للمعلومات والخبرات والمهارات بطريقة ذاتية دون تدخل أطراف وحتى دون تدخل مؤسسة تربوية في عملية التعليم بنفس الطريقة الكلاسيكية التي يكون دور المؤسسة فيها اساسياً، وهذا التعلم يعلم الفرد الاعتماد على نفسه وهذه هي ابرز مزياه وإيجابيات...
يعرف التعليم الذاتي على انه اكتساب الفرد للمعلومات والخبرات والمهارات بطريقة ذاتية دون تدخل اطراف وحتى دون تدخل مؤسسة تربوية في عملية التعليم بنفس الطريقة الكلاسيكية التي يكون دور المؤسسة فيها اساسياً، وهذا التعلم يعلم الفرد الاعتماد على نفسه وهذه هي ابرز مزياه وإيجابيات، كما تعد عملية التعليم الذاتي من اكثر النشاطات التي يمارسها الانسان بوعي وبدوافع داخلية تحدو به الى تحسين وتطوير شخصيته العلمية.
في التعليم الذاتي يجب ان يستسقي الطالب معلوماته من مصادر هادفة ورصينة بعد وضع اهدافه الخاصة والعامة والتي يروم الوصول اليها ضمن خطة ممنهجة يضعها الطالب لنفسه، وتحديد الوسائل الملائمة لهذه الخطة، بحيث تتناسب مع سرعته بالتعلّم، وميوله وتوجهاته كي لا يحدث بوناً بين الصورة المثالية والصورة الواقعية.
اما مبررات التعليم الذاتي فهي: مواكبة التطور الذي حصل في العالم والعالم التعليمي على وجه الخصوص او لضرورة تفرض كأن تكون صحية كما هو الحال في زمن جائحة كورونا التي غيرت الكثير من الثوابت، وتوفير المهارات لتلبية حاجات سوق العمل التنافسي، والتعليم الذاتي يجعل المتعلم اكثر احتراماً لما تعلمه لان بذل جهدا كبير في الوصول اليه والانسان دائما يفضل الجهد الذاتي في المساهمة بحل المشكلات التعليمية الشخصية التي قد تواجه الفرد بصورة فردية وهذا ما يجعل الفرد باحثاً وليس متلقياً فقط وهذا بحد ذاته نجاح لم يكن يوجد لولا اتباع هذا التعليم.
عملية التعليم الذاتي تتأثر بجملة من العوامل منها عمر الشخص ومدى نضجه الفكري، مستوى قدراته الادراكية ومستوى ذكاءه، وامكانية تعلمه بنفسه، والبيئة الاجتماعية المناسبة للتعلّم، ومدى توافر الارادة في الاستمرار بعملية التعليم بنفس الرغبة والمسؤولية، واخيراً لابد ان يحسب الحساب للمعوقات الاقتصادية والجسدية للمتعلم.
من سمات التعليم الذاتي انه يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين، ويساعد المتعلم على التقدم والتطور بشكل اكثر فاعلية وبسرعة اعلى عبر بذل جهد ذاتيّ وفقاً للمعرفة والمهارات المُراد اكتسابها، فيتخذ المتعلم القرار بذاته ويكون مسؤولاً عن قراراته واختباراته ويتحمل كل المصاعب من اجل تحقيق اهدافه، كما ان هذا النوع من التعليم يتيح فسحة من الحرية للمتعلم في اختبار رغباته التي تناسب قدراته وامكاناته مما يجعل من تحقيق الغايات امر مسلم به وعال على اقل تقدير.
كما من سماته ان يأتي بأساليب تعليمية غير تقليدية تختلف عن باقي الانشطة او الانماط التعليمة الاخرى والتي اعتاد الجميع اتباعها، ويعطي هذا النمط من التعلم الحرية الكاملة باختيار الوقت المناسب للتعلم كما يتيح له حرية اساليب التعلم وتنسيق التقويم الذاتي لبدء تحقيق هدفه، ومن السمات ايضاً انه يدعم التعلم مدى الحياة بمعنى ان عملية التعليم مستمرة لا يحدها زمان ولا مكان، ووفق التعليم الذاتي يمكن تحديد مستوى الفرد التعليمي وتقييمه بالاعتماد على أنظمة التغذية الراجعة.
ثمة شروط ضرورية يجب ان تتوفر لدى الطالب لكي ينجح في التعليم الذاتي وهي: امتلاك المتعلم القابلية للتعلم والاستعداد وهذا الاستعداد هو القود الذي يدفع الشخص للتعلم، كما لديه القدرة استثمار الظروف في بيئة التعليم على اتم صورة للمساهمة بتحقيق غايّاته التعليمية.
وينبغي ان يكون المتعلم ذكياً في استخلاص المواد التعليمة من مصادرها الرصينة من المراجع والمصادر ذات الكفاءة وتوخي الحذر فيما ينشر في وسائل التواصل التي الكثير من الاحيان اهدافها ليست علمية بقدر ماهي تروج لفكر معين او توجه معين او تسويق تجاري.
وللتعليم الذاتي عدة طرائق يمكن اتباعها لكي يتحقق الهدف منها: التعلم المبرمج وفق هذا النوع يوضع برنامج منظم ومتسلسل ومجزئ بحيث يضمن مراعاة قدرات المتعلم حتى يتمكن من انجازه بسلاسة ودونما تعقيد.
ثانيا: التعلم الالكتروني او التكنلوجي وهذه الطريقة هي الاكثر شيوعاً بين الطلبة والتي يستخدم فيها الانترنت للحصول على المادة العلمية بكل صنوفها المكتوبة والمسموعة والمرئية.
ثالث الطرائق هي التعلم بالاستكشاف والتي يثير فيها الطالب التساؤل والتحري والاستقصاء وعدم تقبل المعلومة كما هي او القبول بها كمسلمة وهذه الطريقة يمكن ان تعتمد من قبل طلبة الجامعات او الدراسات العليا لأنها توافق إمكاناتهم الفكرية والعقلية.
رابعاً: طريقة حل المشكلات تتمثل هذه الطريقة بمحاولة البحث عن الحلول للمشكلات التعليمية بشكل فردي في حال وجودها فعلاً او حالة افتراضها، وبذا يتمكن المتعلم من حل المشكلات بشكل ابداعي ينمي طريقة تفكيره ويطورها.
خامساً: التعلم بالتمثيل حيث يمكن للمتعلم يخلق من المادة التعليمة ادوار تمثيلية ويقوم بأدائها بنفسه وبالنتيجة يحفظ المادة بسهولة.
في الختام نوصي بعدة توصيات او مقترحات تخص التعليم الذاتي:
1- ينبغي ان يستمر التعليم الذاتي في كافة المراحل الدراسية قدر الممكن كطريقة لتقوية ثقة الطالب بنفسه ليكون متمكن من البحث في أي موضوعة يحتاجها او معلومة يستهويه معرفتها او الغور فيها.
2-من الضروري الزام الطلبة بأتباع التعليم الذاتي لان يقوي لديهم روح المسؤولية كما يثير فيهم فضول معرفة الجديد بدل الاعتماد الكلي على المؤسسة التي تعد المادة التعليمة كاملة.
3- نوصي بأن يكون اعطاء التقييم مختلف لمن يتبعون التعليم الذاتي لانهم اكثر جهاداً واكثر عناء في البحث عن المعلومة والافادة منها على عكس اتباع الطرق القديمة في التعليم، وطريقة التفضيل هذه من شأنها ان تنشأ تنافساً بين المتعلمين.
اضف تعليق