المناهج التعليمية التي تضعها وزارة التربية، مناهج مدروسة تمثل مشروعاً تربوياً متكاملاً، وهي مترابطة فيما بينها، تمثل كل مرحلةٍ منها حلقةً في السلسلة التعليمية.
عندما يُتم المتعلم دراسة مرحلة دراسية معينة، فهو عندئذ يكون قد إمتلك خبرة كافية، عن مناهج الدراسة في المرحلة اللاحقة، ففي أغلب المناهج الدراسية، نحن لا نجد جديداً (إلا بنسبة قليلة نوعاً ما) بل نجد تطوراً، في كل مادة دراسية.
يستقبل المتعلم مرحلتهُ الدراسية الجديدة، ليزيد من خبرته في موضوعٍ ما، على سبيل المثال: يتعلم التلميذ منذُ مرحلته الأولى الابتدائية، في مادة الرياضيات، مفهوم المجموعة، الذي يمثل الفصل الأول في منهج مادة الرياضيات المقرر، وعندما يذهب إلى المراحل الأخرى (التالية)، فهو يجد أن فصل المجموعات، في أول كتاب الرياضيات دائماً، وإنما أصبح أوسع مما هو عليه في المرحلة السابقة.
إنَّ مَن وضع المنهج بهذه الصورة، إنما وضعهُ عن علم ودراية ودراسة، وكذلك عندما وضع فصل المساحات والحجوم في الفصول الأخيرة من الكتاب خصوصاً في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، فقد وضعها بترتيب تصاعدي لفهم وصياغة وبلورة المادة.
وسؤالي هنا: ماذا يَحدث للمتعلم إذا لم يكمل منهجهُ الدراسي في مرحلتهِ وإنتقل إلى المرحلة الأخرى!؟
وكذلك ماذا يفعل المعلم إذا جاءه المتعلم وهو لا يعرف عن موضوعٍ معينٍ أيَّ شيء يُذكر!؟
ولكي يكون سؤالي واضحاً في طرح المشكلة الكبيرة، التي تعاني منها أغلب مدارسنا، وخصوصاً في الدراسة المتوسطة، ولا سيما المرحلتين الأولى والثانية منها، وهي: لماذا لا يقوم المعلم (المدرس) بإتمام المنهاج الدراسي المقرر في عامهِ الدراسي المحدد!؟
هنالك عدة إحتمالات لعدم إتمام المنهج، منها أن الوقت غير كافي، وهو مردود، لأن المعلم يضع خطة سنوية لإتمام المنهج، وتشمل هذه الخطة جميع الظروف، التي من شأنها تعطيل إتمام المنهج، وهنالك إحتمال آخر وهو مستوى المتعلمين المتدني، مما يضطر المعلم لإعادة شرح الموضوع لأكثر من مرة، وحل ذلك معروف أيضاً، منهُ الدروس الإضافية، وفي إحتمالٍ ثالث، أن المتعلمين لا يستطيعون أن يتمكنوا من جميع مواد المنهج، وحلهُ معروف أيضاً، وهو إتمام المنهج، ووضع العدد الأكبر من الأسئلة في الامتحانات النهائية، من الفصول الأولى في المنهج، وهناك إحتمال أخير، وهو أن المعلم والمتعلم غير مدركين لخطورة المشكلة، فيتعاملان مع الموضوع باللامبالاة!
بقي شيء...
إنَّ عدم إتمام المنهج المقرر، مشكلة كبيرة يجب الإستعانة بالمختصين في حلها، مع توجيه العقوبات الإدارية إلى المقصرين، بعد إستفراغ الأعذار.
اضف تعليق