الحروب والصراعات المستمرة في العديد من دول العالم، اثرت بشكل سلبي على العملية التعليمية، حيث أدت الى تسرب الملايين من الطلبة من المدارس التي كانت هدفاً مباشرا للعمليات العسكرية هذا بالإضافة الى سقوط الكثير من الضحايا، كما ان بعض الدول وبسبب تفاقم الفساد وضعف القوانين...
الحروب والصراعات المستمرة في العديد من دول العالم، اثرت بشكل سلبي على العملية التعليمية، حيث أدت الى تسرب الملايين من الطلبة من المدارس التي كانت هدفاً مباشرا للعمليات العسكرية هذا بالإضافة الى سقوط الكثير من الضحايا، كما ان بعض الدول وبسبب تفاقم الفساد وضعف القوانين قد عجزت عن تطوير قطاع التعليم وتقديم الخدمات التعليمية وهو ما اثر سلباً على ملايين الطلبة والتلميذ، وأكدت بعض تقرير الدولية إن الصراعات في مختلف مناطق العالم تحرم 25 مليون طفلا وشابا من فرص الوصول إلى المدارس. كما أدت الحروب إلى تدمير المنشآت التعليمية أو استخدامها كمناطق تمركز عسكري، فضلا عن تخصيص بعض المدارس والجامعات لإقامة النازحين من المناطق المضطربة.
وتشير اتلك التقارير إلى أن 20 في المئة من التلاميذ في سن المرحلة الابتدائية لا يمكنهم التوجه إلى المدارس بشكل عام في مناطق الصراع في 22 دولة حول العالم. وإذا لم يتلقى هؤلاء الأطفال تعليما مناسبا فسيدخلون في الغالب في حلقة مفرغة من العمالة غير العادلة والفقر، كما قد يكونون عرضة للانتهاكات الجنسية والانضمام لجماعات متشددة، التي تقوم بتدريبهم على استخدام الأسلحة أو تنفيذ عمليات انتحارية، ويُستدل على ذلك بمقاطع الفيديو التي نشرها تنظيم "داعش" في العراق وسورية لأطفال يقومون بتنفيذ عمليات إعدام بحق عناصر من معارضي التنظيم.
العراق
وفي هذا الشأن حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن عدم التكافؤ الاقتصادي يؤثر بشكل كبير على عملية تعليم الأطفال في العراق الذي مزقته الحروب، وحضت حكومة بغداد على إنفاق المزيد من الأموال على قطاع التعليم. وأدت الأزمة المالية وسنوات القتال وقلة الدعم الحكومي إلى الإضرار بالنظام التعليمي في العراق، بحسب دراسة أعدتها يونيسف، شملت أكثر من عشرين ألف عائلة.
وتوصلت الدراسة إلى أن حوالي 90 في المئة من الأطفال العراقيين لا يستطيعون الوصول إلى التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. ويخلق الوضع الاجتماعي والاقتصادي فجوة كبيرة بين الذين يتخرجون من المدارس الثانوية، حيث تصل نسبة المتخرجين الأكثر ثراء إلى 73 في المئة، مقارنة مع 23 في المئة فقط من الطلاب الأكثر فقرا. وتعمل ثلث مدارس البلاد بدوامين أو ثلاثة يوميا، في محاولة لتسجيل أكبر عدد ممكن من الأطفال، ما يعني أن الطلاب قد يحصلون على بضع ساعات فقط من الدراسة في اليوم الواحد.
وترى يونيسف أن البلاد بحاجة إلى 7500 مدرسة من أجل تحسين الوصول إلى التعليم. وقال ممثل يونيسف في العراق بيتر هوكينز إن "الأمر متعلق بالنزاع، والانهيار الاقتصادي، ونقص الاستثمارات على مدى السنوات العشرين الماضية. وعندما تتراجع النوعية، فإن الأطفال أنفسهم يتسربون من الفصول الدراسية". وأضاف هوكينز أن "الأطفال هم مستقبل هذه البلاد، والفجوة المتنامية بين الفقير والغني تثير النزاعات وتضر بالأطفال والعراق". بحسب فرانس برس.
وتعرضت البنية التحتية في العراق لضربات قاسية بدأت مع الغزو الأميركي للبلاد في العام 2003، مرورا بحرب طائفية ضروس تبعتها أعمال عنف دامية، وصولا إلى اجتياح تنظيم داعش واحتلاله ما يقارب ثلث مساحة البلاد في العام 2014. وتعتبر يونيسف أن على الحكومة، ومن أجل زيادة عدد الأطفال الذي يرتادون المدارس، تعزيز إنفاقها على التعليم، الذي يعد واحدا من أدنى المعدلات في المنطقة بنسبة 5,7 في المئة فقط من إجمالي الإنفاق. وحث هوكينز المسؤولين الحكوميين قائلا "أيها الوزراء، أرجوكم استثمروا في هؤلاء الأطفال الأكثر احتياجا. هؤلاء الأطفال هم مستقبلكم". ولم يعين العراق حتى الآن وزيرا للتربية والتعليم العالي. وصوت مجلس النواب الشهر الماضي على 14 وزيرا من أصل 22 تقدم بهم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
فلسطين
الى جانب ذلك منع الجيش الإسرائيلي مئات الطلبة من الالتحاق بمدرستهم الثانوية في الضفة الغربية بعد أن أعلن عن إغلاقها لإشعار آخر بدعوى إلقاء الحجارة منها على السيارات المارة في شارع رئيسي يربط نابلس مع رام الله. ودخل عدد من الطلبة وذويهم ووزير التربية والتعليم ومحافظ نابلس إلى مدرسة الساوية جنوب مدينة نابلس في الصباح الباكر إلا أن الجيش أخرجهم بعد مواجهات شهدها محيط المدرسة مع الطلبة الذين لم يتمكنوا من الدخول بعد محاصرة الجيش للمدرسة.
وأصيب عدد من الأهالي والطلبة بحالات اختناق كما أصيب الصحفي جعفر إشتية مصور وكالة الأنباء الفرنسية بقنبلة غاز في رأسه نُقل على أثرها إلى المستشفى ووصفت مصادر طبية حالته بالمستقرة. وقال سامر عويس رئيس مجلس محلي قرية اللبن الشرقية الذي أصيب بساعده ”الطلاب هنا للدراسة والاحتلال يدعي أن حجارة تلقى من داخل المدرسة على الشارع.. هذا غير صحيح“. وأضاف ”هذه المدرسة مقامة منذ العام 1946 ويدرس فيها حاليا 560 طالبا وطالبة من الصف السادس حتى التوجيهي“.
وأوضح عويس أن ”قوات الاحتلال سلمت الارتباط الفلسطيني قرارا بإغلاق المدرسة حتى إشعار آخر ولكننا لن نسلم بهذا القرار وسنعود غدا إلى المدرسة“. وقال ”سبق لهذه المدرسة وأن أغلقها الاحتلال عدة مرات كان آخرها في العام 2008 ليوم واحد“. ويشكو الطلاب من اقتحامات الجيش المتكررة لمدرستهم المحاذية لشارع رئيسي يمر منه المستوطنون والجيش الإسرائيلي للوصول إلى المستوطنات المقامة على أراض بالضفة الغربية حيث توجد عشرات المستوطنات في المنطقة الواقعة بين مدينتي رام الله ونابلس.
وقالت هدى عوايسة الطالبة في الصف الثاني عشر في المدرسة ”كثير بحاصر الجيش المدرسة وبطلق النار في الساحة ومرة الرصاص وصل الغرف ومرة ثلاثة مستوطنين دخلوا ساحة المدرسة“. وتخشى الطالبة ليلى ضراغمة وهي في الصف الثاني عشر أيضا ألا يتمكن الطلبة من اكمال المناهج مضيفة ”كثير بنروح قبل نهاية الدوام لانه بكون في جيش عند المدرسة وأحيانا بناخد أربع حصص بدل سبعة. إحنا بدون ما يسكروا المدرسة مش ملحقين كيف إذا سكروها“. بحسب رويترز.
وقال صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي لإذاعة صوت فلسطين ”هذه الإجراءات الاحتلالية لن تثنينا عن مواصلة عملنا وبقاء تدفق العملية التعليمية“. وأضاف ”ندعو إلى استمرار الحياة التعليمية وعدم الانصياع إلى الأمر الاحتلالي المرفوض“. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الأحداث التي شهدتها مدرسة الساوية.
سوريا
على صعيد متصل توضّب رشا التي لم تتجاوز السابعة من عمرها حقيبتها الزهرية اللون في الصباح وتصعد الى حافلة صغيرة تقلها من الأحياء الكردية في مدينة القامشلي إلى تلك الواقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري. وتزدحم يومياً الشوارع المؤدية إلى ما يُعرف ب"المربع الأمني"، تسمية تطلق على الأحياء تحت سيطرة قوات النظام في مدينة القامشلي، بالسيارات والدراجات النارية والحافلات المحملة بالتلاميذ.
ويفضل الكثير من الأهالي، على غرار والد رشا، أن يتعلم أطفالهم في مدارس تعتمد المنهاج الحكومي بدلاً من منهاج الإدارة الذاتية الكردية غير المعترف به رسمياً. ويقول والد رشا، أستاذ خمسيني متقاعد، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، "كل صباح، اصطحب ابنتي وأطفال الحي إلى المدرسة، إنها مسؤولية كبيرة وتترتب عليها مصاريف إضافية". ونتيجة الاقبال الكبير، اضطرت المدارس الحكومية إلى اعتماد دوامين يوميا، حتى أنها حذفت "الكثير من المواد الترفيهية مثل الموسيقى والرياضة والرسم"، وفق والد رشا، الذي يرى أنّه "على الطرفين التوصل الى حل وعدم ترك أطفالنا لهذا المصير المجهول".
وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا منذ العام 2012 بعدما ظلوا لعقود مهمشين مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية، وبعد تمكنهم لاحقاً من طرد تنظيم داعش من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا. وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي القامشلي والحسكة، أعلن الاكراد اقامة الإدارة الذاتية، التي اتخذت سلسلة إجراءات أبرزها إدخال اللغة الكردية الى المناهج الدراسية.
وفرضت الادارة الذاتية منذ مطلع العام 2016 وبشكل تدريجي المنهاج الكردي في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في شمال وشمال شرق سوريا. ويدرس المنهاج الكردي اليوم أكثر من 210 آلاف تلميذ في أكثر من 2200 مدرسة، وفق ما تقول مسؤولة هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية سميرة حاج علي. ولا تعترف بهذه المناهج سوى الجامعات التابعة للإدارة الذاتية مثل جامعة "روجافا" وجامعة كوباني اللذين تمّ تأسيسهما خلال العامين الماضيين. لكن الأهالي يحلمون بمستقبل أفضل لأطفالهم، ولا يريدون الاكتفاء بالمناهج الكردية.
وللحدّ من هذه الظاهرة، اتخذت الإدارة الذاتية سلسلة إجراءات مؤخراً بينها إصدار تعميم تمنع فيه موظفيها من إرسال أولادهم إلى المدارس الحكومية. ويركن عز الدين أمين (39 عاماً) سيارة أجرة يملكها بالقرب من مدرسة أبنائه في "المربع الأمني" في مدينة القامشلي، ويتحدث عن صعوبات كثيرة تواجهه.
ويقول "نحن لسنا ضد التعليم بالكردية، نريد أن يتعلم أطفالنا اللغة لكن الشهادات التي تقدمها الادارة الذاتية غير معترف بها"، متسائلاً "حين ينال الأطفال الشهادات، إلى أين يذهبون؟". وعند انتهاء الدوام، يبدأ التلاميذ بالخروج من المدرسة. تهرول الفتيات بثيابهن الزهرية اللون والفتيان باللون الأزرق نحو موقف السيارات. يصعد بعضهم في السيارات والحافلات بينما يتابع آخرون طريقهم سيراً. وعلى دراجة نارية، يقلّ رجل يطغى الشيب على شعره أربعة تلاميذ جلسوا خلفه.
ويضطر أمين للذهاب مرتين الى "المربع الأمني"، بعدما اضطر لتسجيل اثنين من أبنائه في الدوام الصباحي وابنته في دوام بعد الظهر. وتقول فاطمة خليل أسعد (45 عاماً)، المدرسة في مدرسة صالح عبدي، "لم يبق مقاعد ليجلس عليها الطلاب من كثرة العدد". لا يقتصر الأمر على سكان القامشلي إذ يأتي الطلاب، وفق أسعد، من مدن أخرى مثل عامودا والدرباسية ورأس العين "لأن المناهج الحكومية تدرس فقط في القامشلي والحسكة". ويضطر البعض إلى الانتقال والسكن في مدينتي القامشلي والحسكة من أجل دراسة أبنائهم.
ومن أصل نحو 2500 مدرسة في شمال شرق سوريا، تدرّس 400 منها على الأقل المنهاج الحكومي، وفق إحصاءات مديرية التعليم الحكومية للعام 2017. ويدرس نحو مئة وألف تلميذ في مناطق سيطرة قوات النظام في مدينتي القامشلي والحسكة وبعض القرى القريبة. في مدينة الحسكة، يتكرر مشهد الازدحام ذاته كل صباح. سيارات ودراجات نارية وحافلات تقل التلاميذ إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. كل يوم في فترة الظهيرة، تستنفر دوريات شرطة المرور لتسهيل الحركة أثناء فترة التبديل بين الدوامين الصباحي والمسائي.
وتقول فيفيان (38 عاماً)، مديرة إحدى المدارس الحكومية، "لا تستوعب المدرسة أكثر من مئتي طالب، لكن الأعداد اليوم تفوق الألف". وبدلاً من أن تضم الشعبة الواحدة أربعين تلميذاً، باتت اليوم تستوعب أكثر من 85، وفق فيفيان التي تقول "رغم العقبات (...) لدى الأهالي رغبة في تدريس أطفالهم". وتأتي آية (12 عاماً) يومياً إلى مدرستها قادمة من حي الصالحية البعيد نسبياً. وتقول "أتيت لأتعلم في المدارس الحكومية لأتمكن من الذهاب إلى الجامعة مستقبلاً". بحسب فرانس برس.
ومنعت قوات الأمن الكردية (الأسايش) مؤخراً سيارات الأجرة والحافلات من نقل التلاميذ إلى أحياء سيطرة قوات النظام. إلا أن أبو عبد الله (41 عاماً) لم يستسلم، ولا يزال يملأ كل صباح حافلته الصغيرة بالتلاميذ ويقلهم من حيي الليلية وغويران إلى الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية. ويقول أبو عبد الله "نحتال عليهم، أحياناً ننزل التلاميذ قبل حاجز الأسايش، يسيرون على أقداهم حتى يعبروا الحاجز، ثم نلاقيهم ونعيدهم إلى السيارة". ويضيف "إنهم طلاب لا يريدون سوى تلقي العلم، ليس أكثر".
اليمن
في السياق ذاته عاد تلاميذ نجوا من ضربة جوية على حافلة مدرستهم إلى الدراسة في محافظة صعدة اليمنية وبدا عليهم التأثر بشدة لغياب العشرات من زملائهم الذين قتلوا في الغارة. وغالب أحمد علي حنش (14 عاما) دموعه وهو يتذكر أصدقاءه الذين فقدهم في الهجوم الذي شنه التحالف بقيادة السعودية على سوق في صعدة في شمال اليمن في أغسطس آب الماضي.
وقال حنش الذي كان في الحافلة ”نقول للأعداء والله لن تروح دماء زملائنا هدرا وأننا سوف ننتقم لهم بالعلم. سوف نتعلم وسوف ننتقم لهم“. وأضاف ”الحمد لله الذي أحيانا من بين هذه الضربة ومن بين هذه الجريمة البشعة“. ومع استئناف الناجين لحياتهم وحضورهم طابور الصباح الرياضي في الفناء الرملي لمدرسة الفلاح الابتدائية أو دخولهم الفصول على مقاعد متحركة إلى جانب زملائهم الجالسين إلى مكاتب خشبية، قال تلاميذ آخرون إنهم يخشون وقوع المزيد من الهجمات في البلد الذي تمزقه الحرب.
وقال صادق أمين جعفر (15 عاما) ”طبعا نحن الآن نشعر شعورا حزينا بعد ما فقدنا أعزاء من أعز الطلاب، من أعز الزملاء إلينا. نحن نخاف الآن في الوقت الراهن أن يعاود العدوان استهداف المدرسة“. وفي الوقت سابق قالت السعودية، التي تقود التحالف المؤلف من دول عربية إن التحالف يقر بأن الهجوم قتل عشرات الأشخاص منهم تلاميذ في الحافلة وأنه لم يكن مبررا. وتحظى السعودية وحليفتها الإمارات بدعم سياسي غربي وتشتريان أسلحة بمليارات الدولارات كل عام من الولايات المتحدة وقوى أوروبية منها بريطانيا وفرنسا.
وشن التحالف آلاف الضربات الجوية، في إطار حملة لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة قتلت مئات المدنيين في مستشفيات ومدارس وأسواق وأفراح. وتكثفت الضغوط الدولية على المملكة من أجل السعي لاتفاق سياسي مع الحوثيين لإنهاء الحرب التي أودت بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص ودفعت البلد الفقير إلى شفا مجاعة. ويقول التحالف إنه لا يستهدف المدنيين عن عمد. وتعرض الحوثيون كذلك لانتقادات من جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان. بحسب رويترز.
وأفاد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بأن نحو نصف مليون طفل تسربوا من التعليم في اليمن منذ عام 2015 ليصل إجمالي عدد الأطفال خارج نظام التعليم إلى مليوني طفل. لكن المدرس عبد الوهاب صلاح قال إن الخوف من هجمات التحالف على صعدة معقل الحوثيين لن يردع المدرسة أو التلاميذ. وأضاف أنهم حزينون لفقد هذا العدد الكبير من التلاميذ ويشعرون بالقلق ولكنهم مستمرون في بناء أجيال المستقبل. وأضاف ”ما لمسناه في أبنائنا الطلاب أن التعليم شيء مقدس .. يحضرون رغم جراحهم.. يحضرون رغم تخوفهم“.
افغانستان
من جانب اخر صدم هجوم انتحاري استهدف مجموعة من الطلبة الذين يستعدون لامتحانات الجامعة في كابول أفغانستان. وكان الهجوم هو الأحدث في سلسلة هجمات على المدارس التي ثبت أنها هدف سهل للجماعات المتشددة. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من ألف مدرسة في مختلف أرجاء أفغانستان مغلقة لاعتبارات أمنية كما أن هجمات المتشددين دمرت 86 مدرسة على الأقل في العام الحالي وحده.
وقال وزير الداخلية واعظ أحمد برمك بعد هجوم على أكاديمية موعود وهي مركز تعليمي خاص إلى الغرب من كابول ”هجمات الجماعات الإسلامية المتشددة على المؤسسات التعليمية تعد واحدة من القضايا المرعبة التي تواجهها بلادنا“. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 34 شخصا على الأقل أغلبهم طلبة كانوا يحضرون درسا في اللغة الانجليزية. وأغلب الهجمات التي استهدفت مدارس في الفترة الأخيرة كانت خارج كابول في أقاليم مثل ننكرهار معقل تنظيم داعش الذي اشتهرت أساليبه منذ ظهوره الأول في أفغانستان قبل نحو أربع سنوات.
وتعرضت مدرسة مالكيار هوتاك الثانوية في ننكرهار للهجوم مرتين في الأسابيع القليلة الماضية. في المرة الأولى لم تنفجر قنبلة جرى التحكم فيها عن بعد وفي المرة الثانية ذبح مسلحون ثلاثة حراس وأغرقت دماؤهم مدخل المدرسة. وقال كبير حقمال المتحدث باسم وزارة التعليم في كابول ”للأسف أصبحت المدارس والمؤسسات التعليمية هدفا سهلا لأي جماعة ووسيلة للضغط على الحكومة“.
وتسعى حركة طالبان الآن للتأثير على المدارس بالتفاوض مع المسؤولين المحليين عن التعليم وتقول إنها لا تعارض دخول البنات المدارس بعد أن اشتهرت في وقت سابق بشن هجمات على مدارس وإجبار الفتيات والنساء على البقاء في منازلهن. وقبل الهجوم على مدرسة مالكيار أصدر تنظيم داعش، تحذيرات عن طريق الإذاعة وخطابات للمدارس تفيد أنه سينفذ هجمات ردا على الضغط الذي يتعرض له مقاتلوه.
وقال عبد الله نزار أميني ناظر مدرسة مالكيار ”داعش تقول ’إذا لم نتمتع بالأمان في الجبال وإذا لم يأمن أطفالنا في ديارهم فإننا لن نتراجع عن مهاجمة الأطفال‘.“ ويؤيد قادة أمريكيون في أفغانستان هذا الرأي ويقولون إن التنظيم سعى لتوسعة نفوذه في مناطق أخرى من أفغانستان عن طريق ضرب أهداف سهلة مثل المدارس والمساجد. وقالت هنرييتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان إن المنظمة ”قلقة للغاية“ بشأن تصاعد أعمال العنف في أفغانستان. بحسب رويترز.
وقالت أليسون باركر مسؤولة الاتصالات في يونيسيف إن هناك مخاوف خطيرة بشأن مزيد من العنف. وبالنسبة للأطفال أصبح خطر التعرض لأعمال عنف جزءا قاتما من العملية التعليمية. وقال وصي الله الطالب البالغ من العمر 19 عاما من مدرسة مالكيار ”رأيت أشياء في مدرستنا لم أكن أتوقع رؤيتها على أرض معركة“. وأضاف ”إنه أمر مؤلم أن ترى من يطلق عليهم إسلاميون يحرقون كتبا تحمل رسالة السلام والإسلام“.
اضف تعليق