لم يعد حلم الطيران والتحليق بعيد المنال بل تجاوزه الإنسان ليصل إلى أبعد من ذلك بكثير، فمازال الإنسان يسعي للوصول إلى أقاصي الأرض في لمح البصر، فقد ظهرت العديد من التقنيات المتطورة التي تنمح الإنسان مزيداً من الرفاهية والأمان حتى يصل لوجهته في أسرع وقت ممكن، وهذا ما الهب سباق صناعة الطائرات وصراع على الأرباح القياسية بين شركات الطيران العالمية الكبرى، لذا صناعة الطائرات نمواً وازدهاراً كبيرا بفضل ارتفاع طلبات الشراء على الطائرات المختلفة ونتيجة لظهور علامات التعافي التدريجي لاقتصاد بعض دول العالم، حيث أصبح الاستثمار الاقتصادي في بيع الطائرات الحديثة مطلبا مهما للكثير من الدول وشركات الطيران التي دخلت اليوم في حرب تنافسية بسبب ارتفاع السفر بالطائرات ولزيادة الدخل المتاح للإنفاق والأسعار التنافسية المقدمة من بعض الشركات كما يقول بعض أصحاب الاختصاص، الذين أكدوا على ان هذه السوق ستواصل نموها القوي في السنوات القادمة، وهو ما سيسهم بتوسيع أنشطة الشركات العالمي المصنعة التي ستسعى الى تكثيف الجهود وتحقيق معدلات إنتاج قياسية للطائرات التي يتزايد الطلب عليها حالياً، ففي اخر تطور في هذا الشأن
ذكرت شركة ايرباص ان طلبات شراء طائراتها انخفضت خلال العام 2015 مقارنة مع العام الذي سبق، الا انها رغم ذلك تتفوق على طلبات شراء طائرات منافستها الاميركية بوينغ،
في حين كشفت الصين النقاب عن طائرة ركاب جديدة، هي الأولى التي تنتجها منذ عقود، في إطار جهود لمنافسة تحدي شركتي صناعة طائرات الركاب بوينغ وإيرباص، ونظمت الصين عرضا للطائرة الجديدة من طراز C919، التي تحتوي على 168 مقعدا ويمكنها التحليق لحوالي 3444 ميلا دون توقف، حضره أربعة آلاف ضيف، ولن تحلق الطائرة C919 في رحلات تجريبية قبل حلول عام 2016، إلا أن هذا الكشف سيكون له أثر كبير على الصناعة بأكملها،
فيما يرى المتخصصون ان قطاع يتسم صناعة الطيران بالتركيز على المجالات التي تتطلب الاستثمار طويل الأمد، والتقنية المتقدمة، ورأس المال المكثف والطاقة. وتشمل هذه المجالات تصنيع هياكل الطائرات، وتمويل تصنيع المحركات ومكونات الطائرات، وخدمات الصيانة والإصلاح والعَمرة، وهي مجالات تنشط فيها الشركة عبر إقامة شراكات عالمية.
الى ذلك أشارت أرقام أولية صدرت عن منظمة الطيران التابعة للأمم المتحدة إلى أنه من المتوقع أن تسجل شركات الطيران العالمية أرباحا قياسية العام الحالي تصل إلى 60 مليار دولار، وستصدر الأرقام النهائية في تموز/يوليو العام 2016.
على صعيد مختلف، أعلنت شركة طيران الإمارات التابعة لدبي عزمها عن إطلاق أطول رحلة من دون توقف في العالم (17 ساعة و35 دقيقة) بين دبي وبنما في أمريكا الوسطى في شباط/فبراير 2016، من جانب اخر كثيرا ما نسمع عن حوادث الطائرات ومن هذه الحوادث تحطم طائرة خفيفة في جنوب اسبانيا بعدما فقد الطيار وعيه وحاولت زوجته ان تحطها في مطار اشبيلية لكن من دون جدوى، فيما ابتكار علماء مادة تمنع اندلاع الحرائق بعد حوادث الطائرات والشاحنات، وعلى الرغم مشكلات تتعلق بالحوادث وغلاء الوقود الذي غالبا ما ينعكس على ارتفاع التذاكر بصورة لافتة، ولكن في جميع الاحوال لم يعد الانسان والعالم اجمع بقادر على الاستغناء عن عالم الطيران المذهل.
أرباح قياسية لشركات الطيران
فيما قالت المنظمة الدولية للطيران المدني، التي تمثل نحو 1400 شركة خطوط جوية تجارية في العالم، إن زيادة عدد المسافرين بنسبة 6,4 في المئة مقارنة بالعام 2014، والتراجع في أسعار وقود الطائرات بنسبة 40 في المئة، ساهمتا في زيادة الأرباح، وبلغ عدد المسافرين في العام 2015، 3,5 مليارات مسافر.
وأشارت المنظمة أيضا إلى أن تزايد عدد الشركات ذات التكلفة المنخفضة في الاقتصادات الناشئة ساهمت في زيادة الأرباح الإجمالية، وبالنظر إلى العام 2016، توقعت المنظمة أن يؤدي مزيد من الانخفاض في أسعار النفط والتحسن في الاقتصاد العالمي "إلى استمرار الاتجاه التصاعدي لحركة المسافرين والأرباح".
من جهته قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إن تراجع أسعار النفط والطلب القوي على السفر سيعززان أرباح شركات الطيران مجددا في 2016، وقال إياتا الذي يمثل نحو 260 شركة طيران تسهم بنسبة 83 بالمئة من حركة النقل الجوي العالمية إن صافي الأرباح سيبلغ مستويات قياسية مرتفعة عند 36.3 مليار دولار في 2016 بعد 33 مليار دولار في 2015 وإن أكثر من نصف الأرباح سيأتي من ناقلات أمريكا الشمالية، وسبق أن توقع الاتحاد الذي يقع مقره في جنيف أن تبلغ الأرباح 29.3 مليار دولار في 2015. بحسب رويترز.
وقال توني تايلر المدير العام لإياتا للصحفيين في جنيف "إنه خبر طيب" لكنه أضاف أن أرباح القطاع ما زالت هشة وليست مستدامة، وازدهر الطلب على السفر في 2015 بفضل تحسن الاقتصادات وتراجع أسعار الوقود مما عزز الإنفاق لا سيما على الرحلات الترفيهية، وقال تايلر "علينا أن نستغل الظروف المواتية مادامت قائمة لكن من الخطأ أن نعتاد عليها".
من جهتها اعلنت مجموعة لوفتهانزا الالمانية للطيران انها نقلت عددا قياسيا من الركاب في 2015 رغم الاضرابات المتكررة للطيارين وطواقم الطيران في الخلافات الطويلة والمريرة، وجاء في بيان الشركة ان "خطوط طيران مجموعة لوفتهانزا نقلت 107,7 مليون راكب في 2015 وهو رقم قياسي جديد"، ويمثل ذلك زيادة بنسبة 1,6% عن عدد الركاب في العام الذي سبق، وتمتلك لوفتهانزا كذلك شركتي الطيران النمساوية والسويسرية اضافة الى خطوط جيرمانوينغز للسفر المنخفض التكلفة، التي تضررت بسبب تحطم احدى طائراتها في اذار/مارس والذي ادى الى مقتل جميع ركابها وعددهم 150 راكبا. بحسب فرانس برس.
وقالت لوفتهانزا انها قامت باكثر من مليون رحلة خلال العام الماضي بزيادة بنسبة 0,2%، وحققت اعلى نسبة اشغال للمقاعد بنسبة 80,4% اي بارتفاع بنسبة 0,3% عن العام 2014، وجاء في البيان ان "مجموعة لوفتهانزا استثمرت بشكل كبير في تحسين عروضها وخدماتها خلال السنوات القليلة الماضية"، وفي اطار ذلك تم ادخال 17 طائرة جديدة الى الخدمة العام الماضي. وسيتم دعم الاسطول ب251 طائرة اخرى خلال الاعوام العشرة المقبلة، وعانت الشركة من العديد من الاضطرابات للطيارين وافراد الطاقم خلال العام الماضي في خلافات متنوعة بشان الرواتب ومعاشات التقاعد، ما ادى الى تعطل عشرات الاف الركاب.
كما اعلنت شركة طيران الاتحاد، ومقرها ابو ظبي، زيادة عدد المسافرين على متن طائرتها بنسبة 17 بالمئة في عام 2015 مقارنة بالعام الذي سبق، ليبلغ 17,4 ملايين شخص، بحسب بيان اصدرته، واكدت الشركة في بيان انها "نقلت 17,4 ملايين راكب العام الماضي، بزيادة مهمة قدرها 17 بالمئة عن مستويات العام 2014"، مشيرة الى انها سيرت 97 الفا و400 رحلة، ونقل البيان عن رئيس الشركة جيمس هوغان ان "طيران الاتحاد" تبدأ سنة 2016 "بثقة كشركة طيران اكبر واكثر نشاطا. بحسب فرانس برس.
وستواصل دعم تطور ابو ظبي كمركز للنقل الجوي" في العالم، وتعد "طيران الاتحاد" ثاني اكبر شركة طيران اماراتية، بعد "طيران الامارات" ومقرها دبي التي سبق ان اعلنت نهاية العام الماضي ان 51 مليون شخصا سافروا على متنها في 2015، وبحسب البيان، يضم اسطول شركة "طيران الاتحاد" التي تأسست في العام 2003، 121 طائرة، بعدما ضمت اليها العام الماضي 11 طائرة "ايرباص" بينها اربع من طراز "آيه 380"، واربع طائرات "بوينغ 787-9 دريملاينر"، وتملك الشركة حصصا في شركات نقل جوي عدة، بينها "أليطاليا" الايطالية وشركات المانية وصربية وسويسرية.
ايرباص تتفوق على بوينغ
في سياق متصل اعلنت شركة ايرباص انها حصلت على نحو 1036 طلب شراء العام الماضي مقارنة مع 1456 في العام 2014، بينما ذكرت بوينغ ان عدد طلبات شراء طائراتها لم يتعد 768 طلبا، مقارنة مع 1432 طلبا في 2014، وسلمت ايرباص 635 طائرة العام الماضي وهو عدد قياسي، مقارنة مع 629 في 2014، بينما سلمت بوينغ 762 طائرة، وقالت ايرباص انها سلمت 491 طائرة من عائلة طائرات ايه320 خلال 2015. بحسب فرانس برس.
وصرح فابريس بريجييه رئيس ايرباص في بيان ان "هذا الاداء التجاري والصناعي يثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الطلب العالمي على طائراتنا لا يزال قويا"، وتتوقع الشركة ان ترفع عدد الطائرات التي ستسلمها خلال العام 2016 الى 650 طائرة، بحسب ما افاد بريجيه في مؤتمر صحافي، توظف شركة ايرباص ومقرها تولوز، 55 الف موظف وباعت حتى الان اكثر من 16300 طائرة لنحو 400 عميل.
طائرة ركاب صينية جديدة لمنافسة إيرباص وبوينغ
فقد كشفت الصين النقاب عن طائرة ركاب جديدة، هي الأولى التي تنتجها منذ عقود، في إطار جهود لمنافسة تحدي شركتي صناعة طائرات الركاب بوينغ وإيرباص، ونظمت الصين عرضا للطائرة الجديدة من طراز C919، التي تحتوي على 168 مقعدا ويمكنها التحليق لحوالي 3444 ميلا دون توقف، حضره أربعة آلاف ضيف، ولن تحلق الطائرة C919 في رحلات تجريبية قبل حلول عام 2016، إلا أن هذا الكشف سيكون له أثر كبير على الصناعة بأكملها، وقال لي شيانكسانغ، رئيس هيئة الطيران المدني الصينية، إن "أمة عظيمة لابد أن يكون لها طائرتها التجارية الخاصة بها"، وذلك في احدى حظائر الطائرات بمطار بودونغ الدولي في شنغهاي.
وأضاف أن "صناعة النقل الجوي الصينية لا يمكنها الاعتماد بالكامل على الاستيراد"، وقالت مؤسسة الصين لصناعة الطائرات التجارية، المصنعة لطائرة الركاب C919، إنها تلقت طلبات لتسليم 517 طائرة من 21 عميلا، معظمها شركات صينية، لكن هناك بعض الطلبات من شركة جي إي كابيتال أفييشن للخدمات.
وواجهت عملية تطوير الطائرة بعض العراقيل التي أخرتها حتى إنتاج أول طائرة من هذا الطراز منذ انطلاق المشروع في 2008، وحال الانتهاء من رحلات الطيران التجريبية في الموعد المحدد، من المقرر أن تدخل الطائرة C919 الخدمة التجارية في 2019.
ظهرت طموحات الصين في بناء طائراتها المدنية منذ السبعينيات من القرن العشرين عندما دعمت جيانغ تشينغ، زوجة الزعيم الصيني الراحل ماو زيدونغ، شخصيا ذلك المشروع.
ولكن مشروع الطائرة Y-10 الذي أفرز طائرة ثقيلة الوزن غير عملية على الإطلاق، ما دفع المشروع إلى إنتاج ثلاث نماذج فقط من هذا الطراز.
إطلاق أطول رحلة في العالم
من جهة أخرى تعتزم شركة طيران الإمارات التابعة لدبي إطلاق أطول رحلة من دون توقف في العالم، وذلك بعد أن أعلنت الخميس عن إطلاقها في شباط/فبراير المقبل أول خط لها إلى مدينة بنما في أمريكا الوسطى، وبحسب بيان للشركة، فإن الرحلة التي ستنظم يوميا بين دبي وبنما اعتبارا من الأول من شباط/فبراير، ستستغرق 17 ساعة و35 دقيقة.
وأكدت الشركة أن "الخدمة الجديدة ستكون أطول رحلة من دون توقف في العالم"، وستتم باستخدام طائرة بوينغ 777 - 200 إل آر، وهي طائرة متخصصة في الرحلات طويلة، وستكون الخدمة إلى بنما أول خدمة للشركة الإماراتية إلى أمريكا الوسطى، ومن أطول الرحلات المباشرة حاليا في العالم، الخط بين دالاس الأمريكية وسيدني الأسترالية، (16 ساعة و55 دقيقة) وبين جوهانسبرغ الجنوب أفريقية وأتلانتا الأمريكية (16 ساعة و40 دقيقة) إضافة إلى الرحلة بين دبي ولوس أنجلس الأمريكية (16 ساعة و35 دقيقة).
لكن الرحلة بين دبي وبنما ستكون أطول رحلة تجارية مباشرة في تاريخ الطيران المدني، إذ أوقفت الخطوط السنغافورية في 2013 رحلة بين سنغافورة ونيوارك (نيو جيرزي بالقرب من نيويورك) مدتها 18 ساعة و50 دقيقية، كما أوقفت في السنة نفسها خطا بين سنغافورة ولوس أنجلس مدتها 18 ساعة وخمس دقائق.
وتملك طيران الإمارات التي ساهمت مع طيران الاتحاد التابعة لأبوظبي ومع الخطوط الجوية القطرية في تحويل منطقة الخليج الى مركز عالمي رئيسي للطيران، أسطولا من 235 طائرة وتسير رحلات إلى 147 وجهة في مختلف القارات، وتنتظر الشركة تسليم 274 طائرة جديدة طلبت شراءها من عملاقي صناعة الطيران الأمريكي بوينغ والأوروبي إيرباص، وهي طلبيات تبلغ قيمتها 135 مليار دولار، وتتوقع الشركة أن يتضاعف حجمها في حلول العام 2020، وهي السنة التي ستستضيف فيها دبي المعرض الدولي "إكسبو 2020".
وتخوض شركة طيران الإمارات إلى جانب طيران الاتحاد والخطوط القطرية، مواجهة محتدمة مع شركات الطيران الأمريكية الكبرى، وتخوض ثلاث شركات أمريكية (دلتا وأمريكان إيرلاينز ويونايتد) حملة في واشنطن لدفع الحكومة باتجاه إعادة النظر في سياسة الأجواء المفتوحة التي تستفيد منها شركات الطيران الخليجية الكبرى، إذ تتهم نظيراتها في الخليج بأنها حصلت على دعم مالي من حكوماتها بأكثر من 40 مليار دولار خلال السنوات الماضية.
اغمي على الطيار... فتحطمت الطائرة قرب اشبيلية
من جانب اخر، تحطمت طائرة خفيفة في جنوب اسبانيا بعدما فقد الطيار وعيه وحاولت زوجته ان تحطها في مطار اشبيلية لكن من دون جدوى، وقد توفي الطيار من دون ان يعرف في اي مرحلة تحديدا، وقال ناطق باسم فرق الطوارئ "لقد توفي ربما قبل الحادث خلال الرحلة"، وقد اصيبت الزوجة بجروح وهي تعاني حروقا ورضوضا مختلفة، واوضح الناطق ان "المرأة تولت القيادة لكنها لم تكن تحسن قيادة طائرة وقد اتبعت تعليمات برج المراقبة في محاولة للسيطرة على الطائرة لتحط في المطار"، الا ان الطائرة الخفيفة جدا تحطمت على بعد ثلاثة كيلومترات من مدرج المطار الذي اضطر الى الاغلاق على مدى ساعتين على ما ذكرت هيئة المطارات الاسبانية. وقد مر عبر هذا المطار 3,9 ملايين مسافر العام الماضي. بحسب فرانس برس.
وقد حولت عدة رحلات كانت متوجهة الى عاصمة منطقة الاندلس، الى مطار مدينة خيريث دي لا فرونتيرا الجنوبية، وكانت الطائرة الخفيفة اقلعت من تريبوخينا وكان يفترض ان تحط في كوريا ديل ريو وهما منطقتان واقعتان جنوب اشبيلية.
ابتكار مادة تمنع اندلاع الحرائق بعد حوادث الطائرات
حتى يتسنى للعلماء الحد من وقوع الانفجارات الخطيرة في أعقاب حوادث الطائرات والشاحنات فقد ابتكروا مادة يمكن اضافتها للوقود لمنع تكون سحب ضبابية دقيقة قد تصبح كرة لهب قاتلة عقب هذه الحوادث، قال الباحثون إنهم قاموا بتخليق (بوليمر) يمكنه أن يمنع تكون السحب الضبابية في الوقود بعد الحوادث من خلال جعل قطرات الوقود تسقط مثل المطر بدلا من ان تظل عالقة في الهواء، وأضافوا قولهم إنه لكونها مادة تضاف إلى الوقود فانها لا تقلل من طاقة المحرك أو كفاءته لكنها تمنع تكون مادة السناج.
والبوليمر مركب كيميائي مكون من سلسلة كبيرة من الجزيئات ذو وزن جزيئي مرتفع مكون من وحدات جزيئية متكررة قد تكون عضوية أو غير عضوية أو عضوية معدنية وقد تكون طبيعية كالمطاط أو صناعية كاللدائن والراتنجات.
وتركز الدراسة على الديزل والوقود المستخدم في الطائرات وليس البنزين المستخدم في السيارات والذي يمثل مادة قابلة للانفجار. وقالت جوليا كورنفيلد استاذة الهندسة الكيميائية بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا التي أوردت الدراسة التي نشرتها دورية (ساينس) إنها تعتزم تجربة هذه المادة عند اضافتها للبنزين. بحسب رويترز.
وقالت كورنفيلد إن الشاحنات الكبيرة التي تعمل بوقود الديزل تستخدم خزانات تتسع لنحو 380 لترا أي ما يمثل الطاقة الناجمة عن انفجار أكثر من ثلاثة أطنان من مادة تي ان تي شديدة الانفجار كما ان خزانات الطائرات تتسع لنحو 190 ألف لتر من الوقود بطاقة تتجاوز انفجار 1600 طن من مادة تي ان تي، وعند وقوع حوادث التحطم أو التصادم يتحول الوقود إلى سحابات ضبابية دقيقة تتحول إلى كرة ضخمة من اللهب.
وقالت كورنفيلد مستشهدة بحادث طائرة اسبانية وقع عام 2008 في مدريد حادت خلاله الطائرة عن مدرج الهبوط ونجا 18 شخصا فقط من بين 172 راكبا عقب انفجار خزان الوقود، وأضافت انه على الطرق فإن التحكم في هذه السحب الضبابية قد يقلل من الوفيات الناجمة عن حوادث التصادم بين الشاحنات والحافلات التي تنجم عنها كرات لهب مثل تلك التي حدثت قرب أورلاند في كاليفورنيا عام 2014 ما أودى بحياة عشرة أشخاص.
وقالت إنه ليس من الضروري منع السحب الضبابية تماما ولكن يكفي تحويل توزيع حجم القطرات من بضعة ميكرونات -الذي يعادل حجم خلية الدم- الى 50 ميكرونا أي ما يعادل نصف قطر شعرة الانسان، والميكرون وحدة لقياس الأطوال تعادل جزءا من مليون جزء من المتر، وقالت كورنفيلد إن هذه المادة ستصبح متاحة في الأسواق في وقود الديزل في غضون عامين وإنها ستضيف نحو ست سنتات الى سعر الجالون من الوقود.
اضف تعليق