تعد صناعة المناجم وتحديد اماكنها واستخراج الثروات من خلالها بالنسبة للدول الصناعية امرا حيويا على الصعيد الاقتصادي والاستثماري، وبحسب الاحصائيات العالمية ينتج ما قيمته ثمانية مليارات دولار من مناجم الألماس سنويا في العالم ويتم الحصول على الألماس من دول تشهد حروبا أهلية بالإضافة إلى معاناة من الفقر والبطالة وأفريقيا مثال على ذلك.
لذا يعتبر العمل في صناعة المناجم من الأعمال ذات الانتشار الواسع على المستوى العالمي، وينظر لهذه الصناعة على أنها تستخدم تكنولوجيات ذات كلفة عالية تسيطر عليها شركات كبرى، ولكن الملايين في دول العالم الثالث وخاصة في أفريقيا يعملون بأعمال صغيرة الحجم يقوم بها أفراد بالعمل لمصلحة أنفسهم أو في مجموعات أسرية أو أعمال استثمارية أو جمعيات تعاونية، في الآونة الاخيرة حققت عقود من استغلال المناجم ثروات طائلة لجوهانسبورغ لكنها اساءت كثيرا الى الطبيعة فيها الى حد جعل بعض الباحثين يصفونها بـ "تشرنوبيل" جنوب افريقيا، وهي الان مثال للدول المنجمية الافريقية الجديدة لتجنب تكرار الاخطاء نفسها، ومن الاسباب الاساسية الباعثة على القلق هي المياه الملوثة بالمعادن الثقيلة والعناصر المشعة، والتي تلقيها مناجم الذهب القديمة.
بحسب المختصين تعد المناجم من الأعمال كثيفة العمالة التي توفر الكثير من فرص العمل للرجال والنساء في مناطق الريف، ويجذب الذهب الناس حيث يندفع البعض لركوب المخاطر وعبور المحيطات والبحار بحثا عنه ويتم استخراج ثلاثين طنا من هذا المعدن النفيس من صخور مسمومة.
إذ تواجه المناجم الصغيرة الحجم معوقات منها ذهاب الدعم الفني والاقتصادي للحكومات ووكالات المعونة الدولية إلى أعمال المناجم كبيرة الحجم وعدم توفر تكنولوجيا تناسب هذا الحجم من العمل وافتقار عاملين في هذا المجال لمعلومات لازمة في الجيولوجيا والبيئة والقانون والتسويق، ومن المعوقات أمام هذه المناجم حاجة العاملين فيها إلى التدريب لقلة مهاراتهم مما يعرضهم للمخاطر بالإضافة إلى خطورة ظروف العمل في المناجم بيئيا وصحيا.
من جانب آخر، يتعرض عمال المناجم الى انتهاكات حقوقية ومخاطر صحية كما هو الحال مع عمال منجم في سان أنطونيو الكولومبي يعرضون حياتهم للخطر لاستخراج الذهب منه، في سياق متصل تجهد مجموعات المناجم لضمان استمراريتها بعد عام قاس شهد تدهور الاسعار فيما يتوقع المحللون ان تستمر المصاعب خلال سنة 2016 مع ترقب عمليات اغلاق واقتطاعات كبيرة في النفقات، وحمل هذا الوضع شركات المناجم على الاقتراض بكثافة واستثمار مليارات الدولارات لزيادة انتاجها غير ان المحللين يرون انها بالغت في توقعاتها لنمو الطلب، ويرى المحللون انه من غير المتوقع ان ينتعش الطلب ما يحتم ان يتم تصحيح الاسواق من خلال العرض، وحيال هذا الوضع، ومع تراجع مداخيلها وسيولتها، عملت مجموعات المناجم على ابطاء عملياتها، ومن المتوقع بالتالي تسارع عمليات الاغلاق خلال العام 2016.
تدهور مجموعات المناجم
يسجل اقبال الصين بنهم على المواد الاولية تراجعا في وقت تسعى القوة الاقتصادية الثانية في العالم للانتقال الى نموذج يقوم على الصناعة الثقيلة وتحقيق نمو عماده الخدمات وفي طليعتها استهلاك الاسر، وفي موازاة ذلك قامت المجموعات الكبرى في قطاع المناجم باغراق السوق رغم تراجعه، فيما يتهمها منتقدوها بالسعي للحفاظ على حصتها في الاسواق وطرد منافسيها الاصغر حجما، ما ساهم اكثر في تدني الاسعار، وتراجع سعر طن خام الحديد الى ما دون 40 دولارا في مطلع كانون الاول/ديسمبر مسجلا ادنى مستوياته منذ ايار/مايو 2009.
كما تراجع سعر الفحم الحراري بنسبة 80 بالمئة عن الذروة التي بلغها عام 2008 فيما تواصل اسعار النفط انهيارها، وكان وقع تدني الاسعار كارثيا على الشركات الاقل متانة التي واجهت مصاعب مالية خانقة بسبب كلفة انتاجها الاكثر ارتفاعا من سواها على الصعيد الهيكلي. كما انه حرم العديد من الحكومات من بينها الحكومة الاسترالية من مليارات الدولارات من العائدات. بحسب فرانس برس.
وستضطر شركة عملاقة مثل شركة انغلو-اميريكان البريطانية الى خفض العاملين فيها بنسبة الثلثين واغلاق مناجم غير مربحة. وشددت شركة غلينكور السويسرية تدابير التقشف من خلال الحد من استثماراتها والتخلي عن اصول، وقال اندرو دريسكول المحلل لدى مجموعة "كريدي ليوني سيكيوريتيز ايجيا" للاستثمارات لوكالة فرانس برس "يكفي فقط ان ننظر في سعر اي سهم لنرى انه عام رهيب بالنسبة للمواد الاولية وشركات المناجم".
وسجل سهم مجموعة "بي اتش بي بيليتون" البريطانية الاسترالية احدى اكبر المجموعات في العالم، تراجعا في سيدني زاد عن 40 بالمئة خلال العام 2015، فيما خسر سهم منافستها مجموعة "ريو تينتو" 26 بالمئة من قيمته.
وقال المدير العام لـ"ريو تينتو" سام والش متحدثا لتلفزيون "بلومبرغ" ان منافسيه في وضع سيء الى حد "بالكاد يستطيعون الاستمرار" محذرا من انه "سيتوجب القيام بتصحيحات عاجلا ام اجلا"، وتاتي هذه الانتكاسات بعد عقد من الازدهار بالنسبة الى مجموعات المناجم، كان قوامه النمو الاقتصادي في الصين واستثماراتها الكثيفة وكذلك في الاقتصادات الناشئة الاخرى المستهلكة النهمة للمواد الاولية. وسجلت الاسعار خلال هذا العقد تراجعا متواصلا الى مستويات قياسية، وقال دانيال مورغان المحلل لدى "يو بي اس" ان هذه الشركات "بالغت في زيادة قدراتها في مواجهة هذا الطلب الجديد المعتدل، في وقت يسجل فائض لكل من المواد الاولية"، واضاف "لا شك انها من السنوات الاكثر صعوبة بالنسبة الى صناعة المعادن منذ فترة طويلة" مشبها الوضع الحالي بالظروف التي تلت الازمة المالية الدولية في 2007-2008، والازمة المالية الاسيوية عام 1997، وحتى سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وتتوقع مجموعة غولدمان ساكس ان يشهد قطاع الحديد "جمودا لفترة طويلة" مع ترقب بقاء الاسعار دون 40 دولارا طوال ثلاث سنوات، ورات وكالة الطاقة الدولية مؤخرا ان "الزمن الذهبي للفحم في الصين انقضى على ما يبدو" معتبرة ان هذا المستهلك الاول في العالم للفحم الذي يؤمن له 70 بالمئة من حاجاته لتوليد الكهرباء، يدفع ثمن هذا العتماد الكثيف فيعاني من تلوث جوي مزمن، وسددت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) مؤخرا ضربة قاسية جديدة لاسعار النفط باتخاذها قرارا بعدم خفض مستوى انتاجها رغم تراجع قطاع الطاقة، وقال المحلل لدى شركة "بريكاواي ريسيرتش" مارك غوردن لفرانس برس ان "الازدهار الكبير كان بين 2005 و2011. اما الان، فهو انهيار ما بعد الفورة".
وقال اندرو دريسكول لفرانس برس "من المتوقع ان نشهد شكلا من التحسن خلال النصف الثاني من السنة مع تراجع العرض، وان تصحح الاسواق توازنها وان تعود الاسعار الى الارتفاع"، وراى ان ثمة "بصيص ضئيل في طرف النفق، لكن بالنسبة الى المنتجين الذين يواجهون كلفة انتاج مرتفعة، فان الوضع سيبقى في غاية الصعوية ان كانت اعباء الديون شديدة عليهم".
مناجم الذهب تجلب العمل والرزق والعنف والموت ايضا
ينقب سكان قرية كاريساليو في جنوب المكسيك في محيط مناجم الذهب عما يكسبون به رزقهم، لكن بعضهم يملأ حقيبته بالذهب فعلا والبعض الآخر يقع على ذراع او عظمة او اصبع او غيرها من الرفات البشري المدفون سرا قد يكون اصحابها قضوا في جرائم، فيما كان سكان من القرية يبحثون عن الذهب في الارض، وقعوا على خامس قبر سري وثامن جثة يعثرون عليها منذ آخر تشرين الاول/اكتوبر، ما عزز لديهم الشعور بعدم الامان، وقلقهم من اجتذاب مناجم الذهب لعنف العصابات المسلحة.
ويقول ريكادرو لوبيس البالغ من العمر 59 عاما والذي يدير تعاونية محلية لادارة الاراضي لوكالة فرانس برس "حيث يوجد العسل يوجد النحل"، تشرف على هذا المنجم شركة غولدكورب الكندية، وهو يظهر للعيان من قرية كاريساليو البالغ عدد سكانها الف نسمة، افتتح هذا المنجم في العام 2007، ويعمل فيه 2600 شخص من القرى المجاورة، وبلغ انتاجه في العام الماضي 250 الف اونصة من الذهب.
واذا كان السكان يعربون عن سعادتهم لوجود هذا المنجم الذي وفر لهم فرص عمل، الا انهم يعربون ايضا عن قلقهم من عودة اعمال الخطف والقتل والابتزاز الى المنطقة، وعانى لوبيس نفسه من اجرام العصابات، فقد خسر ابنه المسؤول في نقابات عمال المناجم في آب/اغسطس الماضي، حين ارداه مسلحون على باب المنجم بعد انتهاء عمله. بحسب فرانس برس.
ومنذ ذلك الحين، طلب لوبيس من شركة غولدكورب تمويل حماية العمال من عنف العصابات ومرافقتهم الى منازلهم، ومع ان الشركة الكندية رفضت ذلك، الا ان مراسلي وكالة فرانس برس شاهدوا عناصر من الشرطة يرافقون قافلة منطلقة من المنجم وصولا الى مساكن تحظى بحماية مشددة مخصصة للمهندسين، يقول ميشال هارفي مدير الشؤون الامنية في غولدكورب لوكالة فرانس برس "نواصل تشجيع السلطات المكسيكية على فعل ما في وسعها للتصدي للعنف"، على بعد ساعتين من المنجم، يعاني السكان في نويفو بالساس من تصاعد اعمال العنف لديهم منذ حطت شركة الاستثمار المنجمي الكندية توريكس في منطقتهم للتنقيب عن الذهب، وقبل عامين، شكل السكان ميليشيا محلية للدفاع الذاتي تتصدى لعصابة المخدرات لافاميليا ميتشواكانا، وفي ايلول/سبتمبر، وقعت شركة توريكس اتفاقا مع السلطات المحلية لتمويل تعزيز وجود عناصر الامن في القرى المجاورة، وفي اذار/مارس، خطف ثلاثة عمال مناجم وقتلوا في المنطقة نفسها، في حزيران/يونيو من العام 2014، اقتحم مسلحون من عصابة غيريروس اونيدوس قرية كاريساليو وقرعوا اجراس الكنائس فيها لاعلام السكان بانهم "سيطهرون" القرية من عناصر عصابة لوس روخوس المنافسة، على ما يروي رئيس بلدية القرية نلسون فيغويروا، واسفر ذلك اليوم عن مقتل ستة اشخاص.
واجبر المسلحون عمال المناجم على شراء الطعام والوقود وبطاقات الشحن الهاتفية لهم، وقد اضطر بعض العمال الى انفاق نصف مداخيلهم تلبية لطلبات المسلحين، واضافة الى كل ذلك، منع المسلحون سكان القرية من مغادرتها الا بعد الحصول على اذن مسبق، ويتحدث خوان البالغ من العمر 27 عاما عن تلك المرحلة طالبا عدم الكشف عن هويته كاملة "كانت القرية كلها مخطوفة"، وفي احد ايام اذار/مارس، اطلق مسلحون النار على بيت رئيس البلدية، وفي اليوم نفسه خطفت سيدتان وشاب من القرية، ومنذ ذلك اليوم سد رئيس البلدية نوافذ بيته بالاسمنت، في الثامن والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر، حاول عناصر من الشرطة الفدرالية توقيف مدير التعاونية، لكن عشرات السكان تجمعوا لمنعهم من ذلك.
وبحسب مسؤول في الهيئة الوطنية للامن، فان هذا الحادث موضع تحقيق لمعرفة ما ان كان عناصر الشرطة هؤلاء حاولوا تنفيذ تلك العملية بايعاز من عصابة غيريروس اونيدوس كما يقول البعض، وتقع قريتا كاريساليو ونويفو بالساس على مقربة من مدينة ايغوالا التي خطف منها 43 تلميذا في ايلول/سبتمبر 2014 على يد عناصر من الشرطة المحلية وسلموا بعد ذلك الى عصابة غيريروس اونيدوس التي اعدمتهم على ما يبدو، وفي ظل هذا الواقع، يأمل السكان بان تنتشر قوات من الجيش في مناطقهم لتأمين حمايتها من العصابات ومن عناصر الشرطة المتواطئين معها، ويقول فيغويروا "نعيش في منازل لا نوافذ لها، وابوابها من الفولاذ، نحن نعيش في ما يشبه الحرب".
عمال منجم سان أنطونيو الكولومبي
كل يوم يعرض هرنان بينيدا حياته للخطر في منطقة سان أنطونيو شمال غرب كولومبيا لاستخراج الذهب من المناجم غير الشرعية التي تشكل آفة فعلية في هذا البلد الاميركي-اللاتيني، وقد أمضى هذا الأربعيني 27 عاما وهو يعمل في المناجم غير الشرعية. وقد أتى قبل 11 شهرا إلى منطقة سان أنطونيو بناء على نصيحة صديق له. وهو يشرف على مجموعة مؤلفة من 20 عاملا منجميا ويطلق عمليات التفجير في المنجم.
ويشرح العامل الذي يشتري بنفسه المواد المتفجرة "كنت في البداية أتلقى عمولات وسارت الأمور على خير ما يرام، فاشتريت بالأموال التي جنيتها مثقابا وحصصا في منجم"، وقد بدأت طفرة الذهب هذه منذ سنتين في سان أنطونيو التي تهافت إليها المئات من عمال المناجم، بينهم نساء وأطفال أتوا من أنحاء المنطقة جميعها على أمل جني الأموال. بحسب فرانس برس.
ويعيش الكثيرون منهم في مخيمات بسيطة بلاستيكية أو خشبية وهم مستعدون لتكبد هذا العناء إذ أن راتبهم اليومي قد يصل في بعض الايام إلى 500 ألف بيزوس (حوالى 265 دولارا)، ما يوازي 30 إلى 40 % من قيمة الذهب الذي يستخرجونه، ويؤكد بينيدا أن راتبه الشهري قد يصل أحيانا في سان أنطونيو إلى 25 مليون بيزوس (حوالى 13 ألف دولار)، مع العلم أن معدل الراتب الشهري في كولومبيا يساوي 300 دولار. ويضيف أن العمل في هذا المنجم ليس شاقا بقدر مما هو في المناجم الأخرى، فهو يستأجر شقة على بعد 30 كيلومترا من المنجم ويقصد كل أسبوع مدينة ميديين ثاني المدن في البلد ليزور شريكته، وفي حال قرر البقاء في سان أنطونيو، فيمكنه أن يرتاد الملاهي الليلية ويقصد صالونات الحلاقة ومتاجر بيع الهواتف الذكية وبالطبع متاجر بيع الذهب.
ويشرح هرنان بينيدا "الحال عينها في جميع المناجم غير الشرعية، والنصيب الأوفر هو لمن يستخرج أكبر كمية من الذهب. ولاستخراج الذهب بكثرة وبسرعة، ينبغي أن تعم الفوضى. وكل عامل يخشى أن يطرد ويقصد المناجم عددا متزايدا من العمال وبات العمل فيها جد خطير"، كما أن المنطقة معرضة للزلازل، ما يزيد من خطر الحوادث الفتاكة في المنجم، ويوضح سيزار هرناندز مدير الخدمة المحلية لإدارة المخاطر لوكالة فرانس برس أن "هذه المنطقة تشهد نشاطا زلزاليا كبيرا وهي تقع على تصدعات جيولوجية. وكلما اقتربنا من الجبل، ازداد خطر الانهيارات الأرضية"، ويتابع قائلا إن "المخيمات في سان انطونيو قد أرسيت في محيط الجبل وهي تفتقر إلى أنظمة صرف صحية، ما يحدث ضغوطات على الأراضي".
وجاء في تقرير صدر اخيرا عن وزارة المناجم في كولومبيا أن 86 شخصا لقوا حتفهم و39 شخصا آخر أصيبوا بجروح في حوادث وقعت في المناجم بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو من العام 2012. ولا تمتلك نصف المناجم في كولومبيا (56% منها) رخص استثمار، وهرنان بينيدا مصاب بمرض رئوي وهو يقر بأنه شهد حوادث عدة في المناجم غير الشرعية وبات الكثير من زملائه "عميانا أو مبتوري الأعضاء ... أو حتى في عداد الموتى"، وهو يفكر في التقاعد لكن ليس الآن، إذ أن الرغبة في جني مزيد من الأموال من الذهب لا تزال كبيرة.
انهيار منجم للفحم في شمال افغانستان
اوقع انهيار منجم فحم في ولاية سامانغان في شمال افغانستان السبت 28 قتيلا على الاقل فيما انتهت اعمال البحث للعثور على ناجين محتملين، كما اعلن مسؤولون محليون، وقال المتحدث باسم الحكومة المحلية محمد صديق عزيزي لوكالة فرانس برس "تم العثور على 24 جثة، موضحا ان اربعة عمال لا يزالون تحت الانقاض وقد اعتبروا "متوفين"، ووقع الحادث في منجم للفحم في اقليم روي داب بولاية سمانغان، واضاف المتحدث ان "انفجارا وقع فيما كان العمال يعملون. لقد انهار المنجم بالكامل عليهم".
ولفت الى ان نحو مئة عامل نقلوا الى المستشفى لوقت قصير بعد اصابتهم بتسمم جراء تنقشهم غازا تسبب به الحادث، من جهته، قال مصدق الله مظفري مساعد قائد الشرطة المحلية انه خلال عمليات البحث بين الانقاض "اصيب اربعة من افراد فرق الانقاذ بجروح بالغة"، واثر تبلغه الحادث، اعرب الرئيس الافغاني حميد كرزاي عن "حزنه" طالبا من ادارته "اتخاذ التدابير الضرورية لتجنب تكرار حوادث مماثلة"، وفق بيان للقصر الرئاسي، وتفتقر المناجم في افغانستان الى معدات حديثة وتعاني مشاكل في التهوئة جراء الامكانات المالية المحدودة.
وتعتبر افغانستان من الدول الافقر في العالم، لكن دراسة اميركية اجريت العام 2006 اظهرت ان باطنها يحوي معادن وخصوصا النحاس والحديد وتقدر قيمة هذه الثروات بالف مليار دولار، لكن استغلال هذه الثروات يتطلب استثمارات كبيرة وخصوصا على صعيد الامن والبنى التحتية. وقد تاخر البرلمان الافغاني في تبني مشروع قانون يهدف الى تحديث هذا القطاع، والتنمية الاقتصادية في افغانستان حيوية لاستقرار البلاد التي لا تزال تشهد تمردا لطالبان، وينشط هؤلاء خصوصا في جنوب وشرق البلاد ويخوضون تمردا ضد القوات الحكومية والدولية منذ الاطاحة بنظامهم العام 2001.
انهيار ارضي في احد مناجم في بورما
الى ذلك قررت فرق الانقاذ وقف عمليات البحث عن عمال يخشى ان يكونوا فقدوا بعد انزلاق للتربة في منجم لاحجار احجار اليشب الكريمة (الجاد)، بحسب ما اعلنت الشرطة بعد ان لم يتم العثور على اي جثث او ناجين، وانزلق جدار من الحجارة والوحول والركام على سفح تلة الجمعة في هباكانت في ولاية كاشين المنطقة التي تشهد نزاعا.
ووقع الحادث قبيل الفجر في منطقة هباكانت عندما انهار جبل من الردم فوق عشرات الاكواخ الهشة التي كان ينام فيها بورميون فقراء يعتاشون من البحث عن حجارة اليشم، وقال شرطي في هباكانت لوكالة فرانس برس ان "ثلاثة رجال مفقودون (...) ولا نعرف ما اذا كانوا طمروا". واضاف "لم نعثر على اي جثة، ووقع الحادث بينما كان معظم العمال قد انهوا اعمالهم، وكان اكثر من مئة شخص لقوا حتفهم في هذه المنطقة النائية القريبة من الحدود مع الصين في انهيار ارضي هائل في منجم للجاد في شمال البلاد ايضا، تحقق بورما المنتج الاول للشيب في العالم ارباحا كبيرة من وجود هذا الحجر الثمين في طبقات منطقة المناجم. وهو معروف بنوعيته الجيدة في هذا البلد، لكن ظروف استخراجه سيئة جدا ولا تأخذ في الاعتبار محيط وسلامة عمال يقومون بعمليات تنقيب غير قانونية تغض الشركات المنجمية الكبرى والسلطات النظر عنها، ويتدفق العمال البورميون الفقراء بالآلاف على هذه المنطقة المحاذية للصين ويعيشون في مخيمات عشوائية لمحاولة العثور على قطع من اليشم اهملتها الحفارات وتركت في جبال من الركام بالقرب من المناجم.
اضف تعليق