الواقع الزراعي في العديد من دول العالم، لا يزال يشكل مصدر قلق كبير لدى الكثير من الخبراء والباحثين، بسبب تفاقم المشكلات والمخاطر المختلفة، ومنها النمو السكاني المتزايد والمشكلات المناخية وغيرها من الاسباب الاخرى، التي اثرت على القطاع الزراعي وهو ما سينعكس سلبا على زيادة الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي كما يقول بعض الخبراء في هذا المجال، والذين اكدوا على ان العالم اليوم يواجه تحدي كبير في هذا الجانب وهو ما دفع بعض الدول والحكومات الى اعتماد خطط واجراءات جديدة وفاعلة في سبيل التغلب على هذه المشكلات ومنها تطورت أساليب الإنتاج واعتماد التقنيات الحديثة وغيرها من الامور الاخرى، هذا بالإضافة الى انتاج المحاصيل المعدلة وراثيا والتي لا تزال محط جدل ونقاش بسبب اعتراض النقاد وكما تشير المصادر ولعدة أسباب، بما في ذلك ادراك امان الأنسجة، المخاوف البيئية، والاهتمامات الاقتصادية. يختلف الغذاء المعدل وراثيا عن الغذاء الطبيعي في إضافة جينات من أنواع أخرى من النباتات والحيوانات أو البكتيريا. هذه العملية غالبا ما تتم عن طريق اقحام الجينات، مما يؤدي إلى تغيير في الخصائص الوراثية. تؤدي تقنية الجينات المعدلة جينيا على زيادة قدرة النباتات على تحمل البرد مثلا أو زيادة مقاومتها للمبيدات الحشرية أو بجعلها تفرز سموما خاصة لمواجهة الحشرات.
تشديد الرقابة
وفي هذا الشأن تعتزم الصين تشديد الرقابة على المحاصيل المعدلة وراثيا بسبب تصاعد القلق الجماهيري بشأن مدى قدرة حكومة البلاد على استبعاد هذه الحاصلات المحظورة من السلسلة الغذائية. وتؤيد بكين تكنولوجيا المحاصيل المحورة وراثيا التي ترى انها مهمة في مستقبل الأمن الغذائي بالبلاد لكن منتقدي هذه التقنية يقولون إنها قد تشكل مخاطر صحية وانه في حين تسمح بكين بواردات من المحاصيل المهندسة وراثيا لكنها لم تسمح بعد بزراعتها داخل البلاد.
وقال هوانج دافانج الاستاذ بمعهد بحوث التكنولوجيا الحيوية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية إن التعديلات المقررة على لوائح تنظيم ادارة الامان بالبلاد لا تتضمن تعديل السياسة الخاصة بالحاصلات المعدلة وراثيا لكنها ستضاعف من الرقابة على منتجات التكنولوجيا الحيوية الجاري تصنيعها. وتؤكد التعديلات التي نشرتها وزارة الزراعة الصينية على موقعها الالكتروني على المسؤولية الأساسية التي تقع على عاتق معاهد البحوث بشأن ضمان انتاج الحاصلات المعدلة وفقا للوائح الأمان.
كما انها تلزم المؤسسات التي تجري البحوث والاختبارات على الحاصلات المحورة وراثيا ان توثق بصورة جلية كل اجراء يتم كما ان من واجبات مسؤولي وزارة الزراعة على مستوى المقاطعات والبلدات ضرورة تشديد الرقابة على التجارب الخاصة بهذه المحاصيل. وقامت الوزارة العام الماضي بحملة اعلامية لاطلاع الجمهور على الحقائق العلمية الخاصة بالهندسة الوراثية بعد موجة من التقارير السلبية حول هذه التقنيات.
الا ان المشاعر المناهضة لهذه التقنيات لا تزال قائمة بعد ان أقام افراد من عامة الشعب دعاوى قضائية يشكون فيها من انعدام الشفافية بشأن الموافقة على هذه التقنية والمنتجات المتعلقة بها الامر الذي يبرز انعدام قدرة الحكومة على ان تكفل انتاج اطعمة آمنة. وانفقت الصين مليارات من عملتها اليوان في استنباط بذور محورة وراثيا لكنها لم تجرؤ بعد على السماح بزراعة اصناف معدلة وراثيا من المحاصيل الغذائية وتلك الخاصة بعلف الحيوان متعللة بمخاوف المستهلكين بشأن سلامة هذه المنتجات. وقال مسؤولون إن البلاد ستواصل النهوض بأبحاث المحاصيل المعدلة وراثيا فيما ستستمر في فرض قيود صارمة على سلامة هذه التقنيات الأمر الذي يبرز نهج بكين الحذر في مجال التكنولوجيا الحيوية.
على صعيد متصل أرسلت عشرات من الشركات وجماعات حماية المستهلك توصيات الى وزارة الزراعة الامريكية طالبة تشديد اللوائح الخاصة بالمحاصيل المعدلة وراثيا فيما وصفت المنظومة الحالية بالفشل. وقالت وزارة الزراعة إنها تفكر في اجراء تعديلات على طريقة مراقبة الحاصلات المحورة وراثيا وحددت فترة يدلى خلالها الجمهور بآرائه.
وكانت الوزارة قد اقترحت في 2008 سن لوائح صارمة ردا على مراجعة حكومية توصلت لوجود ثغرات في عمليات الرقابة وصدور احكام قضائية وبعد حوادث تلوث رئيسية متعلقة بالمحاصيل المعدلة وراثيا استدعت سحب منتجات غذائية ووقف التجارة في بعضها. ولم تنته الوزارة بعد من النظر في هذه المقترحات وسحبتها في مطلع العام الجاري. وقالت الجماعات في توصياتها إنه يتعين على الحكومة بذل مزيد من الجهد كي تحمي بصورة ملائمة "البيئة والاقتصاد والمزارعين والمستهلكين والصحة العامة".
وبوسع هيئة التفتيش على صحة الحيوان والنبات التابعة لوزارة الزراعة ان تمنح حاليا شهادة جديدة خاصة بالمحاصيل المهندسة وراثيا إذا اثبت المنتجون ان الفحوص اكدت ان الحاصلات الجديدة لا تمثل اي مخاطر على الصحة. لكن هذه الجماعات طالبت الوزارة بتوسيع نطاق عملها ليشمل تقييم سلامة الحاصلات المحورة وراثيا للاستهلاك الادمي والحيواني وان تراقب عن كثب منظومة انتاج هذه الحاصلات فيما يتعلق بمشاكل الاضرار بالمنظومة البيئية. بحسب رويترز.
وقالوا إنه يتعين ان تبذل الوزارة جهدا مضاعفا لمنع تلوث المحاصيل غير المحورة وراثيا بالحاصلات المعدلة وراثيا. ويقول انصار المحاصيل المنتجة بالتكنولوجيا الحيوية إن هناك طائفة هائلة من الادلة التي تبرهن على ان الحاصلات المعدلة وراثيا المطروحة بالاسواق آمنة وانها خضعت للرقابة اللازمة. ويقول منتقدو المحاصيل المحورة وراثيا إن الحكومة الامريكية لم تجر فحوصا مستقلة على هذه المنتجات قبل الموافقة عليها ولن تبذل جهدا كافيا في متابعتها بعد ذلك.
تغير المناخ
من جانب اخر ارتسمت على وجه أوشا جاتوار ابتسامة لا تخلو من امتعاض عند سؤالها عن الأجر الذي تتقاضاه نظير قطف أوراق الشاي في مزرعة يرجع عهدها إلى الحقبة الاستعمارية في ولاية اسام الهندية. وقالت وهي تغمغم فيما اعتمرت قبعة من نوع "جابي" المصنوعة من خوص النخيل وأعواد البامبو الرفيعة وهي ترتشف الشاي من كوب معدني بيدها "هل تظن ان ثلاثة آلاف روبية (48 دولارا) تكفي عندما تكون نفقاتك الشهرية ضعف ذلك الرقم؟"
وفيما أومأت النسوة العاملات حول جاتوار بالموافقة بدأت السماء تمطر بغزارة مثلما كانت خلال الأيام الاخيرة بعد ثلاثة أشهر عمت خلالها موجات جفاف. وينتاب القلق ما يعرف باسم قبائل الشاي في اسام -التي جاء المستعمر البريطاني صاحب المزارع بأسلافهم اليها من مناطق بيهار واوديشا المجاورة قبل أكثر من قرن- بسبب تغير أنماط الطقس التي أدت الى الإضرار باقتصاديات هذه الصناعة.
ويقول العلماء إن تغير المناخ هو المسؤول عن تغير أنماط سقوط الامطار ما يؤدي الى تناقص الغلة وارتفاع التكلفة التي تتجشمها شركات الشاي مثل (مكلويد راسل) و(تي جلوبال بيفيريجس) و(جاي شري تي). ومع تراجع سقوط الامطار وتركزها في مناطق بعينها ترتفع درجات الحرارة ما يخلق الظروف المثلى لازدهار آفات مثل يرقات الحشرات وبعوضة الشاي التي تتغذي على المجموع الخضري لنبات الشاي قبل قطف أوراقه.
ونتيجة لذلك تضاعف تقريبا استخدام مبيدات الآفات والمخصبات في مزارع الشاي الكبيرة بولاية اسام التي يصل عددها الى 800 مزرعة فيما جعلت التكلفة الباهظة الشاي الهندي أقل قدرة على المنافسة. لذا فان الشركات في اسام تقاوم مطالب أطلقها نشطاء وزعماء حركات طلابية برفع الأجر اليومي للعاملين في مزارع الشاي من دولارين الذي تمت الموافقة عليه في الآونة الاخيرة وتذرعت الشركات بانخفاض الأسعار وتضاعف تكلفة الانتاج خلال السنوات العشر الماضية.
وقال ر. م. بهاجات كبير الخبراء بجمعية بحوث الشاي في جورهات مركز الشاي في اسام إن متوسط درجات الحرارة في الولاية ارتفع بواقع 1.4 درجة مئوية خلال السنوات المئة الاخيرة وتراجع سقوط الامطار بواقع 200 ملليمتر في السنة. وقال "لاحظنا خلال السنوات الثلاثين الاخيرة ان مدى تاثير تغير المناخ زاد بقدر لا بأس به. وكان سقوط الامطار غير مستقر أي اما زاد تساقطه واما انخفض ما دفع المزارعين الى استخدام أساليب الري بالرش خلال موسم المطر الغزير".
وقال عدد كبير من العاملين في مزارع الشاي إن مصانع الشاي في اسام لا تعمل الآن سوى نحو ستة أشهر بعد ان كانت تعمل على مدار العام من قبل. وقالت جمعية الشاي الهندي إن تراجع سقوط الأمطار أسفر عن انخفاض صادرات الشاي بنسبة 8 في المئة العام الماضي. والهند ثاني أكبر دولة منتجة للشاي في العالم لكنها أقل اقبالا على مجال التصدير بالنسبة الى منتجين آخرين بفضل سوقها الداخلية الضخمة فيما تعزز سريلانكا تقدمها بوصفها ثالث أكبر دولة مصدرة للشاي في العالم بعد الصين وكينيا.
وتمثل العمالة 60 في المئة من التكلفة الاجمالية لشركات الشاي في اسام التي كانت أسعارها أعلى في العام الماضي من تلك المعروضة في مومباسا في كينيا وتشيتاجونج في بنجلادش وليمبي في ملاوي والعاصمة الاندونيسية جاكرتا. وقالت بيانات إن هامش الربح في شركة مكلويد راسل ومقرها كولكاتا -وهي أكبر منتج للشاي في العالم- هبط الى أدنى مستوى له خلال ست سنوات في السنة المننتهية في 31 مارس آذار. وحتى يتسنى لها خفض تكاليف العمالة تستطلع شركات الشاي مثل (أديوباري تي استيتس) التوسع في استخدام الماكينات في الحصاد مع رش المواد المغذية او مبيدات الآفات. ويفكر بارواه -الذي تعمل لديه عاملة قطف اوراق الشاي جاتوار (48 عاما) وزوجها ثم إبنها الأكبر- الآن في التوسع في زراعة الشاي الأبيض المصنوع من براعم أزهار الشاي والذي يدر أرباحا طائلة. بحسب رويترز.
وتحولت مزارع الشاي الأخرى الى زراعة الفلفل الأسود والكركم والزنجبيل والخضروات والفاكهة الى جانب زراعة الشاي فيما يجري العلماء الهنود تجارب على أنواع الشاي المختلفة التي يمكنها ان تتكيف وتنمو تحت ظروف أكثر حرارة وجفافا. لكن في ظل تغير المناخ على المدى الطويل ربما لا يكون ذلك كافيا. وقال سوبهاش تشاندرا باروا الخبير في زراعة الشاي "مع هذه الأمطار الشحيحة ربما يأتي يوم لا تزرع فيه اسام الشاي. زراعة محصول أمر طيب لكن الزراعة ذات العائد الاقتصادي ربما لا تكون مجدية".
مرض لفحة القمح
في السياق ذاتة قال متخصص في الارشاد الزراعي بجامعة ولاية كانساس الامريكية إن مرض لفحة القمح الفطرية انتشر بسرعة في حقول القمح الشتوي بوسط الولاية وهي أكبر ولاية منتجة للحبوب في الولايات المتحدة. وقال كيم لارسون المتخصص في خدمة الارشاد الزراعي بالجامعة والذي يعمل في منطقة كونكورديا بالقطاع الشمالي من وسط كانساس في مقابلة "انه ينتشر كالنار في الهشيم وهذا أفضل وصف له بعد ما شهدناه ".
وقالت جيان فولك جونز خبيرة الارشاد الزراعي بجامعة ولاية كانساس في منطقة كولبي إن هذا المرض الفطري ظهر في وقت سابق في جنوب شرق كانساس وفي القطاع الشمالي من وسط الولاية ثم انتشر الى المناطق الشمالية الغربية للولاية على الرغم من انخفاض مستوى العدوى في هذه المنطقة. ومرض لفحة القمح يسببه فطر من جنس فيوزاريوم ويمكن ان يترك في المحصول مادة ثانوية تسمى فوميتوكسين يمكن ان تصيب الناس والماشية بالامراض. وينتشر المرض في ظروف الطقس المطيرة أثناء مرحلة تزهير نبات القمح.
ويقيس منتجو الحبوب مقدار مادة فوميتوكسين في الحبوب المصابة الواردة التي تباع باسعار أقل ولن يقبل المصدرون اقماحا مصابة بدرجات تزيد على 2 جزء في المليون. وحددت الادارة الامريكية للغذاء والدواء الحد الاقصى لمادة فوميتوكسين في الغذاء بواقع جزء واحد في المليون فيما تحتوي بعض الاعلاف الحيوانية نسبة تزيد قليلا على ذلك. بحسب رويترز.
وظهر مرض لفحة القمح الفطرية في مناطق عام 2014 في نطاق زراعة القمح اللين بجنوب الغرب الاوسط وتسبب في اضرار جسيمة في منطقة السهول الشمالية لنطاق القمح الربيعي في تسعينات القرن الماضي. وكانت وكالة ادارة المخاطر بوزارة الزراعة الامريكية قد نشرت تعميما من ان مادة فوميتوكسين تمثل خطرا هذا العام على محصول القمح في ولايات كانساس وكولورادو وميزوري ونبراسكا.
الزراعة بالمياه المالحة
الى جانب ذلك وفي حقل صغير في جزيرة تكسل شمال هولندا يشهد باستمرار هبوب رياح عنيفة مصدرها بحر وادن قد يقدم حلا لمشكلة الجوع في العالم، هو عبارة عن محاصيل بطاطا تنمو في المياه المالحة. هذا المشروع الذي ينسف النظريات الزراعية الحالية التي تؤكد أن الزراعات لا تنمو في المياه المالحة، يمكن ان يشكل حلا لمشكلة تملح الاراضي التي تهدد الامن الغذائي لملايين الاشخاص.
فبين الماعز والسدود في جزيرة تكسل، يزرع مارك فان ريسيلبيرغي حوالى ثلاثين نوعا من البطاطا. ويوضح هذا المزارع البالغ 60 عاما "اننا نوزع سبعة تركيزات من المياه على حقل تجريبي، من المياه العذبة الى مياه البحر"، مضيفا "نتخلى عن المحاصيل غير الصالحة ونحلل ما يعيش منها". وليست البطاطا وحدها في هذا المشروع، اذ ان مارك وفريقه يدرسون بدعم من جامعة امستردام امكان زرع الجزر والفراولة والبصل وانواع اخرى من الخضار والفواكه في المياه المالحة.
وفي هذه "المزرعة للبطاطا المملحة"، بدأت التجارب مطلع العام 2006 مع فكرة رئيسية عامة للمشروع تكمن في مساعدة الاشخاص الذين يعانون سوء التغذية في العالم. وفي المكان، يعمد اعضاء الفريق الصغير المؤلف من باحثين ومزارعين وعمال زراعيين الى اجراء تجارب من دون مختبر ولا كائنات معدلة وراثيا على كل النباتات المتوافرة لديهم لمعرفة ما اذا كانت ستعيش في بيئة شديدة الملوحة.
وثمة ما يقارب خمسة الاف نوع مختلف من البطاطا، رابع اكثر النباتات زراعة في العالم، بحسب منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو). ويؤكد فان ريسيلبيرغي "اننا نختبر فقط انواعا لم تحصل في السابق اي تجارب عليها. لا نسعى الى معرفة لماذا تموت او تعيش". ويضيف هذا المزارع "نلاحظ ان انواعا عاشت قبل مئات او الاف السنوات قرب البحر تتجاوب مع الملح بشكل افضل من غيرها".
وفي حين تجرى بحوث عدة لزيادة انتاج بعض انواع النباتات، يجري فريق تكسل رهانا معاكسا: النجاح في زراعة نباتات على اراض كانت تعتبر غير مواتية او غير صالحة بتاتا للاستخدام. ويقول هذا المزارع الستيني "في هولندا، نعرف كل شيء عن المياه ونعرف امورا كثيرة عن الزراعة، لكننا خائفون جدا من البحر لأننا حتى عشر سنوات خلت لم نكن قد تحلينا بالشجاعة المطلوبة لتجربة زرع نباتات بالاستعانة بمياه البحر".
وظاهرة تملح الارض هي تراكم للأملاح ناجم عن نقص او سوء في ري الاراضي الزراعية. وتؤدي هذه الظاهرة الى تقليص المساحات الزراعية في العالم بواقع الفي هكتار يوميا بحسب معهد جامعة الامم المتحدة للمياه والبيئة والصحة. وأكثر المناطق المعنية بهذه الظاهرة هي احواض النهر الاصفر في الصين والفرات في سوريا والعراق والسند في باكستان. وقد ارسل فريق تكسل الى هذه المناطق الاف نبتات البطاطا، في مشروع "تكلل بالنجاح" على حد تعبير هذا الفريق الذي يعتزم توسيع نطاق عمله العام المقبل.
وقد تكون البطاطا المالحة نقطة تحول في حياة الاف المزارعين في المنطقة كما انها قد تساعد على المدى البعيد الاف الاشخاص الذين يعيشون في مناطق شديدة الملوحة بحسب الفريق. وقد زرعت البطاطا بداية في البيرو من ثم جرى ادخالها الى القارة الاوروبية على يد المستعمرين الاسبان في القرن السادس عشر، لتلقى رواجا كبيرا في اوروبا خصوصا لمساعدة السكان على الصمود في وجه المجاعات المزمنة في تلك الحقبة. وقد عاشت بلدان عدة تبعية اقتصادية لهذا الصنف من الزراعات لدرجة ان اكثر من مليون شخص توفوا في شمال غرب اوروبا في اواسط القرن التاسع عشر بعد كارثة اتت على كامل محاصيل البطاطا خصوصا في ايرلندا. بحسب فرانس برس.
وتقدر اليوم منظمة فاو عدد الاشخاص الذين يعانون سوء تغذية في العالم بحوالى 800 مليون شخص كما ان ظاهرة التملح تهدد 10 % من المحاصيل الزراعية العالمية. ولناحية الطعم، يؤكد فريق تكسل ان البطاطا المزروعة بالمياه المالحة حلوة المذاق اذ ان النبتة تنتج كميات اكبر من السكر للتكيف مع ملوحة البيئة التي تزرع فيها. كذلك لا تحمل هذه النباتات اي خطر في زيادة استهلاك الاشخاص للملح جراء هذه النباتات لأن الملح يبقى محفوظا داخل اوراقها. وطلبت بلدان عدة بينها مصر وبنغلادش والهند التعاون مع هذا الفريق للاستفادة من هذا المشروع.
الاستثمار في إثيوبيا
على صعيد متصل قال مدير شركات للاستثمار الزراعي في إثيوبيا يملكها مستثمر سعودي إن مشروعا تابعا للمستثمر سيسهم في زيادة صادرات البلاد من البن. وتخطط هورايزون بلانتيشن وإثيو أجري-سي.إي.اف.تي لزيادة الإنتاج من البن لأكثر من مثليه والتوسع في إنتاج الشاي. وهورايزون بلانتيشن جزء من مجموعة شركات ميدروك التي يملك فيها المستثمر السعودي محمد حسين العمودي حصة أغلبية. وقدرت مجلة فوربس ثروته بنحو 10.8 مليار دولار.
وقال جمال أحمد العضو المنتدب للشركات في مقابلة "في الأعوام القادمة.. لدينا خطة لزيادة إنتاج البن إلى 25 ألف طن." واضاف "يمكن تصدير إنتاجنا من البن بأكمله فور أن نحقق مستوى الجودة الذي نريده" مضيفا أن المجموعة تخطط لإقامة مصنع للمعالجة الفورية للبن قريبا. وتبيع هورايزون بنها الفاخر من خلال نيومان كافي جروب ومن بين مشتري إنتاجها ستاربكس ودالماير التي مقرها ميونيخ وتشيبو الألمانية وكافيه فيتا التي مقرها سياتل.
وتنتج الشركة ما يزيد على عشرة آلاف طن من البن من مزارعها التي تبلغ مساحتها 25 ألف هكتار في جنوب إثيوبيا وتصدر 70 بالمئة. وتتوقع إثيوبيا أكبر منتج للبن في افريقيا صادرات قياسية مرتفعة بنهاية السنة المالية التي تنتهي في يوليو تموز. وتضرر المحصول المنافس في أمريكا اللاتينية جراء الجفاف والآفات. وبلغ إجمالي إنتاج البن في إثيوبيا 450 ألف طن في 2013-2014 بحسب الأرقام الرسمية. ويتوقع المسؤولون كميات مماثلة هذا الموسم.
وصدرت إثيوبيا نحو 190 ألف طن في 2013-2014 بعائدات بلغت 841 مليون دولار انخفاضا من مستوى قياسي مرتفع بلغ 193 ألف طن في العام السابق. ويستثمر العمودي الذي ينحدر من أب سعودي وأم اثيوبية بكثافة في مجالات البناء والزراعة والتعدين في إثيوبيا. وقال جمال وهو أيضا العضو المنتدب لسعودي ستار إحدى شركات العمودي التي تزرع محاصيل غذائية في أرض مساحتها 15 ألف هكتار في منطقة جامبيلا الإثيوبية إن العمودي يخطط لاستثمار خمسة مليارات دولار إضافية في الزراعة والتصنيع الزراعي في إثيوبيا على مدى الفترة من 2016 إلى 2021. بحسب رويترز.
ومن بين المجالات التي ستشهد نموا إنتاج الشاي. وتنتج إثيو أجري-سي.إي.اف.تي التابعة لميدروك 5700 طن من أوراق الشاي سنويا في إثيوبيا وتتوقع أن يرتفع إنتاجها إلى سبعة آلاف طن في السنوات القليلة القادمة. ومن المنتظر أن تصدر الشركة 1300 طن بنهاية 2014-2015. ومن بين المشترين ليبتون التابعة ليونيلفر. وقال جمال "إثيوبيا من الدول القليلة جدا التي لديها فرص للاستثمار في أرض بكر. بالنسبة لنا يشكل (الشاي) مجرد بداية لكن الخطوة التالية ستكون أكبر."
اضف تعليق