بحسب منظمة السياحة العالمية، فقد بلغ عدد السياح الذين تنقلوا خارج حدودهم مليارا و148 مليون سائح في عام 2015، بلغ نصيب أوروبا وحدها من هذا العدد 609 ملايين سائح، بينما تذيلت المنطقة العربية قائمة المناطق المستقبلة للسياح، إذ زارها 54 مليون سائح فقط بنسبة أقل...
بحسب منظمة السياحة العالمية، فقد بلغ عدد السياح الذين تنقلوا خارج حدودهم مليارا و148 مليون سائح في عام 2015، بلغ نصيب أوروبا وحدها من هذا العدد 609 ملايين سائح، بينما تذيلت المنطقة العربية قائمة المناطق المستقبلة للسياح، إذ زارها 54 مليون سائح فقط بنسبة أقل من 3% من حجم السياحة العالمية. ويقر رئيس المنظمة العربية للسياحة دكتور بندر آل فهيد بأن السياحة العربية تأثرت بالظروف السياسية التي تعرضت لها بعض الدول العربية، مقدرا حجم الخسائر في هذا القطاع بنحو 42 مليار دولار، ويشير إلى أن سياحة بعض الدول العربية كانت تعتمد في المقام الأول على السياح الأجانب، لكنها توصلت إلى قناعة بأن السياحة البينية بين الدول العربية هي الملاذ الآمن.
فقد صرحت السلطات المصرية إن ثلاثة سياح من فيتنام ومرشدا سياحيا مصريا قتلوا وأصيب ما لا يقل عن عشرة آخرين عندما انفجرت عبوة بدائية الصنع أثناء مرور حافلة سياحية كانت تقلهم على بعد أقل من أربعة كيلومترات من أهرامات الجيزة، وهذا أول هجوم دام يتعرض له سياح أجانب في مصر منذ ما يربو على عام ويأتي في وقت يشهد فيه قطاع السياحة، المصدر الحيوي للعملة الأجنبية، تعافيا بعد تراجع حاد في أعداد الزائرين منذ انتفاضة 2011، وأفادت بيانات رسمية أن تسعة سياح فيتناميين على الأقل أصيبوا في الانفجار كما أصيب سائق
وأكدت وزارة الداخلية مقتل سائحين وافاد مكتب النائب العام فيما بعد أن سائحا ثالثا توفي. وذكرت الوزارة إن 14 سائحا فيتناميا كانوا على متن الحافلة، من جهتها اكدت لي تي تو هانج المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفيتنامية في بيان ”تشعر فيتنام بغضب شديد وتدين بشدة هذا العمل الإرهابي الذي أسفر عن مقتل وإصابة فيتناميين أبرياء.
وعلى ضوء ذلك شن الجيش والشرطة حملة ضخمة ضد الجماعات المسلحة في فبراير شباط في سيناء فضلا عن المناطق الجنوبية والحدود مع ليبيا، وتذكر الحكومة إن محاربة الإسلاميين المتشددين تمثل أولوية فيما تعمل لاستعادة الاستقرار بعد سنوات من الاضطرابات التي أعقبت احتجاجات ”الربيع العربي“ في 2011، وأسفرت هذه الأحداث وتفجير طائرة روسية بعد إقلاعها بفترة وجيزة من شرم الشيخ عام 2015 إلى تراجع أعداد السياح، وكان آخر هجوم على السياح الأجانب في مصر في يوليو تموز 2017 عندما قُتلت سائحتان ألمانيتان طعنا في الغردقة على ساحل البحر الأحمر.
كما اكدت وزارة الداخلية المصرية إن قوات الأمن قتلت 40 ”إرهابيا“ في محافظتي الجيزة وشمال سيناء وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن القتلى سقطوا في تبادل لإطلاق النار، وصدر بيان الداخلية بعد مرور أقل من 24 ساعة على مقتل ثلاثة سائحين فيتناميين ومرشد سياحي مصري في انفجار عبوة بدائية الصنع أثناء مرور حافلة سياحية بالقرب من أهرامات الجيزة غربي القاهرة، ولم يحدد بيان الوزارة أو تقرير وكالة الأنباء الوقت الذي سقط فيه القتلى. كما لم يحددا إن كانت لأي من القتلى صلة بالهجوم على الحافلة السياحية، وذكر متحدث باسم شركة توماس كوك البريطانية للسياحة إن الشركة ألغت رحلات اليوم الواحد إلى القاهرة من منتجع الغردقة على البحر الأحمر بعد الهجوم على السياح الفيتناميين وإنها ستواصل مراقبة الوضع الأمني.
المغرب
أفادت السلطات المغربية إنها ألقت القبض على تسعة أشخاص أخرين للاشتباه بصلتهم بقضية ذبح سائحتين إحداهما نرويجية والأخرى دنمركية بمنطقة جبال أطلس. وجاء في بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية إنه تم اعتقال تسعة أشخاص بمدن مراكش والصويرة وسيدي بنور وطنجة واشتوكة آيت باها ”للاشتباه في ارتباطهم بمرتكبي العمل الإرهابي الذي كانت ضحيته سائحتان أجنبيتان من جنسية نرويجية ودنمركية، وأضاف البيان أن القبض على المشتبه بهم التسعة يأتي في سياق ”التحريات الدقيقة التي يباشرها المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة بغرض الكشف عن جميع ظروف وملابسات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية وتحديد دوافعها وارتباطاتها بعمل إرهابي“. من جهة اخرى اوضحت الشرطة النرويجية إن مقطع فيديو يظهر قتل سائحتين نرويجية ودنمركية في المغرب على أيدي من يشتبه في أنهم من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية حقيقي على الأرجح. يذكر ان المغرب تفادى إلى حد بعيد هجمات المتشددين مقارنة بدول أخرى في شمال أفريقيا. وكان آخر هذه الهجمات قد وقع في أبريل نيسان 2011 عندما لقي نحو 17 شخصا حتفهم في تفجير بمطعم في مراكش.
دبي
أظهرت بيانات رسمية توقف نمو عدد الزائرين الأجانب لإمارة دبي في الشهور التسعة الأولى من العام الجاري وذلك في تباطؤ حاد بقطاع السياحة، وذكر المكتب الإعلامي لحكومة دبي أن الإمارة، التي أنفقت مليارات الدولارات لبناء مراكز جذب سياحية مثل برج خليفة أطول بناية في العالم، سجلت 11.58 مليون زائر في الشهور التسعة الأولى حتى 30 سبتمبر أيلول 2018. ولم يقدم المكتب رقما سابقا للمقارنة لكن دائرة السياحة والتسوق في دبي أعلنت في العام الماضي عن تسجيل 11.58 مليون زائر بنفس الفترة وبزيادة 7.5 بالمئة عن العام السابق.
وتشهد دبي تباطؤا في بعض القطاعات خاصة العقارات بعد سنوات من النمو الكبير. وبلغ حجم قطاع السياحة 109 مليارات درهم (29.7 مليار دولار) في نهاية 2017 وفقا لبيانات دائرة السياحة، وذكر المكتب الإعلامي لحكومة دبي في تغريدة على تويتر إن معظم الزائرين الوافدين من الخارج هذا العام حتى الآن قدموا من الهند، ثم السعودية والمملكة المتحدة، وخففت الإمارات قواعد منح التأشيرات للصينيين والروس في السنوات الأخيرة بهدف دعم السياحة، وتباطأ النمو في حركة الركاب بمطار دبي الدولي هذا العام بعد 15 عاما من تسجيل زيادات كبيرة.
تونس
ذكر رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد أن بلاده تتوقع أن يزورها ما يصل إلى تسعة ملايين سائح للمرة الأولى العام المقبل فيما تتعافى صناعة السياحة في أعقاب هجوم على منتجع ساحلي عام 2015، وزار تونس نحو 6.2 مليون سائح في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، بزيادة نسبتها 16.9 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في تعاف من آثار هجوم 2015.
وذكر رئيس الوزراء إن تونس تتوقع أن يصل عدد السياح إلى ثمانية ملايين في 2018، وأضاف للبرلمان أنه يأمل أن يستمر التعافي وأن يزور تونس تسعة ملايين سائح في 2019، وبدأت شركات السياحة الأوروبية الكبرى العودة إلى تونس بعد أن تجنبت تنظيم رحلات إليها لثلاث سنوات في أعقاب الهجوم على شاطئ في سوسة والذي قتل فيه 39 سائحا وهجوم آخر على متحف باردو الوطني في العاصمة التونسية أوى بحياة شخصين.
وزاد عدد السياح في 2017 بنسبة 23 بالمئة مقارنة بالعام السابق عليه ليصل إلى سبعة ملايين، إذ امتلأت الفنادق بالسياح الروس والجزائريين لكن شركات السياحة تقول إنهم ينفقون أقل مما ينفقه السياح الأوروبيون، وتسهم السياحة بثمانية بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لتونس. وستعطي عودة السياح الأوروبيين دفعة قوية للاقتصاد الذي يعاني من مصاعب وسيزيد من احتياطي البلاد الضعيف من النقد الأجنبي.
وتذكر الدراسات والاحصاءات أنه وبعد مضي نحو ثلاث سنوات من ثورات الربيع العربي، توضح بيانات البنك الدولي في 2014 مدى التراجع في الإيرادات السياحية لهذه الدول لتصل إلى قرابة 11 مليار دولار، أي أن الخسائر بلغت 13.6 مليار دولار، لتصل نسبة انخفاض الإيرادات في 2013 إلى 55.5% مقارنة بما كانت عليه في العام 2010. مع العلم بأن الإيرادات الخاصة بالعام 2013 لا تتضمن سوريا وليبيا لدخولهما في حرب مسلحة مبكرة أدت لاستحالة استمرار نشاط السياحة، ولذلك تنعدم البيانات عنهما. وبالتالي فأن الحفاظ على المعالم السياحية وكذلك المنشآت السياحية دون أضرار في هذه الفترة إنجازا في حد ذاته، وإن كانت العمالة في السياحة هي الخاسر الأكبر بسبب فقدانها لمصدر رزقها. كما أن الاستثمارات في هذا القطاع ستظل معطلة، وقد تضرر من هذا الأمر بنوك مولت بعض تلك الاستثمارات.
اضف تعليق