أطلقت روسيا والصين مشروعا طموحا لكي تطورا بشكل مشترك طائرة ركاب قادرة على القيام برحلات طويلة لمنافسة شركتي بوينغ الأميركية وأيرباص الأوروبية، وأعلنت الشركة الصينية للطائرات التجارية (كوماك) والشركة الروسية المتحدة لصناعة الطائرات (يو آي سي) انه قد تم تأسيس الشركة المشتركة التي أعلن عنها سابقا في شنغهاي، وكان مخطط صناعة طائرة بجسم عريض قد كشف عنه عندما التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جينبينغ في بكين، ونقلت وسائل اعلام صينية عن مسؤولين رسميين ان كلفة المشروع تراوح ما بين 13 و20 مليار دولار.
وحققت الصين تقدما رئيسيا في مشروعها الطموح لمنافسة الشركات الرائدة في صناعة الطائرات في العالم مع نجاح الرحلة التجريبية في شانغهاي للطائرة الصينية سي919 ذات الجسم الضيق، وتتسع سي919 ل 168 راكبا وهي مخصصة للرحلات القصيرة الفرعية وتمثل عقودا من العمل بعد تكليف حكومي لتقليص الاعتماد على طائرات بوينغ وأيرباص، وتسيطر الشركتان الأوروبية والأميركية على السوق الصيني لطائرات الركاب الذي ينمو بشكل هائل مع تزايد الطلب على الرحلات من المستهلكين الصينيين، ويعترف محللون في مجال الطيران بأن طائرة سي919 الصينية تشكل علامة فارقة تقنيا، لكنهم حذروا من ان الصين تواجه مهمة صعبة في منافسة شركتي بوينغ وأيرباص المتجذرتين في الاسواق واللتين لهما تاريخ الطويل في الأداء الناجح.
ومن المتوقع ان تصبح الصين أكبر سوق للطيران في العالم خلال عدة سنوات، وأكد الرئيس الصيني على أهمية ان تتولى الطائرات الصينية الصنع جزءا كبيرا من حركة الرحلات المتنامية هذه، وقدّرت ايرباص ان الصين سوف تحتاج الى ما يقارب ستة آلاف طائرة جديدة قيمتها 945 مليار دولار في العقدين المقبلين، الا ان توقعات بوينغ جاءت أكثر تفاؤلا بأكثر من تريليون دولار.
زيادة الطلب على السفر جوا 6.8% في مارس
ذكر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) إن الطلب العالمي على السفر جوا زاد 6.8 بالمئة في مارس آذار حيث دعم انخفاض أسعار التذاكر وتحسن الاقتصادات النمو في الربع الأول من العام، وأضاف اياتا إنه سينتظر إعلان بيانات أبريل نيسان لمعرفة تأثير الحظر المفروض على حمل أجهزة الكترونية كبيرة على متن الطائرات في رحلات مباشرة معينة متجهة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، وفرضت السلطات الأمريكية والبريطانية هذا الحظر على رحلات معظمها من دول شرق أوسطية في نهاية مارس آذار.
غير أن نمو عدد المسافرين على الناقلات الشرق أوسطية تباطأ إلى 4.9 بالمئة في مارس آذار مقابل 9.5 بالمئة في فبراير شباط حيث أثر انخفاض سعر النفط على الطلب، وعالميا زادت الطاقة الاستيعابية التي تقاس بعدد المقاعد المتاحة والكيلومترات المقطوعة 6.1 في المئة بأقل من الطلب. ويعني هذا أن معامل الحمولة - الذي يقيس مدى امتلاء الطائرات - زاد 0.5 نقطة مئوية إلى 80.4 في المئة وهو ما ذكر اياتا إنه معدل قياسي لشهر مارس آذار.
اعادة النظر في الاستراتيجية بعد فشل حلم أليطاليا
يقدم تعيين رئيس جديد للاتحاد للطيران فرصة للناقلة الخليجية كي تعيد النظر في استراتيجيتها التوسعية بعد انهيار أليطاليا التي تملك حصة أقلية فيها مما يبرز العوائق الكبيرة التي تعترض النمو العالمي للشركة، وتقرر تعيين راي جاميل رئيسا تنفيذيا مؤقتا هذا الأسبوع بعد أيام من طلب أليطاليا الحماية من الدائنين حيث تبلغ ديون الشركة 3.3 مليار دولار. وسيحل جاميل محل الرئيس المخضرم للشركة جيمس هوجان، وكانت استراتيجية هوجان هي شراء حصص أقلية في الكثير من شركات الطيران.
وعادة ما يتمثل مسار نمو شركات الطيران في الدخول على مسارات المنافسين. لكن في الاتحاد الأوروبي، الذي يعمل في الأساس كما لو كان دولة واحدة فيما يخص الطيران، لا يمكن للأجانب تملك حصة أغلبية في شركة طيران. وفي أليطاليا كان غياب السيطرة الكاملة يعني عدم قدرة الاتحاد على التعامل بفعالية مع المشكلات العمالية، ومنذ 2011، أنفقت الاتحاد المملوكة لحكومة أبوظبي مليارات الدولارات لشراء حصص أقلية في شركات من أوروبا إلى استراليا في الوقت الذي كانت تسرع فيه الخطى كي تلحق بمنافسيها الإقليميين طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية.
وأليطاليا ثامن وأكبر رهان مرتفع القيمة للاتحاد. لكن الاستثمار البالغة قيمته 650 مليون يورو (609 ملايين دولار) انتهي لحالة يرثى لها بعد أن رفض موظفو الشركة بأغلبية كبيرة أحدث خطة لإعادة هيكلتها ولتصبح استراتيجية هوجان الأوسع نطاقا محل تدقيق، وحاليا أصبح مستقبل الاستثمار الرئيسي الآخر للاتحاد، في اير برلين، محل شك أيضا في الوقت الذي تواصل فيه الناقلة الخليجية إجراء مراجعة استراتيجية بدأت العام الماضي. وعلى نحو مماثل لأليطاليا، تتكبد الناقلة الألمانية خسائر ضخمة وقالت قبل أسبوعين إنها تسعى إلى العثور على شريك جديد، وهو ما قد يشمل مستثمرا جديدا.
وسمحت الاستراتيجية التي تبنتها الاتحاد لها بخفض التكاليف عبر توحيد بنود مثل شراء الطائرات، في الوقت الذي تقدم فيه شبكة أكبر، تقول الشركة إنها تضم 600 وجهة وأكثر من 700 طائرة، وفي بعض الأوقات جرت مقارنة مساعي الاتحاد للنمو عبر حصص الأقلية مع استراتيجية "القنص" الفاشلة التي اتبعتها الخطوط الجوية السويسرية سويس اير في التسعينيات. وساهمت عمليات الشراء الكثيرة التي قامت بها سويس اير، واستحواذها في المعتاد على حصص في شركات طيران متداعية، في تكبدها خسائر ضخمة مما أوقف نشاطها في نهاية المطاف عام 2001 لتباع إلى لوفتهانزا الألمانية في 2005.
وأظهرت الاتحاد ومنافسوها نموا استثنائيا لكنهم يتعرضون لضغوط متنامية بسبب تباطؤ اقتصادات الخليج الناجم نسبيا عن انخفاض أسعار النفط. واختارت الاتحاد ومنافسوها استراتيجيات مختلفة لتجنب المعضلة التنظيمية التي تحكم الملكية الأجنبية وكي يواصلوا التوسع عالميا، ودخلت الخطوط القطرية، كغيرها من شركات الطيران الأخرى، في واحد من ثلاث تحالفات عالمية. ومنحها هذا ولوجا إلى حقوق النقل الجوي لشركات طيران أخرى دون خرق قواعد الملكية لكنه يسمح بسيطرة محدودة على تخطيط المسارات والتكاليف.
وعلى النقيض من ذلك تعمل طيران الإمارات التي مقرها دبي وحدها في الأساس وهو نهج يمنحها السيطرة على شبكتها وتكاليفها لكنه يعني أيضا أنها تتحمل جميع المخاطر. وأظهرت نتائج أعمال أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط انخفاضا في الأرباح السنوية للمرة الأولى في خمس سنوات، ولكونها الأحدث من بين شركات الطيران الثلاث الكبرى في الشرق الأوسط، تطلعت الاتحاد التي تأسست قبل 14 عاما إلى اللحاق واتباع مسار ثالث يعتمد على شراء حصص في شركات طيران أخرى كي توسع نطاق عملها.
وفي ألمانيا أيضا ترى الاتحاد للطيران أن اير برلين، أول استثماراتها في 2011، هي الباب لدخول غير مقيد إلى سوق لها حقوق نقل جوي محدودة بها، لكن اير برلين تكبدت خسائر بلغت مستوى قياسيا عند 782 مليون يورو في 2016، وفي الوقت الحالي تواصل الاتحاد للطيران تقديم التمويل. وتقول اير برلين إن الاتحاد للطيران منحتها تسهيل قرض آخر بقيمة 350 مليون يورو وخطاب دعم لمدة 18 شهرا على الأقل، لكن مصادر في القطاع ذكرت إن الاتحاد للطيران قد تتخارج من اير برلين عبر السعي لإبرام اتفاق مع لوفتهانزا الألمانية التي ترغب الاتحاد بشدة في العمل معها.
وصرح كارستن سبور الرئيس التنفيذي للوفتهانزا إنه أجرى محادثات مع أبوظبي بشأن مستقبل اير برلين، لكن الأمر بيد الإمارة لحل مشكلة ديون اير برلين البالغة 1.2 مليار يورو، والتي تمنع أيضا لوفتهانزا من شرائها، وان الاستثمارات الأخرى مثل الخطوط الجوية الصربية وطيران سيشل أكثر نجاحا. وفي تلك الاستثمارات حصلت الاتحاد للطيران على سيطرة على الإدارة واستفادت من علاقات دبلوماسية وثيقة، وحتى في الوقت الذي تلملم فيه الشركة أشلاء مغامرتها الأوروبية، تواجه الاتحاد إعادة الهيكلة الخاصة بها والتي تقول مصادر مقربة من الشركة إنها تشهد استغناءات شبه يومية عن العمالة، وقد يؤثر هذا أيضا على القرار الاستراتيجي الذي يواجهه جاميل في الوقت الذي يتولي فيه منصبه المؤقت ، وما يعقب ذلك في الأشهر المقبلة من اختيار بديل دائم لهوجان.
من جهة اخرى ذكرت الحكومة الإيطالية إن ديون شركة طيران أليطاليا، التي طلبت وضعها تحت إدارة خاصة ، بلغت نحو ثلاثة مليارات يورو (3.3 مليار دولار) في نهاية شهر فبراير شباط، وأضافت الحكومة، في وثيقة بمناسبة بدء عملية وضع الشركة تحت الإدارة الخاصة وتعيين ثلاثة مفوضين لإدارتها، أن مديونيات الشركة الحالية بلغت حوالي 2.3 مليار يورو إضافة إلى أصول بقيمة 921 مليون يورو، وكانت أليطاليا، التي تملك فيها شركة الاتحاد الإماراتية للطيران حصة نسبتها 49 بالمئة، تقدمت للمرة الثانية خلال أقل من عشر سنوات بطلب لوضعها تحت إدارة خاصة بعد أن رفض عاملوها أحدث خطة إنقاذ لها، وأعلنت الحكومة قبل أيام أنها ستمنح أليطاليا قرضا مؤقتا بقيمة 600 مليون يورو لمدة ستة أشهر، وبخلاف هذه المنحة قالت مصادر إن الشركة تخسر مليون يورو على الأقل يوميا وإنها ربما تواجه خطر نفاد كل ما لديها من أموال سائلة في منتصف هذا الشهر، وأوضح محللون إن أي مشتر محتمل لن يكون مستعدا لتحمل ديون أليطاليا إلا في حالة تقليص حجم الشركة التي يبلغ حجم العمالة فيها 12500 موظف.
اضف تعليق