الشعور بالجوع من قبل الأغنياء ذلك هو التواصل الاجتماعي الذي اراد الله سبحانه وتعالى تعميمه في المجتمعات البشرية، فعلى مدار أحد عشر شهرا يعيش العالم في عزلة عما يتعرض له الفقراء من حرمان وجوع وكبت للّذات، وفي هذا الشهر يراد ان يكون الصائمين على درجة متقاربة...
المراد من شهر رمضان المبارك ليس التجويع بل الشعور بالجوع الذي يشعر الأغنياء بما يعيشه الفقراء على مدار السنة وليس فقط في أيام معدودة، ومن هنا فالصيام هو المنبه السنوي الذي جعله الخالق الكريم لتنبيه الناس والعودة بهم الى الواقع الصعب الذي تعيشه شريحة واسعة من المجتمع، ففي الغالب معظم الافراد يعتقدون بأنه شهر الخير مع وجود البذخ، وهو ما يدفعنا للقول رمضان كريم ولكن...
الشعور بالجوع من قبل الأغنياء ذلك هو التواصل الاجتماعي الذي اراد الله سبحانه وتعالى تعميمه في المجتمعات البشرية، فعلى مدار أحد عشر شهرا يعيش العالم في عزلة عما يتعرض له الفقراء من حرمان وجوع وكبت للّذات، وفي هذا الشهر يراد ان يكون الصائمين على درجة متقاربة الى درجة في الحياة مع اختلاف الفوارق الطبقية.
الإسلام وضع لنا سنة حسنة تجسد وحدة الامة الإسلامية، فمع الاختلافات الكبيرة والكثيرة التي تعيشها الشعوب والافراد، لكنهم يجتمعون في كل سنة حول مائدة شهر رمضان المبارك، تلك المائدة التي اريد لها الا تخرج عن مواصفات خاصة ومعايير محددة وضعتها رسالة الدين الإسلامي السمحاء.
من المعايير الخاصة بهذا الشهر الكريم هو عدم الخروج عن جادة المعقول والسير في طريق البذخ والاسراف، اما عند بعض الاسر فشهر رمضان خرج عن مضمونه الإسلامي وصار اجل همهم شراء الصحون الفاخرة وتحضير الاكلات الباذخة، والاسراف في كل شيء، يجهزون ما يكفي لعشرين نسمة، ولا يجتمعون عليه سوى خمسة اشخاص او اقل.
هذا ما نهى عنه الدين الإسلامي الحنيف، وحذرنا من التبذير في جميع الأشياء، فالتبذير سواء في شهر رمضان ام غيره من الشهور يؤدي مع تراكمه الى زوال النعم وفقدانها لعدم الشعور بقيمتها، ونسيان الفقراء الذين يحلمون بجزء يسير من المائدة العريضة التي نصبت وذهب معظمها الى أكياس النفايات.
يضع لنا الموروث الإسلامي قصص وعبر لتكون سراجا ينير حياتنا اليومية، وتهذب النفوس وتكبح جماحها، فما روي عن القصة الدائرة بين الامام علي وابنته ام كلثوم حين وجد قرصين من الخبز وقصعة فيها لبن وملح وجريش، عندما رأى ذلك قال لها ما مضمونه، ارفعي أحد الادامين لكيلا يطول وقوفي بين يدي الله.
القصة فيها الكثير من المضامين الداعية والموجهة للبشر من اجل الشعور بعيال الله الذين لا يجدون ما يأكلونه بغض النظر عن طعمه او نوعيته، الى جانب ذلك فهي دعوة مباشرة من امير المؤمنين (عليه السلام)، الى عدم الاسراف في الاكل والعيش بما لا يبعث على التفاخر بالمال والثراء بصورة عامة.
الاكل والتمتع بزينة الله التي اخرجها لعباده، ليس محرم عليهم، لكن الاكل والشرب يجب ان يكون بدون اسراف ولا تبذير، وهنا تجب الشريعة الإسلامية النظر الى حاجة الاسر الفقيرة التي لا تجد قوت يومها، وعلى النساء الالتزام بتعاليم الشريعة السامية التي نهت عن الوصول الى رتبة اخ للشيطان.
في الازمان الماضية كانت وجبات الإفطار لا تتعدى الاكلات البسيطة التي تنم عن رضا وقناعة ذاتية، وتجد الاسر تعيش بأجواء من السعادة، بينما اليوم اختلف الامر تماما عن السابق وكل شيء ذهب بما يخدم الفرد على جميع المستويات، من حيث المأكل والمشرب والملبس.
ما نريده اليوم من الاسر الميسورة يتمثل بخفض مستوى الانفاق على الوجبات اليومية وتوفير القدر الأكبر لمن هو بحاجة فعلية لها، فمن يبحث عن المعدومين ربما يجدهم في نقطة لم يتوقع قربها من منزله، فشهر رمضان سمي بشهر الخير ذلك لان خيراته تشمل أمثال هؤلاء الذين ينتظرون من يمد العون لهم بسلة غذائية او اكلة شهية.
اضف تعليق