إن استكشاف العلاقة بين الفلسفة والفن يعكس عمق التجربة الإنسانية، ويساهم في خلق أعمال نحتية تحمل في طياتها رسائل اجتماعية وفلسفية ذات دلالات متعددة، مما يفتح أمامنا أفقًا جديدًا لفهم هذه التحولات المستمرة في عالم الفن حيث يتناغم الجمال مع الفكر، وتصبح الأساليب الإبداعية مجالًا للاستكشاف الفكري العميق...
في عالم الفن المعاصر، يتناغم الجمال مع الفكر، وتصبح الأساليب الإبداعية مجالًا للاستكشاف الفكري العميق. في هذا السياق، تبرز الدكتورة بيداء كاظم عليوي الطائي كإحدى الأسماء البارزة التي تساهم في تحليل وفهم تأثيرات التحولات الفكرية والفلسفية على نحت ما بعد الحداثة. من خلال إسهاماتها الأكاديمية والعملية، تفتح لنا الدكتورة بيداء أبوابًا جديدة لفهم كيفية تفاعل وتأثر النحات بفلسفة وفكر واطروحات ما بعد الحداثة مثل العدمية، التفكيك، الاختلاف والتكرار، المغايرة، التسطيح، موت المؤلف، موت الإنسان. حيث تسلط الضوء على العلاقة بين الفلسفة والفن في سياق ما بعد الحداثة، مدفوعةً برؤى مبتكرة تثير فضول كل مهتم بهذا المجال، لتكشف لنا كيف أن الفن ليس مجرد تعبير عن الجمال، بل هو حوار مستمر مع الفكر والمجتمع.
ما علاقة التحولات الفكرية في القرن العشرين بتطور تقنيات وأساليب نحت ما بعد الحداثة؟
لا شك أن نحات ما بعد الحداثة تأثر بشكل أو بآخر بفكر وفلسفة ما بعد الحداثة، التي تدعو إلى التفكيك، الفوضى، وعدم الاستقرار. وبالتالي، فإن الفنان هو ابن بيئته، يتأثر ويؤثر بمن حوله من خلال ترجمة هذه المفاهيم والأفكار إلى أعمال نحتية غير تقليدية، سواء على مستوى الخامة أو التقنية أو الأسلوب. إن ما بعد الحداثة ليست مجرد كلمة تصف اسلوباً خاصاً، وإنما هو مفهوم زمني وظيفته الربط بين ظهور خصائص شكلية جديدة في الثقافة وبين ظهور نمط جديد من الحياة الاجتماعية والأخلاقية ونظام اجتماعي جديد. وهذا يعني إن حضور مفهوم ما بعد الحداثة لا يقتصر في حدود مجال ثقافي معين دون غيره، بل انه تشظى ليشمل كافة الثقافات السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية ومع ذلك فان (ما بعد الحداثة) أخذت في الانتشار في جميع المجالات الأخرى، ومنها الفن حيث اعادت فنون ما بعد الحداثة النظر بمفهوم اللوحة والمواد والادوات ليحل محلها مواد وتقنيات جديدة لا حدود لها مما غير الاسس الجوهرية للعمل الفني الذي لم يعد له وجود مادي ملموس وتحول الفنان الى ناقد فني وتم الخلط في العمل الواحد بين عدة انظمة فنية (نحت، عمارة، رسم، مسرح، فوتوغرافي، طباعة)، ولم تعد مفاهيم مثل العقل والوعي والإرادة والحرية والمسؤولية لها مصداقية كبرى.
ان حصيلة تغير المفاهيم والتطبيقات الفنية والجمالية في فترة ظهور تيارات ما بعد الحداثة، جرت في ضوء عدة تغييرات مستحدثة في مجال الفن على مستوى الاسس والتقنيات المستخدمة وفي وسائل التعبير فقد شهدت الفترة المعاصرة ولادة تقنيات واساليب جديدة ازاحت من تلك الأساليب السابقة التقليدية وطرح رؤى مستحدثة.
ففي فنون ما بعد الحداثة اصبح مفهوم الخامة مختلفا ومتغيرا بفضل مخيلة الفنان وتزاوج الأفكار والأطروحات المفاهيمية الجديدة، فأصبحت الخامة لغة فعالة من ابلغ لغات الفن التشكيلي يطرحها الفنان وهي جزء من البيئة التي يعيش فيها الانسان سواء كان هذا الجزء طبيعيا ام صناعيا فالخامة هي العنصر المحسوس لدى الفنان.
ما التأثيرات الفكرية التي دفعت النحاتين لتبني استراتيجيات الإبهار والصدمة في أعمالهم؟
من بين أهم التأثيرات الفكرية التي دفعت النحاتين لتبني استراتيجيات الإبهار والصدمة في أعمالهم، كان خطاب ميشيل فوكو الذي تميز بكونه بلا مركز، حيث يرفض البحث عن أصل أو موضوع متعال يمكنه منح معنى خاصًا للحياة البشرية.
لقد كان بحث فوكو سطحيًا بشكل متعمد، وهو يتفق مع هدفه الأكبر في إزالة الفرق بين السطوح والعمق، والمراكز والهوامش. إذ يشتغل خطاب فوكو بحدود السطح، مغادرًا المركز، ويرفض البحث عن كل ما هو متعال، مما أسهم في ظهور النتاجات النحتية ما بعد الحداثوية التي لا نجد وراء السطح إلا السطح ذاته. في هذا السياق، يتغادر الخطاب الهوية والمعنى المحدد، ولا يشتغل على أسلوب محدد بل تتشظى الأساليب وتقنيات النحت، مما يولد شعورًا بالصدمة والإبهار عند النظر إلى هذه الأعمال. إضافة إلى ذلك، فإن مفاهيم مثل "المغايرة والاختلاف" لجيل دولوز، و"التفكيك" لجاك دريدا، و"موت المؤلف" لرولان بارت، تعد أيضًا من الأطروحات التي تقترن بنحت ما بعد الحداثة وتعد فواعل رئيسية لها.
كيف ترين دور الميتافيزيقيا في إبراز الدلالات العميقة لأعمال نحت ما بعد الحداثة؟
مصطلح "الميتافيزيقا" يطلق على كل فكرة أو مبدأ أو حكم لا يعتمد على الحس والتجربة. من ناحية أخرى، فإن فنان ما بعد الحداثة، وخصوصًا في مجال النحت، بدأ ينطلق في تطور وتجربة كبيرة من خلال حرية التعبير عن ذاته وتخلصه من القيود المفروضة عليه وعلى الفن مسبقًا. لذلك، فإن الميتافيزيقا تبعد عن إبراز الدلالات العميقة لأعمال نحت ما بعد الحداثة.
ما مدى تأثير التقدم العلمي والتكنولوجي على المواد والتقنيات المستخدمة في نحت ما بعد الحداثة؟
ارتبط الاستهلاك بفكر وفن ما بعد الحداثة ارتباطًا جدليًا، حيث كل شيء خاضع لهيمنة استهلاكية تتوالد باستمرار ضمن منطق حلقي. لذلك، تعددت النتاجات الفنية النحتية ما بعد حداثوية واتسمت بتنوع موادها وتقنياتها. فضلاً عن ذلك، كانت هذه الفنون تعتمد على خامات وتقنيات تتصل بأطروحات وانعكاسات مجتمع ما بعد الحداثة. وهذا بدوره فرض تحولات جذرية في المجال الفني، مما أدى إلى اعتماد النحاتين على مواد استهلاكية من نتاج الصناعة.
كيف أثرت تقنية التجميع على تغيير مفاهيم النحت التقليدية؟
بصورة عامة، اعتمد فن التجميع على أفكار أساسية مثل العناصر المصنعة أو المواد المستهلكة، انطلاقًا من مفهوم البحث والتجريب لإيجاد قيم جمالية في العمل الفني. يعد هذا النوع من الفن تعبيرًا عن فلسفة الاستهلاك في الحياة اليومية، وإضفاء طابع الحياة على ما أتلفه الزمن أو دمرته الحرب، بحيث تولد من الموت حياة جديدة. ومن الطبيعي أن يؤدي استخدام مثل هذه الأشياء المبتذلة كمواد فنية في مجال النحت إلى مفهوم جديد للعمل الفني، يرتبط بتطور الفنون التشكيلية المعاصرة. وقد لعب الفنان التجميعي دورًا مميزًا في مهارة الترتيب والتجميع.
ما التحديات التي واجهها النحاتون في التوفيق بين جماليات العمل النحتي والابتكار التكنولوجي؟
ان التطور الاقتصادي والثقافي، ومستوى الابتكارات التقنية المرتفع، والنمو الصناعي، وتزايد معدلات الإنفاق، وظهور ما يسمى بـ "الكوجيتو الاستهلاكي"، كل هذا دفع إلى إيجاد قيمة جمالية للاستهلاك واعتناق ثقافة شعبية. مما أدى إلى اندماج الفن بعالم الصناعة والتقنيات الحديثة التي ترتبط بالإنتاج كمنظومة اقتصادية مالية. وهكذا كان لابد للفن أن يقترب من عالم المال والصناعة والتجارة الحرة، التي تقود إلى الترويج والإعلان. وكل هذا أدى إلى ظهور قيم جديدة للفن مرتبطة بالتطورات العلمية والتكنولوجية وأسلوب الحياة وفلسفته الجديدة.
كيف نجح فنانو نحت ما بعد الحداثة في استغلال "الواقع الافتراضي" كوسيط فني؟
نجح فنانو نحت ما بعد الحداثة في استغلال "الواقع الافتراضي" كوسيط فني من خلال تضمين معالجات ضوئية وحركية تجمع بين الضوء والحركة في المجسمات النحتية. هذه المعالجات تمثل أحد التحولات البنائية في نحت فنون ما بعد الحداثة، والتي تتماشى مع أبعادها المفاهيمية في البحث عن واقع افتراضي جديد. يتم ذلك من خلال فن حركي-سبراني تمتزج فيه الحركة والصوت والضوء في الفضاء، مما يزيح مفهوم اللوحة والجدار أمام حضور الآلة.
كيف تعكس التحولات البنائية في النحت النزعة نحو الفوضى والتفكك؟
بصورة عامة، أغلب نتاجات نحت ما بعد الحداثة كانت ذات نزعة تفكيكية، حيث تظهر الفوضى بشكل ملحوظ، خصوصًا في مجال النحت. الهدف من هذه الفوضى والتفكيك ليس الهدم بل بناء جديد ومعنى متجدد ومنفتح باستمرار على معانٍ جديدة. يتم ذلك من خلال معالجات بنائية تؤكد الانفلات من قيود المراقبة والقوانين، ومعالجة المدى الفضائي عبر مغادرة التمركز. هذه المفاهيم تجد مقارباتها لدى ميشيل فوكو، حيث يتم صياغة المنجز النحتي بعيدًا عن الرقيب والنخبوي والموضوعي والمنطقي، مستخدمًا لغة تشكيلية جديدة. في هذا السياق، ابتعد النحات ما بعد الحداثوي عن المشهد التسجيلي والتفصيلي إلى فضاء تشكيلي يعتمد على الاختزال المجرد للواقع في دلالته المباشرة من خلال تكوينات لا نهائية للأشكال المتداخلة، مما جعل البناء غير متماسك ومفتوحًا على كل الاحتمالات. هذا الانفتاح يتيح العديد من التفسيرات، مما يشير إلى إمكانية انفتاح النص تأويليًا أمام المتلقي. من خلال مخرجاته النحتية المتسمة بمفهومها البنائي المختلف، أراد النحات التأكيد على توافق عمله مع ثقافة ومرجعيات فنون ما بعد الحداثة التي دعت إلى انزياح في النسقيات السابقة.
إلى أي مدى استطاع النحت السوبريالي تقديم رؤية جديدة للعلاقة بين الإنسان والعالم؟
هدف النحات السوبريالي لم يكن مجرد عرض قدرته وبراعته في قراءة الواقع ونقله بدقة، بل تسليط الضوء على واقع يمثل رؤية اجتماعية أو سياسية. إذ أن عودة "الآخر" وإعادة الاعتبار لوجوده في الحياة والوجود وقيمته التي صادرتها الحداثة، تمثيل الأشخاص بهذه الدقة المتناهية، يجعل أفكارنا تتجه نحوهم وليس نحو ذواتنا. ذائقتنا وخيالاتنا تتعلق بالأشياء وليس بأنفسنا، إذ تلتقي الرؤية الذاتية مع الواقع الموضوعي. فالنحات السوبريالي يستطيع أن يجمع ويعبر عن حقيقة موضوعية وذاتية في آن واحد، بحيث يكون المشاهد مشاركًا فاعلًا، وهو ما يؤكد فاعلية التلقي بوصف مشاهد الحياة جزءًا أساسيًا من الحياة الثقافية لدى المتلقي.
ما هي العلاقة بين بنائية العمل النحتي والتوجهات الجمالية التي تؤكد تفكك الذات؟
العلاقة بين بنائية العمل النحتي والتوجهات الجمالية التي تؤكد تفكك الذات يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. تشاكل المرتكزات السياقية: تتشاكل المرتكزات السياقية للبناء النحتي فيما بينها، مما يساهم في تجذير الأثر الجمالي داخل البنية العامة التي كانت تحكم مرحلة ما بعد الحداثة.
2. استمالة أطر جديدة للمعرفة الجمالية: يثير نحاتو ما بعد الحداثة رغبة في استمالة أطر جديدة للمعرفة الجمالية، تأخذ في الحسبان التحولات المستمرة في المجال الفني.
3. تقويض آليات البناء الفني التقليدية: تسعى هذه التوجهات الجمالية إلى تقويض آليات البناء الفني في النحت بصيغته التقليدية عبر استخدام مفردات جديدة مثل البيئة والمحيط والشارع والأنقاض.
4. استخدام المواد الحديثة: يعتمد نحاتو ما بعد الحداثة على مواد مثل النفايات، الحديد، الخردة، الخشب، الرمل، ومواد البناء الأخرى، ما يعكس طابعًا تفكيكيًا وتحويليًا في النحت.
5. الارتباط بمرحلة ما بعد البنيوية: هذه التحولات البنائية تتصل بمرحلة ما بعد البنيوية، حيث يتم التركيز على التشظي والتفكيك لبناء مفاهيم ورؤى جمالية جديدة.
6. التأثيرات بعد الحرب العالمية الثانية: ترتبط هذه التحولات بالتراكمات التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، وتساهم في صياغة مسارات ذائقية جمالية جديدة على مستوى المعنى والتشكيل.
كيف استطاع النحت ما بعد الحداثوي الاستجابة للبيئات الطبيعية والمدنية والصناعية؟
.1 تأثير الصناعة والمعادن: من الطبيعي أن تصطبغ هذه المرحلة من تاريخ الفن بصبغة الصناعة والمعادن وكثرة البدائل والتطور التكنولوجي والوفرة المادية، مما جذب اهتمام الفنانين في هذه الحقبة.
2. استغلال المعادن: كان فن النحت من أكثر الفنون استغلالًا لمادة المعادن في مرحلة ما بعد الحداثة والمعاصرة.
3. المعطيات المعرفية والمادية والفنية: في ظل المعطيات المعرفية والمادية والفنية، دفع ذلك بالبنية النحتية إلى اعتماد تصميمات متعددة.
4. التشكيل المعدني: تأخذ هذه التصميمات على عاتقها النمو والرقي في عملية التشكل المعدني، مع فوارق المنشأ الفيزيائي لهندسة المعادن.
5. التفكيك والتركيب: يضاف إلى ذلك التفكيك والتركيب في دلالات الخامات وتحولاتها إثر عمليات القطع واللحم والصب والإكساء.
6. تأثيرات مرحلة ما بعد الحرب: لا ينفصل أيضًا عن تأثيرات مرحلة ما بعد الحرب، حيث تنعكس انعكاساتها النفسية وإسقاطاتها في النتاج النحتي.
7. الفتوحات العلمية: أيضًا لا يمكن تجاهل فتوحات علمية في عالم الضوء والحركة والصوت والزمن والفراغ، التي أثرت في تطور فنون النحت خلال هذه المرحلة.
كيف يمكن تفسير الأثر البيئي للأعمال النحتية المعاصرة في الفضاء العام؟
1. تأكيد المعطى الجمالي البيئي: الأثر البيئي للأعمال النحتية المعاصرة يتجسد من خلال تأكيد المعطى الجمالي البيئي الذي يحمله الفن.
2. الهامشية والابتذال: هذه الأعمال تركز على نتاجات همشت من البنى العميقة في موضوعاتها ومركزيتها، مما يعكس هامشية وابتذالًا بعيدًا عن الأشكال المقدسة والنظريات الشمولية.
3. التأثيرات الفكرية في المجتمع المادي: الأعمال النحتية تبتعد عن الفكر المادي في المجتمع، متجهة نحو الغرائز الجنسية، وحاجات الإنسان وتطلعاته.
4. الحراك اليومي والمهمش: تتصل الأعمال النحتية بحركة الإنسان اليومية والزائلة، مما يعكس التوجهات الملموسة للمجتمع في الفضاء العام.
5. ت فكك الذات والفوضى: توجهات هذه الأعمال تؤكد تفكك الذات وترسخ الفوضى والعدمية، مما يعكس حالة من الاضطراب الفكري.
6. موت الإنسان: في النهاية، تبرز هذه الأعمال رمزية موت الإنسان وتعكس حالة التدهور الفكري والوجودي في الفضاء العام.
ما دلالات استبدال الفن بالتكنولوجيا في إنتاج جماليات الواقع الافتراضي؟
دلالات استبدال الفن بالتكنولوجيا في إنتاج جماليات الواقع الافتراضي:
1. التحكم الآلي وحركية المجسمات النحتية: من خلال استخدام التحكم الآلي في حركية المجسمات النحتية، يتم إدخال عنصر الزمن بعد رابع، ما يتيح تحريك الأعمال الفنية وإضفاء طابع ديناميكي عليها.
2. استخدام الوسائط الطبيعية: تضمين العمل النحتي حركات فعلية باستخدام عناصر مثل الماء والهواء، بالإضافة إلى وسائط أخرى، كأحد التحولات البنائية في نحت فنون ما بعد الحداثة.
3 . الربط بين الفن والحياة :يُظهر هذا الربط كيف أن العمل الفني أصبح يعكس الواقع المعاش بشكل مباشر وغير مباشر، مع تعزيز تداخل الفن مع معطيات العلم والتكنولوجيا.
4. استفادة النحات من إمكانيات العصر التقني: من خلال تطور العلم والتكنولوجيا، يوظف النحات (الحركي-السبراني) إمكانيات العصر لتطوير أعماله المجسمة التي تعبر عن واقع الإنسان وتنقده بأسلوب فني خاص.
5. التراكب بين العمل النحتي ووسائل الإعلام: يتضمن العمل النحتي دمج وسائل الإعلام مثل الصوت، الحاسوب، والصور الفوتوغرافية، ما يعكس التحولات البنائية في نحت فنون ما بعد الحداثة.
6. تأكيد الحركية والديمومة: الأعمال الفنية المعاصرة تؤكد الحركية والديمومة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال التفاعل المستمر بين العناصر الفنية والتكنولوجية.
7. العولمة واتحاد الشبكات الإلكترونية: النزوح العولمي والتكامل بين الإلكترونيات والحواسيب ضمن شبكة اتصالية متكاملة يعزز من تأثير هذه التحولات في جماليات الواقع الافتراضي.
ما هي القضايا التي يمكن أن تستفيد من التقنيات الحديثة في النحت التجميعي والحركي؟
القضايا التي يمكن أن تستفيد من التقنيات الحديثة في النحت التجميعي والحركي:
1. استثمار التقنيات الحديثة: يمكن استثمار بعض التقنيات الحديثة، خاصة في مجال النحت التجميعي والحركي، لإنتاج أعمال فنية نصبية في الساحات والأماكن العامة، مما يتيح لها التفاعل مع الجمهور بشكل مباشر.
2. التعبير عن القضايا والأحداث: الأعمال النحتية يمكن أن تعكس القضايا والأحداث التي تهم المجتمع، مما يجعل الفن أداة للتعبير عن التحديات والواقع المعاصر.
3. تجربة النحات "أدوارد كينهولز": على سبيل المثال، تجربة النحات التجميعي "أدوارد كينهولز" في عمله النحتي "العملية غير القانونية" التي تتضمن مواضيع اجتماعية وسياسية.
4. المنحوتات الصادمة والواقعية: أعمال "كينهولز" غالبًا ما تكون صادمة في واقعيتها، حيث تعكس روايات لاذعة تواجه قضايا المجتمع بشكل حاد وواقعي.
5. التركيز على القضايا الاجتماعية والسياسية: تسهم هذه الأعمال الفنية في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية من خلال أسلوب فني يدمج بين الواقع والخيال، مما يعزز الحوار حول هذه القضايا في المجتمع.
كيف يمكن تحفيز الفنانين الناشئين لتبني فكر ما بعد الحداثة في تجاربهم الإبداعية؟
تحفيز الفنانين الناشئين لتبني فكر ما بعد الحداثة في تجاربهم الإبداعية يمكن أن يتم من خلال قراءة هذه الفلسفة في ضوء مبررات ولادتها في أرضها الأم، بوصفها انعكاسًا للشروط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الجديدة في المجتمعات الغربية. هذه الفلسفة تُكرس خصوصيتها بسبب نشأتها في الغرب، حيث مرت المجتمعات هناك بتناقضات وانقسامات في الأيديولوجيات الحداثية.
من بين أبرز هذه التناقضات كانت العلاقة بين المركز والهامش وما نشأ عنها من قيم الاستغلال الاستعماري، وغياب المساواة، وسيطرة النخبة، وغيرها. من الطبيعي أن تنشأ في هذا السياق اتجاهات مضادة تدعو إلى سقوط الأيديولوجيات والسرديات الكبرى، ونهاية الميتافيزيقا، والمطالبة بالخروج عن كل قياس معياري.
كذلك، تدعو هذه الاتجاهات إلى ترسيخ مبدأ الانتماء الفردي، وقد تروج أيضًا للثقافة الاستهلاكية السلعية، ورفض مقولات وفرضيات عصر التنوير، وخطاب الحداثة الذي يعتمد على الإيمان المطلق بالعقلانية الشمولية.
ما التوصيات العملية للنهوض بالنحت المعاصر في ضوء التحولات البنائية لنحت ما بعد الحداثة؟
التوصيات العملية للنهوض بالنحت المعاصر في ضوء التحولات البنائية لنحت ما بعد الحداثة تشمل عدة نقاط أساسية:
1. حث الفنانين وطلبة الفنون التشكيلية على الاطلاع والتعرف على التكوينات النحتية المعاصرة، من خلال دراسة عناصرها التشكيلية وأسسها البنائية.
2. التأمل في الأشكال السطحية والجوهرية للتكوينات النحتية للوصول إلى المعنى المنشود، بما يخدم تجاربهم الفنية.
3. تعزيز حركة الترجمة التي تواكب الحقل الثقافي في مجال الفنون المعاصرة، بما يسهم في إثراء المكتبات المحلية من كتب ومقالات ودراسات حول نحت ما بعد الحداثة.
4. التركيز على بنائية النحت المعاصر كجزء من الدراسات الأكاديمية والفنية المتخصصة.
في ختام هذا التحليل، يتبين لنا أن نحت ما بعد الحداثة لا يعد مجرد تحول تقني أو جمالي، بل هو انعكاس عميق للتحولات الفكرية التي شهدها القرن العشرون. من خلال أفكار مثل العدمية والتفكيك والتغيير الجذري في التصور الفني، تميز هذا النوع من النحت بالحرية والتنوع في استخدام المواد والأساليب. لقد قدمت الدكتورة بيداء كاظم عليوي الطائي من خلال دراستها لمفهوم نحت ما بعد الحداثة رؤية واضحة لأثر الفلسفات الفكرية في تشكيل هذا الفن، ونجحت في إظهار كيف أن التغيرات الفكرية والتكنولوجية تفتح آفاقًا جديدة للابتكار الفني. إن استكشاف العلاقة بين الفلسفة والفن يعكس عمق التجربة الإنسانية، ويساهم في خلق أعمال نحتية تحمل في طياتها رسائل اجتماعية وفلسفية ذات دلالات متعددة، مما يفتح أمامنا أفقًا جديدًا لفهم هذه التحولات المستمرة في عالم الفن.
اضف تعليق