يعد سرطان الثدي أحد أكثر الأمراض شيوعًا بين النساء على مستوى العالم، ويمثل الكشف المبكر والعلاج الفعال الأساس في زيادة نسب الشفاء وتحسين جودة حياة المصابات، في ظل التوعية المتزايدة بأهمية الفحص المبكر ودور العوامل الوراثية ونمط الحياة في الوقاية، تظهر الحاجة المستمرة للحصول على معلومات دقيقة وشاملة عن المرض...

يعد سرطان الثدي أحد أكثر الأمراض شيوعًا بين النساء على مستوى العالم، ويمثل الكشف المبكر والعلاج الفعال الأساس في زيادة نسب الشفاء وتحسين جودة حياة المصابات، في ظل التوعية المتزايدة بأهمية الفحص المبكر ودور العوامل الوراثية ونمط الحياة في الوقاية، تظهر الحاجة المستمرة للحصول على معلومات دقيقة وشاملة عن المرض وطرق التعامل معه. لمزيد من الإيضاح حول سرطان الثدي وأحدث العلاجات والوسائل الوقائية، حوارنا اليوم مع الدكتورة سرى ضياء الموسوي، الحاصلة على شهادة البورد في طب الأسرة وزميلة المجلس العربي للاختصاصات الصحية، للحديث عن هذا الموضوع الهام.

ما هو سرطان الثدي؟ وكيف يمكن للمرأة اكتشافه في مراحله المبكرة؟

سرطان الثدي هو مرض تنمو فيه خلايا الثدي غير الطبيعية بشكل خارج عن السيطرة وتشكل أوراما". يمكن للمرأة اكتشافه في مراحله المبكرة من خلال الفحص الذاتي ومتابعة أي تغيرات في شكل أو حجم أو ملمس الثدي. أو مراجعة مركز الرعاية الصحية الأولية للفحص ضمن برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

هل هناك أنواع لسرطان الثدي؟ وهل تختلف طرق العلاج حسب النوع؟

نعم، هناك عدة أنواع وتختلف طرق العلاج حسب النوع والمرحلة للمرض.

- الساركوما الوعائية

- السرطان الفصيصي الغزوي

- السرطان العصيمي الموضعي (LCIS)

- سرطان الثدي الالتهابي 

- سرطان الثدي المتكرر

- سرطان الثدي لدى الذكور

- سرطان القنوات الموضعي(DCIS)  

- مرض باجيت في الثدي

هل سرطان الثدي يصيب الرجال أيضا؟ 

نعم، يصيب المرض الرجال أيضا بشكل نادر لان يولد كلا الجنسين بنسيج ثديي.

ماهي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وهل هناك عوامل وراثية تؤثر على احتمالية الإصابة بسرطان الثدي؟

أ- عوامل لا يمكن تغييرها أو التحكم بها (خارجة عن السيطرة) وتشمل:

- الجنس حيث يصيب النساء أكثر بكثير من الرجال

- العوامل الوراثية: ٥-١٠% من الحالات وراثية.

- الحيض المبكر

- تاريخ العائلة بالإصابة.

- سن اليأس المتأخر.

- التعرض للأشعة على منطقة الصدر.

ب-عوامل يمكن تغييرها أو السيطرة عليها وتشمل:

ـــ عدم الأنجاب أو التأخر بالإنجاز

ـــ الامتناع عن الرضاعة الطبيعية

ــــ استخدام الهرمونات البديلة

ـــ استخدام موانع الحمل الهرموني

ـــ تناول الاطعمة المشبعة بالدهون

ـــ قلة التمارين الرياضية

ـــ السمنة

هل للعادات الغذائية أو نمط الحياة دور في الوقاية من سرطان الثدي أو زيادته؟ وهل يؤثر العمر على احتمالية الاصابة؟ وهل ممارسة الرياضة يمكن أن يقلل من خطر الاصابة؟ 

نعم، النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة بشكل منتظم له دور في تقليل الإصابة بالسرطان بشكل عام ومن ضمنها سرطان الثدي.

أما العمر فتزداد نسبة سرطان الثدي مع التقدم بالعمر حيث تزداد النسبة فوق عمر الـ ٤٠

هل تؤثر الهرمونات المستخدمة في العلاج أو وسائل منع الحمل على احتمالية الاصابة؟ 

نعم، استخدام العلاج الهرموني بعد سن اليأس لتقليل أعراض التغييرات الهرمونية الناتجة عن انقطاع الحيض يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. كما أن استخدام وسائل منع الحمل التي تحتوي على هرمون الاستروجين قد يزيد من خطر الإصابة لذلك يفضل استشارة الطبيب قبل البدء بأخذ العلاج.

ماهي الجراحة التحفظية مقارنة بالاستئصال الكلي للثدي؟ ومتى يفضل اختيار كل منهما؟

الجراحة التحفظية هي إزالة الكتلة الورمية أو الأنسجة الغير طبيعية الأخرى مع الحفاظ على مظهر الثدي تجرى لإزالة الأورام الصغير أو المراحل المبكرة جدا من المرض

أما استئصال الثدي هو إزالة جميع أنسجة الثدي وهو الإجراء المتبع لعلاج ما يلي: 

*المرحلتان الأولى والثانية من المرض اي المرحلة المبكرة

*السرطانية القنوية اللازمة 

*مرض باجيت في الثدي 

*سرطان الثدي الذي يعاود الظهور بعد العلاج

*كما قد يوصل الأطباء بقالة كامل الثدي أو الثديين معا في حالات أخرى متعددة.

 كيف يتم التعامل مع الحالات المتقدمة من سرطان الثدي؟

يصنف سرطان الثدي بأربع درجات حيث أن الدرجة الرابعة هي الأكثر اختلافات في الشكل والأكثر شدة. ويمكن الجمع بين العلاجات التقليدية والعلاج الهرموني في هذه المرحلة حيث يساعد العلاج على التقليل من الأعراض ومساعدة المريضات على العيش لمدة أطول وبجودة حياة أفضل قد تصل نسبة الشفاء من سرطان الثدي في المراحل المتقدمة إلى ٢٥% تقريبا.

ما هو دور العلاج الكيميائي والاشعاعي في علاج سرطان الثدي؟ وهل هناك اثار جانبية كبيرة؟ 

العلاج الكيميائي هو استخدام أدوية تستهدف خلايا سرطان الثدي.

اما العلاج الإشعاعي فستخدم الأشعة السينية عالية الطاقة أو البروتينات أو الجسيمات الأخرى لقتل الخلايا السرطانية.

لهذه العلاجات دور مهم في زيادة فرصة التعافي أو تقليل مخاطر عودة الاصابة بالسرطان أو تخفيف الأعراض الناتجة لكل منهما آثار جانبية تختلف شدتها حسب الجرعة والمدة وتختلف من شخص إلى آخر ممكن أن تحدث أثناء المعالجة أو تكون الآثار الجانبية لاحقة طويلة المدى.

ماهي التقنيات الجديدة في علاج سرطان الثدي؟ 

يعني التقدم المحرز في خيارات العلاج المتاحة للمصابات بأورام الثدي إمكانية نجاة عدد أكبر من النساء من هذا المرض، وإطالة فترة حياة المصابات بأورام الثدي التي لا يمكن شفاؤها. كما تأخذ خيارات العلاج المتقدمة في الاعتبار استعادة نوعية حياة المريضة بدلاً من التركيز على العلاج وحسب.

وتعطينا تلك التطورات مزيدًا من الأمل، حيث أسفرت الأبحاث العلمية عن العديد من التطورات الواعدة في علاج أورام الثدي، والتي من شأنها تحسين حياة العديد من النساء في المستقبل وإنقاذها من هذه التقنيات العلاج الموجه والعلاج المناعي ومثبطات ال PARP وتبريد فروة الرأس والعلاج الإشعاعي التكيفي ethos.

ما هو الدور الذي تؤدي الرضاعة الطبيعية في الوقاية من سرطان الثدي؟ 

تم إثبات التأثير الوقائي للرضاعة الطبيعية على مخاطر الإصابة بسرطان الثدي في العديد من الدراسات.

 وجدت إحدى الدراسات أن الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل قللت من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 5% مقارنة بالنساء اللائي لم يرضعن. 

وجدت دراسة أخرى أن الرضاعة الطبيعية لمدة 12 شهرًا أو أكثر قللت من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 20 %. يبدو أن التأثير الوقائي يكون أكبر بالنسبة للنساء اللواتي يرضعن لفترات أطول والذين يرضعون أكثر من طفل واحد.

كيف يمكن تقديم الدعم النفسي للنساء المصابات بسرطان الثدي؟ وما هو تأثير المرض على الحالة النفسية للمريضات؟ وكيف يمكنهن التعامل معه؟ 

تعاني مريضة سرطان الثدي من الكثير من المخاوف والضغوطات النفسية بسبب المرض وتبعات العلاج وقد يحدث الدعم النفسي من العائلة والأصدقاء فرقًا كبيرًا في صحة المريضة وجودة الحياة

ويمكن تقديم بعض الدعم النفسي لمريضة سرطان الثدي بالطرق التالية:

*مصافحة المريضة أو معانقتها، إذ تخفف هذه السلوكيات عنها كثيرًا

*زيارة المريضة، أو إرسال رسالة نصية، أو إرسال بطاقة لتذكيرها بأنها دائمًا في البال

*إعلام المريضة بالاستعداد للاستماع إليها في أي وقت كان

*احترام خصوصية المريضة وحاجتها للبقاء وحدها

*إبقاء العلاقة مع المريضة كما كانت من قبل

بعد العلاج ماهي الخطوات التي يجب اتابعها لمتابعة الحالة والوقاية من عودة المرض؟ 

بعد الشفاء من المرض يجب على المريضة اتباع التعليمات التالية للوقاية من عودة المرض:

*الالتزام بالجدول الزمني لإجراء الفحوصات اللازمة للمتابعة 

* الحفاظ على وزن صحي. قد يساعد الاحتفاظ بوزن صحي في تقليل فرص معاودة الإصابة بسرطان الثدي.

 *ممارسة الرياضة. قد تقلل ممارسة الرياضة بانتظام فرص معاودة الإصابة بسرطان الثدي.

 * اختيار نظام غذائي صحي. يفضل أن تشمل الحميتة الغذائية الكثير من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة. وفي حال التدخين أو تناول الكحوليات فيجب تركها.

هل هناك علاجات داعمة بعد الشفاء لتقليل احتمالية تكرار الاصابة؟

من الإستراتيجيات ذات الصلة بتقليل احتمالية معاودة الإصابة بسرطان الثدي:

ـــ العلاج الهرموني. قد يؤدي الخضوع للعلاج الهرموني بعد العلاج الأوّلي إلى تقليل فرص تكرار الإصابة بسرطان الثدي إذا كنت مصابة بنوعه الإيجابي لمستقبلات الهرمونات. قد يستمر العلاج الهرموني لمدة خمس سنوات على الأقل.

ـــ العلاج الكيميائي. بالنسبة إلى النساء المصابات بسرطان الثدي المُعرضات لفرص متزايدة لمعاودة الإصابة بالسرطان، ثبت أن العلاج الكيميائي قد قلل فرص معاودة الإصابة بالسرطان، وأن السيدات اللاتي يتلقين علاجًا كيميائيًا يعشن فترة أطول.

ـــ العلاج الإشعاعي. تقل فرص معاودة الإصابة بالسرطان بين للنساء اللاتي عولج سرطان الثدي لديهن بجراحة استبقاء الثدي واللاتي كنّ مصابات بورم كبير الحجم أو بسرطان الثدي الالتهابي إذا ما خضعن للعلاج الإشعاعي.

ـــ العلاج الاستهدافي. إذا كانت حالة السرطان لديك ترتبط بزيادة إنتاج بروتين HER2، فقد تساعد الأدوية التي تستهدف هذا البروتين في تقليل فرصة معاودة الإصابة بالسرطان.

ـــ أدوية بناء العظام. يقلل تناوُل أدوية بناء العظام احتمالية معاودة الإصابة بسرطان العظام (النَقيلة العظمية) بين النساء المعرضات لاحتمالية كبيرة لمعاودة الإصابة بسرطان الثدي.

كيف ترين مستقبل العلاج لمرضى سرطان الثدي؟ هل يمكن الوصول إلى علاج شاف تماما؟ 

علاج مرضى سرطان الثدي في تطور مستمر ونتائج إيجابية لذلك نرى ازدياد حالات الشفاء من هذا المرض التي تصل إلى ٩٩% عند الاكتشاف والعلاج المبكر بالإضافة إلى زيادة التوعية الصحية للتحري عن سرطان الثدي.

ماهي الفحوصات الدورية التي تنصحين بها للكشف المبكر عن سرطان الثدي؟ 

مراجعة مراكز الصحية الأولية وإجراء الفحوصات الدورية ضمن برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي التي تشمل التوعية بالفحص الذاتي للثدي وإجراء فحص أشعة الماموكرام لكافة النساء من عمر ٤٠ إلى ٧٥ سنة.

ما هي الخيارات العلاجية المتاحة لسرطان الثدي؟ وكيف يتم تحديد العلاج المناسب لكل مريض؟ 

“الجراحة ”العلاج الكيميائي ،العلاج الاشعاعي ،العلاج الهرموني ،العلاج المناعي والعلاج الموجه

ويتم تحديد العلاج حسب مراحل المرض ونوع السرطان والحالة العامة للمريضة بالإضافة إلى موافقة المريضة في اخذ العلاج.

ماهي النصائح التي تقدميها للنساء لتقليل خطر الاصابة بسرطان الثدي؟  

ننصح جميع النساء بالنصائح المهمة التالية للوقاية من سرطان الثدي بشكل استباقي: 

* الحفاظ على وزن صحي

*اتباع نظام غذائي صحي

*ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

*تجنب التدخين

*الفحص الذاتي للثدي واستشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغيرات في الثدي

*الرضاعة الطبيعية فلها دور مهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ختامًا، تتقدم “شبكة النبأ المعلوماتية” بالشكر الجزيل للدكتورة “سرى ضياء الموسوي” على هذه المعلومات القيمة والمفيدة، ونتمنى للجميع دوام الصحة والعافية.

اضف تعليق