القطاعات الاهلية والحكومية وصلت منذ زمن قريب الى حد التخمة بالعاملين، وهي أقرب الى الكأس الممتلئ الذي لا يستوعب أكثر من طاقته المعلومة، ومن اجل ذلك توجب عليك أيها الفرد تعدد مهاراتك وتحديثها وديمومتها، فقليلي الخبرة والكسالى الذين لا يطورون من أنفسهم لا مكان لهم، وتذكر أن سوق العمل لا يرحم بغير الجادين...
من حسنات الزمن الماضي هو الحصول على فرصة عمل بسهولة كبيرة، وقد تسعفك مجرد معرفتك بتشغيل جهاز الكومبيوتر بالتمتع في عمل مميز عن اقرانك الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، اميون في كل شيء، لكن ذلك الزمن قد ولى وأصبح الحصول على وظيفة او عمل معين يحتاج الى مزيد من المهارات فقد لا تكفي مهارة واحدة.
ليس بالزمن البعيد اخذت التعقيدات في القبول بأي عمل تزداد تدريجيا، فمن كان يمتلك النزر اليسير من المهارات الفردية، تمكنه من العمل بأفضل الأماكن سواء الحكومية او الخاصة، ويعود ذلك الى سهولة وطبيعة العمل وخلوه من التعقيد بصورة عامة، اما الآن فليس هكذا.
مع تقادم الأيام صار التعقيد ملازما لأغلب مفاصل الحياة العامة والخاصة، وأصبح من الصعب القبول في عمل بعد اجراء المقابلات الشخصية التي تحولت من مجرد اجراء شكلي وروتيني، الى عقبة لا يمكن اجتيازها بسهولة، وفي أحيان كثيرة تنهي الرحلة الشاقة في البحث عن العمل.
الأسئلة التي يوجهها من يعلنون عن وظيفة شاغرة تكون في أحيان كثيرة مستفزة، وفيها شيء او نوع من الاستهانة في المتقدم، كأن يجب ان يحمل شهادات مشاركة في دورات بمستوى متقدم، ويكتسب لكم هائل من الخبرات، وهذه الخبرات والدورات لا يمكن ان تكتسب الى بعد مزاولة العمل ولسنين طويلة، وفي الوقت بحاجة الى كميات كبيرة من الأموال للحصول عليها.
من ليس لديه مصروفات يومه كيف يوفر هذه النقود لكسب المهارة؟، سؤال يتردد في اذهان العديد ممن يبحثون عن فرصة عمل، وغاب عن مخيلة أصحاب المصالح الكبيرة الذين يهمهم بالدرجة الأساس مصلحتهم الشخصية، وفي أكثر الأوقات يتجردون عن الإنسانية التي وصت بها الشريعة السماوية.
لقد فرض التسارع الكبير في الجوانب الحياتية والعملية على العاملين في مجالات شتى العمل على تطوير المهارات بصورة مستمرة، فمن يريد التقدم في مجال ما عليه مواكبة التطور في هذا المجال، ولا يصح ان يكتفي بما لديه من مهارات قد تكون بسيطة، لاسيما وان المهن والاعمال بمجملها قابلة للتطور بوتيرة متصاعدة.
وهنا يتحتم على الافراد التمكن والاحاطة في كل شيء يتعلق بمجال عملهم، فهذا التمكن ليس من باب من أبواب الترف الفردي، بل هو أساس من اساسيات الحصول على عمل مرموق في ظل النقص الكبير في مجمل الوظائف العامة في القطاعين الخاص والحكومي.
القطاعات الاهلية والحكومية وصلت منذ زمن قريب الى حد التخمة بالعاملين، وهي أقرب الى الكأس الممتلئ الذي لا يستوعب أكثر من طاقته المعلومة، ومن اجل ذلك توجب عليك أيها الفرد تعدد مهاراتك وتحديثها وديمومتها، فقليلي الخبرة والكسالى الذين لا يطورون من أنفسهم لا مكان لهم، وتذكر أن سوق العمل لا يرحم بغير الجادين.
إضافة الى انه لا يرحم، فانه من المجالات الأكثر نفورا وطردا للأفراد الذين لا يملكون عمقا في مجالاتهم، ويتعاملون من الوظائف بطريقة سطحية لا تلبي متطلبات المرحلة، وبالتالي يكون عرضة للطرد او التسريح بأقرب فرصة تأتي للتخلص من العناصر الزائدة او غير المنتجة في مجال ما او قسم من الأقسام.
وهذه المسألة بالتحديد تتطلب من الفرد العامل الحيطة والحذر الدائمين للحفاظ على عمله من الضياع وبالنتيجة الانضمام الى جيش العاطلين عن العمل والاستعداد الى مهمة البحث عن عمل جديد قد يكون ملائم لما يحمله الفرد من خبرات، او يُجبر على تقبله نتيجة لوضعه الاقتصادي المتردي.
طبيب كنت ام مدرس او أي صاحب حرفة او مهنة إذا كنت غير مقتنع بما تقدمه من خلالها فلا يمكن ان تبدع او تواصل العمل فيها، وان كنت على خلاف ذلك، فمن المهم جدا ان تحرص على تطوير الذات واكتساب الخبرات اللازمة، وبالتالي سينعكس على ادائك المهني بما يجعلك من أصحاب الصدارة وفي مقدمة المبتكرين الدائمين والتغيير الإيجابي المستمر.
اضف تعليق