من خلال التجارب يستطيع الانسان ان يصل الى أعلى المراتب، فهناك شخص بسيط استطاع أن يصل إلى مراتب عالية من خلال الخوض في التجارب والاستفادة منها، والعزيمة العالية للوصول الى الهدف، ورد في قصة \"جاك ما\" مؤسس شركة علي بابا: إنه كان يركب دراجته لمدة 40 دقيقة يوميا وعلى مدى 8 سنوات، للوصول إلى فندق بالقرب من بحيرة هانغتشو، كي يحتك بالسياح ويقدم لهم خدماته كدليل سياحي مجاني وبهدف ممارسة اللغة الانجليزية...
مهما يتعلم الإنسان من المناهج الأكاديمية تبقى معلوماته في أكثر الأحيان مجرد كتابات على ورق، أو مجرد نصوص يعرف عنها بعض الأمور ولكن الفائدة الكبرى تحصل من خلال التجارب التي يحصل عليها الفرد من خلال أعماله وأفعاله حول ذلك الموضوع، لذلك ربما نجد أخطاء كثيرة عند بعض من يحمل شهادة أكاديمية لأن علمه مجرد نصوص قد تأخذ بيده نحو النجاح في مهنته وقد لا تفيده سوى في رفع اسمه في المجتمع، لأنه من الصنف المتعلم.
بالتأكيد هناك أهمية كبيرة لهذه المعلومات ولكن يجب أن نجعل التجارب أيضاً في كفة الميزان كي يتعادل الوزن من حيث المعلومات والتجارب، ربما نستطيع أن نقول إن المعلومات والتجارب يكملان بعضهما البعض لأن المعلومات دون التجارب لا تفي بالغرض، والتجارب دون المعلومات والشهادة الأكاديمية لا يعترف بها من حيث العمل في دوائر الدولة وأماكن أخرى، حيث يكون العامل يستهان به لعدم حصوله على الشهادة واكمال دراسته وعدم قبوله والاعتراف به.
كل شخص وهو في طريقه إلى المستقبل، سوف يمر بصنوف من التجارب في كل ساعة بل كل لحظة، وفي كل جانب من جوانب الحياة توجد تجارب كثيرة ولكن هناك من يهتم بهذه التجارب ويتعظ بها وهناك من يكمل طريقه ولا يعبأ بما حدث أو سيحدث ويقع ثانية وثالثة... في نفس المقلب، لذلك فالإنسان الذكي هو من يتعلم من أخطائه كما يقول الشاعر:
لقد جربت هذا الدهر حتى ... أفادتني التجارب والعناء
من خلال التجارب يستطيع الانسان ان يصل الى أعلى المراتب، فهناك شخص بسيط استطاع أن يصل إلى مراتب عالية من خلال الخوض في التجارب والاستفادة منها، والعزيمة العالية للوصول الى الهدف، ورد في قصة "جاك ما" مؤسس شركة علي بابا: إنه كان يركب دراجته لمدة 40 دقيقة يوميا وعلى مدى 8 سنوات، للوصول إلى فندق بالقرب من بحيرة هانغتشو، كي يحتك بالسياح ويقدم لهم خدماته كدليل سياحي مجاني وبهدف ممارسة اللغة الانجليزية.
وقال جاك في مقابلة له مع صحيفة (نيويورك تايمز) إن ما تعلمه في المدرسة والكتب مختلف جداً عما تعلمه مع السياح. وذكر أنه مر بأوقات عصيبة في الدراسة إذ فشل مرتين في امتحان القبول لدخول الجامعة. فالتحق بجامعة ينظر إليها على أنها أسوأ جامعة في مدينته هي جامعة هانغتشو التي تعتبر داراً للمعلمين، وذلك في عام 1984.
وبعد التخرج، مارس جاك مهنة تدريس اللغة الانجليزية لمدة 5 سنوات براتب 100 إلى 120 يوان، ما يعادل 12 إلى 15 دولاراً أمريكياً شهرياً، فدفعه راتبه التعيس إلى البحث عن مصادر أخرى للكسب. وفي عام 1995، ذهب (جاك ما) إلى سياتل للعمل كمترجم.
في هذه الزيارة الأولى إلى الولايات المتحدة، عرّفه أصدقاؤه بالإنترنت. حينذاك أدرك أن أي مصدر للبيانات على الإطلاق غير موجود في الصين، وقال جاك إنه لمس وقتذاك لوحة المفاتيح لأول مرة في حياته، وصف نفسه بالأعمى الذي يركب على ظهر نمر اعمى ولكنه عندما عاد الى الوطن، أطلق موقعا إلكترونياً للبيانات هو عبارة عن دليل للأعمال التجارية أطلق عليه اسم "الصفحات الصينية".
موقع "الصفحات الصينية" لم يكن مشروعا مثمراً، ولكن بحلول عام 1999 جمع جاك 18 صديقا في شقته في مدينة هانغتشو ليكشف لهم عن فكرة إنشاء شركة جديدة للتجارة الإلكترونية.
وافق الجميع على المشروع وجمعوا 60 ألف دولارا أمريكيا لإطلاق موقع "علي بابا". ويقول جاك إنه اختار هذا الاسم لأنه اسم سهل وعالمي فجميع الأجناس سمعت بقصة "علي بابا والأربعين حرامي" وعبارة " افتح يا سمسم" التي تفتح الأبواب إلى الكنوز المخبأة.
وفي عام 2003، أطلق جاك الموقع الإلكتروني التجاري "تاوباو"، لينافس موقع "إي- باي" الصيني، وبحلول شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2005، اكتسب الموقع 70% من سوق التسوق الإلكتروني في الصين.
وفي سن الـ 50، بلغت ثروة مؤسس ورئيس شركة علي بابا 21 مليار دولار، وفقا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات. ويعد جاك ما شخصا مُلهِماً للكثير من الشباب حول العالم، ويستمع طلاب الجامعات إلى محاضراته بكل اهتمام وشغف.
هناك مثل جميل يقول انت لا تفشل إلا اذا توقفت عن المحاولة، قد تمر آلاف الأفكار في عقل الانسان ولكن ربما يكون هذا الشخص متشتت البال ولا يستفيد من تلك الأفكار والتجارب، ولكن النقطة الأهم هي التركيز على الفكرة والاستفادة من الدروس الماضية، كي يتطور المرء وينجح يعد التعلم من التجارب جزءاً كبيراً من سعادة المرء أو بؤسه، لذلك يجب أن نضع الظروف والسلبيات على جانب كي نعرف كيف نتصرف مع الأمور بأفضل ما يمكن.
نصيحة (جاك ما) للمساهمين والعملاء والطلاب من جامعات هونغ كونغ، هو أخذ زمام الأمور بأيديهم والتحرك لإطلاق مشاريعهم الخاصة بغية التعامل مع الانكماش الاقتصادي بدلا من انتظار الوظائف الحكومية أو الخاصة. حيث إن أكبر الثروات في العالم حققها أناس استغلوا الفرص.
لابد لنا أن نبحث عن طرق جديدة لتغيير بؤس المجتمع والفشل الموجود كي نرتقي ونستمر في البحث عن محاولات جديدة للتغيير والتطوير نحو النجاح، فلنسِر بخطوات واثقة في داخل الأنفاق والجحيم الذي تظهره لنا الحياة ويتحتم علينا العبور منها، فلنؤمن بمن لم يرِد لنا سوى الخير وجعل مفاتيح النجاح بأيدينا. قال تعالى في كتابه الكريم:
(أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى)
فأي عمل لابد وأن يخرج إلى النور وينور العالم أو يسبب بؤساً للعالم، فإن كان سيئاً فلننظر ماذا نعمل وماذا نقدم؟ وما نفعل بتلك التجارب التي وجدت لتكون طريقنا نحو النجاح..
فهل سنتعلم منها؟.
اضف تعليق